دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > دورات برنامج إعداد المفسّر > أصول التفسير البياني

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #6  
قديم 10 رمضان 1441هـ/2-05-2020م, 12:51 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,458
افتراضي الدرس الرابع: دلالة المحلّ الإعرابي للمفردات القرآنية

أمثلة من أقوال المفسّرين في إعراب المفردات القرآنية

المثال الأول: قول الله تعالى: {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا}
- قال محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله: (قال بعض العلماء: إن هذا الفعل أعني «صدف» في هذه الآية لازم، ومعناه أعرض عنها، وهو مروي عن ابن عباس، ومجاهد، وقتادة.
وقال السدي: «صدف» في هذه الآية متعدية للمفعول، والمفعول محذوف، والمعنى: أنه صدَّ غيره عن اتباع آيات الله.
والقرآن يدل لقول السدي؛ لأن إعراض هذا الذي لا أحد أظلم منه عن آيات الله، صرح به في قوله: {فمن أظلم ممن كذب بآيات الله}، إذْ لا إعراض أعظم من التكذيب، فدل ذلك على أن المراد بقوله: وصدف عنها، أنه صد غيره عنها، فصار جامعا بين الضلال والإضلال.
وعلى القول الأول فمعنى «صدف» مستغنى عنه بقوله «كذب» ونظير الآية على القول الذي يشهد له القرآن، وهو قول السدي).
قلت: الجمع أولى من الترجيح، والآية على القول الأول في معنى {كذب وتولى}.

المثال الثاني: قول الله تعالى: {أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (1)}
- قال ابن كثير رحمه الله: (وقوله:{فلا تستعجلوه} أي: قرب ما تباعد فلا تستعجلوه.
يحتمل أن يعود الضمير على الله، ويحتمل أن يعود على العذاب، وكلاهما متلازم، كما قال تعالى:{ويستعجلونك بالعذاب ولولا أجل مسمى لجاءهم العذاب وليأتينهم بغتة وهم لا يشعرون يستعجلونك بالعذاب وإن جهنم لمحيطة بالكافرين}).

المثال الثالث: قول الله تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ (201) وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لَا يُقْصِرُونَ (202)}
- قال ابن عاشور:(يجوز أن يعود الضميران إلى الشيطان المذكور آنفا باعتبار إرادة الجنس أو الأتباع، كما تقدم، فالمعنى وإخوان الشياطين أي أتباعهم كقوله: {إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين}
أما الضميران المرفوعان في قوله: {يمدونهم} وقوله: {لا يقصرون} فهما عائدان إلى ما عاد إليه ضمير إخوانهم أي الشياطين، وإلى هذا مال الجمهور من المفسرين، والمعنى: وإخوان الشياطين يمدُهم الشياطين في الغيّ، فجملة يمدونهم خبر عن إخوانهم وقد جرى الخبر على غير من هو له، ولم يبرز فيه ضمير من هو له، حيث كان اللبس مأمونا، وهذا كقول يزيد بن منقذ:
وهم إذا الخيل جالوا في كواثبها ... فوارس الخيل لا ميل ولا قزم
فجملة «جالوا» خبر عن الخيل وضمير «جالوا» عائد على ما عاد عليه ضمير «وهم» لا على الخيل. وقوله فوارس خبر ضمير الجمع.
ويجوز أن يكون المراد من الإخوان الأولياء ويكون الضميران للمشركين أيضا، أي وإخوان المشركين وأولياؤهم، فيكون «الإخوان» صادقا بالشياطين كما فسر قتادة، لأنه إذا كان المشركون إخوان الشياطين، كما هو معلوم، كان الشياطين إخوانا للمشركين لأن نسبة الإخوة تقتضي جانبين، وصادقا بعظماء المشركين، فالخبر جار على من هو له، وقد كانت هذه المعاني مجتمعة في هذه الآيات بسبب هذا النظم البديع).

المثال الرابع: قول الله تعالى:{مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا}
- قال ابن القيّم رحمه الله: (وقال أبو داود الطيالسي: حدّثنا عبد المؤمن - هو ابن عبد الله - قال: كُنا عند الحسنِ؛ فأتاه يزيد بن أبي مريم السلولي يتوكّأ على عصا؛ فقال: يا أبا سعيد! أخبرني عن قول الله عز وجل: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا} فقال الحسن: (نعم، والله إنَّ الله ليقضي القضية في السماء، ثم يضرب لها أجلا أنه كائن في يوم كذا وكذا، في ساعة كذا وكذا، في الخاصة والعامة، حتى إنَّ الرجلَ ليأخذ العصا ما يأخذها إلا بقضاء وقدر).
قال: يا أبا سعيد! والله لقد أخذتها وإني عنها لغني ثم لا صبر لي عنها.
قال الحسن: (أَوَلا ترى).
واختلف في الضمير في قوله: {من قبل أن نبرأها}

فقيل: هو عائد على الأنفس لقربها منه.
وقيل: هو عائد على الأرض.
وقيل: عائد على المصيبة.
والتحقيق أن يقال: هو عائد على البرية التي تعمّ هذا كلَّه، ودلَّ عليه السياق، وقوله: {نبرأها} فينتظم التقادير الثلاثة انتظاماً واحداً، والله أعلم).

المثال الخامس: قول الله تعالى: {وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ (65) فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (66)}
- قال ابن عثيمين رحمه الله: (قوله تعالى: {فجعلناها} أي صيرناها؛ واختلف المفسرون في مرجع الضمير المفعول به؛ فقيل: يعود على القرية؛ لقوله تعالى في سورة الأعراف: {واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر إذ يعدون في السبت} ؛ فيكون مرجع الضمير مفهوماً من السياق؛ وقيل: يعود على العقوبة. أي فجعلنا العقوبة؛ لقوله تعالى: {فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين * فجعلناها نكالًا} ؛ فيكون المعنى: فجعلنا هذه العقوبة نكالاً).

المثال السادس: قول الله تعالى: {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (14)}
قال ابن القيّم رحمه الله: (وقد اختلف في إعراب {من خلق} هل هو على النصب أو الرفع؟
فإن كان مرفوعا فهو استدلال على علمه بذلك لخلقه له، والتقدير: أنه يعلم ما تضمنته الصدور، وكيف لا يعلم الخالق ما خلقَه، وهذا الاستدلال في غاية الظهور والصحة؛ فإن الخلق يستلزم حياة الخالق وقدرته وعلمه ومشيئته.
وإن كان منصوبا؛ فالمعنى ألا يعلم مخلوقَه، وذكر لفظة
{من} تغليبا ليتناول العلمُ العاقلَ وصفاته.
وعلى التقديرين فالآية دالة على خلق ما في الصدور كما هي دالة على علمه سبحانه به) ا.هـ.

المثال السابع: قول الله تعالى: {وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ (72)}
- قال محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله: (وقوله: نافلة فيه وجهان من الإعراب؛ فعلى قول من قال: النافلة العطية فهو ما ناب عن المطلق من {وهبنا} أي: وهبنا له إسحاق ويعقوب هبة، وعليه النافلة مصدرٌ جاء بصيغة اسم الفاعل كالعاقبة والعافية.
وعلى أن النافلة بمعنى الزيادة فهو حال من
{يعقوب} أي: وهبنا له يعقوب في حال كونه زيادة على إسحاق)
ا. هـ.

والمثالان الأخيران ذكرتهما في كتاب "طرق التفسير"، وإنما أعدتهما هنا للفائدة.


رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الدرس, الرابع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:30 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir