دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > الدورات العلمية > الدورات العلمية العامّة > علماء الأمصار في القرون الفاضلة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22 ربيع الأول 1443هـ/28-10-2021م, 08:16 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي الدرس الحادي والعشرون: علماء اليمن في القرون الفاضلة [ طبقة الصحابة رضي الله عنهم ]

الدرس الحادي والعشرون: علماء اليمن في القرون الفاضلة
عناصر الدرس:
فتوح اليمن.
وفود قبائل اليمن إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
إسلام ملوك حِمْيَر.
وفد نجران.
ولاة اليمن في زمن النبي صلى الله عليه وسلم.
خروج الأسود العنسي الكذاب.
قتال المرتدين باليمن.
ولاة اليمن في زمن الخلفاء الراشدين.

علماء الصحابة رضي الله عنهم في اليمن ممن نزلها أو وفد إليها.
تمهيد.
1: علي بن أبي طالب بن عبد المطلب الهاشمي(ت:40هـ).

2: المهاجر بن أبي أمية المخزومي.

3: خالد بن سعيد بن العاص الأموي(ت:14هـ).
4: أبو عبيدة عامر بن عبد الله بن الجراح الفهري القرشي(ت:18هـ).
5: معاذ بن جبل بن عمرو الخزرجي الأنصاري(ت:18هـ).

6: عامر بن شهر الهَمْداني البَكِيلي.

7: فروة بن مُسيك الغطيفي المرادي.
8: أبيض بن حمّال المأربي.
9: فيروز الديلمي(ت:32هـ تقريباً ).
10: عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي (ت:35هـ).

11: قيس بن هبيرة المكشوح المرادي(ت:37هـ).

12: أبو موسى عبد الله بن قيس الأشعري (ت:44هـ).
13: وائل بن حجر الكندي الحضرمي(ت: 47هـ تقريباً ).
14: المغيرة بن شعبة بن أبي عامر بن مسعود الثقفي(ت:50هـ).

15: جرير بن عبد الله البجلي الأحمسي(ت:51هـ).
16: عمرو بن حزم بن زيد بن لوذان النجاري الخزرجي الأنصاري(ت: 53هـ تقريباً).
17: يعلى بن أمية بن أبي عبيدة الحنظلي التميمي(ت:58هـ).
18: عبيد الله بن عباس بن عبد المطلب الهاشمي(ت:58هـ).

19: سعيد بن سعد بن عبادة الخزرجي.
20: السائب بن خلاد بن سويد الخزرجي(ت:71هـ).
تنبيه.


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 22 ربيع الأول 1443هـ/28-10-2021م, 08:35 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

فتوح اليمن:
كان النبي صلى الله عليه وسلم قد بشّر أصحابه بفتح اليمن في غير ما حديث، ووقع ما بشّر به النبي صلى الله عليه وسلم في عهده:
- قال إسماعيل بن أبي خالد البجلي: حدثنا قيس، عن خباب بن الأرت، قال: شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة، قلنا له: ألا تستنصر لنا، ألا تدعو الله لنا؟
قال: «كان الرجل فيمن قبلكم يحفر له في الأرض، فيجعل فيه، فيُجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيشق باثنتين، وما يصده ذلك عن دينه، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه من عظم أو عصب، وما يصده ذلك عن دينه، والله ليتمّنَّ هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله أو الذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون». رواه أحمد والبخاري في صحيحه.
- وقال معتمر بن سليمان: سمعت عوفاً قال: سمعت ميموناً، يحدث عن البراء بن عازب قال: لما أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نحفر الخندق عرض لنا فيه حجر لا يأخذ فيه المعول؛ فاشتكينا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فألقى ثوبه، وأخذ المعول وقال: «بسم الله » فضرب ضربة؛ فكسر ثلث الصخرة
قال: «الله أكبر، أعطيت مفاتح الشام، والله إني لأبصر قصورها الحُمْر الآن من مكاني هذا».
قال: ثم ضرب أخرى وقال: «بسم الله » وكسر ثلثاً آخر، وقال: «الله أكبر، أعطيت مفاتح فارس، والله إني لأبصر قصر المدائن الأبيض الآن».
ثم ضرب الثالثة، وقال: «بسم الله» فقطع الحجر، قال: «الله أكبر، أعطيت مفاتح اليمن، والله إني لأبصر باب صنعاء» رواه أحمد وابن أبي شيبة والنسائي في السنن الكبرى والسياق له.
- وقال مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن الزبير، عن سفيان بن أبي زهير رضي الله عنه، أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: «تفتح اليمن، فيأتي قوم يبسون، فيتحملون بأهلهم ومن أطاعهم، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، وتفتح الشأم، فيأتي قوم يبسون، فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، وتفتح العراق، فيأتي قوم يبسون، فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون». رواه البخاري ومسلم.
وقد أسلمت أكثر قبائل اليمن طوعاً بعد فتح مكة ودخلوا في دين الله أفواجاً كما دخلت كثير من قبائل العرب، وأرسلوا وفودهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وتمنّعت بعض القبائل مع إسلام بعض أفرادها؛ فبعث النبي صلى الله عليه سراياه إلى اليمن، وكان ممن بعثهم النبي صلى الله عليه وسلم للدعوة إلى الإسلام وقتال الممتنعين: خالد بن الوليد، وعلي بن أبي طالب، وجرير بن عبد الله البجلي، وغيرهم.
وكان خالد من أوّل من بُعث إلى اليمن؛ فمكث أشهراً غزا فيها وقاتل وغنم، ثم بعث النبي صلى الله عليه وسلم عليَّ بن أبي طالب، وعقد له لواءً على سرية وأمره بالرفق بهم، وأن لا يبدأهم بقتال حتى يقاتلوه، وأن يدعوهم إلى الإسلام؛ ففتح الله لعليّ بن أبي طالب رضي الله عنه، فكانت القبيلة تسلم بأسرها طواعيةً، ولم يلبث إلا يسيراً حتى فتح الله اليمن كلها.
- قال إبراهيم بن يوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق: حدثني أبي، عن أبي إسحاق، سمعت البراء رضي الله عنه قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مع خالد بن الوليد إلى اليمن،
قال: ثم بعث علياً بعد ذلك مكانه فقال: «مُرْ أصحاب خالد، من شاء منهم أن يعقّب معك فليعقب، ومن شاء فليقبل»
فكنت فيمن عقّب معه، قال: (فغنمت أواقيَ ذوات عدد). رواه البخاري في صحيحه.
ورواه الروياني في مسنده والبيهقي في السنن الكبرى ودلائل النبوة من طرق عن إبراهيم بن يوسف وفيه: قال البراء: (فكنتُ ممن عقب معه، فلما دنونا من القوم خرجوا إلينا فصلّى بنا عليُّ رضي الله عنه وصفنا صفاً واحداً، ثم تقدم بين أيدينا، فقرأ عليهم كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلمت همدان جميعاً، فكتب عليّ رضي الله عنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسلامهم، فلما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم الكتاب خرَّ ساجداً، ثم رفع رأسه فقال: (السلام على همدان، السلام على همدان).
قال أبو بكر البيهقي: (أخرج البخاري صدر هذا الحديث، عن أحمد بن عثمان، عن شريح بن مسلمة، عن إبراهيم بن يوسف، فلم يسقه بتمامه، وسجود الشكر في تمام الحديث صحيح على شرطه).
- وقال الفضل بن دكين: حدثنا أبان بن عبد الله البجلي، قال: حدثني إبراهيم بن جرير، عن جرير، قال: (إن نبي الله بعثني إلى اليمن أقاتلهم وأدعوهم، فإذا قالوا: لا إله إلا الله، حرمت عليكم أموالهم ودماؤهم). رواه ابن أبي شيبة.


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 22 ربيع الأول 1443هـ/28-10-2021م, 08:37 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

وفود قبائل اليمن إلى النبي صلى الله عليه وسلم:
كان من اليمن رجال أسلموا قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم منهم أبو موسى الأشعري ورهطه من الأشعريين، وهاجروا إلى الحبشة ثم قدموا مع جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه ووافوا النبي صلى الله عليه وسلم بخيبر.
- وممن أسلم بمكة قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة الطفيل بن عمرو الدوسي سيد دوس، وعرض على النبي صلى الله عليه وسلم المنعة لما رأى من أذى قومه له؛ فأبى ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، وأذن له بالرجوع إلى بلاد قومه، فأقام بها حتى كان عامر خيبر هاجر إلى النبي صلى الله عليه وسلم ومعه جماعة من أصحابه منهم أبو هريرة رضي الله عنه.
- قال سليمان بن حرب: حدثنا حماد بن زيد، عن حجاج الصواف، عن أبي الزبير، عن جابر أن الطفيل بن عمرو الدوسي، أتى النبي صلى الله عليه وسلم؛ فقال: يا رسول الله! هل لك في حصن حصين ومنعة؟
قال: حصن كان لدوس في الجاهلية؛ فأبى ذلك النبي صلى الله عليه وسلم للذي ذخر الله للأنصار؛ فلما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، هاجر إليه الطفيل بن عمرو)
. رواه أحمد ومسلم.
- وقال أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء الطفيل بن عمرو الدوسي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! إنَّ دوساً قد عصت وأبت فادع الله عليها، فاستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم القبلة ورفع يديه، فقال الناس: هلكت دوس، فقال: « اللهم اهدِ دوساً وأت بهم». رواه البخاري.
وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه إلى صنم يقال له: ذو الكفّين يُعبد من دون الله؛ فحرّقه.
واستشهد الطفيل بن عمرو يوم اليمامة.
ولما جاء نصر الله لنبيه صلى الله عليه وسلم وفتح له مكة دخل الناس في دين الله أفواجاً، وأسلمت عامّة قبائل العرب، فكانت القبيلة تسلم بأسرها، ويبعثون وافدهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم يخبرهم بإسلامهم، وينظر ما يأمرهم به، ومنهم من يقدم على النبي صلى الله عليه وسلم فيسأله ويحادثه ثم يسلم بعد ذلك، وبقيت قبائل قليلة كانت قد دخلت في اليهودية أو النصرانية فوفدوا على النبي صلى الله عليه وسلم، وسألوه أن يقرّهم على دينهم وأرضهم ويأخذ منهم الجزية.

فكان ممن أسلم من قبائل العرب اليمانية وما جاورها من قبائل قضاعة:
1: دوس ووافدهم الطفيل بن عمرو الدوسي، وقد تقدم ذكرهم.
2: بجيلة وعلى رأسهم جرير بن عبد الله البجلي، وأمره النبي صلى الله عليه وسلم بهدم ذي الخلصة، وكان في تبالة في ديار خثعم.
3: وجرم بن ربان وهم من قضاعة، ووافدهم سلِمة بن قيس الجرمي والد عمرو في رجال معه، فأسلموا وتعلّموا القرآن، وأمرَ النبي صلى الله عليه وسلم أن يؤمَّهم أكثرهم قرآناً؛ فكان عمرو بن سلمة هو أكثرهم قرآنا وكان يصلي بهم وهو ابن سبع سنين أو نحوها.
4: وكندة، وعلى رأسهم الأشعث بن قيس الكندي، ثم حصلت منهم ردّة بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم، ثم رجعوا إلى الإسلام.
5: ومراد، ووافدهم فروة بن مُسيك المرادي، واستعمله النبي صلى الله عليه وسلم على مراد وزبيد ومذحج.
6:
وزبيد ووافدهم عمرو بن معد يكرب الزبيدي في رجال من قومه.
7:
وهَمْدان، ووافدهم عامر بن شهر الهمْداني.
8: ووفد عليه أبيض بن حمّال المأربي من مأرب.
9: ووفد وائل بن حجر الحضرمي وكان ملكاً مطاعاً في حضرموت، وسيداً لقومه، فأسلم، وسُرّ النبي صلى الله عليه وسلم بإسلامه وأقطع أرضاً بالمدينة.
10: وأسلم الأبناء باليمن، وكانوا ولاة اليمن لكسرى في الجاهلية، وكان وافدهم فيروز الديلمي.
- قال الوليد بن مسلم: حدثنا الأوزاعي، عن عبد الله بن فيروز الديلمي، عن أبيه، أنهم أسلموا وكان فيمن أسلم، فبعثوا وفدهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ببيعتهم وإسلامهم، فقبل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم.
فقالوا: يا رسول الله نحن من قد عرفت، وجئنا من حيث قد علمت، وأسلمنا، فمن ولينا؟ قال: ((الله ورسوله)).
قالوا: (حسبنا رضينا). رواه أحمد.
11: وذكر ابن سعد في الطبقات أن خثعم أرسلوا وفدهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم بعدما هدم جرير بن عبد الله ذا الخلصة؛ فأسلموا.

ووفود قبائل اليمن إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما ذكرت ما تيسّر مما اشتهر في دواوين السنة وكتب السير والمغازي، وقد ذكروا وفد خولان، ووفد خُشين، وثمالة، وعنس، وتجيب، وغيرها، وتحقيق الآثار فيها وتعيين وافديهم يطول.


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 22 ربيع الأول 1443هـ/28-10-2021م, 08:39 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

إسلام ملوك حِمْيَر:
- قال أحمد بن عبد الجبار العطاردي: حدثنا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، قال: لما قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم كتاب ملوك حمير مقدَمَه من تبوك ورسولهم إليه بإسلامهم: الحارث بن عبد كلال، ونعيم بن عبد كلال، والنعمان، قيل ذي رعين، وهمدان، ومعافر، وبعث إلى زرعة ذي يزن مالك بن مرة: «بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحارث بن عبد كلال، وإلى نعيم بن عبد كلال، وإلى النعمان قيل ذي رعين، ومعافر وهمدان، أما بعد ذلكم فإني أحمد الله الذي لا إله إلا هو» فذكر ما في الكتاب من ذكر إسلامهم وأمره إياهم بالصلاة والزكاة وغيرهما وذكر في الكتاب رسالة معاذ بن جبل وعبد الله بن زيد ومالك بن عبادة ومالك بن مرة، وذكر أنَّ أميرهم معاذ بن جبل، وقال في آخر الكتاب: ((وإني قد أرسلت إليكم من صالحي أهلي وأولي دينهم وأولي علمهم وآمركم بهم خيرا فإنهم منظور إليهم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته)). رواه البيهقي في دلائل النبوة.
- وقال عبد الرزاق في مصنفه: قال ابن جريج: (فكتب النبي صلى الله عليه وسلم إلى أهل اليمن إلى الحارث بن عبد كلال، ومن معه من أهل اليمن من معافر، وهمذان «أن على المؤمنين من صدقة الثمار العشر ما تسقي العين، وتسقي السماء، وعلى ما يسقى بالغرب نصف العشر».
ورواه ابن أبي شيبة موصولاً عن ابن جريج عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر.
- وقال يحيى بن حمزة، عن سليمان بن داود الخولاني قال: حدثني الزهري، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن أبيه، عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى أهل اليمن كتاباً فيه الفرائض والسنن والديات، وبعث به مع عمرو بن حزم، فقرأت على أهل اليمن هذه نسختها: « من محمد النبي صلى الله عليه وسلم إلى شرحبيل بن عبد كلال، ونعيم بن عبد كلال، والحارث بن عبد كلال قيل ذي رعين ومعافر وهمدان أما بعد». رواه الدارمي والنسائي.
وهو كتاب مشهور.


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 22 ربيع الأول 1443هـ/28-10-2021م, 08:40 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

وفد نجران:
أتى وفد أهل نجران إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكانوا نصارى؛ فسألوه عن عيسى عليه السلام، وجادلوه فنزلت آية المباهلة، وتهيّبوا من مباهلة النبي صلى الله عليه وسلم، وسألوه أن يفرض عليهم شيئاً ويترك ملاعنتهم.
- قال إسرائيل بن يونس عن جدّه أبي إسحاق السبيعي، عن صلة بن زفر، عن حذيفة، قال: جاء العاقب والسيد صاحبا نجران إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يريدان أن يلاعناه، قال: فقال أحدهما لصاحبه: لا تفعل! فوالله لئن كان نبياً فلاعنّا لا نفلح نحن ولا عقبنا من بعدنا.
قالا: إنا نعطيك ما سألتنا، وابعث معنا رجلا أميناً، ولا تبعث معنا إلا أميناً.
فقال « لأبعثنَّ معكم رجلاً أميناً حقَّ أمين»
فاستشرف له أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «قم يا أبا عبيدة بن الجراح» فلما قام قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هذا أمين هذه الأمة». رواه البخاري.
ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم استعمل عليهم عمرو بن حزم، وكتب معه كتاباً، وكان مع ذلك يبعث بعض أصحابه إلى نجران.
- قال ابن شهاب الزهري: (قرأت كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كتبه لعمرو بن حزم حين بعثه على نجران، وكان الكتاب عند أبي بكر بن حزم). رواه ابن وهب في جامعه، والنسائي في سننه.
- وقال عبد الله بن إدريس الأودي، عن أبيه، عن سماك بن حرب، عن علقمة بن وائل، عن المغيرة بن شعبة، قال: لما قدمت نجران سألوني، فقالوا: إنكم تقرأون: {يا أخت هارون} وموسى قبل عيسى بكذا وكذا!! فلما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم سألته عن ذلك، فقال: «إنهم كانوا يسمون بأنبيائهم والصالحين قبلهم». رواه مسلم.


