دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة البناء في التفسير > صفحات الدراسة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 4 رمضان 1435هـ/1-07-2014م, 09:23 PM
لمياء لمياء غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 322
افتراضي صفحة الطالبة / لمياء لدراسة التفسير

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه وحده نستعين

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 8 رمضان 1435هـ/5-07-2014م, 02:13 PM
لمياء لمياء غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 322
افتراضي تدريب على طريقة التلخيص لفضيلة الشيخ / عبد العزيز الداخل

تلخيص للاستعاذة من تفسير ابن عطية وابن كثير
بسم الله الرحمن الرحيم

تفاسير القرن السادس

قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (باب القول في الاستعاذة
قال الله عز وجل: {فإذا قرأت القرآن فاستعذ باللّه من الشّيطان الرّجيم} [النحل: 98].
معناه: إذا أردت أن تقرأ وشرعت، فأوقع الماضي موقع المستقبل لثبوته. وأجمع العلماء على أن قول القارئ: «أعوذ بالله من الشيطان الرجيم» ليس بآية من كتاب الله. وأجمعوا على استحسان ذلك والتزامه في كل قراءة في غير صلاة، واختلفوا في التعوذ في الصلاة،. (ك)

ومعنى الاستعاذة: الاستجارة، والتحيز إلى الشيء على معنى الامتناع به من المكروه، والكلام على المكتوبة يجيء في «بسم الله» فذلك الموضع أولى به. (ك)
وأما الشيطان؛ فاختلف الناس في اشتقاقه، فقال الحذاق: «هو فيعال من شطن إذا بعد لأنه بعد عن الخير ورحمة الله». ومن اللفظة قولهم: نوى شطون، أي: بعيدة. (ك)

قال الأعشى:
نأت بسعاد عنك نوى شطون ....... فبانت والفؤاد بها رهين
ومنه قيل للحبل شطن، لبعد طرفيه وامتداده،
وقال قوم: إن شيطانا مأخوذ من شاط يشيط إذا هاج وأحرق ونحوه، إذ هذه أفعاله، فهو فعلان.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: ويرد على هذه الفرقة أن سيبويه حكى أن العرب تقول تشيطن فلان إذا فعل أفاعيل الشياطين، فهذا بين أنه تفعيل من شطن، ولو كان من شاط لقالوا تشيط.
فهذا شاطن من شطن لا شك فيه

وأما الرجيم؛ فهو فعيل بمعنى مفعول، كقتيل وجريح ونحوه، ومعناه أنه رجم باللعنة، والمقت، وعدم الرحمة.


تفاسير القرن الثامن

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (الكلام على تفسير الاستعاذة
قال اللّه تعالى: {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين * وإمّا ينزغنّك من الشّيطان نزغٌ فاستعذ باللّه إنّه سميعٌ عليمٌ} [الأعراف: 199، 200]، وقال تعالى: {ادفع بالّتي هي أحسن السّيّئة نحن أعلم بما يصفون * وقل ربّ أعوذ بك من همزات الشّياطين * وأعوذ بك ربّ أن يحضرون} [المؤمنون: 96 -98] وقال تعالى: {ادفع بالّتي هي أحسن فإذا الّذي بينك وبينه عداوةٌ كأنّه وليٌّ حميمٌ * وما يلقّاها إلا الّذين صبروا وما يلقّاها إلا ذو حظٍّ عظيمٍ * وإمّا ينزغنّك من الشّيطان نزغٌ فاستعذ باللّه إنّه هو السّميع العليم} [فصّلت: 34 -36].
فهذه ثلاث آياتٍ ليس لهنّ رابعةٌ في معناها، وهو أنّ اللّه يأمر بمصانعة العدوّ الإنسيّ والإحسان إليه، ليردّه عنه طبعه الطّيب الأصل إلى الموادّة والمصافاة، ويأمر بالاستعاذة به من العدوّ الشّيطانيّ لا محالة؛ إذ لا يقبل مصانعةً ولا إحسانًا ولا يبتغي غير هلاك ابن آدم، لشدّة العداوة بينه وبين أبيه آدم من قبل؛ كما قال تعالى: {يا بني آدم لا يفتننّكم الشّيطان كما أخرج أبويكم من الجنّة} [الأعراف: 27] وقال: {إنّ الشّيطان لكم عدوٌّ فاتّخذوه عدوًّا إنّما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السّعير} [فاطرٍ: 6] وقال: {أفتتّخذونه وذرّيّته أولياء من دوني وهم لكم عدوٌّ بئس للظّالمين بدلا} [الكهف: 50]، وقد أقسم للوالد إنّه لمن النّاصحين، وكذب، فكيف معاملته لنا وقد قال: {فبعزّتك لأغوينّهم أجمعين * إلا عبادك منهم المخلصين} [ص: 82، 83]، وقال تعالى: {فإذا قرأت القرآن فاستعذ باللّه من الشّيطان الرّجيم * إنّه ليس له سلطانٌ على الّذين آمنوا وعلى ربّهم يتوكّلون} [النّحل: 98، 99].
قالت طائفةٌ من القرّاء وغيرهم: نتعوّذ بعد القراءة، واعتمدوا على ظاهر سياق الآية، ولدفع الإعجاب بعد فراغ العبادة؛ وممّن ذهب إلى ذلك حمزة فيما ذكره ابن قلوقا عنه، وأبو حاتمٍ السّجستانيّ، حكى ذلك أبو القاسم يوسف بن عليّ بن جبارة الهذليّ المغربيّ في كتاب " الكامل ".
وروي عن أبي هريرة -أيضا-وهو غريب.
[ونقله فخر الدّين محمّد بن عمر الرّازيّ في تفسيره عن ابن سيرين في روايةٍ عنه قال: وهو قول إبراهيم النّخعيّ وداود بن عليٍّ الأصبهانيّ الظّاهريّ، وحكى القرطبيّ عن أبي بكر بن العربيّ عن المجموعة عن مالكٍ، رحمه اللّه تعالى، أنّ القارئ يتعوّذ بعد الفاتحة، واستغربه ابن العربي. وحكى قول ثالث وهو الاستعاذة أوّلًا وآخرًا جمعًا بين الدّليلين نقله فخر الدّين].
والمشهور الّذي عليه الجمهور أنّ الاستعاذة لدفع الوسواس فيها، إنّما تكون قبل التّلاوة، ومعنى الآية عندهم: {فإذا قرأت القرآن فاستعذ باللّه من الشّيطان الرّجيم} [النّحل: 98] أي: إذا أردت القراءة، كقوله: {إذا قمتم إلى الصّلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم} الآية [المائدة: 6] أي: إذا أردتم القيام.
والدّليل على ذلك الأحاديث عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم
عن أبي سعيدٍ الخدريّ، قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم إذا قام من اللّيل فاستفتح صلاته وكبّر قال: «سبحانك اللّهمّ وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدّك، ولا إله غيرك». ويقول: «لا إله إلّا اللّه» ثلاثًا، ثمّ يقول: «أعوذ باللّه السّميع العليم، من الشّيطان الرّجيم، من همزه ونفخه ونفثه».
وقد رواه أهل السّنن الأربعة من رواية جعفر بن سليمان، عن عليّ بن عليٍّ، وهو الرّفاعيّ، وقال التّرمذيّ: هو أشهر حديثٍ في هذا الباب. وقد فسر الهمز بالموتة وهي الخنق، والنّفخ بالكبر، والنّفث بالشّعر. كما رواه أبو داود وابن ماجه من حديث شعبة، عن عمرو بن مرّة، عن عاصمٍ العنزيّ، عن نافع بن جبير بن مطعمٍ، عن أبيه قال: رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حين دخل في الصّلاة، قال: «اللّه أكبر كبيرًا، ثلاثًا، الحمد للّه كثيرًا، ثلاثًا، سبحان اللّه بكرةً وأصيلًا ثلاثًا، اللّهمّ إنّي أعوذ بك من الشّيطان من همزه ونفخه ونفثه».
قال عمرٌو: «وهمزه: الموتة، ونفخه: الكبر، ونفثه: الشّعر».
وقال ابن ماجه: حدّثنا عليّ بن المنذر، حدّثنا ابن فضيل، حدّثنا عطاء بن السّائب، عن أبي عبد الرّحمن السّلميّ، عن ابن مسعودٍ عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «اللّهمّ إنّي أعوذ بك من الشّيطان الرّجيم، وهمزه ونفخه ونفثه».
قال: «همزه: الموتة، ونفثه: الشّعر، ونفخه: الكبر».
وقال الإمام أحمد: حدّثنا إسحاق بن يوسف، حدّثنا شريكٌ، عن يعلى بن عطاءٍ، عن رجلٍ حدّثه: أنّه سمع أبا أمامة الباهليّ يقول: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إذا قام إلى الصّلاة كبّر ثلاثًا، ثمّ قال: «لا إله إلّا اللّه» ثلاث مرّاتٍ، و «سبحان اللّه وبحمده»، ثلاث مرّاتٍ. ثمّ قال: «أعوذ باللّه من الشّيطان الرّجيم، من همزه ونفخه ونفثه».

قال البخاريّ: حدّثنا عثمان بن أبي شيبة، حدّثنا جريرٌ، عن الأعمش، عن عديّ بن ثابتٍ، قال: قال سليمان بن صرد: استبّ رجلان عند النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، ونحن عنده جلوسٌ، فأحدهما يسبّ صاحبه مغضبًا قد احمرّ وجهه، فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّي لأعلم كلمةً لو قالها لذهب عنه ما يجد، لو قال: أعوذ باللّه من الشّيطان الرّجيم» فقالوا للرّجل: ألا تسمع ما يقول رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم؟!، قال: إنّي لست بمجنونٍ.
وقد رواه -أيضًا-مع مسلمٍ، وأبي داود، والنّسائيّ، من طرقٍ متعدّدةٍ، عن الأعمش، به.
وقد جاء في الاستعاذة أحاديث كثيرةٌ يطول ذكرها هاهنا، وموطنها كتاب الأذكار وفضائل الأعمال، واللّه أعلم. وقد روي أنّ جبريل عليه السّلام، أوّل ما نزل بالقرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره بالاستعاذة، كما قال الإمام أبو جعفر بن جريرٍ: حدّثنا أبو كريب، حدّثنا عثمان بن سعيدٍ، حدّثنا بشر بن عمارة، حدّثنا أبو روقٍ، عن الضّحّاك، عن عبد اللّه بن عبّاسٍ، قال: أوّل ما نزل جبريل على محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم قال:«يا محمّد، استعذ». قال: «أستعيذ باللّه السّميع العليم من الشّيطان الرّجيم» ثمّ قال: «قل: بسم اللّه الرّحمن الرّحيم». ثمّ قال: «{اقرأ باسم ربّك الّذي خلق}»،
قال عبد اللّه: «وهي أوّل سورةٍ أنزلها اللّه على محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم، بلسان جبريل». وهذا الأثر غريبٌ، وإنّما ذكرناه ليعرف، فإنّ في إسناده ضعفًا وانقطاعًا، واللّه أعلم.
مسألةٌ: وجمهور العلماء على أنّ الاستعاذة مستحبّةٌ ليست بمتحتّمةٍ يأثم تاركها، وحكى فخر الدّين عن عطاء بن أبي رباحٍ وجوبها في الصّلاة وخارجها كلّما أراد القراءة قال: وقال ابن سيرين: إذا تعوّذ مرّةً واحدةً في عمره فقد كفى في إسقاط الوجوب، واحتجّ فخر الدّين لعطاءٍ بظاهر الآية: {فاستعذ} وهو أمرٌ ظاهره الوجوب وبمواظبة النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم عليها، ولأنّها تدرأ شرّ الشّيطان وما لا يتمّ الواجب إلّا به فهو واجبٌ، ولأنّ الاستعاذة أحوط وهو أحد مسالك الوجوب. وقال بعضهم: كانت واجبةٌ على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم دون أمّته، وحكي عن مالكٍ أنّه لا يتعوّذ في المكتوبة ويتعوّذ لقيام شهر رمضان في أوّل ليلةٍ منه.

مسألةٌ: وقال الشافعي في الإملاء، يجهر بالتعوذ، وإن أسرّ فلا يضرّ، وقال في الأمّ بالتّخيير لأنّه أسرّ ابن عمر وجهر أبو هريرة، واختلف قول الشّافعيّ فيما عدا الرّكعة الأولى: هل يستحبّ التّعوّذ فيها؟ على قولين، ورجّح عدم الاستحباب، واللّه أعلم. فإذا قال المستعيذ: أعوذ باللّه من الشّيطان الرّجيم كفى ذلك عند الشّافعيّ وأبي حنيفة وزاد بعضهم: أعوذ باللّه السّميع العليم، وقال آخرون: بل يقول: أعوذ باللّه من الشّيطان الرّجيم إنّ اللّه هو السّميع العليم، قاله الثّوريّ والأوزاعيّ وحكي عن بعضهم أنّه يقول: أستعيذ باللّه من الشّيطان الرّجيم لمطابقة أمر الآية ولحديث الضّحّاك عن ابن عبّاسٍ المذكور، والأحاديث الصّحيحة، كما تقدّم، أولى بالاتّباع من هذا، واللّه أعلم

ومن لطائف الاستعاذة؛
أنّها طهارةٌ للفم ممّا كان يتعاطاه من اللّغو والرّفث،
وتطييبٌ له وتهيّؤٌ لتلاوة كلام اللّه
وهي استعانةٌ باللّه واعترافٌ له بالقدرة وللعبد بالضّعف والعجز عن مقاومة هذا العدوّ المبين الباطنيّ الّذي لا يقدر على منعه ودفعه إلّا اللّه الّذي خلقه،

الفرق بين شيطان الإنس وشيطان الجن:
قال ابن كثير -رحمه الله-
ولا يقبل مصانعةً، ولا يدارى بالإحسان، بخلاف العدوّ من نوع الإنسان كما دلّت على ذلك آيات القرآن في ثلاثٍ من المثاني، وقال تعالى: {إنّ عبادي ليس لك عليهم سلطانٌ وكفى بربّك وكيلا} [الإسراء: 65]، وقد نزلت الملائكة لمقاتلة العدوّ البشريّ يوم بدرٍ، ومن قتله العدوّ البشريّ كان شهيدًا، ومن قتله العدوّ الباطنيّ كان طريدًا، ومن غلبه العدوّ الظّاهر كان مأجورًا، ومن قهره العدوّ الباطن كان مفتونًا أو موزورًا،

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (فصلٌ معنى الاستعاذة
ومعنى أعوذ باللّه من الشّيطان الرّجيم، أي: أستجير بجناب اللّه من الشّيطان الرّجيم أن يضرّني في ديني أو دنياي، أو يصدّني عن فعل ما أمرت به، أو يحثّني على فعل ما نهيت عنه؛ فإنّ الشّيطان لا يكفّه عن الإنسان إلّا اللّه؛ ولهذا أمر اللّه تعالى بمصانعة شيطان الإنس ومداراته بإسداء الجميل إليه، ليردّه طبعه عمّا هو فيه من الأذى، وأمر بالاستعاذة به من شيطان الجنّ لأنّه لا يقبل رشوةً ولا يؤثّر فيه جميلٌ؛ لأنّه شرّيرٌ بالطّبع ولا يكفّه عنك إلّا الّذي خلقه، وهذا المعنى في ثلاث آياتٍ من القرآن لا أعلم لهنّ رابعةً، قوله في الأعراف: {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين} [الأعراف: 199]، فهذا فيما يتعلّق بمعاملة الأعداء من البشر، ثمّ قال: {وإمّا ينزغنّك من الشّيطان نزغٌ فاستعذ باللّه إنّه سميعٌ عليمٌ} [الأعراف: 200]، وقال تعالى في سورة " قد أفلح المؤمنون ": {ادفع بالّتي هي أحسن السّيّئة نحن أعلم بما يصفون * وقل ربّ أعوذ بك من همزات الشّياطين * وأعوذ بك ربّ أن يحضرون} [المؤمنون: 96 -98]، وقال تعالى في سورة " حم السّجدة ": {ولا تستوي الحسنة ولا السّيّئة ادفع بالّتي هي أحسن فإذا الّذي بينك وبينه عداوةٌ كأنّه وليٌّ حميمٌ * وما يلقّاها إلا الّذين صبروا وما يلقّاها إلا ذو حظٍّ عظيمٍ * وإمّا ينزغنّك من الشّيطان نزغٌ فاستعذ باللّه إنّه هو السّميع العليم} [فصّلت: 34 -36].

والشيطان في لغة العرب مشتقٌّ من شطن إذا بعد، فهو بعيدٌ بطبعه عن طباع البشر، وبعيدٌ بفسقه عن كلّ خيرٍ، وقيل: مشتقٌّ من شاط لأنّه مخلوقٌ من نارٍ، ومنهم من يقول: كلاهما صحيحٌ في المعنى، ولكنّ الأوّل أصحّ، وعليه يدلّ كلام العرب؛ قال أميّة بن أبي الصّلت في ذكر ما أوتي سليمان، عليه السّلام
أيّما شاطنٍ عصاه عكاه ...... ثمّ يلقى في السّجن والأغلال
فقال: أيّما شاطنٍ، ولم يقل: أيّما شائطٍ.

وقال النّابغة الذّبيانيّ -وهو: زياد بن عمرو بن معاوية بن جابر بن ضباب بن يربوع بن مرّة بن سعد بن ذبيان-:
نأت بسعادٍ عنك نوًى شطون ...... فبانت والفؤاد بها رهين
يقول: بعدت بها طريقٌ بعيدةٌ.

[وقال سيبويه: العرب تقول: تشيطن فلانٌ إذا فعل فعل الشّيطان ولو كان من شاط لقالوا: تشيّط]. والشّيطان مشتقٌّ من البعد على الصّحيح؛ ولهذا يسمّون كلّ ما تمرّد من جنّيٍّ وإنسيٍّ وحيوانٍ شيطانًا، قال اللّه تعالى: {وكذلك جعلنا لكلّ نبيٍّ عدوًّا شياطين الإنس والجنّ يوحي بعضهم إلى بعضٍ زخرف القول غرورًا} [الأنعام: 112].
وفي مسند الإمام أحمد، عن أبي ذرٍّ، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «يا أبا ذرٍّ، تعوّذ باللّه من شياطين الإنس والجنّ»، فقلت: أو للإنس شياطين؟ قال: «نعم».
وفي صحيح مسلمٍ عن أبي ذرٍّ -أيضًا-قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «يقطع الصّلاة المرأة والحمار والكلب الأسود». فقلت: يا رسول اللّه، ما بال الكلب الأسود من الأحمر والأصفر؟ فقال: «الكلب الأسود شيطانٌ».
وقال ابن وهبٍ: أخبرني هشام بن سعدٍ، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، أنّ عمر بن الخطّاب، رضي اللّه عنه، ركب برذونًا، فجعل يتبختر به، فجعل لا يضربه فلا يزداد إلّا تبخترًا، فنزل عنه، وقال: «ما حملتموني إلّا على شيطانٍ، ما نزلت عنه حتّى أنكرت نفسي». إسناده صحيحٌ.
والرّجيم: فعيلٌ بمعنى مفعولٍ، أي: أنّه مرجومٌ مطرودٌ عن الخير كلّه، كما قال تعالى: {ولقد زيّنّا السّماء الدّنيا بمصابيح وجعلناها رجومًا للشّياطين} [الملك: 5]، وقال تعالى: {إنّا زيّنّا السّماء الدّنيا بزينةٍ الكواكب * وحفظًا من كلّ شيطانٍ ماردٍ * لا يسّمّعون إلى الملإ الأعلى ويقذفون من كلّ جانبٍ * دحورًا ولهم عذابٌ واصبٌ * إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهابٌ ثاقبٌ} [الصّافّات: 6 -10]، وقال تعالى: {ولقد جعلنا في السّماء بروجًا وزيّنّاها للنّاظرين * وحفظناها من كلّ شيطانٍ رجيمٍ * إلا من استرق السّمع فأتبعه شهابٌ مبينٌ} [الحجر: 16 -18]، إلى غير ذلك من الآيات.
[وقيل: رجيمٌ بمعنى راجمٍ؛ لأنّه يرجم النّاس بالوساوس والرّبائث والأوّل أشهر]). [تفسير ابن كثير: 1/ 114-116]

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 8 رمضان 1435هـ/5-07-2014م, 02:26 PM
لمياء لمياء غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 322
افتراضي

(ك) : إشارة لتفسير ابن كثير في ذات الموضوع

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 10 رمضان 1435هـ/7-07-2014م, 10:27 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لمياء مشاهدة المشاركة
تلخيص للاستعاذة من تفسير ابن عطية وابن كثير
بسم الله الرحمن الرحيم

تفاسير القرن السادس

قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (باب القول في الاستعاذة
قال الله عز وجل: {فإذا قرأت القرآن فاستعذ باللّه من الشّيطان الرّجيم} [النحل: 98].
معناه: إذا أردت أن تقرأ وشرعت، فأوقع الماضي موقع المستقبل لثبوته. وأجمع العلماء على أن قول القارئ: «أعوذ بالله من الشيطان الرجيم» ليس بآية من كتاب الله. وأجمعوا على استحسان ذلك والتزامه في كل قراءة في غير صلاة، واختلفوا في التعوذ في الصلاة،. (ك)

ومعنى الاستعاذة: الاستجارة، والتحيز إلى الشيء على معنى الامتناع به من المكروه، والكلام على المكتوبة يجيء في «بسم الله» فذلك الموضع أولى به. (ك)
وأما الشيطان؛ فاختلف الناس في اشتقاقه، فقال الحذاق: «هو فيعال من شطن إذا بعد لأنه بعد عن الخير ورحمة الله». ومن اللفظة قولهم: نوى شطون، أي: بعيدة. (ك)

قال الأعشى:
نأت بسعاد عنك نوى شطون ....... فبانت والفؤاد بها رهين
ومنه قيل للحبل شطن، لبعد طرفيه وامتداده،
وقال قوم: إن شيطانا مأخوذ من شاط يشيط إذا هاج وأحرق ونحوه، إذ هذه أفعاله، فهو فعلان.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: ويرد على هذه الفرقة أن سيبويه حكى أن العرب تقول تشيطن فلان إذا فعل أفاعيل الشياطين، فهذا بين أنه تفعيل من شطن، ولو كان من شاط لقالوا تشيط.
فهذا شاطن من شطن لا شك فيه

وأما الرجيم؛ فهو فعيل بمعنى مفعول، كقتيل وجريح ونحوه، ومعناه أنه رجم باللعنة، والمقت، وعدم الرحمة.


