اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صفاء الكنيدري
بسم الله الرحمن الرحيم
المجموعة الثانية:
س1: كيف نكشف شبهة من احتج بحديث أسامة (أقتلته بعد أن قال لا إله إلا الله) على أن من قال كلمة التوحيد بلسانه لا يُكفر ولا يقتل وإن صرف بعض العبادات لغير الله تعالى.
-جواب هذه الشبهة من وجوه:
-الوجه الأول: أن النبي صلى الله عليه وسلم قاتل اليهود وسباهم وهم يقولون لا إله إلا الله.
-الوجه الثاني: أن الصحابة رضوان الله عليهم قاتلوا بني حنيفة وهم يقولون لا إله إلا الله.
-الوجه الثالث:أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقتال الخوارج وهم أهل عبادة وورع وكان الصحابة يحتقرون أعمالهم عندهم فقال عليه الصلاة والسلام: ((إذا رأيتموهم فاقتلوهم))
-الوجه الرابع: أن مجرد قول: لا إله إلا الله لا تعصم الدم والمال بل توجب الكف عمن قالها حتى يتبين لنا خلاف ذلك وهذا الذي أنكره عليه الصلاة والسلام على أسامة فقال: ((أقتلته بعد أن قال لا إله إلا الله)) فدل ذلك على أن من أظهر التوحيد والإسلام يجب الكف عنه حتى يتثبت في أمره فإذا تبين لنا خلاف ما أظهره جاز قتاله؛ لأنه لو لم يكن جائز قتاله لم يكن للتثبت في حاله معنى كما قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا}
-الوجه الخامس: أيضاً مما يدل على إبطال هذه الشبهة أن النبي عليه الصلاة والسلام أراد أن يقاتل بني المصطلق عندما أُخبر بأنهم منعوا الزكاة فأنزل الله: {إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا}
س2: كيف نكشف شبهة من احتج بشفاعة الأنبياء يوم القيامة على جواز الاستشفاع والاستغاثة بالموتى.
-الجواب كما يلي:
-أن الاستغاثة بالحي القادر أمر جائز لا بأس به كما قال تعالى في قصة موسى: {فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه فوكزه موسى فقضى عليه}
-أن طلب الدعاء من الأنبياء يوم القيامة حق لا ينكر فالاستشفاع بهم عند الله في ذلك اليوم من أجل أن يدعو للناس بأن يخلصهم ربهم من الكرب الشديد لا بأس به وكما طلب الصحابة من النبي صلى الله عليه وسلم في حال حياته أن يدعو لهم عندما منعوا القطر من السماء كما جاء في الحديث: ((هلكت الأموال وانقطعت السبل، فادع الله لنا )) أي: أطلب من الله أن يغيثنا فقال النبي: ((اللهم اغثنا)) ثلاث مرات.
-وهذا يدل أن الاستغاثة بالحي القادر ليست من الشرك، ولكن الاستغاثة بالغائب أو الميت هي عين الشرك؛ لأنه طلب بما لا يقدر عليه إلا الله.
[ونستدل لبطلان استغاثتهم بالموتى]
س3: متى يحتاج إلى إقامة الحجة على المعيّن للحكم بكفره؟
يحتاج لإقامة الحجة عليه في الأمور التي قد تلتبس على الناس لكثرة الشبهات الورادة عليها أو التي تحتاج لإيضاح وتفسير، أما المعلوم بالدين بالضرورة من جحد منه شيئا ولم يكن حديث عهد بالإسلام أو لم يصل إليه الإسلام فهذا لا نحتاج لإقامة الحجة عليه بل يكفر.
س4: بيّن ما استفدته من قصّة ذات أنواط في مسائل التوحيد.
-من الفوائد ما يلي:
-أن يتعلم المسلم التوحيد ويكون جادا مجتهدا في تعلمه حتى يحترز من الوقوع في الشرك.
-أن المسلم المجتهد إذا طلب ما يقتضي الكفر وهو جاهل بذلك فنبه وانتبه وتاب في الحال فإنه لا يضره لأنه معذور بجهله ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها أما إذا أصر على ما في قلبه فينظر في حاله حينئذ.
-الإنكار والتغليظ الشديد لمن طلب أمراً يقتضي الكفر كما أنكر النبي صلى الله عليه وسلم على أصحابه عندما قالو: ((اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط فقال: الله أكبر! قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنوا إسرائيل لموسى: {اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة} لتركبن سنن من كان قبلكم))
-أن العالم قد يجهل بعض مسائل التوحيد أو يغيب عنه بعض المسائل كما هو الحال مع الصحابة رضوان الله عليهم.
-أن قول القائل التوحيد فهمناه من أكبر مكائد الشيطان لأن التوحيد يحتاج إلى تعلم دائم وتكرار مستمر لأنه قد ينسى فيحتاج لرعاية واهتمام فتعلم التوحيد من أعظم الواجبات وأهمها فمعرفته ومعرفة ضده تحفظ على الموحد دينه فيكون على فرح بتعلم التوحيد وعلى خوف من الوقوع في ضده.
س5: اشرح قول المؤلف رحمه الله: (لا خِلافَ أَنَّ التَّوْحِيدَ لابُدَّ أَنْ يَكُونَ بِالقَلْبِ وَاللِّسَانِ وَالعَمَلِ)
-لا بد أن يكون التوحيد بالقلب واللسان والعمل هذا أمر متفق عليه بين العلماء وهذه هي أركان الإيمان مشتملة فمن اعتقد بقلبه وعرف الحق بدون أن يعمل به فهو كافر كفرعون وأمثاله كما قال تعالى: {وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلماوعلوا} وقوله: {اشتروا بآيات الله ثمنا قليلا} وقوله: {يعرفونه كما يعرفون أبناءهم}
-وكذلك من عمل بالإسلام في ظاهره دون أن يعتقد بقلبه فلم يحقق التوحيد بل هو أسوأ من الكافر الأصلي لنفاقه كما قال تعالى عن المنافقين : {إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار}
-وكذلك من لا يعلم شيء عن التوحيد ويعمل به كما تعمل الناس فيكون مقلداً دون أن يفهم ما المقصود منه فإنه يجب أن يعلم ويبلغ فإن أصر على ما هو عليه ينظر في حاله حينئذ.
-فتوحيد العبد لا يتم إلا بالقلب والعمل واللسان فإذا اختل شيء منها لم يحقق التوحيد كما قال تعالى: {لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم} وقال: {ومن يكفر بالله إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله}
-ووجه الدلالة: أن الله عز وجل لم يستثن في الآية إلا المكره أما غيره فالكفر متحقق فيه فمن وقع في الكفر باختياره لأي غرض كان فلا شك في كفره. وكذلك أن أصول المكفرات عند العلماء أربعة: الاعتقاد، والقول، والفعل، والشك، فمن ارتكب ما يعارض أصل التوحيد بأي نوع من هذه الأنواع فلا شك في كفره. والله أعلم.
تم ولله الحمد.
|
التقدير: (أ+).