دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > دورات برنامج إعداد المفسّر > أصول التفسير البياني

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #7  
قديم 16 شوال 1441هـ/7-06-2020م, 12:11 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,458
افتراضي

الاجتهاد في استخراج اللطائف البيانية من الالتفات
الاجتهاد في استخراج اللطائف البيانية من الالتفات يقع فيه الصواب والخطأ؛ فمن أهل العلم من يوفّق لحسن استخراج اللطائف البيانية للالتفات وحسن البيان عنها، ومنهم من يصيب بعضاً ويخطئ بعضاً، ومنهم من يصحّ قوله على وجه من أوجه التفسير دون الأوجه الأخرى، ومنهم من يسبق إلى ذهنه معنى يتوّهمه ولا يصحّ فيخرّج الالتفات عليه فيخطئ.
والخطأ في توجيه الالتفات يقع لأسباب منها:

1: أن لا يكون في الآية التفات أصلاً.
2: والخطأ في تعيين نوع الالتفات.
3: والخطأ في الوجه الذي بُني عليه الالتفات.
4: والخطأ في المعنى البياني المستخرَج بالالتفات.

وقد يقع الالتفات في بعض الأوجه التفسيرية دون بعض كما قد يقع في بعض القراءات دون بعض، وقد يتوّهم بعض العلماء حصول التفات لما سبق إلى أذهانهم من أوجه في التفسير وهي ضعيفة.

ولكلّ ما تقدّم أمثلة أكتفي بذكر مثالين للتوضيح:

1: قول الله تعالى: {ما ودّعك ربّك وما قلى} ذكر بدر الدين الزركشي أن ابن الشجري جعله من الالتفات من الخطاب إلى الغيبة، ثم ردّه بقوله: (وقد سبق أنه على حذف المفعول فلا التفات).
- قلت: لكن فيه نوع من الالتفات اللطيف، للمخالفة بين وعدك وقلى، فحذف المفعول في الفعل الثاني دون الأول، ومن فوائده موافقة رؤوس الآي، وإفادة العموم؛ فما قلاك وما قلى عباده المؤمنين.
- وقال الوزير ابن هبيرة فيما نقله عنه الحافظ ابن رجب في ذيل طبقات الحنابلة: (وإنما قال: {وما قلى} ولم يقل: وما قلاك، لأن القلى بغض بعد حب، وذلك لا يجوز على الله تعالى، والمعنى: وما قلى أحدا قط).
2: قول الله تعالى: {قُلْ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (158)}
- قال بدر الدين الزركشي: (وقوله: {يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا} إلى قوله: {فآمنوا بالله ورسوله} ولم يقل: [بي] وله فائدتان:
إحداهما: دفع التهمة عن نفسه بالعصبية لها.
والثاني: تنبيههم على استحقاقه الاتباع بما اتصف به من الصفات المذكورة من النبوة والأمية التي هي أكبر دليل على صدقه وأنه لا يستحق الاتباع لذاته بل لهذه الخصائص).
- قلت: الالتفات إنما هو على اعتبار أن يكون قوله: {فآمنوا بالله ورسوله} من صلة مقول القول، فأما إذا كان خطاباً استئنافياً فلا يكون فيه التفات من التكلّم إلى الغيبة، وإنما قد يعدّ نوعاً من أنواع الالتفات اللطيف من التلقين إلى الخطاب المباشر.


رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الدرس, الرابع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:57 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir