سورة المزّمّل
قال محمد الأمين بن محمد المختار بن عبد القادر الجكني الشنقيطي (ت: 1393هـ): (سورة المزّمّل
قوله تعالى: {يا أيّها المزّمّل قم اللّيل إلّا قليلًا} [المزمل: 1-2]، وقوله: {إنّ ربّك يعلم أنّك تقوم أدنى من ثلثي اللّيل} إلى قوله: {وطائفةٌ من الّذين معك} الآية [المزمل: 20]، يدلّ على وجوب قيام اللّيل على الأمّة؛ لأنّ أمر القدوة أمرٌ لأتباعه.
وقوله: {وطائفةٌ من الّذين معك} دليلٌ على عدم الخصوص به صلّى الله عليه وسلّم.
وقد ذكر الله ما يدلّ على خلاف ذلك في قوله: {فاقرءوا ما تيسّر من القرآن}، وقوله: {فاقرءوا ما تيسّر منه} [المزمل: 20].
والجواب ظاهرٌ، وهو: أنّ الأخير ناسخٌ للأوّل، ثمّ نسخ الأخير أيضًا بالصّلوات الخمس.
قوله تعالى: {وكانت الجبال كثيبًا مهيلًا} [المزمل: 14].
لا يعارض قوله: {وتكون الجبال كالعهن المنفوش} [القارعة: 5]؛ لأنّ قوله: {وكانت الجبال كثيبًا مهيلًا} تشبيهٌ بليغٌ، والجبال بعد طحنها المنصوص عليه بقوله: {وبسّت الجبال بسًّا} [الواقعه: 15] تشبه الرّمل المتهايل، وتشبه أيضًا الصّوف المنفوش). [دفع إيهام الاضطراب: 331]