دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم القرآن الكريم > مكتبة التفسير وعلوم القرآن الكريم > جامع علوم القرآن > جمال القراء وكمال الإقراء

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30 ربيع الأول 1431هـ/15-03-2010م, 06:07 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي ذكر تلاوة القرآن وفضلها وصورتها

ذكر تلاوة القرآن وفضلها وصورتها
التلاوة: الاتباع، من قولهم تلا الشيء الشيء إذا تبعه. كان قارئ القرآن يتبع في قراءته ما أنزل الله عز وجل، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتبع ذلك إذا قرأه عليه جبريل عليه السلام.
وقيل: كان الذي يتلو كتاب الله؛ هو الذي يقرؤه ويعمل بما فيه، فيكون تابعا له، والقرآن يكون سائقا له وقائدا. وهو معنى قوله عز وجل: {يتلونه حق تلاوته}. أي يقرأونه ويعملون بما فيه.
وعن ابن عباس: {يتلونه حق تلاوته} يتبعونه حق اتباعه. قال عكرمة: ألا ترى أنك تقول: فلان يتلو فلانا أي يتبعه، {والشمس وضحاها * والقمر إذا تلاها} وقال غيره: يكونون أتباعا للقرآن، والقرآن لهم بمنزلة إمام يقتدون به.
حدثني أبو المظفر الجوهري رحمه الله بالإسناد المقدم إلى النسائي، أخبرنا قتيبة بن سعيد، نا سفيان، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار، ورجل أتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار)).
حدثني الغزنوي رحمه الله بإسناده، عن أبي عيسى الترمذي، حدثنا محمود بن غيلان، نا أبو أسامة قال، نا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من نفس عن أخيه كربة من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربة من
[1/91]
كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة، وما قعد قوم في مسجد يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم؛ إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، ومن أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه)).
الترمذي، حدثنا نصر بن علي الجهضمي، نا الهيثم بن الربيع قال: حدثني صالح المري عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن ابن عباس قال: "قال رجل: يا رسول الله، أي العمل أحب إلى الله؟ قال: ((الحال المرتحل)).
وروى أبو عبيد بإسناده عن سهل بن سعد الأنصاري قال: "خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نقترئ- يقرئ بعضنا بعضا – فقال: ((الحمد لله، كتاب الله عز وجل واحد، فيه الأحمر والأسود، اقرءوا القرآن، اقرءوا، اقرءوا قبل أن يجيء أقوام يقيمونه كما يقام القدح، لا يجاوز تراقيهم، يتعجلون أجره ولا يتأجلونه)).
وبإسناده عن عقبة بن عامر قال: "خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما ونحن في المسجد نتدارس القرآن، فقال: ((تعلموا كتاب الله عز وجل واقتنوه – وحسبت أنه قال وتغنوا به – فوالذي نفسي بيده لهو أشد تفلتا من المخاض في العقل)).
[1/92]
قال أبو عبيد: ومعنى تغنوا به: اجعلوه غناكم من الفقر، ولا تعدوا الإقلال معه فقرا. ومعنى اقتنوه اجعلوه مالكم، كما تقتنوا الأموال.
وعن أبي سعيد الخدري رحمه الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يقول الرب عز وجل: من شغله القرآن وذكري عن مسألتي؛ أعطيته أفضل ما أعطي السائلين)).
فإن قيل: التلاوة أفضل أم الذكر؟ قلت: إذا تلوت خاطبك الله عز وجل، وإذا ذكرته فأنت تخاطبه، ولا مزيد على هذا.
وقيل لعبد الله بن مسعود رحمه الله: (إن فلانا يقرأ القرآن منكوسا – فقال: ذك منكوس القلب). قال أبو عبيد: يتأول (منكوسا) كثير من الناس، أن يبدأ من آخر البقرة فيقرأها إلى أولها، وهذا شيء ما أحسب أحدا يطيقه، ولا كان هذا في زمن عبد الله ولا عرفه، ولكن وجهه عندي أن يبدأ من آخر القرآن من المعوذتين، ثم يرتفع إلى البقرة، كنحو ما يتعلم الصبيان في الكتاب، لأن السنة خلاف هذا، يعلم ذلك بالحديث الذي يحدثه عثمان رحمه الله عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه كان إذا نزلت عليه السورة أو الآية قال: ((ضعوها في الموضع الذي يذكر فيه كذا وكذا))، ألا ترى أن التأليف الآن – في الحديث – من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم كتبت المصاحف على هذا.
ومما يبين لك ذلك، أنه ضم "براءة" إلى "الأنفال" فجعلها بعدها وهي أطول، وإنما ذلك للتأليف. وكان أول القرآن فاتحة الكتاب ثم البقرة، فإذا بدأ من المعوذتين صارت فاتحة الكتاب آخر القرآن، فكيف تسمى فاتحته وقد جعلت خاتمته.
قال: وقد روي عن الحسن، وابن سيرين من الكراهة فيما هو دون هذا قال: حدثنا ابن أبي عدي عن أشعث عن الحسن وابن سيرين أنهما كانا يقرآن
[1/93]
القرآن من أوله إلى آخره، ويكرهان الأوراد. وقال ابن سيرين: تأليف الله خير من تأليفكم.
قال أبو عبيد: وتأويل الأوراد أنهم كانوا أحدثوا أن جعلوا القرآن أجزاء، كل جزء منها فيه سورة مختلفة من القرآن على غير التأليف.. جعلوا السورة الطويلة مع أخرى دونها في الطول، ثم يزيدون كذلك حتى يتم الجزء، ولا يكون فيه سورة منقطعة. فهذه الأوراد التي كرهها الحسن ومحمد. والنكس أكثر من هذا وأشد، وإنما جاءت الرخصة في تعلم الصبي والعجمي من المفصل، لصعوبة السور الطول عليهما، فهذا عذر. فأما من قد قرأ القرآن وحفظه، ثم تعمد أن يقرأه من آخره إلى أوله، فهذا النكس المنهي عنه. فإذا كرهنا هذا؛ فنحن للنكس من آخر السورة إلى أولها أشد كراهة إن كان ذلك يكون.
قال أبو عبيد: وحدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي وائل قال: قيل لعبد الله: (إنك لتقل الصوم.. قال: إنه يضعفني عن قراءة القرآن، وقراءة القرآن أحب إلي منه).
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الذي يقرأ القرآن وهو به ماهر، مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن وهو يشتد عليه فله أجران)).
قال أبو عبيد: ونا هشام بن إسماعيل الدمشقي عن محمد بن شعيب عن الأوزاعي، أن رجلا صحبهم في سفر، قال فحدثنا حديثا ما أعلمه إلا رفعه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن العبد إذا قرأ فحرف أو أخطأ كتبه الملك كما أنزل)).
[1/94]
قال أبو عبيد: وحدثني نعيم بن حماد، عن بقية بن الوليد عن حصين بن مالك الفزاري، قال: سمعت شيخا يكنى أبا محمد، يحدث عن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اقرأوا القرآن بلحون العرب وأصواتها، وإياكم ولحون أهل الفسق وأهل الكتابين، وسيجيء قوم من بعدي يرجعون بالقرآن ترجيع الغناء والرهبانية والنوح، لا يجاوز حناجرهم، مفتونة قلوبهم وقلوب من يعجبهم شأنهم)).
(البكاء والدعاء عند قراءة القرآن):
وعن عبد الملك بن عمير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إني قارئ عليكم سورة، فمن بكى فله الجنة))، فقرأها فلم يبك أحد، ثم أعاد الثانية، ثم الثالثة. فقال: ((ابكوا، فإن لم تبكوا فتباكوا)).
وروى مطرف بن عبد الله بن الشخير عن أبيه قال: "انتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي، ولجوفه أزيز كأزيز المرجل من البكاء" قال أبو عبيد: قوله أزيز يعني غليان جوفه من البكاء، وأصل الأزيز الالتهاب والحركة. وقوله عز وجل: {تؤزهم أزا} من هذا أي تدفعهم وتسوقهم، وهو من التحريك.
وقال حمران بن أعين: سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يقرأ: {إن لدينا أنكالا وجحيما * وطعاما ذا غصة وعذابا أليما} فصعق رسول الله صلى الله عليه وسلم. وعن
[1/95]
حذيفة: "صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، فكان إذا مر بآية رحمة سأل، وإذا مر بآية عذاب تعوذ، وإذا مر بآية فيها تنزيه لله تعالى سبح".
وعن أبي ذر قال: "قام رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة من الليالي، فقرأ آية واحدة الليل كله حتى أصبح، بها يقوم وبها يركع وبها يسجد. فقال القوم: أية آية هي؟ فقال: {إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم}.
وعن ابن عباس أنه قرأ في الصلاة: {أليس ذلك بقادر على أن يحيى الموتى} فقال: (سبحانه وبلى). وقال أبو هريرة: من قرأ: {لا أقسم بيوم القيامة} فبلغ: {أليس الله بقادر على أن يحيى الموتى} فليقل: بلى. وإذا قرأ {والمرسلات} فانتهى إلى آخرها: {فبأي حديث بعده يؤمنون} فليقل: آمنت بالله وما أنزل. ومن قرأ: {والتين والزيتون} فانتهى إلى آخرها {أليس الله بأحكم الحاكمين} فليقل بلى.
وعن ابن عمر أنه قرأ: {سبح اسم ربك الأعلى} فقال: سبحان ربي الأعلى. وعن ابن عباس رحمه الله أنه قال مثل ذلك. وعن صلة بن أشيم قال: إذا أتيت على هذه الآية: {ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام} فقف عندها وسل الله الجليل.
[1/96]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ذكر, تلاوة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
جداول ختم تلاوة القرآن طيبة المنتدى العام 2 4 رمضان 1430هـ/24-08-2009م 05:11 PM


الساعة الآن 08:34 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir