تمهيد
المفردة القرآنية قد تحتمل وجوهاً في الإعراب، وقد يختلف المعنى باختلاف تلك الوجوه؛ فإذا صحّ الإعراب، وصحّ المعنى الذي دلّ عليه؛ وليس فيه معارضة لدليل صحيح؛ فيصحّ حمل الآية على تلك المعاني التي دلّت عليها الأوجه الإعرابية من غير تعارض، كما لو قُرِئت المفردة بقراءتين أو أكثر يختلف الإعراب فيها؛ فيجب قبول تلك القراءات وما دلّت عليه من الأوجه الإعرابية، وهذا من دلائل إحكام القرآن وبركة ألفاظه واتسّاع معانيه.
والأبواب التي يدخلها الاحتمال الإعرابي كثيرة، وسأذكر أمثلة متفرقة لأنواع مختلفة من الإعراب يتبيّن بها اللبيبُ المرادَ، وليُعمِلَ مثلها في نظائرها، وليستدلّ بها على ورود أمثالها في الأبواب الأخرى، والله الموفق والمستعان.
ولو تصدّى باحثٌ عارفٌ بالتفسير والإعراب لتصنيف الأوجه الإعرابية للمفردات القرآنية على أبواب النحو، وسرد أمثلة كلّ نوع منها لكان بحثاً عظيم الفائدة.