دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > دورات برنامج إعداد المفسّر > أصول تدبّر القرآن

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #7  
قديم 24 جمادى الأولى 1441هـ/19-01-2020م, 01:25 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,458
افتراضي

أمثلة من أقوال المفسرين


المثال الأول:
قال الله تعالى: { ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم (25)}
- قال ابن كثير رحمه الله: (وقوله: {ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم} قال بعض المفسرين من أهل العربية: الباء هاهنا زائدة، كقوله: {تنبت بالدهن} أي: تنبت الدهن، وكذا قوله: {ومن يرد فيه بإلحاد} تقديره إلحادا، وكما قال الأعشى:
ضمنت برزق عيالنا أرماحنا ... بين المراجل، والصريح الأجرد
وقال الآخر:
بواد يمان ينبت الشثَّ صدره ... وأسفله بالمرخ والشبهان
والأجود أنه ضمن الفعل هاهنا معنى "يهمّ"، ولهذا عداه بالباء، فقال: {ومن يرد فيه بإلحاد بظلم} أي: يهم فيه بأمر فظيع من المعاصي الكبار).

المثال الثاني:
قال الله تعالى: {يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى}
- قال ابن عاشور: (وتقدم الكلام على نظير هذه الآية في سورة لقمان، سوى أن هذه الآية جاء فيها كل يجري لأجل فعدي فعل يجري باللام وجيء في آية سورة لقمان تعدية فعل يجري بحرف (إلى) ، فقيل اللام تكون بمعنى (إلى) في الدلالة على الانتهاء، فالمخالفة بين الآيتين تفنن في النظم.
وهذا أباه الزمخشري في سورة لقمان ورده أغلظ رد فقال: "ليس ذلك من تعاقب الحرفين ولا يسلك هذه الطريقة إلا بليد الطبع ضيق العطن ولكن المعنيين أعني الانتهاء والاختصاص كل واحد منهما ملائم لصحة الغرض لأن قولك: يجري إلى أجل مسمى معناه يبلغه، وقوله: يجري لأجل تريد لإدراك أجل" ا.هـ.
وجعل اللام للاختصاص أي ويجري لأجل أجل، أي لبلوغه واستيفائه، والانتهاء والاختصاص كل منهما ملائم للغرض، أي فمآل المعنيين واحد وإن كان طريقه مختلفا، يعني فلا يعد الانتهاء معنى للام كما فعل ابن مالك وابن هشام، وهو وإن كان يرمي إلى تحقيق الفرق بين معاني الحروف وهو مما نميل إليه إلا أننا لا نستطيع أن ننكر كثرة ورود اللام في مقام معنى الانتهاء كثرة جعلت استعارة حرف التخصيص لمعنى الانتهاء من الكثرة إلى مساويه للحقيقة، اللهم إلا أن يكون الزمخشري يريد أن الأجل هنا هو أجل كل إنسان، أي عمره وأن الأجل في سورة لقمان هو أجل بقاء هذا العالم.
وهو على الاعتبارين إدماج للتذكير في خلال الاستدلال ففي هذه الآية ذكرهم بأن لأعمارهم نهاية تذكيرا مرادا به الإنذار والوعيد على نحو قوله تعالى في سورة الأنعام:
{ثم يبعثكم فيه ليقضى أجل مسمى}. واقتلاع الطغيان والكبرياء من نفوسهم.
ويريد ذلك أن معظم الخطاب في هذه الآية موجه إلى المشركين، ألا ترى إلى قوله بعدها: والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير وفي سورة لقمان الخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم أو عام لكل مخاطب من مؤمن وكافر فكان إدماج التذكير فيه بأن لهذا العالم انتهاء أنسب بالجميع ليستعد له الذين آمنوا وليرغم الذين كفروا على العلم بوجود البعث لأن نهاية هذا العالم ابتداء لعالم آخر)
.

المثال الثالث:
قال الله تعالى: { فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى (120)}
- قال محمد الأمين الشنقيطي: (في هذه الآية الكريمة سؤال معروف، وهو أن يقال: كيف عدى فعل الوسوسة في «طه» بإلى في قوله: {فوسوس إليه الشيطان} مع أنه عداه في «الأعراف» باللام في قوله: {فوسوس لهما الشيطان}
وللعلماء عن هذا السؤال أجوبة:
أحدها: أن حروف الجر يخلف بعضها بعضا؛ فاللام تأتي بمعنى إلى كعكس ذلك.
قال الجوهري في صحاحه: وقوله تعالى: {فوسوس إليه الشيطان} يريد إليهما، ولكن العرب توصل بهذه الحروف كلها الفعل اهـ.
وتبعه ابن منظور في اللسان.
ومن الأجوبة عن ذلك: إرادة التضمين

قال الزمخشري في تفسير هذه الآية: "فإن قلت كيف عدى «وسوس» تارة باللام في قوله {فوسوس لهما الشيطان} وأخرى بإلى؟
قلت: وسوسة الشيطان كولولة الثكلى، ووعوعة الذئب، ووقوقة الدجاجة، في أنها حكايات للأصوات، وحكمها حكم صوت وأجرس.
ومنه وسوس المبرسم وهو موسوس بالكسر، والفتح لحن. وأنشد ابن الأعرابي:

وسوس يدعو مخلصاً رب الفلق ... . . . . . .
فإذا قلت: وسوس له؛ فمعناه لأجله، كقوله:
أجرس لها يا ابن أبي كباش ... فما لها الليلة من إنفاش
غير السرى وسائق نجاش
ومعنى {فوسوس إليه} أنهى إليه الوسوسة؛ كقوله: حدث إليه وأسر إليه"ا.هـ منه.
وهذا الذي أشرنا إليه هو معنى الخلاف المشهور بين البصريين والكوفيين في تعاقب حروف الجر، وإتيان بعضها مكان بعض هل هو بالنظر إلى التضمين أو لأن الحروف يأتي بعضها بمعنى بعض؟
وسنذكر مثالا واحدا من ذلك يتضح به المقصود؛ فقوله تعالى مثلا:
{ونصرناه من القوم الذين كذبوا بآياتنا} الآية
على القول بالتضمين؛ فالحرف الذي هو «من» وارد في معناه لكن «نصر» هنا مضمنة معنى الإنجاء، والتخليص، أي: أنجيناه وخلصناه من الذين كذبوا بآياتنا، والإنجاء مثلا يتعدى بمن. وعلى القول الثاني فـ «نصر» وارد في معناه، لكن «من» بمعنى على، أي: نصرناه على القوم الذين كذبوا الآية، وهكذا في كل ما يشاكله)
.


رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الدرس, العاشر

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:50 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir