أنواع التنكير:
وأما التنكير فهو مقابل التعريف، ويؤتى به للدلالة على اسم شائع في جنسه غير معَيَّن.
والتنكير على نوعين:
أحدهما: تنكيرٌ حقيقي، وهو تنكير ما له أفراد من جنسه كرجل وحصان وشجرة.
والآخر: تنكير غير حقيقي، وهو تنكير ما لا يُعرف له نظير من جنسه كشمس وقمر، وفي تنكيرهما وجهان:
أحدهما: أن تنكيرهما جائز باعتبار صفاتهما وتعدد أحوالهما، فتقول: قمر منير، وشمس حارقة، وإن كان لهما أوصاف أخرى في غير وقت الخطاب.
والآخر: أن تنكيرهما باعتبارهما من جنس أعمّ، وهو الكواكب.
وقد تكون النكرة اسماً مفرداً، وقد تكون مثنى وجمعاً، وقد تقيّد النكرة بما يخصصها ولا يُكسبها التعريف، كما لو قال قائل: رأيت رأس إنسان؛ فالرأس هنا نكرة، لكن إضافته إلى كلمة "إنسان" قيَّدته فأخرجت ما سوى الإنسان من حيوان وغيره، ولم تكسبه التعريف الذي يُعيّن به صاحب الرأس.
والنكرات تُقيّد بأمور منها:
1: الإضافة كما تقدّم، ومنه قوله تعالى: {ما كان أبوك امرأ سوءٍ}.
2: والوصف كما في قول الله تعالى: {وبئر معطلة وقصر مشيد} ، وقوله تعالى: {إن أوّل بيت وضع للناس للذي ببكة} جملة "وضع للناس" صفة مقيّدة.
3: والعطف عليها كما لو قيل: رأيت ناقةً وولدها.
والنكرة المخصَّصة يسمّيها بعض النحاة نكرة غير محضة، لأنها ليست موغلة في التنكير ولا هي بمعرفة.