سورة العنكبوت
قال محمد الأمين بن محمد المختار بن عبد القادر الجكني الشنقيطي (ت: 1393هـ): (سورة العنكبوت
قوله تعالى: {وما هم بحاملين من خطاياهم من شيءٍ} الآية [العنكبوت: 12].
لا يعارضه قوله تعالى: {وليحملنّ أثقالهم وأثقالًا مع أثقالهم} [العنكبوت: 13]، كما تقدّم بيانه مستوفًى في سورة «النّحل».
فأثقالهم: أوزار ضلالهم، والأثقال الّتي معها: أوزار إضلالهم، ولا ينقص ذلك شيئًا من أوزار أتباعهم الضّالّين.
قوله تعالى: {وجعلنا في ذرّيّته النّبوّة والكتاب} [العنكبوت: 27].
هذه الآية الكريمة تدلّ على أنّ النّبوّة والكتاب في خصوص ذرّيّة إبراهيم، وقد ذكر في سورة «الحديد» ما يدلّ على اشتراك نوحٍ معه في ذلك في قوله: {ولقد أرسلنا نوحًا وإبراهيم وجعلنا في ذرّيّتهما النّبوّة والكتاب} [الحديد: 26].
والجواب: أنّ وجه الاقتصار على إبراهيم أنّ جميع الرّسل بعده من ذرّيّته، وذكر نوحٌ معه لأمرين:
أحدهما: أنّ كلّ من كان من ذرّيّة إبراهيم فهو من ذرّيّة نوحٍ.
والثّاني: أنّ بعض الأنبياء من ذرّيّة نوحٍ، ولم يكن من ذرّيّة إبراهيم، كهودٍ وصالحٍ ولوطٍ ويونس -على خلافٍ فيه- ولا ينافي ذلك الاقتصار على إبراهيم؛ لأنّ المراد من كان بعد إبراهيم لا من كان قبله أو في عصره، كلوطٍ، عليهما وعلى نبيّنا الصّلاة والسّلام). [دفع إيهام الاضطراب: 248-249]