سورة المنافقون
قال محمد الأمين بن محمد المختار بن عبد القادر الجكني الشنقيطي (ت: 1393هـ): (سورة المنافقون
قوله تعالى: {إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنّك لرسول الله} الآية [المنافقون: 1].
هذا الّذي شهدوا عليه حقٌّ؛ لأنّ رسالة نبيّنا صلّى الله عليه وسلّم حقٌّ لا شكّ فيها.
وقد كذّبهم الله بقوله: {والله يشهد إنّ المنافقين لكاذبون}، مع أنّ قوله: {والله يعلم إنّك لرسوله} [المنافقون: 1] كأنّه تصديقٌ لهم.
والجواب: أنّ تكذيبه تعالى لهم منصبٌّ على إسنادهم الشّهادة إلى أنفسهم في قولهم: {نشهد}، وهم في باطن الأمر لا يشهدون برسالته، بل يعتقدون عدمها، أو يشكّون فيه، كما يدلّ للأوّل قوله تعالى عنهم: {أنؤمن كما آمن السّفهاء} إلى قوله: {ولكن لا يعلمون} [البقرة: 13]، ويدلّ للثّاني قوله تعالى: {وارتابت قلوبهم فهم في ريبهم يتردّدون} [التوبة: 45].
قوله تعالى: {سواءٌ عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم} الآية [المنافقون: 6].
ظاهر هذه الآية الكريمة أنّه لا يغفر للمنافقين مطلقًا.
وقد جاءت آيةٌ توهم الطّمع في غفرانه لهم إذا استغفر لهم رسوله صلّى الله عليه وسلّم سبعين مرّةً، وهي قوله تعالى: {إن تستغفر لهم سبعين مرّةً فلن يغفر الله لهم} [التوبة: 80].
والجواب: أنّ هذه الآية هي الأخيرة، بيّنت أنّه لا يغفر لهم على كلّ حالٍ؛ لأنّهم كفّارٌ في الباطن). [دفع إيهام الاضطراب: 319-320]