تنبيه: ليس كل ما تحتمله المفردة من معانٍ في اللغة تفسّر به في الآية
ويجب التنبّه إلى أنه ليس كل ما تحتمله المفردة من معان في اللغة تفسّر به في الآية، فيُستبعد منها ما يأباه التركيب والسياق وما خالف مقصد الآية وما خالف نصاً صحيحاً أو إجماعاً لأهل العلم.
ومن مزالق أهل الأهواء التفسير بالاحتمال اللغوي من غير نظر إلى الأصول الضابطة؛ فليتُفطّن لذلك.
- قال عُبيدة بن زيد النميري قال: سمعت الحسن [البصري] يقول: (أهلكتهم العجمة يتأوَّلون القرآن على غير تأويله). رواه ابن وهب في جامعه وابن جرير الطبري في تفسيره.
- وقال يحيى بن عتيق: قلت للحسن: أرأيت الرجل يتعلم العربية ليقيم بها لسانه ويصلح بها منطقه؟
قال: (نعم، فليتعلَّمْها، فإنَّ الرجل يقرأ بالآية فيعيها بوجوهها فيهلك). رواه ابن وهب.
قوله: (فيعيها بوجوهها) هكذا ضبط اللفظ في الكتاب، ومعناه أن الناظر في معنى الآية قد يرى لها وجوها متعددة من المعاني، وليس له من المعرفة بالعربية ما يصحّ له به تمييز المعنى الصحيح من غيره، فيفهم من الآية غير ما أريد بها فيحمله ذلك على اعتقاد باطل أو عمل سيّء لا يُعذر فيه فيهلك.
وسبب الهلاك هو اتباع المتشابه والإعراض عن المحكم، وهو نوع من الزيغ.
والرواية المشهورة عن الحسن: (فيعيا وجهها فيهلك). وقد تقدّم شرحها.
والمقصود أن المفردة وإن كانت تحتمل معاني متعددة في اللغة في سياقات مختلفة فلا يقتضي ذلك أن تكون كلّ تلك المعاني مقبولة في سياق الآية.