سورة الصّافّات
قال محمد الأمين بن محمد المختار بن عبد القادر الجكني الشنقيطي (ت: 1393هـ): (سورة الصّافّات
قوله تعالى: {فنبذناه بالعراء وهو سقيمٌ} [الصافات: 145].
هذه الآية الكريمة فيها التّصريح بنبذ يونس بالعراء، عليه وعلى نبيّنا الصّلاة والسّلام.
وقد جاءت آيةٌ أخرى يتوهّم منها خلاف ذلك، وهي قوله: {لولا أن تداركه نعمةٌ من ربّه لنبذ بالعراء} الآية [القلم: 49].
والجواب: أنّ الامتناع المدلول عليه بحرف الامتناع -الّذي هو: «لولا»- منصبٌّ على الجملة الحاليّة لا على جواب «لولا».
وتقرير المعنى: لولا أن تداركه نعمةٌ من ربّه لنبذ بالعراء في حال كونه مذمومًا، لكنّه تداركته نعمة ربّه، فنبذ بالعراء غير مذمومٍ. فهذه الحال عمدةٌ لا فضلةٌ. أو أنّ المراد بالفضلة: ما ليس ركنًا في الإسناد، وإن توقّفت صحّة المعنى عليه.
ونظيرها قوله تعالى: {وما خلقنا السّماوات والأرض وما بينهما لاعبين} [الدخان: 38]، وقوله: {وما خلقنا السّماء والأرض وما بينهما باطلًا} الآية [ص: 27]؛ لأنّ النّفي فيهما منصبٌّ على الحال لا على ما قبلهما). [دفع إيهام الاضطراب: 270]