بـســـــــــــم الله الرحمــــــــان الرحــــــــــــــــــــــــــــــــيم
حلّ واجب المجلس السّادس من طرف الطّالبة عائشة بن صالح النقّاز
المجموعة الثانية:
السّؤال الأوّل :اذكر المعنى اللغوي للمفردات:
أــ ثجاجا= وهو المنصب صبا متتابعا كثيرا.
ب ــ ألفافا= المجتمعة الملتفة بعضها ببعض.
السّؤال الثّاني : بيّن بعض ما أعده الله من نعيم لأهل الجنة من دراستك لتفسير سورة النبأ
خلقنا الله عز وجل لنعبده حق عبادته لا نشرك به شيئا فنأتمر بأوامره وننتهي بنواهيه نرجو رحمته نخشى عذابه فمن كان هذا شأنه في هذه الحياة الدنيا فقد خبأ الله له من العطايا وأعد له من الجزاء مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا جال بخاطر بشر وقد ذكر عزّ وجل هذا في عدة سور وآيات قرآنية سنقتصر منها على ذكر الجزاء الوارد في سورة النبأ.
قال تعالى: {إن للمتقين مفازا}
المفاز هنا هو المتنزه على قول ابن عباس والضحاك وهو أيضا عند بعض المفسرين مثل السعدي والأشقر المنجى من النار والظفر بالمطلوب فهنيئا لمن تمسك بطاعة الله وقت الفتن وانكب على كتابه وسنة نبيه بهذا المفاز.
ولو أن المتقين لم يعدهم ربهم غير المفاز في الآخرة لكفى به نعمة.
قال تعالى:{ وحدائق أعنابا}
أعدّ الله عزّ وجلّ لمن ترك الدنيا وملهياتها وأقبل على ما عنده ليرزقنه في الآخرة الحدائق والأعناب وهي كما ورد في تفسير ابن كثير البساتين من النّخيل وغيرها وكما فسّرها السّعدي الجامعة لأصناف الأشجار الزّاهية في الثّمار التي تتفجّر خلالها الأنهار وخصّ الأعناب لشرفها وكثرتها في تلك الحدائق فواحات الدنيا يا عبد الله تسحر اللّبّ وتأسر زائرها فكيف بجنّة من دخل فيها موقن أنه خالد برحمة ربه وإذنه ألا وربّي تستحقّ بدل الأموال والأنفس...
قال تعالى: {وكواعب أترابا}
أمر الله عزّ وجلّ عباده بجملة من الأوامر التي فيها صون للعرض وحفظ له ومن اتّبع الحلال الذي أرسل إلى محمد صلّى الله عليه وسلّم وتجنّب الحرام المنهيّ عنه وصان الأعراض كان من المتّقين إذا صلح باطنه وبشّره ربّه بالكواعب الأتراب وهي الحور الكواعب كما أورده ابن كثير في تفسيره عن ابن عباس ومجاهد...أيا عبد الله تعفّف عن حرمات دنيا الزّوال حتى يرزقك الله بالكواعب التي فسّرها المفسّرون أنّها النّواهد لأنّ ثديهنّ نواهد لم يتدلّين ولم تتكسّر من شبابهنّ وقوتهنّ ونضارتهنّ لأنّهنّ أبكار عذارى عرب أتراب أي في نفس السّنّ سن واحدة.
قال تعالى:{ وكأسا دهاقا}
هنيئا لمن ترك المنهي وأقبل على ما عند ربّه وانكبّ على ما يرضيه من مأكل وملبس و مشرب فإنّ الله عزّ وجلّ قد وعده بكأس دهاق فكأس الدّنيا تملؤ وتفرغ ولكن هذه الكأس وصفت بالدّهاق أي الملأى المترعة من الرّحيق وهنيئا للشّارب قد جاهدت نفسك في الحياة الدّنيا حتى تتمتع بكأس لذة للشّاربين وقد نقل الأشقر أنّ هذه الكؤوس ملأى بخمر الجنّة فمن منع عن نفسه خمر الدّنيا وخبثه تقوى من الله فبشراه خمرة الجنّة لا خبث فيها ولا ضرّ...
قال تعالى:{ لا يسمعون فيها لغوا ولا كذابا}
إن تلك المجالس التي تحلّق بأرواحنا بين أحاديث وتفاسير حلق من نور ومجالس تحفّها الملائكة في الدّنيا وترفع درجاتنا في الآخرة ويرزقنا الله بها مجالس خالية من اللّغو والهمز واللّمز والباطل وكلام عار عن الفائدة ولا إثم ولا كذب وكفى بهم مفازا وجزاء فكلّ الكلام فيها خال من النّقص ولا يكذب الواحد أخاه كيف لا وأنت في مقام رفقة النبيّين والصّدّقين والشّهداء والصّالحين فمع من تلغو ومن تكذب ومن تلمز ...
3ــاستخلص المسائل فقط التي ذكرها المفسّرون في تفسيرهم لقوله تعالى
(إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا (17) يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا (18) وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا (19) وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا (20)) النبأ
إن يوم الفصل كان ميقاتا:
*المراد بيوم الفصل (ك) (س) (أ)
*مميزات يوم الفصل (ك) (س) (أ)
*المراد بميقاتا (س)
*أسباب التسمية (أ)
يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجا
*المراد بأفواجا (ك)
*المراد بالنفخ في الصور (ك)
*زمن النفخ في الصور (ك)
*البعث بعد النفخ (ك)
*الأحوال والأهوال بعد النفخ (س)
*مقدار الحقب (س)
*المراد بالصور (أ)
*اسم الملك النافع في الصور (أ)
*المراد بتأتون (أ)
*المراد بأفواجا (أ)
وفتحت السماء:
*المراد بأبوابا (ك) (أ)
*الغرض من جعل السماء طرقا (ك) (أ)
وسيرت الجبال فكانب سرابا:
*معنى سرابا (ك)
*المراد بسرابا (ك)
المسائل الاستطرادية:
العقدية:
*الإيمان بيوم البعث
*توحيد الربوبية
4ــ اذكر مع التّرجيح الأقوال الواردة في :
النبإ العظيم: اختلف في المراد به على قولان:
القول الأول: هو البعث بعد الموت وهو ما قاله قتادة وابن زيد وذكره ابن كثير والأشقر.
القول الثاني: هو القرآن وهو ما قاله مجاهد ونقله ابن كثير.
القول الثالث: البعثة وهو نقل في تفسير الأشقر لقوله تعالى : {عمّ يتساءلون} ورجحه.
في هذا المقام رجّح ابن كثير القول الأوّل وهو البعث واستدلّ بسياق الآية حيث تلاها الذي هم فيه مختلفون أي بين مؤمن وموقن مصدّق وكافر جاف مكذّب.
ثجّاجا: ورد في المراد بثجّاجا أربعة أقوال:
القول الأول: منصبا: قاله مجاهد وقتادة والربيع بن أنس.
القول الثاني: متتابعا: قاله الثّوريّ واستدلّ له ابن جرير ودعمه.
القول الثالث: كثيرا: قاله ابن زيد وأنكره ابن جرير استنادا إلى لغة العرب فلم يرد أن العرب ترجع صفة الثّج للكثرة وهذا القول نقله ابن كثير والسّعدي والأشقر.
القول الرابع: وهو الصب المتتابع مستندا إلى حديث النّبيّ أفضل الحجّ الحجّ والثّجّ و إلى حديث المستحاضة.
ولا نلاحظ اختلافا في هذا المقام للأقوال بل هي أقوال متقاربة وقد رجّح ابن كثير والسّعدي والأشقر أن المراد هنا الصبّ المتتابع الكثير.
5ــ فسّر باختصار قوله تعالى :
{ذلك اليومُ الحق فمن شاء اتخذ إلى ربه مآبا إنا أنذرناكم عذابًا قريبًا يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ويقول الكافر ياليتني كنت ترابا }
يخبر الله عزّ وجلّ بعد أن رغّب ورهّب وبشّر ونفّر أن يومهم الذي وعدهم حق كائن ولا شك فيه ولا ينفع فيه الكذب كما نقل السّعدي في تفسيره فمن آمن وصدّق به يعتصم بربّه ويتّخذ له مرجعا وطريقا يهتدي إليه بالعمل الصالح كما قال ابن كثير وقاربه الأشقر كما قال تعالى في محكم تنزيله:ذلك اليومُ الحق .
وبعد أن أثبت الله صحّة هذا اليوم وأكّد وقوعه أنذر عباده أنّهم سيعرضون عليه بإناثهم وذكورهم وشبابهم وشيبهم فخيرهم وشرهم وإيمانهم وكفرهم وقديم عمل وحديث معروض عليه لن تخفى عليه خافية ولن يعزب عن ربّك مثقال قال تعالى: {ووجدوا ما عملوا محضرا}.
يومها يكرم أهل الطّاعة ويدلّ أهل المعصية فيحكم الملك بين ما خلق بعدله الذي لا يجور ولا يظلم ربّك أحدا ومن هول ما يرى الكافر ممّا سبق ممّا تشيب منه أكباد الرضّع فيودّ لو كان ترابا قال تعالى : ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا...ولم يكن له أثر ولا حياة فلا تهيأ له تزوّد فيقول الكافر يومها يا ليتني كنت ترابا أي حيوانا كما نقل ابن كثير...
6ــ اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من قوله تعالى : { وكل شيء أحصيناهُ كتابًا}
-لا يعلم السر والخبايا حبيب ولا قريب ولا يطلع على سرائر العباد غير ربّ العباد فحاذر ولا تجعل ربك أهون ناظر إليك...
ــ إن أمنت ستره سبحانه لقبيح السريرة وذنب قد أدمنته وظهرت للناس في ثوب القدّيس فاعلم أنّك ملاقيه يوم تبلى السرائر أمام من تخشى إطّلاعهم على ذلك فسبحان من أحصى كلّ شيء كتابا.
ــ لا تستصغر الذّنب فيزيّنه الشّيطان كأنّه لن يعرض على الغفور شديد العقاب فسبحان من لا تخفى عليه خافية.
ــ إن تلك التقارير الدّنيويّة التي ترفع إلى ربّ العمل يبدّل العبد السويّ لها ما آتاه الله من جهد ومال رغبة منه في تحسين درجات التّحصيل الدّنيويّ فيا عبد الله فماذا لو قلنا لك أن ربّ الأرباب مجري السّحاب هازم الأحزاب مطّلع على كلّك , سرّك وجهرك عملك قديمه وحديثه كثيره وقليله فأخلص يا عبد الله حتى تبشّر بالكواعب الأتراب والكأس الدّهاق والفوز العظيم.
ــ كتابك سيعرض على ملك الملوك فكما تروم أجمل الكتب وأرقها لفظا وأجملها عرضا فجمّل كتابك ويا هنيئا لك بنعيم أخراك.
ــ استشعر رقابة الله في السّرّ والعلن واجعل لك ضابطا وهو كتاب الله تعرض عليه الأمر وعلى سنّة نبيّه فإذا وافقه فهم بهو إذا لا فقل لنفسك ما عند الله خير وأبقى...
ــلفظ أحصيناك في هذه الآية يجعل القارئ يتخيّل أن الإحصاء هنا سيكون حتى لما هو بحجم الحصى...
ــ لفظ الكتاب يجعلنا نوقن أنّ الأمر مكتوب لا مفرّ...
ــ إذا أذنبت زاحم الطاعات عل العلّة تمحى ويكتب ربّي لك مغفرة من ردنه ورحمة...
ــ سيعرض على الله كتابك دون غيرك فكما أن كتابك يعرض منفرد أفرد الله في الحركات والسكنات
واتّخذ هذه الحياة الدّنيا دار عبور للدّرجات العلى اعمل لنفسك لتلقى الله بنفسك واحدا لواحد فكل آتيه يومها فردا
أخيرا
تعامل مع نفسك كمن يجهّز أمره لمعرض أي يجهّز معروضه بكل فرح ورغبة في افتتاح ذلك المعرض حتّى يعرض أجمل ما عنده وتكون تجارته رابحة لا تبور.