المجموعة الرابعة:
1: مرجع الضمير في قوله تعالى: {وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ (24) )} التكوير.
2: المراد بالبيت في قوله تعالى حاكيا عن نوح عليه السلام: (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا (28)) نوح.
3: معنى قوله تعالى: (لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ (19) ) الانشقاق.
التطبيق الأول
مرجع الضمير في قوله تعالى: {وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ (24) )} التكوير.
قول واحد : هو محمد صلى الله عليه و سلم, قاله ابن كثير و السعدي و الأشقر
ونسب هذا القول لقتادة وعكرمة وابن زيدٍ وغير واحدٍ.
الدليل : نقل ابن كثير في تفسيره قول قتادة:كان القرآن غيباً فأنزله اللّه على محمّدٍ فما ضنّ به على النّاس.
التطبيق الثاني
المراد بالبيت في قوله تعالى: (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا (28) ) نوح.
القول الأول: مسجده نقله ابن كثير عن الضحاك
القول الثاني :مسكنه نقله ابن كثير و قال لا مانع من القول به و قال الأشقر مثله. ونقل ابن كثير قول النبي صلى الله عليه و سلم ((لا تصحب إلّا مؤمنًا، ولا يأكل طعامك إلّا تقيٌّ))رواه أحمد أبو داود و الترمذي عن أبي سعيد الخدري
القول الثالث : سفينته نقله الأشقر ولم ينسبه إلى القائلين به.
التطبيق الثالث
معنى قوله تعالى: (لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ (19) )
القول الأول : سماء عن سماء باعتبار أن المخاطب هو النبي صلى الله عليه و سلم نسبه ابن كثير لابن عباس وابن مسعود ومسروق وأبي العالية و الشعبي وحمله ابن كثير على ليلة الإسراء. ويؤيّد هذا المعنى قراءة عمر وابن مسعودٍ وابن عبّاسٍ وعامّة أهل مكّة والكوفة: (لتركبنّ) بفتح التّاء والباء.
القول الثاني : عموم تغير أحوال العباد و أمورهم قال ابن كثير {طبقا عن طبق} أي أمراً بعد أمرٍ وحالاً بعد حالٍ, و نقل قول ابن عباس "حالاً بعد حالٍ" و مثله عن عكرمة ومرّة الطّيّب ومجاهد والحسن والضحاك . ورجح ابن كثير و ابن جرير رفع هذا التفسير للنبي صلى الله عليه و سلم و استدل كذلك بقول أنس ((لا يأتي عامٌ إلاّ والّذي بعده شرٌّ منه)).
القول الثالث :تغير أحوال الأمة بادخال المحدثات و اتباع سنن اليهود والنصارى
نقل ابن كثير عن السدي قوله : {لتركبنّ طبقاً عن طبقٍ}: أعمال من قبلكم منزلاً عن منزلٍ.
و قال ابن كثير : كأنّه أراد معنى الحديث الصّحيح: ((لتركبنّ سنن من كان قبلكم حذو القذّة بالقذّة، حتّى لو دخلوا جحر ضبٍّ لدخلتموه)). قالوا: يا رسول اللّه، اليهود والنّصارى؟ قال: ((فمن؟)).
و نقل ابن كثير عن ابن أبي حاتمٍ بسنده أن مكحولا قال أن المعنى "في كلّ عشرين سنةٍ تحدثون أمراً لم تكونوا عليه ".
القول الرابع :تغير أحوال العباد بانتقالهم من دار الفناء إلى دار البقاء
ذكر ابن كثير عن سعيد بن جبيرٍ قوله : قومٌ كانوا في الدّنيا خسيسٌ أمرهم، فارتفعوا في الآخرة، وآخرون كانوا أشرافاً في الدّنيا فاتّضعوا في الآخرة.
القول السادس : تغير أحوال العباد في الدنيا
ذكر ابن كثير عن عكرمة تفسيره فطيماً بعدما كان رضيعاً، وشيخاً بعدما كان شابًّا. وقال الحسن البصريّ أي رخاءً بعد شدّةٍ، وشدّةً بعد رخاءٍ، وغنًى بعد فقرٍ، وفقراً بعد غنًى، وصحّةً بعد سقمٍ، وسقماً بعد صحّةٍ.
القول السابع : شدائد و أهوال يوم القيامة. نقل ابن كثير ترجيح ابن جرير لهذا المعنى. ونقل ابن كثير عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم حديثا أنكر سنده و صحح معناه : ((إنّ قدّامكم لأمراً عظيماً لا تقدرونه، فاستعينوا باللّه العظيم)).
القول الثامن : تقلب أحوال العبد وتعاقب الملائكة عليه منذ خلق إلى أن يوقف بين يدي ربه.
نقل ابن كثير عن ابن أبي حاتمٍ بسنده عن جابر بن عبد اللّه قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: ((إنّ ابن آدم لفي غفلةٍ ممّا خلق له، إنّ اللّه إذا أراد خلقه قال للملك: اكتب رزقه، اكتب أجله، اكتب أثره، اكتب شقيًّا أو سعيداً. ثمّ يرتفع ذلك الملك، ويبعث اللّه إليه ملكاً فيحفظه حتّى يدرك، ثمّ يرتفع ذلك الملك، ثمّ يوكّل اللّه به ملكين يكتبان حسناته وسيّئاته، فإذا حضره الموت ارتفع ذانك الملكان، وجاءه ملك الموت فقبض روحه، فإذا دخل قبره ردّ الرّوح في جسده، ثمّ ارتفع ملك الموت وجاءه ملكا القبر فامتحناه ثمّ يرتفعان، فإذا قامت السّاعة انحطّ عليه ملك الحسنات وملك السّيّئات، فانتشطا كتاباً معقوداً في عنقه ثمّ حضرا معه، واحداً سائقاً وآخر شهيداً، ثمّ قال عزّ وجلّ: {لقد كنت في غفلةٍ من هذا})).
و الخلاصة أن الأقوال في معنى الآية ترجع إلى قولين رئيسين هما القول الأول و الثاني المذكوران أعلاه.
بارك الله فيك، وهناك قول أن "طبقا عن طبق" يقصد به السماء عندما تتغير أطوارها يوم القيامة فتنشق وتحمر وتصير ورد كالدهان ونحو ذلك مما ذكره المفسّرون.