أعتذر عن التأخر؛ فقد شُغلت بوفاة جدتي، رحمها الله، وموتى المسلمين.
المجموعة الثالثة:
س1: اذكر أهم المؤلفات في فضائل القرآن مع بيان طرق العلماء في التأليف فيها.
من أهم الكتب المؤلفة في فضائل القرآن ما يلي:
- فضائل القرآن؛ لأبي عبيد القاسم بن سلام الهروي، وهو من أجلها.
- فضائل القرآن؛ لسعيد بن منصور الخراساني، وهو كتاب كبير من سننه.
- كتاب فضائل القرآن، من مصنف ابن أبي شيبة.
- كتاب فضائل القرآن، من صحيح البخاري.
- أبواب فضائل القرآن، من صحيح مسلم.
- كتاب فضائل القرآن، من جامع الترمذي.
- فضائل القرآن؛ لابن الضُرَيس.
- فضائل القرآن؛ لأبي بكر الفريابي.
- كتاب فضائل القرآن؛ لأبي عبد الرحمن النسائي.
- كتاب فضائل القرآن؛ للحفظ المستغفري.
- فضائل القرآن وتلاوته؛ لأبي الفضل الرازي.
- فضائل القرآن؛ لضياء الدين المقدسي.
- كتاب الإجلال والتعظيم في فضائل القرآن الكريم؛ لعَلَم الدين السخاوي، وهو جزء من كتابه جمال القراء وكمال الإقراء.
- لمحات الأنوار ونفحات الأزهار وريّ الظمآن لمعرفة ما ورد من الآثار في ثواب قارئ القرآن؛ لأبي القاسم، محمد بن عبد الواحد الغافقي، وهو من أكبر المؤلفات في بابه، إلا أنه لم يُنَقح.
- الوجيز في فضائل الكتاب العزيز؛ للقرطبي.
- قاعدة في فضائل القرآن؛ لابن تيمية.
- فضائل القرآن؛ لابن كثير، وهو جزء من مقدمة تفسيره.
- مورد الظمآن إلى معرفة فضائل القرآن؛ لابن رجب الحنبلي.
- هبة الرحمن الرحيم من جنة النعيم في فضائل القرآن الكريم؛ لمحمد هاشم السندي.
- فضائل القرآن؛ لمحمد بن عبد الوهاب.
- موسوعة فضائل سور وآيات القرآن؛ لمحمد بن رزق الطرهوني.
أما طرق العلماء في التأليف في هذا الباب، فعلى أنواع بيانها فيما يلي:
- النوع الأول: رواية الأحاديث والآثار الواردة في فضائل القرآن بالأسانيد، وضمّها إلى دواوين السنة، كصنيع البخاري ومسلم وابن أبي شيبة والترمذي.
- النوع الثاني: إفراد فضائل القرآن بالتأليف المستقل، ورواية ما ورد فيه من الأحاديث والآثار بالأسانيد، كما فعل أبو عبيد القاسم بن سلام، والنسائي، وابن الضريس، والفريابي، وأبو الفضل الرازي.
- النوع الثالث: جمع ما رواه الأئمة وتصنيفه على الأبواب، وحذف الأسانيد اختصاراً، كما فعل ابن الأثير في جامع الأصول، وابن حجر في المطالب العالية، والغافقي في فضائل القرآن.
- النوع الرابع: التصنيف المقتصر على بعض الأبواب المهمة، وترجمتها بما يبيّن مقصدها وفقهها، كصنيع شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب.
- النوع الخامس: التنبيه على بعض مباحث فضائل القرآن، كما فعل كثير من المفسرين في مقدمات تفاسيرهم، وكما أفرد ابن تيمية رسالة لبيان قاعدة في فضائل القرآن.
- النوع السادس: إفراد فضائل بعض الآيات والسور بالتأليف كما أفرد محمد الخلال جزءاً في فضائل سورة الإخلاص.
- النوع السابع: شرح معاني الآيات والأحاديث والآثار الواردة في فضائل القرآن، كما فعل كثير من شراح الأحاديث.
- النوع الثامن: عقد فصول في بعض الكتب لبيان بعض فضائل القرآن، كما فعل ابن تيمية في عدد من رسائله، وابن القيم في كتاب الفوائد وطريق الهجرتين ومدارج السالكين، وابن رجب والسيوطي.
س2: ما الفرق بين أسماء القرآن وصفاته؟
مما يباين فيه الاسم الصفة ما يلي:
- الفرق الأول: أن الاسم يصح أن يطلق مفرداً معرّفاً، فالقرآن في مثل قوله تعالى: (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم)، والفرقان في مثل قوله تعالى: تبارك الذي نزل الفرقان على عبده)، والكتاب في مثل قوله تعالى: (ذلك الكتاب لا ريب فيه)، والذكر في مثل قوله تعالى: (إن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم وإنه لكتاب عزيز)؛ كلها جاءت مفردة معرفة. بينما تأتي الصفة ملازمة للموصوف لا تنفرد عنه؛ ظاهراً كان، كقوله تعالى: (والقرآن المجيد)، او مقدراً كقوله تعالى: (هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين).
- الفرق الثاني: أن الاسم مجعول علماً على المسمّى، أما الصفة فلابد لها من تعريف يُجلي دلالتها على الموصوف إذا كانت غير مختصة، كالنور في قوله تعالى: (فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا)، فقد عُرِّف بما يجلي دلالته على القرآن الكريم.
س3: اذكر أدلة الصفات التالية للقرآن، مع بيان معانيها بإيجاز:
أ – عظيم:
وُصف القرآن بأنه عظيم في قوله تعالى: (قل هو نبؤٌا عظيم)، وعظمة القرآن تتضمن عظمة قدره، وعظمة صفاته.
فأما عظمة قدره؛ فتتجلى فيما يلي:
- أنه كلام الله تعالى، وكفى بذلك عظمة.
- إقسام الله تعالى به.
- كثرة أسمائه وأوصافه الدالة على عظمة قدره.
- أنه حاكم ومهيمن على ما قبله من الكتب السماوية.
- أنه فرقان بين الهدى والضلالة، والحق والباطل.
- أنه يهدي للتي هي أقوم.
- أنه مصدر الأحكام الشرعية التي بها قيام مصالح العباد وتحاكمهم.
- أن الله خصه بأحكام في الشريعة تبيّن حرمته وجلالة شأنه.
- أنه يٌظل صاحبه في الموقف العظيم يوم القيامة.
- أنه شافع مشفع، وماحل مصدق.
- أنه يحاج عن صاحبه يوم القيامة، ويشهد له.
- أنه يرفع صاحبه درجات كثيرة.
- أنه يثقل ميزان صاحبه بكثرة ثواب تلاوته.
وأما عظمة صفاته فبيانها من وجهين:
- الوجه الأول: أنه عظيم في كل صفة وُصف بها؛ فكرمه عظيم، وبركته عظيمة، ومجده عظيم، وعلوّه عظيم، ونوره عظيم، وهداه عظيم، وشفاؤه عظيم، وفرقانه عظيم، وكل أوصافه عظيمة.
- الوجه الثاني: أن كثرة أسمائه وصفاته العظيمة دليل آخر على عظمته.
ب – قيّم:
وُصف القرآن بأنه قيّم في قوله تعالى: (الحمد لله الذي أنزل على عبد الكتاب ولم يجعل له عوجاً. قيّماً لينذر بأساً شديداً من لدنه ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات بأن لهم أجراً حسناً)، وفي قوله تعالى: (رسول من الله يتلو صحفاً مطهرة. فيها كتب قيمة).
ووصفه بأنه قيم ينتظم معانٍ ثلاثة:
- المعنى الأول: أنه مستقيم لا عوج فيه لا في ألفاظه، ولا في معانيه، ولا خلل ولا تناقض ولا تعارض فيه بل يصدق بعضه بعضاً، ويبيّن بعضه بعضاً، يأتلف ولا يختلف، أخباره صدق، وأحكامه عدل، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم.
- المعنى الثاني: أنه قيّم على ما قبله من الكتب، ومهيمن عليها، وشاهد بصدق ما أنزل فيها.
- المعنى الثالث: أنه القيّم الذي به قوام أمور العباد وقيام مصالحهم وشرائعهم وأحكام عباداتهم ومعاملاتهم، ويهديهم للتي هي أقوم في جميع شؤونهم.
ج – هدى:
وُصف القرآن بأنه هدى في قوله تعالى: (ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين)، وقوله تعالى: (قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء)، وقوله تعالى: (وإنه لهدى ورحمة للمؤمنين).
وهداية القرآن على مرتبتين:
- المرتبة الأولى: الهداية العامة لجميع الناس، تدلهم على الحق وعلى صراط مستقيم، وتقيم عليهم الحجة، وتبين لهم البيان التام الوافي، قال تعالى: (هدى للناس)، وقال تعالى: (إنا أنزلنا عليك الكتاب للناس بالحق فمن اهتدى فلنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها وما أنت عليهم بوكيل).
- المرتبة الثانية: الهداية الخاصة للمؤمنين التي يوفقون بها لفهم مراد الله تعالى، ويوفقون بها للتقرب إليه، فيزيدهم هدى؛ فإن هذا القرآن حبل الله الذي من اعتصم به لن يضل ولن يهلك.
د – شفاء:
ورد وصف القرآن بأنه شفاء في مواطن من كتاب الله منها: قوله تعالى: (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خساراً)، وقوله تعالى: (قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى).
فالقرآن شفاء من علل النفوس وأدوائها التي مرجعها إلى أمرين:
- ظلمها بتعديها حدود الله.
- جهلها بما ينفعها.
فالإنسان ظلوم جهول، ومن آثار جهله وظلمه تنشؤ أدواء عديدة كالعجب والكبر، والشك والحيرة، والشح والبخل، والحرص والحسد، والعشق والتعلق، وغيرها من العلل التي تفسد التصوّر والإرادة، فيحصل بفساد التصور الافتتان بفتن الشبهات، ويحصل بفساد الإرادة الافتتان بأنواع الشهوات.
ولا مخرج من ذلك إلا بشفاء يأتي من عند الله؛ يصح به التصوّر، وتصلح معه الإرادة. وهذا الشفاء تحققه بقدر تحقق الإيمان واتباع الهدى.
ومع هذا الشفاء العظيم في القرآن، شفاء من نوع آخر، فهو رقية نافعة من العلل والأدواء التي تصيب الروح والجسد، فكم شفي به من عليل أعجز الأطباء داؤه، وكم أُبطل به من سحر، وكم تعافى به من معيون ومحسود وممسوس.
س4: تحدث عن بركة القرآن بإيجاز.
وصف الله تعالى القرآن بالبركة في مواطن من كتابه، فمن ذلك قوله تعالى: (وهذا كتاب أنزلناه مبارك مصدق الذي بين يديه)، وقوله تعالى: (كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدّبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب).
والمبارك هو ما يأتي من قبله الخير الكثير، فالبركة خير كثير أصله ثابت، وآثاره تنمو وتتسع بطرق ظاهرة أو خفيّة، ومجيء الوصف (مبارك) على صيغة اسم المفعول دالٌّ على أن الذي باركه هو الله تعالى، وهذا يبين لنا عظمة هذه البركة وكثرتها وتنوعها؛ فالله تعالى عليم قدير واسع حكيم، وقد ظهرت آثار علمه وقدرته وسعته وحكمته في مباركته كلامه جلَّ وعلا؛ فكانت تلك البركة من آثار أسمائه وصفاته.
ومن أوجه بركات القرآن ما يلي:
- ما تضمنه من بيان الهدى والتبصير بالحقائق في كل ما يحتاج إليه، كما قال تعالى: (هذا بصائر من ربكم وهدى ورحمة لقوم يؤمنون)، وقال تعالى: (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم)، وهذا هو أعظم بركات القرآن.
- أنه حياة للمؤمن ورفعة له، وقد وصفه الله بأنه روح لما يحصل به من الحياة الحقيقية التي هي حياة القلب، قال تعالى: (وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم)، وكلما ازداد العبد من الإيمان بالقرآن وتلاوته واتباع هداه؛ ازداد نصيبه من بركته والحياة به، حتى يكون القرآن ربيع قلبه.
- أنه يجلو الحزن، ويذهب الهم، وينير البصيرة، ويصلح السريرة، ويشفي ما في الصدر، فيطمئن به القلب، وتزكو به النفس، ويحصل به اليقين، ويندفع به كيد الشيطان.
- أن قارئه يثاب عليه أنواعاً من الثواب: فيثاب على الإيمان به، ويثاب على تلاوته، ويثاب على الاستماع إليه، ويثاب على تدبره، ويثاب على تعظيمه، ويثاب على حفظه، ويثاب على التفقه فيه وطلب تفسيره، ويثاب على اتباع هداه، حتى إنه ليثاب على النظر في المصحف.
- كثرة وجوه الخير فيه؛ فهو علم لطالب العلم، وحكمة لطالب الحكمة، وهداية للحيران، وتثبيت للمبتلى، ورحمة للمؤمن، وشفاء للمريض، وهو لكل صاحب حاجة مشروعة غنية وكفاية (أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم إن في ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون).
- بركة ألفاظه فهي ميسرة للذكر لها حلاوة في السمع، ومعانيه فهي بليغة عظيمة الدلالة.
- أنه لا تنقضي عجائبه، ولا يحاط بمعرفته، تتجدد فيه المعاني والعبر على كثرة الترداد.
- أنه يرفع شأن صاحبه، ويعلي ذكره، ويوجب له حقّاً لم يكن ليناله بغيره.
- عموم فضله على الأمة وعلى الفرد.
- أنه مبارك حيثما كان: في قلب المؤمن وحواسه، وفي المجلس الذي يقرأ فيه، وفي البيت الذي يقرأ فيه، وعلى الورق الذي يكتب فيه.
- أنه أنيس في القبر، وظلة في الموقف العظيم، وقائد في العرصات، وحجيج المؤمن وشفيعه.
س5: بيّن أنواع ثواب القرآن بإيجاز.
- ثواب الإيمان به.
- ثواب تلاوته.
- ثواب الاستماع إليه.
- ثواب تدبره.
- ثواب تعظيمه.
- ثواب حفظه.
- ثواب التفقه فيه وطلب تفسيره.
- ثواب اتباع هداه.
- ثواب النظر في المصحف.
س6: ما المراد بصاحب القرآن؟
هو المؤمن به المتبع هداه، والمتفقه فيه المتدبر له العامل به، المديم تلاوته والتفكر فيه، الملازم لحفظه وفهمه والتذكر به.
س7: ما هي اقتراحاتك للطرق المناسبة لنشر فضائل القرآن؟ وكيف يستفاد منها في الدعوة إلى الله تعالى؟
- أن يقوم المعلم في حلقته بحثِّ التلاميذ على تتبع صفات القرآن في القرآن صفة صفة، ثم تدبر هذه الأوصاف والتفكر فيها.
- أن يقوم المعلم في حلقته بجمع الأحاديث الواردة في القرآن وتصنيفها.
- أن يقوم المعلم مع التلاميذ بتلخيص بعض الكتب المتوسطة في هذا الباب.
ويستفاد من هذه الطرق في الدعوة إلى الله عن طريق وسائل التواصل الاجتماعية، بانتقاء أبرز الفوائد من خلال تفاسير الآيات وشروح الأحاديث ثم نشرها عبر وسم في تويتر عبارات قصيرة في سائر وسائل التواصل.