دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > الدورات العلمية > الدورات العلمية العامّة > علماء الأمصار في القرون الفاضلة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25 ذو القعدة 1442هـ/4-07-2021م, 11:35 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,458
افتراضي

بعوث الخلفاء الراشدين إلى الأمصار

عني الخلفاء الراشدون باتّباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم في تعليم العلم، وبعث البعوث إلى الأمصار للتفقيه في الدين وتعليم القرآن وإقامة الشريعة.
فأما أبو بكر الصديق رضي الله عنه؛ فشغل في أوّل خلافته بحروب الردة، وكان مع ذلك مجتهداً في التعليم ونشر العلم، وهو أوّل من جمع القرآن بين الدفتين،
وأنفذ جيش أسامة بن زيد، وبعث عبد الله بن أبي ربيعة، والمهاجر بن أمية إلى اليمن، وبعث خالد بن الوليد إلى اليمامة على رأس جيش لقتال المرتدين وإقامة الدين، وعكرمة بن أبي جهل إلى عمان كذلك.
وبعث أنس بن مالك إلى البحرين مصدّقاً، وكتب له فرائض الزكاة، ولم يزل ذلك الكتاب عمدة للمسلمين في مقادير الزكاة.

وأما عمر بن الخطاب رضي الله عنه؛ فكان من أعلم الصحابة وأفقههم في دين الله، وكان يختار لمجالسته في المدينة القراء والعلماء، وكان يبعث البعوث إلى الأمصار لتعليم القرآن؛ فبعث إلى العراق معلمين نجباء منهم: عبد الله بن مسعود، وعمار بن ياسر، وأبو موسى الأشعري، وقرظة بن كعب الخزرجي، ومجمّع بن جارية الأوسي، وعمران بن الحصين، وعبد الله بن مغفّل المزني، وغيرهم.
وبعث بعدهم جماعة من التابعين وولاهم القضاء، منهم: شريح القاضي، وكعب بن سور، وسلمان بن ربيعة الباهلي، وأبو مريم الحنفي، وغيرهم.
وبعث عبادة بن الصامت ومعاذ بن جبل وأبا الدرداء إلى الشام وأمرهم أن يبدؤا بحمص فيعلّموا فيها حتى يرضوا؛ ثم ينتقل معاذ إلى فلسطين، وأبو الدرداء إلى دمشق، ويبقى عبادة في حمص؛ ففعلوا ما أمرهم به، ونفع الله بهم خلقاً كثيراً.
وبعث عبد الله بن السائب المخزومي إلى مكة، وبعث عثمان بن أبي العاص إلى عمان، وبعث العلاء بن الحضرمي إلى البحرين، وبعث معلمين إلى اليمن ومصر والمدائن، وبقي في المدينة جماعة من علماء الصحابة يقرئون الناس القرآن ويفقّهونهم في الدين؛ فانتشر العلم في بلدان الإسلام انتشاراً عظيماً مباركاً.
وهمّ عمر أن يكتب السنة، ورُوي أنه استخار في كتابتها شهراً لكنّه خشي أن يشتغل الناس بها عن القرآن فترك ذلك.

وأما عثمان بن عفان رضي الله عنه؛ فكان من علماء الصحابة وقرائهم، وكان من أكثرهم تلاوة للقرآن وقيامهم به، حتى روي أنه ربما قرأ القرآن كله في ركعة واحدة.
فقد جمع الناس على مصحف إمام، وكتب المصاحف العثمانية وبعث بها إلى الأمصار، وواصل بعث العلماء والقضاة إلى الأمصار.

وأما عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه؛ فكان في انتقاله إلى العراق نشراً لعلمه؛ فكان أكثر من يُروى عنهم العلم من الخلفاء الراشدين، وواصل بعث العلماء والأمراء إلى الأمصار، وكان يولّي العلماء على الأمصار؛ فولّى عبد الله بن عباس على البصرة، وولّى قرظة بن كعب الخزرجي على الكوفة وكان من المعلمين الذين بعثهم عمر إلى الكوفة، وولى سهل بن حنيف على المدينة، وغيرهم.
وقد ابتلي باختلاف الأمة في عهده، ثم بخروج الخوارج، فناظرهم وقبل توبة من تاب منهم، وكسر شوكة المعتدين منهم، وظهر في عصره طائفة غلت فيه حتى ادّعت فيه الأولوهية فقتلهم؛ فكان في هديه وسمته تعليماً كثيراً ولا سيما في الفتن والنوازل التي نزلت بالأمّة.


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الأول, الدرس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:28 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir