دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم الحديث الشريف > مكتبة علوم الحديث الشريف > جامع متون الأحاديث > جامع الأصول من أحاديث الرسول

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23 جمادى الأولى 1431هـ/6-05-2010م, 11:42 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي كتاب الفضائل والمناقب: الباب التاسع: فضل الأعمال والأقوال (2)

الفصل السابع: في فضل الجهاد والشهادة
الفرع الأول: في فضل الجهاد والمجاهدين
نوع أول
7166 - (ت س) عثمان بن عفان - رضي الله عنه - قال يوما على المنبر: إني كنت كتمتكم حديثا سمعته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، مخافة - أو قال: كراهية - تفرّقكم عني، ثم إني قد بدا لي أن أحدّثكموه، ليختار امرؤ لنفسه ما بدا له، سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «رباط يوم في سبيل الله خير من ألف يوم فيما سواه من المنازل» أخرجه الترمذي، وأخرج النسائي المسند منه فقط.

7167 - (م ت س) [محمد] بن المنكدر - رحمه الله - قال: مرّ سلمان الفارسيّ بشرحبيل بن السّمط وهو في مرابط له، وقد شقّ المقام عليه وعلى أكثر أصحابه، فقال لهم سلمان: ألا أحدّثكم بحديث سمعته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قالوا: بلى، قال: سمعته يقول: رباط يوم في سبيل الله أفضل - أو قال: خير - من صيام شهر وقيامه، ومن مات مرابطا وقي من فتنة القبر وفتّانيه، ونما له عمل إلى يوم القيامة. أخرجه الترمذي، ولم يذكر «فتانيه».
وأخرج مسلم والنسائي المسند فقط، وهذا لفظهما، قال سلمان: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه، وإن مات جرى عليه عمله الذي كان يعمله، وأجري عليه رزقه، وأمن الفتّان».
ورفي رواية للنسائي قال: «من رابط يوما وليلة في سبيل الله، كان له كأجر صيام شهر وقيامه، ومن مات مرابطا جرى له مثل ذلك من الأجر، وأجري عليه الرزق، وأمن الفتّان».

[شرح الغريب]
مرابط: المرابط بفتح الباء: موضع الرباط،وهو ملازمة العدو في الجهاد.
فتانيه: فتّانا القبر: هما منكر ونكير.

7168 - (د ت) فضالة بن عبيد - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «كلّ ميت يختم على عمله، إلا المرابط في سبيل الله، فإنه ينمي له عمله إلى يوم القيامة، ويؤمّن من فتنة القبر» وسمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «المجاهد من جاهد نفسه» أخرجه الترمذي. وأخرج أبو داود منه إلى قوله: «فتنة القبر».
[شرح الغريب]
ينمي: نمى الشيء: ينمي [وينمو]: إذا كثر.

7169 - (خ م ت) سهل بن سعد - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها، وموضع سوط أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما عليها، والرّوحة يروحها العبد في سبيل الله، أو الغدوة، خير من الدنيا وما عليها».
وفي رواية «وما فيها» أخرجه البخاري ومسلم والترمذي.

نوع ثان
7170 - (خ م ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لغدوة في سبيل الله، أو روحة، خير من الدنيا وما فيها» أخرجه البخاري ومسلم.
وأخرج الترمذي هذا الحديث في أول حديث مذكور في صفة الجنة من «كتاب القيامة» من حرف القاف، وهذا القدر متفق عليه بينهم.

[شرح الغريب]
لغدوة أو روحة: الغدوة: المرة الواحدة من الذهاب،والروحة: المرة الواحدة من المجيء [يقال: ]: غدا غدوة، وراح روحة

7171 - (م س) أبو أيوب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «غدوة في سبيل الله، أو روحة خيرمما طلعت عليه الشمس وغربت» أخرجه مسلم والنسائي.
7172 - (ت) أبو هريرة وابن عباس - رضي الله عنهما - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «غدوة أو روحة في سبيل الله، خير من الدنيا وما فيها». أخرجه الترمذي.
7173 - (م س) سهل بن سعد - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «غدوة أو روحة في سبيل الله، خير من الدنيا وما فيها» أخرجه مسلم والنسائي.
7174 - (د) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: إن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «قفلة في سبيل الله كغزوة» أخرجه أبو داود.
[شرح الغريب]
قفلة: القفول: الرجوع من السفر، وله معنيان،أحدهما: أن أجر المجاهد في انصرافه إلى بيته كأجرة في إقباله إلى الجهاد، لأن في ذهابه من ضرر أهله ما يزيله رجوعه إليهم،وفيه إراحة النفس، والاستعداد بالقوة والعدة للرجوع،والآخر: أنهم إذا انصرفوا من مغزاهم ظاهرين، لم يأمنوا أن يقفو العدو أثرهم، فيوقع بهم وهم غارون، فإن كانوا مستعدين للقائهم، وإلا فقد سلموا وأحرزوا الغنيمة.

7175 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «مرّ رجل من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بشعب، فيه عيينة من ماء عذب، فأعجبته لطيبها فقال: لو أقمت في هذا المكان أعبد الله، وأعزل شرّي عن الناس؟ سأستأذن في ذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فذكر ذلك له، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لا تفعل فإن مقام أحدكم في سبيل الله ساعة، أفضل من صلاته في بيته سبعين عاما، ألا تحبّون أن يغفر الله لكم فيدخلكم الجنة؟ قالوا: بلى، قال: فاغزوا في سبيل الله،فإنه من قاتل في سبيل الله فواق ناقة، لتكون كلمة الله هي العليا، وجبت له الجنة،والغدوة في سبيل الله، أو الرّوحة،خير من الدنيا وما فيها أو قال: [خير] مما طلعت عليه الشمس».
أخرجه الترمذي - إلى قوله: «وجبت له الجنة» وليس في روايته ذكر «ساعة» ولا «لتكون كلمة الله هي العليا».

[شرح الغريب]
فواق ناقة: فواق الناقة: قدر المزمان الذي تحلب فيه.

7176 - (د ت س) معاذ بن جبل - رضي الله عنه -: أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «من قاتل في سبيل الله فواق ناقة وجبت له الجنة، ومن سأل الله القتل في سبيل الله صادقا من نفسه، ثم مات أو قتل، كان له أجر شهيد، ومن جرح جرحا في سبيل الله، أو نكب نكبة، فإنها تجيء يوم القيامة كأغزر ما كانت، لونها لون الزعفران، وريحها ريح المسك، ومن خرج به خرّاج في سبيل الله، فإنّ عليه طابع الشّهداء».أخرجه أبو داود والنسائي، وأخرجه الترمذي مفرّقا في موضعين.
نوع ثالث
7177 - (خ م ط ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ما من مكلوم يكلم في سبيل الله إلا جاء يوم القيامة، وكلمه يدمى، اللون لون دم، والرّيح ريح مسك».
وفي رواية قال: «كلّ كلم يكلمه المسلم في سبيل الله يكون يوم القيامة كهيئتها إذا طعنت، تفجّر دما، اللون لون دم، والعرف عرف المسك».
وفي أخرى قال: «لا يكلم أحد في سبيل الله - والله أعلم بمن يكلم في سبيله - إلا جاء يوم القيامة واللون لون دم، والرّيح ريح المسك» أخرجه البخاري.
وأخرج مسلم الأولى والثانية، إلا أنّ الأولى أخرجها في جملة حديث يرد آنفا، وأخرج «الموطأ» والترمذي والنسائي الرواية الثالثة.
وفي رواية لمسلم قال: «لا يكلم أحد في سبيل الله - والله أعلم بمن يكلم في سبيله - إلا جاء يوم القيامة وجرحه يثعب، اللون لون الدّم، والرّيح ريح المسك».

[شرح الغريب]
مكارم: الكلم: الجرح،والمكلوم: المجروح.
العرف: الرائحة، طيبة كانت أو خبيثة، والمراد به ها هنا: الطيبة لأنه قال: والعرف عرف المسك

7178 - (خ م ط س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «تضمّن الله لمن خرج في سبيله - لا يخرجه إلا جهادا في سبيلي، وإيمانا بي، وتصديقا برسلي - فهو عليّ ضامن أن أدخله الجنة، أو أرجعه إلى مسكنه الذي خرج منه، نائلا ما نال من أجر أو غنيمة، والذي نفس محمد بيده، ما من كلم يكلم في سبيل الله، إلا جاء يوم القيامة كهيئته حين كلم، لونه لون دم، وريحه ريح مسك، والذي نفس محمد بيده، لولا أن يشقّ على المسلمين ما قعدت خلاف سريّة تغزو في سبيل الله أبدا،ولكن لا أجد سعة فأحملهم، ولا يجدون سعة، ويشقّ عليهم أن يتخلّفوا عني، والذي نفس محمد بيده، لوددت أن أغزو في سبيل الله، فأقتل، ثم أغزو فأقتل، ثم أغزو فأقتل» هذا لفظ حديث مسلم.
وأخرج البخاري الفصل الأول، قال: «تكفّل الله لمن جاهد في سبيله - لا يخرجه من بيته إلا الجهاد في سبيل الله وتصديق بكلماته - أن يدخله الجنة، أو يردّه إلى مسكنه بما نال من أجر أو غنيمة».
وله في أخرى قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «مثل المجاهد في سبيل الله -والله أعلم بمن جاهد في سبيله - كمثل الصّائم القائم، وتوكّل الله للمجاهد في سبيله بأن يتوفّاه: أن يدخله الجنة، أو يرجعه سالما مع أجر أو غنيمة».
وأخرجه مسلم أيضا بنحو رواية البخاري الأولى.
وله في أخرى «تضمّن الله لمن خرج في سبيله - وذكر مع الفصل الذي أوله: لولا أن أشقّ على المسلمين ما تخلّفت خلاف سريّة - بنحو ما تقدّم».
وفي رواية لهماقال: «انتدب الله لمن خرج في سبيله - لا يخرجه إلا جهاد في سبيلي، وإيمان بي، وتصديق برسولي - فهو عليّ ضامن أن أدخله الجنة، أو أرجعه إلى مسكنه الذي خرج منه، نائلا ما نال من أجر أو غنيمة».
وفي رواية «الموطأ» قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «تكفّل الله لمن جاهد في سبيله» وذكر رواية البخاري الأولى، وأخرج النسائي روايتي البخاري الأولى والثانية.
وفي أخرى له قال: «انتدب الله لمن يخرج في سبيله - لا يخرجه إلا الإيمان بي، والجهاد في سبيلي - أنّه ضامن حتى أدخله الجنة، بأيّها كان، إما بقتل، أو وفاة، أو أردّه إلى مسكنه الذي يخرج منه، نال ما نال من أجر أو غنيمة».

[شرح الغريب]
خلاف سرية: السرية: طائفة في العسكر ينفذون في الغزو، وخلافهم: التخلف عنهم والقعود.
انتدب: بمعنى أجاب: يقال: ندبت الرجل لهذا الأمر، فانتدب، أي: هيأته له ودعوته إليه فأجاب، وقد جاء هذا الحديث بألفاظ متقاربة في المعنى، قال: انتدب الله، وتضمن، وتكفل.

7179 - (خ م ط س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لولا أن أشقّ على المسلمين ما تخلّفت عن سريّة، ولكن لا أجد حمولة، ولا أجد ما أحملهم عليه، ويشقّ عليّ أن يتخلّفوا عني، فلوددت أني قاتلت في سبيل الله فقتلت، ثم أحييت ثم قتلت، ثم أحييت» هذا لفظ حديث البخاري، وقد أدرجه مسلم على ما قبله.
وللبخاري قال: سمعت النبيّ -صلى الله عليه وسلم- يقول: «والذي نفسي بيده، لولا أنّ رجالا من المؤمنين لا تطيب أنفسهم بأن يتخلّفوا عنّي، ولا أجد ما أحملهم عليه، ما تخلّفت عن سريّة تغزو في سبيل الله، ولوددت أني أقتل في سبيل الله، ثم أحيا، ثم أقتل، ثم أحيا، ثم أقتل ثم أحيا، ثم أقتل».
وله في أخرى قال: «والذي نفسي بيده، لوددت أنّي أقاتل في سبيل الله، فأقتل، ثم أحيا، ثم أقتل، ثم أحيا، ثم أقتل» فكان أبو هريرة يقولهن ثلاثا «أشهد بالله» وأخرجاه معا.
أما البخاري فأخرجه في «كتاب الإيمان» متصلا بحديث آخر، أوله «انتدب الله لمن خرج في سبيله» وقد ذكر، وأما مسلم: فأخرجه في «كتاب الجهاد» مع حديثين متّصلين به، قال: «والذي نفسي بيده، لولا أن يشقّ على المسلمين ما قعدت خلاف سريّة... الحديث، وقد ذكرناه.
ولمسلم أيضا قال: والذي نفس محمد بيده لولا أن أشق على أمتي ما قعدت خلف سرية تغزو في سبيل الله، ولكن لا أجد سعة فأحملهم، ولا يجدون سعة فيتّبعوني، ولا تطيب أنفسهم أن يقعدوا بعدي».
وأخرج «الموطأ» الرواية الأولى، وأخرج الرواية الثانية من روايتي البخاري، وأخرج النسائي الرواية الأولى من أفراد البخاري.
قلت: هذه الأحاديث الثلاثة المتتابعة عن أبي هريرة: مشتركة المعنى في فضيلة الجهاد، ما يكاد ينفرد كلّ واحد منها بمعنى، فيجوز أن تكون حديثا واحدا، إلا أن الحميديّ - رحمه الله - قد أخرجها هكذا متفرقة في ثلاثة مواضع من المتفق عليه، فاقتدينا به.

[شرح الغريب]
حمولة: الحمولة: التي يحمل عليها، كالركوبة ا لتي تركب.

7180 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: -يعني يقول الله: «المجاهد في سبيلي هو علي ضمان إن قبضته أورثته الجنة، وإن رجعته رجعته بأجر أو غنيمة» أخرجه الترمذي
7181 - (س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- - فيما يحكي عن ربّه - قال: «أيّما عبد من عبادي خرج مجاهدا في سبيل الله، ابتغاء مرضاتي، ضمنت له، إن رجعته أرجعه بما أصاب من أجر أو غنيمة، وإن قبضته غفرت له ورحمته» أخرجه النسائي.
نوع رابع
7182 - (خ م ط س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «قيل: يا رسول الله، ما يعدل الجهاد في سبيل الله؟ قال: لا تستطيعونه، فأعادوا عليه مرتين، أو ثلاثا، كلّ ذلك يقول: لا تستطيعونه، ثم قال: مثل المجاهد في سبيل الله، كمثل الصائم القانت بآيات الله، لا يفتر من صيام ولا صلاة، حتى يرجع المجاهد في سبيل الله» أخرجه مسلم والترمذي.
وفي رواية «الموطأ»: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «مثل المجاهد في سبيل الله، كمثل الصائم الدائم لا يفتر من صلاة ولا صيام حتى يرجع».
وفي رواية النسائي قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «مثل المجاهد في سبيل الله - والله أعلم بمن يجاهد في سبيله، كمثل الصائم القائم الخاشع الراكع السّاجد».
وفي رواية البخاري: أن رجلا قال: «يا رسول الله، دلّني على عمل يعدل الجهاد: قال: لا أجده،ثم قال: هل تستطيع إذا خرج المجاهد أن تدخل مسجدك، فتقوم ولا تفتر، وتصوم ولا تفطر؟ فقال: ومن يستطيع ذلك؟ فقال أبو هريرة: فإنّ فرس المجاهد ليستنّ يمرح في طوله، فيكتب له حسنات» أخرجه البخاري.
وفي رواية النسائي: قال: «جاء رجل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: دلّني على عمل يعدل الجهاد، قال: لا أجده، هل تستطيع إذا خرج المجاهد: تدخل مسجدا، فتقوم ولا تفتر، وتصوم ولا تفطر؟ قال: من يستطيع ذلك؟».

[شرح الغريب]
ليستن: استن الفرس: إذا عدا.
الطول: الحبل الذي يشد في الدابة ويمسك رأسه لترعى.

7183 - (خ م د ت س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: أتى رجل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: «أيّ الناس أفضل؟ قال: مؤمن يجاهد بنفسه وماله في سبيل الله، قال: ثم من؟ قال: ثمّ رجل في شعب من الشعاب يعبد الله - وفي رواية: يتقي الله - ويدع الناس من شرّه» أخرجه البخاري ومسلم والترمذي.
وفي رواية أبي داود: «أيّ المؤمنين أكمل؟ قال: رجل يجاهد في سبيل الله بنفسه وماله، ورجل يعبد الله في شعب من الشّعاب، قد كفى الناس شرّه».
وأخرج النسائي الأولى.

7184 - (س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عام تبوك يخطب الناس وهو مسند ظهره إلى راحلته، فقال: «ألا أخبركم بخير الناس، وشرّ الناس؟ إنّ من خير الناس: رجلا عمل في سبيل الله على ظهر فرسه، أو على ظهر بعيره، أو على قدمه، حتى يأتيه الموت، وإن من شرّ الناس رجلا يقرأ كتاب الله لا يرعوي إلى شيء منه» أخرجه النسائي.
[شرح الغريب]
لايرعوي: فلان لايرعوي، أي: لا ينكف ولا ينزجر، وأصل هذه اللفظة،: من رعا يرعو: إذا كف عن الأمور،يقال: فلان حسن الرعوة والرعوة والرعوى والارعواء،وقد ارعوى عن القبيح، وتقديره: افعول، ووزنه: افعلل، وإنما لم تدغم لسكون الياء، والاسم الرعيا والرعوى بالضم والفتح.

7185 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «من خير معاش الناس لهم: رجل ممسك بعنان فرسه في سبيل الله، يطير على متنه، كلما سمع هيعة، أو فزعة، طار على متنه يبتغي القتل أو الموت مظانّه، أو رجل في غنيمة في شعفة من هذه الشّعاف، أو بطن واد من هذه الأودية، يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة، ويعبد ربّه حتى يأتيه اليقين، ليس من الناس إلا في خير» أخرجه مسلم.
[شرح الغريب]
يطير على متنه: متن الفرس أراد به: ظهره،والمراد بالطيران عليه إجراؤه في سبيل الله تعالى.
الهيعة: كل ما أفزعك من صوت وخبر يجيئك من جانب العدو.
مظانه: مظنة الشيء: موضعه الذي يعرف به، ويطلب منه،والجمع مظان.
الشعفة: بتحريك العين: رأس الجبل، والجمع: شعف.
يأتيه اليقين: اليقين هاهنا: الموت، لأنه مستيقن المجيء.

7186 - (ط ت س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «ألا أخبركم بخير النّاس؟ رجل ممسك بعنان فرسه في سبيل الله، ألا أخبركم بالذي يتلوه؟ رجل معتزل في غنيمة له يؤدّي حق الله فيها، ألا أخبركم بشرّ الناس؟ رجل يسأل بالله ولا يعطي به» أخرجه الترمذي عن عطاء بن يسار عن ابن عباس.
وأخرجه «الموطأ» عن عطاء بن يسار عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، مرسلا قال: «ألا أخبركم بخير الناس، منزلا؟ رجل آخذ بعنان فرسه يجاهد في سبيل الله، ألا أخبركم بخير الناس منزلة بعده؟ رجل معتزل في غنيمة يقيم الصلاة، ويؤتي الزكاة، ويعبد الله لا يشرك به شيئا».
وفي رواية النسائي: «ألا أخبركم بخير الناس منزلا؟ قلنا: بلى يا رسول الله، قال: رجل آخذ برأس فرسه في سبيل الله، حتى يموت أو يقتل، ألا أخبركم بالذي يليه؟ قلنا: نعم يا رسول الله، قال: رجل معتزل في شعب من الشّعاب، يقيم الصلاة، ويؤتي الزكاة، ويعتزل شرّ الناس، وأخبركم بشرّ الناس؟ قلنا: نعم يا رسول الله، قال: الذي يسأل بالله ولا يعطي به».

7187 - (د) أبوأمامة - رضي الله عنه -: أن رجلا قال: يا رسول الله ائذن لي في السياحة، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «سياحة أمّتي الجهاد في سبيل الله» أخرجه أبو داود.
نوع خامس
7188 - (ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا يلج النار رجل بكى من خشية الله، حتى يعود اللّبن في الضرع ولا يجتمع على عبد غبار في سبيل الله ودخان جهنّم».
أخرجه الترمذي والنسائي.
وزاد النسائي في أخرى «في منخري مسلم أبدا».وللنسائي أيضا قال: «لا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنّم في جوف عبد أبدا، ولا يجتمع الشّح والإيمان في قلب عبد أبدا» وفي أخرى «في قلب مسلم» في الموضعين.

7189 - (خ ت س) أبو عبس - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «ما اغبرّت قدما عبد في سبيل الله، فتمسّه النار» أخرجه البخاري.
وقد أخرجه هو والترمذي والنسائي بزيادة في أوله، وقد ذكر في «فضل صلاة الجمعة».

7190 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «عينان لا تمسهما النار: عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله» أخرجه الترمذي.
7191 - (س) أبو ريحانة - رضي الله عنه - قال: سمعت النبيّ -صلى الله عليه وسلم- يقول: «حرّمت عين على النار سهرت في سبيل الله» أخرجه النسائي.
7192 - (م د س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «اثنان لا يجتمعان في النار اجتماعا يضرّ أحدهما الآخر، قيل: من هم يا رسول الله؟ قال: مؤمن قتل كافرا، ثم سدّد».
وفي رواية «لا يجتمع كافر وقاتله في النار أبدا» أخرجه مسلم.
وأخرج أبو داود الثانية، وفي رواية النسائي قال: «لا يجتمعان في النار: مسلم قتل كافرا، ثم سدّد وقارب، ولا يجتمعان في جوف مؤمن: غبار في سبيل الله، وفيح جهنّم، ولا يجتمعان في قلب عبد: الإيمان والحسد».
سدد: إذا فعل السداد وقاله، والمراد به: الإيمان.

نوع سادس
7193 - (م س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: من رضي بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد رسولا، وجبت له الجنة، فعجب لها أبو سعيد، فقال: أعدها عليّ يا رسول الله، فأعادها عليه، ثم قال: «وأخرى يرفع الله بها العبد مائة درجة في الجنة، ما بين كلّ درجتين كما بين السماء والأرض». قال: وما هي يا رسول الله؟ قال: «الجهاد في سبيل الله، الجهاد في سبيل الله» أخرجه مسلم والنسائي.

7194 - (م ت) أبو موسى - رضي الله عنه - قال ابنه أبو بكر: سمعت أبي وهو بحضرة العدوّ يقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إن أبواب الجنة تحت ظلال السّيوف» فقام رجل رثّ الهيئة، فقال: يا أبا موسى، أنت سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول هذا؟ قال: نعم، فرجع إلى أصحابه، فقال: أقرأ عليكم السلام، ثم كسر جفن سيفه، فألقاها، ثم مشى بسيفه إلى العدو فضرب به حتى قتل. أخرجه مسلم والترمذي.
s ظلال السيوف: جعل ظلال السيوف في القتال: شاملة للجنة لأن من دخل تحت ظل السيف في سبيل الله، فقد دخل الجنة، ومعناه: الدنو من القرن، حتى يعلوه ظل السيف ولا بفر منه.

7195 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أن عمرو بن أقيش: «كان له ربا في الجاهلية، فكره أن يسلم حتى يأخذه، فجاء يوم أحد، فقال: أين بنو عمي؟ قالوا: بأحد، قال: أين فلان، قالوا: بأحد، فلبس لأمته، وركب فرسه، وتوجّه قبلهم، فلما رآه المسلمون قالوا: إليك عنّا يا عمرو، قال: إني قد آمنت، فقاتل حتى جرح، فحمل إلى أهله جريحا، فجاءه سعد بن معاذ، فقال لأخته: سليه أحميّة لقومك، أم غضبا لهم، أم غضبا لله تبارك وتعالى؟ قال: بل غضبا لله ولرسوله، فمات فدخل الجنة،وما صلّى لله تبارك وتعالى صلاة».أخرجه أبو داود.
[شرح الغريب]
الحمية: الغضب للأهل والأقارب،والأنفة من العار.


7196 - (خ م د) عبد الله بن أبي أوفى - رضي الله عنه -: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «الجنة تحت ظلال السيوف»أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود في جملة حديث.
7197 - (س د ت) أبو نجيح السلمي - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «من بلّغ بسهم فهو له درجة في الجنة، فبلّغت يومئذ ستة عشر سهما» قال: وسمعت النبيّ -صلى الله عليه وسلم- يقول: «من رمى بسهم في سبيل الله، فهو له عدل محرّر» أخرجه النسائي.
وأخرجه أبو داود في أول حديث يتضمن فضل العتق ويرد في بابه.
وفي رواية الترمذي مثل الرواية الثانية، وقال: «عدل رقبة محرّرة».

[شرح الغريب]
عدل محرر: ا المحرر: المعتق.
وعدل الشيء: مثله: وكذلك عدله.

7198 - (خ م ط س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «يضحك الله تعالى إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر، كلاهما يدخل الجنة، يقاتل هذا في سبيل الله، ثم يستشهد فيتوب الله على القاتل، فيسلم فيقاتل في سبيل الله، فيستشهد».أخرجه البخاري ومسلم و«الموطأ» والنسائي.
7199 - (خ) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من آمن بالله ورسوله، وأقام الصّلاة، وآتى الزّكاة، وصام رمضان، وحجّ: كان حقّا على الله أن يدخله الجنة، جاهد في سبيل الله، أو جلس في أرضه التي ولد فيها، فقالوا: أولا نبشّر الناس بقولك؟ فقال: إن في الجنة مائة درجة، أعدّها الله للمجاهدين في سبيل الله، ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض، فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس، فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة، وفوقه عرش الرحمن، ومنه تفجّر أنهار الجنة».
أخرجه البخاري.

نوع سابع
7200 - (خ س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «من احتبس فرسا في سبيل الله إيمانآ بالله، وتصديقا بوعده، فإن شبعه وريّه وروثه وبوله في ميزانه يوم القيامة» يعني حسنات. أخرجه البخاري والنسائي.

7201 - (م س) أبو مسعود البدري - رضي الله عنه - قال: جاء رجل بناقة مخطومة إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: هذه في سبيل الله، فقال [رسول الله] -صلى الله عليه وسلم-: لك بها يوم القيامة سبعمائة ناقة كلّها مخطومة.أخرجه مسلم.
وفي رواية النسائي: أن رجلا تصدّق بناقة مخطومة في سبيل الله، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ليأتينّ يوم القيامة بسبعمائة ناقة مخطومة».

[شرح الغريب]
ناقة محظومة: لها خطام تقاد به. كالرسن للدابة، فيتمكن صاحبها منها ولا تفر منه.

7202 - (ت) عدي بن حاتم - رضي الله عنه -: سأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «أيّ الصدقة أفضل؟ قال: إخدام عبد في سبيل الله، أو إظلال فسطاط، أو طروقة فحل في سبيل الله» أخرجه الترمذي.
[شرح الغريب]
طروقة فحل: أنها قد كبرت وصلحت أن يعلوها الفحل، وهي الحقة من الإبل التي تم لها ثلاث سنين، ودخلت في الرابعة إلى آخرها.

7203 - (ت) أبو أمامة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أفضل الصّدقات: ظلّ فسطاط في سبيل الله، ومنيحة خادم في سبيل الله أو طروقة فحل في سبيل الله» أخرجه الترمذي.
7204 - (ت س) خريم بن فاتك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من أنفق نفقة في سبيل الله، كتبت له بسبعمائة ضعف» أخرجه الترمذي والنسائي.
7205 - (خ م ت د س) زيد بن خالد الجهني - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «من جهّز غازيا في سبيل الله فقد غزا، ومن خلّف غازيا في أهله بخير فقد غزا» أخرجه الجماعة إلا «الموطأ».
وفي أخرى للترمذي إلى قوله: «فقد غزا» في المرة الأولى.

7206 - (د) عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «للغازي أجره، وللجاعل أجره وأجر الغازي» أخرجه أبو داود.
نوع ثامن
7207 - (خ) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «تعس عبد الدّينار، وعبد الدّرهم، والقطيفة، والخميصة، إن أعطي رضي، وإن لم يعط لم يرض» قال البخاري: وزاد عمرو بن مرزوق - عن عبد الرحمن بن دينار عن أبيه عن أبي صالح عن أبي هريرة، عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «تعس عبد الدّينار، وعبد الدّرهم، وعبد الخميصة، إن أعطي رضي، وإن لم يعط سخط، تعس وانتكس، وإذا شيك فلا انتقش، طوبى لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل الله، أشعث رأسه، مغبرّة قدماه، إن كان في الحراسة كان في الحراسة، وإن كان في الساقة كان في الساقة، إن استأذن لم يؤذن له، وإن شفع لم يشفّع» أخرجه البخاري.

[شرح الغريب]
تعس: دعا عليه بالهلاك، وهو الوقوع على الوجه من العثار.
العقطيفة: كساء له خمل.
والخميصة: ثياب خز أو صوف معلمة.
الانتكاس: الانقلاب على الرأس، وفي الأمر. وهذا دعاء عليه أيضا بالخيبة، لأن من انتكس في أمره،فقد خاب وخسر.
وإذا شيك: شاكته الشوكة: إذا دخلت في جسمه، وشيك: فعل لم يسم فاعله.
فلا انتقش: الا نتقاش: إخراج الشوكة من الجسم، نقشته أنا وانتقش هو.
طوبى: اسم الجنة: وقيل اسم شجرة فيها،وقيل: فعلى من الطيب.
الحراسة: فعل الحارس.وهو الذي يحفظك وأنت نائم.
الساقة: الذين يسوقون الجيش يحفظونه من ورائه.

7208 - (د) أبو أيوب - رضي الله عنه -: أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «ستفتح عليكم الأمصار، وستكون جنود مجنّدة، يقطع عليكم فيها بعوث، يكره الرجل منكم البعث فيها، فيتخلّص من قومه، ثم يتصفّح القبائل، يعرض نفسه عليهم، يقول: من أكفه بعث كذا؟ من أكفه بعث كذا؟ ألا فذلك الأجير إلى آخر قطرة من دمه» أخرجه أبو داود.
[شرح الغريب]
بعوثا: البعوث: جمع بعث، وهم طائفة من الجيش يبعثون في الغزو كالسرية.

7209 - (س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: وعدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- غزوة الهند، فإن أدركتها أنفق فيها نفسي ومالي، فإن قتلت كنت أفضل الشهداء، وإن رجعت فأنا أبو هريرة المحرّر أخرجه النسائي.
7210 - (ط) زيد بن أسلم - رحمه الله -: قال: كتب أبو عبيدة بن الجرّاح إلى عمر بن الخطاب يذكر له جموعا من الروم، وما يتخوّف منهم، فكتب إليه عمر: أما بعد، فإنه مهما ينزل بعبد مؤمن من منزل شدّة يجعل الله بعده فرجا، وإنه لن يغلب عسر يسرين،وإن الله يقول في كتابه: «{يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون} [آل عمران: 200]» أخرجه «الموطأ».
الفرع الثاني: في فضل الشهادة والشهداء
نوع أول
7211 - (د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال لأصحابه: إنه لمّا أصيب إخوانكم بأحد، جعل الله أرواحهم في جوف طير خضر، ترد أنهار الجنة، تأكل من ثمارها، وتأوي إلى قناديل من ذهب معلّقة في ظل العرش، فلما وجدوا طيب مأكلهم ومشربهم ومقيلهم، قالوا: من يبلّغ إخواننا عنا أننا أحياء في الجنة، لئلاّ يزهدوا في الجنة، ولا ينكلوا عند الحرب؟ فقال الله تعالى: «أنا أبلّغهم عنكم، فأنزل الله عزّ وجل: {ولا تحسبنّ الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء}... إلى آخر الآيات» [آل عمران: 169 - 171] أخرجه أبو داود.

[شرح الغريب]
نكل: عن العمل ينكل بالضم: إذا جبن وفتر وضعف.

7212 - (ت) كعب بن مالك - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إنّ أرواح الشّهداء في حواصل طير خضر، تعلق من ثمر الجنة، أو شجر الجنة» أخرجه الترمذي.
[شرح الغريب]
علقت: تعلق: أي أكلت،وذلك في الإبل، إذا أكلت العضاه فنقل إلى الطير.


7213 - (م ت) مسروق - رحمه الله - قال: «سألنا عبد الله بن مسعود عن هذه الآية {ولا تحسبنّ الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا، بل أحياء عند ربّهم يرزقون} [آل عمران: 169] فقال: أما إنّا قد سألنا عن ذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ فقال: أرواحهم في جوف طير خضر، لها قناديل معلّقة بالعرش، تسرح من الجنة، حيث شاءت،ثم تأوي إلى تلك القناديل، فاطّلع إليهم ربّهم اطّلاعة، فقال: [هل] تشتهون شيئا؟ قالوا: أيّ شيء نشتهي ونحن نسرح من الجنة حيث شئنا؟ ففعل ذلك بهم ثلاث مرات، فلما رأوا أنهم لم يتركوا من أن يسألوا، قالوا: يا رب، نريد أن تردّ علينا أرواحنا في أجسادنا حتى نقتل في سبيلك مرة أخرى، فلما رأى أن ليس لهم حاجة تركوا» أخرجه مسلم.
وفي رواية الترمذي «أنه سئل عن قوله ولا تحسبنّ الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا، بل أحياء عند ربّهم فقال: أما إنّا قد سألنا عن ذلك؟ فأخبرنا أنّ أرواحهم في طير خضر، تسرح في الجنة حيث شاءت، وتأوي إلى قناديل معلّقة بالعرش، فاطّلع ربك اطّلاعة، فقال: هل تستزيدون شيئا، فأزيدكم؟ قالوا: ربنا، وما نستزيد ونحن في الجنة نسرح حيث شئنا؟ ثم اطّلع إليهم الثانية، فقال: هل تستزيدون شيئا، فأزيدكم؟ فلما رأوا أنّهم لا يتركون، قالوا: تعيد أرواحنا في أجسادنا حتى نرجع إلى الدنيا فنقتل في سبيلك مرة أخرى».
وللترمذي في رواية أخرى - مثله - وزاد «وتقرئ نبينا السلام، وتخبره أن قد رضينا، ورضي عنا» هكذا أخرجه الترمذي.

[شرح الغريب]
سرحت الماشية: إذا ذهبت للرعي، فاستعاره للطير.

نوع ثان
7214 - (خ م ت س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «ما أحد يدخل الجنة يحبّ أن يرجع إلى الدنيا وله ما على الأرض من شيء، إلا الشهيد، يتمنّى أن يرجع إلى الدنيا فيقتل عشر مرات، لما يرى من الكرامة» وفي رواية «لما يرى من فضل الشهادة».
أخرجه البخاري ومسلم، ولمسلم نحوه.
وفي رواية الترمذي قال: «ما من عبد يموت له عند الله خير، يحبّ أن يرجع إلى الدنيا، وأن له الدنيا وما فيها، إلا الشهيد، لما يرى من فضل الشهادة، فإنه يحبّ أن يرجع إلى الدنيا فيقتل مرة أخرى».
وله في رواية أخرى أنه قال: «ليس أحد من أهل الجنة يسرّه أن يرجع إلى الدنيا إلا الشهيد».
وفي رواية النسائي قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «يؤتى بالرجل من أهل الجنة، فيقول الله تعالى: يا ابن آدم، كيف وجدت منزلك؟ فيقول: أي ربّ، خير منزل، فيقول: سل وتمنّ، فيقول: أسألك أن تردّني إلى الدنيا فأقتل في سبيلك عشر مرات، لما يرى من فضل الشهادة».

7215 - (س) [عبد الرحمن] بن أبي عميرة - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «ما من نفس مسلمة يقبضها ربّها تحبّ أن ترجع إليكم وأنّ لها الدنيا وما فيها، غير الشهيد».
قال ابن أبي عميرة: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لأن أقتل في سبيل الله أحبّ إليّ من أن يكون لي أهل الوبر والمدر» أخرجه النسائي.

[شرح الغريب]
أهل الوبر: هم الأعراب الذين في البادية،ومن لايأوي إلى جدار.
وأهل المدر: أهل القرى والأمصار،والمدر: الطين المستحجر.

7216 - (س) عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «ما على الأرض من نفس تموت ولها عند الله خير، تحبّ أن ترجع إليكم ولها الدنيا، إلا القتيل، فإنه يحبّ أن يرجع فيقتل مرة أخرى» أخرجه النسائي.
7217 - (خ) المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه - قال: أخبرنا نبيّنا عن رسالة ربّنا «أنه من قتل منّا صار إلى الجنة، فلنحن أحبّ في الموت منكم في الحياة» أخرجه البخاري في ترجمة باب.
نوع ثالث
7218 - (م ت س ط) أبو قتادة - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قام فيهم، فذكر لهم أنّ الجهاد في سبيل الله، والإيمان بالله أفضل الأعمال، فقام رجل فقال: يا رسول الله، أرأيت إن قتلت في سبيل الله، أتكفّر عني خطاياي؟ فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: نعم إن قتلت في سبيل الله وأنت صابر محتسب، مقبل غير مدبر، ثم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: كيف قلت؟ قال: أرأيت إن قتلت في سبيل الله، أتكفّر عنّي خطاياي؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «نعم، إن قتلت في سبيل الله وأنت صابر محتسب، مقبل غير مدبر، إلا الدّين، فإن جبريل عليه السلام قال لي ذلك».
أخرجه مسلم والترمذي والنسائي.
وفي رواية «الموطأ» قال: جاء رجل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: يا رسول الله، إن قتلت في سبيل الله، صابرا محتسبا، مقبلا غير مدبر، أيكفّر الله عنّي خطاياي؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «نعم، فلما أدبر الرجل، ناداه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-... وذكر باقي الحديث» وأخرجه النسائي أيضا مثل «الموطأ».

7219 - (س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «جاء رجل إلى النبيّ -صلى الله عليه وسلم- وهو يخطب على المنبر، فقال: أرأيت إن قتلت في سبيل الله صابرا محتسبا. مقبلا غير مدبر، أيكفّر الله عني سيئآتي؟ قال: نعم، ثم سكت ساعة، فقال: أين السائل آنفا؟ فقال الرجل: فها أنا ذا، قال: ما قلت؟ قال: أرأيت إن قتلت في سبيل الله صابرا محتسبا مقبلا غير مدبر أيكفّر [الله] عنّي سيئاتى؟ قال: نعم، إلا الدّين، سارّني به جبريل آنفا» أخرجه النسائي.
7220 - (م) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «يغفر للشهيد كلّ ذنب إلا الدّين» أخرجه مسلم.
7221 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: القتل في سبيل الله يكفّر كلّ خطيئة، فقال له جبريل: إلا الدّين، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إلا الدّين» أخرجه الترمذي.
نوع رابع
7222 - (ت) المقدام بن معدي كرب - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «للشّهيد عند الله ستّ خصال: يغفر الله له في أول دفعة، ويرى مقعده من الجنة، ويجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر ويوضع على رأسه تاج الوقار، الياقوتة منه خير من الدنيا وما فيها، ويزوّج ثنتين وسبعين زوجة من الحور العين، ويشفّع في سبعين من أقاربه».أخرجه الترمذي.

[شرح الغريب]
الحور: جمع حوراء، وهي الشديدة بياض العين في شدة سوادها.
والعين: جمع عيناء، وهي الواسعة العين.

7223 - (د) نمران بن عتبة الذماري - رحمه الله -: قال: دخلنا على أم الدّرداء ونحن أيتام، قتل أبونا في سبيل الله، فقالت: أبشروا، فإني سمعت أبا الدرداء يقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «يشفع الشهيد في سبعين من أهل بيته» أخرجه أبو داود ولم يذكر «قتل أبونا في سبيل الله».
7224 - (ت) فضالة بن عبيد - رضي الله عنه - قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «الشّهداء أربعة: رجل مؤمن جيّد الإيمان، لقي العدوّ فصدق الله حتى قتل، فذلك الذي يرفع الناس إليه أعينهم يوم القيامة هكذا - ورفع رأسه حتى سقطت قلنسوته، فلا أدري أقلنسوة عمر أراد أم قلنسوة النبيّ -صلى الله عليه وسلم-؟ - قال: ورجل مؤمن جيّد الإيمان، لقي العدوّ فكأنّما ضرب جلده بشوك طلح من الجبن، أتاه سهم غرب فقتله، فهو في الدرجة الثانية، ورجل مؤمن خلط عملا صالحا وآخر سيئا، لقي العدوّ، فصدق الله حتى قتل فذلك في الدرجة الثالثة، ورجل مؤمن أسرف على نفسه، لقي العدوّ، فصدق الله حتى قتل، فذلك في الدرجة الرابعة» أخرجه الترمذي.
[شرح الغريب]
طلحا: الطلح: نوع من أشجار الشوك.
سهم غرب: أصابه سهم غرب بالإضافة، وبغير الإضافة،وبفتح الراء وسكونها: إذا لم يدر من أين جاء أسرف الرجل على نفسه: إذا أكثر من اعتقاب الأوزار والآثام.

نوع خامس
7225 - (ط) يحيى بن سعيد - رحمه الله - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «رغّب في الجهاد، وذكر الجنة ورجل من الأنصار يأكل تمرات في يده - فقال: إني لحريص على الدنيا إن جلست حتى أفرغ منهنّ، ورمى ما في يده، فحمل بسيفه فقاتل حتى قتل» أخرجه «الموطأ».

7226 - (خ م) البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال: جاء رجل من بني النّبيت قبيل من الأنصار إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأنّك عبده ورسوله، ثم تقدّم فقاتل حتى قتل، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «عمل هذا يسيرا وأجر كثيرا» أخرجه مسلم.
وفي رواية البخاري قال: أتى النبيّ -صلى الله عليه وسلم- رجل مقنّع بالحديد، فقال: يا رسول الله، أقاتل أو أسلم؟ قال: أسلم ثم قاتل، [فأسلم ثم قاتل] فقتل، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «عمل قليلا وأجر كثيرا».

[شرح الغريب]
مقنع بالحديد رجل منقع: إذا كان على رأسه بيضة وهي الخوذة.

نوع سادس
7227 - (س) راشد بن سعد - رحمه الله -: عن رجل من أصحاب النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: أن رجلا قال: «يا رسول الله، ما بال المؤمنين يفتنون في قبورهم إلا الشهيد؟ قال: كفى ببارقة السّيوف على رأسه فتنة».أخرجه النسائي.

[شرح الغريب]
ببارقة السيوف: برق السيف: إذا لمع، تشبيها بلموع البرق.

7228 - (ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «ما يجد الشهيد من مسّ القتل إلا كما يجد أحدكم من القرصة» أخرجه الترمذي.
وعند النسائي «الشهيد لا يجد من مسّ القتل إلا كما يجد أحدكم القرصة يقرصها».

7229 - (د) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «عجب ربّنا تبارك وتعالى من رجل غزا في سبيل الله، فانهزم أصحابه فعلم ما عليه، فرجع حتى أهريق دمه، فيقول الله عزّ وجلّ لملائكته: انظروا إلى عبدي، رجع رغبة فيما عندي، وشفقة مما عندي، حتى أهريق دمه» أخرجه أبو داود، وزاد رزين «أشهدكم أني غفرت له».
7230 - (د) عبد الخبير بن ثابت بن قيس بن شماس: عن أبيه عن جده - رضي الله عنه - قال: «جاءت امرأة إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، يقال لها: أم خلاّد، وهي تسأل عن ابن لها قتل في سبيل الله؟ فقال لها بعض أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: جئت تسألين عن ابنك وأنت منتقبة؟ فقالت: إن أرزأ ابني، فلم أرزأ حيائي،فقال لها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ابنك له أجر شهيدين، قالت: ولم؟ قال: لأنه قتله أهل الكتاب» أخرجه أبو داود.
[شرح الغريب]
الرزء: المصيبة، وأرزأ: أصاب بمصيبة، وتقول: مارزأته شيئا، أي: ما نقصته.

7231 - (م ت د س) سهل بن حنيف - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «من سأل الله الشهادة بصدق بلّغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه» أخرجه مسلم والترمذي وأبو داود والنسائي.
7232 - (د) أبو مالك الأشعري - رضي الله عنه - أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «من فصل في سبيل الله، فمات أو قتل، فهو شهيد، أو وقصه فرسه أو بعيره، أو لدغته هامّة، أو مات على فراشه، بأيّ حتف شاء الله، فإنّه شهيد، وإن له الجنة». أخرجه أبو داود.
[شرح الغريب]
فصل: أي: خرج، وفصل فلان عن المدينة: إذا خرج عنها.
وقصه فرسه: رمي به، فكسر عنقه.
الحتف: الموت: يقال: مات فلان حتف أنفه: إذا مات من غير قتل ولا ضرب،ولا يبنى منه فعل.

7233 - (د) حسناء بنت معاوية الصريمية - رضي الله عنها - قالت: حدّثنا عمي قال: قلت للنبي -صلى الله عليه وسلم- «من في الجنة؟ قال: النبيّ في الجنة، والشهيد في الجنة، والمولود والوئيد في الجنة» أخرجه أبو داود.
[شرح الغريب]
الوئيد: هو المولود الصغير يدفن وهو حي، وقد ذكر.

7234 - (ط) أبوالنضر - رحمه الله - بلغه أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال لشهداء أحد: هؤلاء أشهد عليهم، فقال أبو بكر الصّدّيق - رضي الله عنه - ألسنا يا رسول الله بإخوانهم؟ أسلمنا كما أسلموا، وجاهدنا كما جاهدوا؟ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «بلى، ولكن لا أدري ما تحدثون بعدي؟ فبكى أبو بكر، ثم بكى، [ثم] قال: إنّا لكائنون بعدك» أخرجه «الموطأ».
الفصل الثامن في فضل الدعاء والذكر
7235 - (د ت) النعمان بن بشير - رضي الله عنهما - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «الدعاء هو العبادة» ثم قرأ {وقال ربّكم ادعوني أستجب لكم، إنّ الّذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنّم داخرين} [غافر: الآية 60] أخرجه الترمذي.
وفي رواية أبي داود، قال: «الدّعاء هو العبادة» {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم}.

7236 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «ليس شيء أكرم على الله من الدّعاء» أخرجه الترمذي.
7237 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «الدّعاء مخّ العبادة» أخرجه الترمذي.
7238 - (ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «من فتح له باب الدّعاء، فتحت له أبواب الرّحمة، وما سئل الله شيئا أحبّ إليه من أن يسأل العافية، وإن الدّعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل ولا يردّ القضاء إلا الدّعاء، فعليكم بالدّعاء» أخرجه الترمذي.
7239 - (ت) سلمان الفارسي - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يردّ القضاء إلا الدّعاء، ولا يزيد في العمر إلاالبرّ».
أخرجه الترمذي.

7240 - (ت) عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «ما على الأرض مسلم يدعو الله بدعوة إلا آتاه الله إياها، أو صرف عنه من السّوء مثلها، ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم، فقال رجل من القوم: إذا نكثر، قال: الله أكثر» أخرجه الترمذي.
قال الجراحي: يعني أكثر إجابة.

7241 - (ت) جابر - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «ما من عبد مسلم يدعو بدعاء، إلا آتاه الله ما سأل، أو ادّخر له في الآخرة خيرا منه، أو كفّ عنه من السّوء مثله، ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم».
وفي رواية «ما من أحد يدعو بدعاء إلا آتاه الله ما سأل، أو كفّ عنه من السّوء مثله، ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم».
أخرج الترمذي الرواية الثانية، والأولى ذكرها رزين.

7242 - (ط) زيد بن أسلم - رحمه الله - كان يقول: «ما من داع يدعو إلا كان بين إحدى ثلاث خلال: إما أن يستجاب له عاجلا، وإما أن يدّخر له، وإما أن يكفّر عنه» أخرجه «الموطأ».
7243 - (ط ت) أبو الدرداء - رضي الله عنه - قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «ألا أخبركم بخير أعمالكم، وأرفعها في درجاتكم، وأزكاها عند مليككم، وخير لكم من الورق والذهب، وخير لكم من أن تلقوا عدوّكم، فتضربوا أعناقهم، ويضربوا أعناقكم؟ قالوا: بلى، قال: ذكر الله» أخرجه «الموطأ» والترمذي، إلا أن «الموطأ» وقفه على أبي الدرداء.
[شرح الغريب]
أزكاها: خيرها وأطهرها.

7244 - (ط ت) معاذ بن جبل - رضي الله عنه - قال: «ما عمل ابن آدم من عمل أنجى له من عذاب الله من ذكر الله».
أخرجه«الموطأ» والترمذي.

7245 - (ت) أنس - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «يقول الله: أخرجوا من النار من ذكرني يوما، أو خافني في مقام».
أخرجه الترمذي.

7246 - (د) معاذ بن جبل - رضي الله عنه - أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «ما من مسلم يبيت على طهر ذاكرا، فيتعارّ من الليل يسأل الله خيرا من الدنيا والآخرة، إلا أعطاه الله إياه» أخرجه أبو داود.
7247 - جابر - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا دخل الرجل بيته، أو أوى إلى فراشه، ابتدره ملك وشيطان، يقول الملك: افتح بخير، ويقول الشيطان: افتح بشرّ، فإن ذكر الله طرد الملك الشيطان، وظلّ يكلؤه، وإذا انتبه من منامه قالا ذلك، فإن هو قال: الحمد لله الذي ردّ نفسي إليّ بعد موتها، ولم يمتها في منامها، الحمد لله الذي يمسك السموات السبع أن تقع على الأرض إلا بإذنه، فإن خرّ من فراشه فمات كان شهيدا، وإن قام وصلّى صلّى في فضائل» أخرجه....
7248 - (د) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لأن أقعد مع قوم يذكرون الله عزّ وجلّ من صلاة الغداة حتى تطلع الشّمس، أحبّ إليّ من [أن] أعتق أربعة من ولد إسماعيل، ولأن أقعد مع قوم يذكرون الله عز وجل من صلاة العصر إلى أن تغرب الشمس أحبّ إليّ من [أن] أعتق أربعة» أخرجه أبو داود.
7249 - (م ت) حنظلة بن الربيع - رضي الله عنه - قال: «كنا عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فذكر النار، ثم جئت إلى البيت، فضاحكت الصبيان ولاعبت المرأة، فخرجت فلقيت أبا بكر، فذكرت ذلك له، فقال: وأنا قد فعلت مثل ما تذكر، فلقينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقلت: يا رسول الله، نافق حنظلة، فقال: مه؟ فحدّثته بالحديث، فقال أبو بكر: وأنا قد فعلت مثل ما فعل، فقال: يا حنظلة، ساعة وساعة، لو كانت قلوبكم كما تكون عند الذّكر لصافحتكم الملائكة، حتى تسلّم عليكم في الطرق».
أخرجه مسلم، وأخرج الترمذي نحوه.
وقد تقدّم في «كتاب الاعتصام» من حرف الهمزة ذكره.

الفصل التاسع: في فضل الصدقة
7250 - (خ م ط ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ما تصدّق أحد بصدقة من طيّب - ولا يقبل الله إلا الطّيب - إلا أخذها الرحمن بيمينه، وإن كانت تمرة، فتربو في كفّ الرحمن حتى تكون أعظم من الجبل، كما يربّي أحدكم فلوّه أو فصيله» هذا لفظ حديث مسلم.
وأخرجه البخاري، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من تصدّق بعدل تمرة من كسب طيّب - ولا يصعد إلى الله -» وفي رواية «ولا يقبل الله - إلا الطّيّب، فإن الله يتقبّلها بيمينه، ثم يربّيها لصاحبها كما يربّي أحدكم فلوّه، حتى تكون مثل الجبل».
ولمسلم قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا يتصدّق أحد بتمرة من كسب طيّب إلا أخذها الله بيمينه، يربّيها كما يربي أحد فلوّه، أو قلوصه، حتى تكون مثل الجبل، أو أعظم».
وفي أخرى له «من الكسب الطيب، فيضعها في حقّها».
وفي أخرى «فيضعها موضعها».
وفي رواية «الموطأ» عن سعيد بن يسار - مرسلا - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «من تصدّق بصدقة من كسب طيّب - ولا يقبل الله إلا طيّبا - كان إنما يضعها في كفّ الرحمن، يربّيها كما يربّي أحدكم فلوّه، أو فصيله، حتى تكون مثل الجبل» وسعيد ابن يسار، هو راوي الحديث عن أبي هريرة.
وأخرج الترمذي سعيد بن يسار: أنه سمع أبا هريرة يقول... وذكر نحو رواية «الموطأ».
وأخرج في رواية أخرى عن القاسم بن محمد، قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إن الله يقبل الصدقة، ويأخذها بيمينه، فيربّيها كما يربّي أحدكم مهره، حتى إن اللقمة تصير مثل أحد، وتصديق ذلك في كتاب الله {ألم تعلموا أنّ الله هو يقبل التوبة عن عباده، ويأخذ الصدقات} [التوبة: 104] {و يمحق الله الرّبى ويربي الصدقات} [البقرة: 276]» وأخرج النسائي الرواية الأولى.

[شرح الغريب]
كف الرحمن: كناية عن محل قبول الصدقة، لأن من عادة الفقير: أن يأخذ الصدقة بكفه، فكأن المتصدق قد وضع صدقته في محل القبول والإثابة، وإلا فلا كف لله ولاجارحة، تعالى الله عما يقول المشبهون والمجسمون علوا كبيرا.
ربا الشيء: يربو: إذا زاد وكثر.
الفلو: المهر أول مايولد.
الفصيل: ولد الناقة إلى أن يفصل عن أمه.
القلوص: الناقة،فهو للأنثى كالجمل للذكر.

7251 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «بينا رجل في فلاة من الأرض، فسمع صوتا في سحابة: اسق حديقة فلان، فتنحّى ذلك السحاب، فأفرغ ماءه في حرة، فإذا شرجة من تلك الشّراج قد استوعبت ذلك الماء كلّه، فتتبّع الماء، فإذا رجل قائم في حديقة يحوّل الماء بمسحاته، فقال [له]: يا عبد الله، ما اسمك؟ قال: فلان - للاسم الذي سمع في السحابة - فقال له: يا عبد الله لم سألتني عن اسمي؟ قال: [إني] سمعت صوتا في السحاب الذي هذا ماؤه يقول: اسق حديقة فلان - لاسمك - فما تصنع فيها؟ قال: أمّا إذ قلت هذا فإني أنظر إلى مايخرج منها، فأتصدق بثلثه، وآكل أنا وعيالي ثلثا، وأردّ فيها ثلثه» وفي رواية «وأجعل ثلثه في المساكين والسائلين وابن السبيل» أخرجه مسلم.
[شرح الغريب]
حديقة: الحديقة: البستان الذي عليه حائط.
الحرة: الأرض ذات الحجارة السود.
الشرجة: واحدة الشراج: وهي مسايل الماء إلى السهل من الأرض.
المسحاة المجرفة من الحديد..

7252 - (س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «سبق درهم مائة ألف درهم، قال: وكيف؟ قال: كان لرجل درهمان، فتصدّق بأجودهما، وانطلق رجل إلى عرض ماله، فأخذ منه مائة ألف درهم فتصدّق بها».
وفي أخرى مثله، وفيها: «وكان رجل له مال كثير، فأخذ من عرض ماله... الحديث» أخرجه النسائي.

[شرح الغريب]
عرض الشيء: جانبه وناحيته.

7253 - (ت) ابن عباس - رضي الله عنه - جاءه سائل، فقال له ابن عباس: أتشهد أن لا إله إلا الله، وأنّ محمدا رسول الله؟ قال: نعم، قال: وتصوم، قال: نعم، قال: سألت، وللسائل حق، إنه لحقّ علينا أن نصلك، فأعطاه ثوبا، ثم قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «ما من مسلم يكسو مسلما ثوبا إلا كان في حفظ الله ما دام عليه منه خرقة».أخرجه الترمذي.
7254 - (خ م د س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن أعرابيّا قال: «يا رسول الله، أخبرني عن الهجرة، قال: ويحك، إنّ شأن الهجرة شديد، فهل لك من إبل؟ قال: نعم، قال: فهل تؤدّي صدقتها؟ قال: نعم، قال: فاعمل من وراء البحار، فإنّ الله لن يترك من عملك شيئا».
وفي رواية «فهل لك من إبل؟ قال: نعم، قال: فتعطي صدقتها؟ قال: نعم، قال: فهل تمنح منها؟ قال: نعم، قال: فتحلبها يوم وردها؟ قال: نعم، قال: فاعمل من وراء البحار، فإن الله لن يترك من عملك شيئا» أخرجه البخاري ومسلم والنسائي، وأخرج أبو داود الأولى.

[شرح الغريب]
لن يترك: لن ينقصك شيئا.

7255 - (ت) أنس - رضي الله عنه - أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إن الصدقة تطفئ غضب الرّبّ، وتدفع ميتة السّوء» أخرجه الترمذي.
الفصل العاشر: في فضل النفقة
7256 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «ما من يوم يصبح فيه العباد إلا ملكان ينزلان، يقول أحدهما: اللهم أعط منفقا خلفا، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكا تلفا».
أخرجه البخاري ومسلم.

7257 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: من أنفق زوجين في سبيل الله، دعاه خزنة الجنّة، كلّ خزنة باب: أي فل، هلمّ، فقال أبو بكر: يا رسول الله، ذاك الذي لا توى عليه، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إني لأرجو أن تكون منهم».
وفي رواية: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «من أنفق زوجين في سبيل الله، نودي من أبواب الجنة».
وفي رواية «نودي في الجنة: يا عبد الله، هذا خير، فمن كان من أهل الصلاة، دعي من باب الصلاة، ومن كان من أّهل الجهاد، دعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصدقة، دعي من باب الصدقة... الحديث» وسيجيء في موضعه، أخرجه البخاري ومسلم.

[شرح الغريب]
زوجين: أي: صنفين: والزوج: الصنف من الأشياء والنوع منها والزوج الذي معه آخر من جنسه مثله.
أي فل: منقوص من «فلان» كأنه قال: يافلان: قال الأزهري: ليس ترخيم «فلان» ولكنها كلمة على حدة،فبنو أسد يوقعونها على الواحد والأثنين والجمع والمؤنث بلفظ واحد،وغيرهم،يثني ويجمع ويؤنث، وقال الجوهري: حذفت الألف والنون لغير ترخيم،ولو كان ترخيما،لقال: يا فلا.
التو: الهلاك.

7258 - (س) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ما من عبد مسلم ينفق من كلّ مال له زوجين في سبيل الله، إلا استقبله حجبة الجنة، كلّهم يدعوه إلى ما عنده، قلت: وكيف ذلك؟ قال: إن كانت إبلا فبعيرين، وإن كانت بقرا فبقرتين» أخرجه النسائي.
7259 - (خ م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: قال الله تعالى: أنفق ينفق عليك.
وفي أخرى «نحن الآخرون السّابقون يوم القيامة... وذكره، وفيه: يد الله ملأى لا يغيضها نفقة، سحّاء الليل والنهار، وقال: أرأيتم ما أنفق منذ خلق السموات والأرض؟ فإنه لم يغض ما في يده، وكان عرشه على الماء، وبيده الميزان يخفض ويرفع».
وفي أخرى: وبيده الأخرى: الفيض - أو القبض - يرفع ويخفض» أخرجه البخاري.وأخرج مسلم عن أبي هريرة - يبلغ به النبيّ -صلى الله عليه وسلم- - قال: «قال الله تبارك وتعالى: يا ابن آدم، أنفق أنفق عليك، وقال: يمين الله [ملأى] سحّاء، لا يغيضها شيء الليل والنهار».وفي رواية له عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «إن الله قال لي: أنفق أنفق عليك وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «يد الله ملأى... وذكر الحديث،وفي آخره: وبيده الأخرى القبض، يرفع ويخفض» وأخرج الترمذي نحوه.

[شرح الغريب]
يغيضها: غاض الماء يغيض: إذا نقص، أي لاينقصها شيء من كثرة العطاء.
سحاء: سح السحاب: يسح: إذا هطل، والسحابة سحاء.
الفيض: جري الماء: إذا امتلأ الإناء وجرى.

7260 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «دينار أنفقته في سبيل الله، ودينار أنفقته في رقبة، ودينار تصدّقت به على مسكين، ودينار أنفقته على أهلك، أعظمها أجرا الذي تنفقه على أهلك» أخرجه مسلم.
[شرح الغريب]
في رقبة: أراد بقوله: ودينار أنفقته في رقبة أي: في فك رقبة مأسورة.

7261 - (م ت) ثوبان - رضي الله عنه - قال: «قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أفضل دينار ينفقه الرجل: دينار ينفقه على عياله، ودينار ينفقه [الرجل] على دابته في سبيل الله، ودينار ينفقه على أصحابه في سبيل الله».قال أبو قلابة: بدأ بالعيال، ثم قال أبو قلابة: وأيّ رجل أعظم أجرا من رجل ينفق على عيال صغار، يعفّهم الله - أو ينفعهم الله - به، ويغنيهم؟». أخرجه مسلم والترمذي.
[شرح الغريب]
يعفهم الله: العفة: كف النفس عما لا يحل،أي: يجعلهم ذوي عفاف وتقى لايتبذلون.

7262 - (خ م ت س) أبو مسعود البدري - رضي الله عنه - عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «إن المسلم إذا أنفق على أهله نفقة وهو يحتسبها، كانت له صدقة» أخرجه البخاري ومسلم والنسائي.
ولفظ الترمذي: أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «نفقة الرجل على أهله صدقة».

7263 - عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من وسّع على عياله في النفقة يوم عاشوراء، وسّع الله عليه سائر سنته» قال سفيان: إنا قد جربناه، فوجدناه كذلك. أخرجه....
الفصل الحادي عشر: في فضل العتق
7264 - (خ م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أيّما رجل أعتق امرءا مسلما استنقذ الله بكل عضو منه عضوا منه من النار».
قال سعيد بن مرجانة: فانطلقت به إلى علي بن الحسين، فعمد علي بن الحسين إلى عبد له، قد أعطاه به عبد الله بن جعفر عشرة آلاف درهم - أو ألف دينار - فأعتقه.
وفي رواية قال النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: «من أعتق رقبة مسلمة، أعتق الله بكل عضو منه عضوا من النار، حتى فرجه بفرجه».
وفي أخرى «من أعتق رقبة مؤمنة، أعتق الله بكل إرب منه إربا منه من النار» أخرجه البخاري ومسلم، وأخرج الترمذي الثانية.

[شرح الغريب]
إرب: الإرب: العضو، وجمعه: آراب.

7265 - (ت) أبو أمامة - رضي الله عنه - وغيره من أصحاب النبيّ -صلى الله عليه وسلم- عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «أيّما امرئ مسلم أعتق امرءا مسلما، كان فكاكه في النار، يجزئ كلّ عضو منه عضوا منه،وأيّما امرئ مسلم أعتق امرأتين مسلمتين، كانت فكاكه من النار، يجزئ كلّ عضو منهما عضوا منه، وأيّما امرأة مسلمة أعتقت امرأة، كانت فكاكها من النار، يجزئ كلّ عضو منها عضوا منها».
أخرجه الترمذي، ومن قوله: «أيّما امرأة... إلى آخره» زيادة قد نقلت من بعض النسخ، وسياق لفظ الترمذي عقيب الحديث يدل على أنها ليست من الحديث.

7266 - (د س) أبو نجيح السلمي - رضي الله عنه - قال: حاصرنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بفصر الطائف - وفي رواية: بحصن الطائف - فسمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «من بلغ بسهم في سبيل الله، فله درجة... وساق الحديث» ولم يذكره أبو داود، ثم قال: وسمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «أيّما رجل مسلم أعتق رجلا مسلما، فإن الله عز وجلّ جاعل وقاء كلّ عظم من عظامه عظما من عظام محرّره من النار، وأيّما امرأة أعتقت امرأة مسلمة، فإنّ الله تبارك وتعالى جاعل وقاء كلّ عظم من عظامها عظما من عظام محررّها من النار يوم القيامة».
وفي رواية: قال شرحبيل بن السّمط لعمرو بن عبسة - هو أبو نجيح - حدّثنا حديثا سمعته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «من أعتق رقبة مؤمنة كانت فداءه من النار» أخرجه أبو داود.

[شرح الغريب]
وقاء الشيء: الذي يقي من الأذى ويمنع الضر.

7267 - (د) شرحبيل بن السمط - رضي الله عنه -: قال لكعب بن مرّة - أو مرة بن كعب - حدّثنا حديثا سمعته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فذكر معنى حديث معاذ [إلى] قوله: أيّما امرئ أعتق مسلما، وأيّما امرأة أعتقت امرأة - وزاد: أيّما رجل أعتق امرأتين مسلمتين، إلا كانتا فكاكه من النار، يجزئ مكان [كلّ] عظمين منهما عظما من عظامه. أخرجه أبو داود هكذا، ومعاذ هو ابن هشام، أحد رواة حديث أبي نجيح.
7268 - (د) الغريف بن [عياش بن فيروز] الديلمي - رحمه الله -: قال: أتينا واثلة بن الأسقع، فقلنا: حدّثنا حديثا ليس فيه زيادة ولا نقصان، فغضب، وقال: إن أحدكم ليقرأ ومصحفه معلّق في بيته، فيزيد وينقص، فقلنا: إنما أردنا حديثا سمعته من النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فقال: «أتينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في صاحب لنا أوجب - يعني النار - بالقتل، فقال: أعتقوا عنه، يعتق الله بكل عضو منه عضوا منه في النار».أخرجه أبو داود.
الفصل الثاني عشر: في فضل عيادة المريض
7269 - (د ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: «ما من رجل يعود مريضا ممسيا، إلا خرج معه سبعون ألف ملك، يستغفرون له حتى يصبح، وكان له خريف في الجنة، ومن أتاه مصبحا، خرج معه سبعون ألف ملك يستغفرون له حتى يمسي، وكان له خريف في الجنة».
وفي رواية عنه عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- بمعناه، ولم يذكر الخريف، أخرجه أبو داود، وقال: وقد روي من غير وجه عن علي عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم-.
وفي رواية أخرى قال: جاء أبو موسى إلى الحسن بن عليّ يعوده، قال أبو داود...وساق الحديث، معنى قول علي - رضي الله عنه -.
وفي رواية الترمذي عن ثوير عن أبيه، قال: أخذ عليّ بن أبي طالب بيدي، فقال: انطلق بنا إلى الحسن نعوده، فوجدنا عنده أبا موسى، فقال له عليّ: أعائدا جئت يا أبا موسى، أم زائرا؟ قال: بل عائدا،قال عليّ: فإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «ما من مسلم يعود مسلما مريضا غدوة، إلا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي، وإن عاده عشية صلّى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح، وكان له خريف في الجنة».

[شرح الغريب]
خريف الجنة: الخريف الثمر الذي يخترف، أي: يجنى ويقطف، فعيل بمعنى مفعول.

7270 - (م ت) ثوبان - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «عائد المريض في مخرفة الجنة».
وفي رواية قال: «من عاد مريضا، لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع».
وفي أخرى «لم يزل في خرفة الجنة، قيل: يا رسول الله، وما خرفة الجنة؟ قال: جناها».أخرجه مسلم.
وفي رواية الترمذي «أن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة».

[شرح الغريب]
في مخرفة: المخرفة سكة بين صفين من نخيل يخترف من أيهما شاء، أي يجتني من ثمار أيهما أراد، وقيل: هو الطريق، والمخارف: جمع مخرف وهي جني النخيل.
في خرفة: الخرفة ما يخترف منها أيضا، أي يجني من ثمرها، المعنى أن عائد المريض على طريق تؤديه إلى طريق الجنة، أو عائد المريض في بساتين الجنة وثمارها.

7271 - (ط) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «من توضّأ فأحسن الوضوء، وعاد أخاه المسلم محتسبا، بوعد عن النار مسيرة ستين خريفا» قال ثابت: قلت: وما الخريف يا أبا حمزة؟ قال أنس: العام. أخرجه أبو داود.
7272 - (ط) جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا عاد الرجل المريض، خاض الرحمة، حتى إذا قعد عنده، قرّت فيه» أو نحو هذا، أخرجه «الموطأ».
7273 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من عاد مريضا، أو زار أخا له في الله، ناداه مناد: أن طبت، وطاب ممشاك، وتبوّأت من الجنة منزلا» أخرجه الترمذي.
[شرح الغريب]
تبوأت المنزل: اتخذته منزلا ومكانا.

الفصل الثالث عشر: في فضل أعمال وأقوال مشتركة الأحاديث ومتفرقة
نوع أول
7274 - (ت) معاذ بن جبل - رضي الله عنه - قال: «كنت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في سفر، فأصبحت يوما قريبا منه ونحن نسير، فقلت: يا رسول الله، أخبرني بعمل يدخلني الجنة، ويباعدني من النار،قال: لقد سألتني عن عظيم، وإنه ليسير على من يسّره الله عليه، تعبد الله، ولا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحجّ البيت، ثم قال: ألا أدلّك على أبواب الخير؟ قلت: بلى يا رسول الله، قال: الصوم جنّة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، وصلاة الرجل في جوف الليل شعار الصالحين، ثم تلا قوله تعالى: {تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا...} الآية [السجدة: 16] ثم قال: ألا أخبرك برأس الأمر وعموده، وذروة سنامه؟ قلت: بلى يا رسول الله، قال: رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد، ثم قال: ألا أخبرك بملاك ذلك كلّه؟. قلت: بلى يا رسول الله، قال: كفّ عليك هذا - وأشار إلى لسانه - قلت: يا نبيّ الله، وإنّا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ قال: ثكلتك أمّك معاذ، وهل يكبّ الناس في النار على وجوههم - أو قال: على مناخرهم - إلا حصائد ألسنتهم؟». أخرجه الترمذي.

[شرح الغريب]
شعار الصالحين: الشعار: العلامة، وهو ما يتنادى به الناس في الحرب مما يكون بينهم علامة يتعارفون بها.
ذروة سنامه: سنام الناقة،: معروف، وذروته أعلاه، والمراد: أعلى موضع في الإسلام،وأشرفه.
بملاك ذلك: ملاك الأمر، قوامه، وما يتم به، تفتح ميمه وتكسر.
حصائد ألسنتهم: الحصائد: جمع حصيدة، وهي ما يحصد من الزرع، شبه اللسان وما يقتطع به من القول بحد المنجل وما يقطع به من النبات.

7275 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنّ أعرابيا جاء إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-،فقال: يا رسول الله، دلّني على عمل إذا عملته دخلت الجنة، قال: تعبد الله،ولا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة المكتوبة، وتؤدّي الزّكاة المفروضة، وتصوم رمضان، قال: والذي نفسي بيده لا أزيد على هذا شيئا، ولا أنقص منه، فلما ولّى قال النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: «من سرّه أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة، فلينظر إلى هذا» أخرجه البخاري ومسلم.
7276 - (خ م س) أبو أيوب الأنصاري - رضي الله عنه -: أن رجلا أتى النبيّ -صلى الله عليه وسلم- فقال: «أخبرني بعمل يدخلني الجنّة، ويباعدني من النار، فقال القوم: ما له؟ ما له؟ فقال النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: أربّ ما له؟ تعبد الله لا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصل الرّحم، ذرها، كأنه كان على راحلته».
زاد في رواية: فلما أدبر قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إن تمسّك بما أمرته به دخل الجنة».
وفي أخرى «أن أعرابيّا عرض للنبيّ -صلى الله عليه وسلم- وهو في سفر، فأخذ بخطام ناقته - أو بزمامها - ثم قال: يا رسول الله - أو يا محمد - أخبرني بما يقرّبني من الجنة، ويباعدني من النار، قال: فكفّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، ثم نظر في أصحابه، ثم قال: لقد وفّق - أو لقد هدي - قال: كيف قلت؟ قال: فأعاد، فقال النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: تعبد الله... وذكر الحديث، وقال في آخره: دع الناقة». أخرجه البخاري ومسلم.
وفي رواية النسائي: أن رجلا قال: يا رسول الله، أخبرني بعمل يدخلني الجنة، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «تعبد الله ولا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة» وذكر باقي الرواية الأولى.

[شرح الغريب]
أرب: قد روي هذا الحديث أرب بوزن علم، على أنه فعل ماض، وأرب بوزن حذر، وأرب بوزن حسن على أنهما اسمان، فمعنى الأول: دعا عليه بالافتقار من الأرب، وهو الحاجة، أو بتساقط الآراب وهي الأعضاء، ويكون الدعاء عليه بمعنى التعجب منه. كما يقال: تربت يداك، لمن يكون قد فعل ما يستحسن ويتعجب منه، ولا يراد به الذم، وإنما يراد به المدح، على أن دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- على الناس في حالة الغضب مأمون العاقبة، لأنه اتخذ عند الله عز وجل عهدا أن يجعل دعاءه على من دعا عليه رحمة له وبركة، وقيل: المراد به التعجب من حرص السائل، فجرى مجرى قول الرجل: لله دره، وأما أرب- بوزن حذر - فهو الرجل الفطن الحاذق الخبير،وهو مرفوع، لأنه خبر مبتدأ محذوف، تقديره: هو أرب، وأما أرب - بوزن حسن - فهو الحاجة، وأما قوله: ماله، فعلى الروايتين الأوليين: معناها الاستفهام، أي: ما خطبه، وما شأنه؟ ويكون التقدير: أنه دعاء عليه أو تعجب منه، أو أخبر عنه بالفطنة على ما فسرنا، ثم قال: «ماله» أي: لم يستفتي عما هو ظاهر بيّن لكل فطن، ثم التفت إليه، فقال: تعبد الله، وعدد الأشياء التي أمره بها في الحديث، وعلى الرواية الثالثة: تكون «ما» زائدة تفيد معنى التقليل، وتقديره: له حاجة ما، قال الهروي: قال الأزهري: معناه: حاجة جاءت به، ثم قال له تعبد الله.. الحديث».
ذرها: اتركها، ذرته عن كذا، أي: دفعته عنه.

7277 - أنس بن مالك - رضي الله عنه -: «أن رجلا أتى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعرفة، فدنا منه حتى اختلفت عنق راحلته مع عنق راحلة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: يا رسول الله، أنبئني بعمل ينجّيني من عذاب الله، ويدخلني الجنة، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: اعبد الله، ولا تشرك به شيئا، وأقم الصلاة، وأدّ الزكاة، وصم رمضان، وحجّ، واعتمر، وانظر ما تحبّ من الناس أن يأتوك به فافعله بهم، وما تكره من الناس أن يأتوه إليك فذره عنهم» أخرجه.....
7278 - (ت) معاذ بن جبل - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: من صام رمضان، وصلّى الصلوات، وحجّ البيت - لا أدري أذكر الزكاة أم لا - كان حقا على الله أن يغفر له، إن هاجر في سبيل الله، أو مكث بأرضه التي ولد فيها، قال معاذ: ألا أخبر بها الناس؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ذر الناس يعملون، فإن في الجنة مائة درجة، ما بين كلّ درجتين كما بين السماء والأرض، والفردوس أعلى الجنة وأوسطها، وفوق ذلك عرش الرحمن، ومنها تفجّر أنهار الجنة، فإذا سألتم الله،فاسألوه الفردوس» أخرجه الترمذي.
7279 - (س) أبو الدرداء - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من أقام الصلاة، وآتى الزكاة، ومات لا يشرك بالله شيئا، كان حقا على الله أن يغفر له، هاجر أو مات في مولده، فقلنا: يا رسول الله، ألا نخبر بها الناس فيستبشروا بها؟ قال: إنّ في الجنة مائة درجة، ما بين كلّ درجتين كما بين السماء والأرض، أعدّها الله للمجاهدين في سبيله، ولولا أن أشقّ على المؤمنين، ولا أجد ما أحملهم عليه، ولا تطيب أنفسهم أن يتخلّفوا بعد، ما قعدت خلف سرية، ولوددت أني أقتل، ثم أحيا ثم أقتل» أخرجه النسائي.
7280 - (س) سبرة بن أبي فاكه - رضي الله عنه - قال: سمعت النبيّ -صلى الله عليه وسلم- يقول: إنّ الشيطان قعد لابن آدم بأطرقه، قعد في طريق الإسلام، فقال: تسلم وتذر دينك ودين آبائك وآباء آبائك؟ فعصاه وأسلم، وقعد له بطريق الهجرة، فقال: تهاجر وتذر أرضك وسماءك؟ وإنما مثل المهاجر كمثل الفرس في الطّول، فعصاه فهاجر، ثم قعد له بطريق الجهاد، فقال: تجاهد؟ فهو جهد النفس والمال، فتقاتل فتقتل، فتنكح المرأة ويقسم المال؟ فعصاه فجاهد،قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «فمن فعل ذلك كان حقّا على الله أن يدخله الجنة، وإن غرق كان حقّا على الله أن يدخله الجنة، أو وقصته دابته كان حقّا على الله أن يدخله الجنة».أخرجه النسائي.
[شرح الغريب]
إن الشيطان قعد: قد جاء في لفظ الحديث، قال: «قعد الشيطان لابن آدم بأطرقه» يريد جمع طريق، والمعروف في جمع طريق: أطرقة، وهو جمع قلة، والكثرة: طرق، فأما «أطرق» في جمع طريق فلم أسمعه ولا رأيته، وأما أفعلة في جمع فعيل، فقد جاء كثيرا، قالوا: رغيف وأرغفة، وجريب وأجربة، وكثيب وأكثبة، وسرير وأسرة، فأما أفعل في جمع فعيل: فلم يجيء إلا فيما كان مؤنثا نحو: يمين وأيمن، فإن كان نظر في جمع طريق إلى جواز تأنيثها، فجمعها جمع المؤنث، فقال: طريق وأطرق، فيجوز، فإن الطريق يذكر ويؤنث، تقول: الطريق الأعظم، والطريق العظمى.
الطّول: الحبلى.

7281 - (س) فضالة بن عبيد - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «أنا زعيم - والزعيم الحميل - لمن آمن بي وأسلم وهاجر ببيت في ربض الجنة، وببيت في وسط الجنة، وأنا زعيم لمن آمن بي وجاهد في سبيل الله ببيت في ربض الجنة، وبيت في وسط الجنة، وبيت في أعلى غرف الجنة، من فعل ذلك، لم يدع للخير مطلبا، ولا من الشر مهربا، يموت حيث شاء أن يموت» أخرجه النسائي.
[شرح الغريب]
زعيم: الزعيم: الكفيل، وكذلك الحميل.
ربض الجنة: أدناها، وربض المدينة: ما حولها.

7282 - (خ) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «قال الله تعالى: من عادى لي وليّا، فقد آذنته بحرب، وما تقرّب إليّ عبدي بشيء أحبّ إليّ من أداء ما افترضت عليه، ولا يزال عبدي يتقرّب إليّ بالنوافل حتى أحبّه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها،وإن سألني أعطيته،وإن استعاذ بي أعذته، وما تردّدت عن شيء أنا فاعله،تردّدي عن نفس المؤمن،يكره الموت وأنا أكره مساءته».أخرجه البخاري.
7283 - (د س) عبيد بن خالد السلمي - رضي الله عنه - قال: آخى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بين رجلين، فقتل أحدهما، ومات الآخر بعده بجمعة أو نحوها، فصلّينا عليه، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ما قلتم؟ فقالوا: دعونا له، وقلنا: اللهم اغفر له، وألحقه بصاحبه، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «فأين صلاته بعد صلاته، وصومه بعد صومه - شك شعبة في صومه - وعمله بعد عمله؟ فإن بينهما كما بين السماء والأرض» أخرجه أبو داود، وأخرجه النسائي وقال: «ومات الآخر بعده، فصلّينا عليه» ولم يذكر الصوم.
7284 - (س) أبو سعيد وأبو هريرة - رضي الله عنهما - قالا: خطبنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: «والذي نفسي بيده - ثلاث مرات، ثم أكبّ، فأكبّ كلّ رجل منّا يبكي، لا يدري: على ماذا حلف، ثم رفع رأسه وفي وجهه البشرى، فكانت أحبّ إلينا من حمر النّعم، قال: ما من عبد يصلّي الصلوات الخمس، ويصوم رمضان، ويخرج الزكاة، ويجتنب الكبائر السبع، إلا فتحت له أبواب الجنة،وقيل له: ادخل بسلام» أخرجه النسائي.
7285 - (د) أبو أمامة الباهلي - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ثلاثة كلّهم ضامن على الله: رجل خرج غازيا في سبيل الله، فهو ضامن على الله عزّ وجلّ، حتى يتوفّاه الله، فيدخله الجنة، أو يردّه بما نال من أجر أو غنيمة، ورجل راح إلى المسجد، فهو ضامن على الله عز وجل، حتى يتوفّاه الله فيدخله الجنة، ورجل دخل بيته بسلام، فهو ضامن على الله عز وجل» أخرجه أبو داود.
[شرح الغريب]
ضامن على الله: ضامن فاعل بمعنى مفعول، كقوله تعالى: {عيشة راضية} [القارعة: 7] أي: مرضية، المعنى: مضمون على الله، وقوله: «كلهم» أي: كل منهم.
دخل بيته بسلام: إذا دخل بيته يسلم، أو أراد به لزوم البيت وطلب السلامة من الفتن، يرغبه في العزلة والإقلال من الخلطة.

7286 - (د) معاذ بن أنس الجهني - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إن الصلاة والصيام والذّكر تضاعف على النفقة في سبيل الله بسبعمائة ضعف» أخرجه أبو داود.
7287 - (م) جابر - رضي الله عنه - قال: قال النعمان بن قوقل: «يا رسول الله أرأيت إذا صليت المكتوبة، وحرّمت الحرام،وأحللت الحلال، ولم أزد على ذلك شيئا، أدخل الجنة؟ فقال النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: نعم».
وفي رواية: «أن رجلا سأل النبيّ -صلى الله عليه وسلم- فقال: أرأيت إذا صليت المكتوبة وصمت رمضان، وأحللت الحلال، وحرّمت الحرام، ولم أزد على ذلك شيئا، أدخل الجنة؟ قال: نعم، قال: والله لا أزيد على ذلك شيئا».
وفي أخرى مثل الأولى، ولم يذكر «ولم أزد على ذلك شيئا».
أخرجه مسلم.

7288 - (ت) أبو أمامة - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخطب في حجّة الوداع، فقال: «اتّقوا الله، وصلّوا خمسكم، وصوموا شهركم، وأدّوا زكاة أموالكم، وأطيعوا ذا أمركم، تدخلوا جنّة ربّكم» قال الراوي: قلت لأبي أمامة: منذ كم سمعت هذا الحديث؟ قال: سمعته وأنا ابن ثلاثين سنة. أخرجه الترمذي.
7289 - أبو قلابة: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خطب الناس، فقال: «اعبدوا الله، ولا تشركوا به شيئا، وأقيموا الصلاة، وآتوا الزكاة، وحجّوا، واعتمروا، واستقيموا يستقم لكم» أخرجه....
7290 - (ت) الحارث الأشعري - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: إن الله تبارك وتعالى أمر يحيى بن زكريا بخمس كلمات: أن يعمل بها، ويأمر بني إسرائيل أن يعملوا بها، وإنه كاد أن يبطئ بها، فقال له عيسى: إن الله أمرك بخمس كلمات: أن تعمل بها، وتأمر بني إسرائيل أن يعملوا بها، فإما أن تأمرهم، وإما أن آمرهم، فقال يحيى: [أخشى إن سبقتني بها] أن يخسف بي أو أعذّب، فجمع الناس في بيت المقدس، فامتلأ المسجد، وقعدوا على الشّرف، فقال: إن الله أمرني بخمس كلمات: أن أعمل بهنّ، وآمركم أن تعملوا بهنّ، أوّلهنّ: أن تعبدوا الله، ولا تشركوا به شيئا، فإنّ [مثل] من أشرك بالله شيئا كمثل رجل اشترى عبدا من خالص ماله بذهب أو ورق، فقال: هذه داري، وهذا عملي، فاعمل وأدّ إليّ، فكان يعمل ويؤدّي إلى غير سيده، فأيّكم يرضى أن يكون عبده كذلك؟ وإن الله أمركم بالصلاة، فإذا صلّيتم فلا تلتفتوا، فإنّ الله ينصب وجهه لوجه عبده في صلاته، ما لم يلتفت، وآمركم بالصيام، فإنّ مثل ذلك كمثل رجل في عصابة معه صرّة فيها مسك، كلهم يعجب - أو يعجبه - ريحها، وإنّ ريح الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، وآمركم بالصدقة، فإن مثل ذلك كمثل رجل أسره العدوّ، فأوثقوا يديه إلى عنقه، وقدّموه ليضربوا عنقه، فقال: أنا أفدي نفسي منكم بالقليل، والكثير، ففدى نفسه منهم، وآمركم أن تذكروا الله، فإن مثل ذلك كمثل رجل خرج العدوّ في أثره سراعا، حتى إذا أتى على حصن حصين أحرز نفسه منهم، وكذلك العبد لا يحرز نفسه من الشيطان إلا بذكر الله، وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «وأنا آمركم بخمس الله أمرني بهنّ: السمع والطاعة والجهاد، والهجرة، والجماعة، فإنه من فارق الجماعة قيد شبر، فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه، إلا أن يراجع، ومن دعا دعوى الجاهلية، فإنه من جثى جهنم، فقال رجل: يا رسول الله وإن صام وإن صلّى؟ قال: وإن صام وإن صلّى، فادعوا بدعوى الله التي سماكم المؤمنين عباد الله» أخرجه الترمذي.
[شرح الغريب]
العصابة: الجماعة من الناس، قيل: تبلغ الأربعين.
الرّبقة: في الأصل: حبل فيه عرى كثيرة تشد به الغنم، الواحدة منها ربقة، فاستعار للإسلام ربقة، يعني بها: العروة يشد بها المسلم نفسه من عرى الإسلام.
جثى: جمع جثوة بالضم، وهي الشيء المجموع من جماعات جهنم، هذا فيمن رواها مخففة، ومن رواها «جثّي» - مشددة - فإنه أراد الذين يجثون على الركب، واحدها: جاث، من قوله تعالى: {حول جهنم جثيّا} [مريم: 68] قال الهروي: وهذا أحب إلى أبي عبيد.

7291 - (ت) ابن عباس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أتاني الليلة آت من ربي - وفي رواية: [أتاني] ربي - في أحسن صورة، فقال لي: يا محمد، قلت: لبيك ربي وسعديك، قال: هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: لا أعلم، قال: فوضع يده بين كتفيّ حتى وجدت بردها بين ثدييّ - أو قال: في نحري - فعلمت ما في السموات وما في الأرض - أو قال: ما بين المشرق والمغرب- قال: يا محمد، أتدري فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: نعم في الدّرجات والكفّارات، ونقل الأقدام إلى الجماعات، وإسباغ الوضوء في السّبرات المكروهات، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، ومن حافظ عليهن عاش بخير، ومات بخير، وكان من ذنوبه كيوم ولدته أمه، قال: يا محمد، قلت: لبيك وسعديك، فقال: إذا صليت، فقل: اللهم إني أسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحبّ المساكين، وإذا أردت بعبادك فتنة فاقبضني إليك غير مفتون، قال: والدّرجات: إفشاء السلام، وإطعام الطعام، والصلاة بالليل والناس نيام» أخرجه الترمذي.
[شرح الغريب]
في أحسن صورة: الصورة ترد في كلام العرب على ظاهرها، وعلى معنى حقيقة الشيء وهيئته، وعلى معنى صفته، يقال: صورة الفعل كذا وكذا، أي: هيئته، وصورة الأمر كذا وكذا، أي: صفته، فيكون المراد بها بما جاء في الحديث: أنه أتاه في أحسن صفة، ويجوز أن يعود المعنى إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، أي: أتاني ربي وأنا في أحسن صورة، ويجري في معاني الصورة كلها عليه إن شئت ظاهر الصورة والهيئة والحقيقة أو الصفة، فأما إطلاق ظاهر الصورة على الله، فلا، تعالى الله عن ذلك علوّا كبيرا.
الملأ الأعلى: الملأ: أشراف الناس وسادتهم، وأراد بالملأ الأعلى: الملائكة المقربين.
السبرات: جمع سبرة، وهي شدة البرد.
المكروهات: أراد به: البرد الشديد، أو العلة تصيب الإنسان، فيتأذى بمس الماء، ويتضرر به، وقيل: أراد به إعواز الماء وقلته حتى لا يقدر عليه إلا بالغالي من الثمن.
فذلكم الرباط: فمعناه أن يكون الرباط مصدرا، من قولك: رابطت: إذا لازمت الثغر وأقمت به رباطا، جعل المواظبة على الصلاة والمحافظة على أوقاتها كرباط المجاهد، وقيل: هو أن يجعل الرباط اسما لما يربط به الشيء، كالعقال لما يعقل به، يريد أن هذه الخلال تربط صاحبها عن المعاصي وتكفه عن المحارم.
التعقيب: أراد بالتعقيب: الإقامة في المساجد بعد قضاء الصلاة، والصلاة بعد الصلاة، وكل من فعل شيئا بعد شيء فقد عقب.

7292 - الحسن بن علي - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «سألني ربّي - وهو أعلم - فقال: يا محمد، فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: في الكفّارات والدّرجات، قال: وما الكفّارات؟ قلت: المشي على الأقدام إلى الجماعات، وإسباغ الوضوء في السّبرات، والتعقيب في الصلاة بانتظار الصلاة بعد الصلاة، قال: وما الدرجات؟ قلت: إفشاء السلام، وإطعام الطعام، والصلاة بالليل والناس نيام» أخرجه....
نوع ثان
7293 - (ت) علي - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إن في الجنة غرفا يرى ظهورها من بطونها، وبطونها من ظهورها، فقام أعرابيّ فقال: لمن هي يا رسول الله؟ قال: لمن أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وأدام الصيام، وصلى بالليل والناس نيام» أخرجه الترمذي.

7294 - (ت) ابن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «اعبدوا الرحمن، وأطعموا الطعام، وأفشوا السلام، تدخلوا الجنة بسلام» أخرجه الترمذي.
7295 - (ت) عبد الله بن سلام - رضي الله عنه - قال: «أول ما قدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المدينة انجفل الناس إليه، فكنت فيمن جاءه، فلما تأمّلت وجهه واستثبتّه، عرفت أنّ وجهه ليس بوجه كذّاب، قال: فكان أول ما سمعت من كلامه أن قال: يا أيّها الناس، أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلّوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام» أخرجه الترمذي.
[شرح الغريب]
انجفل: وجعل: إذا أسرع.
استثبته: استثبت الشيء: إذا تحققته وتبينته.

7296 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، واضربوا الهام، تورثوا الجنان».أخرجه الترمذي.
نوع ثالث
7297 - (د س) عبد الله بن حبشي الخثعميّ - رضي الله عنه - قال: «سئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أيّ الأعمال أفضل؟ قال: طول القيام، قيل: فأيّ الصدقة أفضل؟ قال: جهد المقلّ، قيل: فأيّ الهجرة أفضل؟ قال: من هجر ما حرّم الله عليه، قيل: فأيّ الجهاد أفضل؟ قال: من جاهد المشركين بماله ونفسه، قيل: فأيّ القتل أشرف؟ قال: من أهريق دمه وعقر جواده» أخرجه أبو داود.
وفي رواية النسائي: أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- سئل: «أيّ الأعمال أفضل؟ قال: إيمان لا شك فيه، وجهاد لا غلول فيه، وحجّة مبرورة، قيل: فأيّ الصلاة أفضل؟ قال: طول القنوت، قيل: فأيّ الصدقة أفضل؟ قال: جهد المقلّ، قيل: فأيّ الهجرة أفضل؟ قال: من هجر ما حرّم الله عليه، قيل: فأيّ الجهاد أفضل؟ قال: من جاهد المشركين بنفسه وماله، قيل: فأيّ القتل أشرف؟ قال: من أهريق دمه، وعقر جواده».

7298 - (خ م ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: سئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أيّ العمل أفضل؟ قال: إيمان بالله ورسوله، قيل: ثم ماذا؟ قال: الجهاد في سبيل الله، قيل: ثم ماذا؟ قال: حجّ مبرور».أخرجه البخاري ومسلم والنسائي.
وفي أخرى للنسائي: «أيّ الأعمال أفضل؟ قال: الإيمان بالله ورسوله» لم يزد.
وفي رواية الترمذي، قال: سئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أيّ الأعمال خير؟... وذكر الحديث» وفيه قال: «الجهاد سنام العمل».

7299 - (خ م س) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه - قال: «سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أيّ العمل أفضل؟ قال: الإيمان بالله، والجهاد في سبيله، قلت: فأيّ الرقاب أفضل؟ قال: أغلاها ثمنا، وأنفسها عند أهلها، قلت: فإن لم أفعل؟ قال: تعين ضائعا، أو تصنع لأخرق، قلت: يا رسول الله أرأيت إن ضعفت عن بعض العمل؟ قال: تكفّ شرّك عن الناس، فإنها صدقة تتصدّق بها على نفسك» أخرجه البخاري ومسلم.
وفي رواية النسائي: أنه سأل النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: «أيّ العمل خير؟ قال: إيمان بالله، وجهاد في سبيل الله». لم يزد.

[شرح الغريب]
أنفسها: الشيء النفيس: الجيد من كل شيء، المرغوب فيه، وحقيقته: الشيء الذي يتنافس فيه.
تعين ضائعا: أي ذا ضياع من فقر أو عيال، أو حال قصر عن القيام بها.
لأخرق: الخرق: ضد الرفق، والرجل أخرق، والمرأة خرقاء.

7300 - (خ م ت س) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال أبو عمرو الشيباني - واسمه سعد بن إياس- حدّثني صاحب هذه الدار - وأشار بيده إلى دار عبد الله قال: سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أيّ العمل أحبّ إلى الله تعالى؟ قال: الصلاة لميقاتها، قلت: ثم أيّ؟ قال: برّ الوالدين، قلت: ثم أيّ؟ قال: الجهاد في سبيل الله، قال: حدّثني بهنّ، ولو استزدته لزادني».
أخرجه البخاري ومسلم والنسائي.
وفي رواية الترمذي «أيّ العمل أفضل؟».
وفي رواية لمسلم «فما تركت أستزيده إلا إرعاء عليه».

نوع رابع
7301 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «قال الله عز وجل: إذا تقرّب عبدي مني شبرا، تقرّبت منه ذراعا، وإذا تقرّب مني ذراعا، تقرّبت منه باعا - أو بوعا - وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة».
وفي رواية قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «يقول الله عز وجل: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه حين يذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملإ، ذكرته في ملإ هم خير منهم، وإن تقرّب إليّ شبرا، تقرّبت إليه ذراعا، وإن تقرّب إليّ ذراعا تقرّبت إليه باعا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة».
وفي رواية للبخاري - مختصرا - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «أنا عند ظنّ عبدي بي» لم يزد، وأخرجها مسلم، وزاد «وأنا معه إذا دعاني».
ولمسلم أيضا: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «قال الله عز وجل: أنا عند ظنّ عبدي بي، وأنا معه حيث يذكرني، والله للّه أفرح بتوبة عبده من أحدكم يجد ضالّته بالفلاة، ومن تقرّب إليّ شبرا تقرّبت إليه ذراعا، ومن تقرّب إليّ ذراعا تقرّبت إليه باعا، وإذا أقبل إليّ يمشي، أقبلت إليه أهرول».
وفي أخرى له قال: «إن الله قال: إذا تلقّاني عبدي بشبر، تلقّيته بذراع، وإذا تلقّاني بذراع تلقّيته بباع، وإذا تلقّاني بباع أتيته بأسرع».

7302 - (خ) أنس بن مالك - رضي الله عنه - عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- - يرويه عن ربّه تبارك وتعالى - قال: «إذا تقرّب العبد إليّ شبرا، تقرّبت إليه ذراعا، وإذا تقرّب إليّ ذراعا، تقرّبت منه باعا، وإذا أتاني يمشي، أتيته هرولة» أخرجه البخاري.
7303 - (م) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه - قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «يقول الله عز وجل: من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها،أو أزيد، ومن جاء بالسيئة، فجزاؤه سيئة مثلها، أو أغفر، ومن تقرّب مني شبرا، تقرّبت منه ذراعا، ومن تقرّبمني ذراعا، تقرّبت منه باعا، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة، ومن لقيني بقراب الأرض خطيئة لا يشرك بي شيئا، لقيته بمثلها مغفرة» أخرجه مسلم.
[شرح الغريب]
بقراب الأرض: قراب الأرض: هو ما يقارب ملأها.

نوع خامس
7304 - (م ت س) أبو مالك الأشعري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «الطّهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن - أو تملأ - ما بين السموات والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجّة لك أو عليك، كلّ الناس يغدو، فبائع نفسه فمعتقها، أو موبقها» أخرجه مسلم والترمذي. وأخرج النسائي إلى قوله: «أو عليك».

[شرح الغريب]
موبقها: أوبقته الذنوب والخطايا: إذا قيدته وحبسته، وقيل: إذا أهلكته.

7305 - (ت) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «التسبيح نصف الميزان، والحمد لله تملؤه، ولا إله إلا الله، ليس لها دون الله حجاب حتى تخلص إليه» أخرجه الترمذي.
7306 - (ت) رجل من بني سليم: قال: عدّهنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في يدي - أو في يده - قال: «التسبيح نصف الميزان، والحمد لله تملؤه، والتكبير يملأ ما بين السماء والأرض، والصوم نصف الصبر، والطّهور نصف الإيمان» أخرجه الترمذي.
نوع سادس
7307 - (خ م ط ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «من أنفق زوجين في سبيل الله، نودي من أبواب الجنة».
وفي رواية: نودي في الجنة: يا عبد الله، هذا خير، فمن كان من أهل الصلاة، دعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد، دعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصدقة، دعي من باب الصدقة، ومن كان من أهل الصّيام، دعي من باب الرّيّان، فقال أبو بكر الصّدّيق - رضي الله عنه - يا رسول الله، ما على أحد يدعى من تلك الأبواب من ضرورة، فهل يدعى أحد من تلك الأبواب كلّها؟ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «نعم، وأرجو أن تكون منهم يا أبا بكر».
وفي رواية «من أنفق زوجين من شيء في الأشياء في سبيل الله، دعي من أبواب الجنة... وذكر نحوه» أخرجه الجماعة إلا أبا داود.

7308 - (م) أبوهريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال يوما: من أصبح منكم اليوم صائما؟ قال أبو بكر الصّدّيق: أنا، قال: فمن تبع منكم اليوم جنازة؟ قال أبو بكر: أنا، قال: فمن أطعم منكم اليوم مسكينا؟ قال أبو بكر: أنا، قال: فمن عاد منكم اليوم مريضا؟ قال أبو بكر: أنا، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ما اجتمعن في رجل إلا دخل الجنة».أخرجه مسلم.
نوع سابع
7309 - (م) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه -: «أن ناسا من أصحاب النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قالوا للنبيّ -صلى الله عليه وسلم- يا رسول الله، ذهب أهل الدّثور بالأجور، يصلّون كما نصلّي، ويصومون كما نصوم، ويتصدّقون بفضول أموالهم، قال: أوليس قد جعل الله لكم ما تصدّقون به؟ إن بكلّ تسبيحة صدقة، وكلّ تكبيرة صدقة، وكلّ تحميدة صدقة، وكلّ تهليلة صدقة، وأمر بمعروف صدقة، ونهي عن منكر صدقة، وفي بضع أحدكم صدقة، قالوا: يا رسول الله، أيأتي أحدنا شهوته، ويكون له فيها أجر؟ قال: أرأيتم لو وضعها في حرام، أكان عليه وزر؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال، كان له أجر» أخرجه مسلم.

[شرح الغريب]
الدثور: جمع دثر، وهو المال الكثير.

7310 - (ت) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «تبسّمك في وجه أخيك صدقة، وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة، وإرشادك الرجل في أرض الضلال، لك صدقة، [وبصرك للرجل الرديء البصر، لك صدقة] وإماطتك الحجر والشوك والعظم عن الطريق، لك صدقة، وإفراغك من دلوك في دلو أخيك صدقة».أخرجه الترمذي.
7311 - (م) عبد الله بن فروخ: أنه سمع عائشة - رضي الله عنها - تقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «[إنّه] خلق كلّ إنسان من بني آدم على ستين وثلاثمائة مفصل، فمن كبّر الله، وحمد الله، وهلّل الله، وسبّح الله، واستغفر الله،وعزل حجرا عن طريق الناس،أو شوكة،أو عظما،أو أمر بمعروف، أو نهى عن منكر، عدّد تلك الستّين والثلاثمائة السّلامي،فإنه يمسي يومئذ وقد زحزح نفسه عن النار»أخرجه مسلم، وفي رواية «يمشي».وزاد [رزين] بعد قوله: «منكر»: أو علّم خيرا أو تعلّمه.
نوع ثامن
7312 - (ت) جابر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ثلاثة من كنّ فيه نشر الله عليه كنفه، وأدخله جنّته، رفق بالضعيف، والشّفقة على الوالدين، والإحسان إلى المملوك» أخرجه الترمذي.

[شرح الغريب]
كنف الإنسان: ظله وحماه الذي يأوي إليه الخائف.

7313 - (ت) [عبد الله] بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ثلاثة على كثبان المسك - أراه قال: يوم القيامة - عبد أدّى حقّ الله وحقّ مواليه، ورجل أمّ قوما وهم به راضون، ورجل ينادي بالصلوات الخمس في كلّ يوم وليلة،وفي رواية نحوه،وزاد فيه «يغبطهم الأوّلون والآخرون» أخرجه الترمذي.
[شرح الغريب]
الكثبان: جمع كثرة لكثيب الرمل، وهو ما اجتمع منه مرتفعا.

7314 - (ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «ثلاثة حقّ على الله عونهم: المجاهد في سبيل الله، والمكاتب الذي يريد الأداء، والناكح الذي يريد العفاف» وفي رواية بدل «المكاتب»: «المديان الذي يريد الأداء» أخرجه الترمذي، وأخرج النسائي الأولى.
[شرح الغريب]
المديان: الكثير الدين، الذي يدان أموال الناس.

7315 - (ت س) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «ثلاثة يحبّهم الله، وثلاثة يبغضهم الله، فأمّا الذين يحبّهم الله: فرجل أتى قوما فسألهم بالله، ولم يسألهم لقرابة بينه وبينهم، فمنعوه، فتخلّف رجل بأعقابهم، فأعطاه سرّا، لا يعلم بعطيّته إلا الله والذي أعطاه، وقوم ساروا ليلتهم، حتى إذا كان النوم أحبّ إليهم مما يعدل به فوضعوا رؤوسهم، فقام [أحدهم] يتملّقني، ويتلو آياتي، ورجل كان في سريّة، فلقي العدوّ فهزموا، فأقبل بصدره حتى يقتل، أو يفتح له، والثلاثة الذين يبغضهم الله: فالشيخ الزاني، والفقير المختال، والغنيّ الظّلوم» أخرجه الترمذي والنسائي، وللنسائي مثله، ولم يذكر «وثلاثة يبغضهم الله» ولا ذكرهم في آخر الحديث.
[شرح الغريب]
المختال: المعجب بنفسه المتكبر.

7316 - (ت) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - - يرفعه - قال: «ثلاثة يحبّهم الله عز وجل: رجل قام من الليل يتلو كتاب الله، ورجل تصدّق صدقة بيمينه يخفيها - أراه قال: عن شماله - ورجل كان في سريّة فانهزم أصحابه، فاستقبل العدوّ» أخرجه الترمذي، وقال: هذا حديث غير محفوظ، أحد رواته: أبو بكر بن عياش، كثير الغلط.
7317 - (خ م ط ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «سبعة يظلّهم الله في ظلّه يوم لا ظلّ إلا ظلّه: الإمام العادل، وشابّ نشأ في عبادة الله عز وجل، ورجل قلبه معلّق بالمسجد، إذا خرج منه حتى يعود إليه، ورجلان تحابّا في الله، اجتمعا على ذلك وتفرّقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال، فقال: إني أخاف الله، ورجل تصدّق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه».
أخرجه البخاري ومسلم عن أبي هريرة، وأخرجاه من حديث مالك عن حفص ابن عاصم عن أبي سعيد، أو عن أبي هريرة نحوه، وأخرجه «الموطأ» والترمذي عن أبي هريرة أو أبي سعيد - بالشّكّ من حفص بن عاصم - وأخرجه النسائي مرسلا عن حفص.

نوع تاسع
7318 - (م ت د ط) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه، لا ينقص ذلك من أوزارهم شيئا» أخرجه مسلم والترمذي وأبو داود.
وأخرجه «الموطأ» مرسلا: وقال: ما من داع يدعو إلى هدى، وما من داع يدعو إلى ضلالة... وذكر الحديث.

7319 - (ت) جرير بن عبد الله البجلي - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من سنّ سنّة خير فاتّبع عليها، فله أجره، ومثل أجور من اتّبعه، غير منقوص من أجورهم شيئا، ومن سنّ سنّة شرّ، فاتّبع عليها، كان عليه وزره ومثل أوزار من اتّبعه، غير منقوص من أوزارهم شيئا» أخرجه الترمذي.
7320 - (ت) عمرو بن عوف - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال لبلال ابن الحارث يوما: «اعلم يا بلال، قال: ما أعلم يا رسول الله؟ قال: اعلم أنّ من أحيا سنّة من سنّتي أميتت بعدي، كان له من الأجر مثل من عمل بها، من غير أن ينقص ذلك من أجورهم شيئا، ومن ابتدع بدعة ضلالة لا يرضاها الله ورسوله كان عليه مثل آثام من عمل بها، لا ينقص ذلك من أوزار الناس شيئا» أخرجه الترمذي.
7321 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «يا بنيّ إن قدرت أن تصبح وتمسي وليس في قلبك غشّ لأحد فافعل، ثم قال: يا بنيّ، وذلك من سنّتي، ومن أحيا سنّتي فقد أحياني، ومن أحياني كان معي في الجنة» أخرجه الترمذي، وقال: وفي الحديث قصة طويلة.
[شرح الغريب]
غش: الغش: خلاف النصح.

7322 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «أتى النبيّ -صلى الله عليه وسلم- رجل يستحمله، فلم يجد عنده ما يتحمّله، فدلّه على آخر فحمله، فأتى النبيّ -صلى الله عليه وسلم- فأخبره، فقال: الدّال على الخير كفاعله» أخرجه الترمذي.
[شرح الغريب]
يستحمله استحملت فلانا: إذا طلبت منه أن يعطيك ماتركبه ويحملك عليه.

7323 - (م د ت) أبو مسعود البدري - رضي الله عنه - قال: كنت جالسا عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فجاءه رجل، فقال: إني أبدع بي يا رسول الله، فاحملني، فقال: ما عندي ما أحملك عليه، فقال رجل: أنا أدلّه على من يحمله، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من دلّ على خير فله مثل أجر فاعله» أخرجه مسلم.
وفي رواية الترمذي وأبي داود: فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ائت فلانا، فأتاه فحمله،فقال النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: «من دلّ على خير فله مثل أجر فاعله، أو قال: عامله».

[شرح الغريب]
أبدع بي: أبدع بفلان: إذا أعيت راحلته: وأبدعت الراحلة: إذا أعيت وكدت.


نوع عاشر
7324 - (خ م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «يقول الله عزّ وجلّ: إذا أراد عبدي أن يعمل سيئة، فلا تكتبوها عليه حتى يعملها، فإن عملها فاكتبوها بمثلها، وإن تركها من أجلي فاكتبوها له حسنة، وإذا أراد أن يعمل حسنة، فلم يعملها، فاكتبوها له حسنة، فإن عملها فاكتبوها بعشر أمثالها إلى سبعمائة» أخرجه البخاري.
وفي رواية مسلم قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «يقول الله: إذا همّ عبدي بسيئة فلا تكتبوها عليه، فإن عملها فاكتبوها سيئة، وإذا همّ بحسنة فلم يعملها فاكتبوها حسنة، فإن عملها فاكتبوها عشرا».
وله في أخرى قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من همّ بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة، ومن همّ بحسنة فعملها، كتبت له إلى سبعمائة ضعف، ومن همّ بسيئة فلم يعملها لم تكتب، وإن عملها كتبت».
وله في أخرى: عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال الله عز وجل: إذا تحدّث عبدي بأن يعمل حسنة، فأنا أكتبها له حسنة، ما لم يعملها، فإذا عملها فأنا أكتبها بعشر أمثالها، وإذا تحدّث بأن يعمل سيئة، فأنا أغفرها له؛ ما لم يعملها، فإذا عملها فأنا أكتبها له بمثلها، وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «قالت الملائكة: ربّ، ذاك عبيدك، يريد أن يعمل سيئة، وهو أبصر به، فقال: ارقبوه، فإن عملها فاكتبوها له بمثلها، وإن تركها فاكتبوها له حسنة، إنما تركها من جرّاي».
وفي أخرى قال: [قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-]: «قال الله عز وجلّ: إذا همّ عبدي بحسنة فلم يعملها كتبتها له حسنة، وإن عملها كتبتها عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف، وإن همّ بسيئة ولم يعملها، لم أكتبها عليه،فإن عملها كتبتها سيئة واحدة».
وفي رواية الترمذي نحو ذلك، وفي آخرها: ثم قرأ {من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها} [الأنعام: 160].
s جراي فعلت هذا من جراه، أي: من أجله.

7325 - (خ م) ابن عباس - رضي الله عنهما - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال - فيما يروي عن ربّه -: «إنّ الله تعالى كتب الحسنات والسيئات، ثم بيّن ذلك، فمن همّ بحسنة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة، فإن همّ بها وعملها، كتبها الله له عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف، إلى أضعاف كثيرة، ومن همّ بسيئة فلم يعملها، كتبها الله عنده حسنة،وإن هو همّ بها فعملها، كتبها الله له سيئة واحدة».
زاد في رواية «أو محاها، ولا يهلك على الله إلا هالك».
أخرجه البخاري ومسلم.

7326 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «ما من حافظين رفعا إلى الله تعالى ما حفظا من عمل العبد في ليل أو نهار، فيجد الله تعالى في أول الصحيفة وآخرها خيرا إلا قال الله تعالى لملائكته: أشهدكم أنّي قد غفرت لعبدي ما بين طرفي الصحيفة». أخرجه الترمذي.
نوع حادي عشر
7327 - (ت س د) شرحبيل بن السمط - رضي الله عنه - قال لعمرو بن عبسة حدّثني حديثا سمعته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «من شاب شيبة في الإسلام كانت له نورا يوم القيامة، ومن رمى بسهم في سبيل الله فبلغ العدوّ، أو لم يبلغ، كان له كعتق رقبة مؤمنة، ومن أعتق رقبة مؤمنة كانت فداءه من النار عضوا عضوا» أخرجه النسائي.
وأخرج الترمذي ذكر الشّيب وحده.
وأخرج أبو داود منه ذكر العتق وحده.
وأخرج النسائي من طريق أخرى نحوه، إلا أنه قدّم رمي السهم، وقال فيه: «أخطأ أم أصاب» وثنّى بالعتق، وثلّث بالشّيب، وقال فيه: «في سبيل الله».

7328 - (س) شرحبيل بن السمط - رضي الله عنه - قال لكعب بن مرّة: «يا كعب، حدثنا حديثا عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، واحذر، قال: سمعته يقول: من شاب شيبة في سبيل الله، كانت له نورا يوم القيامة، فقال له: حدّثنا عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- واحذر، قال: سمعته يقول: ارموا، من بلغ العدوّ بسهم رفعه الله به درجة، فقال ابن النّحام: يا رسول الله، وما الدّرجة؟ قال: أما إنّها ليست بعتبة أمّك، ولكن ما بين الدرجتين مائة عام» أخرجه النسائي.
نوع ثاني عشر
7329 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه -: عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إنّ الله عزّ وجلّ يقول يوم القيامة: يا ابن آدم مرضت فلم تعدني، قال: يارب كيف أعودك وأنت ربّ العالمين؟ قال: أما علمت أنّ عبدي فلانا مرض فلم تعده؟ أما علمت أنّك لو عدته لوجدتني عنده؟ يا ابن آدم، استطعمتك فلم تطعمني، قال: يا رب، كيف أطعمك وأنت ربّ العالمين؟ قال: أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه، أما علمت أنّك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي؟ يا ابن آدم، استسقيتك فلم تسقني، قال: يا رب، وكيف أسقيك وأنت ربّ العالمين؟ قال: استسقاك عبدي فلان، فلم تسقه، أما إنّك لو سقيته وجدت ذلك عندي» أخرجه مسلم.

7330 - (د ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أيّما مؤمن أطعم مؤمنا على جوع أطعمه الله يوم القيامة من ثمار الجنة، وأيّما مؤمن سقى مؤمنا على ظمإ سقاه الله يوم القيامة من الرحيق المختوم، وأيّما مؤمن كسى مؤمنا على عري كساه الله يوم القيامة، من حلل الجنة» أخرجه الترمذي، وقال: قد روي موقوفا على أبي سعيد، وهو أصح وأشبه، وأخرجه أبو داود، وقدّم الكسوة، ثم الطعام، ثم الشراب.
[شرح الغريب]
الرحيق: من أسماء الخمر.
والمختوم: الذي لم يبتذل لأجل ختامه.

7331 - (ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من أكل طيبا، وعمل في سنّة، وأمن الناس بوائقه، دخل الجنة، قال رجل: يا رسول الله، إن هذا اليوم في الناس كثير، قال: فسيكون في قرون بعدي» أخرجه الترمذي.
s بوائقه جمع بائقة، وهي الداهية، والمراد: غوائله وشروره وقيل: ظلمه وغشمه.

7332 - (ت) البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «من منح منيحة لبن أو ورق، أو هدى زقاقا، كان له مثل عتق رقبة» أخرجه الترمذي.
وذكر رزين «من منح منحة لبن أو ورق، أو هدى ضالا طريقا، أو أعمى زقاقا... الحديث».

[شرح الغريب]
منحة لبن: المنحة: العطية، والمنيحة: الناقة، أو الشاة تعار لينتفع بلبنها وتعاد.

نوع ثالث عشر
7333 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أن رجلا قال: يا رسول الله، الرجل يعمل العمل فيسرّه، فإذا اطّلع عليه أعجبه ذلك؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «له أجران: أجر السّرّ، وأجر العلانية».أخرجه الترمذي.
وقال: قد فسّر بعض أهل العلم هذا الحديث إذ اطّلع عليه وأعجبه: إنما معناه يعجبه ثناء الناس عليه بالخير، لقول النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: «أنتم شهداء الله في الأرض، فيعجبه ثناء الناس عليه لهذا، فأما إذا أعجبه ليعلم الناس منه الخير ويكرم ويعظم على ذلك، فهذا رياء» وقال بعض أهل العلم: إذا اطّلع [عليه] فأعجبه رجاء أن يعمل بعمله، فيكون له مثل أجورهم، فهذا له مذهب أيضا.

7334 - (م) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه - قال: قيل لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أرأيت الرجل يعمل من الخير، ويحمده الناس عليه؟ قال: تلك عاجل بشرى المؤمن» أخرجه مسلم.
نوع رابع عشر
7335 - (ت) أبو أمامة - رضي الله عنه -: عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «ليس شيء أحبّ إلى الله من قطرتين، وأثرين: قطرة دموع من خشية الله، وقطرة دم تهراق في سبيل الله، وأما الأثران: فأثر في سبيل الله، وأثر في فريضة من فرائض الله» أخرجه الترمذي.

7336 - (س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «وفد الله ثلاثة: الغازي، والحاجّ، والمعتمر» أخرجه النسائي.
نوع خامس عشر
7337 - (خ م ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «ما من مسلم يغرس غرسا، أو يزرع زرعا، فيأكل منه طير، أو إنسان، أو بهيمة، إلا كان له به صدقة».أخرجه البخاري ومسلم والترمذي.

7338 - (م) جابر - رضي الله عنه - أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- دخل على أمّ معبد - أو أمّ مبشّر - الأنصارية في نخل لها، فقال النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: «من غرس هذا النّخل؟ أمسلم، أم كافر؟ فقالت: بل مسلم، فقال: لا يغرس مسلم غرسا، ولا يزرع زرعا، فيأكل منه إنسان،ولا دابة، ولا شيء،إلا كانت له صدقة».أخرجه مسلم.
وله في أخرى قال: «دخل النبيّ -صلى الله عليه وسلم- على أمّ معبد حائطا، فقال: يا أمّ معبد، من غرس هذا النخل؟ أمسلم، أم كافر؟ فقالت: مسلم، فقال: لا يغرس المسلم غرسا فيأكل منه إنسان، ولا دابّة،ولا طائر،إلا كان له صدقة إلى يوم القيامة».
وله في أخرى أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «ما من مسلم يغرس غرسا إلا كان ما أكل منه له صدقة، وما سرق منه له صدقة، [وما أكل السّبع منه فهو له صدقة، وما أكلت الطير فهو له صدقة] ولا يرزؤه أحد إلا كان له صدقة».
وله في أخرى قال: «لا يغرس رجل مسلم غرسا ولا زرعا، فيأكل منه سبع، أو طائر، أو شيء، إلا كان له فيه أجر».
ومن الرواة من قال: عنه عن امرأة زيد بن حارثة.

[شرح الغريب]
يرزؤه: أى: ينقصه.

7339 - (م) أم مبشر - رضي الله عنها -: من رواية جابر عنها، أدرجه مسلم على ما قبله، وقال: بنحو حديث عطاء وأبي الزّبير، وعمرو بن دينار، يعني: الرواية الأولى والثانية والثالثة، من حديث جابر المذكور.
الباب العاشر: في فضل المرض والنوائب والموت
الفصل الأول: في المرض والنوائب
7340 - (خ م ت) عطاء بن يسار: عن أبي سعيد وأبي هريرة - رضي الله عنهما - أنّهما سمعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا سقم ولا حزن، حتى الهم يهمّه، إلا كفّر الله به سيئاته» أخرجه البخاري ومسلم والترمذي. وذكره الحميديّ في مسند أبي هريرة.

[شرح الغريب]
نصب: النصب: التعب.
والوصب: المرض والوجع.

7341 - (خ م ط ت) عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفّر الله عنه بها، حتى الشّوكة يشاكها».
وفي أخرى «لا يصيب المؤمن شوكة فما فوقها إلا نقص الله بها من خطيئته».
وفي أخرى «إلا رفعه الله بها درجة، وحطّ عنه بها خطيئة».
وفي أخرى «لا يصيب المؤمن من مصيبة - حتى الشوكة - إلا قصّ بها أو كفّر بها من خطاياه» لا يدري الراوي أيتهما قال عروة.
وفي أخرى قال: دخل شاب من قريش على عائشة وهي بمنى وهم يضحكون،فقال: ما يضحككم؟ قالوا: خرّ فلان على طنب فسطاط، فكادت عنقه - أو عينه - أن تذهب، فقالت: لا تضحكوا، فإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «ما من مسلم يشاك شوكة فما فوقها إلا كتبت له بها درجة، ومحيت عنه بها خطيئة» هذه الرواية لم يذكرها الحميديّ في كتابه، أخرجه مسلم، وأخرج البخاري الأولى، وأخرج الترمذي الثالثة، وأخرج «الموطأ» الرابعة.

7342 - (خ م) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: أتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يوعك، فمسسته بيدي، فقلت: يا رسول الله، إنك توعك وعكا شديدا، قال: أجل، إني أوعك كما يوعك رجلان منكم، قلت: ذلك بأن لك أجرين؟ قال: «أجل، ما من مسلم يصيبه أذى - من مرض فما سواه - إلا حطّ الله به سيّئاته كما تحطّ الشجرة ورقها» أخرجه البخاري ومسلم.
[شرح الغريب]
الوعك: الألم،وقيل: ألم الحمى.

7343 - (م) جابر - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «دخل على أمّ السائب - أو أمّ المسيّب - فقال: ما لك تزفزفين؟ قالت: الحمّى، لا بارك الله فيها، فقال: لا تسبّي الحمّى، فإنها تذهب خطايا بني آدم، كما يذهب الكير خبث الحديد» أخرجه مسلم.
[شرح الغريب]
تزفزفين: أصل الزفيف: الحركة السريعة، ومنه: زف الظليم: إذا أسرع حتى يسمع لجناحه حركة، فكأنا سمع ماعضر لها من رعدة الحمي، هذا (على) من رواه بالزاي المعجمة، ومن رواه بالراء المهملة، فعنى به رفرفة جناح الطائر، وهو تحريكه عند الطيران، فشبه حركه رعدتها به، والزاي أكثررواية.

7344 - (د) أم العلاء - رضي الله عنها - قالت: عادني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأنا مريضة فقال: أبشري يا أمّ العلاء، فإن مرض المسلم يذهب الله به خطاياه، كما تذهب النار خبث الفضّة. أخرجه أبو داود.
7345 - أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «عاد محموما، فقال: أبشر، فإن الله تعالى يقول: هي ناري، أسلطها على عبدي المؤمن، لتكون حظّه من النار». أخرجه....
7346 - (ط) يحيى بن سعيد - رحمه الله -: أن رجلا جاءه الموت في زمن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال رجل: هنيئا له، مات ولم يبتل بمرض، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ويحك، ما يدريك لو أن الله ابتلاه بمرض فكفّر عنه من سيئاته؟» أخرجه «الموطأ».
قال رزين: وزاد في النسائي «إن المؤمن إذا مرض، فأصابه السّقم ثم مات، كان كفارة لما مضى من ذنوبه، وإن أعفاه الله منه، كان كفارة لما مضى وموعظة لما يستقبل، وإن المنافق إذا مرض ثم أعفي كان كبعير عقله أهله ثم أرسلوه، فلم يدر: لم عقلوه، ولا لم أرسلوه؟» وهذه الزيادة لم أجدها في النسائي.

[شرح الغريب]
أعفاه: أعفى الله المريض وعافاه بمعنى واحد.

7347 - (ت) أنس - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا أراد الله بعبد خيرا عجّل له العقوبة في الدّنيا، وإذا أراد بعبده الشّرّ، أمسك عنه حتى يوافى به يوم القيامة».
7348 - (ت) وبهذا الإسناد عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «إنّ عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإنّ الله تعالى إذا أحبّ قوما ابتلاهم، فمن رضي فله الرّضى، ومن سخط فله السّخط» أخرجه الترمذي.
7349 - (ت) جابر - رضي الله عنه - قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «يودّ أهل العافية يوم القيامة، حين يعطى أهل البلاء الثّواب، لو أن جلودهم كانت قرضت في الدنيا بالمقاريض». أخرجه الترمذي.
7350 - (ط ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة، في نفسه وولده وماله، حتى يلقى الله وما عليه من خطيئة» أخرجه الترمذي.
وفي رواية «الموطأ» «ما يزال المؤمن يضارّ في ولده وحامّته، حتى يلقى الله وليست له خطيئة».

[شرح الغريب]
وحامته: حامة الإنسان: خاصته وقرابته.

7351 - (د) محمد بن خالد السلمي - رحمه الله - عن أبيه عن جده: وكانت له صحبة، قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إن العبد إذا سبقت له من الله منزلة فلم يبلغها، ابتلاه الله تعالى في جسده، أو في ماله، أو في ولده - زاد في رواية: ثم صبّره على ذلك، ثم اتفقا - حتى يبلّغه المنزلة التي سبقت له من الله عز وجل» أخرجه أبو داود.
7352 - (ت) مصعب بن سعد: عن أبيه - رضي الله عنه - قال: قلت: «يا رسول الله، أيّ الناس أشدّ بلاء؟ قال: الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى الرّجل على حسب دينه، فإن كان دينه صلبا اشتدّ بلاؤه، وإن كان في دينه رقّة على حسب دينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة» أخرجه الترمذي.
[شرح الغريب]
الأمثل فالأمثل: جاء القوم الأمثل فالأمثل، أي: جاء أشرفهم وأجلهم وخيرهم واحدا بعد واحد في الرتبة والمنزلة.

7353 - (خ ط) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «من يرد الله به خيرا يصب منه» أخرجه البخاري و«الموطأ».
7354 - أنس - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إنّ الرّبّ سبحانه، يقول: وعزّتي وجلالي، لا أخرج أحدا من الدّنيا أريد أن أغفر له، حتى أستوفي كلّ خطيئة في عنقه، بسقم في بدنه، وإقتار في رزقه». أخرجه....
[شرح الغريب]
إقتار الإقتار: التضييق على الإنسان في رزقه.

7355 - شقيق بن عبد الله - رحمه الله -: قال: مرض عبد الله [بن مسعود]، فعدناه، فجعل يبكي، فعوتب، فقال: إني لا أبكي لأجل المرض، لأني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «المرض كفارة، وإنما أبكي أنه أصابني على حال فترة، ولم يصبني في حال اجتهاد، لأنه يكتب للعبد من الأجر إذا مرض ما كان يكتب له قبل أن يمرض فمنعه منه المرض».أخرجه.
[شرح الغريب]
فترة: الفترة: مابين الرسولين من رسل الله تعالى من الزمان،المراد هاهنا: على سكون وترك من العبادات والمجاهدات.

7356 - (خ د) أبو موسى - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- -غير ما مرّة ولا مرتين - يقول: «إذا كان العبد يعمل عملاصالحا، فشغله عنه مرض،أو سفر، كتب الله له كصالح ما كان يعمل وهو صحيح مقيم» أخرجه البخاري وأبو داود.
7357 - أنس - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إنما مثل المؤمن إذا مرض وصحّ كالبردة تقع من السّماء في صفائها وخلوصها».
أخرجه....

7358 - (خ) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «يقول الله تعالى: ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبضت صفيّه من أهل الدّنيا ثم احتسبه، إلا الجنّة» أخرجه البخاري.
[شرح الغريب]
صفيه: صفي الإنسان: خليلة وخاصته الذي يصطفيه ويختاره دون الناس.
احتسبه: قوله: ثم احتسبه، أي ادخر أجره عند الله تعالى..

الفصل الثاني: في موت الأولاد
7359 - (خ م) أبو سعيد - رضي الله عنه - قال: قال النّساء للنّبيّ -صلى الله عليه وسلم-: «غلبنا عليك الرجال، فاجعل لنا يوما من نفسك، فوعدهن يوما لقيهنّ فيه، فوعظهنّ وأمرهنّ، فكان فيما قال لهنّ: ما منكن امرأة تقدّم من ولدها إلا كان لها حجابا [من النار]، فقالت: امرأة: واثنين؟ فقال: واثنين».
وفي رواية قال: «جاء ت امرأة إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقالت: يا رسول الله، ذهب الرجال بحديثك، فاجعل لنا من نفسك يوما نأتي فيه تعلّمنا مما علّمك الله، فقال: اجتمعن في يوم كذا وكذا، في مكان كذا وكذا، فاجتمعن، فأتاهنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فعلّمهنّ مما علمه الله، ثم قال: ما منكنّ امرأة تقدّم بين يديها [من ولدها] ثلاثة إلا كان لها حجابا من النار فقالت امرأة منهن: يا رسول الله، واثنين؟ فأعادتها مرتين، قال: واثنين، واثنين واثنين» قال البخاري: وقال شريك عن ابن الأصبهاني، قال: حدّثني أبو صالح عن أبي سعيد وأبي هريرة عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال أبو هريرة: «لم يبلغوا الحنث» أخرجه البخاري ومسلم.
وزاد رزين «وإن السّقط لمحبنطئ عند باب الجنة، حتى يجيء أبواه ثم قال: يا معشر النساء، تصدّقن، فإنّي أريتكنّ - وفي رواية: رأيتكنّ - أكثر أهل النار، ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للبّ الرجل الحازم من إحداكن، فقالت: ما لنا يا رسول الله أكثر أهل النار؟ قال: تكفرن العشير، وتكفرن الإحسان».

[شرح الغريب]
لم يبلغوا الحنث: الحنث: الذنب والإثم، المعنى: أنهم لم يبلغوا حتى تكتب عليهم الذنوب التي يعملونها.
السقط: ما تضعه الحامل من حملها قبل أن يتم.
لمحبنطئ: المحبنطىء: المتغضب المستبطىء للشيء، يقال: احبنطأت واحبنطت.

7360 - (خ م ط ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «لا يموت لأحد من المسلمين ثلاثة من الولد فتمسّه النار، إلا تحلّة القسم» وفي رواية: فيلج النار، إلا تحلّة القسم» أخرجه البخاري ومسلم. ولمسلم أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال لنسوة من الأنصار: «لا يموت لإحداكنّ ثلاثة من الولد، فتحتسبه، إلا دخلت الجنة، فقالت امرأة منهنّ: أو اثنان يا رسول الله؟ قال: أو اثنان».
قال البخاري: وقال شريك، عن الأصبهاني: حدّثنا أبو صالح عن أبي هريرة عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- - يعني نحوه - وقال أبو هريرة: «لم يبلغوا الحنث».
ولمسلم عن أبي هريرة قال: «ثلاثة لم يبلغوا الحنث».
وفي أخرى لمسلم قال: «أتت امرأة بصبيّ لها، فقالت: يا نبيّ الله، ادع الله لي، فلقد دفنت ثلاثة، فقال: دفنت ثلاثة؟ قالت: نعم، قال: لقد احتظرت بحظار شديد من النار».
وله في أخرى عن أبي حسّان قال: قلت لأبي هريرة: «إنه قد مات لي ابنان، أفما أنت محدّثي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بحديث يطيّب أنفسنا عن موتانا؟ قال: نعم، صغارهم دعاميص الجنة، يتلقّى أحدهم أباه - أوقال: أبويه، فيأخذ بثوبه، أو قال: بيده - كما آخذ أنا بصنفة ثوبك هذا، فلا يتناهى - أو قال: لا ينتهي - حتى يدخله الله وأباه الجنة».
وفي أخرى: «فهل سمعت من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شيئا تطيّب به أنفسنا عن موتانا؟ قال: نعم»... وذكره.
وفي رواية النسائي: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «ما من مسلمين يموت بينهما أولاد لم يبلغوا الحنث، إلا أدخلهم الله بفضل رحمته إياهم الجنّة، قال: يقال لهم: ادخلوا الجنة، فيقولون: حتى يدخل آباؤنا، فيقال لهم: ادخلوا الجنة أنتم وآباؤكم».
وله في أخرى قال: «جاءت امرأة إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بابن لها يشتكي، فقالت: يا رسول الله، أخاف عليه، وقد قدّمت ثلاثة، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لقد احتظرت بحظار شديد من النار».
وأخرج «الموطأ» والترمذي والنسائي أيضا الرواية الأولى.

[شرح الغريب]
تحلة القسم: هي تحلة قوله تعالى: وإن منك إلا واردها (مريم: 71) والقسم،وقوله تعالى: فوربك لنحشرنهم والشياطين (مريم: 68)والعرب تقسم وتضمر المقسم به، تقديره: فوربك، وإن منكم والله إلا وادها، أونحوه،وقيل: معنى الحديث من قول العرب: ضربه تحليلا،وضربه تعزيزا: إذا لم يالغ في ضربه، وهذا مثل في القليل المفرط القلة،وهو أن يباشر من الفعل الذي يقسم عليه المقدار الذي يبر به، مثل: أن يحلف على النزول بمكان،فلو وقع به وقعة خفيفة أجزأة، فتلك تحلة القسم، فالمعنى: لا تمسيه النار إلا مسه يسيرة، ومثل تحليل قسم الحالف.
احتظرت بحظار: الحظيرة تعمل للإبل من شجر ليقيها البرد والريح، والإختظار: فعل ذلك، أراد لقد احتميت بحى عظيم من النار،يقلك حرها، ويؤمنك من دخولها.
دعاميص: جمع دعمض، وهي دويبه من دواب الماء، تضرب إلى السواء،شبه الطفل بها لصغره وسرعة حركته.
بصنفة ثوبك: صنفة الثوب: حاشيته وطرفه الذي لا هدب له.

7361 - (ت) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من قدّم ثلاثة لم يبلغوا الحنث كانوا له حصنا حصينا.
قال أبو ذر: قدّمت اثنين؟ قال: واثنين، فقال أبيّ بن كعب سيّد القرّاء: قدّمت واحدا؟ قال: وواحدا، ولكن إنما ذلك عند الصدمة الأولى» أخرجه الترمذي.

7362 - (خ س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ما من الناس مسلم يموت له ثلاثة من الولد، لم يبلغوا الحنث، إلا أدخله الله الجنة بفضل رحمته» أخرجه البخاري والنسائي.
وفي أخرى للنسائي: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «من احتسب ثلاثة من صلبه دخل الجنة، فقامت امرأة، فقالت: أو اثنان؟ فقال: أو اثنان، فقالت المرأة: يا ليتني قلت واحدا».

7363 - (س) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ما من مسلمين يموت بينهما ثلاثة أولاد لم يبلغوا الحنث، إلا غفر الله لهما بفضل رحمته إياهم» أخرجه النسائي.
7364 - (ط) أبو النضر السلمي - رضي الله عنه - أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يموت لأحد من المسلمين ثلاثة من الولد فيحتسبهم، إلا كانوا له جنّة من النار فقالت امرأة عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: يا رسول الله، أو اثنان؟ قال: أو اثنان» أخرجه الموطأ.
[شرح الغريب]
جنة: الجنة: الوقاية،ومنه: المجن للترس، ولأنه يقى صاحبه ويستره.

7365 - (س) معاوية بن قرة: عن أبيه - رضي الله عنه -«أن رجلا أتى النبيّ -صلى الله عليه وسلم- ومعه ابن له، فقال [له]: أتحبّه؟ فقال: أحبّك الله كما أحبّه، فمات، ففقده، فسأل عنه؟ فقال: ما يسرّك أن لا تأتي بابا من أبواب الجنة إلا وجدته عنده يسعى يفتح لك؟».
وفي رواية قال: «كان النبيّ -صلى الله عليه وسلم- إذا جلس [يجلس] إليه نفر من أصحابه فيهم رجل له ابن صغير يأتيه من خلف ظهره فيقعده بين يديه، فهلك، فامتنع الرجل أن يحضر الحلقة، لذكر ابنه، ففقده النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فقال: ما لي لا أرى فلانا؟ قالوا: يا رسول الله، بنيّه الذي رأيته هلك، فلقيه النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فسأله عن بنيّه؟ فأخبره أنّه هلك، فعزّاه عليه، ثم قال: يا فلان، أيّما كان أحبّ إليك: أن تتمتّع به عمرك، أو لا تأتي إلى باب من أبواب الجنة إلا وجدته قد سبقك إليه يفتحه لك؟ قال: يا نبيّ الله، بل يسبقني إلى باب الجنة فيفتحها [لي] لهو أحب إليّ، قال: فذاك لك» أخرجه النسائي.

7366 - (ت) ابن عباس - رضي الله عنه -: أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «من كان له فرطان من أمّتي دخل الجنة بهما، قالت عائشة: فمن كان له فرط من أمّتك؟ قال: ومن كان له فرط يا موّفقة، قالت: فمن لم يكن له فرط من أمتك؟ قال: أنا فرط أمّتي، لم يصابوا بمثلي» أخرجه الترمذي.
[شرح الغريب]
فرطان: الفرط: السابق المقدم على القدم في طلب الماء، والمنزل وإذا مات للإنسان وله صغير، فهو فرط له.

الفصل الثالث: في حب الموت ولقاء الله تعالى
7367 - (خ م ت س) عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «من أحبّ لقاء الله أحبّ الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه» زاد البخاري في رواية من طريق همام عن قتادة: فقالت عائشة - أو بعض أزواجه -: «إنّا لنكره الموت، قال: ليس ذلك، ولكن المؤمن إذا حضره الموت بشّر برضوان الله وكرامته، فليس شيء أحبّ إليه مما أمامه، فأحبّ لقاء الله، فأحبّ الله لقاءه، وإن الكافر إذا حضر بشّر بعذاب الله وعقوبته، فليس شيء أكره إليه مما أمامه، كره لقاء الله، وكره الله لقاءه» أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي.

[شرح الغريب]
حضر: الإنسان: راحتضر: إذا نزل به الموت.

7368 - (خ م ت س) عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من أحبّ لقاء الله أحبّ الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه، فقلت: يا نبيّ الله، أكراهية الموت، فكلّنا نكره الموت؟ قال: ليس كذلك، ولكنّ المؤمن إذا بشّر برحمة الله ورضوانه وجنّته: أحبّ لقاء الله، فأحبّ الله لقاءه، وإن الكافر إذا بشّر بعذاب الله وسخطه، كره لقاء الله، فكره الله لقاءه» أخرجه البخاري ومسلم.
ولمسلم قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من أحبّ لقاء الله أحبّ الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه، والموت قبل لقاء الله».
وفي رواية: قال شريح بن هانيء: قال أبو هريرة: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من أحبّ لقاء الله أحبّ الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه» قال شريح: فأتيت عائشة، فقلت: يا أمّ المؤمنين، سمعت أبا هريرة يذكر عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حديثا، إن كان كذلك، فقد هلكنا، فقالت: إن الهالك من هلك بقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وماذا[ك]؟ قلت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من أحبّ لقاء الله أحبّ الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه» وليس منا أحد إلا وهو يكره الموت، فقالت: قد قاله رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وليس الذي تذهب إليه، ولكن إذا شخص البصر، وحشرج الصّدر، واقشعرّ الجلد، وتشنّجت الأصابع، فعند ذلك من أحبّ لقاء الله أحبّ الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه. وأخرج الترمذي الرواية الأولى، وأخرج النسائي الأولى والثالثة.

[شرح الغريب]
شخص: شخوص البصر: امتداده إلى السماء، والميت إذا أشرف على مفارقة الدنيا شخص بصره إلى السماء
حشرج: الحشرجة: الغرغرة عند الموت وتردد النفس.
تشنجت تشنج الأصابع: اجتماعها وانقباضها متقلصة.

7369 - (خ م ط س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «قال الله عز وجل: إذا أحبّ عبدي لقائي أحببت لقاءه، وإذا كره لقائي كرهت لقاءه» أخرجه البخاري.
وفي حديث مسلم قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من أحبّ لقاء الله أحبّ الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه».
وأخرج «الموطأ» والنسائي الرواية الأولى.

7370 - (خ م) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه -: أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «من أحبّ لقاء الله أحبّ الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه» أخرجه البخاري ومسلم.
هذا آخر كتاب الفضائل، والحمد لله رب العالمين، وهو الكتاب الأول من حرف الفاء.


التوقيع :
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الفضائل, كتاب

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:43 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir