دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > دورات برنامج إعداد المفسّر > أصول التفسير البياني

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #6  
قديم 10 رمضان 1441هـ/2-05-2020م, 12:51 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,458
افتراضي الدرس الخامس: دلالات الصيغ الصرفية للمفردات القرآنية

الصنف الثالث: أن تأتي المفردة بصيغة تحتمل أن يراد بها الفاعل والمفعول
وهذه تكون غالباً في المفردات التي تأتي على وزن "فعيل" و "فعول"، ومن أمثلتها:
1. حفيظ في قوله تعالى: {وعندنا كتاب حفيظ}
- يحتمل أن يكون وصف مبالغة من حافظ أي يحفظ على العباد أقوالهم وأعمالهم لا يُغادر منها شيئاً، ولا يذهب منه شيء على طول الزمان.
- ويحتمل أن يكون بمعنى محفوظ، أي قد حفظه الله فلا يمكن لأحد أن يغيّر فيه شيئاً أو يبدّله.
والمعنيان صحيحان، فتحمل الآية عليهما.
2. طهور في قول الله تعالى: {وسقاهم ربّهم شراباً طهورا}
- يحتمل أن يكون بمعنى الفاعل أي مطهِّراً.
- ويحتمل أن يكون بمعنى المفعول أي مطهَّراً.
وهما معنيان صحيحان يجتمعان ولا يتعارضان.
3. السعير في قول الله تعالى: {وكفى بجهنّم سعيرا}
- يحتمل أن يكون "السعير" بمعنى اسم الفاعل أي مستعِرةٌ على أهلها، وهذا معنى قول من قال من المفسرين: تتقد عليهم اتّقاداً، والمبالغة على معنى شدة الاستعار، أو ديمومته أو عليهما.
- ويحتمل أن تكون بمعنى اسم المفعول أي التي سُعّرت حتى اشتدّت حرارتها وعظمت.
والمعنيان يجتمعان في وصف جهنّم والعياذ بالله منها.
4. الرجيم في وصف الشيطان الرجيم
- يحتمل أن يكون بمعنى مرجوم، كما يقال: لَعِين بمعنى ملعون، وقتيل بمعنى مقتول.
- ويحتمل أن يكون بمعنى راجم، أي يرجم الناس بالوساوس والربائث، وما يثبّطهم عن الطاعات.
وفي سنن أبي داوود من حديث عطاء الخراساني عن مولى امرأته أمّ عثمان قال: سمعت علياً رضي الله عنه على منبر الكوفة يقول: (إذا كان يوم الجمعة غدت الشياطين براياتها إلى الأسواق؛ فيرمون الناس بالترابيث - أو الربائث - ويثبطونهم عن الجمعة).

وفي بعض المواضع تكون دلالة المفردة على اسم الفاعل أو المفعول مستفادة من لازم المعنى لا من دلالة الصيغة الصرفية في الأصل، ولذلك أمثلة منها:
1. عاصم في قول الله تعالى: {لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم} هذا اللفظ ظاهر الدلالة على معنى اسم الفاعل أي لا يعصِم أحدٌ أحداً من أمر الله إلا أن يرحمه الله فيعصمه، وذكر بعض أهل العلم أنه يأتي بمعنى المفعول أي لا معصوم من أمر الله إلا من رحم.
وهذا المعنى وإن كان صحيحاً في نفسه إلا أنّ الأظهر عندي أن دلالة اسم الفاعل في هذا الموضع على اسم المفعول مستفادة من لازم المعنى لا من دلالة الصيغة الصرفية.

2. مُسَحَّر في قول الله تعالى: {قالوا إنما أنت من المسحَّرين} فسرها بعض أهل العلم بمعنى اسم الفاعل أي من الساحرين، وفسرها بعضهم بمعنى اسم المفعول أي من المسحورين.
لكنَّ هذين المعنيين مدلول عليهما بلازم المعنى وليس بدلالة الصيغة الصرفية، ولذلك احتيج فيهما إلى التخريج اللغوي الذي يصحّ به المعنيان:
- فيأتي المسحَّر بمعنى الساحر إذا أريد به المتَّهم بالسحر، أو الذي عُلّم السحرَ حتى صار ساحراً.
- ويأتي بمعنى المسحور إذا أريد به من تكرَّر سَحْرُه مرّة بعد مرّة، كما يقال في المغلَّب الذي يُغلب مرة بعد مرّة، والمفجَّع للذي يُفجع مرة بعد مرة، والمُرزَّأ الذي يُرزأ بالمصيبة تلو المصيبة.


رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الخامس, الدرس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:48 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir