السلام عليكم ورحمة الله
أعتذر عن التأخير
المجموعة الأولى:
1: بيّن باختصار مراحل التكوين العلمي لطالب العلم.
يمر طالب العلم بعدة مراحل وهي التي تكون بنيانه العلمي والتي يستقي فيها العلم، وهي تنبي على بعض فلا يعجل في إحداها فيختل البناء فإن المنبت لا ظهرا أبقى ولا واديا قطع، وهذه المراحل هي:
-مرحلة التأسيس العلمي:
ويراد بالتأسيس هو معرفة الأصول من كل علم من العلوم الشرعية وهو مما يعين طالب العلم على تأسيس بنيانه بأصول ثابتة، قد ألم بمسائلها إلماما حسنا، حتى يتيسر له ما بعدها، وبالتالي لا يظهر النقص والتفريط في المراحل التي تليها، ويكون هذا التأسيس بدراسة المختصرات النافعة في كل علم تحت إشراف علمي يحتوي على عدة ركائز:
الركيزة الأولى : أن يلم طالب العلم بما يناسب المبتدئين من خلال كتابا مختصرا بسيط اللغة واضح المعاني يفهمه العامي كما يفهمه طالب العلم، فيعرف من خلاله مسائل كل باب ويتعرف على خلاصة الأقوال فيها.
الركيزة الثانية: أن يتقن ما تعلمه إتقانا جيدا، ويفضل أن يختبر في كل ما تعلمه بين فترة وأخرى، ويتدارسه مع غيره حتى لا ينساه.
الركيزة الثالثة: أن يترفق بنفسه في طلب العلم، فلا يكلف نفسه ما يشق عليها فيمل ويترك، فيتعلم دون إفراط ولا تفريط.
الركيزة الرابعة: أن يطلب العلم تحت إشراف علمي وعلى يد أهل الاختصاص فيرشدونه ويبصرونه وفق منهجية ثابته وواضحة ، حتى لا يختطف فكريا من قبل أهل الآراء والبدع، مما يلبس عليه دينه.
ويعتمد فيها الطالب على الضبط: ضبط صدر بحفظه لمتونه العلمية وضبط كتاب بتدوينها ومراجعتها.
ولا يتحقق مقصوده إلا بإخلاص نيته لله عز وجل والعزيمة على طلب العلم.
وتتسم هذه المرحلة
-مرحلة البناء العلمي:
وهي الانتهاء من إتقان الأساس والبدء برفع البناء العلمي باتزان وتنظيم، ويكون فيها التحصيل أكبر وبطريقة متقدمة عما سبقها، لذا فإن الاجتهاد فيها مطلوب، وتمتاز باليسر والسهولة وغزارة العلم ورجاء فائدته أكبر بسبب تسلسله وفق خطة واضحة و دراسته السابقة، واتقان الطالب فيها لمهارات منوعة، وهنا يحتاج فيها الطالب لتنظيم وقته والقدرة على تصنيف المسائل العلمية.
-مرحلة النشر العلمي:
وهي مرحلة التعليم ونشر ما يتعلمه الطالب من خلال المراحل الأولى ليستفيد منه أكبر عدد ممكن من طلبة العلم وذلك من خلال:
-إلقاء المحاضرات والدروس والخطب إما صوتيا أو مرئيا.
-التصدر للفتوى وإجابة أسئلة السائلين.
-تأليف كتب علمية وشروح بعض المتون.
-كتابة الرسائل والمقالات.
-إعداد بحوث علمية نافعة.
-إعداد فهارس علمية وكشافات تحليلية.
-إجراء دراسات علمية متخصصة في أبواب من العلم.
-إقامة مشاريع دعوية وتنظيم دورات علمية وإنشاء مواقع ومعاهد علمية.
ويتحرز في هذه المرحلة التشتت الذي يضيع الجهد، فعلى طالب العلم التركيز فيما فتح الله له من العلم فمن تخصص بعلم أبدع به.
2: ما هي الطريقة المثلى في البناء العلمي؟
يكون البناء العلمي ناجحا بعدة أمور:
-أولا: يتدرج طالب العلم من اليسير إلى الصعب فيبدأ بكتاب مختصر فإذا أتقنه توسع بالكتب حتى يصل إلى مرحلة المتقدمين.
-ثانيا: أن يجمع مسائله العلمية في أصل واحد يتعاهده بالمراجعة والتهذيب.
-ثالثا: أن يقرأ بطريقة منظمة ، تثري علمه، فيضيف ما استطرفه من الفوائد المنتقاة إلى تأصيله العلمي.
-رابعا: عليه بكثرة مطالعة الكتب والتي تعد من أصول ذلك العلم، ففي كل علم هناك مراجع يرجع إليها طلاب العلم.
-خامسا: قراءة سير العلماء في ذلك العلم، ومعرفة طبقاتهم ومراتبهم، وتنوع مسالكهم، ومنهجيتهم في التعلم والتعليم، لاستخراج الفوائد والعبر منها.
3: بيّن عناية العلماء ببناء الأصول العلمية.
لم يكن العلماء فيما سبق ينشرون أصولهم العلمية ، ولكن كان لهم عناية كبيرة بها مما أثر في تحصيلهم العلمي، ومن أمثلة ذلك:
-أن الإمام أحمد انتقى أحاديث مسنده من أصله الذي تضمن سبعمائة ألف حديث وخمسين ألف حديث.
-وقال اسحاق بن راهويه شيخ البخاري ( كأني أنظر إلى مائة ألف حديث في كتبي)
-وقال الإمام مسلم ( صنفت هذا المسند الصحيح من ثلاثمائة ألف حديث مسموعة)
-وقال أ[و داوود:( كتبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسمائة ألف حديث، انتخبت منها ما ضمنته كتاب السنن)
وكان يكون بينهم التحديات فيمن يكتب أكثر فيعودون لأصولهم العلمية التي دونوها ليكتبوا منها، فإنما هي للضبط والتحصيل لا للنشر
4: كيف يستعدّ طالب العلم لمرحلة النشر العلمي؟
حتى يكون طال العلم مستعدا للنشر عليه أن يعتني بأمرين:
-أن يعتني بجوانب الإحسان ولإجادة ، فقد روي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال( قيمة كل امرئ ما يحسنه).
-أن يعتني بما فتح الله له من العلم ويترك ما فتح لغيره وشق عليه، فقد حبى الله بعض الناس بمهارات ورزق بعضهم بأخرى.
ثم عليه أن يتدرب على مهاراته ويحسنها ويتقنها :
-فمن يجيد التحدث والإلقاء وله أسلوب مؤثر عليه تطوير هذه المهارة والتدرب عليها.
-ومن يجيد الكتابة وله قدرة في صياغة الكلمات عليه الاعتناء بأدبيات ما فتح له من العلم.
-ومن استطاع العمل الميداني التطوعي والقدرة على القيادة، والمهارات الإدارية ، فعليه بإدارة المشاريع العلمية الدعوية.