تفسير سورة العصر
قال تعالى : (والعصر) : الزمان الذي يقع فيه أعمال بني آدم ، وقال مقاتل : صلاة العصر ، وقيل العشي ، والأول أشهر .
وأقسم الله به لما في ذلك من استقامة الحياة ، وفي ذلك دلالة على الخالق سبحانه ، وعلى توحيده .
(إن الإنسان لفي خسر) : أقسم الله تعالى بالعصر الذي فيه أعمال العباد أن كل إنسان خاسر ، وفي نقص وضلال عن الحق حتى يموت ولا يستثنى من ذلك أحد إلا ما يذكر في قوله : (إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر) .
(إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر) : عمم الله الخسارة لكل إنسان إلا من اتصف بأربع صفات : 1- الإيمان بما أمر الله به ، ولا يكون الإيمان بدون العلم .
2- العمل الصالح وهو شامل لأفعال الخير كلها ظاهرة وباطنة .
3- التواصي بالحق أي يوصي بعضهم بعضا بذلك.
4- التواصي بالصبر على طاعة الله ، وعن معصيته ، وعن أقداره .
ومعلوم أن الصبر من خصال الحق ، ولكن نص عليه بعد التواصي بالحق لمزيد شرفه ، ولأن كثيرا ممن يقوم بالحق يُعادى فيحتاج إلى الصبر .