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 22 ربيع الأول 1443هـ/28-10-2021م, 08:46 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

ولاة اليمن في زمن النبي صلى الله عليه وسلم:
توالى إسلام قبائل اليمن حتى أسلم عامل كسرى على اليمن باذان، وأسلم معه الأبناء من فارس، وهم موالي الفرس الذين حكموا اليمن تحت حكم كسرى، وذكر ابن إسحاق أن النبي صلى الله عليه وسلم أقرّ باذان على حكم اليمن بعد إسلامه.
وقد بعث النبي صلى الله عليه وسلم أبا موسى الأشعري ثم أتبعه معاذ بن جبل إلى اليمن يعلّمان الناس القرآن ويفقّهانهم في الدين، ويقضيان بينهم، وذلك بعد منصرفه من غزوة تبوك، وخبر مبعثهما ثابت في الصحيحين، ثم بعث عليّ بن أبي طالب في رمضان من السنة العاشرة للهجرة أميراً على سريّة إلى اليمن؛ ففتح الله له، وأسلم أكثر من ذهب إليهم طواعية، فمكث في اليمن إلى أن حضر موسم الحجّ فحجّ مع النبي صلى الله عليه وسلم حجّة الوداع.
وذكر ابن إسحاق أن النبي صلى الله عليه وسلم قسم اليمن على خمسة رجال: خالد بن سعيد على صنعاء، والمهاجر بن أبي أمية على كندة، وزياد بن لبيد على حضرموت، ومعاذ بن جبل على الجَنَد، وأبي موسى الأشعري على زبيد وعدن والساحل.
- وذكر الزبير بن بكار أن النبي صلى الله عليه وسلم ولّى عبد الله بن أبي ربيعة على الجنَد، ولعلّه وهم؛ وإنما ولاه عمر على الجند في خلافته.
- وقال خليفة بن خياط في تسمية عمال النبي صلى الله عليه وسلم: (وفرق اليمن فاستعمل على صنعاء خالد بن سعيد بن العاص، وعلى كندة والصدف المهاجر بن أبي أمية، وعلى حضرموت زياد بن لبيد الأنصاري أحد بني بياضة، ومعاذ بن جبل على الجند والقضاء وتعليم الناس الإسلام وشرائعه وقراءة القرآن، وولى أبا موسى الأشعري زبيد ورمع وعدن والساحل، وجعل قبض الصدقة من العمال الذين بها إلى معاذ بن جبل، وبعث عمرو بن حزم إلى بلحارث بن كعب وأبا سفيان بن حرب إلى نجران، وقد بعث أيضاً علياً إلى نجران فجمع صدقاتهم، وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع).
- قال إبراهيم بن سعد الزهري: حدثنا محمد بن إسحاق، قال: بعث النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم عبد اللَّه بن حذافة إلى كسرى بكتابه يدعوه إلى الإسلام، فلما قرأه شقق كتابه، ثم كتب إلى عامله على اليمن باذان أن ابعث إلى هذا الرجل برجلين جلدين فليأتياني به، فبعث باذان قهرمانه بابويه، وكان كاتباً حاسباً، وبعث معه رجلاً من الفرس يقال له خسرة إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم يأمره أن ينصرف معهما إلى كسرى، وقال لبابويه: ويلك! انظر إلى الرجل ما هو وائتني بخبره.
فقدما الطّائف، ثم قدما المدينة، فكلمه بابويه أنّ شاهنشاه كسرى كتب إلى الملك باذان يأمره أن يبعث إليه من يأتيه بك، فإن أجبتَ كتبتُ معك ما ينفعك عنده، وإن أبيتَ فإنَّه مهلكك ومهلك قومك ومخرّب بلادك.
فقال لهما: ارجعا حتى تأتياني غدا، فأوحي إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم إنّ اللَّه سلّط على كسرى ولده فقتله في ساعة كذا من ليلة كذا من شهر كذا.
فلما أصبحا أخبرهما بذلك، فقالا: نكتب بذلك عنك إلى باذان!
قال: نعم، وقولا له: (إن أسلمت أقرّك على ملكك)
ثم أعطى خسرة مِنطَقة فيها ذهب وفضة، فرجعا إلى باذان فأخبراه الخبر، فقال: (ما هذا بكلام ملك، ولئن كان ما قال حقاً فإنه لنبيّ مرسل).
فلم يلبث أن قدم عليه كتاب شيرويه يخبره بقتل كسرى، ويأمره بأخذ الطّاعة ممن قبله، ولا يتعرض للرجل الّذي كتب إليك كسرى في أمره.
قال: فأسلم باذان، وأسلمت الأبناء من فارس ممن كان منهم باليمن، وكان بابويه قد قال لباذان: (ما علمت أحداً كان أهيبَ عندي منه). رواه ابن أبي الدنيا في دلائل النبوة كما في الإصابة لابن حجر.
- وقال أسود بن عامر: حدثنا حماد بن سلمة، عن حميد، عن الحسن، عن أبي بكرة أن رجلاً من أهل فارس أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: (( إن ربي قد قتل ربَّك)) يعني كسرى، قال: وقيل له، يعني للنبي صلى الله عليه وسلم، «إنه قد استخلف ابنته»
فقال: «لا يفلح قوم تملكهم امرأة» رواه أحمد.
- وقال أبو عوانة: حدثنا عبد الملك، عن أبي بردة، قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا موسى ومعاذ بن جبل إلى اليمن، وبعث كلَّ واحد منهما على مخلاف، واليمن مخلافان.
ثم قال: «يسرا ولا تعسرا، وبشرا ولا تنفرا» فانطلق كل واحد منهما إلى عمله، وكان كل واحد منهما إذا سار في أرضه كان قريبا من صاحبه أحدث به عهدا، فسلَّم عليه؛ فسار معاذ في أرضه قريباً من صاحبه أبي موسى، فجاء يسير على بغلته حتى انتهى إليه، وإذا هو جالس، وقد اجتمع إليه الناس، وإذا رجل عنده قد جمعت يداه إلى عنقه، فقال له معاذ: يا عبد الله بن قيس أيم هذا؟
قال: هذا رجل كفر بعد إسلامه.
قال: لا أنزل حتى يُقتل.
قال: إنما جيء به لذلك فانزل.
قال: ما أنزل حتى يقتل.
فأمر به فقتل، ثم نزل؛ فقال: يا عبد الله! كيف تقرأ القرآن؟
قال: أتفوَّقه تفوقاً.
قال: فكيف تقرأ أنت يا معاذ؟
قال: (أنام أوَّل الليل؛ فأقوم وقد قضيتُ جزئي من النوم، فأقرأ ما كتب الله لي، فأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي). رواه البخاري.
- وقال ابن عبد البر في "الاستيعاب": (قال ابن إسحاق: آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين معاذ بن جبل وبين جعفر بن أبي طالب، شهد العقبة وبدراً والمشاهد كلها، وبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم قاضياً إلى الجَنَد من اليمن، يعلّم الناس القرآن وشرائع الإسلام، ويقضي بينهم، وجعل إليه قبض الصدقات من العمال الذين باليمن، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قسم اليمن على خمسة رجال: خالد بن سعيد على صنعاء، والمهاجر بن أبي أمية على كندة، وزياد بن لبيد على حضرموت، ومعاذ بن جبل على الجَنَد، وأبي موسى الأشعري على زبيد وعدن والساحل).
- وقال إبراهيم بن سعد، عن ابن إسحاق؛ قال: (قدم فروة بن مسيك المرادي على رسول الله صلى الله عليه وسلم مفارقاً لملوك كندة، ومباعداً لهم، فأسلم، فاستعمله النبي صلى الله عليه وسلم على مراد وزبيد ومذحج). رواه ابن أبي خيثمة.


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 22 ربيع الأول 1443هـ/28-10-2021م, 08:55 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

خروج الأسود العنسي الكذاب:
- قال عبد الرزاق، عن معمر، عن همام، أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « بينا أنا نائم أتيتُ بخزائن الأرض، فوضع في كفّي سواران من ذهب، فكبرا علي، فأوحى الله إليَّ أن انفخهما، فنفختهما فذهبا، فأولتهما الكذابين اللذين أنا بينهما، صاحب صنعاء، وصاحب اليمامة » رواه البخاري ومسلم.
- وقال يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزهري: حدثنا أبي، عن صالح، عن ابن عبيدة بن نشيط أنَّ عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، قال: بلغنا أن مسيلمة الكذاب قدم المدينة فنزل في دار بنت الحارث، وكان تحته بنت الحارث بن كريز، وهي أم عبد الله بن عامر، فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه ثابت بن قيس بن شماس، وهو الذي يقال له: خطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي يد رسول الله صلى الله عليه وسلم قضيب، فوقف عليه فكلمه، فقال له مسيلمة: إن شئت خليت بيننا وبين الأمر، ثم جعلته لنا بعدك.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: « لو سألتني هذا القضيب ما أعطيتكه، وإني لأراك الذي أريت فيه ما أريت، وهذا ثابت بن قيس، وسيجيبك عني».
فانصرف النبي صلى الله عليه وسلم.
قال عبيد الله بن عبد الله: سألت عبد الله بن عباس عن رؤيا رسول الله صلى الله عليه وسلم التي ذكر، فقال ابن عباس: ذُكر لي أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «بينا أنا نائم أريت أنه وضع في يدي سواران من ذهب ففظعتهما وكرهتهما، فأذن لي فنفختهما فطارا، فأوّلتهما كذابين يخرجان».
فقال عبيد الله: (أحدهما العنسي الذي قتله فيروز باليمن، والآخر مسيلمة الكذاب). رواه البخاري في صحيحه.

وكان خروج الأسود العنسي الكذاب قبيل وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، خرج يدعي النبوة، ويسحر الناس بكلامه وتلبيسه، وكان رجلاً مشعبذاً متكهناً، له شيطان يتبعه ويحدّثه بالعجائب؛ فاشتدّت الفتنة به، واشتهر أمره، وكان له أعوان من عنس وزبيد ومذحج فتغلب على مواضع تلك القبائل، ولم يلبث إلا يسيراً حتى تغلّب على صنعاء، ونكّل بالأبناء، وتزوّج امرأة باذان الذي كان والي اليمن، وآذى من لم يؤمن به من الناس، وألقى أبا مسلم الخولاني في النار ليرهب به من لا يستجيب له ويجعله نكالاً؛ فنجّاه الله وخرج من النار لم يمسسه سوء، فرعب منه الأسود ونفاه من اليمن؛ فقدم أبو مسلم المدينة وقد مات النبي صلى الله عليه وسلم.
وحاول فروة بن مسيك رضي الله عنه أن يتصدّى له فأعجزه أمره لكنّه صابره بالقتال حتى يأتيه أمر من النبي صلى الله عليه وسلم.
وفرّ كثير من أهل صنعاء بعد أن تغلّب عليها الأسود الكذاب، وبقي فيها طائفتان: طائفة تصانعه وتداريه اتقاء شرّه مع كفرهم به، وطائفة فتنت به وصدّقته واتبعته.
واجتهد في اغتيال الأسود الكذاب رهطٌ من الصحابة رضي الله عنهم من أهل اليمن، منهم فيروز الديلمي وهو ابن عمّ امرأة الأسود العنسي التي تزوّجها وقتل طائفة من ذويها، وقيس بن مكشوح المرادي، وغيرهما، ودبّروا له مكيدة أسفرت عن مقتله؛ قتله فيروز، ثم أجهز عليه قيس واحتزّ رأسه، وطفئت فتنته، وتفرّق جمعه، ورجعت طائفة ممن كان يصدّق به إلى الإسلام.
- قال ضمرة بن ربيعة، عن يحيى بن أبي عمر السيباني، عن عبد الله بن الديلمي، عن أبيه قال: (أتيت النبيَّ صلى الله عليه وسلم برأس الأسود العنسي الكذاب). رواه النسائي في السنن الكبرى.
وهذا الخبر رجاله ثقات، وقد صححه بعض أهل العلم واحتجّوا به على جواز حمل رأس المقتول والسفر به، ومن أهل العلم من أنكر هذا الخبر على ضمرة بن ربيعة؛ واستوهمه فيه؛ فإنّ الأسود قُتل قبل موت النبي صلى الله عليه وسلم بأيام قلائل، وخرج أبو مسلم الخولاني قبل ذلك ولم يدرك النبيَّ صلى الله عليه وسلم.
وكان أبو بكر الصديق ينكر حمل الرؤوس، وينهى عن ذلك.
- قال ابن حجر في الإصابة: (ضمرة لم يتابع عليه).
- وقال ابن منده: (حمل رأسه إلى المدينة؛ فوجد النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قد مات).
لكنّ ابن منده ظنّ أن ديلم الحميري هو فيروز الديلمي، وهما شخصان.
وكان فيروز قد وفد على النبي صلى الله عليه وسلم قبل ذلك،
وذكر سيف بن عمر التميمي خبراً مطولاً في مقتل الأسود العنسي، لكن سيفاً ليس ممن يُعتمد عليه.


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 22 ربيع الأول 1443هـ/28-10-2021م, 08:55 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

قتال المرتدين باليمن:
ارتدّت بعض قبائل العرب في اليمن بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم، وكان من تلك القبائل: كندة، وزبيد، وبعض قبائل حضرموت، وبعض قبائل عكّ في تهامة؛ فأمر أبو بكر المهاجر بن أبي أمية وزياد بن لبيد بقتال المرتدين، وبعث سرية بقيادة فروة بن مسيك المرادي، وأخرى بقيادة جرير بن عبد الله البجلي، ثم بعث عكرمة بن أبي جهل بسرية مدداً للمهاجر وزياد حتى أتم الله نصره للمسلمين، وأطفأ فتنة المرتدين، فقتلوا فريقاً منهم، وأسروا فريقاً، وعاد عامّة تلك القبائل إلى الإسلام بفضل الله ونعمته.
ثمّ كان أهل اليمن بعد ذلك مدداً لجيوش الفتح في العراق والشام حتى نزل بتلك البلاد منهم خلق كثير.
- قال عبد الله بن إدريس، عن محمد بن إسحاق، عن يزيد يعني ابن أبي حبيب أنَّ أبا بكر بعث عكرمة بن أبي جهل ممداً للمهاجر بن أبي أمية وزياد بن لبيد الشامي فانتهوا إلى القوم وقد فتح عليهم والقوم في دمائهم قال: «فأشركوا في غنيمتهم». رواه ابن أبي شيبة.
وكانت كندة قد ارتدّت طائفة منها وكان على رأس المرتدين الأشعث بن قيس الكندي وانحازت طائفة إلى زياد بن لبيد وكان عامل رسول الله صلى الله عليه وسلم على حضرموت وكندة، فقاتل زياد بن لبيد المرتدين بمن معه ممن ثبتوا، فتحصّن المرتدون في حص النُّجير حتى جهدهم الحصار، ثم أرسل الأشعث إلى زياد يسأله الأمان؛ وفتح له الحصن، فطفئت فتنتهم وبعث زياد بالأشعث وجماعة من قومه إلى أبي بكر الصديق؛ فعفا عنهم، وحسن إسلامهم، وخطب الأشعث بن قيس أمَّ فروة أخت أبي بكر فزوجه، وروي أنه كان قد خطبها قبل ذلك لما وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما تاب من بعد الردّة ردّها عليه أبو بكر بالنكاح الأول، ثم إن الأشعث أقام بالمدينة مدة ثم خرج إلى العراق وشهد فتوح العراق، وبقي بها إلى أن ولي عليّ بن أبي طالب الخلافة وشهد معه صفين، ثم مات بعد علي بن أبي طالب بأربعين ليلة.
- قال شريك بن عبد الله النخعي، عن إبراهيم بن مهاجر، عن إبراهيم النخعي، قال: (ارتد الأشعث بن قيس في ناس من كندة، فحوصر فأخذ الأمان لسبعين منهم، ولم يأخذ لنفسه، فأتي به أبو بكر رحمه الله، فقال، إنا قاتلوك، لا أمان لك.
فقال: تمنّ علي، وأسلم؟
قال: (ففعل، وزوجه أخته). رواه أبو عبيد القاسم بن سلام في كتاب الأموال.
- وقال إبراهيم بن المنذر الحزامي: حدثنا محمد بن فليح، عن موسى بن عقبة، عن ابن شهاب؛ قال: (بعث أبو بكر المهاجر بن أبي أمية إلى اليمن، وكانوا قد أسلموا في زمان النبي صلى الله عليه وسلم وصدقهم فسألهم الصدقة فمنعوها منه، فأمده أبو بكر بجيش، وأمر عليهم عكرمة بن أبي جهل، فلما قدموا زحف إليهم فهزمهم، وأسر الأشعث بن قيس وكثير بن الصلت، فأطلقهم أبو بكر، ونكح الأشعث أخته). رواه ابن أبي خيثمة.
وهذا الخبر فيه اختصار كثير.


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 22 ربيع الأول 1443هـ/28-10-2021م, 08:56 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

ولاة اليمن في زمن الخلفاء الراشدين:
تولّى إمارة اليمن في زمان الخلفاء الراشدين جماعة من نجباء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وفقهائهم:
ففي خلافة أبي بكر الصديق: كان على صنعاء المهاجر بن أبي أمية المخزومي، وعلى حضرموت زياد بن لبيد الأنصاري، وكانا من عمّال النبي صلى الله عليه وسلم فأقرّهما أبو بكر رضي الله عنه، وكان لهما بلاء حسن في قتال المرتدين، وإقامة الدين في بلاد اليمن.
وذكر المدائني وخليفة بن خياط وابن حبان أن أبا بكر ولّى يعلى بن أمية على خولان.
وذكر الزبير بن بكار أن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي بقي والياً على الجنَد في خلافة أبي بكر الصديق، والمشهور أن الذي ولاه إنما هو عمر بن الخطاب فلعلّ الزبير وهم في ذلك.
- وقال خليفة بن خياط: (وجّه أبو بكر المهاجرَ بنَ أبى أمية المخزومي، وزياد بن لبيد الأنصاري إلى اليمن، المهاجر على صنعاء، وزياد على ما سوى ذلك من الساحل، أو ذلك بعد أن حصر أهل النجير، وقد كتبنا قصة النجير، ويعلى بن أمية على خولان).
- وقال ابن حبان: (كان من عمال أبي بكر يوم توفي ... يعلى بن أمية على خولان، ومهاجر بن أبي أمية على صنعاء، وزياد بن لبيد على حضرموت).
وفي خلافة عمر: ولّى عبد الله بن أبي ربيعة المخرومي على الجَنَد، ويعلى بن أمية التميمي على نجران.
- قال عياش بن المغيرة: (ولى عمر عبد الله بن أبي ربيعة القرشي أخا عياش على الجَنَد). رواه البخاري في التاريخ الصغير.
وفي خلافة عثمان: كان على الجنَد عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي، وعلى صنعاء يعلى بن أميّة التميمي.
- قال عياش بن المغيرة: (ولى عمر عبد الله بن أبي ربيعة القرشي أخا عياش على الجند، ثم ولاه عثمان حتى حصر عثمان فجاء ينصر عثمان فسقط عن راحلته بقرب مكة فمات). رواه البخاري في التاريخ الصغير.
- قال وهيب بن خالد: حدثنا أيوب عن أبي قلابة عن أبي الأشعث أن ثمامة القرشي كان على صنعاء وله صحبة؛ فلما جاءه قتل عثمان بكى فأطال، ثم قال: (اليوم نزعت الخلافة من أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وصارت ملكا وجبرية، من غلب على شيء أكله). رواه البخاري في التاريخ الكبير وابن سعد في الطبقات.
وهذا الخبر توهّم بعضهم فيه أنّه كان أميراً على صنعاء اليمن، والصواب أنه كان أميراً على صنعاء الشام، والراوي عن ثمامة أبو الأشعث الصنعاني نسبته إلى صنعاء الشام.
- قال أبو نعيم الأصبهاني في معرفة الصحابة: (ثمامة بن عدي القرشي له صحبة، كان على صنعاء الشام، والياً حين قتل عثمان بن عفان، روى عنه أبو الأشعث الصنعاني).
وفي خلافة علي: بعث عليّ عُبيد الله بن العباس بن عبد المطلب أميراً على صنعاء، وسعيد بن سعد بن عبادة على الجَنَد.

تنبيهات:

1: قال سليمان بن وهب الأنباري: حدثنا النعمان بن بزرج قال: (لما توفي رسول الله صلّى اللَّه عليه وسلم بعث أبو بكر أبان بن سعيد إلى اليمن). رواه أبو القاسم البغوي في معجم الصحابة في خبر طويل معلول بعلل عدة، وقد كان أبان بن سعيد على البحرين.
2: ذكر إسحاق بن يحيى الصنعاني(ت:450هـ) في كتابه "تاريخ صنعاء" من ولاة اليمن: عثمان بن عثمان الثقفي رضي الله عنه، وذكر أن معاوية ولاه اليمن.
وهذا وهم، ولعله سرى إليه من اشتباه الأسماء؛ فقد كان أميراً على "صنعاء الشام" وهي بلدة قرب دمشق في موضع يعرف اليوم بتلّ الثعالب، وإليها ينسب جماعة من العلماء منهم: أبو الأشعث الصنعاني، وعبد الرزاق بن عمر الصنعاني، وهو غير عبد الرزاق بن همام.
- قال ابن منده وغيره: (عثمان بن عثمان الثقفي عداده في أهل حمص، وكان أميراً على صنعاء الشام).
وعثمان بن عثمان الثقفي صحابي، يروى عنه حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وفي قبول التوبة قبل الغرغرة، وكان ممن نزل حمص.
وذكر ابن عساكر بإسناد منقطع والجعدي في طبقات فقهاء اليمن أن عثمان بن عفان بعث عثمان بن عثمان الثقفي إلى اليمن ثم استخبره فقال له: (رأيت قوماً ما سُئلوا أعطوا حقاً كان أو باطلاً).
3: وذكر إسحاق الصنعاني أيضاً في تاريخ صنعاء أن عمر بن الخطاب عزل يعلى بن أمية وأمّر المغيرة بن شعبة سنتين على اليمن استناداً على قصّة طويلة واهية المتن من غير إسناد.


رد مع اقتباس
  #10  
قديم 22 ربيع الأول 1443هـ/28-10-2021م, 10:02 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

علماء الصحابة رضي الله عنهم في اليمن ممن نزلها أو وفد إليها
تمهيد:
كان في اليمن جماعة من علماء الصحابة رضي الله عنهم، ممن بعث بهم النبي صلى الله عليه وسلم، وممن بعث بهم الخلفاء الراشدون، ومن سكن اليمن؛ فكان لهم أثر كبير في تعليم الدين، وتبيين شرائعه، وقد خرج من اليمن آلاف مؤلفة إلى الحجاز والعراق والشام ومصر وشهدوا الفتوح، وكان لهم أثر ظاهر في الفتوحات الإسلامية، وكان منهم جماعة كبيرة من العلماء والعباد.
ومن أشهر تلك القبائل التي انتقل منها عدد كبير:

بجيلة، وكان أكثر جيش المسلمين بالعراق منهم، وأميرهم جرير بن عبد الله البجلي، والأشاعر رهط أبي موسى الأشعري، وهمدان، والنخع، وخولان، ومذحج، وخثعم، ومراد، وكندة، وزبيد، وعنس، وغيرها.
ومن قضاعة اليمانية: نهد، وجرم، وبهراء، وعذرة، وخشين، وغيرهم.
ومن قبائل حضرموت وحمير: يزن، ورُعين، ويحصب، وحبران، والأوصاب، وسَيبان، وبِكال، وكلاع، وبنو رَحَبة، وبنو شرعب، وغيرهم.
وكان كثير ممن انتقل من تلك القبائل في زمن أبي بكر وعمر ممن تتلمذ على علماء الصحابة الذين وفدوا إلى اليمن، والذين نزولها؛ فتعلّموا منهم، واهتدوا بهديهم، فهبّوا للجهاد والتعلّم والتعليم، وهذا يبيّن الأثر العظيم لأولئك العلماء من الصحابة، وقد كان للصحابة طريقة حسنة في التعليم تمكّنهم من تعليم عدد كبير في وقت وجيز، وقد تقدّم بيانها في الدروس الأولى.
وسأذكر هنا أشهر من نزل اليمن أو وفد إليها من الصحابة لغرض التعليم والتفقهيه في الدين، أو كانت له ولاية عليها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أو الخلفاء الراشدين، لأن الولاة في ذلك الزمان كانوا من خيار الناس وفقهائهم، وكانوا مع إمارتهم يتولون إمامتهم في الصلاة، والخطبة فيهم، والقضاء بينهم، وإجابة سؤالاتهم، وتفقيههم في دينهم، وسياسة شؤونهم، وهذا فيه نشر كبير للعلم النافع، وتقريب لأهله، وتيسير لتعلّمه.
فمن هؤلاء:


رد مع اقتباس
  #11  
قديم 22 ربيع الأول 1443هـ/28-10-2021م, 10:09 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

فمن هؤلاء:
1: علي بن أبي طالب بن عبد المطلب الهاشمي(ت:40هـ)
:

تقدّمت ترجمته، وقد بعثه النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان من السنة العاشرة للهجرة أميراً على سريّة إلى اليمن؛ ففتح الله له، وأسلم أكثرهم طواعية، فمكث فيها إلى أن حضر موسم الحجّ فحجّ مع النبي صلى الله عليه وسلم حجّة الوداع.


رد مع اقتباس
  #12  
قديم 22 ربيع الأول 1443هـ/28-10-2021م, 10:10 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

2: المهاجر بن أبي أمية المخزومي:
أخو أمّ سلمة رضي الله عنها، ولاه النبي صلى الله عليه وسلم لما بعث العمّال على صدقات صنعاء، ثم بعثه أبو بكر الصديق إلى اليمن، فكان على صنعاء، وقاتل المرتدين.
قال الزّبير بن بكار: (شهد بدراً مع المشركين، وقتل أخواه يومئذ: هشام، ومسعود، وكان اسمه الوليد فغيّره النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وولّاه لما بعث العمال على صدقات صنعاء، فخرج عليه الأسود العنسيّ، ثم ولاه أبو بكر وهو الّذي افتتح حصن النّجير الّذي تحصّنت به كندة في الردّة، هو وزياد بن لبيد). ذكره ابن حجر في الإصابة.
وروى الواقدي عن محمد بن صالح، عن موسى بن عمران بن مناح قال: «توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم والمهاجر بن أبي أمية عامله على صنعاء».
وتبعه على ذلك أبو نعيم في معرفة الصحابة، ولا يصحّ.
لم أقف على تاريخ وفاته، ولم أر له ذكراً بعد خلافة أبي بكر إلا خبراً رواه الكلبي في زواجه من أسماء بنت النعمان وإنكار عمر عليهما والكلبي متروك الحديث.


رد مع اقتباس
  #13  
قديم 22 ربيع الأول 1443هـ/28-10-2021م, 10:28 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

3: خالد بن سعيد بن العاص الأموي(ت:14هـ):
من السابقين الأولين إلى الإسلام، ومن كتّاب الوحي، وممن هاجر إلى الحبشة وقدم مع جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه.
ذكر ابن إسحاق وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه على صدقات اليمن مع فروة بن مسيك، ثم كان من عمّال النبي صلى الله عليه وسلم على أقاليم اليمن.
ثم بعثه أبو بكر الصديق على رأس جيش إلى الشام، ثم عزله من الإمارة، وولى مكانه يزيد بن أبي سفيان، وأوصاه أن يستشيره، وكان له بلاء حسن في فتوح الشام، واستشهد بأجنادين سنة 14هـ.

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 22 ربيع الأول 1443هـ/28-10-2021م, 10:29 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

4: أبو عبيدة عامر بن عبد الله بن الجراح الفهري القرشي(ت:18هـ):
تقدّمت ترجمته، وهو أمين الأمة، وأحد السابقين الأوّلين إلى الإسلام، عدّه النبيّ صلى الله عليه وسلم مع العشرة المبشرين بالجنّة، وشهد المشاهد كلها مع النبي صلى الله عليه وسلم، وبعثه أميراً على سرايا منها سرية سيف البحر، وسرية المدد لعمرو بن العاص في ذات السلاسل، وبعثه النبي صلى الله عليه وسلم لجباية الزكاة من البحرين ونجران، وأشاد بأمانته في حديث مشهور، ومناقبه كثيرة.
ثمّ قادَ جيوش المسلمين في فتوحِ الشامِ إلى أن مات في طاعون عمواس، رضي الله عنه وأرضاه.
- قال عبد الأعلى السامي: حدثنا خالد الحذاء عن أبي قلابة قال: حدثني أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن لكل أمة أميناً، وإن أمينناً أيتها الأمة أبو عبيدة بن الجراح». رواه البخاري من هذا الطريق، ورواه مسلم بنحوه من طريق حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس.
- وقال شعبة بن الحجاج: سمعت أبا إسحاق يحدث عن صلة بن زفر، عن حذيفة، قال: جاء أهل نجران إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله ابعث إلينا رجلاً أميناً فقال: «لأبعثن إليكم رجلاً أميناً حقَّ أمين، حقَّ أمين».
قال: فاستشرف لها الناس.
قال: (فبعث أبا عبيدة بن الجراح). رواه البخاري ومسلم.

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 22 ربيع الأول 1443هـ/28-10-2021م, 10:29 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

5: معاذ بن جبل بن عمرو الخزرجي الأنصاري(ت:18هـ) رضي الله عنه:
كان من علماء الصحابة وقرائهم، شهد بدراً والمشاهد كلها مع النبي صلى الله عليه وسلم، قرأ على ابن مسعود في أوّل الأمر حتى حذق ما لديه، ثمّ قرأ على النبي صلى الله عليه وسلم حتى جمع القرآن في عهده، وكان من المعلّمين في زمن النبي صلى الله عليه وسلم.
انتدبه النبي صلى الله عليه وسلم مراراً لتعليم القرآن والتفقيه في شرائع الدين، فعلّم في المدينة، وفي مكة بعد الفتح، وفي اليمن بعثه النبي صلى الله عليه وسلم إليها معلّماً قاضياً وأميراً، ثمّ عاد إلى المدينة في خلافة أبي بكر، ثمّ انتدبه عمر إلى حمص وفلسطين ليقرئ أهلها ويعلّمهم فبقي معلّماً حتى مات في طاعون عمواس.
وكان له أثر حسن على أهل اليمن، تخرّج به منهم علماء وعبّاد، نهلوا من علمه، وترسّموا سمته وهديه.
- قال عبد الله بن إدريس الأودي، عن أشعث بن سوار، عن علي بن مدرك الوهبيلي قال: قال عبد الله بن مسعود: (إني لأعرف سَمْتَ معاذٍ في أودٍ والنخع). رواه ابن أبي خيثمة.
وأود بطن من مذحج.
روى عنه من الصحابة: ابن عباس، وأبو موسى الأشعري، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وعبد الله بن عمر، وجابر، وأنس، وأبو الطفيل رضي الله عنهم.
ومن التابعين: عبد الرحمن بن عسيلة الصنابحي، وقيس بن أبي حازم، وعمرو بن ميمون الأودي، وعبد الرحمن بن غنم الأشعري، وأبو وائل شقيق بن سلمة، ومالك بن يخامر السكسكي، وميمون بن أبي شبيب، وأبو حمزة الشيباني، وعمرو بن مرة، وغيرهم.

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 22 ربيع الأول 1443هـ/28-10-2021م, 10:29 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

6: عامر بن شهر الهَمْداني البَكِيلي:
- قال أبو الحجاج المزي: (أحد عمال النبي صلى الله عليه وسلم على اليمن).
كان سبباً في إسلام قومه، وروي أنه كان ممن قاتل الأسود العنسي وصابره من جهته، ثم إنه سكن الكوفة في خلافة عمر، وروى عنه عامر الشعبي.
- قال أبو أسامة الكوفي الحافظ، عن مجالد، عن الشعبي، عن عامر بن شهر، قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت لي همدان: هل أنت آت هذا الرجل ومرتاد لنا؟
فإن رضيت لنا شيئا قبلناه، وإن كرهت شيئا كرهناه.
قلت: نعم، فجئت حتى قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فرضيت أمره وأسلم قومي، وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الكتاب إلى عمير ذي مران، قال: وبعث مالك بن مرارة الرهاوي إلى اليمن جميعا، فأسلم عك ذو خيوان، قال: فقيل لعك: انطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فخذ منه الأمان على قريتك، ومالك، فقدم وكتب له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله لعك ذي خيوان، إن كان صادقا في أرضه، وماله، ورقيقه، فله الأمان وذمة الله، وذمة محمد رسول الله، وكتب خالد بن سعيد بن العاص». رواه أبو داوود في سننه.
لم أقف على تاريخ وفاته.

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 22 ربيع الأول 1443هـ/28-10-2021م, 10:29 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

7: فروة بن مُسيك الغطيفي المرادي:
وفد على النبي صلى الله عليه وسلم سنة عشر؛ فأسلم، وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم استعمله على مراد وزبيد ومذحج، وبعث معه خالد بن سعيد بن العاص على الصدقة.
- وقال إبراهيم بن سعد، عن ابن إسحاق؛ قال: (قدم فروة بن مسيك المرادي على رسول الله صلى الله عليه وسلم مفارقاً لملوك كندة، ومباعداً لهم، فأسلم، فاستعمله النبي صلى الله عليه وسلم على مراد وزبيد ومذحج). رواه ابن أبي خيثمة.
- وقال أحمد بن عبد الجبار العطاردي: حدثنا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، قال: قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فروة بن مسيك المرادي مفارقاً لملوك كندة مباعدا لهم، وقد كان قبيل الإسلام بين همدان ومراد وقعة أصابت فيها همدان من مراد حتى أثخنوهم في يوم يقال له يوم «الردم» ، فلما توجه فروة بن مسيك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال شعرا:

لما رأيت ملوك كندة أعرضت ... كالرجل خان الرجل عرق نسائها
يممت راحلتي أؤم محمـــــــــــــــــــداً ... أرجو فواضلها وحسن ثرائهــــــــــــــــا
فلما انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال له فيما بلغني: يا فروة هل ساءك ما أصاب قومك يوم الردم؟
فقال: (يا رسول الله! ومن ذا يصيب قومه ما أصاب قومي يوم الردم، لا يسوءُه ذلك؟!!).
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( أما إن ذلك لم يزد قومك في الإسلام إلا خيراً)).
قال: (واستعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على مراد وزبيد ومذحج كلها، وبعث معه خالد ابن سعيد بن العاص على الصدقة، وكان معه في بلاده حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم). رواه البيهقي في دلائل النبوة.
سكن الكوفة بعد ذلك.

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 22 ربيع الأول 1443هـ/28-10-2021م, 10:37 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

8: أبيض بن حمّال المأربي:
وفد على النبي صلى الله عليه وسلم، فأسلم، واستقطع النبيَّ صلى الله عليه وسلم ملح شذا بمأرب فأقطعه النبي صلى الله عليه وسلم؛ فقال له رجل من المجلس: أتدري ما قطعت له؟ إنما قطعت له الماء العد؛ فانتزعه منه، وأقطعه أرضاً ونخلاً بالجوف، جوف مراد، والحديث له طرق في السنن.
وروى أنه كان بوجهه حزازة وهي القوباء، فالتقمت أنفه، فمسح النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم على وجهه فلم يمس ذلك اليوم وفيه أثر.
ولم أقف على تاريخ وفاته.


رد مع اقتباس
  #19  
قديم 22 ربيع الأول 1443هـ/28-10-2021م, 10:37 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

9: فيروز الديلمي(ت:32هـ تقريباً ):
ويقال: ابن الديلمي، والصواب أنه هو الديلمي، ويقال لأبنائه: أبناء الديلمي، وقد روى عنه ثلاثة من أبنائه: عبد الله، والضحاك، وعياش.
- قال أبو أحمد الحاكم: (اسم الديلمي فيروز).
وكان من أبناء الفرس الذين بعث بهم كسرى لينفوا الحبشة منها، وقد وفد فيروز على النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم، ثم رجع إلى اليمن، وأقام بصنعاء، وهو الذي قتل الأسود العنسي الكذاب، وروي في حديث معلول أنه قدم برأس الأسود إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقد تقدّم الحديث عنه.
وقد اشتبه اسمه على بعض من ترجم له بصحابي آخر يقال له: ديلم بن هوشع الحميري، فظنّ بعضهم أنه هو فيروز الديلمي، فقالوا: إن فيروزاً لقب، واسمه: ديلم بن هوشع الحميري، ثمّ تأولوا نسبته إلى حمير بأنه نزل فيهم وحالفهم فنُسب إليهم.
وأوّل من علمته وهم في ذلك ابن سعد؛ إذ قال في ترجمة فيروز: (وبعضهم يروي عنه فيقول: حدثني الديلمي الحميري، ويقول بعضهم: عن الديلم، وهذا كله واحد، إنما هو فيروز بن الديلمي).
- قال: (وإنما قيل له "الحميري" لنزوله في حمير، ومحالفته إياهم).
- وقال البخاري والترمذي: (ديلم الحميري، ويقال: هو فيروز الديلمي).
فذكرا القولين مع الإشعار بضعف القول الآخر، ثم جزم به ابن حبان فقال: (ديلم بن هوشع الحميري، له صحبة، وهو الذي يقال له: فيروز الديلمي، روى عنه ابنه عبد الله الديلمي، وأهل مصر).
وديلم بن هوشع حميري صريح النسب في حمير، وقد ذكر ابن يونس نسبه في "تاريخ مصر" إلى جيشان بن وائل بن رُعين، ورُعين من حِمير، وذكر أنه كان أول وافد وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم من اليمن في الإسلام بعثه معاذ بن جبل، وذكر أنه شهد فتح مصر.
ثم خلط بينهما ابن منده فسماه "ديلم بن فيروز الحميري"، وتبعه على ذلك أبو نعيم في معرفة الصحابة.
والصواب التفريق بينهما، وأنّ فيروز الديلمي قاتل الأسود العنسي غير ديلم بن هوشع الحميري؛ فديلم بن هوشع شهد فتح مصر، ونزل بها، وحديثه عند المصريين، وفيروز الديلمي حديثه عند أهل الشام؛ وقد ترجم له ابن عساكر في تاريخ دمشق، ولم أجد خبراً يثبت نزوله بها، فأما أبناؤه فقد نزلوا الشام، وكان ابنه الضحاك جليساً لعبد الملك بن مروان، كما في تاريخ دمشق لأبي زرعة الدمشقي.
- قال ابن حجر العسقلاني: (سبب الوهم فيه أنَّ كلّا من فيروز الديلميّ وديلم الحميري سأل عن الأشربة:
فأمّا حديث الديلميّ فأخرجه أبو داود من طريق يحيى بن أبي عمر والشيبانيّ، عن عبد اللَّه الديلميّ، عن أبيه، قال: أتينا إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فقلنا: يا رسول اللَّه، قد علمت من أين نحن؟ فإلى أين نحن؟ قال: «إلى اللَّه والى رسوله» . فقلنا: يا رسول اللَّه، إن لنا أعنابا فماذا نصنع فيها؟ «زبّبوها» قالوا: وما نصنع بالزبيب؟ قال: «انتبذوه على غدائكم، واشربوه على عشائكم، وانتبذوه في الشّنان لا في الأسقية» .
وأما حديث ديلم فأخرجه أبو داود أيضا من طريق أبي الخير مرثد عن ديلم الحميري، قال: سألت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فقلت: يا رسول اللَّه، إنا بأرض باردة نعالج فيها عملا شديدا، وإنا نتخذ شرابا من هذا القمح نتقوّى به على عملنا وعلى برد بلادنا؟
فقال: «هل يسكر» ؟ قلنا: نعم قال: «فاجتنبوه» . الحديث.
فالحديثان وإن اشتركا في كونهما فيما يتعلق بالأشربة فيهما سؤالان مختلفان عن نوعين مختلفين، وإنما أتى الوهم على من اختصر، فقال: له حديث في الأشربة، فلم يعلم مراده بذلك)ا.هـ.
- قال ابن سعد: (فيروز ابن الديلمي، ويكنى أبا عبد الله، وهو من أبناء أهل فارس الذين بعثهم كسرى إلى اليمن مع سيف بن ذي يزن، فنفوا الحبشة منها، وغلبوا عليها).
- وقال أبو زرعة الدمشقي: (بنو فيروز الديلمي ثلاثة: عبد الله أبو بسر، والضحاك، وعياش، وعبد الله من نحو ابن محيريز، والضحاك كان يصحب عبد الملك ويجالسه).
- وقال ابن سعد وأبو حاتم الرازي: مات في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه.
- وقال خليفة بن خياط: أتى اليمن ومات بها.
- وقال أبو عبد الله الذهبي: (توفي سنة ثلاث وخمسين) ولعلّه اعتمد على خبر ذكره ابن عساكر في تاريخ دمشق، ولا يصحّ.
وأما قول ابن حبان: (مات بمصر)، وقوله: في موضع آخر: (سكن مصر، ومات ببيت المقدس). فوهم، والذي سكن مصر إنما هو ديلم الحميري.


رد مع اقتباس
  #20  
قديم 22 ربيع الأول 1443هـ/28-10-2021م, 10:38 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

10: عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي (ت:35هـ):
وهو أخو عياش بن أبي ربيعة المخزومي، وأخو أبي جهل لأمّه، ووالد عمر الشاعر، كان من أشراف قريش في الجاهلية، ومن أحسن الناس صورة، بعثته مع عمرو بن العاص إلى النجاشي ليردّ إليهم مهاجرة الحبشة من المسلمين؛ فأبى عليهم.
ثم أسلم وحسن إسلامه، واستسلف منه النبي صلى الله عليه وسلم مالاً كثيراً حين غزا حنيناً ثم قضاه لما انصرف فأحسن قضاءه.
ثم كان ممن بعثهم النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليمن، ثم
وتزوّج ابنه عبد الرحمن أمَّ كلثوم بنت أبي بكر الصديق.
وذكر الزبير بن بكار أنه بقي والياً على الجنَد في خلافة أبي بكر، ولعله خطأ.
ثم ولاه عمر على الجَنَد من اليمن؛ فبقي والياً عليها في خلافة عمر وعثمان، حتى حُصر عُثمان، فأقبل لينصره؛ فسقط عن راحلته ومات قريباً من مكة.
- قال وكيع بن الجراح: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي، عن أبيه، عن جده أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم استسلف منه حين غزا حنينا ثلاثين أو أربعين ألفاً؛ فلما انصرف قضاها إياه، ثم قال: (( بارك الله لك في أهلك ومالك، إنما جزاء السلف الوفاء والحمد )). رواه أحمد وابن أبي شيبة، وابن ماجه.
ورواه سفيان الثوري عن إسماعيل به فذكر أربعين ألفاً من غير شكّ، وفيه: (إنما جزاء السلف الحمد والأداء). رواه النسائي في السنن الكبرى.
- وقال مصعب بن عبد الله الزبيري: (عبد الله بن أبي ربيعة كان من أشراف قريش في الجاهلية كان اسمه بحير؛ فسماه النبي "عبد الله" استعمله عمر على اليمن). رواه ابن أبي خيثمة.
- وقال البخاري: قال عياش بن المغيرة: (ولاه عمر على الجَنَد، ثم ولاه عثمان حتى حصر فجاء ينصر عثمان فسقط عن راحلته بقرب مكة فمات).
- وقال خليفة بن خياط: (وولى عمر عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي على اليمن).


رد مع اقتباس
  #21  
قديم 22 ربيع الأول 1443هـ/28-10-2021م, 10:39 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

11: قيس بن هبيرة المكشوح المرادي(ت:37هـ):
أحد شجعان العرب وفرسانهم المذكورين، من نظراء عمرو بن معد يكرب، وكان عمرو خاله أخو أمّه.
- قال ابن سعد: (وإنما سمي أبوه "المكشوح" لأنه كُشح بالنار، أي كوي على كشحه، وكان سيد مراد، وابنه قيس كان فارس مذحج).
ومراد بطن من مذحج.
وفد قيس على النبي صلى الله عليه وسلم سنة تسع فأسلم، وكان ممن شارك في قتل الأسود العنسي.
ثم كان على الخيل يوم القادسية، وشهد اليرموك، وغيرهما من فتوح العراق والشام، وذكر خليفة بن خياط أنه قتل مع عليّ بن أبي طالب في وقعة صفّين.


رد مع اقتباس
  #22  
قديم 22 ربيع الأول 1443هـ/28-10-2021م, 10:39 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

12: أبو موسى عبد الله بن قيس الأشعري (ت:44هـ) رضي الله عنه:
تقدّمت ترجمته، وقد بعثه النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليمن معلّما وقاضياً وأميراً ثمّ أتبعه بمعاذ بن جبل، فكان فكان معاذ على المخلاف الشمالي وهو من صنعاء إلى الجَنَد، وأبو موسى على المخلاف الجنوبي وهو من جنوب صنعاء إلى عدن، ويشمل زبيد والساحل ورِمَع وهي أرض قوم أبي موسى الأشعري.
والمخلاف بمعنى الإقليم والناحية.
فمكث في اليمن ثم وافى النبيَّ صلى الله عليه وسلّم في حجة الوداع، ثم عاد إلى المدينة في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، ثم غزا مع من غزا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في الشام، وشهد فتوح الشام، ومنها فتح بيت المقدس وشهد خطبة عمر بالجابية، وحضر وفاة أبي عبيدة بن الجراح بالأردن.
ثمّ في عام سبع عشرة للهجرة استقدمه عمر من الشام، وبعثه إلى الكوفة والبصرة أميراً عليهما، وقاضياً ومعلّماً لأهل البصرة يعلّمهم القرآن ويفقّههم في الدين، ويغزو بهم.
فأقرأ وعلّم وفقّه وقضى بينهم، وقاد جيوش المسلمين فافتتح كثيراً من بلاد فارس منها أصبهان وتستر والأهواز والسوس ونصيبين وهمذان وغيرها.
وبقي أميراً على البصرة بقية خلافة عمر، وصدراً من خلافة عثمان، ثم ولاه عثمان إمارة الكوفة في آخر خلافته، ثمّ كان أحد الحكمين في الخلاف بين عليّ ومعاوية.
وتوفي في ذي الحجة من سنة 44هـ على أرجح الأقوال.
- قال أبو أسامة الحافظ: حدثنا بريد بن عبد الله، عن أبي بردة، عن أبي موسى رضي الله عنه قال: بلغَنا مخرجُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم ونحن باليمن فركبنا سفينة، فألقتنا سفينتنا إلى النجاشي بالحبشة، فوافقنا جعفر بن أبي طالب، فأقمنا معه حتى قدمنا، فوافقنا النبي صلى الله عليه وسلم حين افتتح خيبر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: « لكم أنتم يا أهل السفينة هجرتان » رواه البخاري في صحيحه.
وكان حسن الصوت بالقرآن، عالماً مقرئاً فقيهاً قاضياً مجاهداً.
- وقال أبو يحيى الحماني: حدثنا بريد بن عبد الله بن أبي بردة، عن جده أبي بردة، عن أبي موسى رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: « يا أبا موسى لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود » رواه البخاري.
وفي رواية عند مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( لو رأيتني وأنا أستمع لقراءتك البارحة، لقد أوتيتَ مزمارا من مزامير آل داود )).
- في الصحيحين من حديث بريد بن عبد الله، عن أبي بردة، عن أبي موسى رضي الله عنه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم دعا له فقال في دعائه: (( اللهم اغفر لعبد الله بن قيس ذنبه، وأدخله يوم القيامة مدخلا كريماً )).
وفضائله كثيرة.
قرأ عليه: حطان بن عبد الله الرقاشي وأبو رجاء العطاردي وغيرهما.
وروى عنه في التفسير: عياض بن عمرو الأشعري رضي الله عنه، وابنه أبو بردة، ومعاوية بن قرّة، وأبو عثمان النهدي، وحطان بن عبد الله الرقاشي، وأبو رجاء العطاردي، وأبو الأحوص عوف بن مالك الجشمي، وأبو تميمة الهجيمي، وسعيد بن المسيب، وقسامة بن زهير، وأبو العالية الرياحي، وأبو ظبيان حصين بن جندب الجنبي، وحميد بن عبد الرحمن بن عوف، ومرة بن شراحيل الهمداني، وعبادة بن نسي الكندي قاضي طبرية.
وأرسل عنه: الحسن البصري، وسعيد بن جبير، وقتادة السدوسي، ومحمد بن سيرين.


رد مع اقتباس
  #23  
قديم 22 ربيع الأول 1443هـ/28-10-2021م, 10:40 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

13: وائل بن حجر الكندي الحضرمي(ت: 47هـ تقريباً ):
اختلف في اسم جدّه فقيل: سعد، وقيل: ربيعة، وقد كان قيلاً من أقيال حضرموت، وأبوه من ملوكهم، فترك ملكه وقدم على النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم، ورحّب به النبي صلى الله عليه وسلم وسُرَّ بإسلامه، وأقطعه أرضاً بالمدينة، وعُني بحفظ صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم وله فيها أحاديث مشهورة.
وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب معه كتاباً إلى المهاجر بن أبي أمية، واستعمله على أقيال حضرموت، ولم أره بإسناد تطمئنّ له النفس.
ثم إنه نزل الكوفة بعد ذلك، وشهد صفين مع عليّ، ثم بايع معاوية عام الجماعة، ومات في خلافته.
- قال شعبة، عن سماك بن حرب، عن علقمة بن وائل، عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقطعه أرضاً، قال: فأرسل معي معاوية أن أعطها إياه ـ
أو قال: أعلمها إياه ـ
قال: فقال لي معاوية: أردفني خلفك!
فقلت: لا تكون من أرداف الملوك.
قال: فقال: أعطني نعلك.
فقلت: انتعل ظلّ الناقة.
قال: (فلما استُخلف معاوية أتيته، فأقعدني معه على السرير، فذكّرني الحديث).
فقال سماك: فقال: (وددت أني كنت حملته بين يدي). رواه أحمد وابن حبان.
روى عنه: ابناه علقمة وعبد الجبار، ووائل بن علقمة، وكليب بن شهاب الجرمي.


رد مع اقتباس
  #24  
قديم 22 ربيع الأول 1443هـ/28-10-2021م, 10:40 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

14: المغيرة بن شعبة بن أبي عامر بن مسعود الثقفي(ت:50هـ):
تقدمت ترجمته في علماء الكوفة وعلماء البصرة، وقد بعثه النبي صلى الله عليه وسلم إلى نجران، وذُكر أن عمر ولاه صنعاء سنتين بعد يعلى بن أمية، ولا يصحّ.
- قال عبد الله بن إدريس الأودي: سمعت أبي يذكره عن سماك بن حرب، عن علقمة بن وائل، عن المغيرة بن شعبة، قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى نجران، قال: فقالوا: أرأيت ما تقرأون: {يا أخت هارون}، وموسى قبل عيسى بكذا وكذا؟
قال: فرجعت؛ فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: (( ألا أخبرتهم أنهم كانوا يسمّون بالأنبياء والصالحين قبلهم)). رواه أحمد، ومسلم، والترمذي.


رد مع اقتباس
  #25  
قديم 22 ربيع الأول 1443هـ/28-10-2021م, 10:40 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

15: جرير بن عبد الله البجلي الأحمسي(ت:51هـ):
نسبة إلى بجيلة وهي قبيلة عظيمة من قبائل العرب كثيرة العدد، حتى ذكر أنهم كانوا ثلاثة أرباع جيوش المسلمين الذين فتحوا العراق.
وقد اختلف أهل الأنساب في نسبتهم على قولين:
أحدهما: نسبة إلى أمّهم بجيلة بنت صعب بن سعد العشيرة تزوّجها أنمار فنُسب ولدها إليها، وهي أخت باهلة بنت صعب بن سعد العشيرة.
والآخر: بجيلة هو ابن أنمار.
واختلف في أنمار هذا على قولين:
أشهرهما عند النسابة أنه أنمار بن نزار بن معد بن عدنان.
والقول الآخر: هو أنمار بن إراش بن عمرو بن الغوث بن النبت بن مالك بن زيد بن كهلان.
فعلى القول الأول تكون بجيلة من القبائل العدنانية، وعلى القول الآخر: من القبائل القحطانية.
وقد كانت مساكنهم بتبالة قرب بيشة اليوم، تجاورهم خثعم، ونهد، وجرم.
وبجيلة معدودة من القبائل اليمنية، ويدل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم في شأن جرير بن عبد الله: ((من خير ذي يمن )).
وفد جرير على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فأسلم، وكان سيد قومه، جسيماً جميلاً، بديع الصورة، وأسلم قومه معه.
ولجرير بن عبد الله رضي الله عنه مناقب، فقد بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم لهدم ذي الخلصة، وكانت وثناً يُعبد بتبالة فهدمه وحرّقه، وبعثه إلى اليمن يقاتل في سبيل الله ويدعو إليه، ووصفه بأنه من خير ذي يمن، ودعا له النبي صلى الله عليه وسلم دعاءً حسناً، ودعا لقومه، ولخيلهم، وكان لبجيلة بلاء حسن في فتوح العراق؛ فقد كانوا أكثر قبائل العرب بها عدداً، حتى روي أنهم كانوا ثلاثة أرباع جيوش المسلمين، وقد جعل لهم عمر ثلاثة أرباع خراج العراق ثلاث سنين، ثمّ أخذها منهم وجعلها للمسلمين عامة.
وأبلى جرير بلاء حسناً في فتوح العراق، وحاول الصلح بين علي ومعاوية؛ واجتهد في ذلك فلم يتمّ له الأمر، ثم اعتزل الفتنة، وسكن الكوفة، حتى سمع بها شتم عثمان فخرج منها إلى قرقيسيا، ومات سنة 51هـ.

- قال إسماعيل بن أبي خالد البجلي: حدثني قيس بن أبي حازم، عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه، قال: «بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والنصح لكل مسلم». رواه البخاري ومسلم.
- وقال إسماعيل بن أبي خالد: سمعت قيساً يقول: سمعت جرير بن عبد الله البجلي يقول: (ما حجبني رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت، ولا رآني إلا تبسم في وجهي). رواه البخاري ومسلم.
- وقال يونس بن أبي إسحاق السبيعي، عن المغيرة بن شبل بن عوف البجلي الأحمسي قال: قال جرير: لما دنوت من المدينة أنخت راحلتي، ثم حللت عيبتي، ثم لبست حلتي، ثم دخلت المسجد، فإذا النبي صلى الله عليه وسلم يخطب، فرماني الناس بالحدق.
قال: فقلت لجليسي: يا عبد الله! هل ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم من أمري شيئا؟ قال: نعم، ذكرك بأحسن الذكر، بينما هو يخطب إذ عرض له في خطبته فقال: (( إنه سيدخل عليكم من هذا الفجّ من خير ذي يمن، ألا وإنَّ على وجهه مسحة ملك )).
قال جرير: (فحمدت الله عز وجل على ما أبلاني). رواه أحمد وابن أبي شيبة والنسائي في الكبرى.
- وقال خالد، عن بيان، عن قيس، قال: سمعته يقول: قال جرير بن عبد الله رضي الله عنه: «ما حجبني رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت، ولا رآني إلا ضحك». رواه البخاري في صحيحه.
- وقال إسماعيل بن أبي خالد: حدثنا قيس، قال: قال لي جرير رضي الله عنه: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: «ألا تريحني من ذي الخلصة؟!»
وكان بيتاً في خثعم، [وهو نُصُب كانوا يعبدونه]، يسمَّى الكعبة اليمانية، فانطلقت في خمسين ومائة فارس من أحمس، وكانوا أصحاب خيل، وكنت لا أثبت على الخيل، فضرب في صدري حتى رأيت أثر أصابعه في صدري، وقال: «اللهم ثبته، واجعله هاديا مهديا»
فانطلق إليها فكسرها وحرقها، ثم بعث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول جرير: والذي بعثك بالحق، ما جئتك حتى تركتها كأنها جمل أجرب، قال: (فبارك في خيل أحمس ورجالها خمس مرات). رواه البخاري ومسلم.
- وقال الفضل بن دكين: حدثنا أبان بن عبد الله البجلي، قال: حدثني إبراهيم بن جرير، عن جرير، قال: (إن نبي الله بعثني إلى اليمن أقاتلهم وأدعوهم، فإذا قالوا: لا إله إلا الله، حرمت عليكم أموالهم ودماؤهم). رواه ابن أبي شيبة.
- وقال أبو عوانة اليشكري، عن عبد الملك بن عمير البجلي، قال: حدثني إبراهيم بن جرير: أن عمر بن الخطاب قال: «إنَّ جريراً يوسف هذه الأمة». رواه ابن سعد، وابن أبي خيثمة.


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الحادي, الدرس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:44 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir