المجموعة الثانية:
س1: كيف تُبيّن فضائل القرآن؟
يتبيّن فضل القرآن الكريم من خلالالطرق الآتية:
الأولى:من حيث إن القرآن صفة الله تعالى:
أن القرآن كلام الله تعالى، أي إنه صفة من صفاته سبحانه، وصفات الله تعالى لها آثارها التي لا تتخلّف عنها؛ لذا فالقرآن العظيم ذي الصفات الإلهية العليَّة لا يمكن أن يكون من قول البشر، ولا من قول الشياطين:"وما ينبغي لهم وما يستطيعون"، وفضل القرآن على سائر الكلام كفضل الله على خلقه.
الثانية: من حيث إن القرآن موصوف بصفات الكمال من قبل الله تعالى:
أن الله تعالى وصف القرآن العظيم بصفات جليلة ذات معانٍ عظيمة وآثار مباركة لا تتخلّف عنها؛ وهي أوصاف من عليم خبير، وهذه الصفات العظيمة من أعظم دلائل فضله.
الثالثة: من حيث محبة الله تعالى لهذا الكتاب العظيم الكريم:
أن الله تعالى يحبّ القرآن، وتلك المحبّة لها آثارها ودلائلها المباركة؛ حيث جعل فيه من البركات والخير العظيم، وجعل له شأنًا عظيمًا في الدنيا والآخرة.
الرابعة: من حيث إخبار الله تعالى عنه بما يبين فضله ويظهر قدره:
أنّ الله تعالى أخبر عنه بأخبار كثيرة تبيّن فضله وشرفه في الدنيا والآخرة.
الخامسة: من حيث قسمُ الله تعالى به في مواضع كثيرة:
حيث قال تعالى:"وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ"، وقال:"وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ"، وقال:"وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ"، وقال:"وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ".
وفي الإقسام به دلالة بينة على تشريفه وتكريمه ورفعة مقامه.
السادسة: من حيث تشريعُه تعالى لأحكام كثيرة ترعى حرمة القرآن وتبين فضله:
حيث جعل الإيمان به من أصول الإيمان التي لا يصح إلا بها، وأوجب تلاوة آياته في كلّ ركعة من الصلوات، وجعل للمصحف أحكاماً كثيرة، وحرمة عظيمة في الشريعة.
السابعة: من حيث ترغيبُه سبحانه في تلاوته وإجزال الثواب عليها:
حيث رغب تعالى في تلاوته ورتّب عليها أجوراً عظيمة مضاعفة أضعافاً كثيرة.
الثامنة:من حيث رفعُه تعالى شأن أهل القرآن:
من مظاهر ذلك:
أنه جعلهم أهله وخاصّته.
أنه جعل خير هذه الأمّة من تعلّم القرآن وعلّمه.
أنه قدّمهم على غيرهم في الإمامة في الصلاة.
أنه قدمهم في الإدخال في القبر عند التزاحم.
إلى غير ذلك مما شرّفهم به ورفعهم به من الخصال التي لم يبلغوها إلا بفضل هذا القرآن؛ فكان تكريمهم وتشريفهم ورفعتهم بالقرآن من الدلائل البيّنة على فضل القرآن.
س2: اشرح معاني أسماء القرآن بإيجاز:
أولا: القرآن:
اختلف العلماء في اشتقاق لفظ "القرآن" على قولين:
القول الأول:أنه علم جامد غير مشتق، وهو قول الإمام الشافعي وكان يقول:"القُرَان اسم وليس بمهموز، ولم يؤخذ من قرأت، ولكنه اسم لكتاب الله، مثل التوراة والإنجيل"،وكان ينطقه بغير همز "القُران" وهي قراءة ابن كثير المكّي.
القول الثاني: أنه مشتق، واختلف في أصل اشتقاقه على ثلاثة أقوال:
1- أنه مشتق من القراءة أي التلاوة: قرأت قراءة وقرآنا، قال الله تعالى:"فإذا قرأناه فاتّبع قرآنه".
وهو قول ابن جرير الطبري، ومعنى قول ابن عباس، ورجّحه ابن عطية.
وعلى هذا القول يكون القرآن بمعنى المقروء، تسمية للمفعول بمصدره.
2- أنه مشتقّ من الجمْعِ، وهو قول قتادة وأبو عبيدة والزجاج.
قال أبو عبيدة:"وإنما سمّى قرآنا لأنه يجمع السور فيضمها".
3- أنه مشتق من الإظهار والبيان، وأن القراءة إنما سمّيت قراءة لما فيها من إظهار الحروف، وبيان ما في الكتاب، وقد قال بهذا القول قطرب وقال: (إنما سُمي القرآن قرآناً، لأن القارئ يُظهره ويبيّنه، ويلقيه من فيه).
والراجح: أنه مشتق من القراءة، وسُمِّي قرآناً لأنّه الكتاب الذي اتّخذ للقراءة الكثيرة التي لا يبلغها كتاب غيره.
ويدلّ على ذلك بناء الاسم على صيغة "فُعْلان" التي تدلّ على بلوغ الغاية، كسُبحان وحُسبان وغُفران وشُكران.
والقُرآن والقُرَان بمعنى واحد، وإنما هما لغتان إحداهما بالهمز، والأخرى بالنقل والتسهيل.
ثانيًا: الكتاب:
الكتاب "فِعال" بمعنى "مفعول" أي "مكتوب"، وسمّي كتاباً لجمعه الأحرف وضمّها؛ كما سمّيت الكتيبة كتيبة لضمّها الجنود المقاتلين.
وسمّي القرآن بالكتاب بما يدل على أنه يجمع ما يُحتاج فيه إلى بيان الهدى في جميع شؤون العباد.
إطلاقاته في القرآن:
1- يطلق على القرآن خاصة دون سائر كتب الله:
قال الله تعالى:"ذلك الكتاب لا ريب فيه"، وقال تعالى:"الله لا إله إلا هو الحي القيوم، نزّل عليك الكتاب بالحق"، وقال:"حم والكتاب المبين".
واللام في هذه المواضع للعهد الذهني.
2- يطلق لفظ الكتاب على كلّ ما أنزله الله من الكتب: قال الله تعالى:"أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ أَنَّى يُصْرَفُونَ (69) الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتَابِ وَبِمَا أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (70)"
وقال تعالى:"هَاأَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ".
اللام في هذه المواضع للجنس المخصوص.
3- يطلق أحيانا على التوراة والإنجيل خاصّة: قال الله تعالى:"وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ".
ثالثًا: الفرقان:
يدل على أنه يفرق بين الحقّ والباطل؛ وبين سبيل المؤمنين وسبيل الفاسقين من الكفار والمنافقين،وهو مصدر مفخّم للدلالة على بلوغ الغاية في التفريق وبيان الفَرْق
وفرقان القرآن عامّ في الدنيا والآخرة:
- في الدنيا: فرقان بين الحق والباطل؛ يعرّف الناس بالحقّ ليتبعوه وبالباطل ليجتنبوه.
في الآخرة فرقان مبين يفرّق بين أتباعه ومخالفيه؛ فيشفع للمؤمنين دون الكافرين.
رابعًا: الذكر:
قال الله تعالى:"وأنزلنا إليك الذكر لتبيّن للناس ما نزّل إليهم ولعلهم يتفكرون"، وقوله:"إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون".
وقال:"بل هم في شكّ من ذكري".
وقال:"ص . والقرآن ذي الذكر".
وللذكر هنا معنيان:
أحدهما: بمعنى التذكير: منه قول الله تعالى:"طه . ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى . إلا تذكرة لمن يخشى"
والآخر: بمعنى المذكور:منه قوله تعالى:"وإنّه لذكر لك ولقومك".
س3: اذكر أدلّة الصفات التالية للقرآن مع بيان معانيها بإيجاز.
أ – حكيم:
يتضمنثلاثة معانٍ:
الأول:أنه مُحكم لا اختلاف فيه ولا تناقض .
دليله: قوله تعالى:"وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ".
الثاني:أنه حاكم على الناس في جميع شؤونهم وبينهم فيما اختلفوا فيه، وحاكم على ما قبله من الكتب.
دليله: قوله تعالى:"وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ"، وقال تعالى:"إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ"، وقال:"وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ".
الثالث:أنه ذو الحكمة البالغة.
دليله: قوله تعالى:"ذَٰلِكَ مِمَّا أَوْحَىٰ إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ"، وفي تفسير قول الله تعالى:"وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا"
قال أبو الدرداء في تفسير الحكمة: (قراءة القرآن والفكرة فيه)
وقال قتادة:"الحكمة: الفقه في القرآن".
ب – مجيد:
دليله: قوله تعالى:"والقرآن المجيد"
يتضمن معنيين:
الأول: أنه المُمَجَّد أي الذي له صفات المجد والعظمة والجلال، المتنزه عن صفات النقص التي يروم الجاهلون إلصاقها به.
فكل صفة عظيمة يوصف بها القرآن هي من دلائل مجده.
الثاني: أنه الممَجِّد لمن آمن به وعمل بهديه؛ فيكون لأصحاب القرآن من المجد والعظمة والعزة والرفعة في الدنيا والآخرة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين".
ج – بصائر:
دليله قوله تعالى:"هَذَا بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ "، وقوله تعالى:"هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍيُوقِنُونَ"، وقوله تعالى:"قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ ".
البصائر جمع بصيرة، وهي معرفة حقيقة الأمر وعاقبته.
وثمرة هذه المعرفة: تبيّن الصواب والخطأ فيما يقع في ذلك الأمر.
قال الخليل بن أحمد: (البصيرةُ اسمٌ لِما اعتُقِدَ في القلب من الدِّين وحَقيق الأمر)
اختلف العلماء في معنى البصيرة على قولين:
- وهداية التوفيق.
- هداية الدلالة والإرشاد.
والصواب أنّ البصيرة جامعة للمعنيين، كما في قوله تعالى:"قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ ".
صور تبصير القرآن:
- يبصّر بالحقائق في كل ما يُحتاج إليه.
- يبصّر المؤمن بعدوّه ويبصره بسبل النصر عليه.
- يبصّر المؤمن بحقيقة الحياة الدنيا.
- يبصّره بأمراض القلوب وسبل تزكية النفوس.
- يبصّر بأحكام الدين وشرائعه.
د- بشرى:
دليله: قوله تعالى:"و نزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء و هدى و رحمة و بشرى للمسلمين"، و قوله:"طس تلك آيات القرآن و كتاب مبين (1) هدى و بشرى للمؤمنين".
معنى البشرى: هو الخبر السار.
القرآن بشارة لعباد الله المسجيبين لأمره المستقيمين على شرعه.
س4: تحدّث عن بركة القرآن بإيجاز.
الله تعالى يصف القرآن بالبركة:
يقول الله تعالى عن القرآن الكريم:
"وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ "
"وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ "
"وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَنْزَلْنَاهُ أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ "
"كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ
معاني البركة المتحققة في القرآن الكريم:
البركة هي الخير الكثير المتزايد،وهي الزيادة والنماءن وتدل على اللزوم والسعةن وتدل على الثبوت والدوام.
وخلاصة القول في معنى البركة أنها خير كثير أصله ثابت، وآثاره تنمو وتتسع بطرق ظاهرة أو خفية.
من أنواع بركة القرآن في الدنيا:
1- أصل بركاته وأعظمها: البيان والهدى والبصيرة، قال تعالى:" هَذَا بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ "،وقال:"إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم".
وبركة بصائر القرآن لها أصل وأنواع؛ فأصلها إخراج الناس من الظلمات إلى النور، وهدايتهم إلى الصراط المستقيم، وأما أنواعها وتفصيلاتها فكثيرة متجددة.
2- أنّه حياة للمؤمن وروح يحيا بها الحياة الحقيقية، التي هي حياة القلب، قال الله تعالى:"وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (52) صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ "
وقال تعالى:"أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا"
3- أنه يجلو الحزن عن نفس المؤمن، ويذهب همه؛ فيطمئنّ به قلبه، وتزكو به نفسه، ويحصل به اليقين، ويزداد به الإيمان، ويندفع به كيد الشيطان.
4- أن الله جعل فيه من الشفاء من الأمراض الحسية والمعنوية.
5- أن قارىء القرآن يُثاب عليه بأنواع من الثواب: فيثاب على الإيمان به، ويثاب على تلاوته، ويثاب على الاستماع إليه، ويثاب على تدبّره، ويثاب على تعظيمه، ويثاب على حفظه، ويثاب على التفقّه فيه وطلب تفسيره، ويثاب على اتّباع هداه، حتى إنه ليثاب على النظر في المصحف.
6- كثرة وجوه الخير فيه؛ فهو علم لطالب العلم، وحكمة لطالب الحكمة، وهداية للحيران، وتثبيت للمبتلى، ورحمة للمؤمن، وشفاء للمريض، وبيان لمن يريد كشف الشبهات، ودليل لمن يدعو إلى الله، وحجّة لمن ينتصر لدين الله؛ وهو لكل صاحب حاجة مشروعة غنية وكفاية:"أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم إن في ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون".
7- بركة ألفاظه وأساليبه؛ فألفاظه ميسرة للذكر، معجزة في النظم، حسنة بديعة.
8- بركة معانيه وكثرتها واتّساعها وعظيم دلالتها حتى أدهش البلغاء وأبهرهم· ومن بركاته: أنه لا تنقضي عجائبه ولا يحاط بمعرفته فلو درس المرء تفسيره من فاتحته إلى خاتمته لم يحط بمعانيه، فإذا درسه مرة أخرى ظهرت له معان لم تكن قد ظهرت له من قبل.
9- أنه يرفع شأن صاحبه، ويعلي ذكره، قال صلى الله عليه وسلم:"إن الله تعالى يرفع بهذا الكلام أقواما ويضع به آخرين"، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن لله أهلين من خلقه،قالوا: ومن هم يا رسول الله؟ قال:أهل القرآن هم أهل الله وخاصته".
10- عموم فضله على الأمة وعلى الفرد؛ فإذا اتّبعت الأمّة هداه أعزّها الله ونصرها، ورفع عنها الذلة، والطائفة التي تقيم ما أمر الله به فيه لا يضرها من خذلها ولا من خالفها.
11- أنه حيثما كان فهو مبارك:
- مبارك في قلب المؤمن ونفسه .
- مبارك في المجلس الذي يُقرأ فيه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله تعالى يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم: إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده).
- مبارك في البيت الذي يتلى فيه.
من أنواع بركة القرآن في الآخرة :
1- أنه أنيس للمؤمن في قبره، وظلّه في الموقف العظيم، وقائده في عرصات القيامة، وحجيجه وشفيعه، ولا يزال به حتى يقوده إلى الجنة مكرماً، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه، اقرءوا الزهراوين البقرة، وسورة آل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان، أو كأنهما غيايتان، أو كأنهما فرقان من طير صواف، تحاجان عن أصحابهما، اقرءوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة".
2- من أراد أن تحسن صحبة القرآن له في الآخرة فليحسن صحبته في الدنيا.
قال صلى الله عليه وسلم قال:"يجيء القرآن يوم القيامة فيقول: يا رب حَلِّه، فيلبس تاج الكرامة، ثم يقول: يا رب زده، فيلبس حلة الكرامة، ثم يقول: يا رب ارض عنه، فيرضى عنه، فيقال له: اقرأ وارق، ويزاد بكل آية حسنة".
من يستحق بركات القرآن العظيم:
ينال بركات القرآن من آمن به واتّبع هداه؛ كما قال الله تعالى:"قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ "
وقال تعالى:"وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا "
س5: ما هي مراتب تلاوة القرآن؟
مراتب تلاوة القرآن من حيث سرعةُ أدائه وقراءتِه ثلاثة: مرتبة الحدر(قراءة سريعة)، ومرتبة التدوير(قراءة متوسطة)، ومرتبة التحقيق أو الترتيل(قراءة على مكث).
مراتب تلاوة القرآن من حيث استفادة القارئ:
قراءة لفظية مجردة: "كمثل الحمار يحمل أسفارا"،"ومنهم أميُّون لا يعلمون الكتاب إلا أماني"
قراءة مقرونة بالعلم دون العمل:"وأضله الله على علم".
قراءة مقرونة بالعلم والالتزام بالعمل (الاتباع): "الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته أولئك يؤمنون به"
س6: ما هي قوادح صحبة القرآن؟
1- نقض الإيمان به أو بما تضمنه من أوامر وأخبار.
2- عدم اتباع هديه.
3- هجر تلاوته.
4- ترك التفقه فيه.
5- ترك الدعوة إليه.
6- ترك تعليمه.
س7: ما هي اقتراحاتك للطرق المناسبة لنشر فضائل القرآن في هذا العصر؟ وكيف يستفاد منها في الدعوة إلى الله تعالى؟
في هذا العصر تتعدد الوسائل الحديثة التي يمكن أن يستفاد بها في نشر فضائل القرآن ومن ثمَّ الدعوةُ إلى الله تعالى؛ فلقد عرف الناس في يومنا هذا وسائلَ للتواصل الاجتماعي لم تكن موجودة بالأمس القريب، إن الشبكة العنكبوتية المعروفة بالانترنت قد أحدثت طفرةً غيرَ مسبوقة في دنيا الاتصالات؛ حيث أصبح التواصل بين أعداد كبيرة جدا من الناس من مختلف أقطار الأرض =لحظيًا متجاوزين اختلاف الزمان والمكان.
ولقد تنوعت الوسائل والمواقع والتطبيقات التي يمكن من خلالها تحصيل ذلك التواصل:
- فهناك المنتديات التي يمكن من خلالها نشر المقالات الطويلة أو الدروس المكتوبة التي يمكن توجيهها لشريحة عريضة من المهتمين بطلب العلم او المثقفين.
- وهناك المدونات التي يمكن من خلالها أيضا نشر المقالات المطولة والمتوسطة، وهي وسيلة مفيدة لنشر الدعوة في أوساط المثقفين والمهتمين بالقراءة.
- وهناك الوسيلتان الأشهر للتواصل الاجتماعي بين مختلف طبقات المجتمع ألا وهما الفيس بوك والتويتر، ومن خلالهما يمكن نشر المنشورات والتغريدات القصيرة التي يمكن من خلالها توصيل الرسائل السريعة والخفيفة، وهاتان الوسيلتان تمتازان بالوصول لمختلف الشرائح الممثلة للمجتمع؛ فلا تقتصر على المثقفين أو طلبة العلم، بل تصل إلى أنصاف المتعلمين والعوام، ولقد اثبتت التجارِب أن ذينك الموقعان قد أثرا بشكل كبير جدا في وعي الشعوب وأحدثا تغيرات واضحة في فترات زمنية وجيزة؛ وهذا يدعونا إلى الاهتمام باستثمارهما في الدعوة إلى الله تعالى.
- هناك أيضا تطبيق الواتس أب الذي يمتاز بسهولة استخدامه من خلال الهواتف الجوالة التي تلازم معظم الناس لأوقات طويلة جدا خلال اليوم، ويمكن من خلاله تكوين مجموعات يسهل إرسال رسائل دعوية إلى جميع المنضمين لها في آن، كما يمكن ترتيب تلك المجموعات من حيث المستوى العلمي والثقافي؛ بحيث يتنوع المحتوى الدعوي لكل مجموعة طبقا لذلك.
- هناك أيضا برامج المحاضرات المباشر مثل: blackboard collaborate الذي يمكن من خلاله إلقاء المحاضرات العلمية التفاعلية ويمكن أيضا عقد الدورات لحفظ القرآن الكريم على ايدي المتخصصين من مختلف أنحاء العالم، ولقد استفادت العديد من الجامعات الإلكترونية بأمثال تلك البرامج لعقد المحاضرات الأكاديمية.
هذا، وإن تلك الشبكة العجيبة لتتطور تطورا سريعا بصورة مذهلة، لو تم استثمارها دعويا؛ لدخلت الدعوة الإسلامية جميع دول العالم، ولكان هذا صورةً مصدقةً لقوله صلى الله عليه وسلم:"لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الدِّينُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ ، وَلا يَتْرُكُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بَيْتَ مَدَرٍ وَلا وَبَرٍ إِلا أَدْخَلَهُ اللَّهُ هَذَا الدِّينَ ، بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ ، عِزٌّ يُعِزُّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ الإِسْلامَ ، أَوْ ذُلٌّ يُذِلُّ بِهِ الْكُفْرَ".