لقاء فضل طلب العلم لفضيلة الشيخ : عبدالعزيز الداخل .
ج1 ق2 من2:53إلى7
ومن فضائل العلم أن العلم رفعة للعبد في دينه ودنياه وتشريف له ومن أحسن التعلم ارتفع شأنه وعلا قدره .
ومن فضائل العلم أن العلم يدل المرء على شريف الخصال ومحاسن الأداب ويُعرفه أيضًا بسيئها فيحرص على اكتساب الخصال الحميدة بما يعرفه من فضلها وثمراتها وآثارها ويحرص أيضًا على اجتناب الخصال السيئة الذميمة بما يعرفه من سوء أثارها وقبيح عاقبتها ويُعرفه أيضًا بالعضات والعِبر التي حلت بالسابقين وكل ذلك لا يحصل إلا بالعلم .
ومن فضائل العلم أنه من أفضل القربات إلى الله تعالى ويدل لذلك ما رتبه الله تعالى على العلم من الأجور العظيمة والفضائل الجليلة حتى كان ما يعلمه المرء لغيره يصيبه ثوابه وإن تسلسل كما قال النبي صلى الله عليه وسلم "
((مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى, كَانَ لَهُ مِنْ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ, لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا....)رواه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه فكل من دعا إلى الهدى ولا يدعوا للهدى إلا بالعلم فكل من دعا إلى الهدى فله مثل أجر من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا وإن تسلسل ذلك الأمر إلى أن تقوم الساعة فما يحدثه العلماء من الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وما يعلمونه من العلوم النافعة يجري لهم - بإذن الله -عز وجل أجرهم وتجري لهم حسناتهم بما علموه من العلم النافع وقد ذكر الإمام السعدي رحمه الله تعالى في فتاوه أن عالمًا كان في بلدة يعلم العلم فمات فرأه أحد تلاميذه في المنام فقال له أرأيت الفتوى التي أفتيت بها في مسألة كذا وكذا لقد وصلني أجرها، وهذه فتوى أفتى بها أو قضية حكم بها تلميذه من بعده فوصل شيخه أجرها بعد موته .
فا العلم النافع من أسباب على الحصول الأجور العظيمة والحسنات المتسلسلة التي لا تنقضي بإذن الله عزوجل وقد بيّن النبي صلى الله عليه وسلم كما في الحديث أن العلم النافع من الأعمال التي لاتنقطع ؛إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث وذكر من ذلك"علم ينتفع به" وقد تواترت الأدلة من الكتاب والسنة ببيان فضل العلم وأهله وفضل طلبه ورتب على ذلك من الثناء العظيم والثواب الجزيل في القران الكريم والسنة النبوية ما يجعل المؤمن حريًا بأن يكون حريصًا على نيل هذا الفضل مجتهدًا في طلبه قالى تعالى:"يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ "
فأسند الرفع إليه جل وعلا وتكفل به والله تعالى لا يخلف وعدم ممن طلب العلم بنية صالحة حصل له من الرفعة -بإذن الله- عزوجل بقدر ما آتاه عزوجل من العلم .
وقال تعالى:{ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ }
وقالى تعالى:"قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ "
بل أمر الله عزوجل نبيه أن يسأله الزيادة من العلم كما قال تعالى:"{ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا}
وفي ذلك من التنبيه على فضل العلم وعظم شأنه ما هو ظاهر بيّن وفي الصحيحين من حديث معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ).
سأكمل قريبًا ما يتيسر من باقي الجزء الأول
وأرجو من الطلبة أن ينتقلوا للأجزاء الثانية لكوني تكفلت بالقسم الثاني والثالث والرابع من الجزء الأول !