دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم القرآن الكريم > مكتبة التفسير وعلوم القرآن الكريم > جامع علوم القرآن > بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24 شوال 1430هـ/13-10-2009م, 09:43 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي الفصل السابع : أصناف الخطابات والجوابات في القرآن

( الفصل السابع - في أصناف الخطابات والجوابات التي يشتمل عليها القرآن )


في أصناف الخطابات والجوابات التى يشتمل عليها القرآن.
ولهذا الفصل طرفان: الأول فى فنون المخاطبات. والثانى فى الابتداءات والجوابات.
أما المخاطبات فإنها ترد فى القرآن على خمسة عشر وجها: عام، وخاص، وجنس، ونوع، وعين، ومدح، وذم، وخطاب الجمع بلفظ الواحد، والواحد بلفظ الجمع، وخطاب الجمع بلفظ الاثنين، (وخطاب الاثنين) بلفظ الواحد، وخطاب كرامة، وخطاب هوان، وخطاب عين والمراد به غيره، وخطاب تلون.
أما خطاب العام {الله الذي خلقكم}. وأما الخطاب الخاص كقوله: {هذا ما كنزتم لأنفسكم}، {فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم}، وخطاب الجنس: يا أيها الناس، وخطاب النوع: يا بنى آدم. وخطاب العين: يا آدم، ويا نوح، ويا إبراهيم: (وخطاب المدح: يأيها الذين آمنوا. وخطاب الذم: يأيها الذين كفروا) وخطاب الكرامة: يأيها الرسول، يأيها النبى. وخطاب الهوان لإبليس: {وإن عليك لعنتى} ولأهل النار. {اخسئوا فيها}، ولأبى جهل {ذق إنك أنت العزيز الكريم}. وخطاب الجمع بلفظ الواحد {ياأيها الإنسان إنك كادح}، {ياأيها الإنسان ما غرك}. وخطاب الواحد بلفظ الجمع {رب ارجعون} أى ارجعنى {ياأيها الرسل كلوا من الطيبات} وهو خطاب نبينا صلى الله عليه وسلم. وخطاب الواحد والجمع بلفظ التثنية {ألقيا في جهنم}. وخطاب الاثنين بلفظ الواحد {فمن ربكما يا موسى}.
وأما الخطاب العينى الذى يراد به الغير: {فإن كنت في شك ممآ أنزلنآ إليك} {أأنت قلت للناس اتخذوني}، {أأنتم أضللتم عبادي هؤلاء}.
وأما التلون فعلى وجوه:
أما الأول فقوله: {هو الذي يسيركم في البر والبحر}، ثم قال {وجرين بهم بريح طيبة}، وكقوله: {ومآ آتيتم من ربا}، ثم قال {فأولائك هم المضعفون}، وكقوله: {وكره إليكم الكفر} ثم قال {أولائك هم الراشدون}.

الثانى أن ينتقل من الخبر إلى الخطاب، كقوله: {الحمد لله} ثم قال {إياك نعبد}، وقوله {ثم لنحن أعلم بالذين هم أولى بها صليا} ثم قال {وإن منكم إلا واردها} وقوله: {وسقاهم ربهم شرابا طهورا} ثم قال: {إن هذا كان لكم جزآء}، وقوله: {فتكوى بها جباههم وجنوبهم} ثم قال: {هذا ما كنزتم لأنفسكم}.
الثالث أن يكون الخطاب لمعين، ثم يعدل إلى غيره، كقوله: {إنآ أرسلناك شاهدا} ثم قال: {لتؤمنوا بالله ورسوله}.
الطرف الثانى من هذا الفصل فى الابتداءات والجوابات. ويسمى تراجع الخطاب.
والجواب يكون انتهاء، والسؤال يكون ابتداء. والسؤال يكون ذكرا، والجواب يكون أنثى، فإذا اجتمع الذكر والأنثى يكون منه نتائج وتولدات.
وترد أنواع الجوابات فى نص القرآن على أربعة عشر وجها: جواب موصول بابتداء، جواب مفصول عنه، (جواب) مضمر فيه، (جواب) مجرد عن ذكر ابتداء، جوابان لابتداء واحد، جواب واحد لابتداءين، جواب محذوف، جواب إلى فصل غير متصل به، جواب فى ضمن كلام، (جواب فى نهاية كلام)، جواب مداخل فى كلام؛ جواب موقوف على وقت، جواب بفاء، جواب الأمر والنهى وغيرهما، جواب شرط، جواب قسم.
أما الجواب الموصول بابتداء فقوله تعالى: {ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي}، {ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير}، {يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير}، {ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو}، {يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهمآ إثم كبير}، {ويسألونك عن المحيض قل هو أذى}.
وأما الجواب المفصول عن الابتداء فنوعان:

أحدهما أن يكون الابتداء والجواب فى سورة واحدة، كقوله فى الفرقان {وقالوا مال هذا الرسول يأكل الطعام} جوابه فيها: {ومآ أرسلنا قبلك من المرسلين إلا إنهم ليأكلون الطعام}، وكقوله فى البقرة: {كتب عليكم الصيام} جوابه فيها {فمن شهد منكم الشهر فليصمه}.
والثانى أن يكون الابتداء فى سورة، والجواب فى سورة أخرى، كقوله فى الفرقان: {قالوا وما الرحمان} جوابه {الرحمان * علم القرءان}، وفى الأنفال، {لو نشآء لقلنا مثل هذا} جوابه فى بنى إسرائيل {قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا} الآية، وفى سورة القمر {نحن جميع منتصر} جوابه فى الصافات {مالكم لا تناصرون}.
وأما الجواب المضمر ففى سورة الرعد {ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى} جوابه مضمر فيه أى (لكان هذا القرآن).
وأما الجواب المجرد عن ذكر الابتداء فكما فى سورة المائدة: {ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح} فإنه فى جواب الصحابة: فكيف من شرب الخمر قبل تحريمها ومات. وفى سورة البقرة {وما كان الله ليضيع إيمانكم} فى جواب أناس قالوا كيف: بمن صلى إلى بيت المقدس قبل تحويل القبلة.
وأما جوابان لسؤال واحد كقوله فى الزخرف {لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم} فله جوابان: أحدهما {أهم يقسمون رحمت ربك نحن قسمنا}

والثانى فى سورة القصص: {وربك يخلق ما يشاء ويختار}، ونحو قوله {ويقول الذين كفروا لست مرسلا} أحد جوابيه {يس * والقرآن الحكيم * إنك لمن المرسلين} وثانيهما {ياأيها النبي إنآ أرسلناك شاهدا} وفى سورة الفتح {محمد رسول الله}، وكقوله: {وقالوا معلم مجنون} جوابه فى السورة {وما صاحبكم بمجنون} وجواب ثان فى سورة ن {مآ أنت بنعمة ربك بمجنون} وجواب ثالث فى سورة الأعراف: {أولم يتفكروا ما بصاحبهم من جنة}.
وأما جواب واحد لاتبداءين فكقوله فى سورة النور {ولولا فضل الله عليكم ورحمته وأن الله رءوف رحيم} وابتداء هذين الجوابين حديث الإفك. ونظير هذا فى سورة الفتح "لولا رجال مؤمنون" إلى قوله "لو تزيلوا" وابتداؤه صد الكفار المسلمين عن المسجد الحرام.
وأما الجواب المحذوف فكقوله فى سورة البقرة {ولما جآءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم} جوابه {كفروا به} وهو محذوف ومثل قوله: {أفمن كان على بينة من ربه} جوابه محذوف أى حال هذا الرجل كحال من يريد زينة الحياة الدنيا.
وأما الجواب الذى يكون راجعا إلى فصل غير متصل بالجواب فكقوله فى سورة العنكبوت {وإبراهيم إذ قال لقومه} جوابه {فما كان جواب قومه إلا أن قالوا اقتلوه أو حرقوه} وهذا فى يس: {وإذا قيل لهم اتقوا ما بين أيديكم} جوابه {ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين} وعلى هذا القياس مناظرة موسى وفرعون فى سورة الشعراء فى قوله: {قال فرعون وما رب العالمين}.

وأما الجواب الذى يكون فى ضمن كلام فكما فى سورة (ص) لما زعم الكفار أن محمدا غير رسول بالحق نزلت الآية مؤكدة بالقسم لتأكيد رسالته {ص والقرآن ذي الذكر} إلى قوله {وعجبوا} وكذا قال {ق والقرآن المجيد} إلى قوله {إن هذا شيء عجيب} وهكذا فى سورة الملك {أمن هذا الذي يرزقكم} جوابه فى ضمن هذه الآية {قل هو الرحمان آمنا به} وأما الجواب الذى يكون فى نهاية الكلام فكقوله {إن الذين كفروا بالذكر لما جآءهم} جوابه فى منتهى الفصل {أولائك ينادون من مكان بعيد} وفى سورة الحج {إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله} جوابه {ومن يرد فيه بإلحاد بظلم} وفى سورة الكهف {سيقولون ثلاثة} جوابه {قل ربي أعلم بعدتهم} وفى سورة الأنعام {وما قدروا الله حق قدره} إلى قوله {من أنزل الكتاب الذي جآء به موسى} جوابه {قل الله ثم ذرهم}.
وأما الجواب المداخل ففى سورة يوسف {ماذا تفقدون * قالوا نفقد صواع الملك} وفى قصة إبراهيم {إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما قال سلام قوم منكرون}.
وأما الجواب على وقف الوقت فكقوله {ادعوني أستجب لكم} فقالت الصحابة: متى وقت إجابة الدعاء؟ فنزلت {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب} وأيضا لما نزلت {استغفروا ربكم إنه كان غفارا} قالوا: متى وقت الاستغفار؟ فنزلت: {والمستغفرين بالأسحار}.
وأما جواب الشرط والجزاء بغير فاء فمجزوم كقوله {ومن يؤمن بالله يهد قلبه}، من يغز يغنم، من يكظم غيظا يأجره الله.

وأما جواب الشرط بالفاء فمرفوع {ومن عاد فينتقم الله منه} {فمن يؤمن بربه فلا يخاف بخسا}.
وأما جواب الأمر والنهى والدعاء والتمنى والاستفهام والعرض بغير فاء فمجزوم، وبالفاء منصوب. والأمر كقوله {أرسله معنا غدا يرتع ويلعب} لا تضربنى أشتمك، اللهم أعطنى أشكرك وكذا فى غيره.
وأما بفاء فكقولك زرنى فأكرمك، {فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض}، {ياليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما} وكذا فى غيرها لا جواب النفى، فإنه إذا كان بلا فاء فمرفوع كقوله {ما كان حديثا يفترى}.
وأما جواب القسم فأقسام القرآن ثلاثة (أنواع: إما قسم بأسماء) الله تعالى، كقوله: {فوربك} وإما بمفعولاته كقوله: {والفجر}، {و الشمس}، {والعصر}. وإما بأفعاله كقوله: {والسمآء وما بناها * والأرض وما طحاها}.
ولا بد للقسم من جواب إما بإثبات أو بنفى. وتأكيد الإثبات يكون بإن وباللام أو بهما. أما بإن فكقوله {والعصر * إن الإنسان لفى خسر} وقوله: {والفجر} إلى قوله {إن ربك لبالمرصاد}. وأما بهما فكقوله {فورب السمآء والأرض إنه لحق}.
هذه فنون الجوابات، وأنواع الخطابات التى نطق بها القرآن.

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
السابع, الفصل

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:02 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir