دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم الحديث الشريف > مكتبة علوم الحديث الشريف > جامع متون الأحاديث > إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28 جمادى الأولى 1431هـ/11-05-2010م, 10:33 AM
علي بن عمر علي بن عمر غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 1,654
افتراضي كتاب الجهاد

كتاب الجهاد
1- باب فضل الجهاد
4265- قال أبو داود الطّيالسيّ: حدّثنا ابن أبي ذئبٍ، عن سعيدٍ المقبريّ، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه، قال: خطب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فذكر الجهاد فلم يفضّل عليه شيئًا إلاّ المكتوبة.
4265/2- رواه عبد بن حميدٍ: حدّثنا سليمان بن داود، عن ابن أبي ذئبٍ، عن سعيد بن أبي سعيدٍ المقبريّ، عن عبد الله بن أبي قتادة الأنصاريّ، عن أبيه، قال: خطب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فذكر الجهاد فلم يفضّل عليه شيئًا إلاّ المكتوبة، فقام رجلٌ، فقال: يا رسول الله، أرأيت إن قتلت في سبيل الله تعالى، أين أنا؟ فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إن قتلت في سبيل الله صابرًا محتسبًا مقبلاً غير مدبرٍ، فأنت في الجنّة، قال: ورأينا أنّه ينزّل عليه، فلمّا أدبر الرّجل دعاه، فقال: إلاّ أن يكون عليه دينٌ فإنّه مأخوذٌ بدينه كذلك زعم جبريلٌ عليه السّلام.
قلت: رواه مسلم في صحيحه، والترمذي والنسائي في سننهما من طريق سعيد بن أبي سعيد المقبري به دون قوله: إلا المكتوبة ولم يذكروا: ورأينا أنه ينزل عليه.
4266- قال أبو داود الطّيالسيّ: سليمان بن هارون، عن عبد الحميد بن بهرامٍ، حدّثنا شهر بن حوشبٍ، حدّثني عبد الرّحمن بن غنمٍ، عن معاذ بن جبلٍ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: والّذي نفسي بيده ما شحب وجهٌ، ولا أغبرت قدمٌ في عملٍ يبتغى به درجات الجنّة بعد الصّلاة المفروضة كجهادٍ في سبيل الله، ولا ثقل ميزان عبدٍ كدابّةٍ تنفق في سبيل الله، عزّ وجلّ، أو يحمل عليها في سبيل الله.
4266/2- رواه عبد بن حميدٍ: حدّثنا سليمان بن داود،... فذكره.
4266/3- ورواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا أبو النّضر، عن عبد الحميد بن بهرامٍ، حدّثنا شهرٌ.
4267- قال الطّيالسيّ: وحدّثنا حمّاد بن سلمة، عن هشام بن عمرٍو، عن رجلٍ، عن عمر، رضي الله عنه قال: كنت عند رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وعنده قبصٌ من النّاس، فأتاه رجلٌ فقال: يا رسول الله، أيّ النّاس خيرٌ منزلةً عند الله يوم القيامة بعد أنبيائه وأصفيائه؟ فقال: المجاهد في سبيل الله بنفسه وماله حتّى تأتيه دعوة الله وهو على متن فرسه، وآخذٌ بعنانه، قال: وامرؤٌ بناحيةٍ أحسن عبادة ربّه تعالى، وترك النّاس من شرّه، قال: يا رسول الله، وأيّ النّاس شرٌّ منزلةً عند الله يوم القيامة؟ فقال: المشرك قال: ثمّ من؟ قال: إمامٌ جائرٌ يجوز عن الحقّ قد مكّن الله له وخصّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أبواب الغيب، قال: سلوني، ولا تسألوني عن شيءٍ إلاّ أنبأتكم به، فقال عمر: رضينا بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبك نبيًّا، وحسبنا ما أتانا، قال: فسرّي عنه.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لجهالة بعض رواته.
قبضٌ: بكسر القاف وسكون الموحّدة وآخره صادٌ مهملةٌ: أي جماعةٌ.
4268- قال الطّيالسيّ: وحدّثنا أبو وكيعٍ، عن أبي إسحاق، عن البراء، رضي الله عنه، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان يقاتل العدوّ، فجاء رجلٌ مقنّعٌ في الحديدٍ فعرض عليه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الإسلام، فأسلم، فقال: أيّ عملٍ أفضل؟ كي نعمله، فقال: تقاتل قومًا جئت من عندهم، فقاتلهم حتّى قتل، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: عمل قليلاً وجزي كثيرًا.
قلت: إسنادٌ رجاله ثقاتٌ، وهو في الصّحيح بغير هذه السّياقة.
4269- وقال مسدّدٌ: حدّثنا هشيمٌ، عن منصور بن زاذان، عن الحسن في قوله تعالى: {ستدعون إلى قومٍ أولي بأسٍ شديدٍ} قال: فارسٌ والرّوم.
هذا إسنادٌ رواته ثقاتٌ.
4270- قال: وحدّثنا حفص بن سليمان، عن المعلى بن زياد، سمعت الحسن يقول: {يا أيّها النّبيّ جاهد الكفّار والمنافقين}، فجهاد الكفار باليد، وجهاد المنافقين باللسان.
هذا إسناد ضعيف، لضعف حفص بن سليمان.
4271- قال مسدّدٌ: حدّثنا يحيى، حدّثنا سفيان بن سعيد، حدّثني عبد اللّه بن السّائب، عن زاذان، قال عبد اللّه: القتل في سبيل اللّه يكفّر الذّنوب كلّها غير الأمانة، يؤتى بالشّهيد في سبيل اللّه فيقال: أدّ أمانتك، فيقول: من أين أؤدّيها فقد ذهبت الدّنيا؟ قال: فيقال: اذهبوا به إلى الهاوية، حتّى إذا انتهي به إلى قرار الهاوية، مثّلت له أمانته كهيئتها يوم ذهبت، فيحملها فيضعها على عاتقه، فيتصعد في النّار حتّى إذا رأى أنّه قد خرج منها فهوت، وهوى في إثرها أبد الإبدين، ثمّ قرأ عبد اللّه: {إنّ اللّه يأمركم أن تؤدّوا الأمانات إلى أهلها}.
4272- قال مسدّدٌ: وحدّثنا عبد الله بن داود، عن الرّبيع، عن مجزأة بن زاهرٍ، أنّ عامر بن الأكوع بارز رجلاً فقتله، وجرح نفسه فمات فذكر ذلك للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال: له أجران.
4273- وقال محمّد بن يحيى بن أبي عمر: حدّثنا المقرئ، عن الإفريقيّ عبد الرّحمن بن زيد بن أنعمٍ، عن عبد الله بن يزيد، عن عبد الله بن عمرٍو، رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من صدع رأسه في سبيل الله فاحتسبه، غفر له ما كان قبل ذلك من ذنبٍ.
4273/2- رواه أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا عبد الرّحمن بن محمّد المحاربيّ، حدّثنا عبد الرّحمن بن زيّادٍ،... فذكره بلفظ من صدع رأسه في سبيل الله غفر له ما تقدّم من ذنبه.
4273/3- ورواه أحمد بن منيعٍ: حدّثنا قرّان بن تمّامٍ: حدّثنا عبد الرّحمن بن زيّادٍ،... فذكره.
4273/4- قال: وحدّثنا مروان بن معاوية، عن عبد الرّحمن بن زياد،... فذكره.
4273/5- ورواه عبد بن حميدٍ: حدّثنا جعفر بن عونٍ، حدّثنا الأفريقيّ،... فذكره.
قلت: مدار هذه الطّرق على الأفريقيّ وهو ضعيفٌ.
4274- قال محمّد بن يحيى بن أبي عمر: حدّثنا المقرئ، حدّثنا سعيدٌ، حدّثني محمّد بن عبد الرّحمن، عن يونس بن خبّابٍ، عن أبي هريرة: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: موقف ساعةٍ في سبيل الله أفضل من شهود ليلة القدر عند الحجر الأسود.
4274/2- رواه ابن حبّان في صحيحه من طريق مجاهدٍ، عن أبي هريرة، أنّه كان في الرّباط ففزعوا إلى السّاحل يومين لا بأس فانصرف النّاس وأبو هريرة واقفًا، فقال: ما يوقفك يا أبا هريرة؟ قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: موقف ساعةٍ في سبيل الله خيرٌ من قيام ليلة القدر عند الحجر الأسود.
4275- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا محمّد بن عبد الله الأسديّ، حدّثنا محمّد بن بشرٍ الأسلميّ، حدّثنا إياس بن سلمة بن الأكوع، قال: جرح عمّه يوم خيبر وقتل رجلاً، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لك أجران.
4276- قال أبو بكر بن أبي شيبة: وحدّثنا يزيد بن هارون، حدّثنا إسحاق بن محمّدٍ، عن محمّد بن إبراهيم، عن محمّد بن عبد الله بن عتيكٍ، عن أبيه: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: من خرج مجاهدًا في سبيل الله، ثمّ جمع أصابعه الثّلاث، ثمّ قال: وأين المجاهدون، فخرّ عن دابّته فمات فقد وقع أجره على الله، أو لسعته دابّةٌ فمات فقد وقع أجره على الله، أو مات حتف أنفه فقد وقع أجره على الله، ومن قتل قعصًا فقد استوجب المآب.
4276/2- رواه أحمد بن منيعٍ: حدّثنا يزيد بن هارون: أنبأنا محمّد بن إسحاق،... فذكره.
4276/3- ورواه أحمد بن حنبلٍ في مسنده: حدّثنا يزيد بن هارون: أنبأنا محمّد بن إسحاق، عن محمّد بن إبراهيم بن الحارث، عن محمّد بن عبد الله بن عتيكٍ، قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: من خرج من بيته مهاجرًا في سبيل الله، عزّ وجلّ، ثمّ قال: بأصابعه هؤلاء الثّلاث: الوسطى والسّبابة والإبهام فجمعهنّ، وقال: أين المجاهدون فجزعت دابّته فمات فقد وقع أجره على الله، أو لدغته دابّةٌ فمات فقد وقع أجره على الله، أو مات حتف أنفه فقد وقع أجره على الله، والله إنّها لكلمةٌ ما سمعتها من أحدٍ من العرب قبل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فمات فقد وقع أجره على الله ومن قتل قعصًا،... فذكره.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لتدليس محمّد بن إسحاق.
والحتف: بفتح الحاء المهملة وسكون المثنّاة من فوقٍ وآخره فاءٌ هو من مات من غير سببٍ خارجٍ كالحرق والغرق ونحوه.
والقعاص: داءٌ يأخذ الغنم فما تلبث أن تموت، ومنه الإقعاص في القتل، ومنه من قتل قعصًا.
4277- قال أبو بكر بن أبي شيبة: وحدّثنا محمّد بن فضيلٍ، عن يزيد بن أبي زيّادٍ، عن مجاهدٍ، قال: قال يزيد بن شجرة في أصحابه، فقال: إنّها أصبحت عليكم وأمست من بين أحمر وأخضر وأصفر، وفي البيوت ما فيها، فإذا لقيتم العدوّ غدًا فقدمًا قدمًا، فإنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: ما تقدّم رجلٌ من خطوةٍ، إلاّ تقدّم إليه الحور العين، فإن تأخّر استأخرت منه، وإن استشهد كانت أوّل نضحةٍ كفّارة خطاياه وتنزل إليه ثنتان من الحور العين فتنفضان عنه التّراب، وتقولان: مرحبًا، قد آن لك، ويقول: مرحبًا، قد آن لكما.
4277/2- رواه عبد بن حميدٍ: حدّثني ابن أبي شيبة،... فذكره.
4277/3- ورواه الطّبرانيّ من طريقين، أحدهما جيّدةٌ صحيحةٌ: عن مجاهدٍ، عن يزيد بن شجرة، وكان يزيد بن شجرة ممّن يصدق قوله فعله، فقال: يا أيّها النّاس، اذكروا نعمة الله عليكم، ما أحسن نعمة الله عليكم ترى من بين أخضر وأحمر وأصفر، وفي الرّحال ما فيها، يقول: إذا صفّ النّاس للصّلاة، وصفّوا للقتال، فتحت أبواب السّماء، وأبواب الجنّة، وأبواب النّار، وزيّن الحور العين واطّلعن، فإذا أقبل رجلٌ قلن: اللهمّ انصره، وإذا أدبر احتجبن منه، وقلن: اللهمّ اغفر له، أنهكوا وجوه القوم فدًى لكم أبي وأمّي، ولا يحزوا الحور العين، فإنّ أوّل قطرةٍ تنضح من دمه يكفّر عنه كلّ شيءٍ عمله، وينزل إليه زوجتان من الحور العين، يمسحان التّراب عن وجهه، ويقولان: قد آن لك، ويقول: قد آن لكما، ثمّ يكسى مائة حلّةً ليس من نسج بني آدم، لكن من نبت لو وضعن بين أصبعين لوسعن، وكان يقول: نبّئت أنّ السّيوف مفاتيح الجنّة الجنّة.
4277/4- ورواه البيهقيّ في كتاب البعث، إلاّ أنّه قال: أوّل قطرةٍ تقطر من دم أحدكم يحطّ الله عنه بها خطاياه كما يحطّ العصى من ورق الشّجر، وتنبدر اثنتان من الحور العين وتمسحان التّراب عن وجهه وتقولان: قد آن لك، ويقول: قد آن لكما، ويكسى مائة حلّةٍ، لو وضعن بين أصبعيّ هاتين لوسعتاهما، ليست من نسج بني آدم، ولكنّها من ثياب الجنّة، مكتوبون عند الله بأسمائكم وسماتكم،... الحديث.
ورواه البزّار والطّبرانيّ أيضًا من طريق يزيد بن شجرة مرفوعًا مختصرًا، ومن طريقٍ آخر موقوفًا، والصّحيح الموقوف، مع أنّه قد يقال: إنّ مثل هذا لا يقال من قبل الرّأي، فسبيل الموقوف منه سبيل المرفوع والله أعلم.
ويزيد بن شجرة: بالشّين المعجمة والجيم المفتوحين، قيل: له صحبةٌ، ولا يثبت، والله أعلم.
قوله: أنهكوا وجوه القوم هو بكسر الهاء بعد النّون أي: أجهدوهم، والنّهيك: المبالغة في كلّ شيءٍ.
4278- وقال عبد بن حميدٍ: حدّثنا أبو نعيمٍ، حدّثنا عبد السّلام بن حربٍ، حدّثنا إسحاق بن أبي فروة، عن عثمان بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من قتل كان كفّارةً لكلّ ذنبٍ دون الشّرك.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ ؛ لضعف إسحاق.
4279- وقال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا داود بن المحبّر، حدّثنا عبّاد بن كثيرٍ، عن الجريريّ، عن أبي المتوكّل النّاجيّ، عن أبي سعيدٍ الخدريّ، رضي الله عنه، قال: حثّنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على الجهاد، فقال: إنّما مثل مجاهدي أمّتي كمثل جبريل وميكائيل، وهما رسائل الله تعالى وخزانه.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لضعف داود بن المحبّر.
واسم أبي المتوكّل: عليّ بن داود، واسم الجريريّ: سعد بن إياسٍ.
4280- قال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا داود بن المحبّر، حدّثنا عبّاد بن كثيرٍ، عن نافعٍ، عن ابن عمر.
4281- وعن رجلٍ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من كّبر تكبيرةً في سبيل الله كان له بها صخرةٌ في ميزانه يوم القيامة أثقل من السّماوات السّبع والأرضين السّبع وما فيهنّ، وما بينهما وما تحتهنّ، ومن قال في سبيل الله لا إله إلاّ اللّه والله أكبر ورفع بها صوته كتب الله له بها رضوانه الأكبر، ومن كتب الله له رضوانه جمع بينه وبين إبراهيم ومحمّدٍ في دار الجلال قيل: يا رسول الله، وما دار الجلال؟ قال: دار الله الّتي سمّى بها نفسه، فينظر إلى ذي الجلال والإكرام بكرةً ومساءً كما يرون الشّمس لا يشكّون في رؤيتها، وله من الكرامة والنّعيم كما قال الله: {للّذين أحسنوا الحسنى وزيادةٌ} قال: الّذين أحسنوا: الّذين قالوا: لا إله إلاّ اللّه، والحسنى الجنة والزيادة النّظر إلى وجه الله، عزّ وجلّ، وقد حرّم ذلك على قاتل النّفس المؤمنة، وعاقّ الوالدين، وهم منّي براءٌ، وأنا منهم بريءٌ.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ ؛ لضعف داود بن المحبّر.
4282- قال الحارث بن أبي أسامة: حدّثنا معاوية بن عمرٍو، حدّثنا أبو إسحاق، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر بن عبد الله، رضي الله عنهما، قالت: جاء رجلٌ إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقال: أيّ الإسلام أفضل؟ قال: من سلم المسلمون من لسانه ويده قال: وأيّ الجهاد أفضل؟ قال: من عقر جواده، وأهريق دمه في سبيل الله.
4282/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا هارون، حدّثنا سفيان، عن أبي الزّبير، عن جابرٍ يبلغّ به، قال: أفضل الجهاد من عقر جواده وأهريق دمه.
قلت له عند مسلمٍ: المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده.
وتقدم في كتاب الإيمان بلفظه.
4283- قال الحارث بن أبي أسامة: حدّثنا روح بن عبادة، حدّثنا حبيب بن شهابٍ العنبريّ سمعت أبي يقول: أتيت ابن عبّاسٍ، أنا وصاحبٌ لي، فلقينا أبا هريرة عند باب ابن عبّاسٍ، قال: من أنتما؟ فأخبراه، فقال: انطلقا إلى ناسٍ على تمرٍ وماءٍ، قال: قلنا: أكثر الله خيرك قلنا استأذن لنا على ابن عبّاسٍ، قال: فاستأذن لنا، فسمعنا ابن عبّاسٍ، يحدّث، عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال: خطب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يوم تبوك، فقال: ما في النّاس مثل رجلٍ أخذ بعنان فرسه، فيجاهد في سبيل الله، ويجتنب شرور النّاس، ومثل رجلٍ بادي في غنمه، يقري ضيفه، ويؤدّي حقّه، قال: فقالها؟ قال: قالها: قال: قلت: أقالها؟ قال: قالها فكبّرت وحمدت الله وشكرت.
قلت: رواه ابن حبّان في صحيحه، والنّسائيّ بغير هذا اللّفظ، والتّرمذيّ في الجامع، وقال: حسنٌ غريبٌ.
4284- قال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا أبو النضر، حدّثنا شعبة، عن الحكم،
عن عروة بن النّزّال، أو النّزّال بن عروة التّيميّ، أنّ معاذ بن جبلٍ، قال: يا نبيّ الله، أخبرني بعملٍ يدخلني الجنّة، قال: بخ لقد سألت عن عظيمٍ وإنّه ليسيرٌ على من يسّره الله عليه، تعبد الله، عزّ وجلّ، ولا تشرك به شيئًا، وتقيم الصّلاة، وتؤتي الزّكاة المفروضة، ألا أدلّك على رأس الأمر وعموده، وذروة سنامه؟ أمّا رأس الإسلام، أسلم تسلم، وأمّا عموده فالصّلاة، وأمّا ذروة سنامه فالجهاد في سبيل الله، أولا أدلّك على أبواب الخير؟ الصّلاة قربانٌ، والصّيام جنّةٌ، والصّدقة طهورٌ، وصلاة العبد في جوف اللّيل تكفّر الخطيئة، وتلا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم {تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربّهم خوفًا وطمعًا وممّا رزقناهم ينفقون} ألا أدلّك على ذلك كلّه، قال: فأقبل راكبٌ، أو ركبٌ، فأشار إليّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أن اسكت، قال: فلمّا مضى الرّكب، قلت: يا رسول الله، وإنّا لمؤاخذون بما نتكلّم؟ قال: ثكلتك أمّك وهل يكبّ النّاس على مناخرهم في جهّنم إلاّ حصائد ألسنتهم.
4284/2- رواه أحمد بن حنبلٍ في مسنده: حدّثنا أبو النّصر: حدّثنا عبد الحميد، يعني ابن بهرامٍ: حدّثنا شهرٌ: حدّثنا ابن غنمٍ، عن حديث معاذ بن جبلٍ، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم خرج بالنّاس قبل غزوة تبوك فلمّا أن أصبح صلّى بالنّاس صلاة الصّبح، ثمّ إنّ النّاس ركبوا، فلمّا أن طلعت الشّمس تحرّك النّاس على أثر الدّلجة، ولزم معاذٌ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وناقته تأكل مرّةً، وتسير أخرى، عثرت ناقة معاذٍ فكبحها بالزّمام، فهبّت حتّى نفرت منها ناقة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ثمّ إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كشف عنه قناعه، فالتفت فإذا ليس في الجيش رجلٌ أدنى إليه من معاذٍ، فناداه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال: يا معاذ، قال: لبّيك يا نبيّ الله، قال: ادن منّي، فدنا منه حتّى لصقت راحلتاهما إحداهما بالأخرى، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ما كنت أحسب النّاس كمكانهم في البعد، فقال معاذٌ: يا نبيّ الله، نعس النّاس فتفرّقت بهم ركابهم ترتع وتسير، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: وأنا كنت ناعسًا، فلمّا رأى معاذ بشرى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وحظوته به قال: ائذن لي أسألك عن كلمةٍ قد أمرضتني، وأسقمتني، وأحزنتني، فقال نبيّ الله صلّى الله عليه وسلّم: سلني عمّا شئت، قال: يا نبيّ الله، حدّثني بعمل يدخلني الجنّة لا أسألك عن شيءٍ غيره، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لقد سألت بعظيمٌ، لقد سألت بعظيمٌ، لقد
سألت بعظيمٌ ثلاثًا، وإنّه ليسيرٌ على من أراد الله به الخير، وإنّه ليسيرٌ على من أراد الله به الخير، وإنّه ليسيرٌ على من أراد الله به الخير، فلم يحدّثه بشيءٍ إلاّ أعاده ثلاث مرّاتٍ، حرصًا لكيما يتقنه عنه، فقال نبيّ الله صلّى الله عليه وسلّم: تؤمن بالله واليوم الآخر، وتقيم الصّلاة، وتعبد الله لا تشرك به شيئًا حتّى تموت وأنت على ذلك، فقال: يا نبيّ الله أعد لي، فأعادها ثلاث مرّاتٍ، ثمّ قال لي نبيّ الله صلّى الله عليه وسلّم: إن شئت يا معاذ حدّثتك برأس هذا الأمر، وقوام هذا الأمر، وذروة السّنام؟ فقال معاذٌ: بلى يا رسول الله، حدّثني بأبي وأمّي أنت، فقال نبيّ الله صلّى الله عليه وسلّم: إنّ رأس هذا الأمر أن تشهد ألاّ إله إلاّ الله وحده لا شريك له وأنّ محمّدًا عبده ورسوله، وإنّ قوام هذا الأمر، إقامة الصّلاة، وإيتاء الزّكاة، وإنّ ذروة السّنام منه الجهاد في سبيل الله، إنّما أمرت أن أقاتل النّاس حتّى يقيموا الصّلاة، ويؤتوا الزّكاة، ويشهدوا ألاّ إله إلاّ الله وحده لا شريك له، وأنّ محمّدًا عبده ورسوله، فإذا فعلوا ذلك فقد اعتصموا وعصموا دماءهم، وأموالهم إلاّ بحقّها وحسابهم على الله، وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: والّذي نفس محمّدٍ بيده ما شحب وجهٌ، ولا اغبرّت قدمٌ في عملٍ يبتغي فيه درجات الجنّة بعد الصّلاة المفروضة كجهادٍ في سبيل الله، ولا ثقل ميزان عبدٍ كدابّةٍ تنفق في سبيل الله، أو يحمل عليها في سبيل الله.
قلت: رواه النّسائيّ في الكبرى، وابن ماجة في سننه والتّرمذيّ في الجامع، وصحّحه باختصارٍ من طريق شقيقٍ عن معاذٍ به، وقد تقدّم في كتاب الإيمان.
4285- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا خلف بن هشامٍ، حدّثنا حمّاد بن زيدٍ، عن أيّوب، عن محمّدٍ، عن أبي العجفاء السّلميّ، قال: خطبنا عمر بن الخطّاب، قال خلفٌ: فذكرنا الحديث أنّ عمر، رضي الله عنه، قال: قولوا كما قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من خرج في سبيل الله فقتل ومات، فهو في الجنّة.
4285/2- قال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا ابن مسكينٍ، حدّثنا عبد الله بن صالحٍ، حدّثني يحيى بن أيّوب، عن هشام بن حسّانٍ، عن الحسن، عن عمران بن حصينٍ، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لموقفٌ ساعةً في سبيل الله أفضل من عبادة الرّجل ستّين سنةً.
رواه الحاكم، وقال: صحيحٌ على شرط البخاريّ.
4286- قال أبو يعلى: وحدّثنا عبد الله بن محمّد بن أسماء، حدّثنا عبد الله بن المبارك، حدّثنا سفيان، عن زيدٍ العميّ، عن أبي إياسٍ، عن أنس بن مالكٍ، رضي الله عنه، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال: لكلّ أمّةٍ رهبانيّةٌ، ورهبانيّة هذه الأمّة الجهاد في سبيل الله.
4286/2- رواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا يعمر: حدّثنا عبد الله: أنبأنا سفيان، عن زيدٍ العميّ، عن أبي إياس، عن أنس بن مالكٍ، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم،... فذكره.
قلت: مدار إسناد حديث أنسٍ هذا على زيدٍ العميّ، وهو ضعيفٌ.
4287- قال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا إبراهيم بن الحجّاج، حدّثنا عبد الواحد بن زيّادٍ، حدّثنا عاصم بن كليبٍ، عن أبيه، يعني عن فلتان بن عاصمٍ، قال: كنّا عند النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فأنزل عليه، وكان إذا أنزل عليه دام بصره مفتوحةٌ عيناه وفرغ سمعه وقلبه لما يأتيه من الله، قال: فكنّا نعرف ذلك منه، فقال للكاتب: اكتب لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله، قال: فقام الأعمى، فقال: يا رسول الله، ما ذنبنا؟ فأنزل الله، فقلنا للأعمى: أنّه ينزل على النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فخاف أن يكون ينزل عليه شيءٌ في أمره فبقي قائمًا يقول: أعوذ بالله من غضب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم للكاتب: اكتب {غير أولي الضّرر}.
هذا إسنادٌ رواته ثقاتٌ.
4288- قال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا إبراهيم بن زيّادٍ سنبلان، حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا محمّد بن إسحاق، عن جميل بن أبي ميمونة، عن عطاء بن يزيد اللّيثيّ، عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من خرج حاجًّا فمات، كتب له أجر الحاجّ إلى يوم القيامة، ومن خرج معتمرًا فمات، كتب له أجر المعتمر إلى يوم القيامة، ومن خرج غازيًا في سبيل الله فمات، كتب له أجر الغازي إلى يوم القيامة.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لتدليس محمّد بن إسحاق، وتقدم في الحج.
4289- قال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا أحمد بن عيسى التّستريّ، حدّثنا عبد الله بن وهبٍ، عن عمر بن مالكٍ، عن عبيد الله بن أبي جعفرٍ، عن جعفر بن عبد الله بن الحكم، سمعت عقبة بن عامرٍ، رضي الله عنه يقول: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: من صرع عن دابّته في سبيل الله فمات، فهو شهيدٌ.
4290- قال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا هارون، حدّثنا سفيان، عن أبي الزّبير، عن جابرٍ يبلّغ به قال: أفضل الجهاد من عقر جواده، وأهريق دمه.
4291/2- رواه أحمد بن حنبلٍ قال: حدّثنا وكيعٌ: حدّثنا الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابرٍ، قال: قالوا يا رسول الله، أيّ الجهاد أفضل؟ قال: من عقر جواده.
4291- قال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا إبراهيم بن سعيدٍ الجوهريّ، حدّثنا أبو توبة، حدّثنا محمّد بن أبي بكرٍ الهلالي، عن طاووسٍ، ومكحولٍ، عن ابن عمر، رضي الله عنهما، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ساعةً في سبيل الله خيرٌ من خمسين حجّةً.
4291/2- رواه أبو داود في المراسيل، قال: كثر المستأذنون على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى الحجّ يوم غزوة تبوك، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: غزوةٌ لمن قد حجّ أفضل من أربعين حجّةً.
وفي إسناده إسماعيل بن عيّاشٍ.
وله شاهدٌ من حديث عبد الله بن عمرٍو، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: حجّةٌ لمن لم يحجّ خيرٌ من عشر غزواتٍ، وغزوةٌ لمن قد حجّ خيرٌ من عشر حججٍ.
رواه الطّبرانيّ والبيهقيّ بسندٍ صحيحٍ.
2- باب النية في الجهاد
4292- قال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا يونس بن محمّدٍ، حدّثنا ليث بن سعدٍ، حدّثنا خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلالٍ، عن إبراهيم بن عبيد بن رفاعة، عن أبي محمّدٍ، وكان من أصحاب ابن مسعودٍ، عن ابن مسعودٍ، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إنّ أكثر شهداء أمّتي أصحاب الفرش، وربّ قتيلٍ بين الصّفّين، والله أعلم بنيّته.
4282/2- رواه أحمد بن حنبلٍ في مسنده: حدّثنا حسن بن موسى: حدّثنا ابن لهيعة، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلالٍ، عن إبراهيم بن عبيد بن رفاعة، أنّ أبا محمّدٍ أخبره وكان من أصحاب ابن مسعودٍ حدّثه عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنّه ذكر عنده الشّهداء، فقال: إنّ أكثر شهداء أمّتي أصحاب الفرش،... فذكره.
4293- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا زهيرٌ، حدّثنا عبد الرّحمن، حدّثنا محمّد بن أبي الوضّاح، حدّثني العلاء بن عبد الله بن رافعٍ، حدّثنا حنان بن خارجة، عن عبد الله بن عمرٍو، رضي الله عنهما، قال: جاء أعرابيٌّ علويٌّ حرميٌّ، فقال: يا رسول الله، أخبرنا عن الهجرة إليك أينما كنت، أم لقومٍ خاصّةً، أم إلى أرضٍ معلومةٍ، أم إذا متّ انقطعت، فسأل ثلاث مرّاتٍ ثمّ جلس، فسكت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يسيرًا، ثمّ قال: أين السّائل؟ قال: ها هو ذا يا رسول الله، قال: الهجرة أن تهجر الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وتقيم الصّلاة، وتؤتي الزّكاة، ثمّ أنت مهاجرٌ، وإن متّ بالحضر، فقام آخر، فقال: يا رسول الله، أخبرني عن ثياب الجنّة، أتخلق خلقًا، أو ينسج نسجًا؟ قال: فضحك بعض القوم، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: تضحكون من جاهلٍ يسأل عالمًا فأكبّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ثمّ قال: أين السّائل عن ثياب الجنّة؟ قال: ها هو ذا يا رسول الله، قال: لا بل تشقّق عنها ثمر الجنّة، ثلاث مرّاتٍ قال حنان: قلت لعبد الله بن عمرٍو: كيف يقول في الغزو والجهاد؟ قال: يا عبد الله، ابدأ بنفسك فجاهدها، وابدأ بنفسك فأعزها، فإنّك إن قتلت فارًّا بعثك الله فارًّا وإن قتلت مرائيًّا بعثك الله مرائيًّا، وإن قتلت صابرًا محتسبًا بعثك الله صابرًا محتسبًا.
قلت: رواه أبو داود في سننه مختصرًا مقتصرًا على قصّة الجهاد فحسب دون باقيه، وسيأتي بتمامه وطرقه في كتاب المواعظ في باب المهاجر من هجر السّيّئات، وقصّة ثياب الجنّة لها شاهدٌ في كتاب الجنّة، وسيأتي، وقصّة الهجرة ستأتي أيضًا في كتاب البرّ والصّلة في باب البخل والشّحّ.
4294- قال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا عليّ بن الجعد، حدّثنا عمرو بن عثمان، حدّثنا جابرٌ الجعفيّ، عن الشّعبيّ، عن صعصعة بن صوحانٍ سمعت زامل بن عمرٍو الجذاميّ يحدّث عن ذي كلاعٍ، عن الحميريّ، يقول: سمعت عمر، رضي الله عنه، يقول: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: إنّما يبعث المقتتلون يوم القيامة على النّيّات.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لضعف جابرٍ الجعفيّ ولجهالة بعض رواته.
4295- قال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا محمّد بن بكرٍ، حدّثنا إسماعيل بن زكريّا، حدّثنا الحجّاج بن أرطاة، عن الزّهريّ، عن عبد الرّحمن بن هنيدة، عن عبد الله بن عمر، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إذا أنزل الله عزّ وجلّ العذاب على قومٍ أصاب العذاب من بين أظهرهم، ثمّ يبعثون على نيّاتهم.
3- باب ما جاء في النفقة في سبيل الله وكراهية الجعل على الجهاد
4296- قال أحمد بن منيعٍ: حدّثنا الحسن بن سوّارٍ، حدّثنا ليث بن سعدٍ، عن شيبة القرشيّ، عن رجلٍ، عن أبي الدّرداء، رضي الله عنه، أنّ قومًا، قالوا: يا أبا الدّرداء، حدّثنا حديثًا سمعته من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لا اختلاف فيه، فقال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: من أنفق زوجين من ماله في سبيل الله دعته خزنة الجنّة، من أيّ أبوابها شاء، ومن احتسب ثلاثةً من ولده لم يبلغوا الحنث أدخله الله الجنّة بفضل رحمته إيّاهم.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لجهالة التّابعيّ.
4297- وقال إسحاق بن راهويه: حدّثنا بقيّة بن الوليد، حدّثني الوضين بن عطاءٍ، عن يزيد بن مرثد، عن عبد الرّحمن بن عوفٍ، رضي الله عنه، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم مثله، يعني، حدّثنا قبله لفظه ما أجد له في الدّنيا والآخرة من غزوةٍ غير هذه الدّنانير الّتي جعلت له، قاله ليعلى بن منبّهٍ في قصّة أجيرٍ له.
4- باب فيمن جهز غازيأً أو أعانه أو خلفه في أهله بخير
4298- قال محمّد بن يحيى بن أبي عمر: حدّثنا عبد العزيز بن محمّدٍ، عن يزيد بن الهاد، عن الوليد بن أبي الوليد، عن عثمان بن سراقة، عن عمر بن الخطّاب، رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: من أظلّ رأس غازٍ أظلّه الله يوم القيامة، ومن جهّز غازيًا في المستقبل كان له مثل أجره حتّى يموت، أو يرجع.
قال الوليد: فذكرت هذا الحديث للقاسم بن محمّدٍ، فقال: بلغني هذا الحديث عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
4298/2- رواه أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا داود بن عبد الله الجعفريّ، حدّثنا عبد العزيز بن محمّدٍ، عن يزيد بن عبد الله، عن الوليد بن أبي الوليد،... فذكره، وزاد في آخره، و من بنى مسجدًا يذكر فيه اسم الله بنى الله له بيتًا في الجنّة.
4298/3- قال: وحدّثنا يونس بن محمّدٍ، حدّثنا ليثٌ، عن يزيد بن عبد الله بن أسامة،... فذكره بتمامه.
4298/4- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أحمد بن إبراهيم الدّورقيّ، حدّثنا أبو عبد الرّحمن، حدّثنا اللّيث بن سعدٍ أبو الحارث، حدّثني أبو عثمان الوليد بن أبي الوليد، عن عمر، أو عثمان، بن عبد الله بن سراقة العدويّ، عن عمر بن الخطّاب، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من أظلّ رأس غازٍ أظلّه الله يوم القيامة.
4298/5- قال أبو يعلى: وحدّثنا زهيرٌ، حدّثنا منصور بن سليمان، حدّثنا اللّيث بن سعدٍ، عن يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد، عن الوليد بن أبي الوليد، عن عليّ بن سراقة، عن عمر بن الخطّاب: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: من أظلّ رأس غازٍ أظلّه الله يوم القيامة، ومن جهّز غازيًا حتّى يستقلّ كان له مثل أجره حتّى يموت، أو يرجع، ومن بنى للّه مسجدًا بنى الله له بيتًا في الجنّة.
فقال الوليد: فذكرت ذلك للقاسم بن محمّدٍ فقال: قد بلغني هذا الحديث، قال: فذكرت ذلك لمحمّد بن المنكدر، وزيد بن أسلم فكلاهما قالا مثل ذلك، قالا: قد بلغنا ذلك.
4298/6- ورواه أحمد بن حنبلٍ، قال: حدّثنا حسن بن موسى الأشيب: حدّثنا ابن لهيعة: حدّثنا الوليد بن أبي الوليد، عن عثمان بن عبد الله بن سراقة،... فذكر حديث ابن أبي شيبة بتمامه.
4298/7- ورواه ابن حبّان في صحيحه: حدّثنا أبو يعلى،... فذكره.
ورواه الحاكم أبو عبد الله الحافظ من طريق ابن الهاد به.
ورواه البيهقيّ في سننه عن الحاكم به.
4298/8- قلت: رواه ابن ماجة في سننه: عن أبي بكر بن أبي شيبة به مقتصرًا منه على قوله من جهّز غازيًا،... إلى آخره دون باقيه.
4299- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: وأحمد بن محمّد بن حنبلٍ، حدّثنا يحيى بن بكيرٍ، عن زهير بن محمّدٍ، عن عبد الله بن محمّد بن عقيلٍ، عن عبد الله بن سهلٍ أنّ سهلاً حدّثه، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال: من أعان مجاهدًا، أو غارمًا في عشيرته، أو مكاتبًا في رقبته، أظلّه الله في ظلّه، يوم لا ظلّ إلاّ ظلّه.
4299/2- رواه عبد بن حميدٍ وأحمد بن حنبلٍ، قالا: حدّثنا زكريّا بن عديٍّ، حدّثنا عبيد الله بن عمرٍو، عن عبد الله بن محمّد بن عقيلٍ، عن عبد الله بن سهل بن حنيفٍ، عن أبيه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم،... فذكره.
4299/3- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا زهيرٌ، حدّثنا يحيى بن بكيرٍ،... فذكره.
ورواه البيهقيّ في سننه من طريق عبد الله بن محمّد بن عقيلٍ،... فذكره بتمامه.
قلت: مدار هذه الطّرق على عبد الله بن محمّد بن عقيلٍ وهو ضعيفٌ، وسيأتي بطرقه في كتاب المكاتب.
4300- وقال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا معاوية بن عمرٍو، حدّثنا أبو إسحاق، عن الأوزاعيّ، عن يحيى بن أبي كثيرٍ، عن رجلٍ، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من جهّز غازيًا في سبيل الله فقد غزا ومن خلف غازيًا في أهله بخيرٍ فقد غزا.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لجهالة التّابع.
5- باب وداع المنزل بركعتين واستحباب السفر يوم الخميس، وترك الغزو في الشهر الحرام
4301- قال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا وكيعٌ: حدّثنا عثمان بن سعد، قال: سمعت أنسًا، رضي الله عنه، يقول: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذا نزل منزلاً لم يرتحل منه حتّى يودّعه بركعتين.
4301/2- وقال أبو يعلى: وحدّثنا سفيان بن وكيعٍ الجرّاح: حدّثنا أبي، عن عثمان بن سعد،... فذكره إلاّ أنّه قال: كان إذا سافر.
4301/3- رواه البيهقيّ في سننه من طريق يحيى بن أبي كثيرٍ، عن عثمان بن سعد، عن أنس بن مالكٍ، قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذا نزل منزلاً لم يرتحل، حتّى يصلّي فيه ركعتين.
وتقدّم في كتاب الحجّ.
4302- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا عمرو بن الحصين، حدّثنا ابن علاثة، عن واصل مولى أبيّ عيينة، عن ابن بريدة، عن أبيه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان يستحبّ إذا أراد سفرًا أن يخرج يوم الخميس.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ عمرو بن الحصين العقيليّ ضعّفه أبو حاتمٍ، وأبو زرعة، وابن عديٍّ، والأزديّ، والدّارقطنيّ، وغيرهم، وابن علاثة اسمه: محمّد بن عبد الله بن علاثة، لكنّ المتن له شاهدٌ في الصّحيحين وغيرهما من حديث كعب بن مالكٍ، ورواه أبو داود وسكت عليه، والتّرمذيّ وحسّنه من حديث صخر بن وداعة الغامديّ، وتقدّم في كتاب الحجّ.
4303- وقال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا يونس، حدّثنا ليثٌ، عن أبي الزّبير، عن جابرٍ، أنّه قال: لم يكن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يغزو في الشّهر الحرام، إلاّ أن يغزى، أو يغزو فإذا حضر ذلك، أقام بنا حتّى ينسلخ.
4303/2- رواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا حجين بن المثنّى أبو عمر، حدّثنا ليثٌ،... فذكره.
4303/3- قال: وحدّثنا إسحاق بن عيسى، حدّثنا ليث بن سعدٍ،... فذكره.
6- باب التوديع وما يودع به الرجل صاحبه
4304- قال مسدّدٌ: حدّثنا عبد الله بن داود، عن عبد العزيز بن عمر، عن رجلٍ من الأنصار، عن أبيه، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ودّع رجلاً، فقال: زوّدك الله التّقوى، وغفر لك ذنبك، ويسّر لك الخير من حيثما كنت.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لجهالة بعض رواته وتقدّم في كتاب الحجّ.
4305- وقال عبد بن حميدٍ: حدّثنا قبيصة، حدّثنا سفيان، عن نهشلٍ الضّبّيّ، عن أبي غالبٍ، عن ابن عمر، رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إنّ لقمان الحكيم كان يقول: إنّ الله عزّ وجلّ إذا استودع شيئًا حفظه.
4305/2- رواه النّسائيّ في الكبرى واليوم واللّيلة من طريق إسحاق الأزرق، عن سفيان فذكره، وزاد وإنّي أستودع الله دينكم وأمانتكم، وخواتيم أعمالكم.
4305/3- ورواه الحاكم، وعنه البيهقيّ في سننه من طريق القاسم بن محمّدٍ، قال: كنت عند ابن عمر فجاءه رجلٌ، فقال: أردت سفرًا، فقال عبد الله: انتظر حتّى أودّعك كما كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يودّعنا: أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك.
قلت: مدار إسنادي عبد بن حميدٍ، والنّسائيّ على أبي غالبٍ وهو مجهولٌ وتقدّم في كتاب الحجّ.
7- باب في الرفقة والنهي عن سير الاثنين وما جاء في الجيوش والسرايا
4306- قال مسدّدٌ: حدّثنا معتمرٌ، سمعت أيّوب، يحدّث، عن أبي قلابة، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان يرفق بين القوم، وإنّه كان في رفقةٍ من تلك الرّفاق رجلٌ يهتف به أصحابه، فقال أصحابه: يا رسول الله، كان فلانٌ إذا نزلنا صلّى، وإذا سرنا قرأ، قال: فمن كان يكفيه علف بعيره؟ فقالوا: نحن فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: كلّكم خيرٌ منه، أو كما قال.
هذا إسنادٌ مرسلٌ.
4306/2- رواه أبو داود في المراسيل ولفظه، عن أبي قلابة أنّ ناسًا من أصحاب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قدموا يثنون على صاحبٍ لهم خيرًا قالوا ما رأينا مثل فلانٍ ما كان في مسيرٍ، إلاّ كان في قراءةٍ، ولا نزل منزلاً إلاّ كان في صلاةٍ، قال: فمن كان يكفيه ضيعته حتّى ذكر ومن كان يعلف جمله، أو دابّته؟ قالوا نحن، قال: كلّكم خيرٌ منه.
وتقدّم في الحجّ.
4307- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا الفضل بن دكينٍ، حدّثنا عبد الله بن عامرٍ، عن عمرو بن شعيبٍ، عن أبيه، عن جدّه، قال: جاء رجلٌ فسلّم على النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم خارجًا من مكّة فسأله النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: أصبحت من أحدٍ؟ قال: لا، قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: الواحد شيطانٌ والاثنان شيطانان، والثّلاثة ركبٌ.
رواه الحاكم في المستدرك وصحّحه، وعنه البيهقيّ في سننه، وتقدّم في الحجّ.
وروى المرفوع منه مالكٌ، وأبو داود، والتّرمذيّ، والنّسائيّ بأسانيد صحيحةٌ، وابن خزيمة وبوّب عليه باب النّهي عن سير الاثنين، والدّليل على أنّ ما دون الثّلاثة من المسافرين عصاةٌ إذ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قد أعلم أنّ الواحد شيطانٌ، والاثنان شيطانان، وشبّه أن يكون معنى شيطانٍ أي عاصٍ كقوله: {شياطين الإنس والجنّ} معناه: عصاة الإنس والجنّ انتهى.
وله شاهدٌ من حديث أبي هريرة، رواه الحاكم، وقال: صحيحٌ على شرط مسلمٍ.
4308- قال أبو بكر بن أبي شيبة: وحدّثنا يزيد بن هارون: أنبأنا داود بن أبي هند، عن أبي العالية، عن فضالة الزّهرانيّ، عن المغيرة بن شعبة، قال: كنّا مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في سفرٍ، فبينا نحن نسير معه من الدّليل إذ مالت برسول الله صلّى الله عليه وسلّم راحلته، فاتّبعته، فلمّا رآني قال: أين النّاس؟ قلت: تركتهم بمكان كذا وكذا، فأناخ ثمّ نزل عن راحلته، ثمّ انطلق حتّى توارى عنّي فاحتبس قدر ما قضى الرّجل حاجته،... فذكر الحديث في المسح على الخفّين، وقال في آخره: ثمّ قال: حاجتك؟ قلت: ما لي حاجةٌ، فركبنا حتّى أدركنا النّاس.
هذا إسنادٌ صحيحٌ.
4309- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو همّامٍ الوليد بن شجاعٍ، حدّثني سعيدٌ الزّبيديّ، حدّثني سعيد بن محمّدٍ الأوصافيّ، حدّثني أبو عبد الله الدّمشقيّ، سمعت أكثم بن الجون الكعبيّ، يقول: قال لي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: يا أكثم بن الجون، اغز مع عير قومك يعني خلفك وتكرّم على رفقائك.
4309/2- وبه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: خير الرّفقاء أربعةٌ.
4039/3- رواه البيهقيّ في سننه من طريق أبي عبد الله الدّمشقيّ عن أكثم بن الجون الخزاعيّ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: يا أكثم بن الجون اغز مع عير قومك يحسن خلقك، وتكرّم على رفقائك، يا أكثم بن الجون خير الرّفقاء أربعةٌ، وخير الطّلائع أربعون، وخير السّرايا أربعمائةٍ، وخير الجيوش أربعة آلافٍ، ولن يؤتي اثنا عشر ألفا من قلّةٍ، يا أكثم بن الجون لا ترافق المائتين.
قلت: له شاهدٌ من حديث ابن عبّاسٍ، رواه أبو يعلى الموصليّ في مسنده وابن حبّان في صحيحه والتّرمذيّ وسيأتي في باب من لقي العدوّ فصبر على قتالهم.
8- باب ما جاء في جهاد الأعمى
4310- قال الحارث بن محمد بن أبي أسامة: حدّثنا يونس بن محمد، حدّثنا شيبان بن عبد الرحمن، عن قتادة، عن أنس بن مالك قالت: رأيت ابن أم مكتوم يوم القادسية وعليه درع وبيده راية.
هذا إسناد رجاله ثقات.
4311- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا إبراهيم بن الحجّاج، حدّثنا عبد الواحد بن زيّادٍ، عن عاصم بن كليبٍ، عن أبيه، يعني عن الفلتان بن عاصمٍ، قال: كنّا عند النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فأنزل عليه وكان إذا نزل عليه دام بصره مفتوحةٌ عيناه، وفرّغ سمعه، وقلبه لما يأتيه من الله، قال: فكنّا نعرف ذلك منه، فقال للكاتب: اكتب لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله قال: فقام الأعمى، فقال: يا رسول الله، ما ذنبنا؟ فأنزل الله، فقلنا للأعمى: إنّه ينزل على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فخاف أن يكون ينزل عليه شيءٌ في أمره، فبقي قائمًا يقول: أعوذ بالله من غضب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال للكاتب: اكتب {غير أولي الضّرر}.
هذا إسنادٌ رجاله ثقاتٌ وتقدّم في فضل الجهاد.
9- باب ما جاء في جهاد العبد إذا أذن له سيده
4312- قال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا معاوية بن عمرٍو، حدّثنا أبو إسحاق، عن ابن جريجٍ، أخبرني عبد الله بن أبي أميّة، عن الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان في بعض مغازيه، فمرّ بأناسٍ من مزينة، فأبق عبدٌ لامرأةٍ منهم، فلمّا كان في بعض الطّريق سلّم عليه، فقال له: فلانٌ، قال: نعم، قال: ما شأنك؟ قال: أجاهد معك، قال: أذنت لك سيّدتك؟ قال: لا، قال: ارجع إليها فإنّ مثلك مثل عبدٍ مات لا يصلّي إن متّ قبل أن ترجع إليها، واقرأ عليها السّلام، فرجع إليها، وأقرأ عليها السّلام، وأخبرها الخبر، قالت: والله لهو أمرك أن تقرأ عليّ السّلام، قال: نعم، قالت: ارجع فجاهد معه.
10- باب الاستنصار بضعفاء المسلمين والنهي عن الاستنصار بالكفار على الكفار
4313- قال أحمد بن منيعٍ وأحمد بن حنبلٍ، حدّثنا يزيد بن هارون: أنبأنا مستلم بن سعيدٍ، حدّثنا خبيب بن عبد الرّحمن بن خبيبٍ، عن أبيه، عن جدّه، قال: أتيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو يريد غزوًا أنا ورجلٌ من قومي، ولم نسلم، فقلنا: إنّا لنستحي أن يشهد قومنا مشهدًا لا نشهده معهم، قال: أوأسلمتما؟ قلنا: لا، قال: فإنّا لا نستعين بالمشركين على المشركين، قال: فأسلمنا وشهدنا معه، قال: فقتلت رجلاً، وضربني ضربةً، فتزوّجت ابنته بعد ذلك فكانت تقول: لا عدمت رجلاً وشّحك هذا الوشاح فأقول لها: لا عدمت رجلاً صيّر أباك إلى النّار.
4313/2- رواه أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا يزيد بن هارون فذكره إلى قوله: وشهدنا معه ولم يذكر باقيه.
وله شاهدٌ من حديث عائشة رواه ابن حبّان في صحيحه.
4314- وقال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا معاوية بن عمرٍو، حدّثنا أبو إسحاق، عن ابن عيينة: أخبرني رجلٌ من أهل المدينة، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال لزيد بن حارثة، أو لعمرو بن العاص: إذا بعثت سريّةً فلا تتنقّاهم وأهبطهم فإنّ الله عزّ وجلّ ينصر القوم بأضعفهم.
11- باب ما جاء في خروج النساء للجهاد
4315- قال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا زيد بن الحباب، حدّثني رافع بن سلمة، حدّثني حشرج بن زيّادٍ الأشجعيّ، عن جدّته أمّ أبيه أنّها غزت مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عام خيبر سادسة ستّ نسوةٍ، فبلغ ذلك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فبعث إلينا فقال: بأمر من خرجتين؟ ورأينا فيه الغضب، فقلنا: يا رسول الله، خرجنا ومعنا دواءٌ نداوي به الجرحى، ونناول السّهام، ونسقّ السّويق، ونغزل الشّعر، نعين به في سبيل الله، فقال لنا: أقمن، فلمّا أن فتح عليه خيبر قسّم لنا كما قسّم للرّجال، قلت: يا جدّتي، وما كان ذلك؟ قالت: كانت تمرًا.
4315/2- رواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا حسن بن موسى: حدّثنا رافع بن سلمة الأشجعيّ.
قلت: حشرج بن زيّادٍ ذكره ابن حبّان في الثّقات وجهّله ابن القطّان والذّهبيّ ورافع بن سلمة وثّقه ابن حبّان والذّهبيّ وضعّفه ابن حزمٍ وابن القطّان وباقي رجال الإسناد ثقاتٌ بل رجال الصّحيح.
4316- قال أبو بكر بن أبي شيبة: وحدّثنا حميد بن عبد الرّحمن، عن الحسن بن صالحٍ، عن الأسود بن قيسٍ، حدّثني سعيد بن عمرٍو القرشيّ، أنّ أمّ كبشة امرأةٌ من عرنة عزنة قضاعة، قالت: يا رسول الله، ائذن لي أن أخرج في جيش كذا وكذا، قال: لا، قالت: يا رسول الله، إنّي لست أريد أن أقاتل، إنّما أريد أن أداوي الجريح والمريض، أو أسقي المريض، قال: لولا أن تكون سنةً، وأنّ فلانةٌ خرجت لأذنت لك، ولكن اجلسي.
4316/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة،... فذكره.
12- باب ما جاء في اتخاذ الخيل للجهاد وفضلها وإكرامها وسهامها وحمي المكان لها وإغارتها، والنهي عن إنزاء الحمر عليها وإخصائها وغير ذلك
4317- قال أبو داود الطّيالسيّ: حدّثنا جرير بن حازمٍ، حدّثنا الزّبير بن خرّيتٍ الأزديّ، حدّثني نعيم بن أبي هند الأشجعيّ، قال: رئي النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يمسح خدّ فرسه، فقيل له في ذلك، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أنّ جبريل، عليه السّلام، عاتبني في الفرس.
4318- قال: حدّثنا أبو بشرٍ: وحدّثنا أحمد بن الفرات، عن مسلم بن إبراهيم، عن سعيد بن زيدٍ، عن الزّبير بن خرّيتٍ، عن نعيم بن أبي هند، عن عروة البارقيّ به.
4319- وقال مسدّدٌ: حدّثنا يحيى، عن يحيى بن سعيدٍ الأنصاريّ، عن رجلٍ من الأنصار، قال: أصبح النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وهو يمسح عرق فرسه، فقيل له، فقال: إنّي عوتبت اللّيلة في الخيل.
هذا إسنادٌ رجاله ثقاتٌ، وشيخ مسدّدٍ هو يحيى بن سعيدٍ القطّان.
4320- قال: وحدّثنا حماد بن زيد، عن محمد بن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب قال: كتب عمر بن عبد العزيز: أيما رجل من أهل الديوان أنزى، حمارًا على عربية فانتقصه من عطائه عشر دنانير.
4321- قال: وحدّثنا يحيى، عن مالك، عن الزّهريّ، عن القاسم: أن رجلا سأل ابن عباس، رضي الله عنهما، عن الأنفال فقال: الفرس من النفل، والسلب من النفل، قال: فأعاد عليه، فقال: هذا مثل صنيع الذي ضربه عمر.
هذا إسناد رجاله ثقات، موقوف.
4322- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا شبابة، عن عبد الحميد بن بهرامٍ، عن شهرٍ، عن أسماء بنت يزيد، رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إنّ الخيل معقودٌ في نواصيها الخير إلى يوم القيامة، فمن ارتبطها عدّةً في سبيل الله، كان شبعها وجوعها وأرواثها وأبوالها فلاحًا في موازينه يوم القيامة.
4322/2- رواه عبد بن حميدٍ: حدّثني أحمد بن يونس، قال: حدّثنا عبد الحميد بن بهرامٍ، حدّثني شهر بن حوشبٍ حدّثتني أسماء بنت يزيد، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال: الخيل في نواصيها الخير أبدًا معقودٌ إلى يوم القيامة، فمن ربطها عدّةً في سبيل الله وأنفق عليها احتسابًا في سبيل الله فإنّ شبعها وجوعها، وريّها، وظمأها، وأرواثها وأبوالها، فلاحٌ في موازينه يوم القيامة، ومن ربطها رياءً وسمعةً ومرحًا فإنّ شبعها وجوعها، وظمأها وريّها، وأرواثها، وأبوالها خسرانٌ في موازينه يوم القيامة.
4322/3- ورواه الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا أبو النّضر، حدّثنا عبد الحميد،... فذكر حديث عبد بن حميدٍ بتمامه.
4322/4- ورواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا محمّد بن بكّارٍ (1)، حدّثنا عبد الحميد بن بهرامٍ الفزاريّ،... فذكره، كما رواه عبد بن حميدٍ.
4322/5- وهكذا رواه أحمد بن حنبلٍ في مسنده: حدّثنا أبو النّضر،... فذكره.
4322/6- قال: وحدّثنا وكيعٌ، حدّثنا عبد الحميد بن بهرامٍ،... فذكره.
4323- قال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا حسين بن عليٍّ، عن زائدة، عن الرّكين، عن أبي عمرٍو الشّيبانيّ، عن رجلٍ من الأنصار، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: الخيل ثلاثةٌ: فرسٌ يرتبطه الرّجل في سبيل الله، فثمنه أجرٌ وركوبه أجرٌ، وعاريته أجرٌ، وعلفه أجرٌ، وفرسٌ يخالق عليه الرّجل، ويراهن، فثمنه وزرٌ، وعلفه وزرٌ، وركوبه وزرٌ، وفرسٌ للبطنة فعسى أن يكون سدادًا من فقرٍ إن شاء الله.
_____حاشية_____
(1) تحرف في المطبوع إلى: "بكر"، وجاء على الصواب في طبعة الرشد (5923)، وانظر تهذيب الكمال 24/525(5090) وهو محمد بن بكار بن الريان الهاشمي.
4323/2- رواه الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا زائدة، حدّثنا الرّكين بن الرّبيع بن عميلة،... فذكره.
4323/3- ورواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا معاوية بن عمرٍو، حدّثنا زائدة، عن الرّكين بن الرّبيع بن عميلة،... فذكره.
قلت: رجال هذا الحديث رجال الصّحيح.
4324- قال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا وكيعٌ، حدّثنا عبد الله بن نافعٍ، عن أبيه، عن ابن عمر، قال: نهى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن إخصاء الخيل والبهائم، وقال ابن عمر فيه نماء الخلق.
4324/2- رواه مسدّدٌ: عن سفيان، حدّثني عاصم بن عبيد الله، عن سالم، عن أبيه، قال: كان عمر يكره إخصاء الغنم وقال: إنّما النّماء في الذّكور.
4325- وقال عبد بن حميدٍ: حدّثنا محمّد بن عمر الواقديّ، حدّثنا سليط بن يسار بن سليط بن زيد بن ثابتٍ، عن مريم بنت سعيد بن زيد بن ثابتٍ، عن أمّ سعد بنت سعد بن الرّبيع، وهي أمّ خارجة بن زيد بن ثابتٍ، عن زيد بن ثابتٍ، رضي الله عنه: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: من حبس فرسًا في سبيل الله كان سترةً من النّار.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لضعف الواقديّ.
4326- وقال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا داود بن رشيدٍ، حدّثنا أبو حيوة شريح بن زيدٍ، عن سعيد بن سنانٍ، عن ابن المليكيّ، عن أبيه، عن جدّه، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في قوله: {وآخرين من دونهم لا تعلمونهم}، قال: هم الجنّ، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إنّ الشّيطان لا يخبل واحدًا في دارٍ فيها فرسٌ عتيقٌ.
4327- قال الحارث: وحدّثنا محمد بن عمر، حدّثنا عبد الرحمن بن الفضل، عن أبيه، عن أبي غطفان، سمعت ابن عباس يقول: سهم الفرس العربي والعجمي سواء.
4328- قال: وحدثنا محمد بن عمر: حدّثنا عبد الله بن سليمان قال سألت عكرمة فقال: هما سواء.
4329- قال: وحدثنا محمد بن عمر: حدّثنا خالد بن إلياس، عن أبان بن صالح، عن عطاء بن يسار قال: مثله.
قلت: مدار هذه الطرق على محمد بن عمر الواقدي وهو ضعيف.
4330- قال الحارث: وحدّثنا محمد بن عمر، حدّثنا مالك، عن عبد الله قال: سألت سعيد بن المسيّب: أفي البراذين صدقة؟ فقال سعيد: ليس في شيء من الخيل صدقة، قال مالك: فقد جعل سعيد بن المسيّب البرذون من الخيل، قال مالك: فهما عندي سواء في السهمان، قال أبو عبد الله: وسألت الثوري عن ذلك، فقال: هما سواء.
هذا إسناد ضعيف، لضعف الواقدي.
رواه البيهقي في سننه بغير إسناد فقال: وروينا عن سعيد بن المسيّب أنه سئل عن البراذين هل فيها صدقة، فقال: لا، وهل في الخيل من صدقة.
4331- قال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا العبّاس بن الفضل، حدّثنا عبد الوارث بن سعيدٍ، قال: حدّثنا يونس بن عبيدٍ، عن عمرو بن سعيدٍ، عن أبي زرعة بن عمرو بن جريرٍ، قال: رأيت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يمسح وجه فرسٍ بكمّه.
4332- قال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: وحدّثنا محمّد بن عمر، حدّثنا أفلح بن سعيدٍ المدنيّ، عن أبي بكر عبد الله بن أبي أحمد، أنّه سمع جابر بن عبد الله، رضي الله عنهما يقول: أسهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم للفرس سهمين ولصاحبه سهمًا.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لضعف الواقديّ.
4333- قال الحارث: وحدّثنا محمّد بن عمر، حدّثنا أبو بكر بن يحيى بن النّضر التّيميّ، عن أبيه، أنّه سمع أبا هريرة، يقول: أسهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم للفرس سهمين، ولصاحبه سهمًا.
محمّد بن عمر ضعيفٌ.
4334- قال الحارث: وحدّثنا محمّد بن عمر، حدّثنا موسى بن يعقوب، عن عمّته، عن أمّها ضباعة بنت الزّبير، عن المقداد بن عمرٍو أن ضرب له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يوم بدرٍ بسهمين لفرسه، وله بسهمٍ.
4335- قال: وحدّثنا محمّد بن عمر، حدّثنا محمّد بن يحيى بن سهل بن أبي حثمة، عن أبيه، عن جدّه، عن أبي حثمة أنّه شهد خيبر مع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فأسهم لفرسه سهمين، وله بسهمٍ.
هذا الإسناد والّذي قبله فيه الواقديّ، وهو ضعيفٌ.
4336- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا داود بن رشيدٍ، حدّثنا بقيّة بن الوليد، عن عليّ بن عليٍّ، حدّثني يونس، عن الزّهريّ، أنّه حدّثه، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن مسعودٍ، قال: جاءه رجلٌ، فقال: هل سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول في الخيل شيئًا؟ قال: نعم،
سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: الخيل معقودٌ في نواصيها الخير إلى يوم القيامة اشتروا على الله، واستقرضوا على الله، قيل: يا رسول الله، ومن يستقرض على الله عزّ وجلّ؟ قال: قولوا: أقرضنا إلى مقاسمنا وبعنا إلى أن يفتح الله لنا لا يزالوا بخيرٍ ما دام جهادكم في خيرٍ، وسيكون في آخر الزّمان قومٍ يشكّون في الجهاد، فجاهدوا في أخضر.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لتدليس بقيّة بن الوليد.
4337- قال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا عبد الله بن الرّوميّ، حدّثنا عبد الرّزّاق، أنبأنا معمرٌ، عن الزّهريّ، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: الخير معقودٌ بنواصي الخيل إلى يوم القيامة، ومثل المنفق عليها كالمتكفّف بالصّدقة.
قلت: فهو في الصّحيح دون قوله: والمنفق،... إلى آخره.
ورواه الطبراني في الأوسط بسند صحيح.
4337/2- وروى ابن حبان في صحيحه شطره الأخير قال: مثل المنفق على الخيل كالمتكفف بالصدقة. فقلت لعمر: ما المتكفف بالصدقة؟ قال: الذي يعطي بكفه.
4338- قال أبو يعلى: وحدّثنا مصعب بن عبد الله بن مصعبٍ، حدّثني الدّراورديّ، عن ثور بن زيد، عن إسحاق بن جابرٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: ليس منّا من خبّب عبدًا على سيّده، وليس منّا من أفسد امرأةً على زوجها، وليس منّا من أجلب على الخيل يوم الرّهان.
له شاهدٌ من حديث عبد الله بن عمرٍو رواه أحمد بن حنبلٍ.
4339- قال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا شيبان، حدّثنا أبو هلالٍ، حدّثنا قتادة، عن معقل بن يسارٍ، قال: ما كان شيءٌ أحبّ إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من الخيل، ثمّ قال: اللهمّ غفرانك، النّساء.
4339/2- رواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا عبد الصّمد، وحسنٌ، قالا: حدّثنا أبو هلالٍ، حدّثنا قتادة، عن رجلٍ هو الحسن إن شاء الله، أنّ معقل بن يسارٍ، قال: لم يكن شيءٌ أحبّ إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من الخيل، قال: اللهمّ غفرانك: النّساء.
ورواه النسائي من حديث أنس ولفظه: لم يكن أحبّ إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعد النّساء من الخيل.
4340- قال أبو يعلى: وحدّثنا داود بن رشيد، حدّثنا إسماعيل بن عياش، عن إسحاق بن أبي فروة، أن أبا حازم مولى أبي رهم أخبره عن أبي رهم وأخيه أنهما كانا فارسين يوم حنين فأعطيا ستة أسهم: أربعة لفرسيهما، وسهمين لهما، فباعا السهمين ببكرين
هذا إسناد ضعيف، إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، قال أحمد بن حنبل: لا تحل عندي الرواية عنه.
وقال ابن عدي: منكر الحديث.
وقال يحيى: كذاب.
وقال البخاري: تركوه.
وقال أبو خيثمة، وأبو زرعة والفلاس والنسائي وعلي بن الجنيد والدارقطني: متروك.
وقال الذهبي: لم أر أحدًا مشاه.
4341- قال: وحدّثنا أبو الرّبيع، حدّثنا ابن داود، عن محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، عن الحكم بن عتيبة، عن مقسمٍ، عن ابن عبّاسٍ أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أعطى يوم بدرٍ الفرس سهمين، والرّجل سهمًا.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ.
4342- قال أبو يعلى: وحدّثنا محمّد بن مرزوقٍ البصريّ، حدّثنا إسماعيل بن سعيدٍ الجبيريّ، سمعت سعيد بن عبيدٍ الله الجبيريّ، يقول عن زيّاد بن جبيرٍ، عن المغيرة بن شعبة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: الخيل معقودٌ في نواصيها الخير إلى يوم القيامة، وأهلها معانون عليها.
4343- قال أبو يعلى: وحدّثنا المسيّبيّ، حدّثنا عبد الله بن نافعٍ، عن عاصمٍ، عن ابن دينارٍ، أنّ ابن عمر أخبره، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حمى قاع البقيع لخيل المسلمين.
4343/2- رواه أحمد بن حنبلٍ في مسنده: حدّثنا حمّاد بن خالدٍ، عن عبد الله، عن نافعٍ، عن ابن عمر، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم حمى النّقيع للخيل قال حمّادٌ، فقلت: له لخيله؟ قال: لا لخيل المسلمين.
ورواه ابن حبّان في صحيحه: حدّثنا أحمد بن عليّ بن المثنّى، حدّثنا محمّد بن إسحاق المسيّبيّ، حدّثنا عبد الله بن نافعٍ، حدّثنا عاصم بن عمر، عن عبد الله بن دينارٍ،... فذكره.
4344- قال أبو يعلى: وحدّثنا الجرّاح بن مخلدٍ، حدّثتني قتيلة بنت جميعٍ، قالت: حدّثني يزيد بن حنيفٍ، عن أبيه سمعت عمارة بن أبي أحمر المآربيّ، قال: وهو أحد بني ربيبة بن مازنٍ، قال: كنت في إبلٍ لي أرعاها في الجاهليّة، فغارت عليها خيل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، أو خيل أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فجمعت إبلي وركبت الفحل،... فتفاج يبول، فنزلت عنه وركبت ناقةً منها فنجوت عليها، وطردوا الإبل، فأتيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فردّها عليّ ولم يكن قسمها بعد.
13- باب ما كان النبي صلّى الله عليه وسلّم يقول إذا شيع جيشًا وما جاء فيمن شيع غازياً
4345- قال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا عفّان، حدّثنا حمّاد بن سلمة، حدّثنا أبو جعفرٍ الخطميّ، عن محمّد بن كعبٍ، قال: دعي عبد الله بن يزيد إلى طعامٍ فلمّا جاء رأى البيت منجدًا قعد خارجًا وبكى، فقيل: ما يبكيك؟ فقال: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذا شيّع جيشًا فبلغ عقبة الوداع، قال: أستودع الله دينكم وأمانتكم، وخواتيم أعمالكم، فرأى رجلاً ذات يومٍ قد رقّع بردةً له بقطعة فروٍ، قال: فاستقبل مطلع الشّمس، وقال: هكذا بيده وصف حمّادٌ بيديه بياض الكفّين، ومدّ يديه، تطالعت عليكم الدّنيا، تطالعت عليكم الدّنيا، أي أقبلت حتّى ظننّا أن تقع علينا، ويغدو أحدكم في حلّةٍ، ويروح في أخرى، وتسترون بيوتكم كما تسترون الكعبة، فقال عبد الله: كيف لا أبكي وقد رأيتكم تسترون بيوتكم كما تسترون الكعبة؟
هذا إسنادٌ رواته ثقات.
رواه أبو داود في سننه، والنّسائيّ في اليوم واللّيلة من طريق حمّاد بن سلمة فذكراه دون قوله وإنّ رجلاً ذات يومٍ قد رقّع بردةً له،... إلى آخره.
4346- قال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا داود بن المحبّر، حدّثنا عبّاد بن كثيرٍ، عن محمّد بن عجلان، عن سلمان الفارسيّ، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من شيّع غازيًا في سبيل الله حتّى ينزلوا أوّل منزلٍ فيبيت معهم حتّى يرتحلوا موجّهين في الجهاد ويقبل هو حتّى يأتي أهله كان له أجر سبعين حجّةٍ مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، سوى ما يشركهم فيما كانوا فيه من خيرٍ.
4347- قال: وحدّثنا داود بن المحبّر، حدّثنا الحسن بن دينارٍ، عن أبي ذرٍّ، رضي الله عنه، قال: نحوه إلاّ أنّه قال: كأنّما حجّ خمسًا وعشرين حجّةٍ مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
قلت: مدار هذا الإسناد وما قبله على داود بن المحبّر وهو كذّابٌ.
4348- قال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أحمد بن عيسى التّستريّ، حدّثنا عبد الله بن وهبٍ، أخبرني ابن لهيعة، عن عبد ربّه بن سعيدٍ، عن سلمة بن كهيلٍ، عن شقيق بن سلمة، عن جرير بن عبد الله، قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذا بعث سريّةً، قال: بسم الله، وفي سبيل الله، وعلى ملّة رسول الله، لا تغلوا، ولا تغدروا، ولا تمثّلوا، ولا تقتلوا الولدان.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لضعف عبد الله بن لهيعة، لكن المتن له شاهدٌ من حديث صفوان بن عسّالٍ، ولفظه قال: بعثنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في سريّةٍ، فقال: سيروا بسم الله، وفي سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله، ولا تغلوا، ولا تغدروا، ولا تغلوا، ولا تقتلوا وليدًا.
رواه النّسائيّ في الكبرى، وابن ماجة في سننه بإسنادٍ حسنٍ.
ورواه التّرمذيّ في الجامع من حديث بريدة.
4349- قال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا عبد الرّحمن بن صالحٍ، حدّثنا يونس بن بكيرٍ، عن محمّد بن إسحاق، عن ثور بن يزيد، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، رضي الله عنهما، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم لمّا وجّه محمّد بن مسلمة وأصحابه إلى ابن الأشراف ليقتلوه مشى معهم النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم إلى بقيع الغرقد، ثمّ وجّههم، ثمّ قال: انطلقوا على اسم الله، اللهمّ أعنهم، ثمّ رجع.
هذا صحيح، ومحمد بن إسحاق وإن روى هذا الطريق بصيغة العنعنة فقد رواه أحمد بن حنبل في مسنده من طريقه مصرحًا بالتحديث من ثور.
14- باب شدة العدو في المشي وما جاء في الريات والألوية
4350- قال إسحاق بن راهويه: أنبأنا عبيد الله بن موسى، حدّثنا موسى بن عبيدة، عن إياس بن سلمة، عن أبيه، قال: جئت محضرًا في مثل الرّيح، فمررت بشرذمةٍ من الأنصار عند رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لم أر قبلهم، ولا بعدهم مثلهم متقلّدين السّيوف قريبٌ من الثّلاثين، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لقد رأيت فزعًا.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لضعف موسى بن عبيدة الربذي.
4351- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا إبراهيم بن الحجّاج، حدّثنا حبّان بن عبيد الله زهيرٌ العديّ، حدّثنا أبو مجلزٍ، عن ابن عبّاسٍ.
4351/2- قال: وحدّثنا عبد الله بن بريدة، عن أبيه، أنّ راية رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان سوداء ولواءه أبيض.
4352- قال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا إسماعيل بن عبد الله القرشيّ، عن عنبسة بن عبد الرّحمن، من آل سعد بن العاص، عن خالد بن كلابٍ، أنّه سمع أنس بن مالكٍ، رضي الله عنه، يقول: إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: إنّ الله عزّ وجلّ أكرم أمّتي بالألوية.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لضعف خالد بن كلابٍ.
15- باب الخدمة في السفر
4353- قال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا داود عن المحبّر، حدّثنا عبّاد بن كثيرٍ، عن أبي عبد الله الشقريّ، عن سلمان الفارسيّ، رضي الله عنه، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: من خدم اثنا عشر رجلاً في سبيل الله، عزّ وجلّ، خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمّه، ومن سقى رجلاً في سبيل الله، عزّ وجلّ، ورد حوض النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يوم القيامة وسبعين في شفاعته قال: وكان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم إذا سافروا اشترط على أفضلهم الخدمة، ومن أخطأه ذلك اشترط الأذان، قال: ووفد قومٌ من غزوةٍ على النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فرأى منهم قومًا قد أجهدت بهم العبادة، فقال: من كان يخدمهم؟ فقال بعضهم: نحن يا رسول الله، فقال: أنتم أفضل منهم وقد تقدّم في باب الرّفقة أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان يرفق بين القوم وأنّه كان في رفقةٍ من تلك الرّفاق رجلٌ يهتف له أصحابه، فقال أصحابه: يا رسول الله، إنّه كان إذا نزلنا صلّى، وإذا سرنا قرأ، قال: فمن كان يكفيه علف بعيره؟ فقالوا: نحن، فقال صلّى الله عليه وسلّم: كلّكم خيرٌ منه، أو كما قال.
رواه مسدّدٌ بسندٍ مرسلٍ.
16- باب فيمن أضر بالناس في طريق الغزو
4354- قال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا معاوية بن عمرٍو، حدّثنا أبو إسحاق، عن الأوزاعيّ، عن أسيد بن عبد الرّحمن، عن رجلٍ من جهينة، عن رجلٍ، قال: غزونا مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فنزل منزلاً فيه ضيقٍ، فضيّق النّاس فقطعوا الطّريق، فنادى مناد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، من ضيّق منزلاً، أو قطع طريقًا فلا جهاد له.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لجهالة التّابعيّ.
4355- قال الحارث: وحدّثنا معاوية بن عمرٍو، حدّثنا أبو إسحاق، عن رجلٍ من أهل الشّام، عن أبي عثمان، عن أبي خداشٍ، قال: كنّا في غزاةٍ فنزلنا منزلاً فقطعوا الطّريق، ومدّوا الخيل على الكلأ، فلمّا رأى ما صنعوا، قال: سبحان الله، لقد غزوت مع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم غزواتٍ فسمعته يقول: النّاس شركاءٌ في ثلاثٍ: في الماء، والكلأ، والنّار.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لجهالة الراوي عن أبي عثمان، وأبو عثمان هو حريز بن عثمان، وأبو خداشٍ هو حبّان بن زيدٍ الشّرعبيّ وهو تابعيٌّ. في رواية الحارث فلما رأى شيخ ما صنعوا... إلى آخره.
4355/2- ورواه أبو داود في سننه منه: غزوت مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم،... إلى آخره دون أوّله، عن مسدّدٌ، عن عيسى بن يونس، عن حريز، عن أبي خداشٍ، عن رجلٍ من المهاجرين من أصحاب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم.
17- باب فيمن اغبرت قدماه في سبيل الله عز وجل
4356- قال أبو داود الطّيالسيّ: حدّثنا عبد الله بن المبارك، حدّثنا عتبة بن أبي حكيمٍ، عن حرملة، عن أبي المصبح الحمصيّ، قال: كنّا نسير في صائفةٍ، وعلى النّاس مالك بن عبد الله الخثعميّ فأتى عليّ جابرٌ وهو يمشي يقود بغلاً، فقال له: ألا تركب وقد حملك الله، عزّ وجلّ، فقال جابرٌ: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: من اغبرّت قدماه في سبيل الله حرّمه الله، عزّ وجلّ، على النّار أصلح دابّتي وأستغني عن قومي، فوثب النّاس عن دوابّهم فما رأيت نازلاً أكثر من يومئذٍ.
4356/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا جعفر، حدّثنا ابن المبارك، حدّثنا عتبة بن أبي حكيمٍ، عن حصين بن حرملة، عن أبي المصبح، عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من اغبرّت قدماه في سبيل الله، عزّ وجلّ، ساعةً من نهارٍ، فهما حرامٌ على النّار.
4356/3- ورواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا حسن بن الرّبيع، حدّثنا ابن المبارك، عن عتبة بن أبي حكيمٍ، عن حصينٍ، عن أبي المصبح، عن جابر بن عبد الله: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول:... فذكره حديث أبي يعلى.
4357- ورواه ابن حبّان في صحيحه بلفظ: من اغبرّت قدماه في سبيل الله، عزّ وجلّ، ساعةً من نهارٍ فهما حرامٌ على النّار.
أبو المصبح: بضمّ الميم، وفتح الصّاد المهملة وكسر الباء الموحّدة.
4358- وقال أحمد بن منيعٍ: حدّثنا عبد الملك بن عبد العزيز، حدّثنا كوثر بن حكيمٍ، عن نافعٍ، عن ابن عمر، أنّ أبا بكرٍ، رضي الله عنه، بعث يزيد بن أبي سفيان إلى الشّام، فمشى معهم نحوًا من ميلين، فقيل له يا خليفة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، لو انصرفت؟ فقال أبو بكرٍ: لا، إنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: من اغبرّت قدماه في سبيل الله، حرّمهما الله على النّار.
4358/2- رواه البزّار: حدّثنا عمرو بن عليٍّ، حدّثنا أبو نصرٍ التّمّار، حدّثنا كوثر بن حكيمٍ، عن نافعٍ، عن ابن عمر، عن أبي بكرٍ أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: من اغبرّت قدماه،... فذكره.
قال البزّار: لا يروي عن أبي بكرٍ أيٌّ من هذا الوجه، وكوثر بن حكيمٍ أحاديثه بعضها لم يروها غيره.
قلت: كوثر بن حكيمٍ هذا لم أر من وثّقه، بل قال أحمد بن حنبلٍ: أحاديثه بواطيل ليس بشيءٍ انتهى، وضعّفه ابن معينٍ، وأبو حاتمٍ، وأبو زرعة، والدّارقطنيّ، وابن عديٍّ، ويعقوب بن شيبة، والسّاجيّ، والبرقانيّ، والعقيليّ، والولاّبيّ وغيرهم.
4359- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا هارون بن معروفٍ، حدّثنا ضمرة، عن رجاء بن أبي سلمة، عن سليمان بن موسى، قال: مرّ مالك بن عبد الله الخثعميّ، وهو على الناس بالصّائفة بأرض الرّوم، قال: ورجلٌ يقود دابّته، فقال له: اركب فإنّي أرى دابّتك ظهيرةً، قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: ما اغبرّت قدما عبدٍ في سبيل الله إلاّ حرّم الله عليهما النّار قال: فنزل مالكٌ ونزل النّاس يمشون فما رئي يومًا أكثر ماشيًا منه.
4359/2- رواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا وكيع حدّثنا محمّد بن عبد الله الشّعيثيّ، عن ليث بن المتوكّل، عن مالك بن عبد الله الخثعميّ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من اغبرّت قدماه في سبيل الله حرّمه الله على النّار.
4359/3- قال: وحدّثنا الوليد بن مسلمٍ، حدّثنا ابن جابرٍ، أنّ أبا المصبح الأوزاعيّ، حدّثه، قال: بينا نحن نسير في دربٍ قلمية، إذ نادى الأمير مالك بن عبد الله الخثعميّ رجلاً يقود فرسه في عراض الجبل، فقال له: يا أبا عبد الله، ألا تركب؟ قال: إنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: من اغبرّت قدماه في سبيل الله ساعةً من نهارٍ، فهما حرامٌ على النّار.
4360- قال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا أبو موسى، حدّثنا معاذ بن هانئٍ العدنيّ، حدّثنا محمّد بن عبد الله بن عبيد بن عميرٍ اللّيثيّ سمعت أبا معاوية يحدّث عن أبي عبدٍ الشارق الخثعميّ عن عثمان بن عفّان، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ما اغبرّت قدما عبدٍ في سبيل الله، إلاّ حرّم الله عليه النّار فما رأيت أكثر ماشيًا من يومئذٍ ونحن وراء الدّرب.
18- باب فضل الرباط في سبيل الله عز وجل
4361- قال أبو داود الطّيالسيّ: حدّثنا شعبة، عن الأزرق بن قيسٍ، عن عسعس بن سلامة، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، كان في سفرٍ ففقد رجلاً من أصحابه، فأتي به فقال: إنّي أردت أن أخلو بعبادة ربّي، فأعتزل النّاس، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لا تفعلنّ، ولا يفعلنّ أحدٌ منكم، قالها ثلاثًا، فلصبر ساعةٍ في بعض مواطن المسلمين خيرٌ من عبادة أربعين عامًا.
4361/2- رواه الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا روح بن عبادة، حدّثنا شعبة، سمعت الأزرق بن قيسٍ، سمعت عسعس، قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في سفرٍ ففقد رجلاً من أصحابه، فأرسل في طلبه، فأتي به: فقال: إنّي أردت أن أخلو،... فذكره.
4362- وقال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا أبو عبد الرّحمن المقرئ، حدّثنا ابن لهيعة، عن مشرح بن هاعان، سمعت عقبة بن عامرٍ، يقول: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: كلّ ميّتٍ يختم على عمله، إلاّ المرابط في سبيل الله فإنّه يجري له عمله حتّى يبعث.
4362/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أحمد، حدّثنا أبو عبد الرّحمن، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثني مشرح بن هاعان المعافريّ،... فذكره.
4362/3- ورواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا حسنٌ وأبو سعيدٍ، ويحيى بن إسحاق، قالوا: حدّثنا ابن لهيعة،... فذكره.
4362/4- قال: وحدّثنا عبد الله بن يزيد، حدّثنا ابن لهيعة،... فذكره.
4362/5- قال: وحدّثنا قتيبة، وقال: ويؤمن من فتان القبر.
4363- قال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: وحدّثنا أبو النّضر، حدّثنا بكير بن خنيس، عن ليثٍ، عن محمّد بن المكندر، عن عبادة بن الصّامت، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: رباط يومٍ في سبيل الله يعدل عبادة شهرٍ، أو سنةٍ، صيامها وقيامها، ومن مات مرابطًا في سبيل الله أعاذه الله من عذاب القبر، وأجرى له أجر رباطٍ ما دامت الدّنيا.
19- باب فضل الحرس في سبيل الله عز وجل
4364- قال إسحاق بن راهويه: أنبأنا يزيد بن هارون، أنبأنا العوّام بن حوشبٍ، حدّثني شيخٌ كان مرابطًا بالسّاحل، قال: خرجت ليلة محرسي لم يخرج أحدٌ ممّن كان عليه الحرس غيري، فأتيت الميناء فصعدت عليه والميناء موضع الحرس، فجعل يخيّل إليّ أنّ البحر يشرف حتّى يحاذي رؤوس الجبال، ففعل ذلك مرارًا وأنا مستيقظٌ ثمّ نمت، فرأيت في النّوم كأنّ معي الرّاية، وكأنّ أهل المدينة يمشون خلفي، وأنا أمامهم، فلمّا أصبحت رجعت إلى المدينة فلقيت أمير الجيش، وأبا صالحٍ مولى عمر بن الخطّاب فكانا أوّل من خرج من المدينة، فقالا لي: أين النّاس؟ فقلت: رجعوا قبلي، فقالا: لا لم تصدقنا نحن أوّل من خرج من المدينة، قال: فأخبرتهما أنّه لم يخرج من المدينة أحدٌ غيري، قال أبو صالحٍ: فما رأيت؟ فقلت والله: لقد خيّل إليّ فيما رأيت أنّ البحر يشرف حتّى يحاذي رؤوس الجبال، قال أبو صالحٍ: صدقت، حدّثنا عمر بن الخطّاب، رضي الله عنه، عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: ليس من ليلةٍ إلاّ والبحر يشرف ثلاث مرّاتٍ على أهل الأرض يستأذن الله أن يسيح عليهم،
يعني يندفق، فيكفّه الله، قلت: ورأيت أيضًا في النّوم كأنّ معي الرّاية، وأنّ أهل المدينة يمشون معي وأنا أمامهم، فقال أبو صالحٍ: إن صدقت رؤياك لتفوزنّ بأجر هذه المدينة اللّيلة، قال: وكان أبو صالحٍ مباعدًا لي قبل ذلك فكأنّه انحاز إليّ فجعل يحدّثني، وقال: أوصانا عمر بن الخطّاب، أن نبشّرك ثلاثةً فرجلٌ يتبع علينا ورجلٌ يغزو ورجلٌ يجاب علينا، فهذه نوبتي فأنا الآن ناقلٌ إلى المدينة.
قال شيخنا الحافظ أبو الفضل العسقلانيّ: روى أحمد بن حنبلٍ المرفوع فقط عن يزيد به.
4365- وقال أحمد بن منيعٍ: حدّثنا كثير بن هشامٍ، عن عثمان بن عطاءٍ، عن أبيه، عن جدّه، قال: قال العبّاس بن عبد المطّلب: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: عينان لا تمسّهما النّار: عينٌ فاضت من خشية الله، وعينٌ باتت تحرس في سبيل الله.
له شاهدٌ من حديث عبد الله بن عبّاسٍ رواه التّرمذيّ في الجامع وقال: حسنٌ غريبٌ.
وآخر من حديث بهز بن حكيمٍ، عن أبيه، عن جدّه وتقدّم في النكاح في باب غضّ البصر.
4366- وقال عبد بن حميدٍ: حدّثنا يعقوب بن إبراهيم الزّهريّ، حدّثنا أبي، عن صالح بن كيسان، قال: قال أبو عبد الرّحمن سمعت أبا هريرة، يقول: إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: والله أعلم حرّم على عينين أن تنالهما النّار: عينٌ بكت من خشية الله، عزّ وجلّ، وعينٌ باتت تحرس الإسلام وأهله من أهل الكفر وقال: لا يبكي عبدٌ فتقطّر عيناه من خشية الله فيدخله الله النّار أبدًا حتّى يعود قطر السّماء إليها، ويقال: قام على المنبر حين رجع النّاس من مؤتة وفي يده قطعةٌ من خبزٍ، فلمّا ذكر شأنها فاضت عيناه فمسح وجهه، وقال: إنّما أنا بشرٌ، أعوذ بالله من الشّيطان إنّ المرء يرى أنّه كثيرٌ بأخيه من له عندي عدّةٌ؟ فقال سلمان الفارسيّ: أنا يا رسول الله فأعطاه إيّاه وقالت بركة: لمّا حضر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ابنته وهي تموت وهي تحت عثمان، فاضت عيناه وبكت بركة ونتفت رأسها فزجرها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقالت: أتبكي يا رسول الله ونحن سكوتٌ؟ قال: إنّ الّذي رأيت منّي رحمةً لها، وإنّما أنا بشرٌ إنّ المؤمن بكلّ منزلةٍ صالحةٍ من الله على عسرٍ، أو يسرٍ.
رواه الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وقال صحيح الإسناد من طريق يعقوب بن إبراهيم به دون قوله، وقال لا تبكي عن،... إلى آخره
قال الحافظ المنذريّ: وفي سنده انقطاعٌ.
4367- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا عمرو بن الضّحّاك بن مخلدٍ، حدّثنا أبي، حدّثنا شبيب بن بشرٍ، عن أنس بن مالكٍ، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: عينان لا تمسّهما النّار أبدًا: عينٌ باتت تكلأ المسلمين في سبيل الله، وعينٌ بكت من خشية الله.
هذا إسنادٌ رجاله ثقاتٌ.
4367/2- رواه الطّبرانيّ في الأوسط إلاّ أنّه قال: عينان لا يريان النّار.
قوله: تكلأ مهموزٌ أي تحفظ وتحرس.
4368- قال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا محرز، حدّثنا رشدين بن سعدٍ، عن زبّان بن فائدٍ، عن سهل بن معاذٍ، عن أبيه، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: من حرس من وراء المسلمين متطوّعًا لا بأجرة سلطانٍ، لم ير النّار بعينه إلاّ تحلّة القسم قال الله سبحانه وتعالى: {وإن منكم إلا واردها}.
4368/2- رواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا حسنٌ، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثنا زبّانٌ،... فذكره.
4368/3- قال: وحدّثنا يحيى بن غيلان، حدّثنا رشدين، عن زبّانٍ،... فذكره.
قلت: مدار طرق حديث معاذٍ هذا على زبّان بن فائدٍ المصريّ، وهو ضعيفٌ، ضعّفه أحمد بن حنبلٍ، ويحيى بن معينٍ، وأبو حاتمٍ، وابن حبّان، وغيرهم.
تحلّة القسم: بفتح المثنّاة فوق وكسر الحاء وتشديد اللاّم بعدها تاءٌ تأنيث، معناه إبرار القسم وهو اليمين.
4369- قال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا أبو همّامٍ، حدّثنا محمّد بن شعيبٍ، حدّثنا سعيد بن خالد بن أبي طويلٍ القرشيّ سمعت أنس بن مالكٍ يحدّث عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال: من حرس على ساحل البحر كان أفضل من عبادته في أهله ألف سنةٍ.
4369/2- وبه عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال: من حرس ليلةً على ساحل البحر، كان أفضل من عبادة رجلٍ في أهله ألف سنةٍ، السّنة ثلاثمائةٍ وستّون يومًا كلّ يومٍ ألف سنةٍ.
4369/3- رواه ابن ماجة في سننه، عن عيسى بن يونس الرّمليّ، حدّثنا محمّد بن شعيب بن شابورٍ،... فذكره بتمامه دون قوله: على ساحل البحر.
قلت: مدار إسنادي حديث أنسٍ هذا على سعيد بن خالد بن أبي طويلٍ القرشيّ وهو ضعيفٌ.
قال البخاريّ: فيه نظرٌ، وقال أبو حاتمٍ: أحاديثه عن أنسٍ لا تعرف، وقال أبو نعيمٍ: روى عن أنسٍ مناكير، وقال الحاكم: روى عن أنسٍ أحاديث موضوعةً، وقال الحافظ المنذريّ: يشبه أن يكون موضوعًا.
وأورد ابن الجوزيّ هذا الحديث في العلل المتناهية، وضعّف سعيد بن خالدٍ.
20- باب فضل الغدوة والروحة في سبيل الله عز وجل
4370- قال إسحاق بن راهويه: أنبأنا جريرٌ، عن المغيرة، عن الحارث بن يزيد العكليّ، عن أبي عليّ بن عمرو بن جريرٍ، قال: بعث عمر بن الخطّاب جيشًا وفيهم معاذ بن جبلٍ، فلمّا ساروا رأى معاذًا، فقال: ما حبسك؟ قال: أردت أن أصلّي الجمعة ثمّ أخرج، فقال عمر بن الخطّاب، رضي الله عنه: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: لغدوةٌ، أو روحةٌ في سبيل الله خيرٌ من الدّنيا وما فيها.
4371- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا إبراهيم بن سعيدٍ الجوهريّ، حدّثنا حسين بن محمّدٍ، حدّثنا عمرو بن صفوان المزنيّ، حدّثنا عروة بن الزّبير، عن أبيه، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: غدوةٌ، أو روحةٌ في سبيل الله خيرٌ من الدّنيا وما فيها.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لضعف عمرو بن صفوان.
21- باب الإمام يعطي سلاحه ما شاء إذا لم يغز وما جاء فيمن حبسهم العذر عن الجهاد
4372- قال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا معاوية بن عمرٍو، حدّثنا أبو إسحاق، عن حميدٍ الطّويل، عن أنس بن مالكٍ، رضي الله عنه، قال: لمّا انصرف النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم من غزوة تبوك، قال حين دنا من المدينة: إنّ بالمدينة لأقوامًا ما سرتم مسيرًا، ولا قطعتم واديًا إلاّ كانوا معكم قالوا: وهم اليوم بالمدينة؟ قال: نعم، حبسهم العذر.
4373- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا عثمان، حدّثنا شريكٌ، عن أبي إسحاق، عن جبلة، قال: كان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم إذا لم يغز أعطى سلاحه عليًّا وأسامة بن زيدٍ، رضي الله عنهما.
22- باب النهي عن تعاطي السيف مسلولاً
4374- قال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا عفّان، حدّثنا المبارك بن فضالة سمعت الحسن يقول: أخبرني أبو بكرة، قال: أتى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على قومٍ يتعاطون سيفًا مسلولاً، فقال: لعن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من فعل هذا، أو ليس قد نهيت عن هذا؟ وقال: إذا أحدكم سلّ سيفه فنظر إليه فأراد أن يناوله أخاه فليغمده، ثمّ يناوله إيّاه.
4374/2- حدّثنا أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو موسى: حدّثنا سهل بن بكّارٍ: حدّثنا مبارك بن فضالة،... فذكره.
23- باب الصبر في الغزاة على نفاد الزاد وما جاء في الطعام يوجد في أرض العدو
4375- قال أبو داود الطّيالسيّ: حدّثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن أبيه، قال: كنّا مع جرير بن عبد الله، رضي الله عنه، في غزوةٍ، فأصابتنا مخمصةٌ، فكتب جريرٌ إلى معاوية: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: من لا يرحم النّاس لا يرحمه الله، قال: فكتب معاوية، رضي الله عنه أن يقفوا، قال: ومتّعهم.
قال أبو إسحاق: أنا أدركت قطيفةً ممّا متّعهم.
هذا إسنادٌ رواته ثقاتٌ.
4376- وقال أحمد بن منيعٍ: حدّثنا مروان، حدّثنا فائدٌ أبو الورقاء، عن عبد الله بن أبي أوفى، قال: غزونا مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم غزوةً نفدت فيها أزوادنا، فلم يكن لنا طعامٌ نأكله إلاّ الجراد حتّى قفلنا من غزونا.
4377- قال: وحدّثنا يزيدٌ، حدّثنا فائد بن عبد الرّحمن، عن عبد الله بن أبي أوفى، قال: غزوت مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم سبع غزواتٍ تفنى أزوادنا،... وذكر باقي حديث
هذا إسناد فيه فائد بن عبد الرّحمن، وهو ضعيفٌ.
4378- وقال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا محمّد بن عمر، حدّثنا عبد الرّحمن بن أبي الفضل، عن العبّاس بن عبد الرّحمن الأشجعيّ، عن أبي سفيان، عن عبد الله بن عمرٍو، رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يوم خيبر: كلوا واعلفوا، ولا تحملوا.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لضعف محمّد بن عمر الواقديّ.
24- باب النهي عن تمني لقاء العدو
4379- قال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا القواريريّ، حدّثنا جرير بن عبد الحميد، عن أبي حيّان التّيميّ، عمّن حدّثه، عن عبد الله بن أبي أوفى، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لا تسألوا لقاء العدوّ غدًا، وسلوا الله العافية، واعلموا أنّ الجنّة تحت ظلال السّيوف.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لجهالة التّابعيّ إلاّ أنّ له شواهد.
وستأتي في باب لا يظهر الله على هذه الأمّة عدوًّا من غيرهم ضمن حديثٍ وفيه: وسألت الله ثلاثًا فأعطاني اثنتين وردّ واحدةً سألته أن لا يهلك أمّتي غرقًا فأعطانيها، وسألته أن لا يظهر عليهم عدوًّا من غيرهم فأعطانيها وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فردّها عليًّ.
4379/2- قال أبو يعلى: وحدّثنا الحسن بن الصباح، حدّثنا سعد بن عبد الحميد، عن عبد الرحمن ابن أبي الزناد، عن موسى بن عقبة، عن أبي النضر أنه كتب إليه عبد الله بن أبي أوفى الأسلمي، وكان من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، في بعض أيامه التي لقي العدو فيها، أنه انتظر حتى إذا مالت الشمس قام في الناس، فخطب فقال: أيها الناس، لا تمنوا لقاء العدو، وسلوا الله العافية، فإذا لقيتموهم فاصبروا، واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف، ثم دعا فقال: اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الأحزاب اهزمهم وانصرنا عليهم.
25- باب ما جاء فيمن لقي العدو فصبر على قتالهم
فيه حديث عبد الله بن أبي أوفى في الباب قبله.
4380- وقال أبو داود الطّيالسيّ، حدّثنا الأسود بن شيبان، عن يزيد بن عبد الله بن الشّخّير،
عن مطرّف بن عبد الله بن الشّخّير، قال: كان الحديث يبلغني، عن أبي ذرٍّ، رضي الله عنه، فكنت أشتهي لقاءه، فلقيته فقلت: يا أبا ذرٍّ إنّه كان يبلغني عنك الحديث فكنت أشتهي لقاءك، قال: للّه أبوك، فقد لقيت فهات، فقلت: بلغني أنّك تحدّث عن رسول الله أنّ الله تبارك وتعالى يحبّ ثلاثةً ويبغض ثلاثةً، قال: ما إخالني أن أكذب على خليلي، فقلت: فمن الثّلاثة الّذين يحبّ؟ قال: رجلٌ لقي العدوّ فقاتل، إنّكم لتجدون ذلك في كتاب الله عندكم {إنّ الله يحبّ الّذين يقاتلون في سبيله صفًّا} فقلت: ومن؟ قال: رجلٌ له جار سوءٍ فهو يؤذيه فيصبر على أذاه، فيكفيه الله إيّاه بحياةٍ، أو بموتٍ، قال: قلت: ومن؟ قال: رجلٌ كان مع قومٍ في سفرٍ فنزلوا فغرسوا وقد شقّ عليهم الكرى والنّعاس، فوضعوا رؤوسهم فناموا وقام فتوضّأ وصلّى رهبةً للّه ورغبةً إليه، قلت: فمن الثّلاثة الّذين يبغض الله؟ قال: البخيل المنّان، والمختال الفخور، وإنّكم لتجدون ذلك في كتاب الله {إنّ الله لا يحبّ كلّ مختالٍ فخورٍ} قال: فمن الثّالث؟ قال: التّاجر بحلاّف، أو البائع بحلاّف.
4380/2- رواه أحمد بن منيعٍ: حدّثنا إسماعيل بن عليّة، أنبأنا الجريريّ، عن أبي العلاء بن الشّخّير، عن أبي الأحمس، قال: لقيت أبا ذرٍّ،... فذكر معناه.
قلت رواه التّرمذيّ في الجامع، النّسائيّ في الصّغرى باختصارٍ من طريق زيد بن ظبيان، عن أبي ذرٍّ، وسيأتي في كتاب البرّ والصّلة لفظ أحمد بن منيعٍ في باب أذى الجار.
4381- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا حجّاج بن يوسف، حدّثنا يونس بن محمّدٍ، وحجين بن المثنّى، حدّثنا يونس، حدّثنا حبّان بن عليٍّ، عن عقيلٍ، عن الزّهريّ، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عبّاسٍ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: خير الأصحاب أربعةٌ، وخير السّرايا أربعمائةٍ، وخير الجيوش أربعةٌ آلافٍ وما هزم قومٌ بلغوا اثني عشر ألفًا من قلّةٍ، إذا صدقوا، وصبروا.
رواه أبو داود والتّرمذيّ باختصارٍ قوله: إذا صدقوا، وصبروا.
ورواه ابن حبّان في صحيحه، وقد تقدّم في باب الرّفقة وله شاهدٌ من حديث أكثم بن الجون.
26- باب ما يقول إذا لقي العدو
4382- قال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا ابن نميرٍ، عن الأجلح، عن أبي إسحاق، عن البراء، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إنّكم ستلقون العدوّ غدًا، إنّ شعاركم حم لا ينصرون.
4382/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة،... فذكره.
ورواه النّسائيّ في اليوم واللّيلة من طريق الأجلح به.
هذا إسنادٌ حسنٌ، الأجلح مختلفٌ فيه، وثّقه ابن معينٍ والعجليّ، ويعقوب بن سفيان وضعّفه النّسائيّ، وابن حنبلٍ وغيرهما، وباقي رواة الإسناد ثقاتٌ.
4383- وقال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا أبو الحسن السّكن بن نافعٍ البرص، إملاءً، حدّثنا عمران بن حديرٍ، عن أبي مجلزٍ لاحق بن حميدٍ، قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذا لقي العدوّ قال: اللهمّ أنت عضدي وناصري، بك أحول، وبك أصول وبك أقاتل.
هذا إسنادٌ مرسل، والسّكن بن نافعٍ قال أبو حاتمٍ: شيخٌ، وباقي رواة الإسناد ثقات.
4384- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا عبيد الله بن عمر، حدّثنا منصور بن عبد الله الثّقفيّ، حدّثنا محمّد بن عمر بن عليّ بن أبي طالبٍ، عن أبيه، عن عليّ بن أبي طالبٍ، قال: كان شعار النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يا كلّ خيرٍ.
27- باب لا يقاتل قوم حتى يدعوا إلى الإسلام
4385- قال مسدّدٌ: حدّثنا حفص بن غياثٍ، عن حجّاجٍ، عن بن أبي نجيحٍ، وثبتني فيه بعض أصحابنا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، رضي الله عنهما، قال: ما قاتل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قومًا قطّ حتّى يدعوهم.
4385/2- قال: وحدّثنا معاذ بن المثنّى، قال: حدّثنا ابن أبي سمينة البصريّ، عن حفصٍ، عن حجّاجٍ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم مثله.
4385/3- رواه أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا حفصٌ،... فذكره.
4385/4- ورواه عبد بن حميدٍ، حدّثنا يزيد بن أبي حكيمٍ، حدّثنا سفيان الثّوريّ، عن ابن أبي نجيحٍ،... فذكره.
4385/5- ورواه أبو يعلى الموصلي: حدّثنا زهير، حدّثنا عبيد الله بن موسى، حدّثنا سفيان،... فذكره.
4385/6- قال: وحدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة،... فذكره.
4385/7- ورواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا حفص بن غياثٍ، حدّثنا حجّاج بن أرطأة،... فذكره.
4385/8- قال: وحدّثنا بشرّ بن السّريّ، حدّثنا سفيان،... فذكره.
4386- قال مسدّدٌ: وحدّثنا يحيى، عن ثورٍ، عن شريح بن عبيدٍ، عن عبد الرّحمن بن عابدٍ، قال: كان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم إذا بعث بعثًا قال: تألّفوا النّاس وتآفوهم، ولا تغيروا عليهم حتّى تدعوهم إلى الإسلام، فما على الأرض من أهل بيت مدرٍ لا وبرٍ، إلاّ وأن تأتوني بهم مسلمين، أحبّ إليّ من أن تقتلوا رجلهم وتأتوني بنسائهم.
4386/2- رواه الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا معاوية بن عمرٍو، حدّثنا أبو إسحاق، عن أبي خالدٍ، عن شريح بن عبيدٍ، قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذا بعث جيوشه وسراياه، قال لهم: تألّفوا النّاس، ولا تغيروا على حيٍّ حتّى تدعوهم إلى الإسلام، فوالّذي نفس محمّدٍ بيده، ما من أهل بيت مدرٍ،... فذكره.
4387- وقال إسحاق بن راهويه: أنبأنا وكيعٌ، عن عمرو بن ذرٍّ، عن يحيى بن إسحاق بن أبي طلحة، عن عليٍّ، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بعثه وجهًا، ثمّ قال لرجلٍ: الحقه، ولا تدعه من خلفه فقل له: إنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يأمرك أن تنتظره، وقل له: لا يقاتل قومًا حتّى يدعوهم.
4388- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا ابن فضيلٍ، عن عطاء بن السّائب، عن أبي البحتريّ، قال: لمّا غزا سلمان الفارسيّ المشركين من أهل فارسٍ، قال: كفّوا حتّى أدعوهم إلى ما كنت أسمع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يدعوهم، فقال: إنّي رجلٌ منكم وقد ترون منزلتي من هؤلاء القوم، وإنّا ندعوكم إلى الإسلام، فإن أسلمتم فلكم مثل الّذي لنا، وعليكم مثل الّذي علينا، وإن أبيتم فأعطوا الجزية عن يدٍ وأنتم صاغرون، وإن أبيتم قاتلناكم، قالوا: أمّا الإسلام فلا نسلم، وأمّا الجزية فلا نعطيها، وأمّا القتال فإنّا نقاتلكم، فدعاهم لذلك ثلاثة أيّامٍ، فأبوا عليه، فقال للنّاس: انفدوا إليهم.
هذا إسنادٌ رواته ثقاتٌ.
4389- وقال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا معاوية بن عمرٍو، حدّثنا أبو إسحاق، عن أبي خالدٍ، عن حميدٍ الطّويل، عن بكر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من يذهب بهذا الكتاب إلى
قيصر وله الجنّة؟ فقال رجلٌ: وإن لم أقتل؟ قال: وإن لم تقتل، فانطلق الرّجل فأتاه بالكتاب، فقرأه، فقال: اذهب إلى نبيّكم فأخبره أنّي معه ولكن لا أريد أن أدع ملكي، وبعث معه بدنانير هديّةً إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فرجع فأخبره، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: كذب، وقسّم الدّنانير.
هذا إسنادٌ مرسلٌ رواته ثقاتٌ.
وسيأتي في كتاب الجزية شاهدٌ لهذا من حديث عبد الله بن شدّادٍ، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم مرسلاً.
4390- وقال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: وحدّثنا محمّد بن عمر، حدّثنا أبو جعفرٍ الرّازيّ، عن الرّبيع بن أنسٍ، عن أبي العالية، عن أبيّ بن كعبٍ، رضي الله عنه، قال: بعث النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم إلى اللاّت والعزّى بعثًا، فأغاروا على حيٍّ من العرب، فسبّوا مقاتليهم وذرّيتهم، فقالوا: يا رسول الله، أغاروا علينا بغير دعاء، فسأل النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أهل السّريّة فصدّقوهم، فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ردّوهم أمانهم ثمّ ادعوهم.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لضعف محمّد بن عمر.
4391- قال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا داود بن المحبّر، حدّثنا أبي المحبّر بن مخرمة، عن المسور بن عبد الله الباهليّ، عن بعض ولد الجارود، عن الجارود أنّه أخذ هذه النّسخة عهد العلاء بن الحضرميّ الّذي كتبه له النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم حين بعثه إلى البحرين: بسم الله الرّحمن الرّحيم، هذا كتابٌ من محمّد بن عبد الله صلّى الله عليه وسلّم الأمّيّ، القرشيّ الهاشميّ، رسول الله ونبيّه إلى خلقه كافّةً للعلاء بن الحضرميّ ومن معه من المسلمين، عهدًا عهده إليهم اتّقوا الله أيّها المسلمون ما استطعتم، فإني قد بعثت عليكم العلاء بن الحضرميّ، وأمرته أن يتّقي الله وحده لا شريك له، ويلين لكم الجناح، ويحسن فيكم السّيرة بالحقّ، ويحكم بينكم وبين من لقي من النّاس بما أنزل الله عزّ وجلّ في كتابه من العدل، وأمرتكم بطاعته إذا فعل ذلك، وقسم فينا، واسترحم فرحم فاسمعوا له وأطيعوا وأحسنوا مؤازرته ومعاونته، فإنّ لي عليكم من الحقّ طاعةً وحقًّا عظيمًا لا تقدّرونه كلّ قدره، ولا يبلغ القول كنه حقّ عظمة الله، وحقّ رسوله، وكما أنّ للّه ورسوله على النّاس عامّةً وعليكم خاصّةً حقًّا واجبًا بطاعته، والوفاء بعهده، ورضي الله عمّن اعتصم بالطّاعة، وعظّم حقّ
أهلها وحقّ ولائها كذلك للمسلمين عليّ، ولائهم حقًّا واجبًا وطاعةً، فإنّ في الطّاعة دركًا لكلّ خيرٍ يبتغى، ونجاةً من كلّ شرٍّ يتّقى، وأنا أشهد الله على من ولّيته شيئًا من أمور المسلمين قليلاً، وكثيرًا فلم يعدل فيهم فلا طاعة له، وهو خليعٌ ممّا ولّيته، وقد للذين معه من المسلمين أيمانهم وعهدهم وذمّتهم، فليستخيروا الله عند ذلك، ثمّ ليستعملوا عليهم أفضلهم في أنفسهم، ألا وإن أصابت العلاء بن الحضرميّ مصيبةٌ فخالد بن الوليد سيف الله خلفٌ فيهم، العلاء بن الحضرميّ فاسمعوا له وأطيعوا ما عرفتم أنّه على الحقّ حتّى يخالف الحقّ إلى غيره، فسيروا على بركة الله، وعونه، ونصره، وعافيته، ورشده، وتوفيقه، فمن لقيتم من النّاس فادعوهم إلى كتاب الله المنزّل، وسنّة رسوله، وإحلال ما أحلّ الله لهم في كتابه، وتحريم ما حرّم الله عليهم في كتابه، وأن يخلعوا الأنداد، ويتبرؤوا من الشّرك والكفر وأن يكفروا بعبادة الطّاغوت واللاّت والعزّى، وأن يتركوا عبادة عيسى بن مريم، وعزير بن حروة والملائكة، والشّمس والقمر والنّيران وكلّ شيءٍ يتّخذ ضدًّا من دون الله، وأن يتولّوا الله ورسوله، وأن يتبرؤوا ممّن برئ الله ورسوله منه، فإذا فعلوا ذلك، وأقرّوا به، ودخلوا في الولاية فبيّنوا لهم عند ذلك ما في كتاب الله الّذي تدعونهم إليه، وأنّه كتاب الله المنزّل مع الرّوح الأمين، على صفوته من العالمين محمّد بن عبد الله، ورسوله ونبيّه وحبيبه أرسله رحمةً للعالمين عامّةً، الأبيض منهم والأسود، والإنس والجنّ كتابٌ فيه نبأ كلّ شيءٍ كان قبلكم، وما هو كائنٌ بعدكم ليكون حاجزًا بين النّاس، يحجز الله به بعضهم عن بعضٍ، وإعراض بعضهم عن بعضٍ، وهو كتاب الله مهيمنًا على الكتب مصدّقًا لما فيها من التّوراة والإنجيل والزّبور، يخبركم الله فيه ما كان قبلكم ممّا قد فاتكم دركه في آبائكم الأوّلين الّذين منهم رسل الله وأنبيائه، كيف كان جوابهم ثمّ لرسلهم، وكيف تصديقهم بآيات الله، وكيف كان تكذيبهم بآيات الله، فأخبر الله عزّ وجلّ في كتابه هذا أنسابهم وأعمالهم، وأعمال من هلك منهم بذنبه ليجتنبوا ذلك أن يعملوا بمثله كي لا يحقّ عليهم في كتاب الله من عقاب الله وسخطه ونقمته مثل الّذي حلّ عليهم من سوء أعمالهم وتهاونهم بأمر الله، وأخبركم في كتابه هذا بأعمال من نجا
ممّن كان قبلكم، لكي تعملوا بمثل أعمالهم، يبيّن لكم في كتابه هذا شأن ذلك كلّه رحمةً منه لكم وشفقةً من ربّكم عليكم، وهو هدًى من الضّلالة، وتبيانٌ من العمى، وإقالةٌ من العثرة، ونجاةٌ من الفتنة، ونورٌ من الظّلمة، وشفاءٌ عند الأحداث... وعصمةٌ من الهلكة، ورشدٌ من الغواية، وأمانٌ من النّفس ومفازةٌ من الدّنيا والآخرة، فيه دينكم، فإذا عرضتم هذا عليهم فأقرّوا لكم به الولاية فاعرضوا عليهم عند ذلك الإسلام، والإسلام الصّلوات الخمس وإيتاء الزّكاة، وحجّ البيت، وصيام رمضان، والغسل من الجنابة، والطّهور قبل الصّلاة، وبرّ الوالدين، وصلة الرّحم المسلمة، وحسن صحبة الوالدين المشركين، فإذا فعلوا ذلك فقد أسلموا، فادعوهم من بعد ذلك إلى الإيمان، وأنصبوا لهم شرائعه ومعالمه ومعالم الإيمان شهادة ألاّ إله إلاّ الله وحده لا شريك له، وأنّ محمّدًا عبده ورسوله، وأنّ ما جاء به محمّدٌ الحقّ، وأنّ ما سواه الباطل، والإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله وأنبيائه واليوم الآخر، والإيمان بما بين يديه وما خلّفه من التّوراة والإنجيل والزّبور، والإيمان بالبينات والحساب، والجنّة والنّار، والموت والحياة، والإيمان للّه ولرسوله وللمؤمنين كافّةً، فإذا فعلوا ذلك وأقرّوا به فهم مسلمون مؤمنون، ثمّ تدلّوهم بعد ذلك على الإحسان، وعلّموهم أنّ الإحسان أن يحسنوا فيما بينهم وبين الله في أداء الأمانة، وعهده الّذي عهده إلى رسله، وعهد رسله إلى خلقه وأئمّة المؤمنين والتّسليم وسلامة المسلمين من كلّ غائلة لسانٍ وأن يبتغوا لبقية للمسلمين كما يبتغي المرء لنفسه والتّصديق بمواعيد الرّبّ ولقاءه، ومعاينته والوداع من الدّنيا في كلّ ساعةٍ والمحاسبة للنفس عند استيفاء كلّ يومٍ وليلةٍ وتزوّد من اللّيل والنّهار، والتّعاهد لما فرض الله تأديته إليه في السّرّ والعلانية فإذا فعلوا ذلك فهم مسلمون مؤمنون محسنون ثمّ انصبوا وانعتوا لهم الكبائر ودلّوهم عليها وخوّفوهم من الهلكة في الكبائر وإنّ الكبائر هي الموبقات وأولى من الشّرك بالله إنّ الله لا يغفر أن يشرك به، والسّحر وما للساحر من خلاقٍ وقطيعة الرّحم يلعنهم الله والفرار من الزّحف فقد باؤوا بغضبٍ من الله والغلول يأتوا بما غلّوا يوم القيامة وقتال النّفس المؤمنة جزاؤه جهّنم وقذف المحصنة لعنوا في الدّنيا والآخرة وأكل مال اليتيم يأكلون في بطونهم نارًا وسيصلون سعيرًا
وأكل الرّبا فائذنوا بحربٍ من الله ورسوله فإذا انتهوا عن الكبائر فهم مسلمون مؤمنون محسنون متّقون وقد أسلموا التّقوى فادعوهم مثل ذلك إلى العبادة والعبادة الصّيام والصّلاة والخشوع والرّكوع والسّجود واليقين والإنابة والإخبات والتّهليل والتّسبيح والتّحميد والتّكبير والصّدقة بعد الزّكاة والتّواضع والسّكون والمواساة والدّعاء والتّضرّع والإقرار بالملكة للّه، والعبوديّة والاستقلال من العمل الصّالح، فإذا فعلوا ذلك فهم مسلمون، مؤمنون محسنون، متّقون، عابدون، وقد استكملوا العبادة، فادعوهم عند ذلك إلى الجهاد، وبيّنوه لهم، ورغّبوهم فيما رغّبهم الله من فضيلة الجهاد وثوابه عند الله، فإن انتدبوا فبايعوهم، وادعوهم حتّى تبايعوهم إلى سنّة الله وسنّة رسوله عليكم عهد الله وذمّته، وسبع كفالاتٍ، قال داود بن المحبّر يقول: الله كفيلٌ عليّ بالوفاء سبع مرّاتٍ، لا تنكثون أيديكم من بيعةٍ، ولا تنقضون أمر والٍ من ولاة المسلمين، فإذا أقرّوا بهذا فبايعوهم، واستغفروا الله لهم، فإذا خرجوا يقاتلون في سبيل الله غضبًا للّه ونصرًا لدينه، فمن لقوا من النّاس فليدعوهم إلى مثل ذلك ما دعوا إليه من كتاب الله إجابته وإسلامه وإيمانه وإحسانه وتقواه، وعبادته وهجرته، فمن اتّبعهم فهو المستجيب المسكين المسلم المؤمن المحسن المتّقي العابد المجاهد، له ما لكم وعليه ما عليكم، ومن أبى هذا عليكم فقاتلوهم حتّى يفيء إلى أمر الله، والفيء إلى دينه، ومن عاهدتم وأعطيتموه ذمّة الله فوفّوا إليه بها، ومن أسلم وأعطاكم الرّضا فهو منكم وأنتم منه، ومن قاتلكم على هذا بعد ما سمّيتموه له، فقاتلوهم، ومن حاربكم فحاربوه، ومن كابدكم فكابدوه، ومن جمع لكم فاجمعوا له، أو غالكم فغيلوه، أو خادعكم فخادعوه، من غير أن تعتدوا، وما ماكركم فامكروا به من غير أن تعتدوا سرًّا أو علانيةً، فإنّه من ينتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيلٍ، واعلموا أنّ الله معكم، يراكم ويرى أعمالكم ويعلم ما تصنعون كلّه، فاتّقوا الله وكونوا على حذرٍ، فإنمّا هذه أمانةٌ ائتمنني عليها ربّي أبلّغها عباده عذرًا منه إليهم، وحجّةً منه احتجّ بها على من بلغه هذا الكتاب من الخلق جميعًا، فمن عمل بما فيه نجا، ومن اتّبع ما فيه اهتدى، ومن خاصم به أفلح، ومن قاتل به نصر، ومن تركه ضلّ حتّى يراجعه، فتعلّموا ما فيه، وأسمعوه آذانكم، وأوعوه أجوافكم، واستحفظوه قلوبكم، فإنّه نور الأبصار، وربيعٌ للقلوب وشفاءٌ لما في الصّدور، وكفى بهذا أمرًا ومعتبرًا وزاجرًا وعظةٌ، وداعيًا إلى الله ورسوله
فهذا هو الخير الّذي لا شرّ فيه كتاب محمّد بن عبد الله، رسول الله ونبيّه للعلاء بن الحضرميّ حين بعثه إلى البحرين يدعو إلى الله ورسوله يأمره إلى ما فيه من حلالٍ، وينهى عمّا فيه من حرامٍ، ويدلّ على ما فيه من رشدٍ، وينهى عمّا فيه من غيٍّ، كتابٌ ائتمن عليه نبيّ الله العلاء بن الحضرميّ، وخليفته خالد بن الوليد سيف الله، وقد أعذر إليهما في الوصيّة ممّا في هذا الكتاب إلى من معهما من المسلمين ولم يجعل لأحدٍ منهم عذرًا في إضاعة شيءٍ منه لا الولاة، ولا المتولّي عليهم، فمن بلغه هذا الكتاب من الخلق جميعًا فلا عذر له، ولا حجّة، ولا يعذر بجهالة شيءٍ ممّا في هذا الكتاب.
كتب هذا الكتاب لثلاثٍ من ذي القعدة لأربع سنين مضين من مهاجرة نبيّ الله صلّى الله عليه وسلّم إلاّ شهرين شهدا الكتاب يوم كتبه ابن أبي سفيان، وعثمان بن عفّان، يمليه عليه ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم جالسٌ، والمختار بن قيسٍ القرشيّ، وأبو ذرٍّ الغفاريّ، وحذيفة بن اليمان العبسيّ، وقصيّ بن أبي عمرو الحميريّ، وشبيب بن أبي مرثدٍ الغسّانيّ، والمستنير بن أبي صعصعة الخزاعيّ، وعوانة بن شمّاخٍ الجهنيّ، وسعد بن مالكٍ الأنصاريّ، وسعد بن عبادة الأنصاريّ، وزيد بن عمرٍو، والنّقباء رجلٌ من قريشٍ ورجلٌ من جهينة، وأربعةٌ من الأنصار حين دفعه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى العلاء بن الحضرميّ وخالد بن الوليد سيف الله.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لجهالة التّابعيّ وكذب داود بن المحبّر.
4392- قال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: وحدّثنا عبد الله بن بكرٍ، حدّثنا حميدٌ، عن أنسٍ، رضي الله عنه، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال لرجلٍ من بني النّجّار أسلم، قال: أجدني كارهًا، قال: أسلم وإن كنت كارهًا.
4393- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا نصر بن عليٍّ، حدّثنا نوح بن قيسٍ، عن أخيه خالد بن قيسٍ، عن قتادة، عن أنسٍ، رضي الله عنه، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كتب إلى بكر بن وائلٍ: من محمّدٍ رسول الله، إلى بكر بن وائلٍ، أسلموا تسلموا، فما وجدنا من يقرأه إلاّ رجلاً من بني ضبيعة فهم يسمّون بني الكاتب.
4393/2- رواه البزّار في مسنده: حدّثنا نصر بن عليٍّ،... فذكره.
قال البزّار: لا نعلمه بهذا اللّفظ، إلاّ بهذا الإسناد.
4393/3- ورواه ابن حبّان في صحيحه: حدّثنا بكر بن أحمد بن سعيدٍ الطّلحيّ، حدّثنا نصر بن عليٍّ،... فذكره.
28- باب النهي عن قتل الرسل وتجار الكفار وما جاء في الرسول يكون حسن الوجه حسن الاسم
4394- قال أبو داود الطّيالسيّ: حدّثنا المسعودي، عن عاصمٍ، عن أبي وائلٍ، عن عبد الله، قال: جاء ابن النّوّاحة، وابن أثالٍ رسولين، لمسيلمة إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال لهما رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: تشهدان أنّي رسول الله؟ فقالا: نشهد أنّ مسيلمة رسول الله، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: آمنت بالله ورسله، لو كنت قاتلاً رسولاً لقتلتكما، قال عبد الله: فمضت السّنة بأنّ الرّسول لا يقتل، قال عبد الله: فأمّا ابن أثالٍ فكفاناه الله، وأمّا ابن النّوّاحة فلم يزل في نفسي حتّى أمكنني الله منه فقتلته.
4394/2- رواه مسدّدٌ: بإسناد الطّيالسيّ ومتنه.
4394/3- ورواه أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا أبو بكر بن عيّاشٍ، عن عاصمٍ، عن أبي وائلٍ، عن ابن معينٍ، قال: خرجت في الفجر أسقي قريبًا لي، فمررت بمسجدٍ من مساجد بني حنيفة، وهم يذكرون مسيلمة، ويزعمون أنّه نبيٌّ، فأتيت ابن مسعودٍ فذكرنا له ذلك، فأرسل معي الشرط فأخذوهم، قال: فقالوا: نستغفر الله ونتوب إليه، قال: فخلّى سبيلهم، إلاّ ابن النّوّاحة فإنّه ضرب عنقه، قال: فقال النّاس: أخذهم في ذنبٍ واحدٍ، فخلّى سبيلهم وقتل هذا، فقال: أما إنّي سأحدّثكم شهدت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وجاءه هذا وآخر معه، فقال لهما رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أتشهدان أنّي رسول الله؟ قال: فقالا: نشهد أنّ مسيلمة رسول الله، قال: آمنت بالله ورسله ثمّ قال: لو كنت قاتلاً وفدًا لقتلتكما.
4394/4- ورواه أحمد بن منيعٍ: حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا المسعوديّ، عن عاصم بن أبي النّجود، عن أبي وائلٍ قال: قال عبد الله: مضت السّنّة ألاّ تقتل الرّسل.
4394/5- قال: وحدّثنا يزيدٌ، حدّثنا المسعوديّ، عن عاصمٍ، عن أبي وائلٍ، قال: لمّا أتى به عبد الله، يعني ابن النّوّاحة، قال: إنّ هذا وابن أثالٍ قدما على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم رسولين لمسيلمة، فقال لهما النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: أتشهدون أنّي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؟ فقالا له: أتشهد أنت أن مسيلمة رسول الله؟ فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لولا أنّكما رسولان لقتلتكما وإنّك اليوم لست برسولٍ والله لأقتلنّك، فإمر به فضربت عنقه.
4394/6- قال: وحدّثنا أبو بكر بن عيّاشٍ، حدّثنا عاصمٌ، عن أبي وائلٍ، عن ابن معينٍ السّعديّ، قال: خرجت أسقي قريبًا لي في المسجد، فمررت على مسجدٍ من مساجد بني حنيفة، فسمعتهم يشهدون أنّ مسيلمة رسول الله، فرجعت إلى ابن مسعودٍ فأخبرته، فبعث إليهم، فأخذهم، وجئ بهم إليه، فتاب القوم واستغفروا، ورجعوا عن قولهم، وقدم رجلٌ منهم يقال له: عبد الله بن النّوّاحة، فضرب عنقه، فقال النّاس: تركت القوم وقتلت هذا، وإنّما دينهم واحدٌ؟ فقال: إنّ هذا وابن أثالٍ قدما على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وافدين من مسيلمة، وأنا عند رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال لهما رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أتشهدان أنّي رسول الله؟ فقالا: نشهد أنّ مسيلمة رسول الله؟ فقال: آمنت بالله ورسله، لو كنت قاتلاً وفدًا لقتلتكما، فلذلك قتلته، وأمر بمسجدهم فهدمه.
4394/7- قال: وحدّثنا أبو معاوية، حدّثنا الأعمش، عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرّبٍ، قال عبد الله لابن النّوّاحة: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: لولا أنّك رسولٌ لقتلتك فأمّا اليوم فلست برسولٍ، قم يا حرشة فاضرب عنقه، فقام فضرب عنقه.
4394/8- ورواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا محمّدٌ، حدّثنا ابن مهديٍّ، عن سفيان، عن عاصم، عن أبي وائلٍ، عن عبد الله: أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال: لولا أنّك رسول لقتلتك يعني رسول مسيلمة.
4394/9- قال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا إبراهيم بن الحجّاج، حدّثنا سلاّم أبو المنذر،
حدّثنا عاصم، عن أبي وائلٍ، عن عبد الله بن مسعودٍ، أنّ مسيلمة بعث رجلين أحدهما ابن أثال بن حجرٍ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أتشهدان أنّ محمّدًا رسول الله؟ فقالا: نشهد أنّ مسيلمة رسول الله، فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: آمنت بالله ورسله، لو كنت قاتلاً وفدًا قتلته، فبينما ابن مسعودٍ بالكوفة، إذ رفع إليه الرّجل الّذي مع ابن أثالٍ وهو قريبٌ له، فأمر بقتله، فقال القوم: هل تدرون لم قتلت هذا؟ قالوا: لا ندري، فقال: إنّ مسيلمة بعث هذا مع ابن أثال بن حجرٍ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أتشهدان أنّ محمّدًا رسول الله؟ فقالا: نشهد أنّ مسيلمة رسول الله فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: آمنت بالله ورسله، لو كنت قاتلاً وفدًا قتلتكما قال: فلذلك قتلته، قال أبو وائلٍ: وكان الرّجل يومئذٍ كافرًا.
4394/10- ورواه ابن حبّان في صحيحه: أنبأنا الفضل بن الحباب الجمحيّ، حدّثنا محمّد بن كثيرٍ العبديّ، حدّثنا سفيان الثّوريّ، عن أبي إسحاق، عن حارثة بن مضرّبٍ أنّه أتى عبد الله، يعني ابن مسعودٍ، فقال: ما بيني وبين أحدٍ من العرب أحيّه، وإنّي مررت بمسجدٍ لبني حنيفة، فإذا هم يؤمنون بمسيلمة فأرسل إليهم عبد الله فحدّثهم فاستتابهم، غير ابن النّوّاحة، قال له: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: لولا أنّك رسولٌ لضربت عنقك، وأنت اليوم لست برسولٍ له، فأمر قرظة بن كعبٍ فضرب عنقه في السّوق، ثمّ قال: من أراد أن ينظر إلى ابن النّوّاحة فلينظر إليه قتيلاً في السّوق.
4394/11- ورواه الحاكم في المستدرك من طريق القاسم بن عبد الله، عن أبيه، قال: جاء رجلٌ إلى عبد الله بن مسعودٍ، فقال: يا أبا عبد الرّحمن إنّ هاهنا قومًا يقرؤون على قراءة مسيلمة، قال: كتابٌ غير كتاب الله ورسولٌ غير رسول الله بعد فشو الإسلام؟! فرده فجاء إليه فقال: يا عبد الله، والذي لا إله غيره إنهم في الدار يقرءودن على قراءة مسيلمة وإن معهم لمصحفًا فيه قراءة مسيلمة وذلك في زمن عثمان بن عفان رضي الله عنه، فقال عبد الله لقرظة، وكان صاحب خيل، انطلق حتى تحيط بالدار فتأخذ من فيها ففعل فأتاه
بثمانين رجلا، فقال لهم عبد الله: ويحكم أكتاب غير كتاب الله، تعالى، أو رسول غير رسول الله صلى الله عليه وسلّم؟! فقالوا: نتوب إلى الله فإنا قد ظلمنا، فتركهم عبد الله لم يقاتلهم وسيرهم إلى الشام غير رئيسهم ابن النواحة أبى أن يتوب فقال عبد الله لقرظة: اذهب فاضرب عنقه واطرح رأسه في حجر أمه فإني أراها قد علمت فعله، ففعل ثم أنشأ عبد الله يحدث بحديث فقال: إن هذا جاء هو وابن أثال رسولين من عند مسيلمة إلى رسوله الله فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلّم: تشهد أني رسول الله صلى الله عليه وسلّم؟ فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلّم: تشهد أن مسيلمة رسول الله صلى الله عليه وسلّم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: لولا أنك رسول لقتلتك. فجرت السنة يومئذ أن لا تقتل الرسل.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد.
4395- وقال مسدّدٌ: حدّثنا عيسى بن يونس، حدّثنا إسماعيل، عن قيسٍ، أنّ رجلاً أتى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فجثا على ركبتيه فحمد الله وجعل يتحدّث معه قال: قاتلك الله، أيّ كلمةٍ الشّيطان، لو كنت قاتلاً وفدًا من العرب لقتلته.
4396- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا عبّاد بن العوّام، حدّثنا حجّاجٌ، عن أبي الزّبير، عن جابرٍ، قال: كنّا لا نقتل تجّار المشركين على عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
4396/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا زهيرٌ، حدّثنا عبّاد بن العوّام،... فذكره.
قلت: وسيأتي في كتاب الأدب في باب اطلبوا الخير عند حسان الوجوه من حديث الحضرميّ بن لاحقٍ أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: إذا أبردتم بريدًا، فأبردوه حسن الوجه، حسن الاسم إلى غير ذلك من الأحاديث في هذا الباب.
29- باب الحرب خدعة
4397- قال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا عبد الرّحيم بن سليمان، عن زكريّا، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن ذي حدّانٍ، عن عليٍّ، رضي الله عنه، قال: إنّ الله قضى على لسان نبيّه أنّ الحرب خدعةٌ.
4398- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا محمّد بن مرزوقٍ، حدّثنا الحسيني، يعني الأشقر، حدّثنا عبد الله، يعني ابن بكيرٍ، عن حكيم بن جبيرٍ، عن سوّار بن أبي إدريس، عن المسيّب بن نجية، قال: دخلنا على الحسين بن عليٍّ، رضي الله عنهما، فقال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: الحرب خدعةٌ.
4398/2- رواه البزّار: حدّثنا صفوان بن المغلّس، حدّثنا محمّد بن سعيدٍ، حدّثنا عبد الله بن بكيرٍ،... فذكره.
ورواه الطّبرانيّ، وله شاهد من حديث أنس بن مالكٍ رواه أحمد بن حنبلٍ في مسنده.
4399- قال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا أبو ياسرٍ عمّارٌ، حدّثنا هشام أبو المقدام، حدّثني أبي، عن يوسف بن عبد الله بن سلاّمٍ، عن أبيه، رضي الله عنه، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: الحرب خدعةٌ.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لضعف هشام بن زيّادٍ، أبو المقدام.
30- باب المعاهدة مع أهل الشرك والترهيب من نقض العهد
4400- قال إسحاق بن راهويه: أنبأنا يحيى بن آدم، أنبأنا ابن أبي زائدة، عن المجالد بن سعيدٍ، عن زياد بن علاقة، عن سعد بن أبي وقّاصٍ، رضي الله عنه، قال: لمّا قدم النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم المدينة، جاءت جهينة، فقالوا له: أنت قد نزلت بين أظهرنا فما وثقنا حتّى نأمنك وتأمنّا، قال: فأوثق لهم ولم يسلموا.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لضعف مجالد بن سعيدٍ الهمدانيّ، وإن روى له مسلمٌ، فإنّما أخرج له مقرونًا بغيره وضعّفه يحيى بن معينٍ، وأبو حاتمٍ، وابن سعدٍ، ويعقوب بن سليمان، والسّاجيّ، وابن حبّان، وابن عديٍّ، والدّارقطنيّ وغيرهم.
4401- قال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا عبيد الله بن موسى، حدّثنا بشير بن مهاجرٍ، عن ابن بريدة، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ما نقض قومٌ العهد إلاّ كان القتل بينهم، ولا ظهرت الفاحشة في قومٍ قطّ، إلاّ سلّط الله عليهم الموت.
4401/2- وقال الرّويانيّ: حدّثنا محمّد بن إسحاق، قال: حدّثنا عبيد الله بن موسى،... فذكره.
هذا إسنادٌ حسنٌ وله شاهدٌ من حديث عبد الله بن عمر، رواه ابن ماجة في سننه، والبزّار في مسنده.
31- باب ما جاء في الرمي وفضله وفيمن شاب شيبة في الإسلام
4402- قال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا عبد الرّحيم، عن عبد الله بن سعيدٍ المقبريّ، عن أبيه، عن القعقاع بن أبي حدردٍ الأسلميّ، قال: مرّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بأناسٍ من أسلم وهو يتناضلون فقال: ارموا يا بني إسماعيل، ارموا فإنّ أباكم كان راميًا، ارموا وإنّ مع ابن الأكوع، فأمسك القوم بأيديهم، فقال: مالكم لا ترمون؟ قالوا: يا رسول الله ترمي وقد قلت: أنا مع ابن الأكوع، وقد علمت أنّ حزبك لا يغلب، قال: فارموا وأنا معكم كلّكم.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ، عبد الله بن سعيدٍ المقبريّ، ضعّفه أحمد بن حنبلٍ، وابن معينٍ، وعبد الرّحمن بن مهديٍّ، وأبو حاتمٍ، والفلاّس، والبخاريّ، والنّسائيّ، وابن عديٍّ وغيرهم، لكنّ المتن له شاهدٌ في صحيح البخاريّ وغيره من حديث سلمة بن الأكوع.
وقعقاع أبو عبد الله الأسلميّ المكّيّ مختلفٌ في صحبته قال البخاريّ: له صحبةٌ وحديثه لا يصحّ، وذكره ابن حبّان في الثقات، وقال ابن أبي حاتمٍ: لا تصحّ صحبتة.
4403- وقال عبد بن حميدٍ: أنبأنا يزيد بن هارون، قال: أنبأنا سالم بن عبيدٍ، عن أبي عبد الله، عن محمّد بن سعد بن أبي وقّاصٍ، عن أبيه، رضي الله عنه، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان يقول: لكلّ مسلمٍ ثلاثٌ: ما من رجلٍ من المسلمين يرمي بسهمٍ في سبيل الله، في العدوّ، أصاب، أو أخطأ، إلاّ كان أجر ذلك السّهم له كعدل نسمةٍ، وما من رجلٍ من المسلمين ابيضّت منه شعرةٌ في سبيل الله، إلاّ كانت له نورًا يوم القيامة يسعى بين يديه، وما من رجلٍ من المسلمين أعتق صغيرًا،، أو كبيرًا، إلاّ كان حقًّا على الله أن يجزيه بكل عضوٍ منه أضعافًا مضاعفةً.
وقد تقدّم لهذا الحديث شواهد في كتاب الزّينة في باب من شاب شيبةً.
4404- وقال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا زائدة، عن الأعمش، عن عمرو بن مرّة، عن أبي عبيدة، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يوم ثقيفٍ: قاتلوا أهل البغي فمن بلغ العدوّ بسهمٍ فله درجةٌ، فقال رجلٌ: يا رسول الله، ما الدّرجة؟ قال: الدّرجة ما بين السّماء والأرض.
32- باب فيمن وجد من المشركين غفلة فقتلهم وما جاء في الرجل يقاتل تحت راية قومه
4405- قال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا أبو معاوية، عن هشامٍ، عن أبيه أنّ المغيرة بن شعبة، رضي الله عنه، صحب قومًا من المشركين فوجد منهم غفلةً فقتلهم، وأخذ أموالهم، وجاء بها إلى النّبيّ فأبي أن يقبلها.
4405/2- رواه النّسائيّ في الكبرى، عن محمّد بن آدم، عن أبي معاوية.
4406- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا عبد الله بن عمر بن أبانٍ، حدّثنا ابن أبي غنيّة، عن عقبة بن المغيرة الشّيبانيّ، عمّن حدّثه، عن جدّ أبيه المخارق، قال: لقيت عمّار بن ياسرٍ يوم الجمل وهو يبول في قرنٍ، فقلت له: أقاتل معك وأكون معك، قال: قاتل تحت راية قومك، فإنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان يستحبّ للرّجل أن يقاتل تحت راية قومه.
4406/2- رواه أحمد بن حنبل في مسنده: حدّثنا يحيى بن عبد الملك بن أبي غنية: حدّثنا عقبة بن المغيرة، عن جد أبيه المخارق... فذكره.
4407- قال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا عبد الواحد بن غياثٍ، قال: حدّثنا قزعة بن سويدٍ، عن الحجّاج بن الحجّاج عن سويد بن حجيرٍ، عن أنسٍ، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: من قاتل تحت راية عميّةٍ يدعو عصبيّةً، أو ينصر عصبيّةً فقتلته جاهليّةٌ.
هذا إسنادٌ حسنٌ، قزعة بن سويدٍ مختلفٌ فيه.
33- باب النهي عن الفرار وما جاء في الصمت عند القتال وتوفرة الأظفار في أرض العدو
4408- قال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا وكيعٌ، عن أبي جعفرٍ، عن الرّبيع، عن أبي العالية، أو عن غيره، عن عبد الله بن مغفّلٍ المزنيّ، أنّه كان أحد النّفر الّذين أنزلت فيهم: {ولا على الّذين إذا ما أتوك لتحملهم...} الآية، قال: إنّي لآخذ بعض أغصان الشّجرة وأظلّل بها النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وهم يبايعونه، فقالوا: يا رسول الله، نبايعك على الموت، قال: لا، ولكن لا تفرّوا.
4409- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أميّة بن بسطامٍ، حدّثنا معتمرٌ، حدّثنا ثابتٌ، عن أبي رهمٍ، عن رجلٍ، عن زيد بن أرقم، رضي الله عنه، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: إنّ الله يحبّ الصّمت عند ثلاثٍ: عند تلاوة القرآن، وعند الزّحف، وعند الجنازة.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لجهالة التّابعيّ لكنّ المتن له شاهدٌ من حديث أبي موسى الأشعريّ، رواه أبو داود في سننه، وسكت عليه، فهو عنده حديثٌ صالحٌ للعمل به وللاحتجاج.
4410- وقال مسدّدٌ: حدّثنا عيسى، حدّثنا أبو بكر بن أبي مريم، عن أشياخه، أن عمر رضي الله عنه قال: وفروا أظفاركم في أرض العدو؟ فإنها سلاح.
هذا إسناد ضعيف، وفيه انقطاع.
34- باب ما جاء في الشهداء وفضلهم
4411- قال أبو داود الطّيالسيّ: حدّثنا المسعوديّ، عن عطاء بن السّائب، قال: دخلت مسجد الكوفة يوم الجمعة فإذا رجلٌ قد اجتمع النّاس عليه، فلو استطاعوا أن يدخلوه بطونهم لأدخلوه، من حبّهم إيّاه وإذا هو يحدّث، قال: قال عبد الله: لا تكثروا الشّهادة، قتل فلانٌ شهيدًا، قتل فلانٌ شهيدًا، فإن كنتم لا بدّ مثنين على قومٍ أنّهم استشهدوا فأثنوا على سريّةٍ بعثهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى حيٍّ فلم يلبسوا إلاّ يسيرًا، حتّى قام فينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال: ألا إنّ إخوانكم قد لقوا ربّهم، ألا وإنّهم سألوا الله أن يبلغ عنهم بأنّهم قد رضوا، ورضي عنهم، فإن كنتم مثنين على قومٍ أنّهم شهداءٌ، فأثنوا على أولئك، قال: وإذا الرّجل أبو عبيدة.
4411/2- رواه محمّد بن يحيى بن أبي عمر: حدّثنا المقرئ، حدّثنا المسعوديّ،... فذكره.
4412- قال أبو داود الطّيالسيّ: وحدّثنا هشامٌ، عن يحيى بن أبي كثيرٍ، عن عامرٍ العقيليّ، عن أبيه، عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: عرض عليّ أوّل ثلاثةٍ يدخلون الجنّة، وأوّل ثلاثةٍ يدخلون النّار، فأمّا أوّل ثلاثةٍ يدخلون الجنّة: فالشّهيد، وعبدٌ أدّى حقّ الله عزّ وجلّ ونصح لسيّده، وفقيرٌ متعفّفٌ ذو عيالٍ، وأمّا أوّل ثلاثةٍ يدخلون النّار: فسلطانٌ متسلّطٌ، وذو ثروةٍ من المال لم يؤدّ حقّ ماله، وفقيرٌ فخورٌ.
4412/2- رواه أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا وكيعٌ، عن عليٍّ بن مبارك، عن يحيى بن أبي كثيرٍ به.
قلت: رواه التّرمذيّ في الجامع من طريق عليّ بن مبارك به، مختصرًا على الثّلاثة الأول حسب.
4413- قال الطّيالسيّ: وحدّثنا شعبة، عن سعد بن إبراهيم، سمعت رجلاً من بني مخزومٍ يحدّث، عن عمّه، أنّ معاوية، أراد أن يأخذ الوهط من عبد الله بن عمرٍو، فأمر مواليه أن يتسلّحوا فقيل له في ذلك، فقال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: من قتل دون ماله فهو شهيدٌ.
4414- قال الطّيالسيّ: وحدّثنا عمرو بن مرزوقٍ، قال: حدّثني يحيى بن عبد الحميد الأنصاريّ، قال: حدّثني جدّي، عن رافع بن خديجٍ، أنّه أصابه سهمٌ مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في بعض غزواته، فقال له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: يا رافع إن شئت نزعت السّهم وتركت القطبة وأشهد لك يوم القيامة أنّك شهيدٌ، ففعل.
4415- وقال مسدّد: حدّثنا سفيان بن عيينة، عن أبي الزبير، عن جابر قال: لما أمر بحفر العين التي عند أحد بالمدينة، نودي بالمدينة من كان له قتيل فليخرج إليه، قال جابر: فخرجنا إليهم فأخرجناهم رطابا يتمثنون فأصابت المسحاة أصبع رجل منهم فانفطرت دمًا.
4416- وقال محمّد بن يحيى بن أبي عمر: حدّثنا سفيان، حدّثنا أيّوب، عن ابن سيرين، عن أبي العجفاء: سمعت عمر، رضي الله عنه، يقول: وأخرى تقولونها لبعض من يقتل في مغازيكم قتل فلانٌ شهيدًا، أو مات شهيدًا ولعّله، أو عسى أن يكون قد أوفرت راحلته، أو عجز راحلته ذهبًا، أو ورقًا يلتمس التّجارة، فلا تقولوا ذلكم ولكن قولوا كما قال أبو القاسم صلّى الله عليه وسلّم، أو كما قال محمّدٌ صلّى الله عليه وسلّم: من قتل في سبيل الله فهو شهيدٌ.
4417- قال محمّد بن يحيى بن أبي عمر: حدّثنا المقرئ، عن الأفريقيّ، عن عبد الله بن عمرٍو، قال: خرج علينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال: ما تعدّون الشّهداء؟ قالوا: من قتل في سبيل الله فهو شهيدٌ، فقال: شهداء أمّتي إذًا لقليل، من قتل في سبيل الله فهو شهيدٌ، ومن قتله الطّاعون فهو شهيدٌ، ومن قتله البطن فهو شهيدٌ، ومن غرق في سبيل الله فهو شهيدٌ، والمرأة يقتلها نفاسها فهي شهيدةٌ.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لضعف عبد الرّحمن الأفريقيّ.
4418- رواه أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن عمرو بن شعيبٍ، عن أبيه، عن جدّه يبلّغ به النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: من قتل دون ماله فهو شهيدٌ.
4418/2- قال محمّد بن يحيى بن أبي عمر: حدّثنا، عن المثنّى بن الصّبّاح، عن عمرو بن شعيبٍ، عن أبيه، عن جدّه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ليقاتل الرّجل على ماله، ولا يقاتل حتّى يتعوّذ ثلاثًا يقول: أعوذ بالله وبالإسلام منك، فإن قتل كان شهيدًا، ومن قتل كان في النّار.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لضعف المثنّى بن الصّبّاح.
4419- وقال إسحاق بن راهويه: أنبأنا أبو نعيمٍ الفضل بن دكينٍ، حدّثني بدر بن عثمان، حدّثني أبو بكر بن حفص بن عمر بن سعيد بن أبي وقّاصٍ، عن سعدٍ، قال: كنّا عند بعض أصحاب محمّدٍ صلّى الله عليه وسلّم يومًا في مرضةٍ مرضها وهو مغمًى عليه، فأقبل عليه النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقال: ما الّذي كنتم عليه؟ قلنا: تذاكرنا الشّهداء من هذه الأمّة ما نراه إلاّ من خرج بماله حتّى يقتل، قال: إنّ شهداء أمّتي إذًا لقليلٌ يستشهدون بالقتل والطّاعون والغرق والبطن، وموت المرأة جمعًا موتها في نفاسها.
4420- قال: وأنبانا الفضل بن دكينٍ، حدّثنا أبانٌ عبد الله البجليّ، حدّثني أبو بكر بن حفص بن عمر بن سعدٍ، قال: خاصم سعد بن أبي وقّاصٍ طلحة بن عبيد الله في ماله فجاء طلحة يومًا وسعدٌ قاعدٌ مخترطًا سيفه واضعه على فخذيه، فقال له طلحة: لمن أعددت هذا يا سعد؟ قال: لك، وقال: أو كنت فاعلاً، قال: إنّي والّذي بعث محمّدًا بالحقّ لسمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: من قاتل على ماله، أو مالٍ له فقتل كان شهيدًا.
4420/2- رواه أحمد بن منيعٍ: حدّثنا أبو أحمد، حدّثنا أبان بن عبد الله البجليّ، عن أبي بكر بن حفصٍ، قال: قال سعدٌ: سمعت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، يقول: من قتل دون ماله فهو شهيدٌ.
4421- وقال إسحاق: وحدّثنا أبو الوليد هشام بن عبد الملك، حدّثني عمرو بن مرزوقٍ، يعني الواشحي، حدّثني يحيى بن عبد الحميد بن رافع بن خديجٍ، عن جدّته، قالت: أصيب رافع بن خديجٍ يوم أحدٍ في ثندويه بسهمٍ، فأتى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال: أنزع السّهم؟ فقال: إن شئت نزعت السّهم والقطبة، وإن شئت نزعت السّهم وتركت القطبة وشهدت لك يوم القيامة أنّك شهيدٌ، فقلت: انزع السّهم واترك القطبة، واشهد لي يوم القيامة أنّي شهيدٌ، فقال: نعم؟ فقال: نعم فنزع السّهم وترك القطبة، فعاش حياة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وأبي بكرٍ، وعمر، وعثمان، فلمّا كان زمن معاوية، أو بعده مات بعد العصر فرأوا أن يخرجوه، فقال ابن عمر: إنّ مثل رافع بن خديجٍ لا يخرج به حتّى يؤذن من حولنا من القرى فجلس من الغد فلمّا كان الغد أخرج فبكت مولاةٌ له على شفير القبر، فقال ابن عمر: إنّ الشّيخ لا طاقة له بعذاب الله من هذه السّفيهة، أو كلمةً نحوها.
4422- وقال أحمد بن منيعٍ: حدّثنا مروان، عن يزيد بن سنانٍ، عن ميمون بن مهران، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من أريد ماله وقوتل فقتل فهو شهيدٌ.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لضعف يزيد بن سنانٍ.
4423- قال أحمد بن منيعٍ: وحدّثنا يزيد، حدّثنا جويبر، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ، رضي الله عنهما، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: القتيل دون أهله شهيدٌ، والقتيل دون جاره شهيدٌ، وكلّ قتيلٍ في جنب الله شهيدٌ.
4423/2- رواه الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا عبد الوهّاب بن عطاءٍ، أنبأنا جويبر، عن ابن عبّاسٍ، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: من قتل دون ماله مظلومًا فهو شهيدٌ، ومن قتل دون نفسه فهو شهيدٌ، ومن قتل دون أهله فهو شهيدٌ، ومن قتل دون جاره فهو شهيدٌ، ومن قتل في جنب الله فهو شهيدٌ.
قلت: مدار حديث ابن عبّاسٍ هذا على جويبر بن سعيدٍ البلخيّ وهو ضعيفٌ، ضعّفه وأحمد، وابن معينٍ، والنّسائيّ، وابن الجنيد، والدّار قطنيّ، وأبو أحمد الحاكم، والحاكم أبو عبد الله، والذّهبيّ وغيرهم.
4424- قال أحمد بن منيعٍ: حدّثنا عبّاد بن عبّادٍ، عن ابن عونٍ، عن هلال بن أبي زينبٍ، عن شهر بن حوشبٍ، عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: ذكر الشّهيد عند النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال: ما تجفّ الأرض من الشّهيد حتّى تبتدراه زوجتاه من الحور العين كأنّهما ظئران أظلتا فصيلهما في براح الأرض بيد إحداهما، أو بيد كلّ واحدةٍ منهما حلّة خيرٍ من الدّنيا وما فيها.
4424/2- رواه محمّد بن يحيى بن أبي عمر: عن حميد بن مسعدة، عن ابن عونٍ.
4424/3- وأبو بكر بن أبي شيبة، عن ابن أبي عديٍّ، عن ابن عونٍ،... فذكره دون قوله: من الحور العين.
4424/4- ورواه ابن ماجة في سننه: عن أبي بكر بن أبي شيبة.
قلت: مدار طرق حديث أبي هريرة هذا على هلال بن أبي زينب وهو ضعيفٌ كما بيّنته في على زوائد ابن ماجة، واسم أبي زينب فيروزٌ.
الظّئر: بكسر الظّاء المعجمة بعدها همزةٌ ساكنةٌ: المرضع، ومعناه أنّ زوجتيه من الحور العين تبتدرانه وتحنوان عليه، وتظلاّنه، كما تحنو النّاقة المرضع على فصيلها، ويحتمل أن يكون أضلّتا بالضّاد فيكون النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، شبّه بدارهما إليه باللهفة، والحنوّ، والشّوق كبدار النّاقة المرضع إلى فصيلها الّتي أضلّته، ويؤيّد هذا الاحتمال قوله: في براح الأرض، والله أعلم، والبراح بفتح الباء الموحّدة والحاء المهملة هي الأرض المتّسعة لا زرع فيها، ولا شجر.
4425- وقال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا عفّان، حدّثنا شعبة، قال أبو بكر بن حفصٍ سمعت أبا المصبح أو ابن مصبحٍ شكّ أبو بكرٍ، عن ابن السّمط، عن عبادة بن الصّامت، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عاد عبد الله بن رواحة، قال: فما تجوز له عن فراشه، قال: فقال: هل تدرون من شهداء أمّتي؟ قالوا: قتل المسلم شهادةٌ، قال: إنّ شهداء أمّتي إذًا لقليلٌ، قتل المسلم شهادةٌ والبطن شهادةٌ، والغرق شهادةٌ، والطّاعون شهادةٌ، والمرأة يقتلها ولدها جمعًا شهادةٌ.
4425/2- رواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا يحيى بن سعيدٍ، عن شعبة،... فذكره.
4425/3- قال: وحدّثنا عبد الصّمد، حدّثنا همّامٌ، حدّثنا قتادة، عن صاحبٍ له، عن راشد بن حبيشٍ، عن عبادة بن الصّامت، رضي الله عنه، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أتاه يعوده، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أتعلمون من الشّهيد من أمّتي؟ فلزم القوم، فقال عبادة: ساندوني فأسندوه، فقال: يا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الصّابر المحتسب، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إنّ شهداء أمّتي إذًا لقليلٌ القتل في سبيل الله، عزّ وجلّ، شهادةٌ، والطّاعون شهادةٌ، والبطن شهادةٌ، والنّفساء يجرّها ولدها بسرره إلى الجنّة.
4425/4- قال: وحدّثنا سريج، حدّثنا المعافى، حدّثنا مغيرة بن زيّادٍ، عن عبادة بن نسيٍّ، عن الأسود بن ثعلبة، عن عبادة بن الصّامت، قال: أتاني رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأنا مريضٌ في ناسٍ من الأنصار يعودني، فقال: هل تدرون من الشّهيد؟ فسكتوا، فقال: هل تدرون من الشّهيد؟ فقلت لامرأتي: أسنديني، فقلت: من أسلم ثمّ هاجر، ثمّ قتل في سبيل الله فهو شهيدٌ،... فذكره.
4425/5- قال عبد الله بن أحمد بن حنبلٍ: حدّثني أبو بكرٍ عبد الواحد بن غياثٍ، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن أبي سنانٍ، عن يعلى بن شدّادٍ، سمعت عبادة بن الصّامت، يقول: عادني رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في نفرٍ من أصحابه، فقال: هل تدرون من الشّهداء من أمّتي؟ مرّتين، أو ثلاثًا فسكتوا، فقال عبادة: أجيبوا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم،... فذكره.
4425/6- قال: وحدّثنا وكيعٌ: حدّثنا هشام بن الغاز، عن عبادة بن نسيٍّ، عن عبادة بن الصّامت،... فذكره من غير ذكر الأسود.
4426- قال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: وحدّثنا داود بن المحبّر، حدّثنا إسماعيل بن عيّاشٍ، عن أبان بن أبي عيّاشٍ، عن أنس بن مالكٍ، رضي الله عنه، قال: ذكر عند رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الشّهداء، قال: الّذين إذا لقوا العدوّ لم يلفتوا وجوههم حتّى يقتلوا، أولئك الّذين يتأبّطون في الغرفات العلا من الجنّة، ويضحك ربّك إليهم، وإذا ضحك ربّك إلى عبدٍ في موطنٍ فلا حساب عليه.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ.
4427- قال الحارث: حدّثنا داود بن المحبّر وحدّثنا عبّاد بن كثيرٍ، عن يحيى بن أبي كثيرٍ، عن سلمان الفارسيّ، رضي الله عنه، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: إنّ الله عزّ وجلّ يقبض أرواح شهداء البحر بيده، ولا يكلهم إلى ملك الموت، ومثل روحه حين تخرج من صدره كمثل اللّبن حين يدخل صدره.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ وفيه انقطاعٌ، يحيى بن أبي كثيرٌ لم يدرك سلمان، وداود بن المحبّر كذّابٌ.
4428- قال الحارث: وحدّثنا داود بن المحبّر بن قحذمٍ البصريّ، حدّثنا عبّاد بن كثيرٍ، عن يزيد الرّقاشيّ، وعن المغيرة بن حميدٍ، عن أنس بن مالكٍ، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: الشّهداء ثلاثةٌ: رجلٌ خرج بنفسه وماله صابرًا محتسبًا، لا يريد أن يقتل، ولا يقتل، فإن مات، أو قتل غفرت له ذنوبه كلّها، ويجار من عذاب القبر، ويؤمن من الفزع الأكبر، ويزوّج من الحور العين، ويحلّ عليه جاه الكرامة، ويوضع على رأسه تاج الخلد، والثّاني رجلٌ خرج بنفسه وماله محتسبًا يريد أن يقتل، ولا يقتل، فإن مات، أو قتل كانت ركبته بركبة إبراهيم خليل الرّحمن صلّى الله عليه وسلّم بين يدي الله في مقعد صدقٍ، والثّالث رجلٌ خرج بنفسه وماله محتسبًا يريد أن يقتل ويقتل فإن مات، أو قتل جاء يوم القيامة شاهرًا سيفه واضعه على عاتقه والنّاس جاثون على الرّكب يقولون: افرجوا لنا فإنا قد بذلنا دماءنا للّه، عزّ وجلّ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: فوالّذي نفسي بيده لو قال ذلك لإبراهيم صلّى الله عليه وسلّم، أو لنبيٍّ من الأنبياء لتنحّى له عن الطّريق، لما يرى من حقّه، فلا يسأل الله شيئًا إلاّ أعطاه، ولا يشفع لأحدٍ إلاّ شفّع فيه ويعطى في الجنّة ما أحبّ، ولا يفضله في الجنّة منزلاً نبيٌّ، ولا غيره، وله في جنّة الفردوس ألف ألف مدينةٍ من فضّةٍ، وألف ألف مدينةٍ من ذهبٍ، وألف ألف مدينةٍ من لؤلؤٍ، وألف ألف مدينةٍ من ياقوتٍ، وألف ألف مدينةٍ من درٍّ، وألف ألف مدينةٍ من زبرجدٍ، وألف ألف مدينةٍ من نورٍ يتلألإ نورًا، في كلّ مدينةٍ من هذه المدائن ألف ألف قصرٍ، في كلّ قصرٍ ألف ألف بيتٍ، في كلّ بيتٍ ألف ألفٍ سريرٍ من غير جوهر البيت، طوله مسيرة ألف عامٍ، وعرضه مسيرة ألف عامٍ، وطوله في السّماء مسيرة خمسمائة عامٍ عليه زوجةٌ قد برز كمّها من جانبي السّرير عشرين ميلاً من كلّ زاويةٍ، وهي أربعة زوايا، وأشفار عينيها كجناح النّسر، أو كقواديم النّسور وحاجباها كالهلال عليها ثيابٌ نبتت في جنّات عدنٍ، سقياها من تسنيمٍ وزهرها يختطف الأبصار دونها، قال: وقال الحسن:
لو برزت لأهل الدّنيا لم يرها نبيٌّ مرسلٌ، ولا ملكٌ مقرّبٌ إلاّ فتن بحسنها، بين يدي كلّ امرأةٍ منهنّ مائة ألف جاريةٍ بكرٍ خدمٍ سوى خدم زوجها، وبين كلّ سريرٍ كرسيٍّ من غير جوهر السّرير طوله مائة ألف ذراعٍ، على كلّ سريرٍ مائة ألف فراشٍ، غلظ كلّ فراشٍ كما بين السّماء والأرض، وما بينهنّ مسيرة خمسمائة عامٍ، يدخلون الجنّة قبل الصّدّيقين والمؤمنين بخمسمائة عامٍ يفتضّون العذارى، وإذا دنا من السّرير تطامنت له الفرش حتّى يركبها فيعلوا منها حيث شاء فيتّكئ تكأةً مع الحور العين سبعين سنةً، فتناديه أبهى منها وأجمل، يا عبد الله، أما لنا منك دولةٌ؟ فيلتفت إليها فيقول: من أنت؟ فتقول: أنا من الّذين قال الله تعالى: {ولدينا مزيدٌ} ثمّ تناديه أبهى منها وأجمل من غرفةٍ أخرى، يا عبد الله، أما لك فيها من حاجةٍ؟ فيقول: ما علمت مكانك فتقول: أو ما علمت أنّ الله تبارك وتعالى قال: {فلا تعلم نفسٌ ما أخفي لهم من قرّة أعينٍ} فيقول: بلى وربّي، قال: فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: فلعلّه يشتغل عنها بعد ذلك أربعين عامًا ما يشغله عنها إلاّ ما هو فيه من النّعمة واللّذّة، فإذا دخل أهل الجنّة الجنّة ركب شهد البحر قراقير من درٍّ في نهرٍ من نورٍ مجاديفهم قضبان اللّؤلؤ والمرجان والياقوت، ترفعهم ريحٌ تسمّى الزّهراء في موجٍ كالجبال إنّما هو نورٌ يتلألإ، تلك الأمواج أهون في أعينهم وأحلى عندهم من الشّراب البارد في الزّجاجة البيضاء عند أهل الدّنيا في اليوم الصّائف قدماؤهم الّذين كانوا في بحر أصحابهم الّذين كانوا في الدّنيا، تقدّم قراقيرهم من بين أصحابهم ألف ألف سنةٍ، وخمسمائة ألف سنةٍ، وخمسين ألف سنةٍ، وميمنتهم خلفهم على النّصف من قرب أولئك من أصحابهم ومسيرتهم مثل ذلك وساقتهم الّذين كانوا خلفهم في تلك القراقير من درٍّ، فبينما هم كذلك، يسيرون في ذلك النّهر إذ رفعتهم تلك الأمواج إلى كرسيٍّ بين يدي عرش ربّ العزّة، فبينما هم
كذلك إذ طلعت الملائكة عليهم يضفون على خدم أهل الجنّة حسنًا وبهاءً وجمالاً ونورًا كما يضفون هم على سائر أهل الجنّة منازلهم عند الله تبارك وتعالى فيهمّ أحدهم أن يخرّ ليعث خدّامهم من الملائكة ساجدًا فيقول: يا وليّ الله، إنّما أنا خادمٌ، ونحن مائة ألف قهرمان في جنّات عدنٍ، ومائة ألف قهرمان في جنّات الفردوس، ومائة ألف قهرمان في جنّات النّعيم، ومائة ألف قهرمان في جنّة المأوى، ومائة ألف كهرمان في جنّات الخلد، ومائة ألف قهرمان في جنّات الجلال، ومائة ألف كهرمان في جنّات السّلام، كلّ قهرمان منهم، على مائة مدينةٍ، في كلّ مدينةٍ مائة ألف قصرٍ، في كلّ قصرٍ مائة ألف بيتٍ من ذهبٍ وفضّةٍ، ودرٍّ، وياقوتٍ وزبرجدٍ، ولؤلؤٍ، ونورٍ، فيها أزواجه وسرره وخدّامه، لو أنّ أدناهم رجلاً نزل به الثّقلان الجنّ والإنس ومثلهم معهم ألف ألف مرّةٍ، لوسعهم أدنى قصرٍ من قصوره ما شاء من النّزل، والخدم، والفاكهة، والثّمار، والطّعام، والشّراب، كلّ قصرٍ مستغنٍ بما فيه من هذه الأشياء على قدر سعتهم جميعًا، لا تحتاج إلى القصر الآخر في شيءٍ من ذلك، وإنّ أدناهم منزلةً الّذي يدخل على الله بكرةً وعشيًّا فيأمر له بالكرامة كلّها لم يستقل حتّى ينظر إلى وجهه الجميل تبارك وتعالى.
4428/2- قال: وزعم المغيرة بن قيسٍ أنّ قتادة وسعيد بن المسيّب، والضّحّاك بن مزاحمٍ، وأبا الزّبير، عن جابر بن عبد الله.
4428/3- والعرزميّ، عن عليّ بن أبي طالبٍ أنّهم حدّثوا بهذا الحديث عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
هذا حديثٌ فيه داود بن المحبّر وهو ضعيفٌ، قال فيه ابن حبّان: كان يضع الحديث.
4429- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا عمرٌو، حدّثنا عمرو بن عثمان الكلابيّ، حدّثنا هارون بن حيّان، عن محمّد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من قتل دون ماله فهو شهيدٌ.
4430- قال أبو يعلى: وحدّثنا هارون بن معروفٍ، حدّثنا ابن وهبٍ: أخبرني عبد الرّحمن بن سعدٍ الصّفّار، عن سهل بن أبي أمامة بن سهلٍ بن حنيفٍ، عن أبيه، عن جدّه، رضي الله عنه، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: إنّ أوّل ما يهراق من دم الشّهيد يغفر له ذنبه كلّه، إلاّ الدّين.
4431- قال أبو يعلى: حدّثنا داود بن رشيدٍ، حدّثنا بقيّة، عن أبي مطيعٍ معاوية، حدّثني نصر بن علقمة، عن أخيه، عن أبي أيّوب، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: من قاتل وصبر حتّى يقتل، أو يغلب، وقي فتنة القبر.
4432- قال أبو يعلى: وحدّثنا يعقوب بن عيسى، ثناه أحمد بن حنبلٍ، حدّثنا إبراهيم بن سعدٍ، عن عبد العزيز بن السّائب، عن عبد الرّحمن بن الحارث بن عبد الله، عن زيد بن عليّ بن حسينٍ، عن أبيه، عن جدّه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من قتل دون حقّه فهو شهيدٌ.
4433- قال: وحدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا محمّد بن الحسن بن أبي الحسن المدنيّ، حدّثني عبد العزيز بن محمّدٍ، عن سهيل بن أبي صالحٍ، عن محمّد بن مسلم بن عائذٍ، عن عامر بن سعدٍ، عن سعد بن أبي وقّاصٍ، أنّ رجلاً جاء إلى الصّلاة ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم يصلّي، فقال: حين انتهى إلى الصّفّ اللهمّ آتني أفضل ما تؤتي عبادك الصّالحين، قال: فلمّا قضى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الصّلاة، فقال: من المتكلّم آنفًا؟ قال الرّجل: أنا يا رسول الله، قال: إذًا يعقر جوادك وتستشهد.
4433/2- ورواه البزّار في مسنده: حدّثنا أحمد بن أبانٍ القرشيّ، حدّثنا عبد العزيز بن محمّدٍ،... فذكره.
4434- قال: وحدّثنا أحمد بن عبدة: حدّثنا عبد العزيز بن محمّدٍ،... فذكره.
وقال: لم يرو مسلم بن عائذٍ، أو محمّد بن مسلم بن عائذٍ، عن عامرٍ إلاّ هذا، ولا يروى عن سعدٍ إلاّ بهذا الإسناد.
ورواه ابن حبّان في صحيحه والحاكم في المستدرك، وقال: صحيحٌ على شرط مسلمٍ.
4435- قال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا عبد الله بن محمّد بن أسماء، حدّثنا عبد الله بن المبارك، عن صفوان بن عمرٍو، أنّ أبا المثنّى الأملوكيّ حدّثه أنّه سمع عتبة بن عبدٍ السّلميّ، وكان من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال: القتلى ثلاثةٌ: رجلٌ مؤمنٌ جاهد بنفسه وماله في سبيل الله، حتّى إذا لقي العدوّ قاتلهم حتّى يقتل، ذلك الممتحن في خيمة الله عزّ وجلّ تحت عرشه، لا يفضله النّبيّون إلاّ بدرجة النّبوّة، ورجلٌ فرّق على نفسه من الذّنوب والخطايا جاهد بنفسه وماله في سبيل الله حتّى لقي العدوّ قاتل حتّى يقتل، فتلك كساعها ممضمضةٌ تحت ذنوبه وخطاياه إنّ السّيف محّاءٌ للخطايا، وأدخل من أيّ أبواب الجنّة شاء، فإنّ لها ثمانية أبوابٍ، ولجهنّم سبعة أبوابٍ، بعضها أفضل من بعضٍ، ورجلٌ منافقٌ جاهد بنفسه وماله في سبيل الله حتّى إذا لقي العدوّ قاتل حتّى يقتل، فذلك في النّار، إنّ السّيف لا يمحو النّفاق.
4435/2- قال: وحدّثنا محمّد بن قدامة، حدّثنا محمّد بن يوسف الفريابيّ، حدّثنا صفوان بن عمرٍو، عن أبي المثنّى الحمصيّ، عن عتبة بن عبدٍ السّلميّ، وكان من أصحاب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: القتلى ثلاثةٌ: مؤمنٌ جاهد بنفسه وماله، لقي العدوّ فقاتلهم، فذلك في خيمة الله تمسّ ركبته ركبة إبراهيم صلّى الله عليه وسلّم لا يفضله النّبيّون إلاّ بدرجة النّبوّة، ورجلٌ قاتل في سبيل الله فقتل، فتلك ممضمضةٌ تحت ذنوبه، ورجلٌ منافقٌ فقاتل فقتل، فإنّ السّيف يمحو الخطايا، ولا يمحو النّفاق.
موقوف
4435/3- قال: وحدّثنا داود بن رشيدٍ، حدّثنا الوليد بن مسلمٍ، عن صفوان بن عمرٍو، عن أبي المثنّى الأملوكيّ، عن عتبة بن عبدٍ السّلميّ، عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فذكر حديث ابن المبارك سواءٌ.
4435/4- رواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا معاوية بن عمرٍو، حدّثنا أبو إسحاق، يعني الفزاريّ، عن صفوان به.
4435/5- قال: وحدّثنا يعمر بن بشرٍ، حدّثنا عبد الله، أنبأنا صفوان بن عمرٍو،... فذكره بتمامه.
وفي روايةٍ لأحمد: فذلك المفتخر في خيمة الله تحت عرشه ولعلّه تصحيفٌ.
ورواه ابن حبّان في صحيحه من طريق عبد الله بن المبارك به.
ورواه الطّبرانيّ والبيهقيّ.
الممتحن بفتح الحاء المهملة هو المشروح صدره، ومنه {أولئك الّذين امتحن الله قلوبهم للتّقوى} أي شرحها ووسّعها.
والمصمصة: بضمّ الميم الأولى وفتح الثّانية وكسر الثّالثة، وبضادين مهملتين، هي الممحّصة المكفّرة.
وفرق: بكسر الرّاء، خاف وجزع.
4436- قال أبو يعلى: وحدّثنا داود بن رشيدٍ، حدّثنا إسماعيل بن عيّاشٍ، عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن كثير بن مرّة، عن نعيم بن همّارٍ، رضي الله عنه، أنّه سمع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وجاءه رجلٌ فقال: أيّ الشّهداء أفضل؟ قال: الّذين يلقون في الصّفّ الأوّل فلا يلفتون وجوههم حتّى يقتلوا، أولئك يتلبطّون في الغرف العليا من الجنّة، ويضحك إليهم ربّك، وإذا ضحك ربّك إلى عبدٍ في الدّنيا، فلا حساب عليه.
4436/2- رواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا الحكم بن نافعٍ، حدّثنا إسماعيل بن عيّاشٍ،... فذكره.
قلت: رواتهما ثقات.
4437- قال أبو يعلى: وحدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا محمّد بن عبد الله الأسديّ، حدّثنا أبان بن عبد الله البجليّ، عن كريم بن أبي حازمٍ، عن سلمى بنت جابرٍ، أنّ زوجها استشهد، فأتت عبد الله بن مسعودٍ، رضي الله عنه، فقالت: يا أبا عبد الرّحمن إنّ زوجي استشهد وقد خطبني الرّجل فأبيت أن أتزوّج حتّى ألقاه فترجو أن يجمع الله بيني وبينه في الجنّة أن أكون من أزواجه، قال: نعم، فقال بعض القوم: يا أبا عبد الرّحمن، ما رأيناك صنعت هذا بامرأةٍ غير هذه، قال: إنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: إنّ أوّل أمّتي لحوقًا بي في الجنّة، امرأةٌ من أحمسٍ.
4437/2- رواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا أبو أحمد، حدّثنا أبان بن عبد الله البجليّ، عن كريم بن أبي حازمٍ، عن جدّته سلمى بنت جابرٍ،... فذكره.
35- باب فيمن يؤيد به هذا الدين
4438- قال مسدّدٌ: حدّثنا يحيى بن سعيدٍ، عن الأعمش، عن المسيّب بن رافعٍ، قال:، قال عامر بن عبدة: سمعت عبد الله بن مسعودٍ يقول: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إنّ الله ليؤيّد هذا الدّين بالرّجل الفاجر.
4438/2- رواه ابن حبّان في صحيحه: حدّثنا أحمد بن يحيى بن زهيرٍ، بتسترٍ، حدّثنا حميد بن الرّبيع، حدّثنا أبو داود الحفريّ، عن سفيان، عن عاصمٍ، عن زرٍّ، عن عبد الله بن مسعودٍ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ليؤيّدنّ الله هذا الدّين بالرّجل الفاجر.
4439- قال مسدّدٌ: وحدّثنا موسى بن حازمٍ، حدّثنا بحر بن موسى، سمعت الحسن، يقول: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ليؤيّدنّ الله هذا الدّين بقومٍ لا خلاق لهم، قيل: يا أبا سعيدٍ من هم؟ قال: ابن سليمٍ وأصحابه.
4429/2- رواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا عبيد الله بن محمّدٍ، سمعت حمّاد بن سلمة، يحدّث، عن عليّ بن زيدٍ وحميدٍ، في آخرين، عن الحسن، عن أبي بكرة، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال: إنّ الله، عزّ وجلّ، سيؤيّد هذا الدّين بأقوامٍ لا خلاق لهم.
4440- قال مسدّدٌ: وحدّثنا حصين بن نميرٍ، حدّثنا سفيان بن حسينٍ، عن الزّهريّ، عن عبد الله بن كعب بن مالكٍ، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: إنّ الله ليؤيّد الدّين بالرّجل الفاجر.
هذا إسناد مرسل، رواته ثقات.
4441- وقال محمّد بن يحيى بن أبي عمر: حدّثنا المقرئ، عن الأفريقيّ، عن عبد الله بن يزيد، عن عبد الله بن عمرٍو، رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إنّ الله يؤيّد الإسلام برجالٍ ما هم من أهله.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لضعف عبد الرّحمن بن زيّاد بن أنعمٍ الأفريقيّ لكنّ المتن له شواهد منها ما بعده، ورواه ابن حبّان في صحيحه من حديث ابن عمر، ومن حديث أنسٍ.
4442- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا يحيى بن أبي بكيرٍ، حدّثنا عبد الله بن عمر القرشيّ: سعيد بن عمرو بن سعيدٍ أنّه سمع أباه يزعم أنّه سمع أباه يوم المرح، يقول: سمعت عمر بن الخطّاب، رضي الله عنه، يقول: لولا أنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: إنّ الله، عزّ وجلّ، سيمنع الدّين بنصارى من ربيعة على شاطئ الفرات ما تركت عربيًّا إلاّ قتلته، أو يسلم.
4442/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا إسحاق بن إسماعيل وخالي أبو جعفر، قالا: حدّثنا يحيى بن أبي بكيرٍ،... فذكره.
4442/3- ورواه النّسائيّ في السير، حدّثنا محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم، عن يحيى،... فذكره.
36- باب صفة الراية ومن يأخذها بحقها وما جاء فيمن اعتقد لواء في غير حق
4443- قال مسدّدٌ: حدّثنا معتمرٌ، حدّثنا عوف، حدّثني شيخٌ، قال: أحسبه أنّه من بكر بن وائلٍ، قال: خرج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم شقّةً خميصةً سوداء ذات يومٍ فعقدها على رمحٍ، ثمّ هزّ الرّاية فقال: من يأخذها بحقّها؟ فهابها المسلمون من أجل الشّرط فقام إليه رجلٌ، فقال: يا رسول الله، أنا آخذها بحقّها، فما حقّها؟ قال: لا تقاتل بها مسلمًا، ولا تقرّبها من كافرٍ.
4444- وقال أحمد بن منيعٍ: حدّثنا الهيثم بن خارجة، حدّثنا إسماعيل بن عيّاشٍ، عن عبد العزيز بن عبيد الله، عن عبادة بن نسيٍّ، عن جنادة بن أبي أميّة، قال: لمّا نزل عمر بن الخطّاب، رضي الله عنه، الجابية، قال لمعاذٍ: يا معاذ، ما عروة هذا الأمر؟ قال: قلت: الإخلاص يا أمير المؤمنين والطّاعة، ثمّ قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: ثلاثٌ من فعلهنّ فقد أجرم، من اعتقد لواءً في غير حقٍّ، أو عقّ والديه، أو مشى مع ظالمٍ ينصره، فقد أجرم، يقول الله عزّ وجلّ: {إنّا من المجرمين منتقمون}.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ، لضعف عبد العزيز.
37- باب الإمام جنة، وما جاء في النعاس عند القتال، ومن قال: خذها وأنا الفتى الغفاري
4445- قال مسدّد: وحدّثنا يحيى، عن سفيان، حدثني عاصم بن بهدلة، عن أبي رزين عن عبد الله قال: النعاس عند القتال أمنة والنعاس في الصلاة من الشيطان.
هذا إسناد رواته ثقات، وأبو رزين اسمه: مسعود بن مالك.
4446- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا شبابة، حدّثنا ورقاء، عن أبي الزّناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: إنّ الإمام جنّةٌ، يقاتل من وراءه ويتّقى به، فإن أمر بتقوى الله وعدل فإنّ له بذلك أجرًا، وإن أمر بغيره فإنّ عليه منه إثمًا.
هذا إسنادٌ رجاله رجال الصّحيح، بل رواه مسلمٌ في صحيحه من طريق زهير بن حربٍ فذكره دون قوله: ويتّقى به.
4447- قال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا كاملٌ، حدّثنا ابن لهيعة: حدّثنا هشام بن سعدٍ، عن قيس بن بشر، عن أبيه، سمعت ابن الحنظلية الأنصاريّ، قال: بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم سريّةً فالتقوا هم والعدوّ، فحمل رجلٌ من بني غفارٍ، فقال: خذها وأنا الفتى الغفاريّ، فقال رجلٌ: بطل أجره فذكر ذلك لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال: وما بأسٌ أن يحمد ويؤجر.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لضعف ابن لهيعة.
38- باب لا يظهر الله على هذه الأمة عدواً ليس منهم
4448- قال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا سريج بن يونس أبو الحارث، حدّثنا عبدة، حدّثنا الأعمش، عن الأنصاريّ، عن عبد الله بن شدّادٍ، عن معاذٍ، قال: أتيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أطلبه، فقيل لي: خرج قبيلٌ، قال: فجعلت لا أمرّ بأحدٍ إلاّ قال: مرّ قبيلٌ، حتّى مررت فوجدته قائمًا يصلّي، قال: فجئت حتّى قمت خلفه، قال: فأطال الصّلاة، قال: فلمّا قضى الصّلاة، قال: قلت: يا رسول الله، لقد صلّيت صلاةً طويلةً، قال: فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إنّي صلّيت صلاة رغبةٍ ورهبةٍ، فسألت الله ثلاثًا فأعطاني اثنتين، ومنعني واحدةً، سألته أن لا يهلك أمّتي غرقًا فأعطانيها، وسألته ألاّ يظهر عليهم عدوًّا ليس منهم فأعطانيها، وسألته ألاّ يجعل بأسهم بينهم فردّها عليّ.
قلت: له شاهدٌ من حديث ثوبان رواه أحمد بن حنبلٍ في مسنده ومسلمٌ في صحيحه، وأبو داود والتّرمذيّ في سننهما، ورواه مسلمٌ أيضًا من حديث سعدٍ، ورواه أحمد بن حنبلٍ من حديث شدّاد بن أوسٍ.
4449- قال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا داود بن رشيدٍ، حدّثنا الوليد بن مسلمٍ، عن محمّد بن مهاجرٍ، عن الوليد بن عبد الرّحمن الجرشيّ، عن جبير بن نفيرٍ، عن النّوّاس بن سمعان، قال: فتح على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأمّته، فقلت: يا رسول الله سيّبت الخيل ووضع السّلاح، وقد وضعت الحرب أوزارها، وقالوا: لا قتال، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: الآن جاء القتال، لا يزال الله، عزّ وجلّ، يزيغ قلوب أقوامٍ تقاتلونهم فيرزقهم الله منهم حتّى يأتي أمر الله على ذلك، وعقر دار المؤمنين بالشّام.
39- باب كف القتل عمن قال: إني مسلم
4450- قال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا شيبان بن فرّوخٍ، حدّثنا سليمان بن المغيرة، حدّثنا حميد بن هلالٍ، أنبأناني أبو العالية وصاحبٌ لي فقال: إنّكما أشبّ شبابًا، أوعى للحديث منّي، فانطلقنا حتّى أتينا بشر بن عاصمٍ اللّيثيّ، قال أبو العالية حدّث هذين حديثًا، فقال: حدّثنا بشرٌ، حدّثنا عقبة بن مالكٍ وكان من رهطه قال: بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم سريّةً، فغارت على قومٍ، فشدّ رجلٌ من القوم، وتبعه رجلٌ من السّريّة ومعه السّيف شاهره، قال إنسانٌ من القوم: إنّي مسلمٌ، فلم ينظر فيما قال: فضربه فقتله، قال: فنمى الحديث إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال قولاً شديدًا يبلغه، فبينما رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يخطب، إذ قال القاتل: يا رسول الله، والله ما قال الّذي قال إلاّ تعوّذًا من القتل، فأعرض عنه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وعمّن قبله من النّاس، فأخذ في خطبته، قال: ثمّ عاد، فقال: يا رسول الله، والله ما قال الّذي قال إلاّ تعوّذًا من القتل، فأعرض عنه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وعمّن قبله من النّاس، فلم يصبر أن قال الثّالثة فأقبل عليه تعرف المساءة في وجهه، فقال: إنّ الله تبارك أبي عليّ أن أقتل مؤمنًا، ثلاث مرّاتٍ.
قلت: رواه النّسائيّ في السّير من طريق سليمان بن المغيرة به.
وقد تقدّم له شاهدٌ في كتاب الإيمان وسيأتي له آخر في كتاب الفتن في باب ستكون فتن كقطع الليل المظلم من حديث جندب بن سفيان.
40- باب النهي عن قتل النساء والولدان والأجير وغيرهم وما جاء في قتل ابن أبي الحقيق
4451- قال أبو داود الطّيالسيّ: حدّثنا سفيان، عن الزّهريّ، عن ابن أخي كعب بن مالكٍ، عن عمّه قال: نهى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن قتل النّساء والولدان.
4451/2- رواه مسدّدٌ: عن سفيان،... فذكره، وزاد بعد الولدان: حيث بعثه إلى ابن أبي الحقيق.
4451/3- ورواه إسحاق بن راهويه: أنبأنا روح بن عبادة، حدّثنا ابن أبي حفصة، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك، أو عبد الله بن كعب، وكان قائد كعب، عن كعب بن مالك، قال: عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلّم ونحن بخيبر أن لا نقتل صبيًّا ولا امرأة.
4451/4- قال: وحدّثنا سفيان، عن الزّهريّ، قال: فأخبرني ابن أخي كعب بن مالكٍ، عن عمّه، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لمّا بعثهم إلى ابن أبي الحقيق نهاهم عن قتل النّساء والصّبيان.
4451/5- ورواه أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا سفيان بن عيينة، عن الزّهريّ، عن عبد الرّحمن بن كعبٍ، عن عمّه، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم لمّا بعثه إلى ابن أبي الحقيق نهى عن قتل النّساء والولدان.
4451/6- ورواه أحمد بن منيعٍ: حدّثنا ابن عيينة، عن الزّهريّ، حدّثني أبيّ بن كعب بن مالكٍ، عن عمّه أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم نهى عن قتل النّساء والولدان.
4451/7- ورواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا عبد الرّزّاق، عن معمرٍ، قال: قال الزّهريّ: فأخبرني ابن كعب بن مالكٍ، عن عمّه أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم حين بعث إلى ابن أبي الحقيق بخيير نهى عن قتل النّساء والصّبيان.
4451/8- قال: وحدّثنا سفيان، عن الزّهريّ، عن ابن كعبٍ،... فذكره.
4452- وقال مسدّدٌ: حدّثنا يزيد، حدّثنا يونس، عن الحسن، عن الأسود بن سريعٍ، قال: غزوت مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ففتح لهم، فتناول بعض النّاس قتل الولدان، فبلغ ذلك النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال: ما بال أقوامٍ تجاوز بهم القتل حتّى قتلوا الذّرّيّة فقال رجلٌ: يا رسول الله إنّما هم أبناء المشركين، قال: ألا إنّ خياركم أبناء المشركين، ألا لا تقتل الذّرّيّة، كلّ نسمةٍ تولد على الفطرة، حتّى يعرب عنها لسانها فأبواها يهوّدانها وينصّرانها.
4452/2- رواه أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا عبد الرّحيم بن سليمان، عن إسماعيل بن مسلمٍ، عن الحسن،... فذكره.
4452/3- ورواه النّسائيّ في الكبرى عن زيّاد بن أيّوب، عن هشيمٍ، عن يونس بن عبيدٍ،... فذكره.
4452/4- ورواه الحاكم أبو عبد الله الحافظ: حدّثنا أبو بكرٍ محمّد بن المؤمّل، حدّثنا المفضّل بن محمّدٍ الشّعرانيّ، حدّثنا عمرو بن عونٍ، حدّثنا هشيمٌ، حدّثنا يونس بن عبيدٍ، عن الحسن، حدّثنا الأسود بن سريعٍ،... فذكره.
4452/5- ورواه البيهقيّ في سننه عن الحاكم به.
4453- قال مسدّدٌ: وحدّثنا حمّادٌ، عن أيّوب، عن رجلٍ، عن أبيه، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: نهى عن قتل العسفاء والوصفاء.
4453/2- قال: وحدّثنا إسماعيل، أنبأنا أيّوب، سمعت رجلاً بمنًى يحدّث، عن أبيه، قال: بعث رسول الله سريّةً، فكنت فيها: فنهانا أن يقتل العسفاء والوصفاء.
4453/3- رواه أبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد بن منيعٍ، قالا: حدّثنا إسماعيل بن عليّة،... فذكره.
4453/4- ورواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا العبّاس بن الوليد، حدّثنا وهيبٌ، عن أيّوب، حدّثني رجلٌ خدم النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بمنًى، عن أبيه، قال: كنت في سريّةٍ بعثها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فنهانا عن قتل الوصفاء والعسفاء.
العسفاء: بضمّ العين وفتح السّين المهملتين، ثمّ فاءٌ جمع عسيفٍ وهو الأجير، والوصفاء،...
4454- وقال الحميدي: حدّثنا سفيان، حدّثنا ابن أبي نجيح، عن مجاهد قال: سمعت رجلا في مسجد الكوفة يقول: كنت يوم حكم سعد بن معاذ في بني قريظة غلامًا، فشكوا في فنظروا إلي فلم يجدوا الموسى جرت علي فاستبقيت.
هذا إسناد رواته ثقات.
4455- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا حميد بن عبد الرّحمن الرّؤاسيّ، عن شيخٍ من المدينة ولي لبني عبد الأشهل، عن داود بن الحصين، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان إذا بعث جيوشه قال: لا تقتلوا أصحاب الصّوامع.
4455/2- قال: وحدّثنا خالد بن مخلدٍ، حدّثنا إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة، أنبأنا داود بن الحصين، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذا بعث جيوشه، قال: اخرجوا بسم الله، تقاتلون في سبيل الله من كفر بالله، لا تغدروا، ولا تغلّوا، ولا تمثّلوا، ولا تقتلوا الولدان، ولا أصحاب الصّوامع.
4455/3- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا زهير، حدّثنا إسماعيل بن أبي أويسٍ، حدّثني إبراهيم بن إسماعيل،... فذكره.
4455/4- قال: وحدّثنا إسحاق، حدّثنا حميد بن عبد الرّحمن، عن إبراهيم بن إسماعيل، عن داود بن الحصين به بنحوه.
4455/5- ورواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا أبو القاسم بن أبي الزّناد، أنبأنا ابن أبي حبيبة، عن داود بن الحصين،... فذكر طريق ابن أبي شيبة الثّانية.
مدار هذه الطرق على إبراهيم ابن إسماعيل بن أبي حبيبة وهو ضعيفٌ.
4456- قال أبو بكر بن أبي شيبة: وحدّثنا أبو خالدٍ الأحمر، عن الحجّاج، عن الحكم، عن مقسمٍ، عن ابن عبّاسٍ أنّ رجلاً أخذ امرأةً، أو سباها فنازعته قائم سيفه فقتلها، فمرّ عليها النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فسأل عنها فأخبر بأمرها، فنهى عن قتل النّساء.
4456/2- رواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا عبد الله بن محمّدٍ وسمعته أنا منه، حدّثنا أبو خالدٍ الأحمر،... فذكره.
هذا إسناد ضعيفٌ لضعف الحجّاج بن أرطاة.
4457- وقال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا معاوية بن عمرٍو، أنبأنا أبو إسحاق، عن أبانٍ، عن الحسن، عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: كلّ مولودٍ يولد على الفطرة، حتّى يكون أبواه يهوّدانه، أو ينصّرانه، أو يمجّسانه قال: وأسرع النّاس في قتل الولدان يوم خيبر فغضب، وقال: نهيتكم عن قتل الولدان والكبير فقال رجلٌ: بأبي أنت وأمّي يا رسول الله، وما علينا من قتل أولاد المشركين؟ قال: وما تدرون ما كانوا عاملين،... فذكر الحديث.
قلت: هو في الصّحيح من غير تعرّضٍ لقتل الولدان والكبير.
4458- قال الحارث: وحدّثنا عبد العزيز بن أبانٍ، حدّثنا بشير بن المهاجر البجليّ، عن عبد الله بن بريدة،
عن أبيه، قال: خرج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في غزاةٍ، واستعمل خالد بن الوليد على مقدّمته فرأى امرأةً مقتولةً، فقال: من قتل هذه؟ قالوا: قتلها خالدٌ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لرجلٍ: الحق خالد بن الوليد، فقل له: لا يقتلنّ امرأةً، ولا صبيًّا، ولا عسيفًا.
والعسيف: الأجير التّابع.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ، عبد العزيز بن أبان بن محمّد بن عبد الله بن سعيد بن العاص ضعّفه أحمد، وابن معينٍ، وأبو حاتمٍ، وأبو زرعة، وابن المدينيّ، والبخاريّ، والنّسائيّ، وغيرهم، وقال ابن حزمٍ: متّفقٌ عليه ضعّفه.
4459- قال الحارث: وحدّثنا معاوية بن عمرٍو، حدّثنا أبو إسحاق، عن سفيان، عن أبي فزارة، عن عبد الرّحمن بن أبي عمرة، قال: مرّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على امرأةٍ مقتولةٍ يوم حنينٍ، فقال: من قتل هذه؟ فقال رجلٌ: أنا يا رسول الله، أردفتها خلفي فأرادت قتلي فقتلتها، فأمر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بدفنها.
هذا إسناد ضعيف؟ لضعف إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة.
4460- رواه أبو داود في المراسيل: عن موسى بن إسماعيل، عن وهبٍ، عن أيّوب، عن عكرمة، أنّ النّبي صلّى الله عليه وسلّم رأى امرأةً مقتولةً بالطّائف، فقال: ألم أنهى عن قتل النّساء، من صاحب هذه المرأة؟ قال رجلٌ من القوم: أنا يا رسول الله أردفتها فأرادت أن تضربني فتقتلني فأمره رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أن توارى.
4461- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو كريبٍ محمّد بن العلاء، حدّثنا يونس بن بكيرٍ، حدّثنا إبراهيم بن إسماعيل بن مجمّعٍ الأنصاريّ، حدّثني إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عبد الله بن كعب بن مالكٍ، حدّثني أبي، عن جدّي أبي أمّي، عن عبد الله بن أنيسٍ قال: بعثني رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وأبا قتادة، وحليفًا لهم من الأنصار، وعبد الله بن عتيكٍ، إلى ابن أبي الحقيق، لنقتله، فخرجنا، فجئنا خيبر ليلاً، فتتبّعنا أبوابهم، فغلّقنا عليهم من خارجٍ، ثمّ جمعنا المفاتيح، فأرقيناها،
فصعد القوم في النّخل، ودخلت أنا وعبد الله بن عتيكٍ في درجة أبي الحقيق، فتكلّم عبد الله بن عتيكٍ، فقال ابن أبي الحقيق: ثكلتك أمّك عبد الله، أنّى لك بهذه البلدة، قومي فافتحي، فإنّ الكريم لا يردّ عن بابه هذه السّاعة، فقامت، فقلت لعبد الله بن عتيكٍ: دونك، فأشهر عليهم السّيف، فذهبت امرأته لتصيح، فأشهر عليها، وأذكر قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنّه نهى عن قتل النّساء والصّبيان، فأكفّ، فقال عبد الله بن أنيسٍ: فدخلت عليه في مشربةٍ له، فوقفت أنظر إلى شدّة بياضه في ظلمة البيت، فلمّا رآني، أخذ وسادةً فاستتر بها، فذهبت أرفع السّيف لأضربه، فلم أستطع من قصر البيت، فوخزته وخزًا، ثمّ خرجت، فقال صاحبي: فعلت؟ قلت: نعم، فدخل فوقف عليه، ثمّ خرجنا فانحدرنا من الدّرجة، فسقط عبد الله بن عتيكٍ في الدّرجة، فقال: وارجلاه، كسرت رجلي، فقلت له: ليس برجلك بأسٌ، ووضعت قوسي واحتملته، وكان عبد الله قصيرًا ضئيلاً، فأنزلته، فإذا رجله لا بأس بها، فانطلقنا حتّى لحقنا أصحابنا، وصاحت المرأة: يابياتاه، فيثور أهل خيبر، ثمّ ذكرت موضع قوسي في الدّرجة، فقلت: والله، لأرجعنّ فلآخذنّ قوسي، فقال أصحابي: قد تثوّر أهل خيبر، تقتل؟ فقلت: لا أرجع أنا حتّى آخذ قوسي، فرجعت، فإذا أهل خيبر قد تثوّروا، وإذا ما لهم كلامٌ إلاّ: من قتل ابن أبي الحقيق؟ فجعلت لا أنظر في وجه إنسانٍ، ولا ينظر في وجهي إلاّ قلت كما يقول: من قتل ابن أبي الحقيق؟ حتّى جئت الدّرجة، فصعدت مع النّاس، فأخذت قوسي، ثمّ لحقت أصحابي، فكنّا نسير اللّيل، ونكمن النّهار، فإذا كمنّا النّهار، أقعدنا ناطورًا ينطرنا، حتّى إذا اقتربنا من المدينة، فكنّا بالبيداء، كنت أنا ناطرهم، ثمّ إنّي ألحت لهم بثوبي، فانحدروا، فخرجوا جمزًا، وانحدرت في آثارهم فأدركتهم، حتّى بلغنا المدينة، فقال لي أصحابي: هل رأيت شيئًا؟ فقلت: لا، ولكن رأيت ما أدرككم من العناء، فأحببت أن يحملكم الفزع. وأتينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يخطب النّاس، فقال صلّى الله عليه وسلّم: أفلحت الوجوه، فقلنا: أفلح وجهك يا رسول الله، قال: فقتلتموه؟ قلنا: نعم، فدعا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بالسّيف الّذي قتل به، فقال: هذا طعامه في ضباب السّيف.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لضعف إبراهيم بن إسماعيل بن مجمعٍ.
41- باب ما جاء في السلب
4462- قال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا شجاع بن مخلدٍ، حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا أبو مالكٍ الأشجعيّ، عن ابن سمرة، عن سمرة، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من قتل فله السلب.
4462/2- رواه محمّد بن يحيى بن أبي عمر: حدّثنا مروان الفزاريّ، حدّثنا أبو مالكٍ الأشجعيّ،... فذكره.
تقدّم الحديث ضمن حديثٍ في باب التّثويب في الصّبح.
4463- قال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: وحدّثنا محمّد بن عمر، حدّثنا محمّد بن يوسف، أنبأنا ابن أبي سبرة، عن عمارة بن غزيّة، عن محمّد بن إبراهيم بن الحارث، مرسلاً، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وأبا بكرٍ، وعمر كانا يخمّسان السّلب.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لضعف محمّد بن عمر الواقديّ.
4464- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا سليمان بن أبي أيّوب الشّاذكونيّ، حدّثني عبد الرّحمن، عن سفيان، عن ابن أبي ليلى، عن الحكم بن مقسمٍ، عن ابن عبّاسٍ، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال لأبي قتادة في سلبٍ سلبه: دعه وسلبه.
4464/2- رواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا عتّابٌ، حدّثنا عبد الله، أنبأنا سفيان، عن الحكم بن مقسمٍ، عن ابن عبّاسٍ، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم مرّ على أبي قتادة وهو سلب رجلٍ قد قتله، فقال: دعه وسلبه.
42- باب فداء الأساري
4465- قال إسحاق بن راهويه: حدّثنا عبد الله بن إدريس، سمعت عاصم بن كليب، يحدث عن أبيه قال: أتينا عمر، رضي الله عنه، وهو في فسطاطه فناديت: أنا فلان بن فلان الجرمي كان ابن أخت لنا عان في بني فلان، وقد عرضنا عليهم قضية رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فأبوا علينا، قال: أتعرفنا به؟ قلت: لا، قال: فكشف عن جانب الفسطاط فقال: هو ذا انطلقا به حتى ينفذ لكما قضية رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وكنا نتحدث أن القضية أربع، قال ابن إدريس: هم عناة، أي أسرى، كانوا أسروا في الجاهلية.
هذا حديث حسن.
4466- قال وأنبأنا سفيان بن عيينة، عن يحيى بن يحيى الغساني، عن عمر بن عبد العزيز أن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، قضى فيما تسابت فيه العرب، من الفداء أربعمائة.
4467- قال: وأنبأنا أبو بكر بن عياش، حدّثنا أبو حصينٍ، عن الشعبي قال: قال عمر، رضي الله عنه: ليس على عربي ملك، ولسنا بنازعي من يد رجل شيئًا أسلم عليه ولكنا نقومه الملة، خمسًا من الإبل.
4468- قال: وأنبأنا حفص بن غياث، عن أبي سلمة، وهو: محمد بن أبي حفصة، عن علي بن زيد بن جدعان، عن يوسف بن مهران، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال لي عمر، رضي الله عنه، حين طعن: اعلم أن كل أسير من المسلمين في أيدي المشركين فكاكه من بيت مال المسلمين.
هذا حديث حسن.
4469- قال إسحاق: وحدّثنا عمرو بن محمد، حدّثنا أسباط بن نصر الهمداني، عن السدي، عن عبد خير قال: غزونا مع سلمان بن ربيعة إلى بلنجر فحاصر أهلها، فبينما نحن كذلك إذ رمي سلمان بحجر فأصاب رأسه فقال: إن أنا مت فادفنوني في أصل هذه المدينة، فمات فدفناه حيث قال، فحاصرناها، ففتحنا المدينة وأصبنا سبيًا وأموالا كثيرة، وأصاب الرجل منا ألف درهم وأكثر، فلما أقبلنا راجعين انتهينا إلى مكان يقال له: السد، فلم نطق أن نأخذ فيه حتى استبطنا البحر فخرجنا على موقان وجيلان والديلم، فجعلنا لا نمر بقوم إلاّ سألونا الصلح وأعطونا الرهن حتى أيس، الناس منا ها هنا- يعني: بالكوفة- وبكوا علينا، وقال فينا الشعراء، قال: فاشترى عبد الله بن سلام يهودية بسبعمائة درهم، فلما مر برأس الجالوت نزل به فقال له عبد الله: يا رأس الجالوت، هل لك في عجوز من قومك تشتري مني؟ فقال: نعم، فقلت: أخذتها بسبعمائة درهم، فقال: ولك، ربح سبعمائة درهم، قال: فقلت: لا، قال: فلا حاجة لي بها، فقلت: والله لتأخذنها بما قامت أو لتكفرن بدينك، الذي أنت عليه، فقال: والله لا أشتريها منك بشيء أبدًا. قال: فقال له عبد الله بن سلام: دن فدنا منه، فقرأ عليه ما في التوراة: إنك لا تجد مملوكًا من بني إسرائيل إلاّ اشتريته بما قام فأعتقته. قال: {وإن يأتوكم أسارى تفادوهم وهو محرّمٌ عليكم إخراجهم أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعضٍ...} الاية، فقال: والله لأشترينها، منك بما قامت. قال: فإني حلفت أن لا أنقصها من أربعة آلاف درهم. قال: فجاءه بأربعة آلاف درهم، فرد عليه ألفي، درهم وأخذ ألفين، قال عبد خير: فلما قدمت أتيت الربيع بن خثيم أسلم عليه وقد أصاب رقيقًا كثيرا، قال فقرأ: {لن تنالوا البرّ حتّى تنفقوا ممّا تحبّون} قال: فأعتقهم.
هذا إسناد حسن.
43- باب ما جاء في النهي عن النهبة والمثلة
فيه حديث عمران بن الحصين وغيره.
4470- قال مسدّدٌ: حدّثنا خالدٌ، عن عطاء بن السّائب، عن يعلى بن مرّة، قال: جاء رجلٌ إلى زيادٍ يشهد عنده بشهادةٍ فشكّ فيها، فقال: لأقطعنّ لسانك، فقال له يعلى: يا زيّاد، إنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: لا تمثّلوا بعباد الله فقال له زيّادٌ: أنت سمعت هذا من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؟ قال: نعم فخلّى عنه.
4470/2- رواه أبو يعلى الموصليّ قال: حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا جريرٌ، عن عطاء بن السّائب، عن إياس بن حمزة، عن يعلى بن مرّة الثّقفيّ، أنّ زيّاد أتي برجلٍ قد شهد بزورٍ فأراد أن يقطع لسانه فنهاه يعلى بن مرّة، وقال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: إنّ الله، تبارك وتعالى يقول: لا تمثّلوا بعبادي.
4470/3- رواه أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا محمّد بن فضيلٍ، عن عطاءٍ عن عبد الله بن حفصٍ، عن يعلى بن مرّة،... فذكره.
4470/4- ورواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا عفان، حدّثنا وهيب، حدّثنا عطاء بن السائب عن يعلى،... فذكره.
4471- وقال محمّد بن يحيى بن أبي عمر: حدّثنا وكيعٌ، حدّثنا إسرائيل، عن سماكٍ، عن ثعلبة بن الحكم، قال: أصبنا غنمًا يوم حنينٍ، فانتهبناها، فكانت القدور تغلي بها، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أكفؤوها ونهى عن المثلة.
4471/2- رواه ابن حبّان في صحيحه: حدّثنا محمّد بن أحمد بن أبي عونٍ، حدّثنا عليّ بن حجرٍ، حدّثنا شريكٌ، عن سماك بن حربٍ، عن ثعلبة بن الحكم، وكان شهد حنينًا، قال: سمعت منادي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يوم حنينٍ ينهى عن المثلة.
4471/3- ورواه أبو داود الطّيالسيّ: عن شعبة، عن سماكٍ به.
4471/4- ومسدّدٌ وأبو بكر بن أبي شيبة، عن أبي الأحوص، عن سماك به.
4471/5- وابن ماجة: عن أبي بكر بن أبي شيبة به.
4471/6- وأبو يعلى الموصليّ: من حديث أبي عوانة، عن سماكٍ به دون قوله: يوم حنينٍ، ولم يذكروا، ونهى عن المثلة.
وليس لثعلبة عند ابن ماجة سوى هذا الحديث، وليس له روايةٌ في شيءٍ من الكتب الخمسة، وإسناد حديثه صحيحٌ.
وله شاهدٌ من حديث رافع بن خديجٍ رواه التّرمذيّ، قال: وفي الباب، عن ثعلبة بن الحكم، وأبي الدّرداء، وجابرٍ، وعبد الرّحمن بن سمرة، وزيد بن خالدٍ، وأبي هريرة، وأبي أيوب.
4472- قال محمّد بن يحيى بن أبي عمر: حدّثنا وكيعٌ، حدّثنا محمّد بن عبد الله الشّعيثيّ، عن خالد بن معدان، قال: نهى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن المثلة.
4473- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا يزيد بن هارون، عن ابن أبي ذئبٍ، عن مولى لجهينة، عن عبد الرّحمن بن زيد بن خالدٍ الجهنيّ، عن أبيه، رضي الله عنه، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: أنّه نهى عن النّهبة والمثلة.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لجهالة بعض رواته.
4474- وقال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا بشر بن عمر، حدّثنا عبد الله بن لهيعة، حدّثنا ابن أبي جعفرٍ، عن مكحولٍ: أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان ينهى جيوشه أن تمثّل بأحدٍ من الكفّار.
هذا مرسلٌ ضعيفٌ.
44- باب ما جاء في وسم الحيوان
4475- قال أبو داود سليمان بن داود الطّيالسيّ: حدّثنا ابن أبي ذئبٍ، عن جعفر بن تمّامٍ، عن جدّه العبّاس أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم نهى عن الوسم في الوجه قال العبّاس لا أسم إلاّ في الجاعرتين.
4475/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا موسى بن محمّد بن حبّان، حدّثنا سليمان بن داود،... فذكره.
ورواه البزّار من حديث أبي هريرة، قال: وسم العبّاس بعيرًا له في وجهه،... فذكره.
وسيأتي بطرقه في كتاب الأدب مع أحاديث كثيرةٍ من هذا النّوع في باب النّهي عن ضرب الوجه والوسم فيه.
4476- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا عليّ بن مسهرٍ، عن ابن أبي ليلى، عن عطيّة، عن أبي سعيدٍ، رضي الله عنه، قال: رأى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حمارًا موسومًا بين عينيه فكره ذلك، وقال فيه قولاً شديدًا.
4476/2- قال: وحدّثنا عليّ بن هاشمٍ، عن ابن أبي ليلى، عن عطيّة، عن أبي سعيدٍ، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم،... بنحوه.
وزاد فيه، ونهى عن أن يضرب الوجه، أو يوسم الوجه.
قلت: مدار إسناد حديث أبي سعيدٍ، هذا على محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، وهو ضعيفٌ.
وسيأتي بطرقه في كتاب الأدب.
45- باب تعظيم شأن الغلول
4477- قال أبو داود الطيالسي: حدّثنا عمرو بن ثابت، عن أبي إسحاق، عن خمير سمعت ابن مسعود يقول: إني غال مصحفي، فمن استطاع أن يغل مصحفًا فليفعل، فإن الله يقول: {ومن يغلل يأت بما غلّ يوم القيامة} ولقد أخذت من في رسول الله صلّى الله عليه وسلّم سبعين سورة، وإن زيد بن ثابت لصبي من الصبيان، فأنا لا أدع ما أخذت من في رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
هذا إسناد ضعيف لضعف راويه عمرو بن ثابت، وسيأتي في كتاب المناقب
4478- قال الطّيالسيّ: وحدّثنا حمّاد بن زيدٍ، عن عاصم بن بهدلة، عن زرٍّ، عن عبد الله، قال: توفّي رجلٌ من أهل الصّفّة، فوجدوا في شملته دينارين، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: كيتان.
رواته ثقات.
4479- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا وكيعٌ، عن الحكم بن عطيّة، عن أبي المخيّس اليشكريّ، عن أنس بن مالكٍ، قيل: يا رسول الله استشهد مولاك فلانٌ، قال: كلاّ إنّي رأيت عليه عباءةً غلّها يوم كذا وكذا.
4479/2- رواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا عبد الصّمد، حدّثنا الحكم بن عطيّة، حدّثنا أبو المخيس، عن أنس بن مالكٍ، قال: قالوا: يا رسول الله، استشهد فلانٌ، قال: كلاّ،... فذكره.
4480- قال أبو بكر بن أبي شيبة: وحدّثنا عبيد الله بن موسى، أنبأنا إسرائيل، عن زيّادٍ المصفرّ، عن الحسن، حدّثني ثابت بن رفيعٍ، من أهل مصر وكان يؤمّر على السّرايا، سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: إيّاكم والغلول، الرّجل ينكح المرأة قبل أن يقسم ثمّ يردّها إلى المقسم، أو يلبس الثّوب حتّى يخلق ثمّ يردّه إلى المقسم.
4481- وقال إسحاق بن راهويه: أنبأنا بقيّة بن الوليد، حدّثني محمّد بن عبد الرّحمن اليحصبيّ، حدّثني أبي، عن حبيب بن مسلمة، سمعت أبا ذرٍّ، يقول: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: إن لم تغلّ أمّتي لم يقم لهم عدوٌّ أبدًا فقال أبو ذرٍّ لحبيب بن مسلمٍ: هل ثبت لكم العدوّ حلبة شاةٍ؟ فقال: نعم وثلاث شياهٍ غرزٍ، فقال أبو ذرٍّ: غللتم وربّ الكعبة.
قال إسحاق: الغرز: ضيق الإحليل.
4481/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو همّامٌ، حدّثني بقيّة، عن محمّد بن عبد الرّحمن،... فذكر المرفوع حسب.
رواته ثقات.
4482- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا يعقوب بن إبراهيم أبو يوسف، حدّثنا أبو عاصمٍ، عن وهب أبي خالدٍ، حدّثتني أمّ حبيبة بنت العرباض، عن أبيها، رضي الله عنه، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أخذ وبرةً من الفيء، فقال: مالي منه مثل هذه إلاّ مثل ما لأحدكم إلاّ الخمس، وهو مردودٌ عليكم، فأدّوا الخيط والمخيط وما فوق ذلك، وإيّاكم والغلول فإنّه عارٌ ونارٌ وشنارٌ على صاحبه يوم القيامة.
4482/2- رواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا أبو عاصمٍ، حدّثنا وهب أبو خالدٍ،... فذكره.
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: روى سفيان، عن أبي سنان، عن وهبٍ هذا.
قال عبد الله: عبد الأعلى بن هلالٍ هو الصّواب.
4483- قال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا أبو همّامٍ، حدّثني بقيّة، محمّد بن عبد الرّحمن اليحصبيّ، حدّثني أبي، عن حبيب بن مسلمة، سمعت أبا ذرٍّ، يقول: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: إن لم تغلّ أمّتي لم يقم لهم العدو.
4484- قال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا بشر بن الوليد، حدّثنا إسماعيل بن عيّاشٍ، عن ليث بن أبي سليمٍ، عن أبي الخفاف، عن أبي إدريس، عن ثوبان، رضي الله عنه، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: لا يحلّ لأحدٍ شيءٌ من غنائم المسلمين قليلٌ، ولا كثيرٌ، خيطٌ، ولا مخيطٌ لآخذٍ، ولا معطٍ إلاّ بحقٍّ.
4484/2- قال: وحدّثنا خليفة بن خيّاط بن خليفة المعصفريّ، حدّثنا المعتمر بن سليمان، سمعت ليث يذكر عن أبي إدريس، عن ثوبان، أنّ رجلاً، قال: يا رسول الله، ما يحلّ لي من هذه المغانم: قال: لا يحلّ منه خيطٌ ولا مخيطٌ لآخذٍ، ولا معطٍي.
قلت: مدار هذا الإسناد وما قبله على ليث بن أبي سليمٍ، وقد ضعّفه الجمهور.
4485- قال أبو يعلى: وحدّثنا يونس بن محمّد، حدّثنا يعقوب بن عبد الله الأشعريّ، حدّثنا حفص بن حميدٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، رضي الله عنه، عن عمر، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إنّي ممسكٌ بحجزكم عن النّار، هلمّ عن النّار، وتغلبونني تقاحمون فيه تقاحم الفراش والجنادب فأوشك أن أرسل بحجزكم، وأنا فرطكم على الحوض، فتردّون عليّ معًا وأشتاتًا فأعرفكم بسيماكم وأسمائكم كما يعرف الرّجل الغريبة من الإبل في إبله، ويذهب بكم ذات الشّمال، وأناشد فيكم ربّ العالمين فأقول: أي ربّ، قومي، أي ربّ، أمّتي، فيقول: يا محمّد، إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك، إنّهم كانوا يمشون بعدك القهقريّ على أعقابهم، فلا أعرفنّ أحدكم يوم القيامة يحمل شاةً لها
ثغاءٌ، فينادي، يا محمّد، يا محمّد، فأقول: لا أملك لك شيئًا، قد بلغتك فلا أعرفنّ أحدكم يوم القيامة يحمل فرسًا لها حمحمةٌ، فينادي: يا محمّد، يا محمّد، فأقول له: لا أملك لك شيئًا، قد أبلغتك، ولا أعرفنّ أحدكم يوم القيامة يحمل سقاءً من أدمٍ ينادي: يا محمّد، يا محمّد، فأقول: لا أملك لك شيئًا، قد بلّغتك.
هذا إسنادٌ فيه مقالٌ، حفص بن حميدٍ قال فيه ابن المدينيّ: مجهولٌ، لا أعلم روى عنه غير يعقوب، قال ابن معينٍ: صالحٌ، وقال النّسائيّ: ثقةٌ، وذكره ابن حبّان في الثّقات،
ويعقوب بن عبد الله قال الطّبرانيّ: ثقةٌ، وقال النّسائيّ: ليس به بأسٌ، وقال الدّارقطنيّ: ليس بالقويّ، وذكره ابن حبّان في الثّقات.
وباقي رجال الإسناد ثقاتٌ.
وله شاهدٌ في الصّحيحين وغيرهما من حديث أبي هريرة.
قوله: لا ألفين أي لا أجدنّ.
والرّغاء: بضمّ الرّاء وبالغين المعجمة والمدّ، هو صوت الإبل، وذوات الخفّ.
والحمحمة: بحاءين مهملتين مفتوحتين هو صوت الفرس.
والثّغاء: بضمّ الثّاء المثلثّة وبالغين المعجمة والمدّ هو صوت الغنم.
4486- قال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا عبد الله بن سالمٍ المفلوج، حدّثنا عبيدة بن الأسود، عن القاسم بن الوليد، عن أبي صادقٍ، عن ربيعة بن ناجدٍ، عن عبادة بن الصّامت، قال: كان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يأخذ الوبرة من جنب البعير، ثمّ يقول: مالي فيه إلاّ مثل ما لأحدكم، ثمّ يقول: إيّاكم والغلول، فإنّ الغلول خزيٌ على صاحبه يوم القيامة، فأدّوا الخيط، والمخيط، وما فوق ذلك، وجاهدوا في الله القريب والبعيد، في الحضر والسّفر، فإنّ الجهاد بابٌ من أبواب الجنّة، وإنّه ينجي صاحبه من الهمّ والغمّ، وأقيموا الحدود في القريب والبعيد، ولا تأخذكم في الله لومة لائمٍ.
4486/2- قلت: روى ابن ماجة في سننه منه وأقيموا الحدود إلى آخره دون باقيه، عن عبد الله بن سلمٍ المفلوج به.
وهو إسنادٌ صحيحٌ كما بيّنته في الكلام على زوائد ابن ماجه.
وروى أحمد في مسنده منه قصّة الجهاد حسب.
ورواه الطّبرانيّ في الكبير والأوسط والحاكم وصحّح إسناده.
وله شاهدٌ من حديث عليّ بن أبي طالبٍ، وقد تقدّم في كتاب الزّكاة.
46- باب ما جاء في حل الغنائم
4487- قال مسدّدٌ: حدّثنا خالدٌ، حدّثنا يزيد بن أبي زيّادٍ، عن مجاهدٍ، أو مقسمٍ، عن ابن عبّاسٍ، رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أعطيت خمسًا لم يعطهنّ نبيٌّ قبلي، ولا أقول فخرًا، بعثت إلى كلّ أحمر وأسود، ونصرت بالرّعب، وأحلّت لي الغنائم، ولم تحلّ لنبيٍّ قبلي، وجعلت الأرض طهورًا ومسجدًا، وأعطيت الشّفاعة فأخّرتها شفاعةً لأمّتي، فهي نائلةٌ من مات لا يشرك بالله شيئًا.
له شاهدٌ من حديث أبي ذرٍّ، وسيأتي في كتاب علامات النّبوّة في باب الخصائص.
47- باب ما جاء في قسم الفيء والغنيمة والعطاء والنهي عن بيع السهام حتى تقسم
4488- وقال مسدّدٌ: حدّثنا يحيى، عن عبد الحميد بن جعفر، حدثني يزيد بن أبي حبيب، عن سفيان بن وهب الخولاني قال: شهدت عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، بالجابية،
فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله، ثم قال: أما بعد، فإن هذا الفيء فيء أفاءه الله عليكم، الرفيع فيه بمنزلة الوضيع، ليس بأحد أحق فيه من أحد إلاّ ما كان من هذين الحيين لخم وجذام، فإني غير قاسم لهما شيئًا، فقام رجل من لخم فقال: يا ابن الخطاب، أنشدك الله في العدل. قال: إنما يريد ابن الخطاب العدل والسوية، والله إني لأعلم لو كانت الهجرة بصنعاء ما خرج إليها من لخم وجذام إلاّ القليل فلا أجعل من تكلف السفر وابتاع الظهر بمنزلة قوم إنما قاتلوا في ديارهم، فقام أبو حديرج فقال: يا أمير المؤمنين، إن كان الله، عزّ وجلّ، ساق إلينا الهجرة في ديارنا فنصرناها وصدقناها فذاك الذي يذهب حقنا في الإسلام، فقال عمر: والله لأقسمن، ثلاث مرات، ثم قسم بين الناس غنائمهم فأصاب كل رجل نصف دينار، وإذا كانت معه امرأته أعطاه، دينارًا، وإذا كان وحده أعطاه نصف دينار.
هذا إسناد رواته ثقات.
4489- قال مسدّد: وحدّثنا يحيى، عن ثور بن يزيد، عن أبي عون، عن الحارث بن قيسر، عن الأزهر بن يزيد المرادي قال: أبقت أمة فلحقت بالعدو فاغتنمها المسلمون فعرفها المراديون، فأتوا أبا عبيدة بن الجراح فقالوا: أمتنا أبقت منا، فقال: ما عندي في هذا علم، ولكني كاتب إلى أمير المؤمنين عمر فانتظروا كتابه، فمكث المراديون حينًا، فقال: قد جاءني كتاب عمر في أمتكم قالوا: فما كتب؟ قال: كتب إن خمست وقسمت فسبيل ذلك، وإلا فارددها على أهلها، فقالوا: آلله، لعمر كتب بذلك؟ قال: الله، وما يحل، لي أن أكذب.
4490- وقال محمد بن يحيى بن أبي عمر: حدّثنا المقرئ، حدّثنا المسعودي، عن القاسم قال: قال عبد الله: والذي لا إله غيره لقد قسم الله هذا الفيء على لسان محمد صلّى الله عليه وسلّم قبل فتح فارس والروم.
4491- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا محمّد بن الحسن، حدّثنا إبراهيم بن طهمان، عن أبي الزّبير، عن عتبة مولى ابن عبّاسٍ، عن ابن عبّاسٍ، رضي الله عنهما، قال: لمّا قدم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من الطّائف نزل الجعرانة فقسّم بها المغانم، ثمّ اعتمر منها، وذلك لليلتين بقيتا من شوّالٍ.
4491/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة،... فذكره.
4492- قال أبو بكر بن أبي شيبة: وحدّثنا أبو أسامة، عن عبد الرّحمن بن يزيد، حدّثنا مكحولٌ، عن أبي أمامة، قال: نهى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يوم خيبر عن أن تباع السّهام حتّى تقسّم.
4493- وقال الحارث بن محمد بن أبي أسامة: حدّثنا سعيد بن عامر، عن هشام، عن محمد بن سيرين أن زيادًا استعمل الحكم بن عمر الغفاري على خراسان، ففتح الله عليه فجاء كتاب زياد: أما بعد، فإن أمير المؤمنين كتب أن يصطفى له الصفراء والبيضاء، قال: فكتب إليه: جاءني كتابك تذكر أن أمير المؤمنين كتب أن تصطفى له الصفراء والبيضاء، وإني وجدت في كتاب الله قبل كتاب أمير المؤمنين، وإنه والله لو كانت السموات والأرض على عبد ثم اتقى الله جعل الله له منهما مخرجا والسلام عليك، ثم قال للناس: اغدوا على فيئكم فقسمه بينهم.
4494- قال الحارث: وحدّثنا عبد العزيز بن أبان، حدّثنا عبد الله بن الوليد بن عبد الله بن معقل المزني، قال: حدثني عبد الملك بن أبي حرة الأسدي، عن أبيه، وكان من أعلم الناس بالسواد، قال: استقضى عمر بن الخطاب حذيفة، فكتب إلى حذيفة بن اليمان بعشر خصال، قال: فحفظت منه ستًا ونسيت أربعًا: لا تقطعن إلاّ ما لكسرى أو لأهل بيته، أو من قتل في المعركة، أو دور البرد، أو موضع السجون ومغيض الماء والآجام.
4495- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا عبد الواحد بن غياثٍ، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن بديل بن ميسرة، عن عبد الله بن شقيقٍ، عن رجلٍ من بلقين، قال: أتيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو بوادي القرى، فقلت: يا رسول الله، ما أمرت؟ قال: أمرت أن تعبدوا الله لا تشركوا به شيئًا، وأن تقيموا الصّلاة، وتؤتوا الزّكاة، فقلت: يا رسول الله، من هؤلاء؟ قال: المغضوب عليهم، يعني اليهود، فقلت: من هؤلاء؟ قال: الضّالّين، يعني النّصارى، قلت: فلمن المغنم يا رسول الله؟ قال: للّه سهمٌ ولهؤلاء أربعةٌ أسهمٍ، قلت: فهل أحدٌ أحقّ بالمغنم من أحدٍ؟ قال: لا، حتّى السّهم الواحد يأخذه أحدكم من جعبته فليس أحقّ به من أخيه.
4495/2- رواه أحمد بن منيع: حدّثنا هشيم، أنبأنا خالدٌ الحذّاء، عن عبد الله بن شقيقٍ، حدّثني رجلٌ من بلقين،... فذكره باختصارٍ، وسيأتي في الباب بعده.
ورواتهما ثقاتٌ.
4496- قال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا زهير، حدّثنا زيد بن الحباب، حدّثنا عمر بن سعيد ابن أبي حسين، حدّثنا عبد الله بن أبي مليكة، عن ذكوان مولى عائشة، عن عائشة رضي الله عنها أن درجا أتي به عمر بن الخطاب، فنظر إليه أصحابه فلم يعرفوا قيمته، فقال أتأذنون أن أبعث به إلى عائشة، لحب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إياها؟ قالوا: نعم، فأتي به عائشة ففتحته فقيل: هذا أرسل به إليك عمر بن الخطاب، فقالت: ماذا فتح علي ابن الخطاب بعد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؟ اللهم لا تبقني لعطية قابل.
هذا إسناد صحيح.
48- باب فيما كان يفعل بالخمس وسهم ذي القربى
4497- قال مسدّد: حدّثنا بشر بن المفضل، حدّثنا ابن عون، عن خالد بن دريك، عن ابن محيريز، عن فضالة بن عبيد قال: إن ناسًا يريدون أن يستنزلوني، عن ديني، وإني والله لأرجو أني لا أزال عليه حتى أموت، ما كان من شيء بيع بذهب أو فضة ففيه خمس الله وسهام المسلمين.
هذا إسناد رواته رواة الصحيحين.
4498- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا عفان، حدّثنا عبد الواحد، حدّثنا الحجاج حدّثنا أبو الزبير، عن جابر قال: سئل كيف كان يصنع رسول الله صلى الله عليه وسلّم بالخمس؟ قال: كان يحمل الرجل منه في سبيل الله ثم الرجل ثم الرجل.
4498/2- رواه أحمد بن حنبل: حدّثنا عفان، حدّثنا عبد الواحد، حدّثنا الحجاج، حدّثنا أبو الزبر قال: فشل جابر: كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم يصنع بالخمس؟ قال،... فذكره.
4499- وقال أحمد بن منيعٍ: حدّثنا هشيمٌ، أنبأنا خالدٌ الحذّاء، عن عبد الله بن شقيقٍ، حدّثني رجلٌ من بلقين، أنّ رجلاً أتى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وهو محاصرٌ وادي القرى، فقال: يا محمّد، أوما ندعو؟ قال: إلى الله وحده، قال: فهذا المال، هل أحدٌ أحقّ به من أحدٍ؟ قال: خمسٌ للّه، وأربعة أخماسٍ لهؤلاء، وإن انتزعت من جعبتك سهمًا فلست بأحقّ به من أخيك، قال: فما هؤلاء؟ يعني اليهود، قال: هؤلاء المغضوب عليهم، قال: وما هؤلاء يعني الضّالّين، قال صلّى الله عليه وسلّم: النّصارى.
4499/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا عبد الواحد بن غياثٍ، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن بديل بن ميسرة، عن عبد الله بن شقيقٍ فذكره بزيادةٍ.
وقد تقدّم في الباب قبله.
4500- وقال إسحاق بن راهويه: حدّثنا روح بن عبادة، حدّثنا سفيان الثّوريّ، عن محمّد بن السّائب، عن أبي صالحٍ مولى أمّ هانئٍ، واسمه باذان، عن أمّ هانئٍ بنت أبي طالبٍ، أنّ فاطمة أتت أبا بكرٍ تسأله سهم ذوي القربى، فقال لها أبو بكرٍ: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: سهم ذوي القربى لهم في حياتي وليس لهم بعد موتي.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لضعف محمّد بن السّائب الكلبيّ.
49- باب ما جاء في القسمة وأجرة الحاسب
4501- قال مسدّد: حدّثنا سفيان بن عيينة، عن عبد العزيز بن رفيع، عن موسى بن طريف، عن أبيه أن عليًّا، رضي الله عنه، قسم قسماً فدعا رجلا يحسب بين الناس، فقالوا: أعطه. قال: إن شاء وهو سحت.
وسيأتي بطرقه في كتاب القضاء في باب ما جاء في أجر القسام.
4502- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا زكريّا بن عديٍّ، عن عبد الله بن عمرٍو، عن زيد بن أبي أنيسة، عن قيس بن مسلمٍ، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، عن أبيه، قال: شهدت فتح خيبر مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فلمّا هزمناهم وقعدنا في رحالهم، وأخذنا ما كان من حرزٍ فلم ألبث أن فارت القدور، فأمر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بالقدور فأكفئت وقسّم بين كلّ عشرةٍ شاةً.
هذا إسنادٌ رواته رواة الصّحيح.
4502/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا محمّد بن عبد الله بن نميرٍ، حدّثنا يحيى بن يعلى، حدّثني أبي عن غيلان بن جامعٍ، عن قيس بن مسلمٍ، حدّثني عبد الرّحمن بن أبي ليلى، أنّ أباه أخبره، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قسّم غنمًا، فجعل لكلّ عشرةٍ من أصحابه شاةً.
4503- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا موسى بن محمّد بن حيّان، حدّثنا روح بن عبادة، حدّثنا ابن أبي ذئبٍ، عن القاسم بن عبّاسٍ، عن عبد الله الأسلميّ، عن عروة بن الزّبير، عن عائشة، رضي الله عنها، قالت: أتى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بظبيةٍ فيها خرزٌ فقسّمها للحرّة والأمة، قالت: وكان أبي يقسّم للحرّ والعبد.
50- باب فيمن صار إليه جارية من المغنم فأراد الإمام نزعها منه
4504- قال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا هوذة بن خليفة، عن عوف، عن أبي خالدٍ، عن أبي العالية قال: لمّا كان يزيد بن أبي سفيان أميرًا بالشّام، قال: غزا المسلمون فسلّموا، أو غنموا، فكان في غنيمتهم جاريةٌ نفيسةٌ، فصارت لرجلٍ من المسلمين فأرسل إليه يزيد فانتزعها منه، وأبو ذرٍّ يومئذٍ بالشّام، قال: فاستعان الرّجل بأبي ذرٍّ على يزيد، فانطلق معه، فقال ليزيد: ردّ عليه جاريته، فتلكّأ ثلاث مرّاتٍ، فقال أبو ذرٍّ: أما والله لئن فعلت لقد سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: أوّل من يترك سنّتي رجلٌ من بني أميّة، قال: ثمّ ولّى عنه فلحقه يزيد، فقال: أذكر بالله أنا هو؟ قال: اللهمّ لا، وردّ على الرّجل جاريته.
4504/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا محمّد بن المثنّى، حدّثنا عبد الوهّاب، حدّثنا عونٌ، عن المهاجر أبي مخلدٍ، حدّثنا أبو العالية، حدّثنا أبو مسلمٍ، قال كان أبو ذرٍّ بالشّام زمن يزيد بن أبي سفيان فغزّ المسلمون، فغنموا وأصابوا جاريةً نفيسةً فصارت لرجلٍ من المسلمين في سهمه فذكره بتمامه.
وسيأتي في كتاب الفتن
51- باب ما جاء في النفل وبيان أنه كان مشاعاً لمن أخذه قبل أن تنزل القسمة
4505- قال إسحاق بن راهويه: حدّثنا يحيى بن آدم، حدّثنا يحيى بن أبي زائدة، عن المجالد بن سعيدٍ، عن زيّاد بن علاقة، عن سعد بن أبي وقّاصٍ، رضي الله عنه، قال: لمّا قدم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم المدينة بعثنا وأمرنا أن نغير على حيٍّ من كنانة، وكان الفيء إذ ذاك من أخذ شيئًا فهو له.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ، مجالد بن سعيدٍ وإن أخرج له مسلمٌ، فإنّما روى له مقرونًا بغيره، وقد ضعّفه ابن معينٍ، وأبو حاتمٍ، وابن حبّان، والدّارقطنيّ، وابن سعدٍ، وابن عديٍّ وغيرهم.
4506- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا أبو أسامة، عن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابرٍ، حدّثنا مكحولٌ، عن حجّاج بن عبد الله النصريّ، قال: النّفل حقٌّ، نفل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
52- باب من أسلم على شيء فهو له وما جاء فيمن أسلم من العبيد وفي ذم العباد وهم طائفة من نصارى العرب
4507- قال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا يزيد بن هارون، أنبأنا الحجّاج بن أرطاة، عن أبي سعيدٍ الأعشى، قال: قضى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنّ العبد إذا جاء فأسلم، ثمّ جاء مولاه فأسلم فمولاه أحقّ به.
هذا حديثٌ مرسلٌ ضعيفٌ لضعف الحجّاج وقد أعتق رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من خرج إليه من عبيد أهل الطّائف.
4508- قال الحارث: وحدّثنا معاوية بن عمرٍو، حدّثنا أبو إسحاق، عن سفيان، عن موسى بن أبي عائشة، عن سيلمان، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أبعد النّاس من الإسلام العبّاد الرّوم.
4509- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أحمد بن جميلٍ المروزيّ، عن مروان بن معاوية، عن ياسين بن معاذٍ الزّيّات، عن الزّهريّ، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من أسلم على شيءٍ فهو له.
53- باب إعطاء الأمير الأمان لمن سأله
4510- قال محمّد بن يحيى بن أبي عمر: حدّثنا سفيان، عن الزّهريّ، يخبر عن ابن سراقة بن مالكٍ، ابن أخي سراقة، عن سراقة، رضي الله عنه، قال: أتيت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بالجعرانة، فجعلت لا أمرّ على مقنبٍ من مقانب الأنصار، إلاّ قرّع رأسي، وقالوا: إليك، إليك، حتّى انتهيت إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فلمّا رأيته، قلت: أنا يا رسول الله؟ قال: نعم اليوم يوم وفاءٍ، وبرٍّ، وصدقٍ.
قال سفيان يعني يقوله: أنا أني صاحب الأمان الّذي كتبت له في الرّقعة، وكان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كتب له أمانًا في رقعةٍ حين لقيه يوم هاجر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وأبو بكرٍ، من الغار.
4511- قال الحميديّ: حدّثنا سفيان، قال: سمعت الزّهريّ، يخبر عن ابن سراقة أو ابن أخي سراقة، قال سفيان وأخبرني وائل بن داود، عن الزّهريّ، بعضه، ولا أخلّص ما حفظته من الزّهريّ، وما أخبرنيه وائلٌ، قال سراقة: أتيت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وهو بالجعرانة فجعلت لا أمرّ على مقنبٍ من مقانب الأنصار إلى قالوا: إليك إليك، فلمّا انتهيت إليه يعني رسول الله صلّى الله عليه وسلّم رفعت الكتاب، و قلت له: أنا يا رسول الله قال: وقد كتب لي أمانًا في رقعةٍ يعني لمّا هاجر، قال: فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: نعم اليوم يوم وفاءٍ وبرٍّ وصدقٍ.
54- باب يجير على المسلمين أدناهم
4512- قال أبو داود الطيالسي: حدّثنا شعبة، عن الأعمش، سمعت إبراهيم يحدث عن الأسود، عن عائشة قالت: إن كانت المرأة لتجير على المسلمين.
4512/2- رواه الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا معاوية بن عمرٍو، حدّثنا أبو إسحاق، عن أبي سعدٍ، عن عمرو بن مرّة، عن أبي البختريّ الطّائيّ، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ذمّة المسلمين واحدةٌ فإن أجارت عليهم جارية فلا تخفروها، فإنّ لكلّ غادرٍ لواءٌ يوم القيامة.
4512/3- ورواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن بن سهمٍ، حدّثنا أبو إسحاق الفزاريّ،... فذكره.
ورواه النّسائيّ في الكبرى من طريق خالد بن الحارث، عن شعبة،... فذكره.
4513- قال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا شبابة، عن شعبة، عن عمرو بن دينارٍ، عن رجلٍ، عن عمرو بن العاص، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: يجير على المسلمين الرّجل منهم.
4513/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة،... فذكره.
4513/3- ورواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ وحجّاجٌ، حدّثنا شعبة، عن عمرو بن دينارٍ، عن رجلٍ من أهل مصر، يحدّث عن عمرو بن العاص، أنّه قال: أسرّ محمّد بن أبي بكرٍ فأبى، قال: فجعل عمرو يسأله يعجبه أن يدعا أمانًا، فقال عمرٌو: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: يجير على النّاس أدناهم.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لجهالة التّابعيّ.
4514- قال أبو بكر بن أبي شيبة: وحدّثنا عبد الرّحيم بن سليمان، عن الحجّاج، عن الوليد بن أبي مالكٍ، عن القاسم، عن أبي أمامة، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: يجير على المسلمين رجلٌ منهم.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ ؛ لضعف الحجّاج بن أرطاة.
4515- قال أبو بكر بن أبي شيبة: وحدّثنا أبو خالدٍ الأحمر، وعبد الرّحيم بن سليمان، عن الحجّاج، عن الوليد بن أبي مالكٍ، عن عبد الرّحمن بن مسلمة، عن أبي عبيدة ؛ سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: يجير على المسلمين بعضهم.
4515/2- رواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا إسماعيل بن عمر، حدّثنا إسرائيل، عن الحجّاج بن أرطاة، عن الوليد بن مالكٍ، عن القاسم، عن أبي أمامة، قال: أجار رجلٌ من المسلمين رجلاً، وعلى الجيش أبو عبيدة بن الجرّاح، فقال خالد بن الوليد، وعمرو بن العاص: لا تجيروه، فقال أبو عبيدة: نجيره، سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: يجير على المسلمين أدناهم.
4515/3- وبه فذكره: بلفظٍ: يجير على المسلمين بعضهم.
4515/4- ورواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا محمّد بن إسماعيل، حدّثنا سليمان بن حيّان، عن الحجّاج، عن الوليد بن أبي مالكٍ، عن عبد الرّحمن بن مسلمة، أنّ رجلاً من المسلمين أجار رجلاً من المشركين، فقال خالد بن الوليد، وعمرٌو: لا نجيره، وقال أبو عبيدة: نجيره، سمعت رسول الله يقول: يجير على المسلمين بعضهم.
4515/5- قال: وحدّثنا زهيرٌ، حدّثنا سليمان بن حيّان أبو خالدٍ الأحمر، عن الحجّاج، عن الوليد بن أبي الوليد بن أبي مالكٍ، عن عبد الرّحمن بن مسلمة أجار رجل قومًا وهو مع خالد بن الوليد،... فذكره.
55- باب لا تباع جيفة مشرك
4516- قال محمّد بن يحيى بن أبي عمر: حدّثنا بشر بن السّريّ، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن الحجّاج، عن الحكم بن عتيبة بن مقسمٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: لمّا كان يوم الأحزاب قتل رجلٌ من المشركين، فبعثوا إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أن ابعثوا إلينا بجسده، ولكم اثنا عشر ألفٍ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لا خير في جسده، ولا في ثمنه.
4516/2- قلت: رواه التّرمذيّ في الجامع من طريق أبانٍ عن الحكم به بلفظ إنّ المشركين أرادوا أن يشتروا جسد رجلٍ من المشركين فأبي فأبي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أن يبيعهم إياه.
وقال: حديثٌ حسنٌ لا نعرفه إلاّ من حديث الحكم، انتهى.
4519/3- ورواه البيهقيّ في سننه: أنبأنا أبو الحسين بن الفضل القطّان ببغداد، أنبأنا أبو سهل بن زيّادٍ القطّان، حدّثنا إسحاق بن الحسن، حدّثنا عفّان، حدّثنا حمّاد بن سلمة،... فذكره.
4516/4- قال: وحدّثنا أبو الحسين عليّ بن محمّدٍ، حدّثنا الحسين بن محمّد بن إسحاق، حدّثنا يوسف بن يعقوب القاضي، حدّثنا محمّد بن كثيرٍ العبديّ، حدّثنا سفيان عن ابن أبي ليلى، عن الحكم، عن مقسمٍ، عن ابن عبّاسٍ، أنّ المسلمين أصابوا رجلاً من عظماء المشركين فقتلوه فسألوهم أن يشتروه فنهاهم النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أن يبيعوا جيفة مشركٍ.
56- باب الإقامة بالأرض بعد فتحها
4517- قال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا الحسن بن موسى الأشبيبٍ، حدّثنا شعبة بن الحجّاج، عن النّعمان بن سالمٍ، عن رجلٍ حدّثه، عن جبير بن مطعمٍ، رضي الله عنه، قال: قلت: يا رسول الله، إنّ النّاس يزعمون أن ليس لنا في مقامنا أجرٌ من أجل أنّا بمكّة، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: كذبوا ولم يصدقوا، أو ليس كذلك لتأتينّكم أجوركم ولو كان أحدكم في جحر ثعلبٍ.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لجهالة التّابعيّ.
رواه أبو داود الطّيالسيّ، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد بن منيعٍ، والحارث بن محمّد بن أبي أسامة، وأبو يعلى الموصليّ، كلّهم من طريق شعبة به.
وقد تقدّم بطرقه في كتاب الحجّ في باب فضل المجاورة بمكّة المشرّفة.
57- باب حكم الأرض التي يفتحها أهل الشرك
4518- قال إسحاق بن راهويه: أنبأنا بقيّة بن الوليد، عن الوزير بن عبد الله الخولانيّ، عن الزّبيديّ وهو محمّد بن الوليد، عن الزّهريّ، عن سعيد بن المسيّب، عن عمر بن الخطّاب، رضي الله عنه، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: من منحه المشركون أرضًا فلا أرض له.
4518/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا زهيرٌ، حدّثنا أبو إسحاق الطّالقانيّ، حدّثنا بقيّة بن الوليد، حدّثنا الوزير بن عبد الله الخولانيّ، عن محمّد بن الوليد الزّبيديّ، عن الزّهريّ،... فذكره.
وقد تقدّم في كتاب الهبة.
58- باب إخراج أهل الكفر من جزيرة العرب
4519- قال أبو داود الطّيالسيّ: حدّثنا قيسٌ، عن إبراهيم بن ميمون، عن ابن سمرة، عن أبيه، عن أبي عبيدة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أخرجوا يهود الحجاز من جزيرة العرب.
4519/2- رواه مسدّدٌ، والحميديّ، وابن أبي عمر، قالوا: حدّثنا سفيان: أنبأنا إبراهيم بن ميمون مولى آل سمرة، عن سعد بن سمرة، عن أبيه، عن أبي عبيدة بن الجرّاح، قال: آخر ما تكلّم به رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أخرجوا اليهود من الحجاز وأهل نجران من جزيرة العرب.
4519/3- ورواه أحمد بن حنبلٍ ومسدّدٌ أيضًا قالا: حدّثنا يحيى بن سعيدٍ، حدّثنا إبراهيم بن ميمون، حدّثنا سعد بن سمرة، عن جندبٍ، عن أبيه، عن أبي عبيدة، قال: آخر ما تكلّم به رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أخرجوا يهود أهل الحجاز وأهل نجران من جزيرة العرب، واعلموا أنّ شرار النّاس الّذين اتّخذوا قبور أنبيائهم مساجد.
4519/4- قال أحمد بن حنبلٍ: وحدّثنا أبو أحمد الزّبيريّ، حدّثنا إبراهيم بن ميمون، عن سعد بن سمرة،... فذكر نحوه.
4519/5- قال: وحدّثنا وكيعٌ، حدّثني إبراهيم بن ميمون مولى آل سمرة، عن إسحاق بن سعد بن سمرة، عن أبيه، عن أبي عبيدة،... فذكره.
4519/6- ورواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا يحيى بن سعيدٍ القطّان،... فذكره.
4519/7- ورواه البزّار في مسنده: حدّثنا عمرو بن عليٍّ، حدّثنا يحيى بن سعيدٍ،... فذكره بتمامه.
قال البزّار: لا نعلمه عن أبي هشامٍ إلاّ بهذا الإسناد.
قلت: رجاله كلّهم ثقاتٌ.
وذكر شيخنا الحافظ أبو الفضل العسقلاني أنّ البزّار انفرد بإخراج هذا الحديث عن مسند أحمد بن حنبلٍ وفيه نظرٌ، فقد رواه أحمد بن حنبلٍ في مسنده كما تقدّم.
وله شاهدٌ من حديث عليّ بن أبي طالبٍ، رواه أحمد بن حنبلٍ في المسند.
4520- وقال أحمد بن منيعٍ: حدّثنا حمّادٌ، عن أبي الزّبير عن جابر، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أمر بإخراج اليهود من جزيرة العرب.


التوقيع :
{ قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ }
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الجهاد, كتاب

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:54 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir