إجابة المجموعة الثالثة:
س1: كيف كان جمع القرآن في عهد أبي بكر رضي الله عنه؟
أوكل أبو بكر الصديق إلى زيد بن ثابت جمع القرآن وكان هو القائم بأمر الكتابة والجمع وشاركه أيضا عدد من قراء الصحابة فكان عملهم متقن حصلت به الحجية .
ودلت الدلائل على أن أبا بكر كلَّف زيداً وعمر بن الخطاب بالقعود عند باب المسجد، وأمر من كان عنده شيء من القرآن مكتوباً أن يأتي به، وأن يقيم شاهدين على صِحَّةِ ما كتب،فحصلوا بذلك على نسخة كاملة من المصحف بشهادة رجلين على كل آية بالإضافة إلى حفظهم المسبق للقرآن،ثم كان أبي بن كعب ومعه مجموعة من القراء يعرضون المكتوب على حفظهم ويراجعونه،ثم أجمع الصحابة على هذا الجمع ولم يقع بينهم خلاف فهو حجة قاطعة.
س2: متى كان جمع عثمان رضي الله عنه؟ كان في أواخر سنة أربع وعشرين للهجرة وأوائل خمس وعشرين وذلك بعد مصي سنة واحدة من خلافته ويدل على ذلك الجمع بين الروايتين :
عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص قال: خطب عثمان فقال: "يا أيها الناس إنما قبض نبيكم منذ خمس عشرة سنة وقد اختلفتم في القراءة.."
ورواية:جلس عثمان بن عفان رضي الله عنه على المنبر، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: ( إنما عهدكم بنبيكم صلى الله عليه وسلم منذ ثلاث عشرة سنة..). رواه عمر بن شبة وابن أبي داوود.
س3: لخّص ما صحّ في كتابة المصاحف العثمانية.
_أن عثمان رضي الله عنه لما عزم على جمع النا على مصحف واحد ،بين للناس سبب ذلك وخشيته من الفرقة والاختلاف فوافقه الصحابة على ذلك..
_أمر كل من بيده صحيفة كتب فيها القرآن أن يأتي به فاستجابوا كلهم إلا ابن مسعود في أول الأمر ثم رجع عن ذلك،وقد طلب منهم البينة على أنه من إملاء النبي صلى الله عليه وسلم.
_استلم المصحف الذي جمع على عهد أبي بكر من حفصة رضي الله عنها.
_أمر زيد بن ثابت بجمع الصحف ومصحف أبي بكر رضي الله عنه في مصحف واحد،وكان يملي على زيد سعيد بن العاص ومعه كتبة آخرون،فكتبوا مااتفقوا عليه وما اختلفوا فيه رفعوه إلى عثمان رضي الله عنه فاجتهد هو ومن معه من قراء الصحابة على كتابته على لغة قريش والعرضة الأخيرة.
_عرض على عثمان رضي الله عنه بعد الانتهاء من كتابته وكان يتابعهم في جميع مراحل الجمع.
_لما اطمأن عثمان إلى صحة ماجمع أمر بنسخه عدة نسخ وأرسل بها إلى الأمصار واختلف في عددها.
_أعاد مصحف أبي بكر إلى حفصة وأمر ببقية المصاحف أن تحرق وكان ذلك بإجماع الصحابة.
س4: هل كان مصحف عثمان نسخة مطابقة لمصحف أبي بكر؟
ذهب بعض العلماء إلى أنّ مصحف عثمان كان نسخة مطابقة لمصحف أبي بكر حرفاً بحرف لا اختلاف بينهما، وأنّ مصحف أبي بكر كان على العرضة الأخيرة.
هذا القول فيه صواب وخطأ فأما الصواب فهو أن مصحف أبي بكر كان على العرضة الأخيرة،وهذه العرضة لم تكن على حرف واحد.
أما الخطأ فإنه يلزم أن كل ماخالف مصحف أبي بكر لم يكن على العرضة الأخيرة،وأن قراء الصحابة كانوا يقرؤون الناس المنسوخ من القرآن،ولو صح ذلك لما احتاج عثمان أن يأخذ البينة على صحة الصحف ولا أن يطابقها مع مصخف أبي بكر ولا اجتهد في اختيار الأحرف منها.لكن من تتبع الآثار تبين له أن عثمان ومن معه اجتهدوا أشد الاجتهاد في ذلك وهذا يستلزم اختلاف مصحفه عن مصحف أبي بكر
عن هانئ البربري مولى عثمان قال: كنت عند عثمان وهم يعرضون المصاحف، فأرسلني بكتف شاة إلى أبيّ بن كعب، فيها «لم يتسن» ، وفيها «لا تبديل للخلق» ، وفيها «فأمهل الكافرين».
قال: فدعا بالدواة فمحا إحدى اللامين، وكتب {لخلق الله}، ومحا «فأمهل»، وكتب {فمهّل}، وكتب {لم يتسنه} ألحق فيها الهاء). رواه أبو عبيد القاسم بن سلام في فضائل القرآن، وابن جرير الطبري.
وهذا يدل أنهم كانوا يختارون بين الأحرف .
ولو كانت المصاحف العثمانية نسخة مطابقة لمصحف أبي بكر حرفاً بحرف لما احتاج مروان بن الحكم إلى إتلاف هذا المصحف، ولما أقرّه ابن عمر على دعواه بأنه يخشى أن يكون فيه ما يخالف المصاحف العثمانية.
س5: ما تقول في الآثار المروية في منشأ تسمية المصحف؟
وردت أحاديث وآثار تدل على أن تسمية المصحف موجودة من عهد النبي صلى الله عليه وسلم منها:
1_ حديث محمد بن إسحق عن نافع عن ابن عمر: (سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم ينهى أن يسافر بالمصحف إلى أرض العدو). رواه الإمام أحمد والبخاري في خلق أفعال العباد بهذا اللفظ.
وروي هذا الحديث من طرق أخرى بلفظ(القرآن )بدل المصحف فدل على أن محمد بن إسحاق قد تفرد بهذه الرواية
2_وحديث مرزوق بن أبي الهذيل قال: حدثني الزهري قال: حدثني أبو عبد الله الأغر، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علما علمه ونشره، وولدا صالحا تركه، ومصحفا ورثه، أو مسجدا بناه، أو بيتا لابن السبيل بناه، أو نهرا أجراه، أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته، يلحقه من بعد موته»رواه ابن ماجه وابن خزيمة.
ومرزوق بن هذيل لا يحتج بروايته إذا تفرد..
والمحفوظ عن أبي هريرة، مرفوعاً: (إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له). رواه مسلم.
ومتنه معلول فالصحف لم تكن أصحفت في مصحف على عهد النبي صلة الله عليه وسلم.
3_حديث عنبسة بن عبد الرحمن الكوفي، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أعطوا أعينكم حظها من العبادة» ، قيل: يا رسول الله، ما حظها من العبادة؟، قال: «النظر في المصحف، والتفكر فيه، والاعتبار عند عجائبه» رواه أبو الشيخ في العظمة والبيهقي في شعب الإيمان، وهو ضعيف جداً، بل حكم عليه الألباني بأنه موضوع، من أجل عنبسة الكوفي قال فيه أبو حاتم الرازي: كان يضع الحديث.