![]() |
المجلس الثالث: مجلس مذاكرة محاضرة فضل علم التفسير
مجلس مذاكرة محاضرة فضل علم التفسير للشيخ عبد العزيز الداخل - حفظه الله - محاضرة فضل علم التفسير: هنا اختر مجموعة من المجموعات التالية وأجب عن أسئلتها إجابة وافية: المجموعة الأولى: س1: بيّن حاجة الأمّة إلى فهم كتاب الله تعالى. س2: بيّن سعة علم التفسير. س3: بيّن أثر الاشتغال بعلم في التفسير في صلاح القلب. المجموعة الثانية: س1: بيّن بإيجاز أوجه فضل علم التفسير. س2: كيف تستفيد من علم التفسير في الدعوة إلى الله تعالى. س3: اشرح سبب تفاوت الناس في فهم القرآن. المجموعة الثالثة: س1: بيّن أثر فهم القرآن في الازدياد من العلم. س2: بيّن حاجة المعلّم والداعية إلى علم التفسير. س3: ما هي فوائد معرفة فضل علم التفسير؟ تعليمات: - ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته. - يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة. - يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق. - تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب. - يُسمح بمراجعة المحاضرة أو تفريغها ليستعين بها الطالب على صياغة أجوبته، وليس لأجل أن ينسخ الجواب ويلصقه، فهذا المجلس ليس موضع اختبار، وإنما هو مجلس للمذاكرة والتدرب على الأجوبة الوافية للأسئلة العلمية، والاستعداد للاختبار. تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة: أ+ = 5 / 5 أ = 4.5 / 5 ب+ = 4.25 / 5 ب = 4 / 5 ج+ = 3.75 / 5 ج = 3.5 / 5 د+ = 3.25 / 5 د = 3 هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة. معايير التقويم: 1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ] 2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص] 3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد] 4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية. 5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض. نشر التقويم: - يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب. - تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها. - نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم. _________________ وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم |
المجموعة الثانية:
س1: بيّن بإيجاز أوجه فضل علم التفسير. 1/ أنه معين على فهم كلام الله -عز وجل-, ومعرفة مراده. 2/الاشتغال بالتفسير اشتغال ٌبأفضل الكلام وأحسنه وأعظمه بركة. 3/ من اشتغل بالقرآن وجد من العلوم النافعة الشيء الكثير. 4/ أنه يدل صاحبه على ما يعتصم به من الضلالة. 5/ المفسر من ورثة النبي -صلى الله عليه وسلم-. 6/ المفسر كثير الاشتغال بتلاوة القرآن والتفكر فيه وتدبر معانيه. 7/ أنه يدخل صاحبه في زمرة خير هذه الأمة. س2: كيف تستفيد من علم التفسير في الدعوة إلى الله تعالى. علم التفسير يكسب الشخص كثير من العلوم النافعة منها علم الدعوة إلى الله على بصيرة؛ لأن في القرآن بيان أصول الدعوة وأنواعها ومراتبها وصفات الدعاة إلى الحق, وكشف شبهات المضلين, وأصول الاحتجاج للحق,ومعاملة المخالفين على اختلاف مراتبهم. والداعي يحتاج لكل ماسبق في دعوته. س3: اشرح سبب تفاوت الناس في فهم القرآن. سبب تفاوت الناس في فهم القرآن هو علم التفسير, يفهم العبد كتاب الله على قدر ما حصل من علم التفسير زيادةً ونقصًا. |
المجموعة الأولى:
س1: بيّن حاجة الأمّة إلى فهم كتاب الله تعالى. على طالب العلم أن يعي أنواع الحاجات التي تحتاجها أمته ليقوم بالدعوة إلى الله بالإسهام في سد حاجة الأمة في ما ييسره الله له ويفتح له به من أنواع هذه - حاجة الأمة إلى فهم القرآن لتهتدي به في معاملة أعدائها على اختلافهم، فيحذروا ممن حذر الله منهم . - حاجة الأمة لمعرفة صفات المنافقين وعلاماتهم وحيلهم وكيف يعاملون ،لما لم من مقاصد خبيثة لا يُتفطن إليهم مع حلو كلامهم , لذلك يمثلون خطر عظيم على كيانة الأمة. -ابتلاء طالب العلم بمجتمع يكثر فيه أصحاب ملة من الملل ، فيجد في القرآن ما يرشده ويبصره بطريق دعوتهم للحق. - كثرت الفتن تجعل حاجتنا تزداد إلى تدبر القرآن والاهتداء به فأسعد الناس هو أحسنهم استنباطاً يهتدي به في تلك الفتنة -قد ينشأ طالب العلم في مجتمع تفشو فيه فتنة أو منكر فيتعلم من كتاب الله ما يعرف به الهدى ويدعو به من حوله لعلهم يهتدون,كذلك المرأة في المحيط النسائي قد تبصر من أنواع المنكرات والفتن التي افتتن به كثير من النساء فتتعلم طالبة العلم كيف تدعو بالقرآن في محيطها النسائي, لتكشفبه الباطل، وتنصر الحق. س2: بيّن سعة علم التفسير. المفسر يحتاج إلى التمكن من علوم كثيرة متنوعة؛ لينفتح له بها من أبواب فهم القرآن وهذا يدل على سعة علم التفسير وتعدد معارف طلّابه, فيحتاج مثلا إلى:- 1- معرفة معاني المفردات 2-معاني الحروف 3-معرفة الأساليب 4-معرفة الإعراب 5-معرفة الصرف 6-معرفة البلاغة والاشتقاق 7- معرفة أصول الفقه 8-معرفة قواعد الترجيح 10-معرفة الناسخ والمنسوخ 11-معرفة أسباب النزول وأحوال النزول 12-معرفة فضائل الآيات والسور 13-معرفة أمثال القرآن والمبهمات ...............وغيرها من العلوم المتنوعة التي يكتسبها المفسر بتدرج تعلمه للتفسير. إذا علم التفسير من أوسع العلوم فمن أقبل عليه فإنه يكتسب المعرفة الواسعة بعلوم كثيرة. س3: بيّن أثر الاشتغال بعلم في التفسير في صلاح القلب. -الاشتغال بالتفسير يدل صاحبه على ما يعتصم به من الضلالة ولا يزال المنشغل به متمسكا بالحق مبتعدا عن الضلالة حتى يتجلى نور الحق في قلبه -الاشتغال بالتفسير يفتح للطالب أبواب علم التي تسقي القلب شيئا فشيا حتى تصلح ما فسد منه -الاشتغال بالتفسير هو اشتغال بكلام الله ولا يزال الطالب يشتغل بكلام حتى تنزل عليه بركات هذا العلم فتجلو صدأ قلبه -الاشتغال بالتفسير يجعل طالبه أكثر فهما لمراد الله ولما بينه من الهدى , فيكون أعظم حظا من الهداية التي يكون بها صلاح للقلب . - الاشتغال بالتفسير يجعل جلّ وقت طالبه بين التلاوة والتدبر مدارسته , وهذه الملازمة لا شك أن لها الأثر العظيم في صلاح القلب. |
المجموعة الثانية:
س1: بيّن بإيجاز أوجه فضل علم التفسير؟ الجواب: بعض فضائل علم التفسير: 1: علم التفسير يعين على فهم كلام الله عز وجل ومعرفة مراده، ومن أوتي فهم القرآن فقد أوتي خيراً كثيراً. 2: أن أشرف الكلام وأحسنه وأصدقه وأعظمه بركة وفضلا هو كلام الله تعالى والاشتغال بالتفسير هو اشتغال بأفضل الكلام وأحسنه وأعظمه بركة. 3: من ابتغى العلم من أفضل أبوابه وأحسنها فعليه بتدبر القرآن وفهمه ومعرفة معانيه لأن الله جل وعلا فصل في القرآن كل شيء مثل أصول الإيمان والاعتقاد الصحيح والتعريف بالله تعالى وأصول الأحكام الفقهية والآداب والأخلاق الكريمة وعلم الدعوة إلى الله تعالى على بصيرة، إلى غير ذلك من العلوم الجليلة النافعة فتدبر القرآن إن رمت الهدى.......فالعلم تحت تدبر القرآن. 4: ومن فضائل علم التفسير الدلالة على ما يعصم من الضلالة، قال الله تعالى: {ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم} من خلال تدبر القرآن 5: إن المفسر من أعظم ورثة النبي صلى الله عليه وسلم , فهو مبلغ ومبين لأعظم كلام وهذه من أخص وظائف الأنبياء. 6: يكفي صاحب التفسير من الفضل أنه مصاحب للقرآن معظم الوقت تلاوة وتدبراً ومدارسة, فلك أن تتخيل ماله من الأجور العظيمة إذا علمت أن في التلاوة فقط أجر كل حرف حسنة والحسنة بعشر أمثالها , اللهم اجعلنا منهم (آمين). 7: ادخال صاحب التفسير في خيرية هذه الأمة ، ففي صحيح البخاري , أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " خيركم من تعلم القران وعلمه" س2: كيف تستفيد من علم التفسير في الدعوة إلى الله تعالى؟ الجواب: أولاً ينبغي أن ندرك مدى حاجة الأمة إلى تفسير القرآن وبيان معانيه ودعوتهم بالقرآن وإنذارهم بما فيه من الوعيد، وتبشيرهم بما فيه من البشائر، فينبغي لنا أن نتعلم ما فيه من الهدى من أجل أن نبينه للناس، ثم ندعو إلى الله على بصيرة بما تعلمنا من معانيالقرآن ليتسنى لنا القيام بالدعوة إلى الله والإسهام في سدحاجة الأمة في ما ييسره الله لنا. أيضاً نجد في كتاب الله تعالى ما يرشدنا إلى معرفة انواع الضلالات المنتشرة في محيطنا وفيه ايضاح للوسائل والسبل لدعوتهم إلى الحق، ومعاملتهم على الهدى الرباني. س3: اشرح سبب تفاوت الناس فيفهم القرآن. التفسير علم وملكة، وهذا يختلف من شخص لآخر، فمن الناس من يسمع الآية ويفهم منها حكماً او حكمين, ومنهم من يفهم عشرة أحكام او اكثر, ومنهم من يفهم مجرد اللفظ دون سياقه, وأخص من هذا من آتاه الله قدرة في الفطنة والفهم فيضم نص الى نص آخر متعلق به فيفهم قدراً زائداً عن فهم النص بمفرده منعزلاً عن النص الآخر، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء, ولا شك ان الاخلاص والتقوى اسباب معينة بعد الله: (( واتقوا الله ويعلمكم الله )) |
المجموعة الأولى
1/ بيِّن حاجة الأمّة إلى فهم كتاب الله تعالى.
الجواب: كتاب الله عز وجل حياة القلوب ؛وهو الروح والنور الي يضيء للمسلم دربه قال تعالى: {وكذلك أوحينا إليك روحًا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولـكن جعلناه نورًا نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ . صراط الله الذي له ما في السموات وما في الأرض ألا إلى الله تصير الأمور}الشورى. فحاجة النّاس إلى فهم كتاب الله أشد من حاجتهم إلى الماء والغذاء والنفس ،لإن انعدام هذه الأمور يضيع عليهم حياتهم الدنيا ،أماضلاله عن الهدى يضيع عليه حياته الباقية ،قال تعالى (وللآخرة خير لك من الأولى )، وقال تعالى (بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وأبقى )، وقال تعالى: {يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى يقول يا ليتني قدمت لحياتي}. قال السيوطي رحمه الله:"كل كمال ديني أو دنيوي ،عاجلي أو آجلي، مفتقر إلى العلوم الشرعية والمعارف الدينية، وهي متوقفة على العلم بكتاب الله تعالى". ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 2/ بيّن سعة علم التفسير الجواب: علم التفسير علم جامع لكثير من العلوم ؛لأنه جمع علم الأولين والآخرين. قال بن مسعود رضي الله عنه:"من أرادعلم الأولين والآخرين فليثور القرآن". فمن اشتغل بالتفسير يتعلم ما تضمنه القرآن من أصول الاعتقاد ومعرفة الله وأسماء الله وصفاته ،معرفة الفقه والعبادات ،أحكام الأسرة والمواريث، المقاصد الشرعية والجنايات ،المعاملات والأخلاق والآداب . ولابد لمفسر القرآن من التمكن من علوم كثيرة؛ فيحتاج إلى معرفة معاني المفردات ومعاني الحروف والأساليب والإعراب والصرف والبلاغة والاشتقاق، ويحتاج إلى معرفة أصول الفقه وقواعد الترجيح والناسخ والمنسوخ وأسباب النزول وأحوال النزول وفضائل الآيات والسور وأمثال القرآن والمبهمات وغيرها من العلوم. وهذا لا شك يبين لنا سعة علم التفسير وأهميته لذلك قالوا: هو أبو العلوم. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 3/بيّن أثر الاشتغال بعلم التفسير في صلاح القلب. الجواب: المشتغل بعلم التفسير من أعلم الناس بمواعظ القرآن وهداياته يقول الله تعالى : " يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ " [يونس: 57] . وتدبر القرآن يزيد في علوم الإيمان وشواهده، ويقوي الإرادة القلبية، ويحث على أعمال القلوب من التوكل والإخلاص والتعلق بالله الذي هو أصل الإيمان (مجموع الفوائد لابن سعدي) . والمفسر من أحسن الناس علما بمفسدات القلب، وكيف يعصم نفسه منها، فالقرآن يدله على مافيه صلاح قلبه وطمأنينته، والله جل وعلا يقول : " الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللهِ أَلَا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ " [الرعد: 28] . |
المجلس الثالث: مجلس مذاكرة محاضرة فضل علم التفسير
المجموعة الثالثة س1: بيّن أثر فهم القرآن في الازدياد من العلم. إن من فهم القرآن فهما صحيحا فقد حصل على معين لا ينضب يمكنه من استخراج الكثير من العلوم المباركة من هذا المعين, والناس فى فهم كلام الله والاستفادة من ذلك الفهم متفاوتون تفاوتا كبيرا بحسب قربهم من الله ومن كلام الله, ويقول بن القيم (والمقصود تفاوت الناس في مراتب الفهم في النصوص وأن منهم منيفهم من الآية حكما أو حكمين ومنهم من يفهم منها عشرة أحكام أو أكثر من ذلك ومنهممن يقتصر في الفهم على مجرد اللفظ دون سياقه ودون إيمائه وإشارته وتنبيهه واعتبارهوأخص من هذا وألطف ضمه إلى نص آخر متعلق به فيفهم من اقترانه به قدرا زائدا على ذلكاللفظ بمفرده وهذا باب عجيب من فهم القرآن لا يتنبه له إلا النادر من أهل العلم فإنالذهن قد لا يشعر بارتباط هذا بهذا وتعلقه به وهذا كما فهم ابن عباس من قوله وحملهوفصاله ثلاثون شهرا مع قوله والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين أن المرأة قد تلدلستة أشعر وكما فهم الصديق من آية الفرائض في أول السورة وآخرها أن الكلالة من لاولد دله ولا والد). وفهم كلام الله يفتح لطالب العلم ما لا يفتحه الله لغيره من أبواب العلم بل ربما سمع كلمة من رجلفتذكره بآية كان يتأملها فينفتح له بذلك أبواب من العلم, ففهم القرآن يجعل لطالب العلم بصرا يبصر به ما لا تراه أبصار غيره ويجعل له بصيرة تمكنه من فهم مراد الله فى آياته حيث لا يتمكن غيره من ذلك وهذا كله ببركة القرآن وفهمه عن الله وعن رسوله كما قال عكرمة مولى ابن عباس (إني لأخرج إلى السوق ، فأسمعالرجل يتكلم بالكلمة فينفتح لي خمسون بابا من العلم)رواه ابن سعد فيالطبقات من طريق ابن علية عن أيوب عن عكرمة، وهذا إسناد صحيح. س2: بيّن حاجةالمعلّم والداعية إلى علم التفسير. إن حاجة المعلم والداعية إلى الله إلى علم التفسير بقدر حاجة الأمة إلى ذلك فالأمة, بل العالم كله فى حاجة ماسة إلى علم تفسير القرآن الكريم وبيان معانيه حيث قال رسول الله صل الله عليه وسلم (بلغوا عنى ولو آية) والتبليغ الصحيح للآية هو تفهيمها وشرحها وتفسيرها للناس والعوام من المسلمين وغير المسلمين وهذه المهمة يتكفل بها المعلمين والدعاة فمن لها إلا هم؟. فالأمة بحاجة إلى من يفسر لها القرآن ويبين لهم معانيه وبحاجة إلى دعوتهم به وتذكيرهم بما فيه من الأحكام وإنذارهم بما فيه من الوعيد وتبشيرهم بما فيه من البشريات وإرشادهم لما فيه من الهدى ليفرقوا به بين الحق والباطل ويخرجوا به من الظلمات إلى النور كما قال تعالى (الر . كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذنربهم إلى صراط العزيز الحميد . الله الذي له ما في السموات وما في الأرض) وقال تعالى (وكذلك أوحينا إليك روحًا من أمرناما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولـكن جعلناه نورًا نهدي به من نشاء من عبادناوإنك لتهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ . صراط الله الذي له ما في السموات وما في الأرض ألاإلى الله تصير الأمور) وقال أيضا (قد جاءكممن الله نور وكتاب مبين . يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم منالظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراطٍ مستقيمٍ) وقال (هو الذي ينزل على عبده آياتٍ بيناتٍ ليخرجكم من الظلماتإلى النور وإن الله بكم لرءوف رحيم) وقال جل وعلا (فاتقوا الله يا أولي الألباب الذين آمنوا قد أنزل الله إليكمذكرًا . رسولًا يتلو عليكم آيات الله مبيناتٍ ليخرج الذين آمنوا وعملوا الصالحاتمن الظلمات إلى النور ومن يؤمن بالله ويعمل صالحًا يدخله جناتٍ تجري من تحتهاالأنهار خالدين فيها أبدًا قد أحسن الله له رزقًا) فكم من فتنة ضل بها من كانوا قبلنا وقد نضل بها ومَن بعدنا وذلك إن لم نتمسك بهدى الله وما قد بينه لنا فى القرآن فقد قال تعالى (وما كان الله ليضل قوماً بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون) وقال جل وعلا (فمن اتبع هداي فلا يضل ولايشقى) وقال أيضا فى نفس المعنى (فمن تبع هداي فلا خوف عليهمولاهم يحزنون) فمعرفة العبد لما بيَّنه الله تعالى فى كتابه وإتباعه لهذا الهدى وحذَره مما حذر الله منه أهم للعبد من الطعام والهواء والشراب, فالموت هو أول الحياة الأبدية أما الضلال فهو تخريب وتجريف لهذه الحياة الأبدية لمن ضل عما بينه الله ووقع فيما حذر الله منه فه كتابه فسيكون مصيره النار وساءت مصيرا, أعاذنا الله وإياكم منها, فقد قال تعالى (وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوايعلمون) وقال جل وعلا (يومئذ يتذكر الإنسان وأنى لهالذكرىيقول يا ليتني قدمت لحياتي) وهنا يبين لنا المولى عز وجل أهمية الآخرة وأنها هى الحياة الحقيقية ولا يجب أن يفرط العبد فيها بعدم إتباعه لهدى الله الذى بينه لنا فى القرآن. ومن المعلوم أننا نحن المسلمون فى هذه الحياة لا نتعامل مع مسلمين صالحين فقط بل العالم فيه مئآت من المِلَل والنِحَل وكثير من الديانات الأخرى والأدهى من ذلك والأكثر تأثيرا بالسلب والسوء على حياة المسلمين هم المنافقين اللذين يقولون أنهم مسلمون ولكنهم يكيدون للدين أكثر من غيرهم, فلذم لنا فهم كلام الله ومعرفة كيفية التعامل فى مختلف هذه الأحوال ومنها: 1. معاملة الأعداء على إختلاف أنواعهم فقد قال تعالى (فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهاداً كبيراً) والضمير فى (به) يعود على القرآن الكريم وهنا يطلب المولى عز وجل من رسوله الكريم ومن تبعه وأهتدى بهداه إلى أن يجاهد الكفار بالقرآن وألا نتبعهم, فبجهادهم بالقرآن يندفع عن الأمة شرور كثيرة لا يعلمها إلا الله حيث حذرنا الله من مخالفة أمره فى ذلك حيث قال (فليحذرالذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم) ويتضح لنا شرف هذا الجهاد فهو جهاد بسيف لا يقاومه سيف وهو كلام الله, وبهداه يظهر الحق وحسنه والسوء وقبحه وتثبت به حجة الله على العباد. 2. ومن الأمور التى نحن فى أمس الحاجة إليها هى معرفة المنافقين وعلاماتهم وحيلهم ومعرفة الطرق الصحيحة للتعامل معهم فخطرهم على الأمة أكبر من غيرهم فقد قال تعالى لرسوله فيهم (هم العدو فاحذرهم) والحافظ لكتاب الله يدرى كم عدد الآيات التى ذكرهم الله فيها وذلك لعظم خطرهم حتى لا نكون ضحية لضلالاتهم وأفكارهم التى تدعوا لهدم الدين فكم فشلت مشاريع إصلاحية بسببهم, والاهتداء بالقرآن الكريم وفهمه فى معاملتهم هو السبيل الوحيد للتصدي لهم ولخطرهم والنجاة من شرورهم. 3. فى العصر الحديث أصبح شيئا طبيعيا ومنتشرا أن يعيش المسلم فى مجتمع غير مسلم أو العكس ومع الاختلاف الكبير بين الملل والنحل الكثيرة وبين الديانات السماوية الأخرى والإسلام ما يجعل المسلم حذرا من انتشار الفتن والمنكرات فى هذه المجتمعات وهذا الحذر لا يأتى إلا بالاقتداء بكتاب الله وفهم ما فيه حتى يتثنى لطالب العلم الحفاظ على نفسه والدعوة إلى الله فى نفس الوقت فقد قال تعالى (وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسولوإلى أولى الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم). وكذلك المرأة فى التجمعات النسائية, فهى على إطلاع بأحوال النساء والفتن التى قد يفتنون بها والمنكرات التى قد يقعوا فيها أكثر من غيرها من الرجال, فالرجال لا يبصرون أحوال النساء فى تجمعاتهم مثل النساء وعلى ذلك وجب على المرأة المسلمة أن تتسلح بكتاب الله وفهمه فى مقاومة مثل هذه الفتن والمنكرات ودعوة غيرها من النساء بكشف زيف الباطل ونصرة الحق ووعظ من فى إيمانها ضعف أو فى قلبها مرض. فالدعوة بالقرآن أثرها عظيم وبركتها كبيرة جدا لمن قام بها فهى تتعلق بكلام الله الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وقد قال أبو وائل شقيق بن سلمة(استخلف علي عبد الله بن عباس على الموسم، فخطب الناس، فقرأ فيخطبته سورة البقرة، وفي رواية: سورة النور، ففسرها تفسيرًا لو سمعته الروم والتركوالديلم لأسلموا). ذكره ابن كثير في تفسيره. وقال بن حجر (وروى يعقوب أيضابإسناد صحيح عن أبي وائل قال قرأ بن عباس سورة النور ثم جعل يفسرها فقال رجل لوسمعت هذا الديلم لأسلمت ورواه أبو نعيم في الحلية من وجه آخر بلفظ سورة البقرة وزادانه كان على الموسم يعني سنة خمس وثلاثين كان عثمان أرسله لما حصر). س3: ما هي فوائد معرفة فضل علمالتفسير؟ من المؤكد أن علم طالب العلم بفضل العلم الذى يتعلمه معينا له على إقبال نفسه والاجتهاد فى طلب هذا العلم, وكذلك علم طالب علم التفسير بفضل علم التفسير وعلو شأنه وجلالة قدره وعظم منفعته فى الدنيا والآخرة لهو خير معين على إقبال نفس المتعلم على تعلمه وأن يأخذ نفسه بقوة وجد وإجتهاد على تعلم علم التفسير والنهم فيه. وفضائل علم التفسير متعدية فهى تفيد طالب العلم فى الدنيا والآخرة وتفيد أمته الإسلامية فائدة عظيمة وجليلة فقد قال تعالى (قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبلالسلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم) وقال أيضا (يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكموأنزلنا إليكم نورًا مبينًا . فأما الذين آمنوا بالله واعتصموا به فسيدخلهم فيرحمةٍ منه وفضلٍ ويهديهم إليه صراطًا مستقيمًا). وكيف لا تكون فضائل علم التفسير عظيمة وهو المعين على فهم كلام الله وهو أشرف العلوم بأشرف الكلام وأحسنه وأصدقه وأعظمه بركة وفضلا وهو الجامع لأفضل العلوم النافعة وهو الذى يدل صاحبه على ما يعتصم به من الضلالة وصاحبه وارث للنبى صل الله عليه وسلم فى أعظم إرثه ويجعل صاحبه مصاحبا لكلام الله ومشتغلا به عما سواه ويدفع صاحبه لأن يكون فى زمرة خير هذه الأمة. |
المجموعة الأولى
س1: بيّن حاجة الأمّة إلى فهم كتاب الله تعالى. حاجة الأمة إلى بيان معاني القرآن: 1 / حاجة الأمة إلى تفسير القرآن وبيان معانيه ودعوتهم بالقرآن وتذكيرهم به وإنذارهم بما فيه من الوعيد، وتبشيرهم بما تضمنه من البشائر لمن آمن به واتبع ما فيه من الهدى، وإرشادهم إلى ما بينه الله في كتابه من الهدى الذي يفرقون به بين الحق والباطل، ومخرجاً لهم من الظلمات إلى النور، كما قال الله تعالى: {الر . كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد . الله الذي له ما في السموات وما في الأرض} 2 / حاجة الأمة إلى فهم القرآن والاهتداء به ماسة، وكم من فتنة ضل بها العبد ، وضلت بها طوائف من الأمة بسبب مخالفتها لهدى الله عز وجل وما بينه في كتابه، وقد قال الله تعالى: {وما كان الله ليضل قوماً بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون}. وقال تعالى: {فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى}، وقال تعالى: {فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولاهم يحزنون}. 3 / حاجة الناس إلى معرفة ما بينه الله في القرآن من الهدى، والحذر مما حذرهم منه أشد من حاجتهم إلى الطعام والشراب والنفس؛ لأن انقطاع هذه الأمور أقصى ما يصيب الإنسان بسببها أن يموت، والموت أمر محتم على كل نفس , وأما ضلاله عن هدى الله تعالى فيكون بسبب خسران آخرته التي هي حياته الحقيقية كما قال الله تعالى: {وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون} ، وقال تعالى: {يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى يقول يا ليتني قدمت لحياتي} فكأن ما مضى من الحياة الدنيا لا يعد شيئا بالنسبة للحياة الآخرة الأبدية ,والمقصود أن حاجة الأمة إلى فهم القرآن معرفة معانيه والاهتداء به ماسة بل ضرورية , لأنهم لا نجاة لهم ولا فوز ولا سعادة إلا بما يهتدون به من هدى الله جل وعلا الذي بينه في كتابه. س2: بيّن سعة علم التفسير. 1 / علم التفسير علم شامل جمع علم الأولين والآخرين. 2 / من اشتغل بالتفسير يتعلم ما تضمنه القرآن من أصول الاعتقاد ومعرفة الله وأسماء الله وصفاته ،معرفة الفقه والعبادات ،أحكام الأسرة والمواريث، المقاصد الشرعية والجنايات ،المعاملات والأخلاق والآداب. 3 / ضرورة تمكن طالب التفسير من علوم كثيرة؛ فيحتاج إلى معرفة معاني المفردات ومعاني الحروف والأساليب والإعراب والصرف والبلاغة والاشتقاق، ويحتاج إلى معرفة أصول الفقه وقواعد الترجيح والناسخ والمنسوخ وأسباب النزول وأحوال النزول وفضائل الآيات والسور وأمثال القرآن والمبهمات وغيرها من العلوم. س3: بيّن أثر الاشتغال بعلم في التفسير في صلاح القلب. 1 / معرفة طالب علم التفسير بما أنزل الله في شأن المنافقين، وتفقهه في ذلك، وحذره من مما حذر الله منه من حيلهم ومكائدهم وتحذيره الناس من ذلك يحصل به من الخير العظيم والسلامة والنجاة له ولمن يدعوهم ما يتيقن به عظم الحاجة إلى الاهتداء بهدي القرآن. 2 / قد يبتلى طالب العلم بأن يكون في مجتمع يكثر فيه أصحاب ملة من الملل أو نحلة من النحل، فيجد في كتاب الله تعالى ما يرشده إلى ما يعرف به ضلالهم، ويبصره بسبل دعوتهم إلى الحق ، ومعاملتهم على الهدى الرباني الصحيح. 3 / إذا كثرت الفتن فإن الحاجة تزداد إلى تدبر القرآن والاهتداء به، ويكون أسعد الناس بالحق أحسنهم اسنتباطاً لما يهتدي به في تلك الفتنة كما قال الله تعالى: {وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولى الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم}. 4 / قد يكون طالب العلم في مجتمع تفشو فيه فتنة من الفتن أو منكر من المنكرات فيتعلم من كتاب الله ما يعرف به الهدى ويدعو به من حوله لعلهم يهتدون. 5 / قد تبصر المرأة في النساء ما لا يبصره كثير من الرجال أو لا يعرفون قدره من أنواع المنكرات والفتن التي افتتن به كثير من النساء فتتعلم طالبة العلم كيف تدعو بالقرآن في محيطها النسائي، وكيف تكشف زيف الباطل، وتنصر الحق، وتعظ من في إيمانها ضعف وفي قلبها مرض. |
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد.
الاجابه علي أسأله المجموعه الأولي س1: بيّن حاجة الأمّة إلى فهم كتاب الله تعالى. ج 1 : إن حاجة الامه الي فهم كتاب الله تعالي ماسه لأنه السبيل الي نجاتها تعرف عن طريقه كيفية معاملة العدو في كل أحواله و التعرف علي المنافقين بصفاتهم وكيفية معاملات أهل الملل والنحل. بل أكثر من ذلك وهي تصحيح العقائد والمفاهيم عند الناس. و التقرب من الله بمعرفه معاني كلامه والتدبر فيما انزل في هذا الكتاب العزيز. س2: بيّن سعة علم التفسير. ج 2: إن علم التفسير يشمل في طياته كل العلوم فهو المرجع الأساسي للفقه والعقيدة. وأنه لما علم طلاب العلم فضل هذا العلم انشغلوا به أكثر من غيره. هذا العلم معين لا ينفذ فهو علم يشمل كيفية التعامل في أمور الدنيا والدين ومع المخالفين. س3: بيّن أثر الاشتغال بعلم في التفسير في صلاح القلب.* ج 3: إن الاشتغال بعلم التفسير يؤدي إلي كثر تدبر كلام الله عز وجل ومعرفه الحلال من الحرام وكثر قرأت القرآن مع معرفه معاني الألفاظ فيرث الخشية مع المحبه لمعرفته الثواب والعقاب وتدبره لجمال المعاني والآيات. ويكفي شرفا وبركة وخيرا انه في معية النبي صلى الله عليه وسلم كما في قول الله تعالي " قول هذه سبيلي أدعو إلى الله علي بصيرة انا ومن تابعني " والآيات في أن هذا القرآن هدي ونور وخير وبركة كثيره منها قال الله تعالى:*{الر . كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد . الله الذي له ما في السموات وما في الأرض}* - وقال تعالى:*{وكذلك أوحينا إليك روحًا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولـكن جعلناه نورًا نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ . صراط الله الذي له ما في السموات وما في الأرض ألا إلى الله تصير الأمور} - وقال تعالى:*{ قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين (15) يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراطٍ مستقيمٍ (16)} - وقال تعالى:*{ هو الذي ينزل على عبده آياتٍ بيناتٍ ليخرجكم من الظلمات إلى النور وإن الله بكم لرءوف رحيم} - وقال تعالى:*{ فاتقوا الله ياأولي الألباب الذين آمنوا قد أنزل الله إليكم ذكرًا (10) رسولًا يتلو عليكم آيات الله مبيناتٍ ليخرج الذين آمنوا وعملوا الصالحات من الظلمات إلى النور ومن يؤمن بالله ويعمل صالحًا يدخله جناتٍ تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدًا قد أحسن الله له رزقًا (11)} هذا والحمد لله رب العالمين |
المجموعة الأولى :
س1/بيني حاجة الأمة إلى فهم كتاب الله ؟ حاجة الامة شديدة جدا الى فهم كتاب الله ففيه اخراج للناس من ظلمة الجهل إلى نور الحق فقد قال الله تعالى (الر ()كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور ) وفيه الهداية للناس فقد قال الله عز وجل (قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين ()يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ) 2_ أن العبد يقع في الفتن والضلال بسبب مخالفته لهدى الله قال الله عز وجل ( فمن اتبع هداي فلا يضل ولا شقى ) وقال (فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) 3_حاجة الأمة إلى فهم كتاب الله اشد من حاجتهم للطعام والشراب فمن امتنع عن الطعام والشراب سيموت والموت محتوم على الجميع لا محاله ولكن خسارة كتاب الله وفهم معانيه هي خسارة لأخرة الإنسان التي هيا الحياة الحقيقة قال تعالى (وإن الدار الآخرة لهي الحيوان ) وقال ( يوم إذا يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى ()يقول ياليتني قدمت لحياتي . س2/بين سعة علم التفسير ؟ 1_جامع لجميع أنواع العلوم 2_فيه بيان لأصول الإيمان والإعتقاد والتعريف بالله عز وجل واسمائه وصفاته وأفعاله 3_فيه بيان للأحكام الفقهية والمعاملات والجنايات وغير ذلك 4_بيان الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى بإن يدعوا الانسان على بصيرة وبيان شبهات الضالين والحجج والرد عليهم 5_فيه بيان لمكارم الاخلاق والصفات الحميدة 6_بيان لأمم ضلت وانحرفت عن دين الله سبحانه وتعالى وماآلت اليه وغير ذلك من الامور الكثيرة التي لا تعد فكل مايحتاج اليه العبد فيه هذه الحياة يجده مسطرا في كتاب الله عز وجل س3/ بيني أثر الاشتغال بعلم التفسير في صلاح القلب ؟ أن العبد حين ينشغل بعلم التفسير يكاد يكون كل وقته مع هذا الكتاب العظيم تلاوة وتدبر يستقي من معانيه ويستخرج هداياته فيكون مصاحبا للقرآن ومااعظمها من صحبة فقد قال النبي عليه الصلاة والسلام (اقروء القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه ) فحين يصبح جل وقت العبد بين هدايات القرآن وفهم معانيه وتدبره يصلح قلبه وتستقيم نفسه ويجد في قلبه طمأنينة وراحة لانه أقدم على كلام الله الذي هو من اشرف العلوم وأجلها وأنفعها للعبد في دنياه وأخرته فقد قال الله (ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ) فهو العلاج لقسوة القلب وجميع اسقامه نفعنا الله واياكم بكتابه العظيم |
المجموعة الأولى:
س1: بيّن حاجة الأمّة إلى فهم كتاب الله تعالى. حاجة الأمة إلى فهم كتاب الله تعالى حاجة ماسة تفوق حاجتهم إلى الطعام والشراب والنفس, لأن انقطاع هذه الأمور أقصى ما يصيب الإنسان بسببها أن يموت, والموت أمر محتم على كل نفس. أما ضلاله عن فهم مراد الله, فيعيش لا يدري عن هداياته ولا عما أنذر منه ونهى عنه, فهذا سبب في خسران الإنسان آخرته التي هي الحياة الحقيقية التي نعمل لأجلها, كما قال تعالى:(وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون). فالأمة بحاجة إلى تفسير القرآن ومعرفة معانيه للإهتداء بهديه والخروج من الظلمات والضلال, وليفرقوا به بين الحق والباطل, كما قال تعالى:(الر . كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد . الله الذي له ما في السموات وما في الأرض), وكم من أقوام ضلوا الطريق لما تركوا ما في القرآن واتبعوا غيره. فمن أراد الهداية والرحمة والعلم فعليه بفهم القرآن, ومن أراد معرفة كيف يتخلص من كيد الشيطان فعليه بفهم بالقرآن, حتى ما يحتاجه من معارف لتصريف شؤون حياته سيراه واضحا ساطعا إن فهم معاني القرآن, قال تعالى واصفا كتابه:(إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم), فحذف المتعلق هنا لإرادة العموم, فهو يهدي للتي هي أقوم في كل شيئ. فلا فوز ولا نجاة ولا سعادة ولا وصول للجنة إلا باتباع الهدى الذي جاء به القرآن الكريم. وهناك حاجات متععدة للأمة وأفرادها تفرض علينا ضرورة فهم معاني كتاب الله تعالى, منها: 1- بيان الطريقة المناسبة لمعاملة الأعداء على اختلاف أصنافهم, وأن يحذروا مما حذرهم الله منه وتوعد المخالفين بالعقوبة ىالشديدة, قال تعالى:(فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم). 2- حاجة الأمة لمجاهدة الكفار بالقرآن حيث تندفع بهذه الطريقة شرور وأخطار عن الأمة, وقد قال تعالة:(وجاهدهم به جهاداً كبيراً). 3- حاجة الأمة معرفة صفات المنافقين التي بينها الله تعالى في كتابه, وهذا لعظم خطرهم على المسلمين بل هم أخطر من الكفار لتميز الكفار وبيان أمرهم بعكس المنافقين الذين يكيدون للأمة وظاهرهم السلامة, فتقع الأمة في ويلات وهزائم بسبب كيدهم, وقد وصفهم تعالى في كتابه فقال عنهم:(هم العدو فاحذرهم). 4- فهم معاني القرآن يعين على فهم العقيدة السليمة وكشف ما وقعت فيه الفرق من ضلالات وزيغ, فإن تبين لطالب العلم هذا, سهل عليه الرد عليهم ودحض دعاويهم بل ودعوتهم بالحجة والبرهان من كلام الله ومعاملتهم على ما أمر به في كتابه. 5- من فهم معاني كلام الله كان له النصيب الأوفر للنجاة من الفتن, فيراها ويكشفها بعين بصيرة وينأى نفسه عن الخوض فيها كما خاض غيره, بل ويكون عنده من العلم ما يجعل تصرفاته في وقت الفتن تبعا لمراد الله في كتابه. 6- يكون لطالب العلم الذي نال نصيبا من فهم معاني القرآن القدرة على دعوة الناس وهدايتهم وبيان ما وقعوا فيه من مخالفات ومنكرات فشت بينهم ولم يتبين لهم حكمها أو تبين لكن ضعفت نفوسهم عن ردها. 7- كذلك الحال بالنسبة لطالبة العلم التي تطلع على المخالفات والمنكرات الموجودة في الوسط النسائي مما لا يطلع عليه الرجال, فيحصل لها من العلم بفهم معاني القرآن ما يكون كافيا لدعوتهم على بصيرة, وبيان حكم ما وقعوا فيه والرد عليهم وبث روح الإيمان فيمن ضعفت نفوسهم وغلبتها الشهوة. س2: بيّن سعة علم التفسير. يحوي علم التفسير بين طياته الكثير من العلوم النافعة المباركة ولكي يفهم المفسر المراد من الفاظ القرآن ولكي يستطيع أن يستخرج الفوائد والأحكام والأخبار وما في القرآن مما ينفع الناس, يحتاج إلى أن يكون ملما ومتمكنا من علوم كثيرة تفتح له الأبواب لفهم معاني القرآن, وهذا إن دل على شيئ فهو يدل على سعة علم التفسير وشرفه وتعدد معارف اهله, فمثلا يحتاج المفسر لمعرفة معاني ألفاظ القرآن ومعاني الحروف والأساليب والإعراب والصرف والبلاغة والإشتقاق, كما يحتاج إلى معرفة القراءات ويحتاج كذلك إلى معرفة اصول الفقه وقواعد الترجيح والناسخ والمنسوخ وأسباب النزول وأحوال النزول وما ثبت في فضائل السور والآيات وفهم أمثال القرآن والمبهمات, وغيرها من العلوم التي تؤثر معرفتها والإلمام بها في استخراج ما في القرآن من معاني وهدايات مما ينتفع به الناس. فمن اشتغل بهذا وأحسن تعلمه, تدرج في حيازة العلم وكسب الفنون المختلفة فحاز المعرفة الواسعة في علوم شتى, وانفتحت له أبواب من العلم غفل عنها غيره . س3: بيّن أثر الاشتغال بعلم في التفسير في صلاح القلب. يمضي المفسر أغلب وقته مع كتاب ربه تلاوة وتفكرا وتدبرا واستخراج ما فيه فوائد وهدايات وبدائع فينال بهذا علوما كثيرة ويزيد فهمه وتفقهه في كلام الله, ويأنس به ويستغني به عن غيره, فيكون ربيع القلب وجلاء الهم وذهاب الحزن كما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم. ومن كان هذا حاله انتفع قلبه ببركة القرآن فيكون القرآن له نورا يشربه قلبه فتصبح تقلباته وحركاته وفقا لما جاء في القرآن من احكام وآداب وإرشادات, فيسلم قلبه من كل شبهة أو شهوة. لذا قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى في آخر حياته لما سجن في سجن القلعة: « قد فتح الله علي في هذه المرة من معاني القرآن ومن أصول العلم بأشياء كان كثير من العلماء يتمنونها وندمت على تضييع أكثر أوقاتي في غير معاني القرآن ». |
بين حاجة الأمة إلى فهم كتاب الله تعالى ؟
الأمة بحاجة إلى تفسير القرآن وبيان معانيه ودعوتهم بالقرآن وتذكيرهم به وإنذارهم بما فيه من الوعيد، وتبشيرهم بما تضمنه من البشائر لمن آمن به واتبع ما فيه من الهدى، وإرشادهم إلى ما بينه الله في كتابه من الهدى الذي يفرقون به بين الحق والباطل، ومخرجاً لهم من الظلمات إلى النور، كما قال الله تعالى: {الر . كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد . الله الذي له ما في السموات وما في الأرض} بين سعة علم التفسير؟ فهم القرآن يفتح لطالب العلم أبواباً من العلم يغفل عنها غيره، بل ربما سمع كلمة من رجل فذكرته بآية كان يتأملها فينفتح له بذلك باب أو أبواب من العلم، وهذه مرتبة عزيزة، كما قال عكرمة مولى ابن عباس: « إني لأخرج إلى السوق ، فأسمع الرجل يتكلم بالكلمة فينفتح لي خمسون بابا من العلم ». رواه ابن سعد في الطبقات من طريق ابن علية عن أيوب عن عكرمة، وهذا إسناد صحيح. بين اثر الاشتغال بعلم التفسير في صلاح القلب؟ أن الله فضل العلم وشرفه وشرف أهله ورفع درجتهم، والعلم بالقرآن هو أفضل العلوم وأجمعها، وقد فصل الله في القرآن كل شيء؛ فمن ابتغى العلم من أفضل أبوابه وأحسنها فعليه بتدبر القرآن وفهمه ومعرفة معانيه: فتدبر القرآن إن رمت الهدى.......فالعلم تحت تدبر القرآن. وهذا أمر معلوم لمن اشتغل بتفسير القرآن فإنه يجد فيه من أنواع العلوم النافعة شيئاً كثيراً مباركاً؛ فهو جامع لأنواع العلوم النافعة: - فأصول الإيمان والاعتقاد الصحيح والتعريف بالله تعالى وبأسمائه وصفاته وأفعاله وسننه في خلقه مبينة في القرآن. -وأصول الأحكام الفقهية في مسائل العبادات والمعاملات والمواريث وأحكام الأسرة والجنايات كلها مبينة في القرآن. -أصول المواعظ والسلوك والتزكية كلها مبينة في القرآن الكريم. - وكذلك الآداب والأخلاق الكريمة والخصال الحميدة. - وفيه بيان أمور ضلت فيها أمم وطوائف كثيرة من بدء الخلق وقصص الأنبياء وأخبار بني إسرائيل كما قال الله تعالى: {إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون} |
إجابة أسئلة المجموعة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
المجموعة الثانية: س1: بيّن بإيجاز أوجه فضل علم التفسير. 1/ علم التفسير يعين على فهم معاني كلام الله تعالى ومراده من عبده، فالعارف به عارفٌ بمراد الله تعالى وأمره ونهيه، متأمل في وعظه وزجره، مستشعر لرحمة الله تعالى، ولسعة علمه، ولقوته ولطفه، ولعفوه وحلمه، فمعرفة معاني كلام الله تعالى مع تدبّر له ويقظة قلب تُحيي المؤمن حياةً طيّبة -بإذن الله-، ولا عيش ألذّ من العيش مع كتاب الله. 2/ شرف العلم بشرف المعلوم، وأي كلامٍ أشرف من كلام الربّ جلّ جلاله؟ فعلم التفسير مرتبط بأشرف كلام وأحسنه وأعظمه، فمنه نال شرفًا وفضلاً، ولأجل ذلك عظم فضله، وعلت درجة متعلّمه في الدنيا والآخرة بإذن الله -إن أخلص النيّة-، وإن لم يكن في علم التفسير فضل سوى ارتباطه بكلام الله لكفى بذلك فضلا وشرفاً. 3/ علم التفسير متطلّب لعلوم كثيرة؛ لإتقانه والتوسّع والتعمّق فيه، فطالبه يشتغل بعلوم كثيرة نافعة، كلها خادمة لعلم التفسير، الذي هو خادم لكتاب الله تعالى، فيجد طالب علم التفسير نفسه محتاجًا لتعلم أصول الفقه، والناسخ والمنسوخ، وأسباب النزول، وشيء من علم القراءات، وفضائل السور، وغيرها الكثير، وهذا من بركة كتاب الله تعالى، فكل ما ارتبط به مبارك "كتابٌ أنزلناه إليك مبارك"، فهنيئًا لمن اشتغل به، وأفنى عمره في خدمته. 4/ النبيّ صلى الله عليه وسلّم أكرمه الله بأعظم كتاب أنزله عليه وهو القرآن، فهذا إرث محمد صلى الله عليه وسلم، فالمفسّر وطالب علم التفسير وارث هذا عن نبيّه صلى الله عليه وسلم، فقد كان عليه السّلام مبلّغًا لقومه وللأمة كافة، ومبيّنا لهم كلام الله، ومراده ومعناه، وحكمه وأمره ونهيه، فالمفسّر مشتغل بما اشتغل به نبيّه صلى الله عليه وسلم، مبيّن ومبلّغ لما بلّغه، وداعٍ إلى ما دعا إليه، فما أعظمه من إرث، وما أبركها من تَرِكَة. 5/ إن أفنى الناس أعمارهم في هذا وذاك، فأنت يا طالب علم التفسير قد أفنيت عمرك في عظيم، وقضيت أوقاتك مع كتاب ربّك، وأكثرت الاشتغال به، ولازمته وصاحبته، وقرأته وتدبّرته، وعدت تقرأ وتقرأ، وتدعو الله أن يفتح عليك، فيا الله ما أعظمها من حياة! ولم تكتفِ بذلك، بل علّمت الناس مما علمك الله وفتح به عليك، ففزت بالخيريّة التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم: "خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه"، فسرْ على بركة الله، نفع الله بك. س2: كيف تستفيد من علم التفسير في الدعوة إلى الله تعالى. لعلم التفسير مجالات كثيرةٌ جدًا في الدعوة، فيستفيد المفسّر منه مثلاً في مجال بيان الأحكام الفقهية، وتعليم الناس أمر دينهم، وكذلك العقيدة الصحيحة، فيبيّن للناس ما استشكل عليهم من مسائل، والعلم عن الله سبحانه وعن أسمائه وصفاته من المجالات التي يمكن للمفسر الدعوة بها، والمواعظ والرقائق وأعمال القلوب والآداب والأخلاق، كل هذا من خلال تفسير كلام الله وبيان معانيه والتأمل في آياته وتدبّره .. والمفسّر يحذر المسلمين من أعدائهم ومن يريد بهم المكيدة، بما فقهه وعلمه من كلام الله، وكذلك ينبغي له أن يكون أثبت الناس عند الفتن، وفازعًا لكتاب الله تعالى عاملاً بما فيه، مبيّنا للناس ما عليهم فعله إزاء هذه الفتنة، معينًا لهم -بعد الله- على النجاة منها، فيكون بذلك وبغيره قد دعا لله بما علّمه الله وفتح به عليه. س3: اشرح سبب تفاوت الناس في فهم القرآن. "ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء"، حقًا هو فضلٌ من الله، وفتح ورزق من الله تعالى، يتبعه نيّة صالحة خالصة من عبده، ودعاء وتضرع لله بأن يفتح عليه ويعلّمه تأويل كتابه وتفسيره، ويرزقه فهمه والعمل به، ويعضده جهادٌ واجتهاد في تحصيل هذا العلم، وكثرة نظر وتأمل في كتاب الله، وكثير تلاوة وترداد وتكرار بخشوع وتدبّر، واستقصاء لأقوال العلماء والمفسّرين، وتخلٍّ عن الذنوب والمعاصي، وتطهيرٌ للقلب، وكثرة استغفار وذكر، فإن المعاصي والذنوب رانٌ على القلوب، إن كست قلبًا غمّيَ عليه وأظلم، وبات لا يفقه شيئًا .. شكوتُ إلى وكيعٍ سوء حفظي *** فأرشدني إلى ترك المعاصي وأخبرني بأن العلم نورٌ *** ونور الله لا يؤتاه عاصي فنسأل الله من فضله، والحمدُ لله ربّ العالمين. |
المجموعة الأولى:
س1: بيّن حاجة الأمّة إلى فهم كتاب الله تعالى. حاجة الأمة ماسه لتعلم التفسير وفهم كتاب الله لأن فيه الهدايه والنور ، وتذكيرهم به ودعوتهم به وإنذارهم بما فيه من الوعيد،وتبشيرهم بما احتوى من بشائر ، وتبيين الأحكام الوارده فيه قال تعالى: { هو الذي ينزل على عبده آياتٍ بيناتٍ ليخرجكم من الظلمات إلى النور وإن الله بكم لرءوف رحيم} قال الله تعالى: {قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم} . وقال تعالى: {ياأيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نورًا مبينًا (174) فأما الذين آمنوا بالله واعتصموا به فسيدخلهم في رحمةٍ منه وفضلٍ ويهديهم إليه صراطًا مستقيمًا (175) } وفي فهم كتاب الله العصمه من الضلال والفتن التي تحيط بالأمه ، وهم محتاجون إليه أشد من الطعام والشراب لأن بإنقطاع الطعام والشراب إنقطاع النفس أما بضلالتهم عن الطريق الصواب إنقطاع عن مدار السعاده والنجاة في الدارين ،قال الله تعالى: {وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون} س2: بيّن سعة علم التفسير. المفسر يحتاج في فهم القرآن ومعرفة معانيه إلى معرفة معاني الكلمات ، ومعاني الحروف ،والأساليب ،والإعراب والصرف والبلاغه والنحو ،ومعرفة أصول الفقه ،والرجيح والناسخ والمنسوخ ،وأسباب النزول وأحوال النزول وفضائل الآيات والسور وأمثال القرآن والمبهمات وغيرها من العلوم التي لابد له من فهمها حتى يفهم مراد القرآن ، وهو جامع للعلوم النافعه : أصول الإيمان والإعتقاد الصحيح أسمائه وصفاته وأفعاله وأصول الأحكام الفقهيه في مسائل العبادات والمعاملات والمواريث أصول السلوك والمواعظ والتزكيه أساليب الدعوه إلى الله الآداب والأخلاق الكريمه والخصال الحميده ومعرفة الأمم التي ضلت وأسباب ضلالتها وشقوتها وعلم المقاصد الشرعيه والعلوم الشرعيه ومايحتاجه المؤمن في شؤؤنه وحياته ويجمع ذلك كله قول الله تعالى: {إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم} س3: بيّن أثر الاشتغال بعلم في التفسير في صلاح القلب. أن فهم كتاب الله يعصم من الضلاله والزيغ عن طريق الحق قال الله تعالى: {ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم} ، وقال تعالى: {فأما الذين آمنوا بالله واعتصموا به فسيدخلهم في رحمة منه وفضل ويهديهم إليه صراطاً مستقيما} ، والمفسر كثير الإشتغال به يخرج من معانيه وفوائده وسلوكياته حتى يعلم بذلك علما كثيرا ،صاحبه القرآن تلاوه وتفقه . |
المجموعة الثانية:-
س1 : بين بإيجاز أوجه فضل علم التفسير؟ علم التفسير له فضائل متعدده ويصعب حصرها ولكن نذكر منها بإيجاز مايلى : 1- من فضائل علم التفسير أنه يجعل طالبه والمشتغل به دائم الاشتغال بأفضل وأعظم كلام وأكثر الكلام بركة ونفعا وهو كلام الله عز وجل ، فهو دائم للبحث فى معانى القرآن وتعلم هداياته وفهمه ،ويكاد يكون جل وقته مع كلام الله فهما وتدبرا ، وهذا من أعظم وأجل ما يشتغل به العبد فى الدنيا ، فمن أحسن تعلم التفسير والاشتغال به يجد بركة ذلك فى نفسه وولده وأهله قال تعالى : " كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا ءاياته وليتذكر أولوا الألباب" . سورة ص 2- من فضائله أيضا أنه يدخل طالبه والمشتغل به فى زمرة الخيرية ، فقد قال صلى الله عليه وسلم : " خيركم من تعلم القرآن وعلمه". 3- أنه يدل العبد على كيفية الاعتصام بالله عز وجل . قال تعالى : " ومن يعتصم بالله فقد هدى إلى صراط مستقيم" . 4- من ابتغى العلم من أفضل أبوابه وأكثرها نفعا وبركة فعليه بالقرآن فهما وتدبرا ومعرفة لمعانيه . ذلك لأن علم التفسير يفتح لطالبه والمشتغل به مجالات لعلوم كثيرة نافعة وكل ذلك من فهم القرآن .مثلا أصول الإيمان والاعتقاد الصحيح ومعرفة الله عز وجل مبينة بالقرآن , أصول الأحكام الفقهية مبينة بالقرآن , الآداب والخصال الحميدة والتزكية كل ذلك مبين بالقرآن, الدعوة ومراتبها وصفات الدعاة إلى الحق كل ذلك مبين بالقرآن , المقاصد الشرعية والسياسة الشرعية وكيفية رعاية الرعية كل ذلك وغيره من العلوم الغزيرة النافعة المباركة مبينة بالقرآن .نسأل الله أن يفتح لنا من واسع فضله. 5- أن المفسر هو وارث للنبى صلى الله عليه وسلم فى أعظم إرث وهو الدعوة إلى الله بالقرآن .قال تعالى " فذكر بالقرآن من يخاف وعيد " سورة ق. فالمفسر يبلغ بالقرآن ويدعو إلى الله بالقرآن وينذر من وعيد الله بالقرآن ويبشر بموعود الله بالقرآن وهذه هى أخص وظيفة الرسل الكرام عليهم السلام .قال تعالى : "فهل على الرسل إلا البلاغ المبين ". س2 : كيف تستفيد من علم التفسير فى الدعوة إلى الله تعالى؟ التفسير يحمل طالبه إلى فهم القرآن وفهم معانيه وهداياته وتتبع مقاصده مما يساعده فى الدعوة إلى الله عز وجل . فيعرف كيف يدعو إلى الله على بصيرة , وكيف يبدأ بالدعوة وبأى شىء يبدأ , وكيف يكشف ضلال أهل الملل الأخرى إن وجد فى محيطها وكيف يدعوهم إلى الله . يستفيد المشتغل بتفسير القرآن الكريم فى دعوته إلى الله من قصص من سبق إلى الدعوة إلى الله من الأنبياء عليهم السلام وغيرهم ممن ورد ذكرهم بالقرآن ( مثل مؤمن قوم فرعون) مما يزيده إقبالا وتحملا لأذى قد يواجهه فى سبيل الدعوة الصادقة إلى الله تعالى. يستفيد أيضا أنه يدعو ويبلغ ويجاهد ويبشر وينذر بالقرآن مما يكون له بالغ الأثر بإذن الله .قال تعالى " فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادا كبيرا" سورة الفرقان قال تعالى : " قل هذه سبيلى أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعنى" سورة يوسف . وهذا مما يحفز الداعى إلى الله حتى يكون ضمن هذه المعيه المباركة. س3 : اشرح سبب تفاوت الناس فى فهم القرآن . سبب تفاوت الناس فى فهم القرآن أن منهم من يقتصر فى فهم الأية على لفظها فقط دون البحث فى مدلولها وما تشير إليه إلى غير ذلك ومنهم من يفهم الآية فيستخرج منها حكما واحدا ومنهم من يستخرج حكمين وأكثر حسب فهمه وتدبره ومنهم من يربط الأيه بأية أخرى متعلقة بها فى موضع أخر ويستخرج معان أخرى وأحكام أخرى وهذة مرتبة عزيزة للنادر من العلماء ومنهم ابن عباس رضى الله عنه عندما ربط الأية فى سورة الأحقاف قال تعالى " وحمله وفصاله ثلاثون شهرا" مع الآية فى سورة البقرة قال تعالى "والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين " واستخرج منهما أن المرأة قد تلد لستة أشهر. |
إجابة المجموعة الأولى
المجموعة الأولى:
س1: بيّن حاجة الأمّة إلى فهم كتاب الله تعالى. أنزل الله القرآن للناس هدىً وصراطًا ومنهاجًا يراد به التطبيق والتفعيل، واستخلف الله أمتنا لإقامة ما فيه من شرائع وحدود وتطبيق ما احتواه من قواعد وأصول. لذا .. بدون بيان ما يحويه القرآن من هذه المعاني وتفسيرها، لن تستطيع الأمة القيام بمراد الله منها في ذلك ولن تتم مهمة الاستخلاف على أكمل وجه. ويظهر بذلك أهمية علم التفسير في بيان هذه المعاني للناس، وتوضيح مقاصد القرآن لهم وما فيه من قواعد،ودعوتهم للعمل بها وحملهم على تفعيلها بينهم. ومما يجب على المفسر تبيينه من معان: - كون القرآن منهج حياة شامل وتام ومتوازن للمسلم في يومه وليلته وفي تعامله مع ربه ومع الخلق . - كون القرآن يشمل منهج التعامل مع الفتن وكيفية تجنبها وتجاوزها متى أطاحت بالناس. والأمة الآن في تخبط شديد بسبب جهلها بهذا المنهج، وبدلا من الخروج مما فيها من فتن تزداد فيها غرقا، فما أشد حاجتها لبيان هذا الأمر الآن. - بيان معاني القرآن في التعامل مع الأعداء بشتى صورهم، وكيف نرد كيدهم وندفع شرهم عن الدين، وهو ما ابتلينا به أيضا في هذا العصر، عصر تكالب الأمم علينا فتظهر الحاجة الشديدة لذلك. - بيان معاني القرآن للناس في التعامل مع أهل الديانات الأخرى، ببيان ما لهم وما عليهم، وحدود برهم أو معاداتهم. وهذا يُحتاج إليه بشدة لانخراط هؤلاء بين المسلمين في بلدانهم، وجهل الناس بعقيدة الولاء والبراء. - ومن أشد ما تحتاج الأمة إلى بيانه صفات المنافقين، أشد الفئات خطرا على الأمة، إذ قال الله فيهم :{ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ } (سورة المنافقون 4). فالناس الآن لا يميزون بين المنافق والتقي، ويعجبون بلحن القول منهم وغاب عنهم ما ذكر فيهم من صفات ومثالب، وما حذرنا القرآن منهم ومن خطرهم.. لذا نحتاج إلى بيان مثل هذه الآيات أشد حاجة . - تحتاج الأمة إلى بيان المنهج القرآني في إدارة العلاقات مع الأمم الأخرى وأصول موالاتهم، ومعاهدتهم، وجهادهم أو دفعهم، وما يشمله ذلك من أمور سياسية واقتصادية لا غنى للناس في هذا الزمن عنها . وغيرها من الأصول والمعاني التي اشتمل عليها القرآن مما يحتاج الناس في هذا العصر وكل عصر، وتشتد حاجتهم إليها أكثر من حاجتهم إلى ضروراتهم الدنيوية من المأكل والمشرب وغيره. وقد بين الله تعالى لنا أن القرآن أنزل لأجل سد هذه الثغرات وكفاية حاجاتهم تلك فيهتدوا ويتقدموا ويرأسوا الأمم وتكون لهم الغلبة قال تعالى: { قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (16) } (سورة المائدة 15 - 16) وقال تعالى: { الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (1) } (سورة إِبراهيم 1) فالقرآن فرقان بين الحق والباطل وبه يخرج الناس من ظلمات الباطل والكفر والجاهلية إلى نور الحق والهداية والحكمة .. متى أخذوا به وفقهوا معانيه وعملوا بها. س2: بيّن سعة علم التفسير. علم التفسير علم عظيم واسع يشمل في دراسته علوم أخرى عديدة ويتطلب النبوغ فيه إلى تحصيل معارف متنوعة وضرورية، ويرجع ذلك إلى شمولية القرآن الذي يتناوله هذا العلم بالتفسير والبيان، وأنه كتاب فيه تفصيل لكل شيء وذكر لكل شيء. قال تعالى: { مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (111) } (سورة يوسف 111) فمن أخذ بعلم التفسير أخذ بحظ وافر من العلوم وفتحت عليه طاقة مباركة من المعارف .. من ذلك: - معرفته بأصول الإيمان والاعتقاد ومعرفة الله عز وجل وأسمائه وصفاته وأفعاله. - معرفته بالسنن التي يجريها الله في خلقه، وما يفتح الله به على الطالب من وراء ذلك من حكمة وبصيرة وتفقه. - معرفة الأصول الصحيحة للسلوك والتزكية والآداب وهدى النبي صلى الله عليه وسلم فيها، مما يهدم بدوره أي مناهج أخرى منحرفة قد تكون عالقة في نفس طالب هذا العلم نتيجة للبيئة أو ما شابهها. - اشتماله على أصول وقوعد الدعوة إلى الله عز وجل، وكيفيتها ومنهجها وصفات الداعية ومقوماته وما يجب أن يحذره في طريقه وما قد يلاقيه من عقبات وما يجب أن يتجنبه من صفات. - اشتماله على علم التاريخ وسننه وقواعده، وسنن الله في الممالك والأمم. وذلك فيما يحويه القرآن من قصص الأنبياء والأمم السابقة، وأسباب هلاك من هلك منهم وأسباب نجاة من نجا مما يفيد متعلمه في نصح الأمة على بصيرة وتحذيرها مما تخطوه من خطوات. - اشتماله على أصول السياسة الشرعية وقواعد إدارة الأمم والتشريعات التي بها تتقدم الأمم وتتحضر . كل ذلك يقدمه علم التفسير لطالبه وغيرها من العلوم التي تتوالى وتظهر وتتضح لطالب علم التفسير مما يفتح الله به عليه. فالأمر كما قال ابن القيم رحمه الله: فتدبر القرآن إن رمت الهدى.......فالعلم تحت تدبر القرآن. كما أن المفسر لكي يتمكن من هذا العلم وينبغ فيه يحتاج إلى التزود من علوم متنوعة كعلوم اللغة والصرف وأصول التفسير وعلوم القرآن وما تحويه من كلام عن أسباب النزول والناسخ والمنسوخ وفضائل السور وأيضا أصول الفقه وقواعد الترجيح وغيرها من العلوم الضرورية لطالب علم التفسير وبها يفتح الله عليه من معاني القرآن الكثير . س3: بيّن أثر الاشتغال بعلم في التفسير في صلاح القلب. طالب علم التفسير متى عكف على دروسه يستذكرها ويكررها ويتأمل ما فيها من معان وبيان؛ فهو في روضة من رياض الجنة بحق .. وكأن نعيم الجنة قد عجل له في دنياه ! لذا ما جلس الطالب مجلسا من مجالس هذا العلم مستحضرا نيته قد أخلصها وصفاها لربه عز وجل يبتغي منه الفتح والهدى إلا وحصل من المعاني والفتوح الربانية ما يجد له أثرا عظيما على قلبه . - كيف لا وقد انكب على أشرف الكلام وأجله .. كلام ربه يتلوه ويتدارسه ويردده ويقلب في ألفاظه ومعانيه ويمتع قلبه وعينه وأذنه بلذته وحلاوته ويعجب فكره مما يطلع عليه من حكم وبينات وبراهين ومحكمات فيخشع ويذل لعظمة وجلال الله عز وجل قال تعالى: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (57) قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ } (سورة يونس 57 - 58) ومتى اطلع القلب وعاين هذه المعاني وخشع وذل؛ هدي وصلح واستقام وظهر ذلك على جوارحه وسلوكه وأعماله. - كما أن الاشتغال بهذا العلم الجليل له أثره في عصمة القلب من الضلالة إذ يتبصر به مواطن العطب والفتن فيحذرها ويتجنبها ويقوى على مجاهدتها لِما سكنه من نور الوحي وبيناته وأدلته قال تعالى: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا (174) فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (175) } (سورة النساء 174 - 175) فوعد الله عز وجل من اعتصم بكتابه أن يدخله في رحمة منه وهدى يستقيم بهما قلبه وحاله، ولا يكون ذلك إلا بمعرفة معاني الكتاب وحمل القلب عليها وإتباعها وهذا لا يكون إلا بمعرفة تفسير القرآن. - كما أن علم التفسير يجعل القلب دائم التعرض لزواجر القرآن وعظاته والتفكر فيها والتأمل في معانيها والعيش معها مما يكسب القلب يقين في الله وفي الآخرة ويقظة دائمة تمنعه من الذلل وتجعله على حال غير حال من أبعد قلبه عن هذه المعاني ، قال تعالى: { هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (52) } (سورة إِبراهيم 52) |
أجوبة مجلس المذاكرة
المجموعة الثانية:
س1: بيّن بإيجاز أوجه فضل علم التفسير. 1- أنه معين على فهم كتاب الله عز وجل ومعرفة مراده ، ومن أوتي فهم القرآن فقد أوتي خيرا كثيرا . عن أبي جحيفة السوائي قال : قلت لعلي رضي الله عنه : هل عندكم شيء من الوحي الا ما في كتاب الله ، قال : لا والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ، إلا فهما يعطيه الله رجلا في القرآن ، وما في هذه الصحيفة ، قلت : وما فيها ، قال : العقل وفكاك الأسير ، وألا يقتل مسلم بكافر " 2- أن أشرف العلم وأفضله وأصدقه وأعظمه بركة وفضلا هو كلام الله تعالى الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ، ولا يزال الرجل يتعلم القرآن حتى يجد بركته في نفسه وأهله وماله وولده ، قال تعالى :" كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب " 3- أن الله عز و جل فضل العلم وشرفه وشرف أهله ورفع درجتهم ، والعلم بالقرآن أشرف العلوم وأجمعها على الأطلاق ، وقد فصل الله في القرآن كل شيء ، فجعله تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة ، ففيه أصول الاعتقاد والإيمان ، وفيه الفقه والأحكام ، وفيه القصص والأخبار ، وفيه المواعظ والتزكية ، وفيه الآداب والأخلاق ، وفيه علم الدعوة إلى الله ، وعلم المقاصد الشرعية والسياسة الشرعية ، وفيه هدى للعبد ونجاة وفلاح وسعادة وارتقاء ، قال الله تعالى :" إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم " وفي هذ المعنى يقول ابن القيم رحمه الله تعالى : فتدبر القرآن إن رمت الهدى فالعلم تحت تدبر القرآن . 4 - أنه يدل صاحبه على ما يعتصم به من الضلالة ، قال تعالى :" فأما الذين آمنوا بالله واعتصموا به فسيدخلهم في رحمة منه وفضل ويهديهم إليه صراطا مستقيما " ، فكلما كان المرء أكثر نصيبا من فهم كلام الله ، واتباعا لما بينه الله من الهدى ، كان أعظم حظا من الهداية والعصمة من الضلالة . 5 - أن المفسر وارث للنبي صلى الله عليه وسلم في أعظم إرثه وهو القرآن ، ومن أحسن تحمل أمانة التفسير وأحسن حملها كان من أخص ورثة النبي صلى الله عليه وسلم ، وفي الحديث : " بلغوا عني ولو آية "، وكفى بهذه المعية فضلا وشرفا . 6 - أن المفسر كثير الاشتغال بالقرآن ومعانيه وهداياته ، فأكثر وقته مع القرآن تلاوة وتدبرا ودراسة ، وهذا من أجل أنواع المصاحبة ، قال صلى الله عليه وسلم :" اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه ". 7 - أن التفسير يدخل صاحبة في زمرة خير هذه الأمة ، قال صلى الله عليه وسلم :" خيركم من تعلم القرآن وعلمه " . س2: كيف تستفيد من علم التفسير في الدعوة إلى الله تعالى. مجالات الدعوة بالتفسير كثيرة ومتنوعة ، فعلى طالب العلم أن يجتهد في تأهيل نفسه لسد حاجة الأمة في أحد تلك المجالات ، والدعوة ببيان معاني القرآن وتأويله دعوة مباركة ، فقد روي أن ابن عباس رضي الله عنهما خطب الناس في الموسم فقرأ سورة البقرة أو سورة النور، ففسرها تفسيرا لو سمعته الروم والترك والديلم لأسلموا . س3: اشرح سبب تفاوت الناس في فهم القرآن. أن الناس يتفاوتون في مراتب فهم النصوص تفاوتا كبيرا ، بحسب ما يحملون من العلم ، و على قدر ما يعطيهم الله من الفهم ، فمنهم من يفهم من الآية حكما أو حكمين ، ومنهم من يفهم عشرة أحكام أو أكثر ، ومنهم من يأخذ اللفظ دون إشارته وإيمائه وسياقه وتنبيهه واعتباره ، ومنهم من يأخذه بهذه الاعتبارات ، ومن يضم الآية إلى آيات في معناها فيفهم منها حكما زائدا ، كما فعل ترجمان القرآن ابن عباس رضي الله عنهما ففهم أن أقل مدة للحمل ستة أشهر من خلال جمعه بين آيتين ، وكما فعل الصديق رضي الله عنه في فهم معنى الكلالة . ففهم القرآن يفتح لطالب العلم أبوابا كثيرة من معرفة تأويله ، فمن أسباب سعة علم عكرمة بالتفسير ما أوتيه من فهم القرآن ، حتى إنه كان يذكر لابن عباس رضي الله عنهما بعض أوجه التفسير فيستحسنها ، وحتى كان يقول : إني لأخرج إلى السوق فأسمع الرجل يتكلم بكلمة فينفتح لي خمسون بابا من أبواب العلم . وسبيل فهم القرآن هو معرفة تفسيره ، فقد نقل عن ابن جرير الطبري المفسر أنه قال : إني لأعجب ممن قرأ القرآن ولم يعلم تأويله كيف يلتذ بقراءته . |
إجابة أسئلة المجموعة الثانية من مجلس المذاكرة الثالث
بسم الله الرحمن الرحيم
المجموعة الثانية: س1: بيّن بإيجاز أوجه فضل علم التفسير. علم التفسير من أشرف العلوم وأجلها ، و فضائله كثيرة : أولها : - وهو أصلها وأجلها - أنه معين على فهم كلام الله عز وجل ، ومعرفة مراده ، فسبيل فهم القرآن هو معرفة تفسيره . ثانيها : الاشتغال بالتفسير اشتغال بأفضل الكلام وأحسنه ، ذلك أن فضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله عز وجل على خلقه . ثالثها : أن المشتغل بتفسير القرآن يجد من أنواع العلوم النافعة شيئا كثيرا مباركا ، فالله عز وجل فصّل فيه كل شيء . رابعها : أنه يدل صاحبه على ما يعتصم به من الضلالة ، وذلك لا يكون إلا بفهم ما أنزل الله فيه ، واتباع ما فيه من الهدى ، وسبيل ذلك معرفة تفسيره . خامسها : أن المفسر وارث للنبي صلى الله عليه وسلم في أعظم إرثه ، وهو القرآن الكريم . سادسها : أن المفسر كثير الاشتغال بالقرآن وبتلاوته وتدبر معانيه والتفكر فيه وفي هداياته واستخراج كنوزه وفوائده وبدائعه . سابعها : أنه يدخل صاحبه في زمرة خير هذه الأمة ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه ) ،وذلك شامل لتعلم ألفاظه ومعانيه واتباع هداه ، فمن جمع هذه الثلاثة كان من خير الأمة . وغير ذلك من الفضائل س2: كيف تستفيد من علم التفسير في الدعوة إلى الله تعالى. تكون الاستفادة بما حواه هذا العلم من بيان أصول الدعوة وأنواعها ومراتبها وصفات الدعاة إلى الحق، وكشف شبهات المضلين، وأصول الاحتجاج للحق، ومعاملة المخالفين على اختلاف مراتبهم ، فبه يكتسب طالب العلم هذه العلوم ويتعرف على أنواع هذه الحاجات فيقوم بالدعوة إلى الله على بصيرة . س3: اشرح سبب تفاوت الناس في فهم القرآن. سبب تفاوت الناس فى فهم القرآن أن منهم من يقتصر في فهم الآية على لفظها فقط دون البحث فى مدلولها وما تشير إليه ، ومنهم من يفهم الآية فيستخرج منها حكما واحدا ، ومنهم من يستخرج حكمين وأكثر حسب فهمه وتدبره ، ومنهم من يفهم عشرة أحكام أو اكثر ، ومنهم من يربط الآية بآية أخرى متعلقة بها فى موضع آخر ويستخرج معان أخرى وأحكام أخرى ، فالتفسير علم وملكة ، يؤتيه الله من يشاء من عباده ، والله ذو الفضل العظيم . فلذلك نرى التفاوت بين الناس في فهم القرآن . جعلنا الله ممن أراد بهم خيرا ففقههم في دينه ، ورزقهم فهم كتابه . والله أعلم . وصلَّى الله وَسَلَّم على عبده ورسوله نبيّنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . وكتبه : محمد عبدالوهاب العربي . |
المجموعة الثانية:
س1: بيّن بإيجاز أوجه فضل علم التفسير. 1-معين على فهم كلام الله تعالى 2- اشرف الكلام واحسنه واعظمه لتعلقه بكتاب الله 3-ان الله عز وجل فضله وشرفه لجمعه انواع العلوم النافعه 4-يدل صاحبه على ما يعتصم به من الضلالة 5-ان المفسر وارث النبي (صلى الله عليه وسلم ) 6-يدخل صاحبه في خير هذه الامة س2: كيف تستفيد من علم التفسير في الدعوة إلى الله تعالى.* لان به يتعرف العبد على ما يسد به حاجات الناس المتنوعة ويكون على بصيرة من امره بما تعلمه وفهمه من كلام الله تعالى ومن اوجه حاجات الامه .. (التعامل مع الاعداء -التعامل مع المنافقين -الفتن-اختلاف الملل والنحل - المجتمع النسائي ) س3: اشرح سبب تفاوت الناس في فهم القرآن. سبب تفاوت الفهم البعض قد يفهم من الايه حكما او اثنين واخر قد يفهم عشرة البعض قد لايفهم سوى اللفظ دون معناه وايمائه واشارته البعض قد يضيف نص الى اخر فتحصل به فائدة اكبر كمثال ضم ابن عباس ايه "وحمله وفصاله ثلاثون شهرا " مع قوله "والوالدات يرضعن اولادهن حولين كاملين " فاستنبط منها ان اقل مدة الحمل 6 اشهر والفهم يكون بفتح من الله للعبد وهداية له |
مجلس مذاكرة محاضرة فضل علم التفسير
إجابة المجموعة الثانية س1 بين بإيجاز أوجه فضل علم التفسير. 2-أن أحسن الكلام وأشرفه وأصدقه وأعظمه بركة وفضلا هو كلام الله تعالى ولايزال العبد يستزيد منه حتى يجد بركته فى نفسه وأهله وماله. الدليل:- كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب. 3-أن الله فضل العلم وشرفه ورفع درجات أهله والعلم بالقرءان هو أفضل العلوم وأجمعها وقد فصًل الله فى القرءان كل أنواع العلوم النافعة مثل أصول الإيمان والإعتقاد الصحيح والتعريف بالله تعالى وأسمائه وصفاته وأفعاله والأحكام الفقهية وأصول التزكية والمواعظ وكذلك الآداب والأخلاق وبيان أصول الدعوة وفيه بيان الهدى فى كل ما يحتاج إليه العبد فى شئون حياته. -ويجمع هذا كله قوله تعالى" إِنَّهَـذَاالْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ". الخلاصة:- ان علم التفسير من أقبل عليه وأعتنى به فإنه يكتسب معرفة واسعة بعلوم كثيرة. 4- أنه يدل صاحبه على ما يعتصم به من الضلاله وقد بين الله فى كتابه كيف يكون الاعتصام. ولايكون الإعتصام إلا بفهم ما أنزل الله فى الكتاب واتباع مافيه. الدليل:- "وَمَن يَعْتَصِم بالله فَقَدْ هُدِىَ إلى صراط مّسْتَقِيمٍ". 5- أن المفسر وارث النبى صل الله عليه وسلم يدعوا بما دعا به ويبشر بما يبشر به ينذر بما ينذر به. الدليل:- "بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً". فالمفسر الصالح يبلغ القرءان ويبين معانيه للناس ليهتدوا به. 6- أن المفسر كثير الأشتغال بالقرآن ومعانيه وهدايته تدبرا وتلاوة ودراسة وهى من أجًل أنواع المصاحبة. - قال صل الله عليه وسلم" اقروا القرآن فإنه يأتى يوم القيامة شفيعاً لأصحابه." 7- أنه يدخل صاحبه فى زمرة خير هذه الأمة. - قال صل الله عليه وسلم"خيركم من تعلم القرآن وعلمه." -السؤال الثانى:- س2 كيف نستفيد من علم التفسير فى الدعوة إلى الله؟ إن مجالات الدعوة بالتفسير مجالات كثيرة ومتنوعة والدعوة بالتفسير وبيان معانى القرآن دعوة مباركة لتعلقها بكلام الله فنتعلم ثم ندعو الناس على بصيره. قال تعالى "قل هذه سبيلى أدعواإلى الله على بصيرةأنا ومن اتبعنى" وبالنسبة لى كأمرأه أتعلم كيف أدعو بالقرآن محيطى النسائى لانى أبصر مالا يبصره كثير من الرجـال وأعايش كثير من الفتن التى افتـتنت بها النســاء فاتعلــم وادعـو لكى أكشف الباطل وأنصر الحق وأعظ من كان فى ايمانها ضعف أو فى قلبها مرض لعلهم يهتدون. السؤال الثالث:- س3 أشرح سبب تفاوت الناس فى فهم القرءان. الأصل فى فضائل علم التفسير هو أن يعين على فهم كلام الله ومعرفه مراده والناس يتفاوتون فى فهم القرآن تفاوتا كبيرا...قال بن القيم رحمه الله: - أن المقصود بالتفاوت أن منهم من يفهم من الآية حكماً أو حكمين، ومنهم من يفهم منها عشرة أحكام، ومنهم من يقتصر الفهم عنده على اللفظ دون السياق، ومنهم من يقرن نص إلى نص فيفهم من اقترانه معانى عظيمة .. مثال:- فهم ابن عباس من إقتران قوله سبحانه "وحمله وفصاله ثلاثون شهراَ مع قوله والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين" أن المرأة قد تلد لسته أشهر. الخلاصة:- أن فهم القرآن يفتح لطالب العلم أبواباَمن العلم يغفل عنها غيره بل ربما سمع كلمة من رجل فذكرته بآيه كان يتأملها فيتنفتح له بذلك أبواب من العلم. |
أجوبة مجلس مذاكرة ( محاضرة فضل علم التفسير )
المجموعة الأولى:
س1: بيّن حاجة الأمّة إلى فهم كتاب الله تعالى؟ أن حاجة الأمة إلى فهم كتاب الله تعالى والاهتداء به حاجة ماسة، قال تعالى: { فاتقوا الله ياأولي الألباب الذين آمنوا قد أنزل الله إليكم ذكرًا * رسولًا يتلو عليكم آيات الله مبيناتٍ ليخرج الذين آمنوا وعملوا الصالحات من الظلمات إلى النور ومن يؤمن بالله ويعمل صالحًا يدخله جناتٍ تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدًا قد أحسن الله له رزقًا } فمن أوجه حاجة الأمة إلى فهم القرآن والاهتداء به على سبيل التعداد لا الحصر: فهم القرآن والاهتداء به في معاملة أعدائها على اختلاف أنواعهم منها: مجاهدة الكفار بالقرآن؛ لأنه يندفع بهذه المجاهدة عن الأمة شرور كثيرة جداً. معرفة بما أنزل الله في شأن المنافقين، وتفقهه في ذلك، وحذره من مما حذر الله منه من حيلهم ومكائدهم وتحذيره الناس من ذلك يحصل به من الخير العظيم والسلامة والنجاة وفي زمن تكثر الفتن فيه فإن الحاجة تزداد إلى تدبر القرآن والاهتداء به. "ولو تأملنا الانسانية المعذبة اليوم في ضميرها، المتداعية في أخلاقها، لا عاصم لها من الهاوية التي تتردى فيها إلا القرآن" . س2: بيّن سعة علم التفسير؟ يُعد علم التفسير من أوسع العلوم؛ فمن أقبل عليه بقلبه واخلص النية لله وأحسن العناية به؛ فإنه يكتسب المعرفة الواسعة الحسنة بعلوم كثيرة، يكتسبها المفسر شيئاً فشيئاً بتدرج تعلمه للتفسير. فأنه يحتاج إلى معرفة معاني المفردات ومعاني الحروف والأساليب والإعراب والصرف والبلاغة والاشتقاق، ويحتاج إلى معرفة أصول الفقه وقواعد الترجيح والناسخ والمنسوخ وأسباب النزول وأحوال النزول وفضائل الآيات والسور وأمثال القرآن والمبهمات وغيرها من العلوم التي يجد أثره في التفسير. س3: بيّن أثر الاشتغال بعلم التفسير في صلاح القلب؟ الاشتغال بالتفسير اشتغال بأفضل الكلام وأحسنه وأعظمه بركة، فمن اشتغل بعلم التفسير يجد فيه من العلوم النافعة المُصلحه للقلب والتي تعينه على أن يكون وبإذن الله من المتقين, من العلوم النافعة: أصول الإيمان والاعتقاد الصحيح، وأصول الأحكام الفقهية، والمواعظ والسلوك والتزكية وكذلك الآداب والأخلاق الكريمة وغيرها من العلوم النافع التي لايمكن حصرها في عدة سطور. |
المجموعة الثالثة:
س1: بيّن أثر فهم القرآن في الازدياد من العلم. فهم القرآن ينبي عليه فهم علوم أخرى كالنحو و الصرف و البلاغة ، فمن شرع في فهم الآيات لابد له أن يشرع في فهم كذا علم وهذا من بركة تعلم القرآن . س2: بيّن حاجة المعلّم والداعية إلى علم التفسير. للقرآن أثره في النفوس لأنه كلام الله و لأن فيه بركة عجيبة لقوله تعالى (وهذا كتاب أنزلناه مبارك) و قد استخلف علي عبدالله بن عباس على الموسم فخطب الناس فقرأ في خطبته سورة البقرة و في رواية سورة النور ففسرها تفسيرًا لو سمعته الروم والترك و الديلم لأسلموا . وهذا يدل على فضل الدعوة بالقرآن و حاجة المعلم و الداعية إلى فهم كتاب الله ليبلغوا الناس به . س3: ما هي فوائد معرفة فضل علم التفسير؟ 1-أنه يعين على فهم كتاب الله و معرفة مراده . 2- الاعتصام بكتاب الله لا يكون إلا بفهم ما أنزل الله فيه . 3- أن المفسر ينشغل بكتاب الله تلاوة و تدبرًا و عملاً مما يحقق له ذلك الفلاح في الدنيا و الآخرة |
إجابة الطالب عباز محمد على المجموعة الأولى:
جواب السؤال الأول: قال الإمام مالك رحمه الله تعالى: "لن يصلح آخر هذه الأمة إلا الذي أصلح أولها". فما الذي أصلح أوَّل هذه الأمَّة؟ قال الله تعالى: (الر* كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد). فالذي أصلحهم هو الإقبال على كلام الله، بأن فهموا معانيه و مراد ربِّهم مِنهم ثمَّ عملوا بما فيه، و لم يكتفوا بذلك بل سارعوا إلى الدَّعوة بكلام ربِّهم إلى صراطه. فالأمة بحاجة لفهم كلام ربِّها لأنَّ فيه شرفها و فلاحها في الدنيا و الآخرة. و من أوجه حاجة الأمة إلى فهم القرآن : - معرفة طرق معاملة أعدائها على اختلاف أنواعهم، فمن عرف عدوه أمن مكره. فمن هؤلاء الأعداء الذين حذَّرنا الله منهم في كتابه : 1. الشيطان: قال تعالى (إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ) فعداوة الشيطان تتمثل في حرصه الشديد على إغوائنا و إضلالنا فقال ربنا (إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا). فالعاقل من عرف ربه فأطاعه وعرف عدوه فعصاه. 2. النَّفس الأمَّارة بالسُّوء : نجد من بين الأعداء أنفسنا التي بين جنبينا، قال تعالى: (إن النفس لأمارة بالسوء إلا من رحم ربى إن ربي غفور رحيم). و رَتَّب سبحانه على مخالفة النفس و هواها الجنة فقال : (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى). 3. الكافرون: فقد قال تعالى: (إن الكافرين كانوا لكم عدوا مبينا) فبيَّن لنا في كتابه عداوة الكفَّار لنا و سعيهم في إضلالنا بإلقاء الشبهات الباطلة في قلوب المسلمين، لذلك أمرنا ربُّنا بمجاهدتهم بأعظم أنواع الجهاد حتى يُرَدَّ كيدهم عن هذه الأمَّة فقال سبحانه : (فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهاداً كبيراً). 4. المنافقون: حذَّر الله نبيِّه وأمَّته تبعًا من المنافقين، فقال سبحانه: (هم العدوُّ فاحذرهم)، فهم أشدُّ خطرًا على الأمّة من الكفَّار لأنَّهم يُظهرون الإسلام ويُبطنون الكفر و يسعون في إضلال من يستمع إلى زخرف قولهم. و لِشدَّة ضررهم على الأمة عدَّدَ الله لنا صفاتِهم و طُرق مَكرهم، فأمرالله نبيّنا بجهادهم فقال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدْ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) وإنَّ جهاد المنافقين لا يتمّ إلا بمعرفتهم، ولا سبيل إلى معرفتهم إلا بالتعرّف على أوصافهم في القرآن الكريم و تحذير الأمة من حيلهم ومكائدهم حتى يُرفع لهذه الأمة راية. - لا يوجد زمان قد فشت فيه الفتن، من شهوات و شبهات، كزماننا هذا، قال تعالى: (ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما) فالأمة بحاجة ماسَّة لفهم كلام ربها و تدبره حتى تنجوا، و كذلك بحاجة ملحة إلى علمائها حتى يُرشِدوها إلى مراد ربها ويُوصِلوها إلى بَرِّ الأمان. - و النِّساء أيضًا بحاجة إلى طالبات علم يدعونَهنَّ بالقرآن و يرشِدنهنَّ به. قال تعالى (واعتصموا بحبل اللّه جميعا) و حبل الله هو القرآن، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "إن هذا القران طرفه بيد الله، وطرفه بأيديكم، فتمسكوا به، فإنكم لن تضلوا ولن تهلكوا بعده أبداً" السلسلة الصحيحة. جواب السؤال الثاني: القرآن هو أُمُّ العلوم و أصلُها وأفضل العلوم وأجمعُها فقال تعالى : (مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ) وقال: (وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا)، فهو جامع لأنواع العلوم النافعة: - في القرآن أصول الإعتقاد من الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر، وتضمَّن أيضا التفقُّه في أسماء الله الحسنى و صفاته العلى. - و من أراد تعلم أصول الأحكام الفقهية من فقه العبادات و المعاملات و القضاء و المواريث و أحكام النساء فسوف يجد مبتغاه في كتاب ربِّه. - أصول المواعظ والسلوك والتزكية، وكذلك الآداب والأخلاق الكريمة والخصال الحميدة كلها مفصَّلة في القرآن الكريم. - قال الله تعالى: (قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني) فممَّا تضمَّنه القرآن من العلوم، علم الدعوة إلى الله تعالى، فقد بيَّن الله لعباده كيف يدعون عباده إليه، وأرشدهم إلى سبيل كشف شبهات المضلِّين و طرق معاملتهم. - وكذلك علم المقاصد الشرعية والسياسة الشرعية، وكيف تُرعى الرعية وتُربَّى بالقرآن وتُقاد به إلى ما فيه نجاتها، فقد جُعل لهذا العلم حيِّزاً مهمًّا في القرآن. - وقد قصَّ الله في كتابه أخبار الأنبياء و قِصص الأمم التي خلت من قبلنا، ومن تلك الأمم، أمَّة بني إسرائيل كما قال الله تعالى: (إنَّ هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون). وهذا القرآن يقص عليهم أكثر الذي قد اختلفوا ولا يزالون يختلفون فيه لأن "يختلفون" فعل مضارع يدل على التجدد ؛ فمن فهم ما قصه الله في القرآن من أخبار بني إسرائيل ميَّز بذلك بين أقوالهم و أفعالهم، صحيحها من خطئها و حقِّها من باطلها. جواب السؤال الثالث: نعود و نقول أنه : لن يصلح آخر هذه الأمة إلا الذي أصلح أولها. قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: « كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعلم معانيهن والعمل بهن ». رواه ابن جرير. فقد ربَّى النبي صلى الله عليه و سلم صحبه بالقرآن. فغرس القرآن في قلوبهم توحيد الله و حبه وتعظيمه وطهر قلوبهم من الشرك و الفواحش. و إذا صلح القلب أثمر ذلك صالح العمل كما جاء في الصحيح عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: «ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب» . قال تعالى: (يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين) فهو شفاء لأدواء القلوب سواءا كان الأمر يتعلق بمرض الشهوات أو بمرض الشبهات. و قال تعالى: (وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَٰكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ).فسمى الله القرآن روحا ؛ لأن الروح يحيا بها الجسد ، والقرآن تحيا به القلوب.فمن أراد صلاح قلبه فعليه بالقرآن. و أوفر النَّاس حظاً بتطهير قلوبهم هم طلاب علم التفسير، كيف لا و وطالب علم التفسير كثير الإشتغال بالقرآن قراءةً و ترتيلاً و تفقها فيه ، همُّه فهم مراد ربِّه وتدبُّر كلامه والإهتداء بهديه. فمن تدبَّر كلامه فتحت له أقفالُ قلبه قال تعالى: (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها). |