تفاسير القرن الثامن

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (الكلام على تفسير الاستعاذة
قال اللّه تعالى: {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين * وإمّا ينزغنّك من الشّيطان نزغٌ فاستعذ باللّه إنّه سميعٌ عليمٌ} [الأعراف: 199، 200]، وقال تعالى: {ادفع بالّتي هي أحسن السّيّئة نحن أعلم بما يصفون * وقل ربّ أعوذ بك من همزات الشّياطين * وأعوذ بك ربّ أن يحضرون} [المؤمنون: 96 -98] وقال تعالى: {ادفع بالّتي هي أحسن فإذا الّذي بينك وبينه عداوةٌ كأنّه وليٌّ حميمٌ * وما يلقّاها إلا الّذين صبروا وما يلقّاها إلا ذو حظٍّ عظيمٍ * وإمّا ينزغنّك من الشّيطان نزغٌ فاستعذ باللّه إنّه هو السّميع العليم} [فصّلت: 34 -36].
فهذه ثلاث آياتٍ ليس لهنّ رابعةٌ في معناها، وهو أنّ اللّه يأمر بمصانعة العدوّ الإنسيّ والإحسان إليه، ليردّه عنه طبعه الطّيب الأصل إلى الموادّة والمصافاة، ويأمر بالاستعاذة به من العدوّ الشّيطانيّ لا محالة؛ إذ لا يقبل مصانعةً ولا إحسانًا ولا يبتغي غير هلاك ابن آدم، لشدّة العداوة بينه وبين أبيه آدم من قبل؛ كما قال تعالى: {يا بني آدم لا يفتننّكم الشّيطان كما أخرج أبويكم من الجنّة} [الأعراف: 27] وقال: {إنّ الشّيطان لكم عدوٌّ فاتّخذوه عدوًّا إنّما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السّعير} [فاطرٍ: 6] وقال: {أفتتّخذونه وذرّيّته أولياء من دوني وهم لكم عدوٌّ بئس للظّالمين بدلا} [الكهف: 50]، وقد أقسم للوالد إنّه لمن النّاصحين، وكذب، فكيف معاملته لنا وقد قال: {فبعزّتك لأغوينّهم أجمعين * إلا عبادك منهم المخلصين} [ص: 82، 83]، وقال تعالى: {فإذا قرأت القرآن فاستعذ باللّه من الشّيطان الرّجيم * إنّه ليس له سلطانٌ على الّذين آمنوا وعلى ربّهم يتوكّلون} [النّحل: 98، 99].
قالت طائفةٌ من القرّاء وغيرهم: نتعوّذ بعد القراءة، واعتمدوا على ظاهر سياق الآية، ولدفع الإعجاب بعد فراغ العبادة؛ وممّن ذهب إلى ذلك حمزة فيما ذكره ابن قلوقا عنه، وأبو حاتمٍ السّجستانيّ، حكى ذلك أبو القاسم يوسف بن عليّ بن جبارة الهذليّ المغربيّ في كتاب " الكامل ".
وروي عن أبي هريرة -أيضا-وهو غريب.
[ونقله فخر الدّين محمّد بن عمر الرّازيّ في تفسيره عن ابن سيرين في روايةٍ عنه قال: وهو قول إبراهيم النّخعيّ وداود بن عليٍّ الأصبهانيّ الظّاهريّ، وحكى القرطبيّ عن أبي بكر بن العربيّ عن المجموعة عن مالكٍ، رحمه اللّه تعالى، أنّ القارئ يتعوّذ بعد الفاتحة، واستغربه ابن العربي. وحكى قول ثالث وهو الاستعاذة أوّلًا وآخرًا جمعًا بين الدّليلين نقله فخر الدّين].
والمشهور الّذي عليه الجمهور أنّ الاستعاذة لدفع الوسواس فيها، إنّما تكون قبل التّلاوة، ومعنى الآية عندهم: {فإذا قرأت القرآن فاستعذ باللّه من الشّيطان الرّجيم} [النّحل: 98] أي: إذا أردت القراءة، كقوله: {إذا قمتم إلى الصّلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم} الآية [المائدة: 6] أي: إذا أردتم القيام.
والدّليل على ذلك الأحاديث عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم
عن أبي سعيدٍ الخدريّ، قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم إذا قام من اللّيل فاستفتح صلاته وكبّر قال: «سبحانك اللّهمّ وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدّك، ولا إله غيرك». ويقول: «لا إله إلّا اللّه» ثلاثًا، ثمّ يقول: «أعوذ باللّه السّميع العليم، من الشّيطان الرّجيم، من همزه ونفخه ونفثه».
وقد رواه أهل السّنن الأربعة من رواية جعفر بن سليمان، عن عليّ بن عليٍّ، وهو الرّفاعيّ، وقال التّرمذيّ: هو أشهر حديثٍ في هذا الباب. وقد فسر الهمز بالموتة وهي الخنق، والنّفخ بالكبر، والنّفث بالشّعر. كما رواه أبو داود وابن ماجه من حديث شعبة، عن عمرو بن مرّة، عن عاصمٍ العنزيّ، عن نافع بن جبير بن مطعمٍ، عن أبيه قال: رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حين دخل في الصّلاة، قال: «اللّه أكبر كبيرًا، ثلاثًا، الحمد للّه كثيرًا، ثلاثًا، سبحان اللّه بكرةً وأصيلًا ثلاثًا، اللّهمّ إنّي أعوذ بك من الشّيطان من همزه ونفخه ونفثه».
قال عمرٌو: «وهمزه: الموتة، ونفخه: الكبر، ونفثه: الشّعر».
وقال ابن ماجه: حدّثنا عليّ بن المنذر، حدّثنا ابن فضيل، حدّثنا عطاء بن السّائب، عن أبي عبد الرّحمن السّلميّ، عن ابن مسعودٍ عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «اللّهمّ إنّي أعوذ بك من الشّيطان الرّجيم، وهمزه ونفخه ونفثه».
قال: «همزه: الموتة، ونفثه: الشّعر، ونفخه: الكبر».
وقال الإمام أحمد: حدّثنا إسحاق بن يوسف، حدّثنا شريكٌ، عن يعلى بن عطاءٍ، عن رجلٍ حدّثه: أنّه سمع أبا أمامة الباهليّ يقول: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إذا قام إلى الصّلاة كبّر ثلاثًا، ثمّ قال: «لا إله إلّا اللّه» ثلاث مرّاتٍ، و «سبحان اللّه وبحمده»، ثلاث مرّاتٍ. ثمّ قال: «أعوذ باللّه من الشّيطان الرّجيم، من همزه ونفخه ونفثه».

قال البخاريّ: حدّثنا عثمان بن أبي شيبة، حدّثنا جريرٌ، عن الأعمش، عن عديّ بن ثابتٍ، قال: قال سليمان بن صرد: استبّ رجلان عند النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، ونحن عنده جلوسٌ، فأحدهما يسبّ صاحبه مغضبًا قد احمرّ وجهه، فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّي لأعلم كلمةً لو قالها لذهب عنه ما يجد، لو قال: أعوذ باللّه من الشّيطان الرّجيم» فقالوا للرّجل: ألا تسمع ما يقول رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم؟!، قال: إنّي لست بمجنونٍ.
وقد رواه -أيضًا-مع مسلمٍ، وأبي داود، والنّسائيّ، من طرقٍ متعدّدةٍ، عن الأعمش، به.
وقد جاء في الاستعاذة أحاديث كثيرةٌ يطول ذكرها هاهنا، وموطنها كتاب الأذكار وفضائل الأعمال، واللّه أعلم. وقد روي أنّ جبريل عليه السّلام، أوّل ما نزل بالقرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره بالاستعاذة، كما قال الإمام أبو جعفر بن جريرٍ: حدّثنا أبو كريب، حدّثنا عثمان بن سعيدٍ، حدّثنا بشر بن عمارة، حدّثنا أبو روقٍ، عن الضّحّاك، عن عبد اللّه بن عبّاسٍ، قال: أوّل ما نزل جبريل على محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم قال:«يا محمّد، استعذ». قال: «أستعيذ باللّه السّميع العليم من الشّيطان الرّجيم» ثمّ قال: «قل: بسم اللّه الرّحمن الرّحيم». ثمّ قال: «{اقرأ باسم ربّك الّذي خلق}»،
قال عبد اللّه: «وهي أوّل سورةٍ أنزلها اللّه على محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم، بلسان جبريل». وهذا الأثر غريبٌ، وإنّما ذكرناه ليعرف، فإنّ في إسناده ضعفًا وانقطاعًا، واللّه أعلم.
مسألةٌ: وجمهور العلماء على أنّ الاستعاذة مستحبّةٌ ليست بمتحتّمةٍ يأثم تاركها، وحكى فخر الدّين عن عطاء بن أبي رباحٍ وجوبها في الصّلاة وخارجها كلّما أراد القراءة قال: وقال ابن سيرين: إذا تعوّذ مرّةً واحدةً في عمره فقد كفى في إسقاط الوجوب، واحتجّ فخر الدّين لعطاءٍ بظاهر الآية: {فاستعذ} وهو أمرٌ ظاهره الوجوب وبمواظبة النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم عليها، ولأنّها تدرأ شرّ الشّيطان وما لا يتمّ الواجب إلّا به فهو واجبٌ، ولأنّ الاستعاذة أحوط وهو أحد مسالك الوجوب. وقال بعضهم: كانت واجبةٌ على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم دون أمّته، وحكي عن مالكٍ أنّه لا يتعوّذ في المكتوبة ويتعوّذ لقيام شهر رمضان في أوّل ليلةٍ منه.

مسألةٌ: وقال الشافعي في الإملاء، يجهر بالتعوذ، وإن أسرّ فلا يضرّ، وقال في الأمّ بالتّخيير لأنّه أسرّ ابن عمر وجهر أبو هريرة، واختلف قول الشّافعيّ فيما عدا الرّكعة الأولى: هل يستحبّ التّعوّذ فيها؟ على قولين، ورجّح عدم الاستحباب، واللّه أعلم. فإذا قال المستعيذ: أعوذ باللّه من الشّيطان الرّجيم كفى ذلك عند الشّافعيّ وأبي حنيفة وزاد بعضهم: أعوذ باللّه السّميع العليم، وقال آخرون: بل يقول: أعوذ باللّه من الشّيطان الرّجيم إنّ اللّه هو السّميع العليم، قاله الثّوريّ والأوزاعيّ وحكي عن بعضهم أنّه يقول: أستعيذ باللّه من الشّيطان الرّجيم لمطابقة أمر الآية ولحديث الضّحّاك عن ابن عبّاسٍ المذكور، والأحاديث الصّحيحة، كما تقدّم، أولى بالاتّباع من هذا، واللّه أعلم

ومن لطائف الاستعاذة؛
أنّها طهارةٌ للفم ممّا كان يتعاطاه من اللّغو والرّفث،
وتطييبٌ له وتهيّؤٌ لتلاوة كلام اللّه
وهي استعانةٌ باللّه واعترافٌ له بالقدرة وللعبد بالضّعف والعجز عن مقاومة هذا العدوّ المبين الباطنيّ الّذي لا يقدر على منعه ودفعه إلّا اللّه الّذي خلقه،

الفرق بين شيطان الإنس وشيطان الجن:
قال ابن كثير -رحمه الله-
ولا يقبل مصانعةً، ولا يدارى بالإحسان، بخلاف العدوّ من نوع الإنسان كما دلّت على ذلك آيات القرآن في ثلاثٍ من المثاني، وقال تعالى: {إنّ عبادي ليس لك عليهم سلطانٌ وكفى بربّك وكيلا} [الإسراء: 65]، وقد نزلت الملائكة لمقاتلة العدوّ البشريّ يوم بدرٍ، ومن قتله العدوّ البشريّ كان شهيدًا، ومن قتله العدوّ الباطنيّ كان طريدًا، ومن غلبه العدوّ الظّاهر كان مأجورًا، ومن قهره العدوّ الباطن كان مفتونًا أو موزورًا،

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (فصلٌ معنى الاستعاذة
ومعنى أعوذ باللّه من الشّيطان الرّجيم، أي: أستجير بجناب اللّه من الشّيطان الرّجيم أن يضرّني في ديني أو دنياي، أو يصدّني عن فعل ما أمرت به، أو يحثّني على فعل ما نهيت عنه؛ فإنّ الشّيطان لا يكفّه عن الإنسان إلّا اللّه؛ ولهذا أمر اللّه تعالى بمصانعة شيطان الإنس ومداراته بإسداء الجميل إليه، ليردّه طبعه عمّا هو فيه من الأذى، وأمر بالاستعاذة به من شيطان الجنّ لأنّه لا يقبل رشوةً ولا يؤثّر فيه جميلٌ؛ لأنّه شرّيرٌ بالطّبع ولا يكفّه عنك إلّا الّذي خلقه، وهذا المعنى في ثلاث آياتٍ من القرآن لا أعلم لهنّ رابعةً، قوله في الأعراف: {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين} [الأعراف: 199]، فهذا فيما يتعلّق بمعاملة الأعداء من البشر، ثمّ قال: {وإمّا ينزغنّك من الشّيطان نزغٌ فاستعذ باللّه إنّه سميعٌ عليمٌ} [الأعراف: 200]، وقال تعالى في سورة " قد أفلح المؤمنون ": {ادفع بالّتي هي أحسن السّيّئة نحن أعلم بما يصفون * وقل ربّ أعوذ بك من همزات الشّياطين * وأعوذ بك ربّ أن يحضرون} [المؤمنون: 96 -98]، وقال تعالى في سورة " حم السّجدة ": {ولا تستوي الحسنة ولا السّيّئة ادفع بالّتي هي أحسن فإذا الّذي بينك وبينه عداوةٌ كأنّه وليٌّ حميمٌ * وما يلقّاها إلا الّذين صبروا وما يلقّاها إلا ذو حظٍّ عظيمٍ * وإمّا ينزغنّك من الشّيطان نزغٌ فاستعذ باللّه إنّه هو السّميع العليم} [فصّلت: 34 -36].

والشيطان في لغة العرب مشتقٌّ من شطن إذا بعد، فهو بعيدٌ بطبعه عن طباع البشر، وبعيدٌ بفسقه عن كلّ خيرٍ، وقيل: مشتقٌّ من شاط لأنّه مخلوقٌ من نارٍ، ومنهم من يقول: كلاهما صحيحٌ في المعنى، ولكنّ الأوّل أصحّ، وعليه يدلّ كلام العرب؛ قال أميّة بن أبي الصّلت في ذكر ما أوتي سليمان، عليه السّلام
أيّما شاطنٍ عصاه عكاه ...... ثمّ يلقى في السّجن والأغلال
فقال: أيّما شاطنٍ، ولم يقل: أيّما شائطٍ.

وقال النّابغة الذّبيانيّ -وهو: زياد بن عمرو بن معاوية بن جابر بن ضباب بن يربوع بن مرّة بن سعد بن ذبيان-:
نأت بسعادٍ عنك نوًى شطون ...... فبانت والفؤاد بها رهين
يقول: بعدت بها طريقٌ بعيدةٌ.

[وقال سيبويه: العرب تقول: تشيطن فلانٌ إذا فعل فعل الشّيطان ولو كان من شاط لقالوا: تشيّط]. والشّيطان مشتقٌّ من البعد على الصّحيح؛ ولهذا يسمّون كلّ ما تمرّد من جنّيٍّ وإنسيٍّ وحيوانٍ شيطانًا، قال اللّه تعالى: {وكذلك جعلنا لكلّ نبيٍّ عدوًّا شياطين الإنس والجنّ يوحي بعضهم إلى بعضٍ زخرف القول غرورًا} [الأنعام: 112].
وفي مسند الإمام أحمد، عن أبي ذرٍّ، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «يا أبا ذرٍّ، تعوّذ باللّه من شياطين الإنس والجنّ»، فقلت: أو للإنس شياطين؟ قال: «نعم».
وفي صحيح مسلمٍ عن أبي ذرٍّ -أيضًا-قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «يقطع الصّلاة المرأة والحمار والكلب الأسود». فقلت: يا رسول اللّه، ما بال الكلب الأسود من الأحمر والأصفر؟ فقال: «الكلب الأسود شيطانٌ».
وقال ابن وهبٍ: أخبرني هشام بن سعدٍ، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، أنّ عمر بن الخطّاب، رضي اللّه عنه، ركب برذونًا، فجعل يتبختر به، فجعل لا يضربه فلا يزداد إلّا تبخترًا، فنزل عنه، وقال: «ما حملتموني إلّا على شيطانٍ، ما نزلت عنه حتّى أنكرت نفسي». إسناده صحيحٌ.
والرّجيم: فعيلٌ بمعنى مفعولٍ، أي: أنّه مرجومٌ مطرودٌ عن الخير كلّه، كما قال تعالى: {ولقد زيّنّا السّماء الدّنيا بمصابيح وجعلناها رجومًا للشّياطين} [الملك: 5]، وقال تعالى: {إنّا زيّنّا السّماء الدّنيا بزينةٍ الكواكب * وحفظًا من كلّ شيطانٍ ماردٍ * لا يسّمّعون إلى الملإ الأعلى ويقذفون من كلّ جانبٍ * دحورًا ولهم عذابٌ واصبٌ * إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهابٌ ثاقبٌ} [الصّافّات: 6 -10]، وقال تعالى: {ولقد جعلنا في السّماء بروجًا وزيّنّاها للنّاظرين * وحفظناها من كلّ شيطانٍ رجيمٍ * إلا من استرق السّمع فأتبعه شهابٌ مبينٌ} [الحجر: 16 -18]، إلى غير ذلك من الآيات.
[وقيل: رجيمٌ بمعنى راجمٍ؛ لأنّه يرجم النّاس بالوساوس والرّبائث والأوّل أشهر]). [تفسير ابن كثير: 1/ 114-116]
اطلعت على تلخيصك بارك الله فيك ونفع بك، وأودّ أن تبرزي أسماء المسائل التفسيرية أولاً، وتميّزيها بلون ظاهر، ثم تذكري تحت اسم كل مسألة خلاصة ما درستيه فيها بما يتلخّص لك فهمه، ولا تنقلي كلام المفسّر كاملاً ؛ فإنّ هذا سيطول عليك ملخصك، ولا يعدّ تلخيصاً في حقيقة الأمر لأنه نقل الكلام بنصه، والمطلوب هو ذكر خلاصة القول في كل مسألة ولا بأس بذكر بعض ألفاظ المفسّر لكن يقتصر على ما يفي بالغرض دون تطويل.

والترتيب هنا يراعى فيه منهجية التعلم وليس الترتيب التاريخي؛ وإلا فإن الزجاج متقدّم عليهما، والأفضل من حيث التعلم والدراسة البدء بتفسير ابن كثير واعتماده أصلاً ثم ذكر الفوائد الإضافية من التفسيرين الآخرين.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 26 ذو القعدة 1435هـ/20-09-2014م, 01:08 PM
لمياء لمياء غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 322
افتراضي تلخيص الآيات من 23 : 25 من سورة البقرة

تلخيص درس الآية 23 : 25 من سورة البقرة

بسم الله الرحمن الرحيم
( {وإن كنتم في ريبٍ ممّا نزّلنا على عبدنا فأتوا بسورةٍ من مثله وادعوا شهداءكم من دون اللّه إن كنتم صادقين (23) فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتّقوا النّار الّتي وقودها النّاس والحجارة أعدّت للكافرين (24) }

المسائل :
1- تقرير نبوة محمد صلى الله عليه وسلم بعد تقرير التوحيد فيما سبق من الآيات
لقوله تعالى "مما نزلنا على عبدنا" فهذا تقرير بالنبوة

2- تحدي الله عز وجل للمشركين والمنافقين أن يأتوا بمثل القرآن في الآيات المكية والمدنية
منها هذه الآية وهي مدنية ومنها قوله تعالى "فأتوا بعشر سور مثله مفتريات" في سورة هود وهي مكية وغيرها من آيات التحدي التي نزلت بمكة والمدينة فهذا إعجاز لإقامة الحجة علي العرب جميعاً وعلى غيرهم من الناس لأن العرب وهم الفصحاء البلغاء عجزوا عن الإتيان بمثل القرآن

3- معنى شهداءكم في الآية
قيل شركاءكم وقيل آلهتكم وقيل كهنتكم وقيل قوم آخرين يشهدون لكم بذلك وقيل حكماء فصحاء

4- على من تعود هاء الضمير في قوله تعالى "من مثله"
قيل تعود على النبي محمد صلى الله عليه وسلم أي بأمي مثله أو التقدير من كاهن أو شاعر مثله بزعمكم
وقيل عائدة على القرآن وهو الأرجح والله إعلم

5- أوجه إعجاز القرآن في الآية الكريمة
أوجه الإعجاز في القرآن ظاهرة وخفية من جهة اللفظ والمعنى :
فمثلاً لا يمل سامعه ولا قارئه من كثرة التكرار والمداومة بل يزيده ذلك من الإحساس بحلاوته والتفكر بمعانيه
نفي التأبيد بلن هو أيضاً معجز لأنه لم يستطع أحد إلى يومنا هذا أن يأتي بمثله وأنى له ذلك فكيف يشبه كلام الخالق كلام المخلوقين
أنه صدقٌ في الأخبار عدلٌ في الأحكام كله حقٌّ وصدقٌ وعدلٌ وهدًى ليس فيه مجازفةٌ ولا كذبٌ ولا افتراء، كما يوجد في أشعار العرب وغيرهم من الأكاذيب والمجازفات الّتي لا يحسن شعرهم إلّا بها
وغير ذلك من الإعجاز في فنون كثيرة لا تعد ولا تحصى

6- قول أهل السنة وقول المعتزلة في إعجاز القرآن
أهل السنة يقولون بإعجاز القرآن في عدم قدرة العرب الفصحاء البلغاء عن معارضة القرآن أو الإتيان بمثله وهو الحق
أما المعتزلة قيقولون بقدرة العرب الفصحاء على معارضة القرآن ولكنهم صرفوا عنه أي أن الله تعالى صرفهم عن معارضته أو الإتيان بمثله ولولا صرف الله لهم عن معارضته لاستطاعوا أن يعارضوه أو يأتوا بمثله وهذا قول باطل ولا شك


تفسير قوله تعالى: {فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (24)}

المسائل :
1- إقامة الحجة على المشركين في الآية
قيل لهم هذا بعد أن ثبت عليهم أمر التوحيد وأمر النبي صلى الله عليه وسلم، فوعدوا بالعذاب إن لم يؤمنوا بعد ثبوت الحجة عليهم. (الزجاج)

2- معنى الوقود
الوقود هو: الحطب، وكل ما أوقد به فهو: وقود. (الزجاج)

3- المراد بالحجارة في الآية الكريمة
- روي عن ابن مسعود في الحجارة أنها حجارة الكبريت وخصت بذلك لأنها تزيد على جميع الأحجار بخمسة أنواع من العذاب: سرعة الاتقاد، ونتن الرائحة، وكثرة الدخان، وشدة الالتصاق بالأبدان، وقوة حرها إذا حميت. (ابن عطية)
- والمراد بالحجارة هاهنا: هي حجارة الكبريت العظيمة السّوداء الصّلبة المنتنة، وهي أشدّ الأحجار حرًّا إذا حميت، أجارنا اللّه منها. (ابن كثير)
- وقيل الحجارة هي الأصنام التي عبدوها
والصحيح ما رجحه ابن كثير وابن عطية وهو أنها حجارة الكبريت

4- معنى أعدت وعلام يعود الضمير فيها
أعدت أي هيئت وأرصدت وحصلت للكافرين جميعاً
و الأظهر أنّ الضّمير في {أعدّت} عائدٌ إلى النّار الّتي وقودها النّاس والحجارة، ويحتمل عوده على الحجارة، كما قال ابن مسعودٍ، ولا منافاة بين القولين في المعنى؛ لأنّهما متلازمان.

5- استدلال العلماء على وجود النار من الكتاب والسنة
وقد استدلّ كثيرٌ من أئمّة السّنّة بهذه الآية على أنّ النّار موجودةٌ الآن لقوله: {أعدّت} أي: أرصدت وهيّئت وقد وردت أحاديث كثيرةٌ في ذلك منها: «تحاجّت الجنّة والنّار». ومنها: «استأذنت النّار ربّها فقالت: ربّ أكل بعضي بعضًا فأذن لها بنفسين نفسٌ في الشّتاء ونفسٌ في الصّيف»، وحديث ابن مسعودٍ سمعنا وجبةً فقلنا ما هذه؟ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «هذا حجرٌ ألقي به من شفير جهنّم منذ سبعين سنةً الآن وصل إلى قعرها». وهو عند مسلمٍ وحديث صلاة الكسوف وليلة الإسراء وغير ذلك من الأحاديث المتواترة في هذا المعنى وقد خالفت المعتزلة بجهلهم في هذا

6- القول في القدر المعجز من القرآن
الصحيح أنه يعم قصار السور وطوالها لأنه نكرة في سياق الشرط فقال تعالى بسورة من مثله وهذا يعم أي سورة طويلة كانت أم طويلة ومما يعضد ذلك ما روي عن عمرو بن العاص رضي الله عنه حينما ورد على مسيلمة الكذاب وحدثه بسورة العصر فحاول الكذاب أن يأتي بمثلها فعجز وبلغ عجزه حد مهين فقال له عمرو والله إنك لتعلم أني أعلم أنك تكذب
بخلاف ماحكاه الرازي عن أن الإتيان بمثل سورة الكوثر أو العصر غير ممتنع ولا مستحيل فلم يستطع أحد قديماً وحديثاً الإتيان بمثل القرآن ولو بآية واحدة محكمة اللفظ والمعنى والبيان والله أعلم


( {وبشّر الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات أنّ لهم جنّاتٍ تجري من تحتها الأنهار كلّما رزقوا منها من ثمرةٍ رزقًا قالوا هذا الّذي رزقنا من قبل وأتوا به متشابهًا ولهم فيها أزواجٌ مطهّرةٌ وهم فيها خالدون (25) }

المسائل :
1- علاقة الآية بما قبلها
- لمّا ذكر تعالى ما أعدّه لأعدائه من الأشقياء الكافرين به وبرسله من العذاب والنّكال، عطف بذكر حال أوليائه من السّعداء المؤمنين به وبرسله، الّذين صدّقوا إيمانهم بأعمالهم الصّالحة، وهذا معنى تسمية القرآن "مثاني" على أصحّ أقوال العلماء. (ك)
- ذكر ذلك للمؤمنين، وما أعد لهم جزاء لتصديقهم، بعد أن ذكر لهم جزاء الكافرين (ج)

2- معنى " تجري من تحتها الأنهار "
أي: من تحت أشجارها وغرفها
وقد جاء في الحديث أن أنهارها تجري من غير أخدود سبحان الله

3- معنى قوله تعالى " قالوا هذا الّذي رزقنا من قبل "
- قيل معناه إنّهم أتوا بالثّمرة في الجنّة، فلمّا نظروا إليها قالوا: هذا الّذي رزقنا من قبل في الدنيا
- وقيل معناه معناه: مثل الّذي كان بالأمس
- وقيل معناه : «يؤتى أحدهم بالصّحفة من الشّيء، فيأكل منها ثمّ يؤتى بأخرى فيقول: هذا الّذي أوتينا به من قبل. فتقول الملائكة: كل، فاللّون واحدٌ، والطّعم مختلفٌ».

4- أقوال المفسرين في قوله تعالى "وأتوا به متشابهًا"
- قيل : يشبه بعضه بعضًا، ويختلف في الطّعم
- وقيل :يشبه ثمر الدّنيا، غير أنّ ثمر الجنّة أطيب
قال ابن عباس لا يوجد في الجنة مما في الدنيا إلا الأسماء

5- معنى قوله تعالى "ولهم فيها أزواجٌ مطهّرةٌ"
- قيل من الحيض والغائط والبول والنّخام والبزاق والمنيّ والولد
- وقيل مطهّرةٌ من الأذى والمأثم
- وقيل المطهّرة الّتي لا تحيض
- وقيل أنهن لا يحتجن إلى ما يحتاج إليه نساء أهل الدنيا من الأكل والشرب ولا يحضن، ولا يحتجن إلى ما يتطهر منه، وهن على هذا طاهرات طهارة الأخلاق والعفة، فـ"مطهرة" تجمع الطهارة كلها؛ لأن "مطهرة" أبلغ في الكلام من "طاهرة"، ولأن "مطهرة" إنما يكون للكثير. (ج)
والصحيح الجمع بين ذلك كله حيث لا يتنافى مع بعضه البعض والله أعلم

6- معنى قوله تعالى "وهم فيها خالدون"
- هذا هو تمام السّعادة، فإنّهم مع هذا النّعيم في مقامٍ أمينٍ من الموت والانقطاع فلا آخر له ولا انقضاء (ك)
- والخلود الدوام في الحياة أو الملك ونحوه وخلد بالمكان إذا استمرت إقامته فيه، ويقال لطول الإقامة مجازاً خلود ولكن المقصود في الآية الخلود الحقيقي الأبدي . (ط)

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 26 ذو القعدة 1435هـ/20-09-2014م, 05:08 PM
لمياء لمياء غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 322
افتراضي الفوائد السلوكية للآيات من 40 : 43 من سورة البقرة

الفوائد السلوكية للآيات من 40 : 43 من سورة البقرة

بسم الله الرحمن الرحيم
تفسير قوله تعالى: {يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (40) وَآَمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآَيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ (41) وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (42) وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ (43) }

الفوائد السلوكية :
1- تذكر نعمة الله تعالى على العبد تعينه على أداء شكرها والصبر على الابتلاء فنعم الله على العباد لا تعد ولا تحصى ويجحدها إلا جاحد كافر بأنعم الله
2- توحيد الله عز وجل هي عماد كل طاعة قلبية أو عملية وهي حق الله على عباده ألا يشركوا به شيئاً وهو عهد الله وميثاقه الغليظ
3- زكاة العلم توجب للعالم البركة والنفع بعلمه في الدنيا قبل الآخرة وعلى العكس كتمانه والبخل به من دواعي الانتكاس والافتتان
4- الرهبة من الله لها وقع عظيم في النفس فهي الداعي الأول لعدم الاقتراب من محارمه وهي الداعي الأول للنشاط في العبادة
5- العالم الرباني لا يتراخى في قول الحق ولا يأخذه في الله لومة لائم لما أعطاه الله من العلم ومن اليقين والبصيرة التي يبصر بها هول الوقوف أمام الله عز وجل في يوم لا تنفع نفس نفساً شيئاً
6- الدنيا لا تساوي عند الله جناح بعوضة فيجب على العباد وخاصةً العلماء منهم التقليل منها والزهد فيها رغبة فيما عند الله وما عند الله خيرٌ وأبقى
7- تعليم العلم عمل جليل لا يساويه شيئ فليس من المقبول التكسب به والاستكثار من الدنيا بالعلم فتلك تجارة مغبونٌ صاحبها
8- أهل الباطل غالباً ما يقدمون باطلهم ملبوساً ومخلوطاً بالحق حتى يلبسوا على الناس دينهم فهو كالسم في العسل وهي من الفتن التي لا ينجو منها إلا ذووا البصيرة والقلب السليم
9- من أشد القبح من يلبس على الناس دينهم وهو يعلم يقيناً بفساد منهجه وعقيدته
10- إقامة الصلاة والخشوع فيها من أهم أسباب الثبات على الحق والنجاة من الفتن والقرب من الله جل وعلا
11- مصاحبة الصالحين والعباد أيضاً من أسباب الثبات في زمان المحن والفتن والاستمساك بالحق والإعانة على الطاعات في أوقات القابض على دينه فيا كالقابض على جمرة من النار
12- الجماعة هي القوة والعزة للمسلمين والفرقة ضعف وتشتت ومن شذ فإنما يشذ في النار أعاذنا الله منها
13- صلاة الجماعة من الأمور التي شدد عليها الشارع ولم يستثني منها إلا بعض الحالات المحددة شرعاً
هذا والله تعالى أعلى وأعلم

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 26 محرم 1436هـ/18-11-2014م, 09:57 PM
لمياء لمياء غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 322
افتراضي إجابة أسئلة محاضرة فضل علم التفسير وحاجة الأمة إليه

إجابة أسئلة محاضرة فضل علم التفسير وحاجة الأمة إليه

1: اذكر ثلاثًا من فضائل تعلم التفسير ؟
1- علم التفسير يعين على فهم كلام الله عز وجل ومعرفة مراده كما أن فهم القرآن يفتح لطالب العلم أبواباً من العلم يغفل عنها غيره.

2- الاشتغال بالتفسير اشتغال بأفضل الكلام وأحسنه وأعظمه بركة، وهو كلام الله جل وعلا، ولا يزال العبد ينهل من هذا العلم ويستزيد منه حتى يجد بركته في نفسه وأهله وماله {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب}
وقد روي أن فضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على خلقه.

3- أنه يدل صاحبه على ما يعتصم به من الضلالة وقد قال الله تعالى: {ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم} ، وقال تعالى: {فأما الذين آمنوا بالله واعتصموا به فسيدخلهم في رحمة منه وفضل ويهديهم إليه صراطاً مستقيما}
وقد بين الله تعالى في كتابه كيف يكون الاعتصام به، والمفسر من أحسن الناس علماً بما يكون به الاعتصام بالله.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم في أعظم خطبة في الإسلام في أشرف جمع على كان وجه الأرض وذلك في خطبته في حجة الوداع قال: « وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به كتاب الله. وأنتم تسألون عنى فما أنتم قائلون »
فمن اعتصم بكتاب الله وفهم معانيه فلن يضل بإذن الله .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
2: بين بالدليل حاجة الأمة إلى فهم القرآن ؟
1- مجاهدة الكفار بالقرآن ولا يتأتى ذلك إلا بفهم معانيه، وحاجة الأمة إلى مجاهدة الكفار بالقرآن حاجة عظيمة لأنه يندفع بهذه المجاهدة عن الأمة شرور كثيرة جداً.
وقد قال الله تعالى: {فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهاداً كبيراً}.
وأن يحذروا مما حذرهم الله منه وتوعد عليه المخالفين بالعذاب الأليم والعقوبات الشديدة ، وقد قال الله تعالى: {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}

2- معرفة صفات المنافقين وعلاماتهم وحيلهم وكيف تكون معاملتهم حاجة ماسة، لأنهم يضلون من يستمع لهم ويعجبه كلامهم الذي يظهرونه ويبطنون مقاصد سيئة خبيثة، وقد حذر الله نبيه منهم فقال: {هم العدو فاحذرهم} ، وأنزل في شأنهم آيات كثيرة لعظم خطرهم، فمن لم يحذر مما حذر الله منه، ولم يتدبر الآيات التي بين الله بها أحوال المنافقين وأرشدنا إلى ما نعاملهم به فإنه يقع في أخطار وضلالات كثيرة.

3- إذا كثرت الفتن وانتشرت بين الناس كان فهم القرآن منجاة لطالب العلم من تلك الفتن كما قال الله تعالى: {وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولى الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم}.
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
3: كيف يستفيد الداعية وطالب العلم من علم التفسير في الدعوةِ إلى الله تعالى
لابد لكل من اشتغل بالدعوة إلى الله وخاصة في هذا الزمان حيث كثرة الشبهات أن يكون له دراية وعلم بالتفسير لكثرة الشبهات التي قد تعرض عليه من العامة فكيف يجيب عليها ويردها بالدليل من الكتاب والسنة إلا بفهم معاني القرآن ودراسة علم التفسير .
- كذلك قد يكون طالب العلم في مجتمع تفشو فيه فتنة من الفتن أو منكر من المنكرات فيتعلم من كتاب الله ما يعرف به الهدى ويدعو به من حوله لعلهم يهتدون.
- وكذلك المرأة في المحيط النسائي قد تبصر ما لا يبصره كثير من الرجال أو لا يعرفون قدره من أنواع المنكرات والفتن التي افتتن به كثير من النساء فتتعلم طالبة العلم كيف تدعو بالقرآن في محيطها النسائي، وكيف تكشف زيف الباطل، وتنصر الحق، وتعظ من في إيمانها ضعف وفي قلبها مرض.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 28 محرم 1436هـ/20-11-2014م, 07:03 PM
لمياء لمياء غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 322
افتراضي حل أسئلة اللقاء العلمي عن تفسير ابن كثير -رحمه الله-

إجابة أسئلة اللقاء العلمي الأول عن تفسير ابن كثير -رحمه الله-

س1: بيّن خصائص تفسير ابن كثير.
من أهم خصائص تفسير ابن كثير -رحمه الله- :
1: التنبيه على الإسرائيليّات.
2: المعرفة الواسعة بفنون الحديث وأحوال الرجال.
3: شدّة العناية بتفسير القرآن بالقرآن.
4: حسن البيان وعدم التعقيد، وعدم التشعب في المسائل.

س2: بيّن باختصار أهم مصادر ابن كثير من دواوين السنّة ومن كتب التفسير ومن كتب اللغة.
- مصادر ابن كثير من كتب التفسير:
1- نقل ابن كثير -رحمه الله- عمن سبقه من المفسرين وعلى رأسهم محمد بن جرير الطبري
2- وعن ابن أبي حاتم
3- ومن تفسير الرازي وينقده أحياناً لأن الرازي صاحب علم كلام
4- ومن الكشاف أحياناً وقد ينقل عنه لينتقده نقداً
5- تفسير ابن مردويه وتفسير وكيع وهي من التفاسير الغير موجودة الآن وذلك من مآثر ابن كثير
6- تفسير القرطبي
7- تفسير ابن عطية
8- تفسير الماوردي
9- الهداية في التفسير لمكي بن أبي طالب

- مصادر ابن كثير من دواوين السنة :
أما مصادره من دواوين السنة: لاشك أنها الأمهات الست، وكأنه استظهر مسند الإمام أحمد، فكثيرا ما يذكره ويقدّمه في الذكر قبل الصحيحين.

- مصادر ابن كثير من كتب اللغة :
ومصادر ابن كثير في اللغة: (إعراب القرآن) للنحّاس، و (الزّاهر) لابن الأنباري، و (الصحاح) لأبي نصر الجوهري، ويكثر من الأخذ عنه، و (معاني القرآن) لابن الزجاج.

س3: بيّن منهج ابن كثير في إيراد الإسرائيليات.
منهج ابن كثير في الإسرائيليات على شكلين :
أولا: الإعراض عنها؛ فيترك من الإسرائيليات ما أورده غيره إعراضا عنها دون إشارة إليها ومثاله : الحديث الطويل المروي عن أبي بن كعب في فضائل القرآن سورة سورة،

الثاني: الإيراد، وما أورده الحافظ ابن كثير من الإسرائيليات، له منه ثلاثة مواقف:
1- النقد العام الإجمالي ومثاله : تفسيره لقوله تعالى: {وهل أتاك نبأ الخصم إذ تسوّروا المحراب} يقول ابن كثير: قد ذكر المفسّرون هاهنا قصة أكثرها مأخوذ من الإسرائيليات، ولم يثبت فيها عن المعصوم حديث يجب اتباعه، ولكن روى ابن أبي حاتم حديث لا يصحّ سنده –انظر كيف التعامل-، وهو في قصة داود عليه السلام، ثم قال ابن كثير: القرآن حقّ، وما ورد فيه حق .
2- النقد الخاص التفصيلي ومثاله في قوله تعالى: {وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة} ذكر قصة بني إسرائيل عند طلبهم للبقرة التي وصف الله لهم، وأنهم وجدوها عند رجل كان من أبرّ الناس بأبيه، قالوا هذه السياقات عن عبيدة، وأبي العالية، والسديّ .
3- السكوت وعدم النقد ومثاله :؛ لما يذكر بعض الإسرائيليات ولا ينقدها؛ مثل طول آدم عليه السلام، كم كان طوله، في قوله تعالى: {وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا} قال: وضع الله تعالى البيت مع آدم، أهبط الله آدم إلى الأرض، وكان مهبطه بأرض الهند، وكان رأسه في السماء ورجلاه في الأرض، فكانت الملائكة تهابه، إلى آخره.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 30 محرم 1436هـ/22-11-2014م, 10:15 AM
لمياء لمياء غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 322
افتراضي

إجابة أسئلة محاضرة الفهرسة العلمية

س1: ملاك العلم بثلاثة أمور، اذكرها مع بيان أهميّة كل أمر وبم يتحقّق.
ملاك العلم بثلاثة أمور:
1: حسن الفهم : لأن طالب العلم إذا ضبط أصول العلم الذي يدرسه وعرف قواعده، وكيف تُبحث مسائله، وعرف أئمّة ذلك العلم وقرأ بعض كتبهم وعرف مناهجهم وشيئا من سيرهم وأخبارهم فإنّه يزداد بصيرة بذلك العلم، ويكون أقرب إلى النجاة من فتن الشبهات التي تثار في ذلك العلم إذا سلم من اتّباع الهوى.
- ويتحقق حسن الفهم بأمور أهمها :
1- أن تكون دراسة طالب العلم على منهج صحيح يراعى فيه التدرّج العلمي ومناسبته لحال الطالب . 2- ضبط أصول العلم الذي يدرسه .
3- أن تكون دراسته تحت إشراف علمي من عالم أو طالب علم متمكّن ليرشده إلى ما ينفعه ويجيب على ما يشكل عليه من الأسئلة .

2: قوة الحفظ : قال ابن أبي حاتم سألته [أي البخاري]: هل من دواء يشربه الرجل، فينتفع به للحفظ ؟ فقال: لا أعلم، ثم أقبل علي، وقال: (لا أعلم شيئا أنفعَ للحفظ من نهمة الرجل، ومداومة النظر).
وبمثل هذه النهمة وإدامة النظر يحصل للدارس قوّة الحفظ بإذن الله تعالى بلا كدّ ذهني.
- ويتحقق بما يلي :
1- تنظيم الدراسة
2- ومداومة النظر
3- وكثرة التكرار
4- وأن يكون للطالب أصل مختصر في العلم الذي يدرسه إما أن ينتقي كتاباً مختصراً أو يتّخذ لنفسه ملخّصاً جامعاً يدمن النظر فيه حتى ترسخ مسائله في قلبه.

3: سَعَة الاطلاع :
وتحصيل سعة الاطلاع إذا حاوله الطالب بجهد فردي قد يكون شاقاً عسراً، وقد لا يحصل له إلا بمعاناة القراءة الكثيرة سنوات عديدة ، كما فعل ذلك بعض العلماء.

***********************************************
س2: بين أهمية الفهرسة العلمية لطالب العلم.
أهمية الفهرسة العلمية لطالب العلم :
1- تفيد الدارس في استجلاء المسائل العلمية في العلم الذي يدرسه بتفصيل حسن وترتيب وتنظيم يعينه على حسن الفهم وقوة الحفظ إذا داوم على المطالعة وتعاهد هذا الفهرس بالقراءة والإضافة والتحسين.
2- طالب علم التفسير يحتاج إلى الاطلاع الواسع الحسن على مسائل علوم القرآن، ومما يسهّل عليه ذلك أن يطّلع على الأعمال المعدّة في فهرسة تلك العلوم؛ فإنّها تفيده في اكتساب المعرفة الشاملة للمسائل التي تناولها العلماء بالحديث والدراسة في ذلك العلم.

**************************************************
س3: حاجة الأمة إلى إعداد العلماء ماسة ، وضح ذلك بالدليل.
- حاجة الأمة إلى العلماء ماسة، وإنّ العناية بإعداد العلماء وتهيئة السبل المعينة لطلاب العلم على حسن التحصيل وقوة التأصيل من أهمّ الواجبات العامّة على الأمّة؛ فإنّ العلماء هم رؤوس الناس؛ يصدرون عن أقوالهم وبيانهم وفتاويهم، فإن أرشدوهم بما بيّنه الله من الهدى رشدوا وأفلحوا، وإن كتموا الحقّ ولبّسوا عليهم ضلّوا وأضلّوا.
- كذلك فإن حاجة الناس إلى من يرشدهم ويبصّرهم حاجة ماسّة لا بدّ لهم منها، فإذا لم يجدوا علماء صالحين يرشدونهم إلى الحقّ ؛ عظّموا بعض المتعالمين وصدروا عن رأيهم، ويدلّ لذلك حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: (( إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من صدور العلماء، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالماً اتّخذ الناس رؤوساً جهّالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلّوا وأضلّوا )). رواه البخاري ومسلم.

****************************************************

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 1 جمادى الأولى 1436هـ/19-02-2015م, 10:11 PM
الصورة الرمزية صفية الشقيفي
صفية الشقيفي صفية الشقيفي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 5,755
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لمياء مشاهدة المشاركة
تلخيص درس الآية 23 : 25 من سورة البقرة

بسم الله الرحمن الرحيم
( {وإن كنتم في ريبٍ ممّا نزّلنا على عبدنا فأتوا بسورةٍ من مثله وادعوا شهداءكم من دون اللّه إن كنتم صادقين (23) فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتّقوا النّار الّتي وقودها النّاس والحجارة أعدّت للكافرين (24) }

المسائل :
1- تقرير نبوة محمد صلى الله عليه وسلم بعد تقرير التوحيد فيما سبق من الآيات [ يفضل أن تكون صياغة المسألة ، مناسبة الآية لما قبلها ]
لقوله تعالى "مما نزلنا على عبدنا" فهذا تقرير بالنبوة

2- تحدي الله عز وجل للمشركين والمنافقين أن يأتوا بمثل القرآن في الآيات المكية والمدنية
منها هذه الآية وهي مدنية ومنها قوله تعالى "فأتوا بعشر سور مثله مفتريات" في سورة هود وهي مكية وغيرها من آيات التحدي التي نزلت بمكة والمدينة فهذا إعجاز لإقامة الحجة علي العرب جميعاً وعلى غيرهم من الناس لأن العرب وهم الفصحاء البلغاء عجزوا عن الإتيان بمثل القرآن

3- معنى شهداءكم في الآية
قيل شركاءكم وقيل آلهتكم وقيل كهنتكم وقيل قوم آخرين يشهدون لكم بذلك وقيل حكماء فصحاء

4- على من تعود هاء الضمير في قوله تعالى "من مثله"
قيل تعود على النبي محمد صلى الله عليه وسلم أي بأمي مثله أو التقدير من كاهن أو شاعر مثله بزعمكم
وقيل عائدة على القرآن وهو الأرجح والله إعلم

5- أوجه إعجاز القرآن في الآية الكريمة
أوجه الإعجاز في القرآن ظاهرة وخفية من جهة اللفظ والمعنى :
فمثلاً لا يمل سامعه ولا قارئه من كثرة التكرار والمداومة بل يزيده ذلك من الإحساس بحلاوته والتفكر بمعانيه
نفي التأبيد بلن هو أيضاً معجز لأنه لم يستطع أحد إلى يومنا هذا أن يأتي بمثله وأنى له ذلك فكيف يشبه كلام الخالق كلام المخلوقين
أنه صدقٌ في الأخبار عدلٌ في الأحكام كله حقٌّ وصدقٌ وعدلٌ وهدًى ليس فيه مجازفةٌ ولا كذبٌ ولا افتراء، كما يوجد في أشعار العرب وغيرهم من الأكاذيب والمجازفات الّتي لا يحسن شعرهم إلّا بها
وغير ذلك من الإعجاز في فنون كثيرة لا تعد ولا تحصى

6- قول أهل السنة وقول المعتزلة في إعجاز القرآن
أهل السنة يقولون بإعجاز القرآن في عدم قدرة العرب الفصحاء البلغاء عن معارضة القرآن أو الإتيان بمثله وهو الحق
أما المعتزلة قيقولون بقدرة العرب الفصحاء على معارضة القرآن ولكنهم صرفوا عنه أي أن الله تعالى صرفهم عن معارضته أو الإتيان بمثله ولولا صرف الله لهم عن معارضته لاستطاعوا أن يعارضوه أو يأتوا بمثله وهذا قول باطل ولا شك


تفسير قوله تعالى: {فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (24)}

المسائل :
1- إقامة الحجة على المشركين في الآية
قيل لهم هذا بعد أن ثبت عليهم أمر التوحيد وأمر النبي صلى الله عليه وسلم، فوعدوا بالعذاب إن لم يؤمنوا بعد ثبوت الحجة عليهم. (الزجاج)

2- معنى الوقود
الوقود هو: الحطب، وكل ما أوقد به فهو: وقود. (الزجاج)

3- المراد بالحجارة في الآية الكريمة
- روي عن ابن مسعود في الحجارة أنها حجارة الكبريت وخصت بذلك لأنها تزيد على جميع الأحجار بخمسة أنواع من العذاب: سرعة الاتقاد، ونتن الرائحة، وكثرة الدخان، وشدة الالتصاق بالأبدان، وقوة حرها إذا حميت. (ابن عطية)
- والمراد بالحجارة هاهنا: هي حجارة الكبريت العظيمة السّوداء الصّلبة المنتنة، وهي أشدّ الأحجار حرًّا إذا حميت، أجارنا اللّه منها. (ابن كثير)
- وقيل الحجارة هي الأصنام التي عبدوها
والصحيح ما رجحه ابن كثير وابن عطية وهو أنها حجارة الكبريت

4- معنى أعدت وعلام يعود الضمير فيها
أعدت أي هيئت وأرصدت وحصلت للكافرين جميعاً
و الأظهر أنّ الضّمير في {أعدّت} عائدٌ إلى النّار الّتي وقودها النّاس والحجارة، ويحتمل عوده على الحجارة، كما قال ابن مسعودٍ، ولا منافاة بين القولين في المعنى؛ لأنّهما متلازمان.
[ هنا مسألتان : مرجع الضمير ، ومعنى أعدت ]
5- استدلال العلماء على وجود النار من الكتاب والسنة
وقد استدلّ كثيرٌ من أئمّة السّنّة بهذه الآية على أنّ النّار موجودةٌ الآن لقوله: {أعدّت} أي: أرصدت وهيّئت وقد وردت أحاديث كثيرةٌ في ذلك منها: «تحاجّت الجنّة والنّار». ومنها: «استأذنت النّار ربّها فقالت: ربّ أكل بعضي بعضًا فأذن لها بنفسين نفسٌ في الشّتاء ونفسٌ في الصّيف»، وحديث ابن مسعودٍ سمعنا وجبةً فقلنا ما هذه؟ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «هذا حجرٌ ألقي به من شفير جهنّم منذ سبعين سنةً الآن وصل إلى قعرها». وهو عند مسلمٍ وحديث صلاة الكسوف وليلة الإسراء وغير ذلك من الأحاديث المتواترة في هذا المعنى وقد خالفت المعتزلة بجهلهم في هذا

6- القول في القدر المعجز من القرآن
الصحيح أنه يعم قصار السور وطوالها لأنه نكرة في سياق الشرط فقال تعالى بسورة من مثله وهذا يعم أي سورة طويلة كانت أم طويلة ومما يعضد ذلك ما روي عن عمرو بن العاص رضي الله عنه حينما ورد على مسيلمة الكذاب وحدثه بسورة العصر فحاول الكذاب أن يأتي بمثلها فعجز وبلغ عجزه حد مهين فقال له عمرو والله إنك لتعلم أني أعلم أنك تكذب
بخلاف ماحكاه الرازي عن أن الإتيان بمثل سورة الكوثر أو العصر غير ممتنع ولا مستحيل فلم يستطع أحد قديماً وحديثاً الإتيان بمثل القرآن ولو بآية واحدة محكمة اللفظ والمعنى والبيان والله أعلم


( {وبشّر الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات أنّ لهم جنّاتٍ تجري من تحتها الأنهار كلّما رزقوا منها من ثمرةٍ رزقًا قالوا هذا الّذي رزقنا من قبل وأتوا به متشابهًا ولهم فيها أزواجٌ مطهّرةٌ وهم فيها خالدون (25) }

المسائل :
1- علاقة الآية بما قبلها
- لمّا ذكر تعالى ما أعدّه لأعدائه من الأشقياء الكافرين به وبرسله من العذاب والنّكال، عطف بذكر حال أوليائه من السّعداء المؤمنين به وبرسله، الّذين صدّقوا إيمانهم بأعمالهم الصّالحة، وهذا معنى تسمية القرآن "مثاني" على أصحّ أقوال العلماء. (ك)
- ذكر ذلك للمؤمنين، وما أعد لهم جزاء لتصديقهم، بعد أن ذكر لهم جزاء الكافرين (ج)
[ إذا كانت الأقوال مختلفة في اللفظ ومتفقة في المعنى فيكفي أن نجملها في قول واحد بأسلوبنا ونقول : ذكر نحوه فلان وفلان ] .
2- معنى " تجري من تحتها الأنهار "
أي: من تحت أشجارها وغرفها
وقد جاء في الحديث أن أنهارها تجري من غير أخدود سبحان الله

3- معنى قوله تعالى " قالوا هذا الّذي رزقنا من قبل " [ الأقوال في معنى { من قبل } ]
- قيل معناه إنّهم أتوا بالثّمرة في الجنّة، فلمّا نظروا إليها قالوا: هذا الّذي رزقنا من قبل في الدنيا
- وقيل معناه معناه: مثل الّذي كان بالأمس
- وقيل معناه : «يؤتى أحدهم بالصّحفة من الشّيء، فيأكل منها ثمّ يؤتى بأخرى فيقول: هذا الّذي أوتينا به من قبل. فتقول الملائكة: كل، فاللّون واحدٌ، والطّعم مختلفٌ».
1: في الدنيا :
.....
2: في الآخرة :

تأملي طريقة تحرير الأقوال.

4- أقوال المفسرين في قوله تعالى "وأتوا به متشابهًا"
- قيل : يشبه بعضه بعضًا، ويختلف في الطّعم
- وقيل :يشبه ثمر الدّنيا، غير أنّ ثمر الجنّة أطيب
قال ابن عباس لا يوجد في الجنة مما في الدنيا إلا الأسماء

5- معنى قوله تعالى "ولهم فيها أزواجٌ مطهّرةٌ"
- قيل من الحيض والغائط والبول والنّخام والبزاق والمنيّ والولد
- وقيل مطهّرةٌ من الأذى والمأثم
- وقيل المطهّرة الّتي لا تحيض
- وقيل أنهن لا يحتجن إلى ما يحتاج إليه نساء أهل الدنيا من الأكل والشرب ولا يحضن، ولا يحتجن إلى ما يتطهر منه، وهن على هذا طاهرات طهارة الأخلاق والعفة، فـ"مطهرة" تجمع الطهارة كلها؛ لأن "مطهرة" أبلغ في الكلام من "طاهرة"، ولأن "مطهرة" إنما يكون للكثير. (ج)
والصحيح الجمع بين ذلك كله حيث لا يتنافى مع بعضه البعض والله أعلم


6- معنى قوله تعالى "وهم فيها خالدون"
- هذا هو تمام السّعادة، فإنّهم مع هذا النّعيم في مقامٍ أمينٍ من الموت والانقطاع فلا آخر له ولا انقضاء (ك)
- والخلود الدوام في الحياة أو الملك ونحوه وخلد بالمكان إذا استمرت إقامته فيه، ويقال لطول الإقامة مجازاً خلود ولكن المقصود في الآية الخلود الحقيقي الأبدي . (ط)

أحسنتِ أختي الفاضلة باستخلاص المسائل وإليكِ بعض الملحوظات اليسيرة :

1: عند تعدد الأقوال في المسألة الواحدة :
نجمع الأقوال كما فعلتِ ثم نتأملها ، فنجمع المتشابه لنخلص إلى الأقوال الفعلية في المسألة ونحررها بهذه الطريقة :
القول الأول :
القول الثاني :
أو إن صلح تصنيفها مثل التصنيف الذي ذكرته أعلاه :
القول الأول : في الدنيا :
القول الثاني : في الآخرة :

2: بعد ذكر الأقوال لا تكفي بالرمز للمفسر الذي ذكرها وإنما نقول : ذكره ابن كثير في تفسيره.

3: ميزي بين المسائل التفسيرية وغيرها.
مثلا : الحديث عن قول أهل السنة والمعتزلة في إعجاز القرآن " و " الاستدلال على وجود النار "
هذه تصنف تحت المسائل العقدية.

وأرجو أن تشاركي في دورة أنواع التلخيص وستفيدكِ كثيرًا بإذن الله.


تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 30
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 18 / 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها): 18 / 20
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) :14 / 15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 13 / 15
___________________
= 93 %
درجة الملخص = 10 / 10

وفقكِ الله وسدد خطاكِ ونفع بكِ الإسلام والمسلمين.

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 1 جمادى الأولى 1436هـ/19-02-2015م, 10:22 PM
الصورة الرمزية صفية الشقيفي
صفية الشقيفي صفية الشقيفي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 5,755
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لمياء مشاهدة المشاركة
الفوائد السلوكية للآيات من 40 : 43 من سورة البقرة

بسم الله الرحمن الرحيم
تفسير قوله تعالى: {يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (40) وَآَمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآَيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ (41) وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (42) وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ (43) }

الفوائد السلوكية :
1- تذكر نعمة الله تعالى على العبد تعينه على أداء شكرها والصبر على الابتلاء فنعم الله على العباد لا تعد ولا تحصى [ ولا ] ويجحدها إلا جاحد كافر بأنعم الله
2- توحيد الله عز وجل هي [ هو ] عماد كل طاعة قلبية أو عملية وهي حق الله على عباده ألا يشركوا به شيئاً وهو عهد الله وميثاقه الغليظ
3- زكاة العلم توجب للعالم البركة والنفع بعلمه في الدنيا قبل الآخرة وعلى العكس كتمانه والبخل به من دواعي الانتكاس والافتتان
4- الرهبة من الله لها وقع عظيم في النفس فهي الداعي الأول لعدم الاقتراب من محارمه وهي الداعي الأول للنشاط في العبادة
5- العالم الرباني لا يتراخى في قول الحق ولا يأخذه في الله لومة لائم لما أعطاه الله من العلم ومن اليقين والبصيرة التي يبصر بها هول الوقوف أمام الله عز وجل في يوم لا تنفع نفس نفساً شيئاً
6- الدنيا لا تساوي عند الله جناح بعوضة فيجب على العباد وخاصةً العلماء منهم التقليل منها والزهد فيها رغبة فيما عند الله وما عند الله خيرٌ وأبقى
7- تعليم العلم عمل جليل لا يساويه شيئ [ شيء ] فليس من المقبول التكسب به والاستكثار من الدنيا بالعلم فتلك تجارة مغبونٌ صاحبها
[ أخذ الأجر على التعليم مقبول ولكن غير المقبول هو التعليم من أجل الدنيا فقط أو الاستكثار والغلو في ذلك ، فالمطلوب أن يملك المسلم الدنيا ولا تملكه الدنيا ]
وراجعي تفسير قوله تعالى : { ولا تشتروا بآياتي ثمنًا قليلا } فمعناها غير ما ذهبتِ إليه ، أو لعلي فهمت قصدكِ خطأ فوضحيه لي بارك الله فيكِ.
8- أهل الباطل غالباً ما يقدمون باطلهم ملبوساً ومخلوطاً بالحق حتى يلبسوا على الناس دينهم فهو كالسم في العسل وهي من الفتن التي لا ينجو منها إلا ذووا البصيرة والقلب السليم
[ فما هي الفائدة السلوكية التي نستفيدها من هذه الفائدة العلمية ، مثلا : عدم الاغترام بما يزينه أهل الباطل والسعي لتعلم الحق حتى يتفطن المسلم إلى زيفهم ]
9- من أشد القبح من يلبس على الناس دينهم وهو يعلم يقيناً بفساد منهجه وعقيدته
10- إقامة الصلاة والخشوع فيها من أهم أسباب الثبات على الحق والنجاة من الفتن والقرب من الله جل وعلا
11- مصاحبة الصالحين والعباد أيضاً من أسباب الثبات في زمان المحن والفتن والاستمساك بالحق والإعانة على الطاعات في أوقات القابض على دينه فيا كالقابض على جمرة من النار
12- الجماعة هي القوة والعزة للمسلمين والفرقة ضعف وتشتت ومن شذ فإنما يشذ في النار أعاذنا الله منها
13- صلاة الجماعة من الأمور التي شدد عليها الشارع ولم يستثني منها إلا بعض الحالات المحددة شرعاً
هذا والله تعالى أعلى وأعلم

الدرجة النهائية : 10 / 10
أحسنتِ أختي لمياء ، وقد استفدتُ كثيرًا مما ذكرتِ ، زادكِ الله علمًا وهدىً ونفع بكِ الإسلام والمسلمين.

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 15 رجب 1436هـ/3-05-2015م, 10:02 PM
لمياء لمياء غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 322
افتراضي تلخيص الآيات 145 : 148 من القسم الأول - للجزء الثاني من سورة البقرة

بسم الله الرحمن الرحيم
تلخيص تفسير الآيات 145 : 148 من سورة البقرة
تفسير قوله تعالى: {وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آَيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَمَا أَنْتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُمْ بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ (145)}
المسائل التفسيرية:
1- سبب نزول الآية.
2- من المخاطب في الآية.
3- المقصود بأهل الكتاب في الآية.
4- دليل شدة معاندة اليهود وكفرهم.
5- دليل شدة متابعة النبي صلى الله عليه وسلم لأمر ربه.
6- المقصود بأهوائهم في الآية.
7- معنى الآية.

1- سبب نزول الآية:
قال ابن عطية –رحمه الله- أن اليهود قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : راجع بيت المقدس ونؤمن بك مخادعة منهم أنهم لا يتبعون له قبلة، يعني جملتهم لأن البعض قد اتبع كعبد الله بن سلام وغيره ، فنزلت الآية.
2- من المخاطب في الآية:
قال ابن عطية المخاطب النبي صلى الله عليه وسلم والمرادأمته.
3- المقصود بأهل الكتاب في الآية:
اليهود والنصارى .
4- دليل شدة معاندة اليهود وكفرهم:
قال ابن كثير –رحمه الله- مستدلاً على شدة كفر اليهود وعنادهم :أنّه لو أقام عليهم كلّ دليلٍ على صحّة ما جاءهم به، لما اتّبعوه وتركوا أهواءهم كما قال تعالى:{إنّ الّذين حقّت عليهم كلمة ربّك لا يؤمنون * ولو جاءتهم كلّ آيةٍ حتّى يروا العذاب الأليم}[يونس: 96، 97] ولهذا قال هاهنا: {ولئن أتيت الّذين أوتوا الكتاب بكلّ آيةٍ ما تبعوا قبلتك}.
5- دليل شدة متابعة النبي صلى الله عليه وسلم لأمر ربه:
قال ابن كثير : قوله{وما أنت بتابعٍ قبلتهم وما بعضهم بتابعٍ قبلة بعض}إخبارٌ عن شدّة متابعة الرّسول صلّى اللّه عليه وسلّم لما أمره اللّه تعالى به، وأنّه كما هم مستمسكون بآرائهم وأهوائهم، فهو أيضًا مستمسكٌ بأمر اللّه وطاعته واتّباع مرضاته، وأنّه لا يتّبع أهواءهم في جميع أحواله، وما كان متوجّهًا إلى بيت المقدس؛ لأنّها قبلة اليهود، وإنّما ذلك عن أمر اللّه تعالى.
6- المقصود بأهوائهم في الآية:
قال ابن عطية : والأهواء جمع هوى، ولا يجمع على أهوية، وهوى النفس إنما يستعمل في الأكثر: فيما لا خير فيه، وقد يستعمل في الخير مقيدا به، كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه في أسرى بدر: فهوي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال أبو بكر.
7- معنى الآية:
قال ابن كثير: يخبر تعالى عن كفر اليهود وعنادهم، ومخالفتهم ما يعرفونه من شأن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، وأنّه لو أقام عليهم كلّ دليلٍ على صحّة ما جاءهم به، لما اتّبعوه وتركوا أهواءهم.
ولهذا قال هاهنا: {ولئن أتيت الّذين أوتوا الكتاب بكلّ آيةٍ ما تبعوا قبلتك}.
وقوله{وما أنت بتابعٍ قبلتهم وما بعضهم بتابعٍ قبلة بعض}إخبارٌ عن شدّة متابعة الرّسول صلّى اللّه عليه وسلّم لما أمره اللّه تعالى به، وأنّه كما هم مستمسكون بآرائهم وأهوائهم، فهو أيضًا مستمسكٌ بأمر اللّه وطاعته واتّباع مرضاته، وأنّه لا يتّبع أهواءهم في جميع أحواله، وما كان متوجّهًا إلى بيت المقدس؛ لأنّها قبلة اليهود، وإنّما ذلك عن أمر اللّه تعالى. ثمّ حذّر اللّه تعالى عن مخالفة الحقّ الذي يعلمه العالم إلى الهوى؛ فإنّ العالم الحجّة عليه أقوم من غيره. ولهذا قال مخاطبًا للرّسول، والمراد الأمّة: {ولئن أتيت الّذين أوتوا الكتاب بكلّ آيةٍ ما تبعوا قبلتك وما أنت بتابعٍ قبلتهم وما بعضهم بتابعٍ قبلة بعضٍ ولئن اتّبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم إنّك إذًا لمن الظّالمين}

تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (146)}
المسائل التفسيرية:
1- إعراب (الذين).
2- خبر (الذين).
3- المقصود بقوله (الذين ءاتيناهم الكتاب).
4- مرجع الضمير في يعرفونه.
5- المقصود ب(الفريق).
6- سبب التخصيص بفريقاً.
7- لماذا خُصَّ الأبناء دون الأنفس.
8- المقصود بالحق في الآية.
9- السبب في التعبير بالحق في الآية.
10- دليل تحقق علماء أهل الكتاب من نبوة محمد صلى الله عليه وسلم.
11- معنى الآية.

1- إعراب والذين:
مبتدأ مرفوع.
2- خبر الذين:
خبر الذين: (يعرفونه)، قاله الزجاج.
3- المقصود بقوله : الذين ءاتيناهم الكتاب:
هم علماء أهل الكتاب،قاله الزجاج وابن كثير.
4- مرجع الضمير في يعرفونه:
قيل :
أ – عائد على النبي صلى الله عليه وسلم ،أي أمر نبوته.
ب – عائد على أمر تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة أنه حق.
قاله الزجاج وابن عطية ، بينما جعلها ابن كثير عامة على ما جاءهم به النبي صلى الله عليه وسلم.
5- المقصود ب(الفريق):
الفريق : الجماعة ، قاله ابن عطية.
6- سبب التخصيص بفريقاً:
خص لأن منهم من أسلم ولم يكتمكعبد الله بن سلام رضي الله عنه.
7- لماذا خُصَّ الأبناء دون الأنفس:
قال ابن عطية : وخص الأبناء دون الأنفس وهي ألصق، لأن الإنسان يمر عليه من زمنه برهة لا يعرف فيها نفسه، ولا يمر عليه وقت لا يعرف فيه ابنه، والمراد هنا معرفة الوجه وميزه لا معرفة حقيقة النسب.
8- المقصود بالحق في الآية:
ما في كتبهم من صفة النبي صلى الله عليه وسلم وأمر نبوته، قاله الزجاج وابن عطية وابن كثير.
9- السبب في التعبير بالحق في الآية:
عم الحق مبالغة في ذمهم، قاله ابن عطية.
10- دليل تحقق علماء أهل الكتاب من نبوة محمد صلى الله عليه وسلم:
روى ابن كثير ماذكره القرطبي فقال: قال القرطبيّ:ويروى أنّ عمر قال لعبد اللّه بن سلامٍ:
«أتعرف محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم كما تعرف ولدك ابنك»، قال: «نعم وأكثر، نزل الأمين من السّماء على الأمين، في الأرض بنعته فعرفته، وإنّي لا أدري ما كان من أمره». قلت:« وقد يكون المراد{يعرفونه كما يعرفون أبناءهم}من بين أبناء النّاس لا يشكّ أحدٌ ولا يتمارى في معرفة ابنه إذا رآه من بين أبناء النّاس كلّهم».
11- معنى الآية:
قال ابن كثير: يخبر تعالى أنّ علماء أهل الكتاب يعرفون صحّة ما جاءهم به الرّسول صلّى اللّه عليه وسلّم كما يعرفون أبناءهم كما يعرف أحدهم ولده ، ثمّ أخبر تعالى أنّهم مع هذا التّحقّق والإتقان العلميّ{ليكتمون الحقّ}أي: ليكتمون النّاس ما في كتبهم من صفة النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم {وهم يعلمون}).

تفسير قوله تعالى: {الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (147)}
المسائل التفسيرية:

1- القراءات في كلمة الحق.
2- إعراب الحق.
3- من المخاطب في الآية.
4- معنى الممترين.
5- الغرض من الآية.
6- معنى الآية.
****************************************

1- القراءات في كلمة الحق:

الحقُ على الرفع.
وقرأها علي بن أبي طالب الحقَ على النصب.

2- إعراب الحق:
قال ابن عطية: الحقّ رفع على إضمار الابتداء والتقدير هو الحق، ويصح أن يكون ابتداء والخبر مقدر بعده، وقرأ علي بن أبي طالب رضي الله عنه الحقّ بالنصب، على أن العامل فيه يعلمون، ويصح نصبه على تقدير: الزم الحق.
3- من المخاطب في الآية:
الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم والمراد أمته، قاله الزجاج وابن عطية وابن كثير.
4- معنى الممترين:
قال ابن عطية :وامترى في الشيء إذا شك فيه، ومنه المراء لأن هذا يشك في قول هذا، والمعنى : من الشاكّين.
5- الغرض من الآية:
تثبيت النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين.
6- معنى الآية:
قال ابن كثير: ) ثبّت تعالى نبيّه والمؤمنين وأخبرهم بأنّ ما جاء به الرّسول صلّى اللّه عليه وسلّم هو الحقّ الذي لا مرية فيه ولا شكّ، فقال:{الحقّ من ربّك فلا تكوننّ من الممترين}).


تفسير قوله تعالى: {وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (148)}
المسائل التفسيرية:

1- من المخاطبين في الآية.
2- المقصود بالوجهة في الآية.
3- مرجع الضمير هو.
4- معنى الآية.
******************************************
1- من المخاطبين في الآية:
الخطاب لأهل الملل جميعا من اليهود والنصارى والمؤمنين.
2- المقصود بالوجهة في الآية:
الوجهة بمعنى القبلة ، وهي من جهة ووجهة.
3- مرجع الضمير هو:
فيه قولان:
أ‌- أنها عائدة على كل صاحب ملة.
ب‌- أنها عائدة على الله عز وجل.
4- معنى الآية:
اختلف المفسرون في معنى الآية على أقوال تبعاً لمرجع الضمير هو:
أ‌- أن لكل صاحب ملة وجهة هو موليها نفسه.
ب‌- وقالت طائفة: الضمير في هو عائد على الله تعالى، والمعنى: الله موليها إياهم.
ج- وقالت فرقة: المعنى في الآية أن للكل دينا وشرعا وهو دين الله وملة محمد وهو موليها إياهم اتبعها من اتبعها وتركها من تركها.
د- وقال قتادة: المراد بالآية أن الصلاة إلى الشام ثم الصلاة إلى الكعبة لكل واحدة منهما وجهة الله موليها إياهم.
ثم قال تعالى :"فاستبقوا الخيرات" أي أي فاستبقوا الخيرات لكل وجهة ولاكموها، ولا تعترضوا فيما أمركم من هذه وهذه، ثم أمر تعالى عباده باستباق الخيرات والبدار إلى سبيل النجاة، ثم وعظهم بذكر الحشر موعظة تتضمن وعيدا وتحذيرا.
وقوله: يأت بكم اللّه جميعاً يعني به البعث من القبور، ثم اتصف الله تعالى بالقدرة على كل شيء مقدور عليه لتناسب الصفة مع ما ذكر من الإتيان بهم) قاله ابن عطية.

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 24 رجب 1436هـ/12-05-2015م, 10:16 PM
لمياء لمياء غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 322
افتراضي تلخيص الآيات 178 ، 179 من القسم الثالث للجزء الثاني من سورة البقرة

بسم الله الرحمن الرحيم
تلخيص الآيات 178 : 179 من سورة البقرة
القسم الثالث – الجزء الثاني
تفسير قوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ (178)}
المسائل التفسيرية:
1- سبب نزول الآية. ج،ط،ث
2- معنى كتب عليكم. ج،ط
3- معنى القصاص.
4- علاقة الآية بآية سورة المائدة وقوله تعالى "أن النفس بالنفس". ط،ث
5- معنى "فمن عفي له من أخيه شيئٌ". ط
6- السبب في رفع "فاتباعٌ". ج،ط
7- معنى فاتباعٌ بالمعروف. ج
8- دلالة قوله بالمعروف. ط
9- معنى وأداءٌ إليه بإحسان. ث
10- وجه التخفيف على هذه الأمة في الآية. ج،ط،ث
11- المقصود بالاعتداء في الآية. ج،ط،ث

1- سبب نزول الآية:
اختلف المفسرون في سبب نزول الآية على أقوال:
- فقال الشعبي: «إن العرب كان أهل العزة منهم والمنعة إذا قتل منهم عبد قتلوا به حرا، وإذا قتلت امرأة قتلوا بها ذكرا، فنزلت الآية في ذلك ليعلم الله تعالى بالسوية ويذهب أمر الجاهلية»
- وقيل: نزلت بسبب قتال وقع بين قبيلتين من الأنصار، وقيل: من غيرهم فقتل هؤلاء من هؤلاء رجالا وعبيدا ونساء، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصلح بينهم ويقاصهم بعضهم ببعض بالديات على استواء الأحرار بالأحرار والنساء بالنساء والعبيد بالعبيد، وروي عن ابن عباس أن الآية نزلت مقتضية أن لا يقتل الرجل بالمرأة ولا المرأة بالرجل ولا يدخل صنف على صنف ثم نسخت بآية المائدة أن النفس بالنفس.
- وقال ابن كثير: سبب ذلك قريظة و بنو النّضير، كانت بنو النّضير قد غزت قريظة في الجاهليّة وقهروهم، فكان إذا قتل النّضريّ القرظيّ لا يقتل به، بل يفادى بمائة وسقٍ من التّمر، وإذا قتل القرظيّ النّضريّ قتل به، وإن فادوه فدوه بمائتي وسقٍ من التّمر ضعف دية القرظيّ، فأمر اللّه بالعدل في القصاص، ولا يتّبع سبيل المفسدين المحرّفين، المخالفين لأحكام اللّه فيهم، كفرًا وبغيًا، فقال تعالى: {كتب عليكم القصاص في القتلى الحرّ بالحرّ والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى}.
2- معنى كتب عليكم:
فرض عليكم، وزاد ابن عطية أن كتب بمعنى : فرض وأثبت ، وقيل أثبت أي في اللوح المحفوظ.
3- معنى القصاص:
قال ابن عطية : القصاص مأخوذ من قص الأثر فكأن القاتل سلك طريقا من القتل فقص أثره فيها ومشى على سبيله في ذلك.
4- علاقة الآية بآية سورة المائدة وقوله تعالى "أن النفس بالنفس":
للعلماء فيها خلاف على ثلاثة أقوال:
- الأول أنها منسوخة بآية سورة المائدة وهذا ضعيف.
- والثاني أنها محكمة مجملة وآية المائدة مبينة لها.
- والثالث أنها محكمة وأن آية المائدة حكاية عما كان قبلنا من أهل الكتاب وهذه الآية إنما هي تخفيف من اللخ تعالى على هذه الأمة.
5- معنى "فمن عفي له من أخيه شيئٌ":
ذكر ابن عطية في هذه الآية أربعة أقوال للعلماء فقال:
فيه أربع تأويلات:
أحدهاأن من يراد بها القاتل وعفي يتضمن عافيا هو ولي الدم والأخ هو المقتول، ويصح أن يكون هو الولي على هذا التأويل، وهي أخوة الإسلام، وشيءٌ هو الدم الذي يعفى عنه ويرجع إلى أخذ الدية، هذا قول ابن عباس وجماعة من العلماء، والعفو في هذا القول على بابه والضميران راجعان على من في كل تأويل.
والتأويل الثانيوهو قول مالك: ان من يراد بها الولي، وعفي بمعنى يسر لا على بابها في العفو، والأخ يراد به القاتل، وشيءٌ هي الدية، والأخوة على هذا أخوة الإسلام، ويحتمل أن يراد بالأخ على هذا التأويل المقتول أي يسر له من قبل أخيه المقتول وبسببه، فتكون الأخوة أخوة قرابة وإسلام، وعلى هذا التأويل قال مالك رحمه الله: «إن الولي إذا جنح إلى العفو على أخذ الدية فإن القاتل مخير بين أن يعطيها أو يسلم نفسه فمرة تيسر ومرة لا تيسر»، وغير مالك يقول: إذا رضي الأولياء بالدية فلا خيار للقاتل بل تلزمه، وقد روي أيضا هذا القول عن مالك ورجحه كثير من أصحابه.
والتأويل الثالثأن هذه الألفاظ في المعينين الذين نزلت فيهم الآية كلها وتساقطوا الديات فيما بينهم مقاصة حسبما ذكرناه آنفا، فمعنى الآية فمن فضل له من الطائفتين على الأخرى شيء من تلك الديات، ويكون عفي بمعنى فضل من قولهم عفا الشيء إذا كثر أي أفضلت الحال له أو الحساب أو القدر.
والتأويل الرابعهو على قول علي رضي الله عنه والحسن بن أبي الحسن في الفضل بين دية المرأة والرجل والحر والعبد، أي من كان له ذلك الفضل فاتباع بالمعروف، وعفي في هذا الموضع أيضا بمعنى أفضل، وكأن الآية من أولها بينت الحكم إذا لم تتداخل الأنواع ثم الحكم إذا تداخلت.
6- السبب في رفع "فاتباعٌ":
قال ابن عطية : "رفع على خبر ابتداء مضمر تقديره فالواجب والحكم اتباع".
بينما قال الزجاج: "رفع{فاتّباع بالمعروف}على معنى فعليه اتباع".
7- معنى فاتباعٌ بالمعروف:
قال الزجاج: "ومعنى فاتباعٌ بالمعروف على ضربين:
جائز أن يكون:فعلى صاحب الدم اتباع بالمعروف، أي: المطالبة بالدية، وعلى القاتل أداء بإحسان.
وجائز أن يكون: الإتباع بالمعروف ، والأداء بإحسان جميعاً على القاتل ، واللّه أعلم.
8- دلالة قوله "بالمعروف":
قال ابن عطيه : وهذه الآية حض من الله تعالى على حسن الاقتضاء من الطالب وحسن القضاء من المؤدي.
9- معنى وأداءٌ إليه بإحسان:
قال ابن كثير: يعني: من القاتل من غير ضررٍ ولا معك، يعني: المدافعة.
10- وجه التخفيف على هذه الأمة في الآية:
قال ابن كثير: يقول تعالى: إنّما شرع لكم أخذ الدّية في العمد تخفيفًا من اللّه عليكم ورحمةً بكم، ممّا كان محتومًا على الأمم قبلكم من القتل أو العفو. ووافقه في ذلك الزجاج وابن عطيه.
11- المقصود بالاعتداء في الآية:
قال ابن كثير: يقول تعالى: فمن قتل بعد أخذ الدّية أو قبولها، فله عذابٌ من اللّه أليمٌ موجعٌ شديدٌ.
واستدل رحمه الله على قوله بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رواه الإمام أحمد عن أبي شريح الخزاعي أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «من أصيب بقتلٍ أو خبل فإنّه يختار إحدى ثلاثٍ: إمّا أن يقتصّ، وإمّا أن يعفو، وإمّا أن يأخذ الدّية؛ فإن أراد الرّابعة فخذوا على يديه. ومن اعتدى بعد ذلك فله نار جهنّم خالدًا فيها»
وكذلك قال الزجاج وابن عطية.

تفسير قوله تعالى: (وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (179)
المسائل التفسيرية:
1- السبب في رفع (حياة). ج
2- المراد بالحياة في القصاص. ج،ط
3- سبب التخصيص في قوله (ياأولي الألباب). ط
4- معنى لعلكم تتقون. ط،ث
5- معنى الآية. ث

1- السبب في رفع (حياة):
قال الزجاج: ورفع حياة على ضربين:
- على الابتداء.
- وعلى لكم؛ كأنّه قال: وثبت لكم في القصاص حياة يا أولي الألباب.
2- المراد بالحياة في القصاص:
قال الزجاج: ومعنى الحياة في القصاص:أن الرجل - إذا علم أنّه يقتل إن قتل - أمسك عن القتل ، ففي إمساكه عن القتل حياة الذي همّ هو بقتله، وحياة له؛ لأنه من أجل القصاص ، أمسك عن القتل ، فسلم أن يقتل)
وافق ابن عطية الزجاج وزاد : والمعنى أن القصاص إذا أقيم وتحقق الحكم به ازدجر من يريد قتل أحد مخافة أن يقتص منه فحييا بذلك معا، وهذا الترتيب مما سبق لهما في الأزل، وأيضا فكانت العرب إذا قتل الرجل الآخر حمي قبيلاهما وتقاتلوا وكان ذلك داعية إلى موت العدد الكثير، فلما شرع الله القصاص قنع الكل به ووقف عنده وتركوا الاقتتال، فلهم في ذلك حياة.
3- سبب التخصيص في قوله (ياأولي الألباب):
قال ابن عطية: وخص أولي الألباب بالذكر تنبيها عليهم، لأنهم العارفون القابلون للأوامر والنواهي، وغيرهم تبع لهم.
4- معنى لعلكم تتقون:
قال ابن عطية: وتتّقون معناه القتل فتسلمون من القصاص ثم يكون ذلك داعية لأنواع التقوى في غير ذلك فإن الله تعالى يثيب على الطاعة بالطاعة.
وزاد ابن كثير : والتّقوى: اسمٌ جامعٌ لفعل الطّاعات وترك المنكرات.
5- معنى الآية:
قال ابن كثير: يقول تعالى: وفي شرع القصاص لكم -وهو قتل القاتل -حكمةٌ عظيمةٌ لكم، وهي بقاء المهج وصونها؛ لأنّه إذا علم القاتل أنّه يقتل انكفّ عن صنيعه، فكان في ذلك حياة النّفوس. وفي الكتب المتقدّمة: القتل أنفى للقتل. فجاءت هذه العبارة في القرآن أفصح، وأبلغ، وأوجز.
{يا أولي الألباب لعلّكم تتّقون}يقول: «يا أولي العقول والأفهام والنّهى، لعلّكم تنزجرون فتتركون محارم اللّه ومآثمه»، والتّقوى: اسمٌ جامعٌ لفعل الطّاعات وترك المنكرات).

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 9 صفر 1437هـ/21-11-2015م, 09:09 PM
لمياء لمياء غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 322
افتراضي

إجابة أسئلة مجلس مذاكرة تفسير سور: القيامة، والإنسان، والمرسلات.

السؤال الأول: اذكر المعنى اللغوي للمفردات التالية:-
أ: بَرِقَ: حار وتحير.
ب: وَزَر: ملجأ، أوحصن، أو نجاة
ج: كِفَاتًا: الكفت هو الضم والجمع.

السؤال الثاني: اذكر الأقوال مع الترجيح في تفسير قوله تعالى:-
أ: (هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا (1)) الإنسان.
اختلف المفسرون في المقصود بالإنسان على أقوال ذكرها الأشقر:
{هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ} أيْ: قد أَتَى على الناسِ في شَخْصِ أَبِيهِم آدَمَ.
و {حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ} قيلَ: أربعونَ سنةً قَبلَ أنْ يُنفخَ فيه الرُّوحُ، خُلِقَ مِن طِينٍ, ثم مِن حَمَإٍ مَسنونٍ, ثم مِن صَلْصَالٍ.
{لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً} قالَ الفَرَّاءُ وثَعلبٌ: المعنى أنه كان جَسداً مُصَوَّراً، تُراباً وطِيناً لا يُذْكَرُ ولا يُعرفُ، ولا يُدْرَى ما اسْمُه ولا ما يُرادُ به، ثم نُفِخَ فيه الرُّوحُ فصارَ مَذكوراً.
وقيلَ: المعنى: قد مَضتْ أَزْمِنَةٌ وما كانَ آدمُ شَيئاً ولا مَخلوقاً ولا مَذكوراً لأَحَدٍ مِن الْخَلِيقَةِ).
وقيلَ: المراد بالإنسان هم بنو آدم ، فيكون المعنى أن اللَّهُ تعالى ذكر في هذه السورةِ الكريمةِ أوَّلَ حالةِ الإنسانِ ومُبتَدَأَها ومُتَوَسَّطَها ومُنتهاها.
فذَكَرَ أنَّه مَرَّ عليه دهرٌ طويلٌ، وهو الذي قَبْلَ وُجودِه، وهو مَعدومٌ، بلْ ليسَ مَذكوراً)
والراجح الثاني والذي رجحه ابن كثير والسعدي.

ب: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (8)) الإنسان.
اختلف المفسرون في مرجع الضمير في كلمة"حبه":
قيل الهاء عائدة على الطعام أي يطعمون على حب الطعام فهم يطعمون ما يشتهونه هم من الطعام.
وقيل الهاء عائدة على الله عز وجل أي يطعمون الطعام على حب الله.
والراجح هو الأول كما ذكر ابن كثير.

ج: (إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ (32)) المرسلات.
كالقصر : أي كالحصون.
وقيل : كأصول الشجر.
وقيل : كالقصر في بنائه العظيم.
والراجح هو كل ماذكر ، فالمراد هو بيان عظمها وارتفاعها، وإن اختلفت ألفاظ المفسرين في التعبير عن ذلك.

السؤال الثالث: استخلص المسائل واذكر خلاصة أقوال المفسّرين فيها في تفسير قوله تعالى:-
أ:{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ تَنْزِيلًا (23) فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آَثِمًا أَوْ كَفُورًا (24) وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (25) وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا (26) إِنَّ هَؤُلَاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا (27)} الإنسان.
{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ تَنْزِيلًا (23)
المسائل:
- من المخاطب في الآية. ك،س،ش
- العلة من التنزيل. س
- فائدة قوله تنزيلاً. ش
- المعنى الإجمالي للآية. ك،س،ش

خلاصة أقوال المفسرين:
- من المخاطب في الآية:
هو النبي صلى الله عليه وسلم- ذكره ابن كثير والسعدي وأشار إليه الأشقر.

- العلة من التنزيل:
ذكرها السعدي بقوله "فيه الوعدُ والوَعيدُ، وبيانُ كلِّ مَا يَحْتَاجُه العِبادُ، وفيهِ الأمْرُ بالقِيَامِ بأوامِرِه وشرائعِه أَتَمَّ القِيامِ، والسَّعْيُ في تَنْفِيذِها، والصبرُ على ذلك."

- فائدة قوله تنزيلاً:
ذكرها الأشقر بقوله " أيْ: فَرَّقْنَاهُ في الإنزالِ ولم نُنْزِلْه جُملةً واحدةً".

- المعنى الإجمالي للآية:
يقول تعالى ممتنًّا على رسوله صلّى اللّه عليه وسلّم بما نزّله عليه من القرآن العظيم تنزيلًا.

فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آَثِمًا أَوْ كَفُورًا (24)
المسائل:
- علاقة الآية بما قبلها. ك
- المراد بقوله آثماً. ك،س،ش
- المراد بقوله كفوراً. ك،س،ش
- المعنى الإجمالي للآية. ك،س،ش

خلاصة أقوال المفسرين:
- علاقة الآية بما قبلها:
ذكره ابن كثير بقوله " كما أكرمتك بما أنزلت عليك، فاصبر على قضائه وقدره، واعلم أنّه سيدبرك بحسن تدبيره".

- المراد بقوله آثماً:
أي من ارتكب إثماً أو معصيةً - ذكره السعدي والأشقر.
وقيل أي الفاجر في أفعاله - ذكره ابن كثير.
وقيل هو عتبة بن ربيعة - ذكره الأشقر.

- المراد بقوله كفوراً:
أي الكافر بقلبه - ذكره ابن كثير
وقيل هو الوليد بن المغيرة - ذكره الأشقر.

- المعنى الإجمالي للآية:
أي: كما أكرمتك بما أنزلت عليك، فاصبر على قضائه وقدره، واعلم أنّه سيدبرك بحسن تدبيره، {ولا تطع منهم آثمًا أو كفورًا} أي: لا تطع الكافرين والمنافقين إن أرادوا صدّك عمًّا أنزل إليك بل بلّغ ما أنزل إليك من ربّك، وتوكّل على اللّه؛ فإنّ اللّه يعصمك من النّاس. فالآثم هو الفاجر في أفعاله، والكفور هو الكافر بقلبه).

وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (25)
المسائل:
- علاقة الآية بما قبلها. س
- المراد بقوله بكرةً وأصيلاً. ك،س،ش
- المعنى الإجمالي للآية. ك،س،ش

خلاصة أقوال المفسرين:
- علاقة الآية بما قبلها:
ذكرها السعدي بقوله "ولَمَّا كانَ الصبْرُ يُساعِدُه القيامُ بعبادةِ اللَّهِ والإكثارُ مِن ذِكْرِه، أَمَرَه اللَّهُ بذلك"

- المراد بقوله بكرةً وأصيلاً:
أول النهار وآخره - ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.
اي صلاة الصبح وصلاة العصر - ذكره الأشقر.

- المعنى الإجمالي للآية:
ولَمَّا كانَ الصبْرُ يُساعِدُه القيامُ بعبادةِ اللَّهِ والإكثارُ مِن ذِكْرِه، أَمَرَه اللَّهُ بذلك، فقالَ: {وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلاً}؛ أي: أوَّلَ النهارِ وآخِرَه، فدَخَلَ في ذلك الصلواتُ المكتوباتُ وما يَتْبَعُها مِن النوافلِ والذِّكْرِ، والتسبيحِ والتهليلِ والتكبيرِ في هذه الأوقاتِ.

وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا (26)
المسائل:
- المطلق الذي تم تقييده بآية سورة المزمل. س
- المعنى الإجمالي للآية. ك،س،ش

خلاصة أقوال المفسرين:
- المطلق الذي تم تقييده بآية سورة المزمل:
وذلك في قوله: {وَسَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً} وقد تَم تَقييدُ هذا الْمُطْلَقِ بقولِه: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلاً}سورة المزمل - ذكره السعدي

- المعنى الإجمالي للآية:
({وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ}؛ أي: أَكْثِرْ له مِن السجودِ، ولا يكونُ ذلك إلاَّ بالإكثارِ مِن الصلاةِ.
{وسبحه ليلاً طويلاً}: وذلك كقوله: {يا أيّها المزّمّل قم اللّيل إلا قليلا نصفه أو انقص منه قليلا أو زد عليه ورتّل القرآن ترتيلا} _ ذكره ابن كثير والسعدي.

إِنَّ هَؤُلَاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا (27)}
المسائل:
- مرجع الضمير في الآية. ك،س،ش
- المراد بالعاجلة. ك،س،ش
- المراد بقوله ويذرون. ك،س،ش
- المراد بيوماً ثقيلاً. ك،س،ش
- دلالة قوله ثقيلاً. ش
المعنى الإجمالي للآية. ك،س،ش

خلاصة أقوال المفسرين:
- مرجع الضمير في الآية:
كفار مكة، ومن هم على شاكلتهم في الكفر - ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.

- المراد بالعاجلة:
هي الدنيا - ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.

- المراد بقوله ويذرون:
أي يتركون العمل، ولا يستعدون لهذا اليوم - ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.

- المراد بيوماً ثقيلاً:
هو يوم القيامة - ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.

- دلالة قوله ثقيلاً:
سُمِّيَ ثَقيلاً لِمَا فيه مِن الشدائدِ والأهوالِ - ذكره الأشقر.

- المعنى الإجمالي للآية:
{إِنَّ هَؤُلَاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ} يَعنِي كُفَّارَ مَكَّةَ، ومَن هو مُوَافِقٌ لهم، يُحِبُّونَ الدارَ العاجلةَ، وهي دارُ الدنيا.
{وَيَذَرُونَ وَرَاءهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا} وهو يومُ القيامةِ، وسُمِّيَ ثَقيلاً لِمَا فيه مِن الشدائدِ والأهوالِ، فهم لا يَسْتَعِدُّونَ له ولا يَعْبَؤُونَ به) - ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.

السؤال الرابع:
تكرر التذكير بيوم القيامة في القرآن بأوصاف مختلفة، بيّن الحكمة من هذا التكرار وهذا التنويع من خلال ما درست.

الحكمة من تكرار التذكير بيوم القيامة بأوصاف مختلفة هو بيان مالهذا اليوم من شأن عظيم، وهول كبير، فيستعد العباد له أشد استعداد، فيعمل العاملون ويبطل المبطلون، ويفصل الله عز وجل بين العباد فهو يوم الفصل وهو يوم الدين فيدين الله عباده فيوفيهم أعمالهم غير منقوص.

السؤال الخامس: استدلّ لما يلي مما درست.
أ: تكفّل الله تعالى ببيان معاني القرآن كما تكفّل ببيان ألفاظه.
الدليل: في قوله تعالى { إن علينا جمعه وقرآنه* فإذا قرأناه فاتبع قرآنه* ثم إن علينا بيانه}سورة القيامة.
وجه الاستدلال: قوله تعالى إن علينا جمعه أي في صدرك فلا تنساه ، وقرآنه أي تلاوته بألفاظه دون أي خلل ،ثم إن علينا بيانه: أي بيانه وتوضيح معانيه للناس.

ب: الحكمة من خلق الإنسان.
الدليل : في قوله تعالى { إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعاً بصيراً}سورة الإنسان.
وجه الاستدلال : في قوله تعالى نبتليه: أي لنختبره ، وننظر ماذا يعمل هل يتبع الهدى والخير ، أم يسلك طريق الضلال والشر.

ج: فضل الصدقة
الديل في قوله تعالى{ ويطعمون الطعام على حبه ....} الآيات إلى قوله تعالى{ إن هذا كان لكم جزاءاً وكان سعيكم مشكوراً} سورة الإنسان.
وجه الاستدلال : في قوله تعالى ويطعمون الطعام: ففي هذا بيان لأداء الصدقات لوجه الله تعالى، ثم بين تعالى ماأعده لهم من النعيم جزاءاً لما أدوه من الصدقات قاصدين وجهه تعالى.

د: إثبات صفة العلوّ لله تعالى.
الدليل في قوله تعالى { إنا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلاً}سورة الإنسان.
وجه الاستدلال : في قوله نزلنا وتنزيلاً : فمعلوم أن الإنزال والتنزيل يكون من العلو إلى الأدنى، فيدل ذلك على علو الله تعالى على خلقه .

ه: رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة.
الدليل : في قوله تعالى { وجوه يومئذٍ ناضرة إلى ربها ناظرة}سورة القيامة.
وجه الاستدلال : في قوله تعالى إلى ربها ناظرة: فناظرة في اللغة من النظر، فأهل الجنة أصحاب الوجوه النضرة المبتهجة ينظرون إلى ربهم جل وعلا بنص الآية.

السؤال السادس: اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير قوله تعالى:-
أ: كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ (26) وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ (27) وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ (28) وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ (29) إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ (30) فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى (31) وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (32) ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى (33) أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (34) ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (35) أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى (36) أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى (37) ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى (38) فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (39) أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى (40)} القيامة.
- على كل مؤمن بربه موقن بالحساب أن يعمل لهذا اليوم ، ولا يثنيه عن العمل للآخرة تثبيطٌ ولا تخذيل، وليحاسب نفسه قبل أن يُحاسَب.
- لا يغتر العبد بنفسه مهما آتاه الله من الملك والجاة، فلينظر لنفسه وليتفكر أين هو من الخالق العظيم، وليعلم إنه أحقر من أن يغتر أو يتكبر فخلق السماوات والأرض أعظم وأكبر من خلق الناس أجمعين كما قال تعالى في محكم التنزيل { لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس ولكن أكثر الناس لا يعلمون} فعلام يغتر وعلام يتكبر!.
- لابد للعبد أن يتفكر في خلق الله، فالتفكر في مخلوقات الله من حولنا عبادة عظيمة تجلب للنفس التوكل على الخالق الدبر ، وتعظيمه ، والخوف منه سبحانه، والإنابة إليه والتوبة من كل ما يوجب غضب الجبار.
هذا والله تعالى أعلى وأعلم.

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 23 صفر 1437هـ/5-12-2015م, 03:51 PM
لمياء لمياء غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 322
افتراضي

مجلس مذاكرة تفسير بقية سورة الحشر، وسورة الممتحنة، وسورة الصف.

أجب على الأسئلة التالية:

السؤال الأول: اذكر المعنى اللغوي للمفردات التالية:-
أ: شتّى: مُتباغِضَةٌ متَفَرِّقَةٌ متَشَتِّتَةٌ.
ب: يثقفوكم: يجدوكم ويقدروا عليكم.
ج: زاغوا: نصرفوا عن الحق وتركوه بعلمهم.

السؤال الثاني: اذكر مع الترجيح الأقوال الواردة في تفسير قوله تعالى:-
أ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآَخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ (13)) الممتحنة.
القول الأول: أي كما يئس الكفّار الأحياء من قراباتهم الّذين في القبور أن يجتمعوا بهم بعد ذلك؛ لأنّهم لا يعتقدون بعثًا ولا نشورًا، فقد انقطع رجاؤهم منهم فيما يعتقدونه ، وهو قول ابن عباس والحسن وقتادة - ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.
والقول الثّاني: معناه: كما يئس الكفّار الّذين هم في القبور من كلّ خيرٍ.
وهذا قول ابن مسعود ومجاهدٍ، وعكرمة، ومقاتلٍ، وابن زيدٍ، ومنصور - ذكره ابن كثير والسعدي.
وكلا القولين صحيح والجمع بينهما أولى.

ب: سبب نزول سورة الصف.
القول الأول: أنها نزلت في قوم من المؤمنين أنهم قالوا: لو نعلم أحبّ الأعمال إلى اللّه لعملنا به. فدلّهم اللّه على أحبّ الأعمال إليه، فقال: {إنّ اللّه يحبّ الّذين يقاتلون في سبيله صفًّا} فبيّن لهم، فابتلوا يوم أحدٍ بذلك، فولّوا عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم مدبرين، فأنزل اللّه في ذلك: {يا أيّها الّذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون}؟ وقال: أحبّكم إليّ من قاتل في سبيلي، وهو قول ابن عباس - ذكره ابن كثير والأشقر.

القول الثاني: أنها نزلت في شأن القتال، يقول الرّجل: "قاتلت"، ولم يقاتل وطعنت" ولم يطعن و "ضربت"، ولم يضرب و "صبرت"، ولم يصبر، وهو قول قتادة والضحاك - ذكره ابن كثير والسعدي.

القول الثالث: نزلت في قومٍ من المنافقين، كانوا يعدون المسلمين النصر، ولا يفون لهم بذلك، وهو قول ابن يزيد- ذكره ابن كثير.
والقول الأول هو الصحيح وما بعده مثال لما نزلت فيه الآية.

السؤال الثالث:
أ: اذكر سبب قبول النبي صلى الله عليه وسلم عذر حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه.
لأنه شهد بدراً ولعل الله اطلع إلى قلوبهم فقال اعملوا ماشئتم فقد غفرت لكم، فقد كان المؤمنون يوم بدرٍ قلة، وهذه فتنة عظيمة، وتمحيص لما في القلوب من الإيمان الصادق، فليس بعد التحام السيوف فوق الرؤوس ابتلاء وامتحان، فلما ثبت حاطب بن بلتعة في هذا الامتحان صدقه النبي صلى الله عليه وسلم وقبل عذره.

ب: اذكر علّة تحريم موالاة أهل الكفر.
لأن أهل الكفر يكرهون دين الله الحق ويحادون الله ورسوله بغضاً وكرهاً، بل ويفترون على الله عز وجل الكذب ويؤذون رسوله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين، فكيف لمن في قلبه ذرة من حب لله ورسوله ودينه الحق أن يوالي هؤلاء، فهذا يورث النفاق والعياذ بالله ومن ثم الخروج من الإسلام.

ج: فيمن نزل قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ...(10)) الممتحنة.
قيل أنها نزلت في أمّ كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط حين خرجت مهاجرة إلى المدينة، فخرج أخواها عمارة والوليد حتّى قدما على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فكلّماه فيها أن يردّها إليهما، فنقض اللّه العهد بينه وبين المشركين في النّساء خاصّةً، ومنعهنّ أن يرددن إلى المشركين، وأنزل اللّه آية الامتحان.

د: بيّن كيف تكون نصرة الله كما أمر في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ...(14)) الصف.
بالأقوالِ والأفعالِ، وذلكَ بالقيامِ بدِينِ اللَّهِ، والحِرْصِ على تَنفيذِه على الغَيْرِ، وجِهادِ مَن عانَدَه ونابَذَه بالأبدانِ والأموالِ، ومَن نَصَرَ الباطلَ بما يَزْعُمُه مِن العلْمِ، ورَدَّ الحقَّ بدَحْضِ حُجَّتِه، وإقامةِ الْحُجَّةِ عليه والتحذيرِ منه.
ومِن نَصْرِ دِينِ اللَّهِ تَعَلُّمُ كتابِ اللَّهِ وسُنَّةِ رَسولِه، وتَعليمُه والحثُّ على ذلك، والأمرُ بالمعروفِ والنَّهْيُ عن الْمُنْكَرِ.

السؤال الرابع: فسّر باختصار قوله تعالى:-
أ: (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24)) الحشر.
{هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22)} : أَخْبَرَ تعالى أنَّه {اللَّهُ} الْمَأْلُوهُ المعبودُ الذي {لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ}؛ وذلكَ لكَمالِه العظيمِ، وإحسانِه الشامِلِ، وتَدبيرِه العامِّ.
وكلُّ إلهٍ غيرُه فإنَّه بَاطِلٌ، لا يَستحِقُّ مِن العِبادةِ مِثقالَ ذَرَّةٍ؛ لأنَّه فَقيرٌ عاجِزٌ ناقِصٌ، لا يَمْلِكُ لنفْسِه ولا لغيرِه شيئاً.
ثم وَصَفَ نفْسَه بعُمومِ العِلْمِ، الشامِلِ لِمَا غابَ عن الخَلْقِ وما يُشاهِدُونَه، وبعُمومِ رَحمتِه، التي وَسِعَتْ كلَّ شيءٍ، ووَصَلَتْ إلى كلِّ حَيٍّ).

{هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23)}: ثم كَرَّرَ ذِكْرَ عُمومِ إلَهِيَّتِه وانفرادِه بها، وأنَّه المالِكُ لجميعِ الْمَمالِكِ، فالعالَمُ العُلْوِيُّ والسُّفْلِيُّ وأهلُه، الجميعُ مَماليكُ للهِ، فُقراءُ مُدَبَّرُونَ.
{الْقُدُّوسُ السَّلاَمُ}؛ أي: الْمُقَدَّسُ السالِمُ مِن كلِّ عَيْبٍ وآفَةٍ ونَقْصٍ، المُعظَّمُ الْمُمَجَّدُ؛ لأنَّ القُدُّوسَ يَدُلُّ على التَّنزِيهِ مِن كلِّ نقْصٍ، والتعظيمِ للهِ في أوصافِه وجَلالِه.
{الْمُؤْمِنُ}؛ أي: الْمُصَدِّقُ لرُسُلِه وأنبيائِه بما جَاؤُوا به بالآياتِ البَيِّنَاتِ والبَراهِينِ القاطعاتِ والْحُجَجِ الواضحاتِ.
{الْعَزِيزُ} الذي لا يُغَالَبُ ولا يُمانَعُ، بل قدْ قَهَرَ كلَّ شيءٍ، وخَضَعَ له كلُّ شيءٍ.
{الْجَبَّارُ} الذي قَهَرَ جَميعَ العِبادِ، وأَذْعَنَ له سائرُ الخلْقِ، الذي يَجْبُرُ الكَسِيرَ، ويُغنِي الفَقِيرَ.
{الْمُتَكَبِّرُ} الذي له الكِبرياءُ والعَظَمَةُ، الْمُتَنَزِّهُ عن جميعِ العُيوبِ والظُّلْمِ والْجَوْرِ.
{سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ} وهذا تَنْزِيهٌ عامٌّ عن كلِّ ما وَصَفَه به مَن أشْرَكَ به وعانَدَه).

{هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24)} : {هُوَ اللهُ الْخَالِقُ} أي: الْمُقَدِّرُ للأشياءِ على مُقتضَى إرادتِه ومَشيئتِه.
{الْبَارِئُ} أي: الْمُنْشِئُ المختَرِعُ للأشياءِ الْمُوجِدُ لها.
{الْمُصَوِّرُ} أي: الموجِدُ للصُّوَرِ المركِّبُ لها على هَيْئَاتٍ مُختَلِفَةٍ.
{لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} قد تَقَدَّمَ بيانُها في سورةِ (الأعرافِ الآيةِ 180) {يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} أيْ: يَنطِقُ بتَنزيهِه بلسانِ الحالِ أو الْمَقالِ كلُّ ما فيهما).

ب: (وَإِنْ فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعَاقَبْتُمْ فَآَتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْوَاجُهُمْ مِثْلَ مَا أَنْفَقُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ (11)) الممتحنة.
{وَإِن فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِّنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ} بأن ارْتَدَّتِ المسلِمَةُ فرَجَعَتْ إلى دارِ الكفْرِ ولو أهْلِ كتابٍ.
{فَعَاقَبْتُمْ} أيْ: كانتِ الغَنيمةُ لكم حتى غَنِمْتُم.
{فَآتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْوَاجُهُم مِّثْلَ مَا أَنفَقُوا}: أُمِرُوا أنْ يُعْطُوا الذينَ ذَهَبَتْ أزواجُهم مثلَ مُهورِهِنَّ مِن الفَيْءِ والغَنيمةِ إذا لم يَرُدَّ عليه المشْرِكونَ مَهْرَها.
{وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنتُم بِهِ مُؤْمِنُونَ}: احْذَرُوا أنْ تَتَعَرَّضُوا لشيءٍ مما يُوجب العقوبة عليكم.

السؤال الخامس: استدلّ لما يلي مما درست.
أ: ضرورة محاسبة العبد لنفسه وتفقده لها.
الدليل : قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ
(الحَشر : 18)
وجه الاستدلال: قوله تعالى {ولتنظر نفس ما قدمت لغدٍ} ففيها حثٌ من الله تعالى لعباده على محاسبة أنفسهم على ما قدمت ليوم الوقوف بين يدي الله تعالى فيحاسبهم، فمن حاسب نفسه قبل يوم الحساب منعها من الانسياق وراء الهوى، وأمرها بالازدياد من الطاعا،ت، فنجى من الهلاك وفاز بالجنات.

ب: النهي عن الاستغفار للمشركين ولو كانوا من أهل القرابة، وبيّن علّة النهي.
الدليل: في قوله تعالى {قد كانت لكم أسوةٌ حسنةٌ في إبراهيم والّذين معه إذ قالوا لقومهم إنّا برآء منكم وممّا تعبدون من دون اللّه كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدًا حتّى تؤمنوا باللّه وحده إلّا قول إبراهيم لأبيه لأستغفرنّ لك وما أملك لك من اللّه من شيءٍ ربّنا عليك توكّلنا وإليك أنبنا وإليك المصير (4)
وجه الاستدلال: في استثناء قول إبراهيم لأبيه آزر {لأستغفرن لك}، فحث تعالى المؤمنين على الاقتداء بإبراهيم عليه السلام، واستثنى من ذلك الاقتداء استغفاره لأبيه، فنهاهم عن ذلك بقوله {إلا قول إبراهيم لأبيه لأستغفرن لك}.
وعلة ذلك: أن الله تعالى قال في كتابه { إن الله لا يفغر أن يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء} ، فقد قضى الله تعالى ألا يغفر لمشرك، فمن أشرك بالله غيره حق عليه الوعيد بالخلود في العذاب، فلا يقبل الله فيهم شفاعة ولا دعاء ولا استغفار، فليس لمؤمن أن يحاجج عمن أشرك بربه وعبد من دونه آلهة أخرى ، فلشدة قبح هذا الفعل لا يغفره الله أبداً، نسأل الله السلامة والعافية.

السؤال السادس: اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير قوله تعالى:-
أ: (كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16) فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (17)) الحشر.
ب: (لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآَنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (21)) الحشر.
- من أراد النجاة من غضب الله ومقته ألا يتبع شياطين الأنس والجن مهما زينوا له المعاصي وبغضوا إليه الطاعات، فعنده بصائر وهدى ونور في كتاب الله وحبله المتين فليتبعها ولا يبالي بوسوسات الشياطين.
- على العباد أن يقرأوا كلام الله عز وجل بتدبر وتؤدة، وليعظموه فلا يهجروه، فإنه كلام الله تكلم به عز وجل حقيقة بحرفٍ وصوت، فليستشعر المرء ذلك وليقم بحقه، فإنه من دلائل الخشية وحب الله جل وعلا.
والله تعالى أعلى وأعلم

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 11 ربيع الأول 1437هـ/22-12-2015م, 11:44 AM
لمياء لمياء غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 322
افتراضي

مجلس مذاكرة تفسير سور: الجمعة، والمنافقون، والتغابن
.

الإجابة :
أجب على الأسئلة التالية:
السؤال الأول: اذكر المعنى اللغوي للمفردات التالية:-
أ: يزكيهم: أيْ: يُطَهِّرُهم مِن دَنَسِ الكفْرِ والذنوبِ وسَيِّئِ الأخلاقِ.
وقيلَ: يَجعلُهم أزكياءَ القلوبِ بالإيمانِ.

ب: الفاسقين: أي: الكاملينَ في الخروجِ عن الطاعةِ، والانهماكِ في مَعاصِي اللهِ.

ج: يؤفكون: أي: كيف يصرفون عن الهدى إلى الضّلال.

السؤال الثاني: استخلص المسائل ولخّص أقوال المفسّرين في تفسير قوله تعالى:
أ: (هو الّذي بعث في الأمّيّين رسولًا منهم يتلو عليهم آياته ويزكّيهم ويعلّمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلالٍ مبينٍ (2)) الجمعة.

المسائل التفسيرية:
- المعنى اللغوي للأميين. ش
- المراد بالأميين في الآية. ك،س،ش
- المقصود بآياته في الآية. س،ش
- معنى يزكيهم. ك،س،ش
- معنى قوله ويعلمهم الكتاب والحكمة. ك،س،ش
- المقصود بضلالٍ مبين. ش
- المعنى الإجمالي للآية. ك،س،ش

تلخيص أقوال المفسرين:
- المعنى اللغوي للأميين:
الأمي هو الذي لا يَكتُبُ ولا يَقرأُ المكتوبَ - ذكره الأشقر.

- المراد بالأميين في الآية:
هم العرب - ذكره ابن كثير والأشقر.
وقيل: المرادُ بالأُمِّيِّينَ الذينَ لا كتابَ عندَهم، ولا أثَرَ رِسالةٍ مِن العرَبِ وغيرِهم مِمَّن لَيسوا مِن أهلِ الكتابِ - ذكره السعدي.

- المقصود بآياته في الآية:
قيل : القرآن - ذكره ابن كثير والأشقر.
وقيل : أعم من ذلك ؛ هي الآيات القاطعةَ الموجِبَةَ للإيمانِ واليَقِينِ - ذكره السعدي.

- معنى يزكيهم:
{وَيُزَكِّيهِمْ}؛ بأنْ يُفَصِّلَ لهم الأخلاقَ الفاضلةَ، ويَحُثَّهم عليها ويَزْجُرَهم عن الأخلاقِ الرَّذيلةِ - ذكره السعدي وابن كثير.
وقيل: أي يُطَهِّرُهم مِن دَنَسِ الكفْرِ والذنوبِ وسَيِّئِ الأخلاقِ، وهو قريب من الأول - ذكره الأشقر.
وقيلَ: يَجعلُهم أزكياءَ القلوبِ بالإيمانِ - ذكره الأشقر.

- معنى قوله ويعلمهم الكتاب والحكمة:
هو عِلْمَ الكتابِ والسُّنَّةِ المُشتَمِلَ علَى عُلومِ الأَوَّلِينَ والآخِرِينَ - ذكره السعدي والأشقر، وأشار إليه ابن كثير.
وقيل : الكتابُ الخطُّ بالقلَمِ، والحكمَةُ الفقْهُ في الدِّينِ، وهو قول مالِكُ بنُ أنَسٍ - ذكره الأشقر.

- المقصود بضلالٍ مبين
أي يَتَعَبَّدُونَ للأصنامِ والأشجارِ والأحْجارِ، ويَتَخَلَّقُونَ بأخلاقِ السِّباعِ الضارِيَةِ، يَأكُلُ قَوِيُّهم ضَعِيفَهم، وقدْ كانوا في غايةِ الجَهْلِ بعُلومِ الأنبياءِ - ذكره السعدي.
وقيل: أي شركٍ وذهاب عن الحق، وهو قول مجمل لما سبق - ذكره الأشقر.

- المعنى الإجمالي للآية:
وهذه الآية هي مصداق إجابة اللّه لخليله إبراهيم، حين دعا لأهل مكّة أن يبعث اللّه فيهم رسولًا منهم يتلو عليهم آياته ويزكّيهم ويعلّمهم الكتاب والحكمة. فبعثه اللّه سبحانه وتعالى وله الحمد والمنّة، على حين فترةٍ من الرّسل، وطموس من السّبل، وقد اشتدّت الحاجة إليه، وقد مقت اللّه أهل الأرض عربهم وعجمهم، إلّا بقايا من أهل الكتاب -أي: نزرًا يسيرًا-ممّن تمسّك بما بعث اللّه به عيسى ابن مريم عليه السّلام؛ ولهذا قال تعالى: {هو الّذي بعث في الأمّيّين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكّيهم ويعلّمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلالٍ مبينٍ} وذلك أنّ العرب كانوا [قديمًا] متمسّكين بدين إبراهيم [الخليل] عليه السّلام فبدّلوه وغيّروه، وقلبوه وخالفوه، واستبدلوا بالتّوحيد شركًا وباليقين شكًّا، وابتدعوا أشياء لم يأذن بها اللّه وكذلك أهل الكتابين قد بدّلوا كتبهم وحرّفوها وغيّروها وأوّلوها، فبعث اللّه محمّدًا صلوات اللّه وسلامه عليه بشرعٍ عظيمٍ كاملٍ شاملٍ لجميع الخلق، فيه هدايتهم، والبيان لجميع ما يحتاجون إليه من أمر معاشهم ومعادهم، والدّعوة لهم إلى ما يقرّبهم إلى الجنّة، ورضا اللّه عنهم، والنّهي عمّا يقرّبهم إلى النّار وسخط اللّه. حاكمٌ، فاصلٌ لجميع الشّبهات والشّكوك والرّيب في الأصول والفروع - ذكره ابن كثير وذكر نحوه السعدي والأشقر.

السؤال الثالث:
2: ما المراد بالسعي للصلاة في يوم الجمعة؟
أي اقصدوا واعمدوا واهتمّوا في مسيركم إليها، والسعي هنا بالقلب واهتمام الجوارح وليس المراد بالسعي هاهنا المشي السّريع، وإنّما هو الاهتمام بها - وهو قول الحسن وقتادة ، ودلت عليه الأحاديث الصحيحة.

3: اذكر مرجع اسم الإشارة في قوله تعالى: (ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (4)) الجمعة.
مرجع اسم الإشارة إلى ابتعاث النبي صلى الله عليه وسلم إلى الأمة الأمية وهو منهم، ليزكيهم ويعلمهم دينهم ، ويعلمهم علم الكتاب والسنة.

4: بيّن ما يفيده مجيء قوله تعالى: {واللّه يعلم إنّك لرسوله} في الآية الأولى من سورة المافقون.
تَصديقٌ مِن اللهِ عزَّ وجلَّ لِمَا تَضَمَّنَه كلامُهم مِن الشهادةِ لمحمَّدٍ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالرسالةِ؛ ولئلاَّ يُفْهَمَ عَوْدُ التكذيبِ التالي إلى ذلك.

5: ما المراد بيوم التغابن؟ ولم سمّي بذلك؟
أي يوم القيامة، وسمي بالتغابن لأنه يوم يظهر فيهِ التغابُنُ والتفاوُتُ بينَ الخلائقِ، ويَغْبِنُ المُؤمنونَ الفاسقِينَ، ويَعْرِفُ المُجْرِمونَ أنَّهم على غيرِ شيءٍ، وأنَّهم هم الخَاسِرونَ.

السؤال الرابع: استدل لما يلي وبيّن وجه الاستدلال:-
أ: عموم بعثة النبي صلى الله عليه وسلم.
الدليل: في قوله تعالى {وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ} سورة الجمعة.
وجه الاستدلال: في قوله "وآخرين منهم " والمقصود أي آخرين غير الأميين، وهو يشمل ماعدا العرب الأميين الأوائل الذين شهدوا بعثة النبي صلى الله عليه وسلم من المتأخرين أو العجم ، فرلك دليل على عموم بعثة النبي صلى الله عليه وسلم للناس كافة، عربهم وعجمهم.

ب: وجوب العمل بالعلم.
الدليل: قوله تعالى {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا} سورة الجمعة.
وجه الاستدلال: ذم الله تعالى في هذه الآية لليهود الذين علموا ما في التوراة وحفظوها، لكنهم لم يعملوا بها، فيستدل من هذا الذم وجوب العمل بالعلم.

ج: بطلان ادعاء اليهود أنهم أولياء لله من دون الناس.
الدليل: في قوله تعالى {قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (6) وَلَا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ} سورة الجمعة.
وجه الاستدلال: في قوله تعالى " ولا يتمنونه أبداً بما قدمت أيديهم" فدلت الآية على أن اليهود كاذبين في زعمهم أنهم أولياء لله، فلو كانوا صادقين لتمنوا الموت لينالوا هذه الكرامة ولتعجلوه، ولكنهم يعلمون أنهم كاذبون في ادعائهم هذا، فلم يتمنوه ولن يفعلوا أبداً.

السؤال الخامس: :-
أ: اكتب رسالة في حوالي عشرة أسطر تبيّن فيها خطر النفاق على الأمة مستفيدا من دراستك لتفسير سورة المنافقون.
حذر تعالى من المنافقين وخطرهم على الأمة في أكثر من موضع في التنزيل ، كما في سورة المنافقون، وذلك لأنهم عدو خفي، يعمل في الخفاء، فيظهرون الإيمان ويبطنون الكفر، وفي ذلك الخطر الأعظم لتوهم المؤمنون أنهم منهم، فيلبس عليهم المنافقون دينهم ويثبطونهم بل ويصدونهم عن سبيل الله وعن الأعمال الصالحة، وإخطر من ذلك أنهم يظاهرون ويوالون أهل الكفر على المؤمنين.
فقال تعالى {هم العدو فاحذرهم}تنبيهاً على خطرهم على أمة الإسلام، وذلك لأن المنافقين في كل زمانٍ ومكان يتحالفون ويوالون الكفار والمشركين ضد المسلمين، كما فعل سلفهم ابن سلول.
وقال تعالى {هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا}
فهذا هو ديدن المنافقين في كل زمان ومكان، تشتيت المؤمنين وتفريقهم وكسر شوكتهم وإضعاف قوتهم، والوقيعة بينهم، فيفرحون بمصاب المؤمنين، فالحذر الحذر من هؤلاء وإن حسنت أقوالهم وصورهم، فهم الشياطين في قوالب إنسية حسنة، قاتلهم الله أنى يؤفكون.

السؤال السادس: اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير قوله تعالى:-
أ: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (11) وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاَغُ الْمُبِينُ (12) اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (13)}
- المؤمن الحق يرضى بقضاء الله وقدره، وأن ما أصابه لم يكن ليخطأه، وأن كل أمر قدره الله عز وجل لحكمه قد يدركها المرء أو تكون خافية عنه، وأمر الله كله خير للمؤمن، فلا يجزع ولا يقنط.
- على من أراد الفلاح والنجاة من الهلاك أن يطيع الله ورسوله، وطاعة النبي صلى الله عليه وسلم من طاعة الله عز وجل ، وهو من دلائل الإيمان بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
- المؤمن لا يتوكل إلا على ربه، فهو حسبه ونعم الوكيل، ومن توكل على غير الله وكله الله له فهلك، فما من مخلوق ولا كائن إلا وتصريفه وأمره بيد الخالق العظيم، فكيف يتوكل المخلوق على مخلوقٍ ضعيف مثله ليس له من أمره شيئ، فهذا من أعظم الغبن.

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 24 ربيع الأول 1437هـ/4-01-2016م, 11:17 AM
لمياء لمياء غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 322
افتراضي

مجلس مذاكرة تفسير سورتي: الطلاق والتحريم.


[color="rgb(139, 0, 0)"]أجب على الأسئلة التالية:
السؤال الأول: اذكر المعنى اللغوي للمفردات التالية:-[/color]
أ: وُجْدِكم: الوجد هو : السعة والطاقة.
ب: قانتات: القنوت هو دوام الطاعة واستمرارها.
ج: سائحات: السياحة في هذه الأمة هي الصيام، كما ورد بذلك الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

[color="rgb(139, 0, 0)"]السؤال الثاني: استخلص المسائل ولخّص أقوال المفسّرين في تفسير قوله تعالى:-[/color]
أ: {يا أيّها النّبيّ إذا طلّقتم النّساء فطلّقوهنّ لعدّتهنّ وأحصوا العدّة واتّقوا اللّه ربّكم لا تخرجوهنّ من بيوتهنّ ولا يخرجن إلّا أن يأتين بفاحشةٍ مبيّنةٍ وتلك حدود اللّه ومن يتعدّ حدود اللّه فقد ظلم نفسه لا تدري لعلّ اللّه يحدث بعد ذلك أمرًا (1) } الطلاق.
علوم الآية:
سبب نزول الآية. ك

المسائل التفسيرية:
- من المخاطب في الآية. ك،س،ش
- فائدة الخطاب بيأيها النبي ابتداءاً. ك،س،ش
- معنى قوله تعالى {فطلقوهن لعدتهن}. ك،س،ش
- معنى قوله تعالى {وأحصوا العدة}. ك،س،ش
- من المخاطب والمعني بإحصاء العدة. س،ش
- فائدة إضافة البيوت لهن. ش
- الحكمة من عدم إخراج المطلقة من بيت زوجها. س
- المراد بالفاحشة. ك،س،ش
- المراد بحدود الله. ك،س،ش
- معنى قوله تعالى {ومن يتعد حدود الله}. ك،س،ش
- المراد بظلم النفس. ك،س،ش
- معنى قوله تعالى{لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً}. ك،س،ش
- ما الحكمة من تشريع العدة للمطلقة الرجعية. سغ

تحرير أقوال المفسرين:
علوم الآية:
- سبب نزول الآية:
أورد ابن كثير عدة أسباب لنزول الآية منها تطليق النبي صلى الله عليه وسلم لحفصة أم المؤمنين رضي الله عنها ، ثم راجعها.
ومنها تطليق ابن عمر رضي الله عنهما لامرأته في حيضها، ومنها غير ذلك لقصص مشابهة.

المسائل التفسيرية:
- من المخاطب في الآية.
هو النبي صلى الله عليه وسلم ابتداءاً وأمته من بعده - ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.

- فائدة الخطاب بيأيها النبي ابتداءاً.
تشريفاً وتعظيماً له - ذكره غبن كثير والسعدي والأشقر.

- معنى قوله تعالى {فطلقوهن لعدتهن}.
أيْ: لأجْلِ عِدَّتِهِنَّ، بأنْ يُطَلِّقَها زَوْجُها وهي طاهرٌ في طُهْرٍ لم يُجامِعْها فيه، وهو قول عبد الله بن مسعود وابن عمر ومجاهد وعطاء والحسن وجماعة - ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.

- معنى قوله تعالى {وأحصوا العدة}.
أي: احفظوها واعرفوا ابتداءها وانتهاءها - ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.

- من المخاطب والمعني بإحصاء العدة.
الخطاب للزوج والمرأة إن كانت مكلفة وإلا لوليها - ذكره السعدي.
وقيل : الخطاب للزوج - ذكره الأشقر.

- فائدة إضافة البيوت لهن.
أضافَ البيوتَ إليهنَّ لبيانِ كمالِ استحقاقِهِنَّ للسُّكْنَى في مُدَّةِ العِدَّةِ - ذكره الأشقر.

- الحكمة من عدم إخراج المطلقة من بيت زوجها.
لأنَّ الْمَسْكَنَ يَجِبُ على الزوْجِ للزوجةِ لِتَسْتَكْمِلَ فيه عِدَّتَها التي هي حقٌّ مِن حُقوقِه، وأمَّا النهْيُ عن خروجِها؛ فلِمَا في خُرُوجِها مِن إضاعةِ حَقِّ الزوْجِ وعَدَمِ صَوْنِه - ذكره السعدي.

- المراد بالفاحشة.
قيل : هو الزنى، وهو قول جماعة من الصحابة والتابعين كابن مسعود وابن عباس ومجاهد والحسن وسعيد بن جبير وغيرهم - ذكره ابن كثير والأشقر.
وقيل : هو إذا نشزت المرأة أو بذت على أهل الرّجل وآذتهم في الكلام والفعال، وهو قول ابن عباس وأبي بن كعب وغيرهم - ذكره ابن كثير والسعدي.
والفاحشة تشمل القولين معاً كما ذكره ابن كثير.

- المراد بحدود الله.
أي شرائعه ومحارمه - ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.

- معنى قوله تعالى {ومن يتعد حدود الله}.
بأن يخرج عنها ويتجاوزها إلى غيرها ولا يأتمر بها - ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.

- المراد بظلم النفس.
أي بَخَسَها حَقَّها، وأضاعَ نَصيبَه مِن اتِّباعِ حُدودِ اللَّهِ التي هي الصلاحُ في الدنيا والآخِرةِ - ذكره السعدي وأشار إليه ابن كثير والأشقر.

- معنى قوله تعالى{لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً}.
لعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ في قَلْبِ الْمُطَلِّقِ الرحمةَ والموَدَّةَ، فيُراجِعُ مَن طَلَّقَها، ويَستأنِفُ عِشْرَتَها، فيَتمكَّنُ مِن ذلك مُدَّةَ العِدَّةِ - ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.

- ما الحكمة من تشريع العدة للمطلقة الرجعية.
لأمرين ذكرهما السعدي هما:
1- لعل الزوج أن يندم على تطليقها، أو زوال سبب الطلاق، فيراجعها.
2- ليتبين براءة الرحم من الولد في تلك المدة.

[color="rgb(139, 0, 0)"]السؤال الثالث: اذكر الأقوال الواردة مع الترجيح في:[/color]
1: عدة الحامل المتوفى عنها زوجها.
القول الأول: عدتها بوضع حملها وإن كان بعد الوفاة بفواق ناقة، وهو قول أكثر السلف.
القول الثاني: أن تعتد بأبعد الأجلين الأشهر أو الوضع، وروي هذا القول عن علي وابن عباس رضي الله عنهم.
والقول الأول هو الراجح لحديث سبيعة الأسلمية الذي رواه البخاري ومسلم، ولأن آية سورة النساء نزلت بعد آية سورة البقرة.
والله أعلم

2: المقصود بمن يُنفق عليهن في قوله تعالى: {وإن كنّ أولات حملٍ فأنفقوا عليهنّ حتّى يضعن حملهنّ}.
القول الأول : أن المقصود به البائن، إن كانت حاملًا أنفق عليها حتّى تضع حملها، قالوا: بدليل أنّ الرّجعيّة تجب نفقتها، سواءٌ كانت حاملًا أو حائلًا، وهو قول ابن عباس وجماعة من السلف والخلف.

القول الثاني : أنه في المطلقة طلاقاً رجعياً لأن السياق كلّه في الرّجعيّات، وإنّما نصّ على الإنفاق على الحامل وإن كانت رجعيّةً؛ لأنّ الحمل تطول مدّته غالبًا، فاحتيج إلى النّصّ على وجوب الإنفاق إلى الوضع؛ لئلّا يتوهّم أنّه إنّما تجب النّفقة بمقدار مدّة العدّة.
والأول هو الراجح.

3: سبب نزول سورة التحريم.
سبب النزول ما رواه البخاري في صحيحه عن عائشة قالت: كان النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يشرب عسلًا عند زينب بنت جحش، ويمكث عندها، فتواطأت أنا وحفصة على: أيتنا دخل عليها، فلتقل له: أكلت مغافير؟ إنّي أجد منك ريح مغافير. قال: "لا ولكنّي كنت أشرب عسلًا عند زينب بنت جحش، فلن أعود له، وقد حلفت لا تخبري بذلك أحدًا"

4: تفسير قوله تعالى: {إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا.. (4)} التحريم.
يقول تعالى مخاطباً زوجتي النبي صلى الله عليه وسلم حَفصةَ وعائشةَ رَضِيَ اللَّهُ عنهما، حينَ كانَتَا سَبباً لتحريمِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ على نفْسِه ما يُحِبُّه، فعَرَضَ اللَّهُ عليهما التوبةَ، وعاتَبَهما على ذلك، وأَخْبَرَهما أنَّ قُلوبَكما قدْ صَغَتْ؛ أيْ: مالَتْ وانحرَفَتْ عمَّا يَنبغِي لهنَّ مِن الوَرَعِ والأدَبِ معَ الرسولِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ واحترامِه، وأنْ لا يَشْقُقْنَ عليه.

[color="rgb(139, 0, 0)"]السؤال الرابع: استدل لما يلي وبيّن وجه الاستدلال:-[/color]
أ: وجوب تعظيم جناب النبي صلى الله عليه وسلم واحترامه.
الدليل: قول تعالى {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ (4)
وجه الاستدلال: في قوله {فقد صغت قلوبكما} أي مالَتْ وانحرَفَتْ عمَّا يَنبغِي لهنَّ مِن الوَرَعِ والأدَبِ معَ الرسولِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ واحترامِه، وأنْ لا يَشْقُقْنَ عليه، فدل ذلك على وجوب احترام وتعظيم جناب النبي صلى الله عليه وسلم.

ب: نساء النبي صلى الله عليه وسلم خير النساء وأكملهن.
الدليل: قوله تعالى {عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا (5)}
وجه الاستدلال: أنه لمَّا سَمِعْنَ رضِيَ اللَّهُ عنهنَّ هذا التخويفَ والتأديبَ، بادَرْنَ إلى رِضا رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ، فكانَ هذا الوَصْفُ مُنطَبِقاً عليهنَّ، فصِرْنَ أفضَلَ نِساءِ المُؤْمنِينَ.
وفي هذا دليلٌ على أنَّ اللَّهَ تعالى لا يَختارُ لرسولِه إلاَّ أكمَلَ الأحوالِ وأعْلَى الأُمورِ، فلمَّا اختارَ اللَّهُ لرسولِه بقاءَ نِسائِه المذكوراتِ معَه دَلَّ على أنَّهُنَّ خيرُ النساءِ وأكْمَلُهُنَّ.

ج: حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (ألا كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)
الدليل: قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلاَئِكَةٌ غِلاَظٌ شِدَادٌ لاَ يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ *}.
وجه الاستدلال: في قوله {قوا أنفسكم وإهليكم ناراً}، ووِقايةُ الأهْلِ والأولادِ بتأديبِهم وتَعليمِهم وإجبارِهم على أمْرِ اللَّهِ.
فلا يَسْلَمُ العبدُ إلاَّ إذا قامَ بما أمَرَ اللَّهُ بهِ في نفْسِه وفيمَن تحتَ وَلايتِه مِن الزوجاتِ والأولادِ، وغيرِهم ممَّن هم تحتَ وَلايتِه وتَصَرُّفِه، وهو ما يدل على حديث النبي صلى الله عليه وسلم.

[color="rgb(139, 0, 0)"]السؤال الخامس: :-[/color]
أ: هل تجب الأجرة على الزوج مقابل إرضاع الزوجة لولدهما؟
نعم تجب لقوله تعالى في المطلقة : {فإن أرضعن لكم فآتوهنّ أجورهنّ}، فهذا في حال الطلاق، ففي حال كونها زوجة له أولى.
والله أعلم.

ب: اذكر الحكمة من قوله تعالى في سورة الطلاق: {وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُم بِمَعْرُوفٍ}.
لأنَّ الزوجَيْنِ عندَ الفِراقِ وقتَ العِدَّةِ ـ خُصوصاً إذا وُلِدَ بينَهما وَلَدٌ ـ في الغالِبِ يَحصُلُ مِن التنازُعِ والتشاجُرِ لأجْلِ النفَقَةِ عليها وعلى الولَدِ معَ الفِراقِ الذي لا يَحصُلُ في الغالبِ إلاَّ مَقْرُوناً بالبُغْضِ، فيَتأثَّرُ مِن ذلكَ شيءٌ كثيرٌ، فكلٌّ منهما يُؤْمَرُ بالمعروفِ والمُعاشَرَةِ الحَسَنَةِ وعدَمِ الْمُشَاقَّةِ والمنازَعَةِ، ويُنصَحُ على ذلك.

ج: ما حكم من حرّم جاريته أو زوجته أو طعامًا أو شرابًا أو ملبسًا أو شيئًا من المباحات؟
تجب عليه الكفارة على قول أكثر الفقهاء.

د: ما المقصود بالتوبة النصوح؟
المقصود بها التوبةُ العامَّةُ الشاملةُ لجميعِ الذنوبِ، التي عقَدَها العبدُ للهِ، لا يُريدُ بها إلاَّ وَجْهَ اللَّهِ والقُرْبَ منه، ويَستمِرُّ عليها في جميعِ أحوالِه.
وتكون بالندَمُ بالقلْبِ على ما مَضَى مِن الذَّنْبِ، والاستغفارُ باللسانِ، والإقلاعُ بالبَدَنِ، والعزْمُ على ألاَّ يَعودَ.

ه: بيّن كيف تكون مجاهدة الكافرين والمنافقين.
مجاهدة الكافرين تكون :
أولاً : بالدعوة بالتي هي أحسن وإبلاغهم بدين الله الحق وإقامة الحجة عليهم.
ثانياً: بالجهاد والقتال بالسلاح إن أبوا الأولى.

أما مجاهدة المنافقين فتكون :
أولاً: بموعظتهم بالتي هي أحسن وتحذيرهم عاقبة أمرهم.
ثانياً: إقامة الحدود عليهم إن أبوا الأولى.

السؤال السادس: اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير قوله تعالى:-
أ: ({ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلاَ النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ (10) وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (11) وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ (12)} التحريم.
- كل امرءٍ سيحاسب على عمله ولن ينفعه صلاح أقرب الناس إليه، لا أبويه ولا أبنائه ولا ذويه، فليعمل كل عاملٍ وليجتهد في الصالحات من الأعمال.
- المؤمن الحق لا يضره العصاه والكفار من حوله، ولو كانوا أشد الناس منه قرباً، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، فليصبر وليحتسب وليثبت على دين الله الحق، فسيجعل الله له مخرجاً وفرجاْ.
- إلتزام الطاعات والمداومة عليها موجبة لفتح أبواب فضل الله ورحمته على العبد، فمن يتق الله ويخشاه ويجتهد في مرضاته فلا شك أن الله عز وجل بفضله ورحمته سيفتح له من أبواب الحكمة والمعارف والفضائل مالا يخطر له على بال، فليعمل العاملون وليحسنوا الظن بربهم.

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 24 شوال 1437هـ/29-07-2016م, 10:38 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لمياء مشاهدة المشاركة
إجابة أسئلة اللقاء العلمي الأول عن تفسير ابن كثير -رحمه الله-

س1: بيّن خصائص تفسير ابن كثير.
من أهم خصائص تفسير ابن كثير -رحمه الله- :
1: التنبيه على الإسرائيليّات.
2: المعرفة الواسعة بفنون الحديث وأحوال الرجال.
3: شدّة العناية بتفسير القرآن بالقرآن.
4: حسن البيان وعدم التعقيد، وعدم التشعب في المسائل.

س2: بيّن باختصار أهم مصادر ابن كثير من دواوين السنّة ومن كتب التفسير ومن كتب اللغة.
- مصادر ابن كثير من كتب التفسير:
1- نقل ابن كثير -رحمه الله- عمن سبقه من المفسرين وعلى رأسهم محمد بن جرير الطبري
2- وعن ابن أبي حاتم
3- ومن تفسير الرازي وينقده أحياناً لأن الرازي صاحب علم كلام
4- ومن الكشاف أحياناً وقد ينقل عنه لينتقده نقداً
5- تفسير ابن مردويه وتفسير وكيع وهي من التفاسير الغير موجودة الآن وذلك من مآثر ابن كثير
6- تفسير القرطبي
7- تفسير ابن عطية
8- تفسير الماوردي
9- الهداية في التفسير لمكي بن أبي طالب

- مصادر ابن كثير من دواوين السنة :
أما مصادره من دواوين السنة: لاشك أنها الأمهات الست، وكأنه استظهر مسند الإمام أحمد، فكثيرا ما يذكره ويقدّمه في الذكر قبل الصحيحين.

- مصادر ابن كثير من كتب اللغة :
ومصادر ابن كثير في اللغة: (إعراب القرآن) للنحّاس، و (الزّاهر) لابن الأنباري، و (الصحاح) لأبي نصر الجوهري، ويكثر من الأخذ عنه، و (معاني القرآن) لابن الزجاج.

س3: بيّن منهج ابن كثير في إيراد الإسرائيليات.
منهج ابن كثير في الإسرائيليات على شكلين :
أولا: الإعراض عنها؛ فيترك من الإسرائيليات ما أورده غيره إعراضا عنها دون إشارة إليها ومثاله : الحديث الطويل المروي عن أبي بن كعب في فضائل القرآن سورة سورة،

الثاني: الإيراد، وما أورده الحافظ ابن كثير من الإسرائيليات، له منه ثلاثة مواقف:
1- النقد العام الإجمالي ومثاله : تفسيره لقوله تعالى: {وهل أتاك نبأ الخصم إذ تسوّروا المحراب} يقول ابن كثير: قد ذكر المفسّرون هاهنا قصة أكثرها مأخوذ من الإسرائيليات، ولم يثبت فيها عن المعصوم حديث يجب اتباعه، ولكن روى ابن أبي حاتم حديث لا يصحّ سنده –انظر كيف التعامل-، وهو في قصة داود عليه السلام، ثم قال ابن كثير: القرآن حقّ، وما ورد فيه حق .
2- النقد الخاص التفصيلي ومثاله في قوله تعالى: {وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة} ذكر قصة بني إسرائيل عند طلبهم للبقرة التي وصف الله لهم، وأنهم وجدوها عند رجل كان من أبرّ الناس بأبيه، قالوا هذه السياقات عن عبيدة، وأبي العالية، والسديّ .
3- السكوت وعدم النقد ومثاله :؛ لما يذكر بعض الإسرائيليات ولا ينقدها؛ مثل طول آدم عليه السلام، كم كان طوله، في قوله تعالى: {وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا} قال: وضع الله تعالى البيت مع آدم، أهبط الله آدم إلى الأرض، وكان مهبطه بأرض الهند، وكان رأسه في السماء ورجلاه في الأرض، فكانت الملائكة تهابه، إلى آخره.
الدرجة: ا+
أحسنت بارك الله فيك وأحسن إليك.
وأوصك بمطالعة هذا الرابط للاستزادة:
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة المجلس الأول: مجلس مذاكرة محاضرة منهج ابن كثير في تفسيره

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الطالبة, صفحة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:20 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir