تمهيد:
مما يتّصل بالشرط وفيه معناه ما يكون في الكلام من جواب للطلب، كما يقال: قم أكرمْك؛ فهو في معنى إن تقم أكرمْك من جهة ارتباط الفعل بالجزاء.
ويكون الفعل "أكرمْك" مجزوماً لوقوعه في جواب الطلب.
وقد اختلف البلاغيون في الفرق البياني بين قولك: إن تقم أكرمْك، وقولك: قم أكرمك.
- قال ابن القيّم رحمه الله: (أحسن مما ذكروه أن يقال في قوله: "قم أكرمك" فائدتان ومطلوبان:
أحدهما: جَعْلُ القيام سبباً للإكرام ومقتضياً له اقتضاء الأسباب لمسبباتها.
والثاني: كونه مطلوباً للآمر مراداً له، وهذه الفائدة لا يدلُّ عليها الفعل المستقبل فعُدِل عنه إلى لفظ الأمر تحقيقاً له، وهذا واضحٌ جداً)ا.هـ.
وجواب الطلب على أنواع؛ فمنه جواب الأمر، وجواب النهي، وجواب الاستفهام، وجواب التحضيض، وجواب التمنّي، ويُلحق به جواب الترجّي.
وهذه الأنواع فيها مسائل تتعلق بالتفسير البياني ينبغي للمفسّر أن يكون على بيّنة منها.
وقبل ذلك ينبغي أن يُعلم أن الجمل في اللغة العربية على قسمين:
أحدهما: الجُمل الخبرية، وذكروا في ضابطها أنها الجُمل التي تحتمل الصدق والكذب، وهو ضابط فيه نظر ومناقشة لكنّه يقرّب فهم المراد.
فإذا قلت: قام زيد، أو زيد قائم؛ أو في الدار رجل، فيصحّ أن توصف هذه الجُمل بالصدق أو الكذب.
والقسم الآخر: الجُمَل الإنشائية، وهي التي لا تحتمل الوصف بالصدق والكذب، وهي على قسمين أيضاً:
- جُمل إنشائية طلبية، وهي: الأمر، والنهي، والاستفهام، والتحضيض، والتمني، والنداء.
- وُجمل إنشائية غير طلبية، وهي: القَسَم، والمدح، والذمّ، والتعجّب، وألفاظ العقود والفُسوخ كـبعت واشتريت وزوَّجتُ وقبلت وطلّقت وأقلت.
والترجّي اختلف فيه فمن أهل العلم من جعله من الإنشاء الطلبي، ومنهم من جعله من الإنشاء غير الطلبي.
وحديثنا في هذا الدرس عن جواب الطلب بأنواعه.