سورة الشّورى
قال محمد الأمين بن محمد المختار بن عبد القادر الجكني الشنقيطي (ت: 1393هـ): (سورة الشّورى
قوله تعالى: {وتراهم يعرضون عليها خاشعين من الذّلّ ينظرون من طرفٍ خفيٍّ} الآية [الشورى: 45].
هذه الآية الكريمة تدلّ على أنّ الكفّار يوم القيامة ينظرون بعيونٍ خفيّةٍ ضعيفة النّظر.
وقد جاءت آيةٌ أخرى يتوهّم منها خلاف ذلك، وهي قوله تعالى: {فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديدٌ} [ق: 22].
والجواب: هو ما ذكره صاحب الإتقان، من أنّ المراد بحدّة البصر: العلم وقوّة المعرفة.
قال قطربٌ: {فبصرك} أي: علمك ومعرفتك بها قويّةٌ، من قولهم: بصر بكذا، أي علم، وليس المراد رؤية العين.
قال الفارسيّ: ويدلّ على ذلك قوله: {فكشفنا عنك غطاءك} [ق: 22].
وقال بعض العلماء: {فبصرك اليوم حديدٌ} أي: تدرك به ما عميت عنه في دار الدّنيا. ويدلّ لهذا قوله تعالى: {ربّنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا} الآية [السجدة: 12]، وقوله: {ورأى المجرمون النّار فظنّوا أنّهم مواقعوها} الآية [الكهف: 53]، وقوله: {أسمع بهم وأبصر يوم يأتوننا لكن الظّالمون اليوم في ضلالٍ مبينٍ} [مريم: 38].
ودلالة القرءان على هذا الوجه الأخير ظاهرةٌ، فلعلّه هو الأرجح، وإن اقتصر صاحب الإتقان على الأوّل). [دفع إيهام الاضطراب: 278-279]