دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > إدارة برنامج إعداد المفسر > القراءة المنظمة في التفسير وعلوم القرآن

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19 شوال 1442هـ/30-05-2021م, 06:23 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي سورة فاطرٍ

سورة فاطرٍ
قال محمد الأمين بن محمد المختار بن عبد القادر الجكني الشنقيطي (ت: 1393هـ): (سورة فاطرٍ
قوله تعالى: {وما يعمّر من معمّرٍ ولا ينقص من عمره إلّا في كتابٍ} [فاطر: 11].
الضّمير في قوله: {عمره} يظهر رجوعه إلى المعمّر، فيشكل معنى الآية؛ لأنّ المعمّر والمنقوص من عمره ضدّان، فيظهر تنافي الضّمير ومفسّره.
والجواب: أنّ المراد بالمعمّر هنا: جنس المعمّر الّذي هو مطلق الشّخص، فيصدق بالّذي لم ينقص من عمره، وبالّذي نقص من عمره، فصار المعنى: لا يزاد في عمر شخصٍ ولا ينقص من عمر شخصٍ إلّا في كتابٍ.
وهذه المسألة هي المعروفة عند علماء العربيّة بمسألة: عندي درهمٌ ونصفه، أي نصف درهمٍ آخر.
قال ابن كثيرٍ في تفسيره: الضّمير عائدٌ على الجنس لا على العين؛ لأنّ طويل العمر في الكتاب وفي علم الله لا ينقص من عمره، وإنّما عاد الضّمير على الجنس. انتهى منه.


قوله تعالى: {ومكر السّيّئ} [فاطر: 43].
يدلّ على أنّ المكر هنا شيءٌ غير السّيّئ أضيف إلى السّيّئ؛ للزوم المغايرة بين المضاف والمضاف إليه.
وقوله تعالى: {ولا يحيق المكر السّيّئ إلّا بأهله} [فاطر 43] يدلّ على أنّ المراد بالمكر هنا هو السّيّئ بعينه لا شيء آخر، فالتّنافي بين التّركيب الإضافيّ والتّركيب التّقييديّ ظاهرٌ.
والّذي يظهر -والله تعالى أعلم- أنّ التّحقيق جواز إضافة الشّيء إلى نفسه إذا اختلفت الألفاظ؛ لأنّ المغايرة بين الألفاظ ربّما كفت في المغايرة بين المضاف والمضاف إليه، كما جزم به ابن جريرٍ في تفسيره في غير هذا الموضع.
ويشير إليه ابن مالكٍ في الخلاصة بقوله:
وإن يكونا مفردين فأضف ... حتمًا وإلّا أتبع الّذي ردف
وأمّا قوله:
ولا يضاف اسمٌ لما به اتّحد ... معنًى وأوّل موهمًا إذا ورد
فالّذي يظهر فيه بعد البحث أنّه لا حاجة إلى تأويله مع كثرته في القرءان واللّغة العربيّة، فالظّاهر أنّه أسلوبٌ من أساليب العربيّة؛ بدليل كثرة وروده، كقوله هنا: {ومكر السّيّئ}، والمكر هو السّيّئ، بدليل قوله: {ولا يحيق المكر السّيّئ} الآية، وكقوله: {والدّار الآخرة} [الأعراف: 169]، والدّار هي الآخرة. وكقوله: {شهر رمضان} [البقرة: 185]، والشّهر هو رمضان، على التّحقيق. وكقوله: {من حبل الوريد} [ق: 16]، والحبل هو الوريد.
ونظيره من كلام العرب قول عنترة في معلّقته:
ومشكّ سابغةٍ هتكت فروجها ... بالسّيف عن حامي الحقيقة معلم
فأصل المشكّ -بالكسر- السّير الّذي تشدّ به الدّرع، ولكنّ عنترة هنا أراد به نفس الدّرع وأضافه إليها، كما هو واضحٌ من كلامه؛ لأنّ الحكم بهتك الفروج واقعٌ على الدّرع لا على السّير الّذي تشدّ به، كما جزم به بعض المحقّقين، وهو ظاهرٌ، خلافًا لظاهر كلام صاحب تاج العروس، فإنّه أورد بيّت عنترة شاهدًا لأنّ المشكّ السّير الّذي تشدّ به الدّرع. بل المشكّ في بيت عنترة هذا -على التّحقيق- هو الدرع السّابغة، وأضيف إليها على ما ذكرنا.

وقول امرئ القيس:

كبكر المقاناة البياض بصفرةٍ ... غذاها نمير الماء غير المحلّل
فالبكر هي المقاناة، على التّحقيق.

وأمّا على ما ذهب إليه ابن مالكٍ فالجواب تأويل المضاف بأنّ المراد به مسمّى المضاف إليه). [دفع إيهام الاضطراب: 266-268]


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 19 شوال 1442هـ/30-05-2021م, 06:23 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي سورة يس

سورة يس
قال محمد الأمين بن محمد المختار بن عبد القادر الجكني الشنقيطي (ت: 1393هـ): (سورة يس
قوله تعالى: {إنّما تنذر من اتّبع الذّكر وخشي الرّحمن} الآية [يس: 11].
ظاهرها خصوص الإنذار بالمنتفعين به، ونظيرها قوله تعالى: {إنّما أنت منذر من يخشاها} [النازعات: 45].
وقد جاءت آياتٌ أخر تدلّ على عموم الإنذار، كقوله: {وتنذر به قومًا لدًّا} [مريم: 97]، وقوله: {ليكون للعالمين نذيرًا} [الفرقان: 1]، وقوله: {فأنذرتكم نارًا تلظّى} [الليل: 14].
وقد قدّمنا وجه الجمع بأنّ الإنذار في الحقيقة عامٌّ، وإنّما خصّ في بعض الآيات بالمؤمنين لبيان أنّهم هم المنتفعون به دون غيرهم، كما قال تعالى: {وذكّر فإنّ الذّكرى تنفع المؤمنين} [الذاريات: 55].
وبيّن أنّ الإنذار وعدمه سواءٌ بالنّسبة إلى إيمان الأشقياء، بقوله: {سواءٌ عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون} [البقرة: 6] ). [دفع إيهام الاضطراب: 269]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 19 شوال 1442هـ/30-05-2021م, 06:24 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي سورة الصّافّات

سورة الصّافّات
قال محمد الأمين بن محمد المختار بن عبد القادر الجكني الشنقيطي (ت: 1393هـ): (سورة الصّافّات
قوله تعالى: {فنبذناه بالعراء وهو سقيمٌ} [الصافات: 145].
هذه الآية الكريمة فيها التّصريح بنبذ يونس بالعراء، عليه وعلى نبيّنا الصّلاة والسّلام.

وقد جاءت آيةٌ أخرى يتوهّم منها خلاف ذلك، وهي قوله: {لولا أن تداركه نعمةٌ من ربّه لنبذ بالعراء} الآية [القلم: 49].
والجواب: أنّ الامتناع المدلول عليه بحرف الامتناع -الّذي هو: «لولا»- منصبٌّ على الجملة الحاليّة لا على جواب «لولا».
وتقرير المعنى: لولا أن تداركه نعمةٌ من ربّه لنبذ بالعراء في حال كونه مذمومًا، لكنّه تداركته نعمة ربّه، فنبذ بالعراء غير مذمومٍ. فهذه الحال عمدةٌ لا فضلةٌ. أو أنّ المراد بالفضلة: ما ليس ركنًا في الإسناد، وإن توقّفت صحّة المعنى عليه.

ونظيرها قوله تعالى: {وما خلقنا السّماوات والأرض وما بينهما لاعبين} [الدخان: 38]، وقوله: {وما خلقنا السّماء والأرض وما بينهما باطلًا} الآية [ص: 27]؛ لأنّ النّفي فيهما منصبٌّ على الحال لا على ما قبلهما). [دفع إيهام الاضطراب: 270]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 19 شوال 1442هـ/30-05-2021م, 06:24 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي سورة ص

سورة ص
قال محمد الأمين بن محمد المختار بن عبد القادر الجكني الشنقيطي (ت: 1393هـ): (سورة ص
قوله تعالى: {وهل أتاك نبأ الخصم} الآية [ص: 21].
هذه الآية تدلّ بظاهرها على أنّ الخصم مفردٌ، ولكنّ الضّمائر بعده تدلّ على خلاف ذلك.
والجواب: أنّ الخصم في الأصل مصدر خصمه، والعرب إذا نعتت بالمصدر أفردته وذكّرته.
وعليه، فالخصم يراد به الجماعة والواحد والاثنان، ويجوز جمعه وتثنيته؛ لتناسي أصله الّذي هو المصدر، وتنزيله منزلة الوصف). [دفع إيهام الاضطراب: 271]


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 19 شوال 1442هـ/30-05-2021م, 06:25 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي سورة الزّمر

سورة الزّمر
قال محمد الأمين بن محمد المختار بن عبد القادر الجكني الشنقيطي (ت: 1393هـ): (سورة الزّمر
قوله تعالى: {والّذي جاء بالصّدق} [الزمر: 33].
ظاهرٌ في الإفراد.
وقوله: {أولئك هم المتّقون} [الزمر: 33]، يدلّ على خلاف ذلك.

وقد قدّمنا وجه الجمع محرّرًا بشواهده في سورة «البقرة» في الكلام على قوله تعالى: {مثلهم كمثل الّذي استوقد نارًا} الآية [البقرة: 17].


قوله تعالى: {قل يا عبادي الّذين أسرفوا على أنفسهم} الآية [الزمر: 53].
هذه الآية الكريمة تدلّ على أمرين:
الأوّل: أنّ المسرفين ليس لهم أن يقنطوا من رحمة الله. مع أنّه جاءت آيةٌ تدلّ على خلاف ذلك، وهي قوله تعالى: {وأنّ المسرفين هم أصحاب النّار} [غافر: 43].
والجواب: أنّ الإسراف يكون بالكفر، ويكون بارتكاب المعاصي دون الكفر، فآية: {وأنّ المسرفين هم أصحاب النّار} [غافر: 43] في الإسراف الّذي هو كفرٌ، وآية: {قل يا عبادي الّذين أسرفوا على أنفسهم} في الإسراف بالمعاصي دون الكفر.

ويجاب أيضًا بأنّ آية: {وأنّ المسرفين هم أصحاب النّار} فيما إذا لم يتوبوا، وأنّ قوله: {قل يا عبادي الّذين أسرفوا} فيما إذا تابوا.
والأمر الثّاني: أنّها دلّت على غفران جميع الذّنوب.

مع أنّه دلّت آياتٌ أخر على أنّ من الذّنوب ما لا يغفر، وهو الشّرك بالله تعالى.
والجواب: أنّ آية: {إنّ الله لا يغفر أن يشرك به} [النساء: 48]، مخصّصةٌ لهذه.

وقال بعض العلماء: هذه مقيّدةٌ بالتّوبة؛ بدليل قوله تعالى: {وأنيبوا إلى ربّكم}[الزمر: 54]، فإنّه عطف على قوله: {لا تقنطوا}، وعليه فلا إشكال. وهو اختيار ابن كثيرٍ). [دفع إيهام الاضطراب: 272-273]


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 19 شوال 1442هـ/30-05-2021م, 06:25 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي سورة غافرٍ

سورة غافرٍ
قال محمد الأمين بن محمد المختار بن عبد القادر الجكني الشنقيطي (ت: 1393هـ): (سورة غافرٍ
قوله تعالى: {ويستغفرون للّذين آمنوا} [غافر: 7].
هذه الآية الكريمة تدلّ على أنّ استغفار الملائكة لأهل الأرض خاصٌّ بالمؤمنين منهم.

وقد جاءت آيةٌ أخرى يدلّ ظاهرها على خلاف ذلك، وهي قوله تعالى: {ويستغفرون لمن في الأرض} الآية [الشورى: 5].
والجواب: أنّ آية «غافرٍ» مخصّصةٌ لآية «الشّورى»، والمعنى: ويستغفرون لمن في الأرض من المؤمنين؛ لوجوب تخصيص العامّ بالخاصّ.


قوله تعالى: {وإن يك صادقًا يصبكم بعض الّذي يعدكم} [غافر: 28].
لا يخفى ما يسبق إلى الذّهن في هذه الآية من توهّم المنافاة بين الشّرط والجزاء في البعض؛ لأنّ المناسب لاشتراط الصّدق هو أن يصيبهم جميع الّذي يعدهم لا بعضه، مع أنّه تعالى لم يقل: وإن يك صادقًا يصبكم كلّ الّذي يعدكم.

وأجيب عن هذا بأجوبةٍ، من أقربها -عندي-: أنّ المراد بالبعض الّذي يصيبهم هو البعض العاجل الّذي هو عذاب الدّنيا؛ لأنّهم أشدّ خوفًا من العذاب العاجل، ولأنّهم أقرب إلى التّصديق بعذاب الدّنيا منهم بعذاب الآخرة.
ومنها: أنّ المعنى: إن يك صادقًا فلا أقلّ من أنّ يصيبكم بعض الّذي يعدكم.

وعلى هذا، فالنّكتة المبالغة في التّحذير؛ لأنّه إذا حذّرهم من إصابة البعض، أفاد أنّه مهلكٌ مخوّفٌ، فما بال الكلّ؟

وفيه إظهارٌ لكمال الإنصاف وعدم التّعصّب، ولذا قدّم احتمال كونه كاذبًا.
ومنها: أنّ لفظة «البعض» يراد بها الكلّ.

وعليه، فمعنى: {بعض الّذي يعدكم}: كلّ الّذي يعدكم.

ومن شواهد هذا في اللّغة العربيّة قول الشّاعر:

إنّ الأمور إذا الأحداث دبّرها ... دون الشّيوخ ترى في بعضها خللًا
يعني: ترى فيها خللًا.
وقول القطاميّ:
قد يدرك المتأنّي بعض حاجته ... وقد يكون مع المستعجل الزّلل
يعني: قد يدرك المتأنّي حاجته.
وأمّا استدلال أبي عبيدة لهذا بقول لبيدٍ:
ترّاك أمكنةٍ إذا لم أرضها ... أو يعتلق بعض النّفوس حمامها
فغلطٌ منه؛ لأنّ مراد لبيدٍ بـ«بعض النّفوس» نفسه، كما بيّنته في رحلتي في الكلام على قوله: {ولو أنّ قرآنًا سيّرت به الجبال} الآية [الرعد: 31] ). [دفع إيهام الاضطراب: 274-275]


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 19 شوال 1442هـ/30-05-2021م, 06:25 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي سورة فصّلت

سورة فصّلت
قال محمد الأمين بن محمد المختار بن عبد القادر الجكني الشنقيطي (ت: 1393هـ): (سورة فصّلت
قوله تعالى: {قل أئنّكم لتكفرون بالّذي خلق الأرض} إلى قوله: {ثمّ استوى إلى السّماء} [فصلت: 9-11].
تقدّم وجه الجمع بينه وبين قوله: {والأرض بعد ذلك دحاها} [النازعات: 30] في الكلام على قوله تعالى: {هو الّذي خلق لكم ما في الأرض جميعًا ثمّ استوى إلى السّماء} الآية [البقرة: 29].


قوله تعالى: {فقال لها وللأرض ائتيا طوعًا أو كرهًا قالتا أتينا طائعين} [فصلت: 11].
لا يخفى ما يسبق إلى الذّهن من منافاة هذه الحال وصاحبها؛ لأنّها جمعٌ مذكّرٌ عاقلٌ، وصاحبها ضمير تثنيةٍ لغيرٍ عاقلٍ، ولو طابقت صاحبها في التّثنية حسب ما يسبق إلى الذّهن، لقال: أتينا طائعتين.
والجواب عن هذا من وجهين:
أحدهما -وهو الأظهر عندي-: أنّ جمعه للسّماوات والأرض، لأنّ السّماوات سبعٌ والأرضين كذلك، بدليل قوله: {ومن الأرض مثلهنّ} [الطلاق: 12]، فالتّثنية لفظيّةٌ تحتها أربعة عشر فردًا.
وأمّا إتيان الجمع على صيغة جمع العقلاء؛ فلأنّ العادة في اللّغة العربيّة أنّه إذا وصف غير العاقل بصفةٍ تختصّ بالعاقل أجري عليه حكمه. ومنه قوله تعالى: {إنّي رأيت أحد عشر كوكبًا والشّمس والقمر رأيتهم لي ساجدين} [يوسف: 4]، لمّا كان السّجود في الظّاهر من خواصّ العقلاء أجري حكمهم على الشّمس والقمر والكواكب لوصفها به.

ونظيره قوله تعالى: {قالوا نعبد أصنامًا فنظلّ لها عاكفين قال هل يسمعونكم إذ تدعون أو ينفعونكم أو يضرّون} [الشعراء: 71 - 73]، فأجرى على الأصنام حكم العقلاء؛ لتنزيل الكفّار لها منزلتهم.

ومن هذا المعنى قول قيس بن الملوّح:

أسرب القطّا هل من يعير جناحه ... .. .. ... .....
فإنّه لمّا طلب الإعارة من القطّا، وهي من خواصّ العقلاء، أجرى على القطّا اللّفظ المختصّ بالعقلاء لذلك.

ووجه تذكير الجمع: أنّ السّماوات والأرض تأنيثها غير حقيقيٍّ.
الوجه الثّاني: أنّ المعنى: {قالتا أتينا طائعين} فيكون فيه تغليب العاقل على غيره. والأوّل أظهر عندي. والعلم عند الله تعالى). [دفع إيهام الاضطراب: 276-277]


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 19 شوال 1442هـ/30-05-2021م, 06:26 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي سورة الشّورى

سورة الشّورى
قال محمد الأمين بن محمد المختار بن عبد القادر الجكني الشنقيطي (ت: 1393هـ): (سورة الشّورى
قوله تعالى: {وتراهم يعرضون عليها خاشعين من الذّلّ ينظرون من طرفٍ خفيٍّ} الآية [الشورى: 45].
هذه الآية الكريمة تدلّ على أنّ الكفّار يوم القيامة ينظرون بعيونٍ خفيّةٍ ضعيفة النّظر.

وقد جاءت آيةٌ أخرى يتوهّم منها خلاف ذلك، وهي قوله تعالى: {فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديدٌ} [ق: 22].
والجواب: هو ما ذكره صاحب الإتقان، من أنّ المراد بحدّة البصر: العلم وقوّة المعرفة.

قال قطربٌ: {فبصرك} أي: علمك ومعرفتك بها قويّةٌ، من قولهم: بصر بكذا، أي علم، وليس المراد رؤية العين.

قال الفارسيّ: ويدلّ على ذلك قوله: {فكشفنا عنك غطاءك} [ق: 22].
وقال بعض العلماء: {فبصرك اليوم حديدٌ} أي: تدرك به ما عميت عنه في دار الدّنيا. ويدلّ لهذا قوله تعالى: {ربّنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا} الآية [السجدة: 12]، وقوله: {ورأى المجرمون النّار فظنّوا أنّهم مواقعوها} الآية [الكهف: 53]، وقوله: {أسمع بهم وأبصر يوم يأتوننا لكن الظّالمون اليوم في ضلالٍ مبينٍ} [مريم: 38].
ودلالة القرءان على هذا الوجه الأخير ظاهرةٌ، فلعلّه هو الأرجح، وإن اقتصر صاحب الإتقان على الأوّل). [دفع إيهام الاضطراب: 278-279]


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 19 شوال 1442هـ/30-05-2021م, 06:26 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي سورة الزّخرف

سورة الزّخرف
قال محمد الأمين بن محمد المختار بن عبد القادر الجكني الشنقيطي (ت: 1393هـ): (سورة الزّخرف
قوله تعالى: {قالوا لو شاء الرّحمن ما عبدناهم} [الزخرف: 20].
كلامهم هذا حقٌّ؛ لأنّ كفرهم بمشيئة الله الكونيّة.

وقد صرّح الله بأنّهم كاذبون، حيث قال: {ما لهم بذلك من علمٍ إن هم إلّا يخرصون} [الزخرف: 20].
وقد قدّمنا الجواب واضحًا في سورة الأنعام " في الكلام على قوله: {سيقول الّذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا} الآية [الأنعام: 148].


قوله تعالى: {وهو الّذي في السّماء إلهٌ وفي الأرض إلهٌ} [الزخرف: 84].
هذا العطف مع التّنكير في هذه الآية يتوهّم الجاهل منه تعدّد الآلهة، مع أنّ الآيات القرآنيّة مصرّحةٌ بأنّه واحدٌ، كقوله: {فاعلم أنّه لا إله إلّا الله} [محمد: 19]، وقوله: {وما من إلهٍ إلّا إلهٌ واحدٌ} الآية [المائدة: 73].
والجواب: أنّ معنى الآية: أنّه تعالى هو معبود أهل السّماوات والأرض. فقوله: {وهو الّذي في السّماء إلهٌ} أي: معبودٌ وحده في السّماء، كما أنّه المعبود بالحقّ في الأرض، سبحانه وتعالى). [دفع إيهام الاضطراب: 280]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
دفع, كتاب


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:57 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir