المجموعة الثانية:
س1: ما حكم من وقف في القرآن؟
من يقولون بخلق القران ويستترون بالوقف فهؤلاء من الجهمية ، أما من وقف شكا وترددا فلا يقولون بالخلق ولا عدمه شكا منهم فهؤلاء غير مؤمنين إلا من كان منهم جاهلا فهذا يعلم ويبين له الحق ومن كان عنده شبهة قد يعذر بسبب هذه الشبهة، وأما من كان يقول بأن القرآن كلام الله ويعتقد أنه غير مخلوق لكنه يقف لأن هذه المسألة لم ترد عند السلف فهذا أخطأ .
********************************************
س2: اعرض بإيجاز نشأة القول بخلق القرآن قبل عهد المأمون.
بدأ بها الجعد بن درهم فقال إن القران مخلوق سنة 124هـ وقد قتله أمير العراق في عيد الأضحى ، ثم أخذ هذه المقالة الجهم بن صفوان وكان ذو ذكاء وكان متكلما بارعا ولم يكن من أهل العلم والحديث والآثار ، ولم يكن له أتباع في زمنه ،و قد كفره علماء عصره فقتله الأمير المازني سنة 128هـ ، و ظهر بعدهما بفترة بشر بن غياث المريسي وكان فقيها عالما ثم دخل في علم الكلام وتوسع فيه وأخذ بأقوال الجعد و جهم وأساء الأدب مع العلماء وانسلخ من العلم والورع و التقوى ، وكان متخفيا لخوفه من هارون الرشيد لأنه توعد بقتله لقوله بخلق القران ،و حذر منه العلماء ومن ضلالاته ، ثم لما مات هارون الرشيد ظهر بشر وأظهر مقالته ، وكان الخليفة المأمون رجلا له نصيب من العلم والأدب و أعجبه كلام المعتزلة ومايأتون به من أقوال فقربهم منه ، فزينوا له القول بخلق القرآن وأنه هو الحق والصواب فاقتنع بقولهم لكنه لم يظهر ذلك خشبة إنكار العلماء ومنهم العالم يزيد بن هارون لمكانته بين الناس فخاف من الفتنة ،و كذلك كانت الأمور مضطربة بينه وبين أخيه الأمين . و بعد موت يزيد بن هارون في سنة 212 هـ أظهر المأمون القول بخلق القرآن .
*******************************************************
س3: بعد دراستك لفتنة اللفظية؛ بيّن ما يأتي :
أ- سبب نشأتها.
أول من قال بهذا القول هو حسين بن علي الكرابيسي ، وقد كان عالما فقيها لكنه ألف كتابا حط فيه على بعض الصحابة فلما اطلع الامام أحمد على كتابه ذمه ونهى عن الأخذ عنه فلما بلغ ذلك الكرابيسي غضب وثار وقال : لأقولن مقالة يقول الامام أحمد بخلافها فيكفر فقال : لفظي بالقرآن مخلوق .
ب- سبب اختلاف الأفهام في مسألة اللفظ.
لأن هذه الكلمة حمالة أوجه فيتوقف معناها على مراد القائل فيها
فاللفظ قد يطلق ويراد به الملفوظ أو المقروء و هو كلام الله تعالى وعلى هذا الوجه فتكون العبارة باطلة
واللفظ قد يراد به فعل العبد ، وكل أفعال العباد مخلوقة قال تعالى : ( و الله خلقكم و ما تعملون )
ج- خطر هذه الفتنة .
أن بهذا القول تستر كثير من الجهمية لنشر قولهم ومذهبهم إذ أن القو ل بالوقف يقبلونه العامة أكثر من القول صراحة بخلق القرآن
***************************************************************
س4: ما سبب محنة الإمام البخاري رحمه الله؟ وبيّن موقفه من مسألة اللفظ.
أن البخاري رحمه الله توقف عن القول في اللفظ لما نال الإمام أحمد فيها ولكونها مسألة مشكلة ، ولما ذهب لنيسابور سألوه الناس عن ذلك وألحوا عليه فقال القرآن كلام الله غير مخلوق ، و أفعالنا مخلوقة و ألفاظنا من أفعالنا ، والامتحان بدعة ، فنُقلت مقالته ليحيى الذهلي على غير وجهها وهو أنه يقول أن اللفظ بالقرآن مخلوق فحذر الناس منه وأمر أن لا يحضر عنده من يحضر للبخاري
*****************************************************
س5: ما سبب شهرة أبي الحسن الأشعري؟ وما موقف أهل السنة منه؟
كان معتزليا في شبابه حتى بلغ الأربعين من عمره وكانت هناك أسئلة لايجد لها جوابا عند المعتزلة و لما ناظر كبرائهم وانقطعوا عن اجابته دخل منزله واعتزل الناس لمدة 15 يوما ثم خرج للناس واعتلى المنبر وبين للناس أنه على منهج أهل السنة والجماعة ، ولكنه كان قليل البضاعة بالحديث والعلم وأعجبته طريقة ابن كلاب وردوده فأخذ منها وزاد عليها وكان يرى ابن كلاب المنافح عن أهل السنة ، وتوسع في علم الكلام للدفاع عن السنة ، وهو بذلك خالف طريقة أهل السنة و الجماعة ، ثم إنه في آخر حيات ألف كتاب الإبانة وفيه رجع عن ما كان يدعوا إليه و بين أنه على طريقة الإمام أحمد في عقيدته ، واختلف فيه أهل السنة فمنهم من قال أنه رجع رجوعًا صحيحا لمذهب أهل السنة و الجماعة و منهم من قال أنه رجوعه غير صحيح لأنه عاما ولابد أن يبين تفاصيل الاعتقاد .