إجابة الأسئلة من المجموعة الثالثة
س1: بيّن أثر فهم القرآن في الازدياد من العلم. القرآنُ الكريمُ مجيدٌ وسيعُ المعاني عظيمُها، مباركٌ كثيرُ البركاتِ كثيرُ المبَرَّاتِ. من تعلَّمهُ وتدبَّرهُ وتفكَّر فيه؛ ظفر بخيرٍ عظيمٍ، وعلمٍ غزيرٍ، وبركاتٍ كثيرة. قال ابن القيم –رحمه الله-: فتدبّر القرآن إن رمت الهدى فالعلم تحت تدبر القرآن ومن يشتغل بتفسير القرآن يدرك ذلك، ويعلم أن القرآن جامع لأنواع العلوم النافعة، وأن فيه من العلوم النافعة شيئاً كثيراً مباركاً، فمن ذلك: - أصول الإيمان وأُسُّها المعظم: الإيمان بالله، ففي القرآن التعريف بالله تعالى وأسمائه وصفاته وأفعاله. - أصول الأحكام في العبادات والمعاملات والمواريث وأحكام الأسرة والجنايات. - أصول المواعظ والسلوك والتزكية والآداب والأخلاق. - أصول الدعوة، وصفات الدعاة، وأصول الاحتجاج للحق ومعاملة المخالفين. - أصول السياسة الشرعية، ورعاية الرعيّة. - قصص الأنبياء وأخبار بني إسرائيل وبيان الأمور التي ضلت فيها أمم وطوائف كثيرة. - بيان الهدى في كلِّ ما يُحتاجُ إليه، والعصمة من سائر الفتن، والهداية إلى الصراط المستقيم. وجِماعُ ذلك قوله تعالى: (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم). وهذا العلم الذي يُحَصَّل من تدبر القرآن وفهمه يتفاوت الناس فيه تفاوتاً كبيراً؛ بحسب ما يفتح الله على كلٍّ، قال ابن القيم: « والمقصود تفاوت الناس في مراتب الفهم في النصوص وأن منهم من يفهم من الآية حكما أو حكمين ومنهم من يفهم منها عشرة أحكام أو أكثر من ذلك ومنهم من يقتصر في الفهم على مجرد اللفظ دون سياقه ودون إيمائه وإشارته وتنبيهه واعتباره وأخص من هذا وألطف ضمه إلى نص آخر متعلق به فيفهم من اقترانه به قدرا زائدا على ذلك اللفظ بمفرده وهذا باب عجيب من فهم القرآن لا يتنبه له إلا النادر من أهل العلم فإن الذهن قد لا يشعر بارتباط هذا بهذا وتعلقه به وهذا كما فهم ابن عباس من قوله وحمله وفصاله ثلاثون شهرا مع قوله والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين أن المرأة قد تلد لستة أشعر وكما فهم الصديق من آية الفرائض في أول السورة وآخرها أن الكلالة من لا ولد دله ولا والد » ا.هـ. فنسأل الله بمنِّهِ وكرمه أن يزيدنا علماً وفهماً، وأن ينفعنا بالقرآن العظيم. س2: بيِّن حاجة المعلم والداعية إلى علم التفسير. لكلٍّ من المعلم والداعية حاجة ماسة إلى علم التفسير، وفيما يلي ذكر شيء من بيان ذلك: أولاً: حاجة المعلم إلى علم التفسير: تقدم في جواب السؤال الأول بيان عظيم ثمرة فهم القرآن في تحصيل كثير من العلوم النافعة، وأن فهم القرآن يعود بعلمٍ عظيمٍ غزيرٍ، وأجدِر بالمعلِّم أن ينتفع بهذه الخيرات والعلوم النافعات في أداء مُهِمَّتِهِ في تعليم الناس. والمعلم الذي يعتني بذلك فيرتبط بالقرآن متمسكاً به غير معرض عنه يجد من بركة ذلك على تعليمه شيئاً عظيماً خلافاً لمن نأى عن القرآن وأعرض عن هداه. يؤكد ذلك ما هو معلوم من شدة حاجة الناس إلى القرآن، وعظيم نفعه عليهم، قال الله تعالى: (كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد). ثانياً: حاجة الداعية إلى علم التفسير: دعوة الخلق إلى الله بالنصوص الشرعية من القرآن والسنة أنجع الطرق لتحقيق ثمرة الدعوة وهداية الخلق إلى الحق إذ أنها جليلة المعاني قليلة المباني، وهي الوحي الذي جعله الله هداية للخلق، فيجدُرُ بالداعية إلى الله أن يجعلها قوام دعوته وألّا يخلو منها كلامه، وليتأس بحبر الأمة عبد الله بن عباس فيما روي عنه أنه خطب الناس بسورة البقرة، وفي رواية بسورة النور، ففسرها تفسيراً لو سمعته الروم والديلم لأسلموا! س3: ما هي فوائد معرفة فضل علم التفسير؟ معرفة فضل علم التفسير تُحبِّبُ النفس بهذا العلم، وتُقبِلُ بها عليه، وتحملُ طالب العلم على العناية به، والرغبة فيه، وأخذه بقوةٍ واجتهادٍ وصبرٍ على تعلمه. |
المجموعة الأولى:
س1: بيّن حاجة الأمّة إلى فهم كتاب الله تعالى؟ القرآن الكريم فيه تقويم للسُّلوك، وتنظيم للحياة، من استمسك به، فقد استمسك بالعروة الوُثقى لا انفصامَ لها، ومن أعرضَ عنه وطلب الهُدى في غيره، فقد ضَلَّ ضلالاً بعيدًا، فالاشتغالُ بالقرآن من أفضل العبادات، ومن أعظم القُربات، ولِمَ لا، وفي كل حرف منه عشر حسنات، وسواء أكان بتلاوته أم بتدبر معانيه؟! وبيان معانيه ودعوة الأمة بالقرآن وتذكيرهم به وإنذارهم بما فيه من الوعيد، وتبشيرهم بما تضمنه من البشائر لمن آمن به واتبع ما فيه من الهدى، وإرشادهم إلى ما بينه الله في كتابه من الهدى الذي يفرقون به بين الحق والباطل، ومخرجاً لهم من الظلمات إلى النور، كما قال الله تعالى: {الر . كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد . الله الذي له ما في السموات وما في الأرض} - وقال تعالى: {وكذلك أوحينا إليك روحًا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولـكن جعلناه نورًا نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ . صراط الله الذي له ما في السموات وما في الأرض ألا إلى الله تصير الأمور} - وقال تعالى: { قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين (15) يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراطٍ مستقيمٍ (16)} - وقال تعالى: { هو الذي ينزل على عبده آياتٍ بيناتٍ ليخرجكم من الظلمات إلى النور وإن الله بكم لرءوف رحيم} - وقال تعالى: { فاتقوا الله ياأولي الألباب الذين آمنوا قد أنزل الله إليكم ذكرًا (10) رسولًا يتلو عليكم آيات الله مبيناتٍ ليخرج الذين آمنوا وعملوا الصالحات من الظلمات إلى النور ومن يؤمن بالله ويعمل صالحًا يدخله جناتٍ تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدًا قد أحسن الله له رزقًا (11)}. فحاجة الأمة إلى فهم القرآن والاهتداء به ماسة، وكم من فتنة ضل بها العبد ، وضلت بها طوائف من الأمة بسبب مخالفتها لهدى الله عز وجل وما بينه في كتابه، وقد قال الله تعالى: {وما كان الله ليضل قوماً بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون}. وقال تعالى: {فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى}، وقال تعالى: {فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولاهم يحزنون}. فحاجة الناس إلى معرفة ما بينه الله في القرآن من الهدى، والحذر مما حذرهم منه أشد من حاجتهم إلى الطعام والشراب والنفس؛ لأن انقطاع هذه الأمور أقصى ما يصيب الإنسان بسببها أن يموت، والموت أمر محتم على كل نفس. وأما ضلاله عن هدى الله تعالى فيكون بسبب خسران آخرته التي هي حياته الحقيقية كما قال الله تعالى: {وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون} ، وقال تعالى: {يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى يقول يا ليتني قدمت لحياتي}. وحاجة الأمة إلى فهم القرآن ،يردي إلى مواجهة الأعداء والرد عليهم بالقرآن ومحاجتهم به ،وقد قال الله تعالى: {فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهاداً كبيراً}. أيضا معرفة صفات المنافقين ،ومعرفة حيلهم ومكرهم ،حيث كانوا سببا في إهلاء الأمة وتخييبها . كذلك الرجوع الى القرآن عند حلول الفتن والمصائب على الأمة ، قال تعالى :{وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولى الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم}. بالجملة ففهم القرآن الكريم يبعث بين الأُمَّة التراحم والتواد بين أفرادها، وينشر العدل والإنصاف والمساواة، وإثبات الحقوق لأصحابها، وهذا كله يزيد الأفراد خشية لربهم وتضرُّعًا إليه، فتزداد الأمة إيمانًا ويقينًا، وتلتفت إلى عَدُوِّها فتعد له العدة، ولا تفرط، ولا تتهاون في حقوقها، ولا تخضع ولا تذل إلا لربِّها، فتكون كالجسد الواحد، وتُنقِّي عقيدتها، وتقودها إلى ربها. س2: بيّن سعة علم التفسير؟ تفسير القرآن وفهم معانيه هوَ فضل عظيم لا يؤتى إلّا لمن أراد اللهُ بهِ خيراً، ونعلم أنّ عبدالله بن عباس رضيَ الله عنه كانَ من أعلم الناس بكلام الله تعالى وقد كانَ لقبهً تُرجمان القُرآن لما اشتهر بهِ من قُدرةٍ على التفسير والتأويل. والعلم بالقرآن هو أفضل العلوم وأجمعها، وقد فصل الله في القرآن كل شيء ،قال تعالى :{( 12 ) وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ ۖ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِّتَبْتَغُوا فَضْلًا مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ ۚ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا}الاسراء ــ 12 ـــ قال السعدي رحمه الله تعالى : { وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا } أي: بينا الآيات وصرفناه لتتميز الأشياء ويستبين الحق من الباطل كما قال تعالى: { مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ } ؛ فمن ابتغى العلم من أفضل أبوابه وأحسنها فعليه بتدبر القرآن وفهمه ومعرفة معانيه: فتدبر القرآن إن رمت الهدى.......فالعلم تحت تدبر القرآن. وهذا أمر معلوم لمن اشتغل بتفسير القرآن فإنه يجد فيه من أنواع العلوم النافعة شيئاً كثيراً مباركاً؛ فهو جامع لأنواع العلوم النافعة: - فأصول الإيمان والاعتقاد الصحيح والتعريف بالله تعالى وبأسمائه وصفاته وأفعاله وسننه في خلقه مبينة في القرآن. -وأصول الأحكام الفقهية في مسائل العبادات والمعاملات والمواريث وأحكام الأسرة والجنايات كلها مبينة في القرآن. -أصول المواعظ والسلوك والتزكية كلها مبينة في القرآن الكريم. - وكذلك الآداب والأخلاق الكريمة والخصال الحميدة. - وفيه بيان أمور ضلت فيها أمم وطوائف كثيرة من بدء الخلق وقصص الأنبياء وأخبار بني إسرائيل كما قال الله تعالى: {إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون} ويجمع ذلك كله قول الله تعالى: {إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم} وقال الله تعالى: {ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنين}. فمن أراد الهداية فعليه بفهم القرآن. ومن أراد الرحمة فعليه بهدى القرآن. ومن أراد العلم فعليه بتدبر القرآن س3: بيّن أثر الاشتغال بعلم التفسير في صلاح القلب؟ القرآن إذا أخلص له صاحبه لا بُدَّ أنَّه سيحدث تحولاً في قلبه، القرآن يعرف العبد بربه، ويربطه به سبحانه؛ فتدبُّر القرآن شفاء من الشبهات والشهوات، وهو من أعظم وسائل الثبات، فبه تطمئن القلوب وتسكن، وبه تقر الأعين، وقد جمع ابن القيم - رحمه الله - ثمرات تدبر القرآن اليانعة، فقال: "فلا شيء أنفع للقلب من قراءة القرآن بالتدبر والتفكر؛ فإنه جامع لجميع منازل السائرين، وأحوال العالمين، ومقامات العارفين، وهو الذي يورث المحبة والشوق، والخوف والرجاء، والإنابة والتوكل، والرضا والتفويض، والشكر والصبر، وسائر الأحوال التي بها حياة القلب وكماله، وكذلك يزجر عن جميع الصفات والأفعال المذمومة التي بها فساد القلب وهلاكه. "مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية أهل العلم والإرادة"، ص221، لابن القيم ـ رحمه الله ـــ |
المجلس الثالث: مجلس مذاكرة محاضرة فضل علم التفسير
بسم الله الرحمن الرحيم س1: بيّن حاجة الأمّة إلى فهم كتاب الله تعالى. إن الأمة تحتاج إلى فهم كتاب الله ليفرقوا بين الحق والباطل وبين الهدى و الضلال ليخرجوا من الظلمات إلى النور. قال الله تعالى:}الر.كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد.الله الذي له ما في السموات و ما في الأرض{. فالأمة محتاج إلى فهم كتاب الله لأنه يساعدهم في الابتعاد عن الفتنة التي ضل بها طوائف كثيرة من الأمة. والأمة محتاج إلى فهم كتاب الله لأن العبد يعرف به الهدى و يبتعد نفسه من الضلالة التي تكون سببا خسران في الآخرة.و أيضا تحتاج الأمة إلى فهم كتاب الله ليجاهد الكفار بالقرآن لأنه يندفع بهذه المجاهدة عن الأمة شرور كثيرة جدا,وأنه يساعدهم في معاملة أعدائهم على اختلاف أنواعهم ويحذروا مما حذرهم الله منه وتوعد عليه المخالفين بالعذاب الأليم والعقوبات الشديدة. وأيضا في فهم كتاب الله تعالى سيعرف الأمة صفات المنافقين وعلاماتهم فيستطع أن يبتعدوا عنهم لأنهم يضلون المسلمون عن طريق الحق و يجملوا طريق النار كأنه طريق إلى الجنة, قال الله تعالى: }هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ.{(والأمة تحتاج أيضا إلى فهم القرآن ليفرقوا بين السنة والبدعة, وبين الحلال والحرام, والمنكرات. إن الأمة تحاتج إلى فهم كتاب الله كما يحاتج من سيرشدهم إلى هذا العلم و الفهم, فيجب على طالب العلم أن يتعلم حاجات الأمة ليقوم بالدعوة إلى الله بطريق صحيح و يستطع أن يفعل ذلك إلا بما تعلموا من معامي القرآن,فإنهم يرشدوا الناس إلى معرفة الفرق بين الحق والباطل وبين الحرام والحلال و يبين لهم فتنة هذه الزمان والشبهات فيه. ويجب على طالبة العلم أن تجتهد أيضا في فهم كناب الله وتتعلم كيف تدعو بالقرآن لأن المرأة في المحيط النسائى قد تبصر ما لا تبصره كثير من الرجال أو أنهم لا يرفون قدره من أنواع المنكرات والفتن التي افتتن به كثير من النساء. فالأمة محتاج إلى فهم كتاب الله والاهتداء به لأنه ضرورة جدا ولا نجاة لهم ولا فوز ولا سعادة إلا بما يهتدون به من هدى الله الذي بينه الله في كتابه, قال الله تعالى: }قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (16{( س2: بيّن سعة علم التفسير. إن العلم التفسير معين على فهم كلام الله ومعرفة مراده ومن أوتي فهم القرآن فقد جاء بخير كثير. ففهم القرآن معين لا ينضب فعلى المفسر أن يتمكن من علوم كثيرة متنوعة ليفتح له بفهم القرآن أبوابا من العلم الذي كان يغفل عن غيره. فيحتاج المفسر إلى معرفة معاني المفردات ومعاني الحروف والأساليب والإعراب والصرف والبلاغة والاشتقاق, ويحتاج أيضا إلى معرفة أصول الفقه وقواعد الترجيح والناسخ والمنسوخ وأسباب النزول وأحوال النزول وفضائل الآيات والسور وأمثال القرآن والمبهمات وغيرها من العلوم المتنوعة التي يكتسها المفسر شيئا فشيئا بتدرج تعلمه للتفسير. فعلم التفسير من أوسع العلوم فمن أقبل عليه وأحسن العناية به فإنه يكتسب المعرفة الواسعة الحسنة بعلوم كثيرة أما الناس الذس يفوت عنهم شيء من علم التفسير فقد يفوت تفاوتا كبيرا. قال الله تعالى:} إِنَّ هَـذَاالْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ.{ س3: بيّن أثر الاشتغال بعلم في التفسير في صلاح القلب. إن العلم بالقرآن هو أفضل العلوم وأجمعها, وفصل الله في القرآن كل شيء, فمن ابتغي العلم من أفضل أبوابه وأحسنها فعليه بتدبر القرآن وفهمه ومعرفة معانيه. وقد روي أن فضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على خلقه, فالاشتغال بالتفسير بأفضل الكلام وأحسنه وأعظمه بركة ولا يزال العبد ينهل من هذا العلم ويستزيد منه حتى يجد بركته في نفسه و أهله وماله, قال الله تعالى: }كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب.{ ومن أثر الاشتغال بعلم التفسير أن فيه بيان الهدى الذي يحتاج إليه العبد في شؤون حياته اليومية. وأيضا يتعلم كيف يتخلص من كيد الشيطان و شر النفس وفتنة الدنيا وسائر الفتن التي تعترضه وأيضا ويساعدهم في معرفة صفات المنافقين وعلاماتهم وحيلهم حتى يبتعدوا مهنم لأنهم سبب ضلال وجسران الأمة في الدنيا والآخرة وأيضا يتعلم كيف يهتدي نفسه على صراط المستقيم. وعلم التفسير يدل صاحبه على ما يعتصم به من الضلالة, قال الله تعالى:} وَمَن يَعْتَصِم بالله فَقَدْ هُدِىَ إلى صراط مّسْتَقِيمٍ{,فكلما الناس أكثر نصيبه في فهم كلام الله، واتباعا لما بينه الله تعالى من الهدى، كان أعظم حظا من الهداية والعصمة من الضلالة.وقال النبي صلى الله عليه وسلم:" اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه", فعلى الناس الاشتغال بتلاوة القرآن والتفكر فيه وتدبر معانيه واستخراج كنوزا والفوائد ليعلم علما كثيرا مباركا وليتطبقه في حياتهم اليومية حتى يصيرون على الطريق المستقيم. وقال الله تعالى: }مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ{ فمن أراد الهداية فعليه بفهم القرآن, ومن أراد الرحمة فعليه بهدى القرآن, ومن أراد العلم فعليه بتدبر القرآن. فالاشتغال بعلم التفسير أثر عظيم على قلب الناس فيجب على الناس جميعا أن يتعلموه ليجنب نفسه من أمراض القلوب مثل الحقد, الغرور و التكبرو غيره ذلك. فقال الله تعلى:}أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها{. |
المجلس الثالث: مجلس مذاكرة محاضرة فضل علم التفسير
بسم الله الرحمن الرحيم س1: بيّن حاجة الأمّة إلى فهم كتاب الله تعالى. إن الأمة تحتاج إلى فهم كتاب الله ليفرقوا بين الحق والباطل وبين الهدى و الضلال ليخرجوا من الظلمات إلى النور. قال الله تعالى:{الر.كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد.الله الذي له ما في السموات و ما في الأرض}. فالأمة محتاج إلى فهم كتاب الله لأنه يساعدهم في الابتعاد عن الفتنة التي ضل بها طوائف كثيرة من الأمة. والأمة محتاج إلى فهم كتاب الله لأن العبد يعرف به الهدى و يبتعد نفسه من الضلالة التي تكون سببا خسران في الآخرة.و أيضا تحتاج الأمة إلى فهم كتاب الله ليجاهد الكفار بالقرآن لأنه يندفع بهذه المجاهدة عن الأمة شرور كثيرة جدا,وأنه يساعدهم في معاملة أعدائهم على اختلاف أنواعهم ويحذروا مما حذرهم الله منه وتوعد عليه المخالفين بالعذاب الأليم والعقوبات الشديدة. وأيضا في فهم كتاب الله تعالى سيعرف الأمة صفات المنافقين وعلاماتهم فيستطع أن يبتعدوا عنهم لأنهم يضلون المسلمون عن طريق الحق و يجملوا طريق النار كأنه طريق إلى الجنة, قال الله تعالى: {هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ}. والأمة تحتاج أيضا إلى فهم القرآن ليفرقوا بين السنة والبدعة, وبين الحلال والحرام, والمنكرات. إن الأمة تحاتج إلى فهم كتاب الله كما يحاتج من سيرشدهم إلى هذا العلم و الفهم, فيجب على طالب العلم أن يتعلم حاجات الأمة ليقوم بالدعوة إلى الله بطريق صحيح و يستطع أن يفعل ذلك إلا بما تعلموا من معامي القرآن,فإنهم يرشدوا الناس إلى معرفة الفرق بين الحق والباطل وبين الحرام والحلال و يبين لهم فتنة هذه الزمان والشبهات فيه. ويجب على طالبة العلم أن تجتهد أيضا في فهم كناب الله وتتعلم كيف تدعو بالقرآن لأن المرأة في المحيط النسائى قد تبصر ما لا تبصره كثير من الرجال أو أنهم لا يرفون قدره من أنواع المنكرات والفتن التي افتتن به كثير من النساء. فالأمة محتاج إلى فهم كتاب الله والاهتداء به لأنه ضرورة جدا ولا نجاة لهم ولا فوز ولا سعادة إلا بما يهتدون به من هدى الله الذي بينه الله في كتابه, قال الله تعالى: {قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (16)}. س2: بيّن سعة علم التفسير. إن العلم التفسير معين على فهم كلام الله ومعرفة مراده ومن أوتي فهم القرآن فقد جاء بخير كثير. ففهم القرآن معين لا ينضب فعلى المفسر أن يتمكن من علوم كثيرة متنوعة ليفتح له بفهم القرآن أبوابا من العلم الذي كان يغفل عن غيره. فيحتاج المفسر إلى معرفة معاني المفردات ومعاني الحروف والأساليب والإعراب والصرف والبلاغة والاشتقاق, ويحتاج أيضا إلى معرفة أصول الفقه وقواعد الترجيح والناسخ والمنسوخ وأسباب النزول وأحوال النزول وفضائل الآيات والسور وأمثال القرآن والمبهمات وغيرها من العلوم المتنوعة التي يكتسها المفسر شيئا فشيئا بتدرج تعلمه للتفسير. فعلم التفسير من أوسع العلوم فمن أقبل عليه وأحسن العناية به فإنه يكتسب المعرفة الواسعة الحسنة بعلوم كثيرة أما الناس الذس يفوت عنهم شيء من علم التفسير فقد يفوت تفاوتا كبيرا. قال الله تعالى:{ إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ}. س3: بيّن أثر الاشتغال بعلم في التفسير في صلاح القلب. إن العلم بالقرآن هو أفضل العلوم وأجمعها, وفصل الله في القرآن كل شيء, فمن ابتغي العلم من أفضل أبوابه وأحسنها فعليه بتدبر القرآن وفهمه ومعرفة معانيه. وقد روي أن فضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على خلقه, فالاشتغال بالتفسير بأفضل الكلام وأحسنه وأعظمه بركة ولا يزال العبد ينهل من هذا العلم ويستزيد منه حتى يجد بركته في نفسه و أهله وماله, قال الله تعالى: {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب}. ومن أثر الاشتغال بعلم التفسير أن فيه بيان الهدى الذي يحتاج إليه العبد في شؤون حياته اليومية. وأيضا يتعلم كيف يتخلص من كيد الشيطان و شر النفس وفتنة الدنيا وسائر الفتن التي تعترضه وأيضا ويساعدهم في معرفة صفات المنافقين وعلاماتهم وحيلهم حتى يبتعدوا مهنم لأنهم سبب ضلال وجسران الأمة في الدنيا والآخرة وأيضا يتعلم كيف يهتدي نفسه على صراط المستقيم. وعلم التفسير يدل صاحبه على ما يعتصم به من الضلالة, قال الله تعالى:{وَمَن يَعْتَصِم بالله فَقَدْ هُدِىَ إلى صراط مّسْتَقِيمٍ},فكلما الناس أكثر نصيبه في فهم كلام الله، واتباعا لما بينه الله تعالى من الهدى، كان أعظم حظا من الهداية والعصمة من الضلالة.وقال النبي صلى الله عليه وسلم:" اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه", فعلى الناس الاشتغال بتلاوة القرآن والتفكر فيه وتدبر معانيه واستخراج كنوزا والفوائد ليعلم علما كثيرا مباركا وليتطبقه في حياتهم اليومية حتى يصيرون على الطريق المستقيم. وقال الله تعالى: {مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}. فمن أراد الهداية فعليه بفهم القرآن, ومن أراد الرحمة فعليه بهدى القرآن, ومن أراد العلم فعليه بتدبر القرآن. فالاشتغال بعلم التفسير أثر عظيم على قلب الناس فيجب على الناس جميعا أن يتعلموه ليجنب نفسه من أمراض القلوب مثل الحقد, الغرور والتكبر وغير ذلك. فقال الله تعلى:{أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها}. |
أجوبني على مجلس مذاكرة محاضرة على التفسير
المجموعة الثانية:
س1: بيّن بإيجاز أوجه فضل علم التفسير. أنه معين على فهم كلام الله تعالى وهو الطريق فهم رسالته جل وعلا إلينا. و بفهمه يفتح لطالب العلم أبوابا كثيرة فقد يصبح العبد عالما بعلموم القرآن كعكرمة. أن كتاب الله تعالى هو أشرف الكلام و أصدقه و أحسنه و أعظمه و أفضله . وفضل كلام الله تعالى على أي كلام آخر كفضل خالق العباد جل وعلا على عباده. قال تعالى: ((كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب)). أن التفسير يدل صحبه على ما يعتصم به من الضلالة، و يعرف به طريق الهدى واتباعه، وقد قال الله تعالى : (( ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم)). أن االعلم و أصحابه لهم شرف عظيم و تفضل. فأصحاب العلم جعل الله لهم منزلة عالية و منحهم شرفاً كبيرا، فكيف بحملة علوم القرآن؟! من أعظم فضائل التفسير أن المفسر هو خير وارث لرسول الله صلى الله عليه وسلم. إذ ورث عنه أعظم إرثه – ألا وهو القرآن الكريم-. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( بلغوا عني ولو آية). و صاحب التفسير قد منح شرف مصاحبة القرآن و ملازمته و الانشغال بكلام الله تعالى. وهذه خير مصاحبةٍ وخير انشغال. قال رسول صلى الله عليه وسلم: (اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه) رواه مسلم. و التفسير يجعل صاحبه من خير زمرة هذه الأمة، إذ خصهم الله بشرف عظيم لأنهم أصحاب علم عظيم. عن عثمان بن عفان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه ). س2: كيف تستفيد من علم التفسير في الدعوة إلى الله تعالى. إن علم الدعوة إلى الله تعالى على بصيرة من أهم علوم القرآن، لأن فيه بيان أصول الدعوة وأنواعها ومراتبها وصفات الدعاة إلى الحق، وكشف شبهات المضلين. فمن واجب كل مسلمٍ أن يتسلح بعلمه و يتعلم الهدى ليكون داعية. فيبين الهدى للناس ويدعوهم إلى ما يخرجهم من الظلمات إلى النور بإذن الله، و يكون صاحب حجة قوية وبرهان ثابت و على بصيرة . فقد قال تعالى: ((قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني)) . و واو المعية في الآية تضع المؤمن في صف الرسول صلى الله عليه وسلم ومعيته بالمحبة والاتباع والدعوة إلى الهدى ، وهذا شرف يتمناه كل مؤمن، فيكون بإذن الله بمعية رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدار الآخرة. فبفهم القرآن تكون الأمة قادرة على: 1-مواجهة أعدائها على اختلاف أنواعهم. 2-معرفة علامات المنافقين وفهمهم ومعرفة حيلهم وحججهم, 3-مواجهة الفتن التي انتشرت بين الناس, 4-القدرة على الثبات بين أصحاب الحلل و الملل الأخرى ودعوتهم للهداية, س3: اشرح سبب تفاوت الناس في فهم القرآن. إن القرآن يحتوي على الكثير من العلوم، و كل آية تنير للمؤمن بصيرته و تفتح له أبوباً أخرى من العلم . فيبحر بين آيات الله ل وعلى. ولذلك فإن الناس يتفاوتون في فهمهم للقرآن، ويتفاوتون بما ينهلون به من علومه. فمنهم من يأخذ من الآية حكماً أو حكمين، و منهم من يأخذ منها عشرة أحكام، و منهم من يأخذ منها العلوم اللغوية واللفظية، و البعض يأخذ من الآيات السياق و المعنى . بل إن هنالك من يضم عدة آيات إلى بعضها ويربطها ربطاً عجيباً فيفهم سياق الآية بسبب إقرانها بآيات أخرى. وهذا فهم عظيب لا يتنبه له إلا النادر من الناس ومن أمثلة ذلك فهم ابن عباس من قوله وحمله وفصاله ثلاثون شهرا مع قوله والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين أن المرأة قد تلد لستة أشهر.1 |
بســـــــــــــــــــــــــــــــــــم الله الرحمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــان الرحيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــم المجموعة الأولى: س1: بيّن حاجة الأمّة إلى فهم كتاب الله تعالى. س2: بيّن سعة علم التفسير. س3: بيّن أثر الاشتغال بعلم في التفسير في صلاح القلب. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الإجابة 1: حاجة الأمة إلى فهم كتاب الله تعالى: إن حاجة الأمة إلى فهم كتاب ربها أشد من حاجتها إلى الأمور الدنيوية من مأكل وملبس ذلك بأن فهم القرآن يعين على العمل بمضمونه فيحيي قلوبا أماتها الجهل ويجنبها أسباب خسران الآخرة التي هي دار القرار كما قال عز وجل: إنما هذه الحياة الدنيا لهو ولعب وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون تحتاج الأمة إلى فهم تفسير كتاب الله عز وجل وبيان معانيه لعدة أسباب نسرد أبرزها: *فهم معاني القرآن العظيم يساعد على تذكيرها وإنذارها عبر تدبر قصص من سبق من الأمم والأقوام واستخلاص العبر والفوائد ـــ كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ـ *فهم معاني القرآن العظيم له دور في تبشير من آمن من خلق الله واتبع الهدى ووعيد من أخلف وعصى ـ إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا خالدين فيها لا يبغون عنها حولا ــ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ ــ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَاراً كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزاً ـــ بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً ـــ *فهم كتاب الله يعين الأمة على تبيان الحق من الباطل وبالتالي اتباع أوامر الباري وتجنب نواهيه أي إخراج الأقوام من الظلمات إلى النور بإذن ربهم ــــ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌيَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ـــ كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ــــ *يتضمن كتاب الله صفات المنافقين والكفار وطرق التعايش معهم فيعين الأمة على معرفة زيغهم وضلالاتهم وخدعهم وكيفية الحذر والتعامل معهم *معرفة صفات المنافقين لتجنبها والمؤمنين للتحلي بها ــ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ــــ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ـــ *معرفة الفتن وابراز سبل النجاة منها * تضمن القرآن نصائح وتوجيهات زمن الفتن وحتى تصرف المؤمن تجاه الشيطان والتنبيه من كيده ـــ يَا بَنِي آَدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ ــــ وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُون. فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِين .وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِين ـــ *معرفة صفات بعض الفرق والملل الضالة وسبل وكيفية التواصل معهم ويهدي الله به نفسا تسعى وتبحث عن الخير *تحتاج المرأة إلى علم التفسير حتى تقوى شوكتها وتدرك كيفية التعامل في الأوساط النسائية وفي محيطها ومع مسائل تخصها دون غيرها وتدعو أخواتها... ــــ وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ ــــ *تحتاج الأمة لمعرفة علم التفسير لأن القرآن منهج حياة فمعرفة معانيه أساس كل عمل: تجارة طب معاملات دعوة الإجابة 2: سعة علم التفسير ما بين أيدينا كتاب أحاط بكل جوانب الحياة لهذا اتصف بالسعة فهو معين لا ينضب يستخرج به طالب العلم الشيء الكثير المبارك من العلوم فقد جمع بين طياته جملة من العلوم النافعة. جمع علم التفسير بين: *علوم الاعتقاد والإيمان ـــ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً ـــــ *أصول الفقه وأحكامه ـــ إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ــــ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْوَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ـــــ *جملة من المواعظ وأصول الدعوة إليها ـــ ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ــــ *الآداب والأخلاق والخصال الكريمة *تاريخ أمم ـــ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ ... ــــ *أحوال أمم ضلت من بدء الخلق ــــ وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا... ـــــــ *السياسة الشرعية وأصولها ــــ وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ ـــــ *مقاصد الشريعة *علم الجزاء ـــ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ـــــ *تفاصيل ما يحتاج إليه العبد في شؤون حياته ـــ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ ــــ *كيفية التعامل أزمان الفتن وسبل النجاة والعصمة *المنجيات والمهلكات وسبل الاعتصام ــــفَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ ــــ *التحذير من بعض الفرق وضلالها وزيغها وطرق التعامل معها *كيفية التعامل وحدوده مع اليهود والنصارى والمنافقين ــــ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً ـــــ *بعض أحكام النساء التي تساعدها في حياتها اليومية *يفرق القرآن بين الحق والباطل ... وما نلاحظه شدة وكثرة وتنوع المسائل المتعلقة بهذا الكتاب وبالتالي سعة علم التفسير حيث يعتني بالرضيع والشاب الكهل والشيخ والرجل والمرأة والعبيد والأحرار والسيد وذا الجاه والمنصب والفقير والغني فسبحان من فصل في هذا القرآن كل شيء تفصيلا وجعله شاملا وهدى وموعظة للعالمين ولم يترك صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها. الإجابة 3: أثر علم التفسير في صلاح القلب حال الأمة لا يصلح إلا بالاعتصام بكتاب ربها وسنة نبيها فالمفسر بعلمه يجمع بين الخشية والانابة والعلم فالعلم بصفات ربه وأسمائه يزيده خشية لخالقه ومحبة وتسليما. ـ معرفة المفسر وتدقيقه في علم الجزاء يجعله أكثر خشية وحذرا وتركا لنواهي الله خوفا من ما ينجر عنه من عقاب ووعيد. ـ معرفة المفسر لجزاء الله تجعله يقبل عليه بقلب محب طامعا في ما عند ربه. ـ العلم بتفسير القرآن هو علم بمواطن زيغ بعض الفرق وبالتالي تنقية القلب من الشوائب والضلال والاقبال على الهدي كيف لا وهذا القرآن يفرق بين الحق والباطل والقلب المقبل على الحق بيقين وعلم هو قلب يغلب عليه الصلاح والورع والزهد في الدنيا والاقبال على ما عند الله. .أعطى الله الدنيا لمن أحب وكره ولم يعطي العلم الا لمن أحب فالمفسر حال علمه بحب الله له واصطفائه يساعد ذلك على صلاح قلبه. ـ حال المفسر: متنزه بين التلاوة والتفسير وما تابعه من علوم القرآن فيحقق صحبة القرآن وأنعم وأكرم بها من صحبة تفتح الدنيا للمفسر أبواب الملهيات والمغريات ولكنه ينشغل عنها بما هو أعظم وأجل فينصرف قلبه عن الدنيا مقبلا على ما عند ربه. .كما أن الروح تحيي الجسم فالقرآن يحيي أنفسا أماتها الجهل فكيف إذا ما خصص لها طالب العلم جل وقته أي المفسر فحتما سترفع عنه ذاك الجهل فيعبد الله بقلب متيقن بما عند ربه ـــ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا ـــــ |
المجموعة الثانية
س1:بين بإيجاز أوجه فضل علم التفسير؟ إجابة السؤال الأول: 1-معين على فهم كلام الله -عزوجل- ومعرفة مراده،ومعين أيضا على استخراج الإشرقات القرآنية الخفية على عوام الناس . 2- الإشتغال بالتفسير إشتغال بأفضل الكلام الذى لو كان البحر مداد له لنفد البحر قبل أن ينفد كلام الله . 3-العلم بالقرآن هو أفضل العلوم وأجمعها،فمن إبتغى العلم من أفضل أبوابه وأحسنها فعليه بتدبر القرأن وفهمه ومعرفة معانيه. 4- علم التفسير يدل صاحبه على ما يعتصم به من الضلاله ، وقد قال الله تعالى (ومن يعتصم بالله فقد هدى إلى صراط مستقيم)والإعتصام بكتاب الله لايكون إلابفه ما أنزل الله فيه ، وإتباع ما فيه من الهدى. 5- المفسر وارث للنبى (صلى الله عليه وسلم)فى أعظم إرثه وهو القرآن الكريم،فالمفسر مبلغ ومبين ،والبلاغ المبين هوأخص وظائف الرسل كما قال الله تعالى (فهل على الرسل الاالبلاغ). 6-المفسر كثير الإشتغال بالقرآن ومعانيه وهداياته. 7-يدخل صاحبة زمرة خير هذه الامة فعن عثمان بن عفان -رضى الله عنه-عن النبى (صلى الله عليه وسلم )قال :"خيركم من تعلم القرآن وعلمه". س2:كيف تستفيد من علم التفسير فى الدعوة الى الله؟ إجابة السؤال الثانى: يستفاد من علم التفسير فى الدعوة الى الله فى مجالات كثيرة ومتنوعة منها: أ-علم العقيدة : "فمن خلال التفسير يتعرف الطالب على اصول الإيمان والإعتقاد الصحيح والتعريف بالله وبأسمائه وصفاته وسننه فى خلقه فيدعو الناس إلى معرفة الله بهذا العلم". ب-علم الفقه: "أصول الاحكتم الفقهية فى مسائل العبادات والمعاملات والمواريث وأجكام الاسرة والجنايات إن عرفها المفسر استطاع أن يخدم الدعوة الى الله تعالى بهذا العلم". ج- الآداب والاخلاق الكريمة الموجود فى القرآن خير معين للمفسؤ فى دعوته الى الله تعالى. س3-إشرح سبب تفاوت الناس فى فهم القرآن؟ إجابة السؤال الثالث: سبب تفاوت الناس فى فهم القرآن : أ-تفاوت الملكة العلمية بين الناس وتفاوت الفهم عن الله ،قال إبن القيم(والمقصود تفاوت الناس فى مراتب الفهم وأن منهم من يفهم من الايه حكما أو حكميا ومنهم من يفهم منها عشرة أحكام أوأكثر،ومنهم من يقتصر فى الفهم على مجرد اللفظ دون سياقه ). ب-الفتوحات الربانيه على بعض المفسرين،كما قال عكرمة(إنى لاخرج إلى السوق ،فأسمع الرجل ليتكلم بالكلمة فيفتح لى خمسون بابا من العلم). |
المجلس الثالث (فضل علم التفسير)
الحمد لله وكفى وسلام على نبيه الذي اصطفى .
