وفد نجران:
أتى وفد أهل نجران إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكانوا نصارى؛ فسألوه عن عيسى عليه السلام، وجادلوه فنزلت آية المباهلة، وتهيّبوا من مباهلة النبي صلى الله عليه وسلم، وسألوه أن يفرض عليهم شيئاً ويترك ملاعنتهم.
- قال إسرائيل بن يونس عن جدّه أبي إسحاق السبيعي، عن صلة بن زفر، عن حذيفة، قال: جاء العاقب والسيد صاحبا نجران إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يريدان أن يلاعناه، قال: فقال أحدهما لصاحبه: لا تفعل! فوالله لئن كان نبياً فلاعنّا لا نفلح نحن ولا عقبنا من بعدنا.
قالا: إنا نعطيك ما سألتنا، وابعث معنا رجلا أميناً، ولا تبعث معنا إلا أميناً.
فقال « لأبعثنَّ معكم رجلاً أميناً حقَّ أمين»
فاستشرف له أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «قم يا أبا عبيدة بن الجراح» فلما قام قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هذا أمين هذه الأمة». رواه البخاري.
ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم استعمل عليهم عمرو بن حزم، وكتب معه كتاباً، وكان مع ذلك يبعث بعض أصحابه إلى نجران.
- قال ابن شهاب الزهري: (قرأت كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كتبه لعمرو بن حزم حين بعثه على نجران، وكان الكتاب عند أبي بكر بن حزم). رواه ابن وهب في جامعه، والنسائي في سننه.
- وقال عبد الله بن إدريس الأودي، عن أبيه، عن سماك بن حرب، عن علقمة بن وائل، عن المغيرة بن شعبة، قال: لما قدمت نجران سألوني، فقالوا: إنكم تقرأون: {يا أخت هارون} وموسى قبل عيسى بكذا وكذا!! فلما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم سألته عن ذلك، فقال: «إنهم كانوا يسمون بأنبيائهم والصالحين قبلهم». رواه مسلم.