إجابة المجموعة الأولى: ج1: حاجة الناس إلى معرفة ما بينه الله في القرآن من الهدى، والحذر مما حذرهم منه أشد من حاجتهم إلى الطعام والشراب والنفس؛ لأن انقطاع هذه الأمور أقصى ما يفضي إليه هو الموت الأمر المحتوم على كل أحد ، أما ضلاله عن هدى الله تعالى فيكون بسبب خسران آخرته التي هي حياته الحقيقية. فاستقامة حياة العباد حاصلة من طريق فهم الوحي؛ ولذلك سماه الله روحًا فقال:: {وكذلك أوحينا إليك روحًا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولـكن جعلناه نورًا نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ . صراط الله الذي له ما في السموات وما في الأرض ألا إلى الله تصير الأمور} فالعلم بالتفسير يحتاج إليه في التعامل مع الفتن، والمنكرات، وفي التبصر بأحوال المنافقين وطريق الحذر منه ،وأيضًا فإن حاجة الأمة إلى مجاهدة الكفار بالقرآن حاجة عظيمة لما يندفع بهذه المجاهدة عن الأمة كثير من الشرور العظيمة ، كذلك المرأة في محيطها قد تبصر ما لا يبصره كثير من الرجال، فتتعلم من هذا العلم ما يعينها عل تكشف زيف الباطل، ونصرة الحق. ج2: تظهر سعة علم التفسير في اشتماله على أصول العلوم النافعة، كأصول الاعتقاد، وأصول الأحكام، ومسائل العبادات والمعاملات وعلم المقاصد ،وأخبار الأمم السالفة، والمستحب من الآداب وخصال الخير، وغير ذلك مما لا حصر له ولذلك فإن من رُزق فهم القرءان فقد بلغه الله الهداية وتبارك الرحمن إذ قال: (إن هذا القرءان يهدي للتي هي أقوم) وإلى هذا أشار ابن القيم بقوله: فتدبر القرآن إن رمت الهدى.......فالعلم تحت تدبر القرءان. - ومن جهة أخرى فإن المفسر يحتاج إلى التمكن من علوم كثيرة متنوعة؛ ينفتح له بها من أبواب فهم القرآن ومعرفة معانيه ما يدله على سعة علم التفسير وشرفه وتعدد معارف أهله؛ كمعرفتة بأصول الفقه وقواعد الترجيح والناسخ والمنسوخ وأسباب النزول وغيرها من العلوم المتنوعة التي يجد أثرها في التفسير واستخراج المعاني الجليلة واللطيفة. والخلاصة : أن من أراد المعرفة الواسعة فعليه بعلم التفسير . ج3: لاشك أن لعلم التفسير الذي يكون به فهم مراد الله أثر في استقامة وصلاح القلب إذ أنه سيهتدي به إلى ما يعصمه من الزيغ والضلال، قال الله تعالى: {ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم} . ولذلك فإن فهم الكتاب وصلاح القلب أمران متلازمان فكلما عظم حظ العبد من فهم مراد الله تعالى، ظم حظه من الهداية والعصمة. لذا قال النبي صلى الله عليه وسلم « وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به كتاب الله. وأنتم تسألون عنى فما أنتم قائلون ». قالوا نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت. فقال بإصبعه السبابة يرفعها إلى السماء وينكتها إلى الناس « اللهم اشهد اللهم اشهد ». ثلاث مراتٍ)). رواه مسلم من حديث جابر رضي الله عنه. |
المجموعة الأولى :
س1: بيّن حاجة الأمّة إلى فهم كتاب الله تعالى. لا شكّ و لا ريب أنّ الأمّة في أمسّ الحاجة إلى فهم القرآن الكريم وبيان معانيه. ذلك أنّ السبيل الوحيد لمعرفة الطريق القويم و الصراط المستقيم هو الهدي الرباني الذي تضمنه كتاب الله العزيز. فقد قال جل في عُلاه: "قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ(15) يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ"(16) المائدة. وقال عزَّ قائلا حكيما: "وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ" (52) الرخرف. كيف لا نحتاج إلى فهم كلام ربنا و هو مصباحنا في ظلمات الفتن التي تحيط بهذه الأمّة من كل حدب و صوب، شهوات أطنب العباد فيها وشبهات عجز النّاس عن التصدّي لها و أعداء متربصون بهذه الأمة يرومون تنكيس رايتها .فكم من أقوام أضلتهم الفتن عن الهدى فحق عليهم العذاب. وكم من أقوام فسدت أعمالهم و معاملاتهم بسبب زيغهم عن الفهم السليم لكتاب الله العظيم. وكم من أقوام جهلوا أنّ بينهم منافقين وحولهم متربصين فكانت العاقبة وخيمة وفشلت مشاريعُ إصلاحية عظيمة. ولئن كان ما ذكرناه آنفا من الأهمية و الخطورة بمكان فإنّ خسارة العباد للآخرة بسبب عدم فهم القرآن أشد وأخطر "وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ". و بذلك نخلص إلى أنّه لا غنى لهذه الأمة عن فهم كتاب ربها بل لا بديل عنه ولا مناص منه إذا ما أردنا الرّيادة و رغبنا من الله الحسنى و الزيادة. س2: بيّن سعة علم التفسير. لئن تباينت العلوم و تعددت أنواعها فإن أعلاها منزلة و أعظمها قدرا و أوسعها نفعا هو علم التفسير. فمن عالج علم التفسير واشتغل به وجده جامعا للعلوم النافعة على اختلاف مشاربها. فإن سأل سائل عن علم العقيدة قلنا إن أصول العقيدة كلها في القرآن.وإن قال قائل دُلّوني كيف أدعو إلى الله قلنا أصول الدعوة على بصيرة في القرآن. وإن استفتانا الناس عن العبادات و المعاملات و المواريث قلنا إن أصول الفقه في القرآن. وإن أردنا أن نربّي أنفسنا وأن نتأسّى برسول الله قلنا كان خلقه القرآن. وأما إن تكلمنا عن مقاصد الشرع و كيف تُسَاسُ الرّعية قلنا المنهج هو القرآن. احتوى أسرار الطّب و علم الفلك و فنون البلاغة واللغة وفيه علم الأولين و الآخرين، لله درّه من بستان يانع ماتع. ويكفيك قوله تعالى في ختام سورة يوسف "مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ".(118) س3: بيّن أثر الاشتغال بعلم التفسير في صلاح القلب. إنّ أرقّ الناس أفــئـــــــدة و أصلحهم قلوبا هم أهل الاشتغال بالقرآن. ذلك أنهم لازموا كتاب الله تلاوةً و تدبّرا و عملا و تفسيرا فكانوا أكثر الناس انتفاعا بهداياته واستحقّوا أن يكونوا في معيّة الله سائر أوقاتهم. فإنّ علم التّفسير يفتح لطالبه أبوابا من العلم لا تنفتح لغيره، فقد قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله "قد فتح الله علي في هذه المرة من معاني القرآن ومن أصول العلم بأشياء كان كثير من العلماء يتمنونها وندمت على تضييع أكثر أوقاتي في غير معاني القرآن". فرغم سعة علمه رحمه الله و رغم تميُّزه في فنون العلم إلاّ أنّه خلُص إلى أنه لا شيء يعلو على الاشتغال بكتاب الله جلّ و عَلا. وكيف لا يصلح قلب من اشتغل بالتفسير و هو يعلم أنه وريث الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم في دعوته وأنه من المصطفين الذين اختارهم المولى سبحانه و تعالى لحمل أمانة التفسير و أدائها إلى العباد على أكمل الوجوه. هذا و الله تعالى أعلم. |
المجموعة الثانية:
س1: بيّن بإيجاز أوجه فضل علم التفسير. س2: كيف تستفيد من علم التفسير في الدعوة إلى الله تعالى. س3: اشرح سبب تفاوت الناس في فهم القرآن. ج1 : بيان أوجه فضل علم التفسير : فضائل علم التفسير كثيرة فهو من أشرف العلوم وأجلها وأعظمها بركةوأوسعها معرفة وقد شرف الله أهل التفسير ورفع مكانتهم وجعلهم مرجعا لعباده فى فهم كلامه وكفى بذلك شرفا وفضلا ومن اوجه فضل هذا العلم مايلى : 1_أن موضوع علم التفسير هو كلام الله عز وجل وشرف كل علم إنما يكون بشرف موضوعه ومايتناوله هذا العلم فكان فضل علم التفسير عظيما لتناوله كلام الله عز وجل وهو أشرف الكلام وأعظمه وأصدقه فالاشتغال بالتفسير اشتغال بأفضل الكلام وأحسنه. وقد روى أن فضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على خلقه 2_من أصل فضائل علم التفسير أنه معين على فهم كلام الله ومعرفة مراده ومن أوتى فهم القرآن فقد أوتى خيرا كثيرا وفى صحيح البخارى من حديث ابو جحيفة قال : قلت لعلى رضى الله عنه هل عندكم شىءمن الوحى إلامافى كتاب الله ؟ قال (لا والذى فلق الحبة وبرأالنسمة ماأعلمه إلا فهما يعطيه الله رجلا فى القرآن وما فى هذه الصحيفة. قلت :ومافى الصحيفة؟قال :العقل وفكاك الأسير وأن لا يقتل مسلم بكافر ) 3_أن الله فضل العلم وشرف أهله ورفع درجتهم والعلم بالقرآن هو أفضل العلوم فمن ابتغى العلم من أفضل أبوابه وأحسنها فعليه بتدبر القرآن وفهم معانيه فهو جامع لأنواع العلوم النافعة 4_ أنه يدل صاحبه على مايعتصم به من الضلالة لأن الله بين فى كتابه كيف يكون الاعتصام به ؛والاعتصام بكتاب الله لايكون إلا بفهم ماأنزل الله فيه ،واتباع مافيه من الهدى ؛فالمفسر أعلم الناس بما يكون الاعتصام بالله قال تعالى(ومن يعتصم بالله فقد هدى إلى صراط مستقيم) ومماقاله النبى صلى الله عليه وسلم (تركت فيكم ما إن تمسكتم به فلن تضلوا: كتاب الله وسنتى ) 5_ أن المفسر وارث للنبى صلى الله عليه وسلم فى أعظم إرثه،وهو القرآن الكريم، ومن أحسن تحمل أمانة التفسير وأحسن أداءها كان من أخص ورثة النبى صلى الله عليه وسلم، لقوله صلى الله عليه وسلم (بلغوا عنى ولو آيه ). 6_أن المفسر مصاحب للقرآن كثير الاشتغال به وبمافيه من المعانى والهدايات، يقضى وقته بين تلاوة ودراسة وتدبر ،وهذا من أجل أنواه أنواع المصاحبة. 7_أنه يدخل صاحبه فى زمرة خير هذه الأمة. قال صلى الله عليه وسلم (خيركم من تعلم القرآن وعلمه ). ومن تأمل هذه الأوجه حق التأمل أيقن بفضل هذا العلم ،وأن الاشتغال به اشتغال بخير العلوم وأجلها. ج2: الاستفادة من علم التفسير فى الدعوة إلى الله : الدعوة بالتفسير وبيان معانى القرآن دعوة حسنه مباركة لتعلقها بكلام الله ، (وقد روى أن على رضى الله عنه استخلف عبدالله بن عباس على الموسم ،فخطب الناس ،فقرأفى خطبته سورة البقرة ،وفى روايةسورة النور ،ففسرها تفسيرا لو سمعته الروم والترك والديلم لأسلموا )ذكره ابن كثير فى تفسيره. والأصل فى الدعوة إلى الله تعالى أن تعتمد على ماجاء فى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ،ولابد للداعية إلى الله أن يفهم عن الله مماجاء فى القرآن الكريم من اوامر ونواهى وغيرها ليستطيع أن يبلغ عن ربه ويدعو إلى الله على علم وبصيرة قال تعالى (قل هذى سبيلى أدعوا إلى الله على بصيرة انا ومن اتبعنى) . وفى كتاب الله مايعين الداعية فى دعوته إلى الله لأن فيه مايبين له كيف يدعوا إلى الله ،وكيف يجادل المجادلين ويرد على المنكرين قال تعالى (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هي أحسن ) ومجالات الدعوة بالتفسير كثيرة ومتنوعة ، فيجب على الداعية معرفة ماتحتاج إليه الأمه ويجتهد أن يؤهل نفسه جيدا لسد حاجة الأمة فى مجال من هذه المجالات. ولاغنى للداعية فى دعوته عن تفسير القرآن وبيان معانيه ودعوتهم بالقرآن وتذكيرهم به وإنذارهم بمافيه الوعيد وتبشيرهم بما يتضمنه من البشائر ،وإرشادهم إلى مابينه الله فى كتابه من الهدى الذى يفرقون به بين الحق والباطل ،ويخرجهم من الظلمات إلى النور قال تعالى كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم ). وفى فهم القرآن الكريم واتباع ماجاء به من الهدى مايعصمهم من الضلال والفتن ،قال تعالى : (فمن اتبع هداى فلا يضل ولا يشقى ). وحاجة الناس إلى معرفة مابينه الله فى القرآن من الهدى ،والحذر مماحذرهم منه أشد من حاجتهم إلى الطعام والشراب والنفس ؛لأن انقطاع هذه الأمور أقصى ما يصيب الإنسان بسببها أن يموت والموت أمر محتم على كل نفس ،وأما ضلاله عن هدى الله فيؤدى إلى خسران آخرته التى هى حياته الحقيقة، قال تعالى: (وإن الدار الأخرة لهى الحيوان لو كانوا يعلمون ). والقرآن الكريم يبين للداعية مجالات يستخدمها فى الدعوة عن طريق بيان ماتحتاج إليه الأمة فى كثير من أحوالها منها ماتحتاجه فى معاملاتها مع الأعداء على اختلاف انواعهم ، ومعرفة صفات المنافقين وحيلهم وعلاماتهم ،وغيرها من الامور التى تحتاجها الأمة وفى المحيط النسائى قد تبصر المرأه مالايبصره غيرها من الرجال أولايعرفون قدره من أنواع المنكرات والفتن التى افتتن بها كثير من النساء فتتعلم طالبة العلم كيف تدعو بالقرآن فى محيطها النسائى ،وتعظ من فى إيمانها ضعف وفى قلبها مرض. ج3: يتفاوت الناس فى فهم القرآن تفاوتا كبيرا ،ففهم القرآن معين لاينضب، والمقصود منه كما قال ابن القيم رحمه الله تعالى -تفاوت الناس فى مراتب الفهم فى النصوص ،وأن منهم من يفهم من الآية حكما أوحكمين ،ومنهم من يفهم منها عشرة أحكام او أكثر من ذلك. -منهم من يقتصر فى الفهم على مجرد اللفظ دون سياقه ودون إيمائه وإشارته وتنبيهه واعتباره ،وأخص من ذلك ضم النص إلى آخر متعلق به فيفهم من اقترانه به قدرا زائدا على ذلك اللفظ بمفرده . ومن أسباب ذلك : 1_اختلاف علم الناس بالتفسير ، وسبيل فهم القرآن معرفة تفسيره. 2_ فهم القرآن الكريم الذى هو ملكةومنحه يهبها الله لمن شاء من عباده،وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء ،ومن الأسباب التى تجعل العبد مستحق لهذه النعمة تقوى الله وخشيته فى السر والعلن قال تعالى (واتقوا الله ويعلمكم الله ) فيفتح الله على العبد فتوحات فى فهم كلامه ومراده قد لاتكون لغيره ،كماروى عن عكرمه مولى ابن عباس :(إنى لأخرج إلى السوق،فأسمع الرجل يتكلم بالكلمة فينفتح لى خمسون بابا من العلم) وقد قال ابن تيمية رحمه الله لما سجن فى سجن القلعة (قد فتح الله على هذه المرة من معانى القرآن ومن أصول العلم بأشياء كان كثير من العلماء يتمنونها ) وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء . |
أجوبة المجلس الثالت(فضل علم التفسير)
المجموعه الثانيه:-
_________ 1- *معين على فهم معانى كتاب الله والمراد منها،ومن أوتى فهمه فقد أوتى خيراً كثيراً. *يفتح لطالب العلم آفاق وأبواب أخرى من العلوم قد يغفل عنها غيره. *تعود بركته على نفسه وأهله وماله. *جامع لأصول العلوم النافعه التى تنفع العبد فى دينه ودنياه،وتهديه لكيفية التخلص من مكائد الشيطان وفتن الدنيا ومواجهة الأعداء."ومن يعتصم بالله فقد هُدى إلى صراط مستقيم" *يدخل فى زمرة خير هذه الأمه"خيركم من تعلم القرءان وعلمه" *لو أحسن تحمل هذا العلم وأداؤه كان خير وارث للنبى واستحق معيته. 2- "الر.كتاب أنزلنه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد" الدعوة إلى الله من أجل وأعظم الإنشغالات التى يقضى العبد عمره فيها"قل هذه سبيلى أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعنى"ومن خلال دراسة علم التفسير يستطيع طالب العلم أن يتعلم الهدى ويبينه للناس ليعرفواكيف يعيشوا دنياهم ،ويتخلصوا من كيد الشيطان وكيد أعداء الأمة ،وليعلموا صفات المنافقين وعلاماتهم ليحذروا غدرهم ويتقوا خبائثهم . ,وليتعرفوا على فتن الدنيا ويحتموا منها بهدى القرءان ويتعظوا بمحن الأمم السابقه.ولتتعلم المرآة كيف تدعو مجتمع النساء وتوصل إليهم ما يلزمهم من الهدى الربانى لينصلح به حال الأسرة المسلمة. 3- من الناس من يفهم من النص القرءانى الواحد حكماً واحداً أو حكمين ومنهم من يفهم عشرة أحكام. ومنهم من يقتصر على فهم معنى اللفظ فقط. ومنهم من يفتح الله عليه فعندما يقرن نص بآخر يزيد فهمه .كما فهم ابن عباس من قوله"وحمله وفصاله ثلاثون شهراً"مع "والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين" بأن المرآة قد تلد لستة أشهر. وكما فهم أبو بكر من آية الفرائض بأول النساء وآية الكلالة بآخرها,بأن الكلالة من لاولد له ولا والد. |
إجابات المجموعة الأولى - مجلس مذاكرة محاضرة "فضل علم التفسير"
إجابات أسئلة المجموعة الأولى س1: بيّن حاجة الأمّة إلى فهم كتاب الله تعالى.أمة الإسلام في حاجة ماسة لمن يُبين لها معاني كلام ربها ليصلها بمراد الله منها ويوضح لها ما ينبغي عليها فعله لمواجهة القضايا الكبرى .. مثل : 1. كيفية معاملة أعدائها والتصدي لمكائدهم 2. معرفة صفات المنافقين وكيفية جهادهم ودفع مكرهم 3. دفع الفتن والشبهات ، وتبيين الحق من الباطل 4.معرفة طرق الضلال ، وخطوات الشيطان وجنوده .. وطرق الهدى وكيفية الدعوة إليه (على بصيرة) 5.سد حاجة الأمة في مختلف الميادين لبيان أحكام الله وأوامره والدعوة إلى دينه لإخراج الناس من ظلمات الجهل والهوى إلى نور الهدى والتقى س2: بيّن سعة علم التفسير. علم التفسير متعلق بأشرف الكلام وأعظمه (كلام الله) ، وقد قال الله عن كلامه : "قل لو كان البحر مداداً لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مدداً" [الكهف : 109] فذلك مما يدل على سعة كلام الله واشتماله على علم الأولين والآخرين ، بل وعلم ما لم يُحط به عباده علماً ! لذلك كان علم التفسير فيه من السعة وكثرة العلوم ما لم يشتمل عليه علمٌ سواه .. وقد قال ابن عباس : فتدبر القرآن إن رُمت الهدى .. فالعلم تحت تدبر القرآن س3: بيّن أثر الاشتغال بعلم التفسير في صلاح القلب. ومن بعض العلوم التي اشتمل عليها العلم بكتاب الله وتفسيره : 1. قصص الأولين وما تضمنته من عبر وحكم للآخرين 2. ما اختلف فيه بني اسرائيل ، ومن أوتي العلم من بعدهم "إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ" [النمل : 76] 3. علم الدعوة إلى الله على بصيرة "لْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي" [يوسف : 108] كثرة الانشغال بمعني القرآن والتفكر في رسالاته وتدبر مآلاته في النفس والحياة له بالغ لاأثر على صلاح القلب وانشراحه وذلك بسبب : 1. أن القرآن روح ، وهو الحياة الحقيقية للقلب .. فقد قال تعالى : "وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا ۚ مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَٰكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا ۚ وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ " [الشورى : 52] 2. من تدبر معاني القرآن عرف طرق الضلال فاجتنبها ، وطرق الهدى فتحراها .. فكان على بصيرة في طريقه إلى الله 3. الاعتصام بكتاب الله وفهم مراده يحمي القلب من الضلال والتيه ويدفع عن الشبهات ويحفظه من الشهوات ، فيبقى القلب خالصاً لكلام الله ورسالاته |
مجلس مذاكرة فضائل علم التفسير
المجموعة الاولى :
اجابة السؤال الاول : حاجة الأمة الى فهم كتاب الله :فهم القرآن معين لا ينضب اذ يستخرج به من العلم الشي الكثير المبارك لكن الناس يتفاوتون في فهمه تفاوتا ً كبيرا ً ومن أوتي فهم القرآن فقد أوتي خيرا ً كثيرا ً . فالأمة محتجون الى من يذكرهم ومن ينذرهم بما جاء من الوعيد في القرآن وإلى من يرشدهم إلى مافيه من الهدى حتى يفرقوا بين الحق والباطل . فإن سبب ضلال الطوائف وكذلك افتتان بعض الناس هو عدم فهم القرآن . اجابة السؤال الثاني : سعة علم التفسير فإن المفسر يحتاج الى علوم كثيرة متنوعة بينفتح له بها من أبواب فهم القرآن ومعرفة معانيه فيحتاج الى معرفة معاني المفردات والأساليب والإعراب والصرف ومعرفة أصول الفقه وقواعد الترجيح والناسخ والمنسوخ وأسباب النزول وأمثال القرآن والمبهمات وغيرها . اجابة السؤال الثالث : أثر المشتغل بعلم التفسير في صلاح قلبه وذلك بما يشعر به في قلبه بسبب مصاحبته للقرآن تلاوة وتدبرا ً ودراسة ً بتفكره وتدبره في آياته ينصلح قلبه . |
المجموعة الأولى:
س1: بيّن حاجة الأمّة إلى فهم كتاب الله تعالى. س2: بيّن سعة علم التفسير. س3: بيّن أثر الاشتغال بعلم في التفسير في صلاح القلب. س1: بيّن حاجة الأمّة إلى فهم كتاب الله تعالى. حاجة الامة لفهم كتاب الله كبيرة وعظيمة ولهذه الحاجة أنواع نذكر منها مايلي: 1- معرفة التعامل مع الأعداء؛ والمعرفة بكيفية التعامل مع أعداء الأمة الإسلامية يجنب المسلمين الكثير من الانزلاقات التي قد تحل بهم إذا أُغفلوا عن الحكمة والاهتداء في التعامل مع الأعداء، 2- بيان صفات المنافقين والاهتداء في كيفية التعامل معهم، قال سبحانه : "هم العدو فاحذرهم" والمتدبر لكلام الله، العارف بمعانيه، يكون عارفًا بخصالهم؛ وهذا يجعله حذر وفطِن ولايُخدع بأساليبهم وحيلهم 3- إذا كثرت الفتن في المجتمع؛ فإن المتأمل والمتدبر لكتاب الله يُبين لمن حوله خطر هذه الفتن وطرق العصمة منها، لأن المعتصم بكتاب الله فإنه سبحانه يهديه ويبين له الطريق المستقيم، قال سبحانه: "قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام وخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم". س2: بيّن سعة علم التفسير. علم التفسير من أعظم العلوم وأوسعها معرفة وأجمعها؛ فعلم التفسير يجمع علم الأولين والآخرين, كيف لا؟ وهو كلام الرب جل في علاه. والعلوم التي يشملها علم التفسير، هي: -علم العقيدة الصحيحة، والعلم بأسماء الله وصفاته وأفعاله. -علم القراءات, وعلم الناسخ والمنسوخ، والعلم بأسباب النزول. - أخبار الأمم السابقة. -علوم اللغة، علم النحو والصرف، علم البلاغة، الاشتقاق، الأساليب، معاني الحروف ... وغيرها. -علم الأحكام الفقهية، وفقه المعاملات، وعلم المواريث. -علم السلوك، وتزكية النفس والأخلاق والآداب. س3: بيّن أثر الاشتغال بعلم في التفسير في صلاح القلب. من أعظم الانشغال هو الانشغال بكلام الله وتفسيره، ، وكما هو معلوم شرف كلام الله عزوجل، فالعلم بشرف المعلوم، وله الأثر البالغ الظاهر على صلاح قلب صاحبه -إن أخلص نيته لله- فالقرآن مشتمل على شتى العلوم ومنها علم السلوك والآداب وتربية النفس، ونرى حال كثير من السلف يسمعون الكلمة في مجالسهم وأسواقهم فيفتح الله لهم بها أبواب من العلم ، والمنشغل بكتاب الله وتفسيره -إن أخلص النية- قد نال شرف المصاحبة للقرآن العظيم، ولهذا كان صلاح القلب هبة من الله وفضل، يهبها لمن يشاء. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. |
بسم الله الرحمن الرحيم
إجابة أسئلة المجموعة الثانية: س1: بيّن بإيجاز أوجه فضل علم التفسير. فضائل علم التفسير عظيمة جليلة، فمنها: 1- أن به يستعين الإنسان على فهم كلام الله عزوجل ومعرفة مراده، وفي صحيح البخاري وغيره من حديث أبي جحيفة السوائي قال: قلت لعلي رضي الله عنه: هل عندكم شيء من الوحي إلا ما في كتاب الله؟ قال: " لا والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما أعلمه إلا فهمًا يعطيه الله رجلًا في القرآن وما في هذه الصحيفة. قلت: وما في الصحيفة؟ قال: العقل وفكاك الأسير وأن لا يقتل مسلم بكافرٍ ". 2- الاشتغال بالتفسير اشتغال بأفضل الكلام وأعظمه بركة، وهو كلام الله تعالى، وكلما استزاد العبد منه كلما وجد البركة في نفسه وأهله وماله؛ قال تعالى: "كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب". 3- أن الله فضل العلم وشرفه وشرف أهله ورفع درجتهم، والعلم بالقرآن هو أفضل العلوم، وقد فصل الله في القرآن كل شيء؛ فمن ابتغى العلم من أفضل أبوابه فعليه بتدبر القرآن وفهمه ومعرفة معانيه؛ يقول الإمام ابن القيم رحمه الله: فتدبر القرآن إن رمت الهدى..فالعلم تحت تدبر القرآن. والقرآن جامع لأنواع العلوم النافعة؛ كأصول الإيمان والعقيدة السليمة، وأصول الأحكام الفقهية، والأخلاق والمواعظ، وأخبار الأمم السابقة، وعلم الدعوة إلى الله، وعلم المقاصد الشرعية والسياسية، وكيف ينتصر الإنسان على أعدائه وينجو من الفتن بأنواعها. كما أن علم التفسير من أوسع العلوم؛ فمن أحسن العناية به اكتسب المعرفة الواسعة بعلوم كثيرة؛ كعلوم اللغة وأصول الفقه، وغيرها. 4-ومن فضائل علم التفسير أنه يدل صاحبه على ما يعتصم به من الضلالة وقد قال الله تعالى: {ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم}. فالاعتصام بكتاب الله لا يكون إلا بفهم ما أنزل الله فيه، واتباع ما فيه من الهدى، وسبيل ذلك معرفة تفسيره؛ وكلما كان المؤمن أكثر نصيباً من فهم مراد الله تعالى واتباعاً لما بينه الله من الهدى كان أعظم حظاً من الهداية والعصمة من الضلالة. 5- المفسر وارث للنبي صلى الله عليه وسلم في أعظم إرثه، وهو القرآن الكريم، ومن أحسن تحمل أمانة التفسير وأحسن أداءها كان من أخص ورثة النبي صلى الله عليه وسلم، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: " بلغوا عني ولو آية "، وقال الله تعالى: "وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم". 6-المفسر الحق كثير الاشتغال بتلاوة القرآن والتفكر فيه وتدبر معانيه واستخراج كنوزه وفوائده حتى يعلم بذلك علماً كثيراً مباركاً، وهذا من أجل أنواع مصاحبة القرآن؛ قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في آخر حياته لما سجن في سجن القلعة: « قد فتح الله علي في هذه المرة من معاني القرآن ومن أصول العلم بأشياء كان كثير من العلماء يتمنونها وندمت على تضييع أكثر أوقاتي في غير معاني القرآن »ا.هـ. وذلك لما رآه مما فتح الله عليه به من معاني القرآن. 7-ومن فضائل التفسير أنه يدخل صاحبه في زمرة خير هذه الأمة ، كما في صحيح البخاري من حديث سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن السلمي عن عثمان بن عفان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: « خيركم من تعلم القرآن وعلمه ». س2: كيف تستفيد من علم التفسير في الدعوة إلى الله تعالى. 1- أعلم أن حاجة الناس إلى معرفة ما بينه الله في القرآن من الهدى، والحذر مما حذرهم منه حاجة ماسة ضرورية؛ بل هي أشد من حاجتهم إلى الطعام والشراب والنفس؛ لأن انقطاع هذه الأمور أقصى ما يصيب الإنسان بسببها أن يموت، والموت أمر محتم على كل نفس. وأما ضلاله عن هدى الله تعالى فيكون بسبب خسران آخرته التي هي حياته الحقيقية كما قال الله تعالى: {وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون}. 2- أتعرف على أنواع هذه الحاجات وأحدد أمرا منها؛ لأقوم بالدعوة إلى الله بالإسهام في سد هذه الحاجة بما ييسره الله لي؛ فأتعلم الهدى في هذا الأمر، وأتعلم كيف أبينه للناس. 3- ثم أدعو إلى الله على بصيرة بما تعلمت من معاني القرآن، ومن يفعل هذا يكون من خاصة أتباع النبي صلى الله عليه وسلم كما قال الله تعالى: {قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني}. ولو لم يحصل للداعية إلا واو المعية هذه مع النبي صلى الله عليه وسلم لكفى بها شرفاً. فمن عاش حياته بهذه المعية في الدنيا وهي معية بالمحبة والاتباع والدعوة إلى ما كان يدعو إليه النبي صلى الله عليه وسلم؛ فإنه يكون في معية النبي صلى الله عليه وسلم في الدار الآخرة. أسأل الله أن نكون منهم. س3: اشرح سبب تفاوت الناس في فهم القرآن. فهم القرآن معين لا ينضب، إذ يستخرج به من العلم شيء كثير مبارك، والناس يتفاوتون في فهم القرآن تفاوتاً كبيراً. قال ابن القيم: « والمقصود تفاوت الناس في مراتب الفهم في النصوص وأن منهم من يفهم من الآية حكما أو حكمين ومنهم من يفهم منها عشرة أحكام أو أكثر من ذلك ومنهم من يقتصر في الفهم على مجرد اللفظ دون سياقه ودون إيمائه وإشارته وتنبيهه واعتباره وأخص من هذا وألطف ضمه إلى نص آخر متعلق به فيفهم من اقترانه به قدرا زائدا على ذلك اللفظ بمفرده وهذا باب عجيب من فهم القرآن لا يتنبه له إلا النادر من أهل العلم فإن الذهن قد لا يشعر بارتباط هذا بهذا وتعلقه به وهذا كما فهم ابن عباس من قوله وحمله وفصاله ثلاثون شهرا مع قوله والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين أن المرأة قد تلد لستة أشعر وكما فهم الصديق من آية الفرائض في أول السورة وآخرها أن الكلالة من لا ولد دله ولا والد » انتهى كلامه رحمه الله، ولا أجد كلاما أزيد عليه في شرح هذا الأمر، والله الموفق. |
إجابة السؤال الأول :
1) الأمة في حاجة عظيمة إلى فهم معاني القرآن وتفسيره ودعوتهم به وإنذارهم بما فيه من الوعيد وتبشيرهم بما تضمنه من البشائر لمن اتبع هداه واهتدى بهديه . وإخراجهم به بأمر الله من الظلمات إلى النور ومن الضلال إلى الحق , قال تعالى : ( الر * كتابٌ أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد ) . 2) كم من فتنة وقعت فيها طوائف من الامة والسبب جهلهم بمعاني القرآن وعدم الاقتداء بهديه ، وقد وعد الله من التزم بهديه بالعصمة من مثل هذه الفتن , قال تعالى : ( فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ) , ( فليحذر الذين يخالفون عن امره أن تصيبهم فتنةً أو يصيبهم عذابٌ أليم ) . 3) حاجة الناس إلى معرفة معاني القرآن والحذر مما حذر منه أشد من حاجتهم للطعام والشراب , ذلك أن غاية ما يصيب الإنسان من فقدان هذه الأمور هو الموت وهذه نهاية محتمة على كل إنسان مهما طال به الأجل إما يزول عن الدنيا وإما أن تزول عنه, أما الخسران الحقيقي هو الضلال عن هدي كتاب الله ففوز الإنسان وخسارته فالآخرة تكون بقدر اتباعه لهذا الكتاب والإعراض عنه . قال تعالى : ( وما أوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا وزينتها وما عتد الله خيرٌ وأبقى أفلا تعقلون ) خيرُ في النعيم وأبقى في الدوام . 4) تحتاج الامة إلى فهم معاني القرآن والاهتداء بهديه في معاملة أعداءها والحذر منهم , ومعرفة طبائعهم ومكائدهم . ومجاهدتهم باتباع هدي كتاب الله والاعتصام به الذي هو من أفضل أنواع الجهاد , فلو التزمت الامة بذلك لنجت من كثير من الفتن والكروب التي وقعت فيها اليوم . قال تعالى : ( فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهاداً كبيرا ). 5) تحتاج الأمة إلى تدبر آيات القرآن خاصة تلك التي تتحدث عن المنافقين وصفاتهم وطريقة التعامل مع شرورهم وخططهم ضد الاسلام , ذلك أن خطرهم أشد من خطر الكفار لأنهم يعيشون بين المسلمين ويظهرون الولاء لهم فيما يبطنون الحقد والعداء ، ويزينون لهم زخرف القول الباطل بوجه الحريص على مصلحتهم . 6) قد يكون طالب العلم يعيش في مجتمع تنتشر فيه فتنة معينة أو منكراً ما أو بينهم طائفة تنتحل إحدى الملل الباطلة فيتعلم من كتاب الله ومعانيه ما يعالج به هذا المنكر ويدعوا به قومه ويعيدهم إلى جادة الحق والصواب بإذن الله . إجابة السؤال الثاني : سعة علم التفسير مرتبطة بسعة علوم القرآن وتنوعها وعلوم القرآن لا حصر لها كيف وهو كلام الله الذي له الكمال في العلم , قال تعالى : ( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ). من العلوم التي تضمنه علم القرآن : 1) أصول الإيمان والاعتقاد الصحيح والتعريف بالله وبأسمائه وصفاته وأفعاله وسننه الكونية والشرعية . 2)كل ما يحتاجه العبد في شؤون حياته من لوازم الصراط المستقيم وما يدفع به كيد الشيطان ووساوسه وما يتغلب به على نفسه الامارة بالسوء وما يعينه على مجاهدتها . 3)علم الدعوة وأنواعها وصفات الدعاة الناجحين وأساليبهم وكشف شبهات المضلين ودحض شبههم . 4) وتضمن أيضاً علم المقاصد الشرعية والسياسة الشرعية وكيف ترعى الرعية وتربتيها على القرآن 5) أصول الأحكام الفقهية في العبادات والمعاملات والمواريث والأحكام والجنايات . 6)الآداب والأخلاق . 7) قصص الأمم الضالة ونهاية إعراضهم عن الحق وتكبرهم وأنواع عقوباتهم والتحذير من نهج نهجهم وأخذ العظة والعبرة منها . |
المجموعة الأولى
إجابة السؤال الأول : 1) الأمة في حاجة عظيمة إلى فهم معاني القرآن وتفسيره ودعوتهم به وإنذارهم بما فيه من الوعيد وتبشيرهم بما تضمنه من البشائر لمن اتبع هداه واهتدى بهديه . وإخراجهم به بأمر الله من الظلمات إلى النور ومن الضلال إلى الحق , قال تعالى : ( الر * كتابٌ أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد ) . 2) كم من فتنة وقعت فيها طوائف من الامة والسبب جهلهم بمعاني القرآن وعدم الاقتداء بهديه ، وقد وعد الله من التزم بهديه بالعصمة من مثل هذه الفتن , قال تعالى : ( فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ) , ( فليحذر الذين يخالفون عن امره أن تصيبهم فتنةً أو يصيبهم عذابٌ أليم ) . 3) حاجة الناس إلى معرفة معاني القرآن والحذر مما حذر منه أشد من حاجتهم للطعام والشراب , ذلك أن غاية ما يصيب الإنسان من فقدان هذه الأمور هو الموت وهذه نهاية محتمة على كل إنسان مهما طال به الأجل إما يزول عن الدنيا وإما أن تزول عنه, أما الخسران الحقيقي هو الضلال عن هدي كتاب الله ففوز الإنسان وخسارته فالآخرة تكون بقدر اتباعه لهذا الكتاب والإعراض عنه . قال تعالى : ( وما أوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا وزينتها وما عتد الله خيرٌ وأبقى أفلا تعقلون ) خيرُ في النعيم وأبقى في الدوام . 4) تحتاج الامة إلى فهم معاني القرآن والاهتداء بهديه في معاملة أعداءها والحذر منهم , ومعرفة طبائعهم ومكائدهم . ومجاهدتهم باتباع هدي كتاب الله والاعتصام به الذي هو من أفضل أنواع الجهاد , فلو التزمت الامة بذلك لنجت من كثير من الفتن والكروب التي وقعت فيها اليوم . قال تعالى : ( فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهاداً كبيرا ). 5) تحتاج الأمة إلى تدبر آيات القرآن خاصة تلك التي تتحدث عن المنافقين وصفاتهم وطريقة التعامل مع شرورهم وخططهم ضد الاسلام , ذلك أن خطرهم أشد من خطر الكفار لأنهم يعيشون بين المسلمين ويظهرون الولاء لهم فيما يبطنون الحقد والعداء ، ويزينون لهم زخرف القول الباطل بوجه الحريص على مصلحتهم . 6) قد يكون طالب العلم يعيش في مجتمع تنتشر فيه فتنة معينة أو منكراً ما أو بينهم طائفة تنتحل إحدى الملل الباطلة فيتعلم من كتاب الله ومعانيه ما يعالج به هذا المنكر ويدعوا به قومه ويعيدهم إلى جادة الحق والصواب بإذن الله . إجابة السؤال الثاني : سعة علم التفسير مرتبطة بسعة علوم القرآن وتنوعها وعلوم القرآن لا حصر لها كيف وهو كلام الله الذي له الكمال في العلم , قال تعالى : ( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ). من العلوم التي تضمنه علم القرآن : 1) أصول الإيمان والاعتقاد الصحيح والتعريف بالله وبأسمائه وصفاته وأفعاله وسننه الكونية والشرعية . 2)كل ما يحتاجه العبد في شؤون حياته من لوازم الصراط المستقيم وما يدفع به كيد الشيطان ووساوسه وما يتغلب به على نفسه الامارة بالسوء وما يعينه على مجاهدتها . 3)علم الدعوة وأنواعها وصفات الدعاة الناجحين وأساليبهم وكشف شبهات المضلين ودحض شبههم . 4) وتضمن أيضاً علم المقاصد الشرعية والسياسة الشرعية وكيف ترعى الرعية وتربتيها على القرآن 5) أصول الأحكام الفقهية في العبادات والمعاملات والمواريث والأحكام والجنايات . 6)الآداب والأخلاق . 7) قصص الأمم الضالة ونهاية إعراضهم عن الحق وتكبرهم وأنواع عقوباتهم والتحذير من نهج نهجهم وأخذ العظة والعبرة منها . 8) فضائح بني إسرائيل وانحرافاتهم , قال تعالى : ( إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون ) .علماً نميز به صحيح أقوالهم وزورها . إجابة السؤال الثالث : 1) فهم القرآن والاشتغال بدراسة تفسيره يفتح لطالب العلم أبواباً مباركة نافعة من أبواب العلم لا يفتحها الله على غيره مثل ما فهم ابن عباس من قوله تعالى : ( وحمله وفصاله ثلاثون شهراً ) مع قوله تعالى : ( والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين ) أن المرأة قد تلد لستة أشهر . 2) فضل كلام الله على غيره من الكلام كفضل الله على خلقه , فالاشتغال بتفسيره يفتح على طالب العلم من الخيرات والبركات والرحمات ما يرى أثره على قلبه وعقله وحتى على بيته وأولاده . 3) ملازمة القرآن ومصاحبته وتعلم تفسيره يدل صاحبه على ما به الاعتصام من الضلال والفتن فالاعتصام بكتاب الله لا يكون إلا بفهم معنى كتاب الله وتفسيره , كان مما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع :( وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به , كتاب الله ). 4) المفسر الصالح حامل ورث النبوة يبشر بما بشر به النبي صلى الله عليه وسلم ويحذر مما حذر منه . 5) الاشتغال بتفسير كتاب الله وتعلم معانيه وتبليغ ذلك للناس يدخل المفسر مع زمرة خير أمة . ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه ) |
المجموعة الثالثة
س-1 بين أثر فهم القرآن الكريم في الإزدياد من العلم ؟ ج-1 الإشتغال بعلم التفسير سبب لازديادمن العلم وذالك أن المفسر بحاجة إلى كثير من العلوم التي تعينه على فهم القرآن الكريم كعلم النحو والصرف وأصول الفقه وقواعد الترجيح وعلم الناسخ والمنسوج وبديهي أن يتوصل المفسر في جمعه لهذه المعلومات إلى معرفة يتسع به فكره ويكتسب من خلاله ملكة يستعين بها بعد الله إلى الوصول إلى مراد الله في الآيات القرآنية فيجد في كل علم أثره في التفسير إذا ما أقبل على التفسير وأحسن العناية به فعندها سيزداد علما بسبب إشتغاله بعلم التفسير على هذا النحو بإذن الله تعالى . س-2 بين حاجة المعلم والداعية إلى العلم .؟ ج -2 الداعية ومثله المعلم اللذانيستحقان أن يوصفان بطلاب علم نظرا إلى أنّ العمل الذي يقومان به - التعليم والدعوة - متصلان إتصالا قويا بالعلم فهما أشد الناس حاجة إلى علم التفسير لأن الله بين أن الدعوة لا بد أن تكون على بصيرة من علم شرعي و عقلي وذالك في قوله تعالى (( قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني )) فبفهمهما للقرآن يتوصلان إلى معرفة طرق البيان و طرق التعليم والدعوة كما به يتوصلان إلى سبل التعامل مع أعداء الأمة على اختلاف أنواعهم ‘ ومعرفة صفات المنافقبن وعلاماتهم وحيلهم ‘كما يستعين به الداعية المسلمة في المحيط النسائي إلى معرفة طرق الإصلاحات المختلفة وعلاج المشاكل في المجتمع النسائي . س-3 ماهي فوائد معرفة فضل علم التفسير ؟ ج3- أن علم التفسير يعين على فهم القرآن وأن من وفقه الله لفهم مراده في كتابه فقد أوتي خيرا كثيرا . أن الناس في فهمهم للقرآن الكريم يتفاوتون تفاوتا عظيما . أن القرآن الكريم أعظم الكلام بركة وفضلا وأنّ من اشتغل بعلم التفسير وجد كل أنواع العلوم النافعة . من أراد الهداية والرّحمة والعلم فعليه بفهم القرآن الكريم . قال تعالى (( لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون)) أنّ القرآن معين على الإعتصام بحبل الله كما قال النبي صلى الله عليه وسلّم (( تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به كتاب الله ..)) والإعتصام بكتاب الله لايكون إلا بفهمه واتباع ما فيه . |
الساعة الآن 12:04 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir