دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم الحديث الشريف > مكتبة علوم الحديث الشريف > جامع متون الأحاديث > جامع الأصول من أحاديث الرسول

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23 جمادى الأولى 1431هـ/6-05-2010م, 11:39 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي كتاب الفضائل والمناقب: الباب التاسع: فضائل الأعمال والأقوال(1)

الباب التاسع: في فضائل الأعمال والأقوال
الفصل الأول: في فضل الإيمان والإسلام
6998 - (خ م ت) عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأنّ محمدا عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مري وروح منه، والجنة والنار حق: أدخله [الله] الجنة على ما كان من العمل».
وفي رواية «أدخله الله من أبواب الجنة الثمانية أيّها شاء» أخرجه البخاري [ومسلم].
وعند مسلم من حديث الصنابحي عن عبادة قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله حرّم الله عليه النار».
وفي رواية الترمذي قال الصنابحي: دخلت على عبادة بن الصامت وهو في الموت، فبكيت، فقال: مهلا، لم تبكي؟ فوالله لئن استشهدت لأشهدنّ لك، ولئن شفّعت لأشفعنّ لك، ولئن استطعت لأنفعنّك، ثم قال: والله ما من حديث سمعته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لكم فيه خير إلا حدّثتكموه، إلا حديثا واحدا، وسأحدّثكموه اليوم، وقد أحيط بنفسي، سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «من شهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله حرّم الله عليه النار».

6999 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: قال هشام: «يخرج من النار - وقال شعبة: أخرجوا من النار - من قال: لا إله إلا الله، وكان في قلبه من الخير ما يزن شعيرة، أخرجوا من النار من قال: لا إله إلا الله، وكان في قلبه من الخير ما يزن برّة، أخرجوا من النار من قال: لا إله إلا الله، وكان في قلبه من الخير ما يزن ذرّة».
وقد أخرجه البخاري ومسلم في جملة حديث طويل يرد في «كتاب القيامة» من حرف القاف.
وقال شعبة: «ما يزن ذرة» مخففة. أخرجه الترمذي.

[شرح الغريب]
ذرة: الذر: صغار النمل.

7000 - (ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: يخرج من النار من كان في قلبه مثقال ذرّة من الإيمان - قال أبو سعيد: فمن شك فليقرأ {إن الله لا يظلم مثقال ذرّة} [النساء: 40]. أخرجه الترمذي.
وفي رواية ذكرها رزين: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «يدخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، ثم يقول الله: أخرجوا من النار من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان».

[شرح الغريب]
المثقال: المقدار من الموزونات، قليلا كان أو كثيرا، تقول: مثقال حبة، ومثقال ألف، والناس يجعلونه للدينار خاصة، وليس كذلك.

7001 - (د) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من قال: رضيت بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد رسولا، وجبت له الجنة». أخرجه أبو داود.
7002 - (س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا أسلم العبد،فحسن إسلامه، كتب الله له كلّ حسنة كان أزلفها، ومحيت كلّ سيئة كان أزلفها، وكان بعد ذلك القصاص، كلّ حسنة بعشر أمثالها، إلى سبعمائة ضعف، والسيئة بمثلها، إلا أن يتجاوز الله عنها».
أخرجه النسائي، واختصره البخاري تعليقا عن مالك، ولم يذكر الحسنة.

[شرح الغريب]
أزلفها: أي قربها، والزلفة والزلفى: القربى، والمراد به: ما تقرب العبد به إلى الله تعالى من أعمال الخير والأقوال الصالحة.

7003 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا أحسن أحدكم إسلامه، فكلّ حسنة يعملها تكتب له بعشر أمثالها إلى سبعمائة، وكلّ سيّئة يعملها تكتب بمثلها حتى يلقى الله».
أخرجه البخاري ومسلم.

7004 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: كنّا قعودا حول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، معنا أبو بكر وعمر في نفر، فقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من بين أظهرنا، فأبطأ علينا، فخشينا أن يقتطع دوننا، وفزعنا فكنت أول من فزع، فخرجت أبتغي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، حتى أتيت حائطا للأنصار لبني النجار، فدرت به هل أجد له بابا؟ فلم أجد، فإذا ربيع يدخل في جوف حائط من بئر خارجة - والربيع: الجدول - قال: فاحتفزت، فدخلت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: أبو هريرة؟ فقلت: نعم يا رسول الله، قال: ما شأنك؟ قلت: كنت بين أظهرنا، فقمت فأبطأت علينا، فخشينا أن تقتطع دوننا، ففزعنا، فكنت أول من فزع، فأتيت هذا الحائط، فاحتفزت كما يحتفزالثعلب، فدخلت وهؤلاء الناس ورائي، فقال: يا أبا هريرة - وأعطاني نعليه - فقال: اذهب بنعليّ هاتين، فمن لقيك من وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله، مستيقنا بها قلبه، فبشّره بالجنة، فكان أول من لقيت عمر، فقال: ما هاتان النعلان يا أبا هريرة؟ قلت: هاتان نعلا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعثني بهما من لقيت يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنا بها قلبه بشّرته بالجنة، فضرب عمر بين ثدييّ، فخررت لإستي، فقال: ارجع يا أبا هريرة، فرجعت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فأجهشت بالبكاء، وركبني عمر، فإذا هو على أثري، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ما لك يا أبا هريرة؟ فقلت: لقيت عمر، فأخبرته بالذي بعثتني به، فضرب بين ثدييّ ضربة خررت لإستي، فقال: ارجع، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: يا عمر، ما حملك على ما فعلت؟ قال: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، أبعثت أبا هريرة بنعليك من لقي يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنا بها قلبه بشّره بالجنة؟ قال: نعم، قال: فلا تفعل، فإني أخشى أن يتّكل الناس عليها، فخلّهم يعملون، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «فخلّهم» أخرجه مسلم.
[شرح الغريب]
اقتطع: بفلان: إذا انفرد به، وأخذه غيلة.
فزعت لهذا الأمر: أي ارتعت لحدوثه، وفزعت إلى فلان فأفزعني، أي: لجأت إليه فأغاثني.
الربيع: الساقية من الماء، وهو الجدول أيضا.
الحائط: البستان.
أجهشت: أجهش، وجهشت أجهش: إذا تهيأت للبكاء.

7005 - (خ م ت) معاذ بن جبل - رضي الله عنه - قال: «كنت ردف رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ليس بيني وبينه إلا مؤخرة الرّحل، قال: يا معاذ بن جبل، قلت: لبيك يا رسول الله وسعديك، ثم سار ساعة، ثم قال: يا معاذ بن جبل، قلت: لبيك يا رسول الله وسعديك، ثم سار ساعة، ثم قال: يا معاذ بن جبل، فقلت: لبيك يا رسول الله وسعديك، قال: هل تدري ما حقّ الله على العباد؟ قال: قلت: الله ورسوله أعلم، قال: فإن حقّ الله على العباد: أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا، ثم سار ساعة، ثم قال: يا معاذ بن جبل، قلت: لبيك يا رسول الله وسعديك، قال: هل تدري ما حقّ العباد على الله إذا فعلوا ذلك؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: حقّ العباد على الله: أن لا يعذّبهم».
وفي رواية قال: «كنت ردف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على حمار يقال له: عفير، فقال: يا معاذ، هل تدري ما حقّ الله على العباد، وما حقّ العباد على الله؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: فإن حقّ الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا، وحقّ العباد على الله: أن لا يعذّب من لا يشرك به شيئا، فقلت: يا رسول الله: أفلا أبشّر الناس، قال: لا تبشّرهم فيتّكلوا».
وفي رواية: قال معاذ: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أتدري ما حقّ الله على العباد؟.. وذكر نحو الأولى».
وفي رواية عن أنس «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومعاذ بن جبل رديفه على الرّحل، قال: يا معاذ، قال: لبيك يا رسول الله وسعديك - ثلاثا - ثم قال: ما من عبد يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، إلا حرّمه الله على النار، قال: يا رسول الله، أفلا أخبر بها الناس فيستبشروا؟ قال: إذا يتّكلوا، فأخبر بها معاذ عند موته تأثّما» أخرجه البخاري ومسلم.
وهذه الزيادة الأخيرة جعلها من مسند أنس، كذا قال الحميديّ.
وفي رواية الترمذي قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أتدري ما حقّ الله على العباد؟ فقلت: الله ورسوله أعلم، قال: فإن حقّه عليهم: أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا، قال: فتدري ما حقّهم على الله إذا فعلوا ذلك؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: أن لا يعذّبهم».

[شرح الغريب]
مؤخرة الرحل: الرحل: كور البعير، ومؤخرته مخففا مهموزا: الخشبة التي في آخره يستند إليها الراكب.
تأثما: يقال: فعل فلان ذلك تأثما، أي: تجنبا للإثم وكفا عنه.

7006 - (د) معاذ بن جبل - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من كان آخر كلامه: لا إله إلا الله دخل الجنة».أخرجه أبو داود.
7007 - (خ م ت) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه -: أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «أتاني جبريل فبشّرني، أنّه من مات من أمّتك لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة، فقلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: وإن زنى وإن سرق».
وفي رواية: أنّه -صلى الله عليه وسلم- قال: «ما من عبد قال: لا إله إلا الله، ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة» قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: وإن زنى وإن سرق، ثم قال في الرابعة: «على رغم أنف أبي ذر» وفيه «أتيته وعليه ثوب أبيض» أخرجه البخاري ومسلم.
وللبخاري: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «قال لي جبريل عليه السلام: من مات من أمّتك لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة، ولم يدخل النّار»، قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: «نعم»، وأخرج الترمذي الأولى.
وقد تقدّم في «الباب الخامس» من هذا الباب رواية طويلة تتضمّن هذا الحديث عن أبي ذر للبخاري ومسلم.

[شرح الغريب]
رغم أنفه: أي ذل وهان، وأصله من الرغام، وهو التراب، كأن أنفه التصق بالتراب، والمراد به: وقوع الأمر على خلاف ما يختاره ويريده.

7008 - (خ م) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من مات يشرك بالله شيئا دخل النّار، وقلت [أنا]: من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة».
وفي رواية بالعكس أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة، وقلت أنا: من مات يشرك بالله شيئا دخل النار».
وفي أخرى قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كلمة، وقلت أخرى، قال: من مات يجعل لله ندّا دخل النار، وقلت: من مات لا يجعل لله ندّا دخل الجنة.
أخرج البخاري الأولى والثالثة، وأخرج مسلم الأولى والثانية.

[شرح الغريب]
الند: المثل والنظير.

7009 - (م) جابر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ثنتان موجبتان» قال رجل: يا رسول الله، ما الموجبتان؟ قال: «من مات يشرك شيئا بالله دخل النّار، ومن مات لا يشرك شيئا دخل الجنة».
وفي رواية قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من لقي الله عزّ وجلّ لا يشرك به شيئا دخل الجنة، ومن لقيه يشرك به دخل النّار» أخرجه مسلم.

7010 - (خ م) محمد بن شهاب - رحمه الله - قال: أخبرني محمود بن الربيع: أنه عقل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وعقل مجّة مجّها في وجهه من بئر كانت في دارهم، وزعم أنه سمع عتبان بن مالك الأنصاريّ - وكان ممن شهد بدرا مع النبيّ -صلى الله عليه وسلم-- يقول: كنت أصلّي لقومي بني سالم، وكان يحول بيني وبينهم واد، إذا جاءت الأمطار يشقّ عليّ اجتيازه قبل مسجدهم، فجئت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقلت له: إني أنكرت بصري، وإن الوادي الذي بيني وبين قومي يسيل إذا جاءت الأمطار، فيشق عليّ اجتيازه، فوددت أنك تأتي فتصلّي في بيتي مكانا أتّخذه مصلّى، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «سأفعل» فغدا عليّ رسول الله وأبو بكر، بعدما اشتدّ النهار، واستأذن النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فأذنت له، فلم يجلس، حتى قال: «أين تحبّ أن أصلّي من بيتك»؟ فأشرت له إلى المكان الذي أحبّ أن يصلّي فيه، فقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فكبّر، وصففنا وراءه، فصلّى ركعتين، ثم سلّم وسلّمنا حين سلّم، فحبسته على خزير يصنع له، فسمع أهل الدار أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في بيتي، فثاب رجال منهم، حتى كثر الرّجال في البيت، فقال رجل: ما فعل مالك؟ لا أراه ! فقال رجل منهم: ذلك منافق، لا يحبّ الله ورسوله، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا تقل ذلك، ألا تراه قال: لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله عزّ وجل»؟ فقال: الله ورسوله أعلم، أمّا نحن فوالله ما نرى ودّه ولا حديثه إلا إلى المنافقين، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «فإن الله قد حرّم على النار من قال: لا إله إلا الله، يبتغي بذلك وجه الله».
قال محمود: فحدّثتها قوما فيهم أبو أيّوب صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في غزوته التي توفي فيها، ويزيد بن معاوية عليهم بأرض الرّوم، فأنكرها عليّ أبو أيوب، وقال: والله ما أظنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال ما قلت ذلك قطّ، فكبر ذلك عليّ، فجعلت لله عليّ إن أسلمني الله حتى أقفل من غزوتي: أن أسأل عنها عتبان بن مالك، إن وجدته حيّا في مسجد قومه، ففعلت، فأهللت بحجّة أو عمرة، ثم سرت حتى قدمت المدينة، فأتيت بني سالم، فإذا عتبان شيخ أعمى يصلّي لقومه، فلما سلّم من الصلاة، سلّمت عليه، وأخبرته من أنا، ثم سألته عن ذلك الحديث؟ فحدّثنيه كما حدّثنيه أول مرة.
وفي رواية: قال ابن شهاب: ثم سألت الحصين بن محمد الأنصاريّ، وهو أحد بني سالم، وهو من سراتهم، عن حديث محمود بن الربيع، فصدّقه بذلك.
وفي رواية: فقال رجل: أين مالك بن الدّخشن، أو الدّخيشن؟ قال الزهري: ثم نزلت بعد ذلك فرائض وأمور نرى أن الأمر انتهى إليها، فمن استطاع أن لا يغترّ فلا يغترّ. أخرجه البخاري ومسلم.
ولمسلم قال: قدمت المدينة، فلقيت عتبان بن مالك، فقلت: حديث بلغني عنك، فقال: أصابني في بصري بعض الشيء، فبعثت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أني أحبّ أن تأتيني تصلّي في منزلي، فأتّخذه مصلّى، قال: فأتاني النبيّ -صلى الله عليه وسلم- ومن شاء الله من أصحابه، فدخل، فهو يصلّي في منزلي، وأصحابه يتحدّثون بينهم ثم أسندوا عظم ذلك وكبره إلى مالك بن دخشم، قال: ودّوا أنه دعا عليه فهلك، ودّوا أنه أصابه شرّ، فقضى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلاته، وقال: «أليس يشهد: أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله؟» قال: إنه يقول ذلك وما هو في قلبه، قال: «لا يشهد أحد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، فيدخل النار، أو تطعمه» قال أنس: فأعجبني هذا الحديث، فقلت لابني: اكتبه، فكتبه.
وقد أخرج «الموطأ» والنسائي من هذا الحديث حديث الصلاة في البيت، وهو مذكور في «كتاب الصلاة» من حرف الصاد.

[شرح الغريب]
مج الماء من فيه: إذا رماه إلى الأرض أو غيرها.
اشتد النهار: إذا علا وارتفع.
الخزير: والخزيرة: أن يجعل في القدر لحم مقطع صغارا على ماء كثير، فإذا نضج ذرّ عليه الدقيق، وإن لم يكن فيها لحم، فهي عصيدة.
ثاب الناس إلى فلان: إذا رجعوا إليه، والمراد: أنهم اجتمعوا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-.

7011 - (خ) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قلت: يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ قال: «لقد ظننت أن لا يسألني عن هذا أوّل منك، لما رأيت من حرصك على الحديث، أسعد النّاس بشفاعتي يوم القيامة من قال: لا إله إلا الله، خالصا مخلصا من قلبه». أخرجه البخاري.
[شرح الغريب]
أول منك: أي: قبلك.

7012 - (م) صهيب - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «عجبا لأمر المؤمن ! إنّ أمره كلّه له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سرّاء شكر، فكان خيرا له، وإن أصابته ضرّاء صبر، فكان خيرا له» أخرجه مسلم.
7013 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «والذي نفس محمد بيده، لا يسمع بي أحد من هذه الأمّة - يهوديّ ولا نصرانيّ - [ثم] يموت [و] لم يؤمن بالذي أرسلت به، إلا كان من أصحاب النّار» أخرجه مسلم.
7014 - يحيى بن طلحة [بن عبيد الله التيمي المدني - رحمه الله -] قال: «إنّ عمر - رضي الله عنه - رأى طلحة كئيبا بعد ما توفّي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- واستخلف أبو بكر، فقال له: ما لك؟ لعلّه ساءك إمرة ابن عمّك أبي بكر، قال: لا، وأثنى عليه خيرا، وقال: إني لأجدركم أن لا تسوؤنى إمرته، ولكن كلمة سمعتها من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقولها، قال: إني لأعلم كلمة لا يقولها عبد عند موته إلا فرّج الله عنه كربته، وإنّ جسده وروحه ليجدان روحا، فما منعني أن أسأل عنها إلا القدرة عليها حتى مات، قال عمر: إني لأعرفها، قال: فلله الحمد، ما هي؟ قال: هل تعلم كلمة هي أعظم من كلمة عرضها على عمّه عند الموت؟ ولو علم أن شيئا أعظم منها لأمره به، قال طلحة: هي والله» أخرجه...
[شرح الغريب]
الكئيب: الحزين المغموم.
الروح: الراحة.
كلمة: الكلمة هاهنا أراد بها كلمة الشهادة، فسمى الجملة كلمة، والعرب تسمي القصيدة والخطبة كلمة.
الإمرة: والإمارة: بمعنى واحد.

7015 - (خ) وهب بن منبه - رحمه الله - قيل له: أليس «لا إله إلا الله» مفتاح الجنة؟ قال: بلى، ولكن ليس مفتاح إلا له أسنان، فإن جئت بمفتاح له أسنان فتح لك، وإلا لم يفتح لك. أخرجه البخاري في ترجمة باب.
7016 - عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال له رجل: «ما الصّراط المستقيم؟ قال: تركنا محمد في أدناه، وطرفه في الجنة».
زاد في رواية «وعن يمينه جوادّ، وعن يساره جوادّ، ثم رجال يدعون من مرّ بهم، فمن أخذ في تلك الجوادّ، انتهت به إلى النار، ومن أخذ على الصراط [المستقيم]، انتهى به إلى الجنة، ثم قرأ ابن مسعود {وأنّ هذا صراطي مستقيما فاتّبعوه، ولا تتّبعوا السّبل فتفرّق بكم عن سبيله، ذلكم وصّاكم به لعلكم تتقون} [الأنعام: 153]» أخرجه...

[شرح الغريب]
الجواد: جمع جادة، وهي الطريق.

الفصل الثاني: في فضل الوضوء
7017 - (م د ت س) عقبة بن عامر [الجهني] - رضي الله عنه - قال: «كانت علينا رعاية الإبل، فجاءت نوبتي أرعاها، فروّحتها بالعشيّ، فأدركت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قائما يحدّث الناس، وأدركت من قوله: ما من مسلم يتوضّأ فيحسن وضوءه، ثم يقوم فيصلّي ركعتين يقبل عليهما بقلبه ووجهه، إلا وجبت له الجنة» فقلت: ما أجود هذا؟ فإذا قائل بين يديّ يقول: التي قبلها أجود، فنظرت، فإذا عمر بن الخطاب، فقال: إني قد رأيتك قد جئت آنفا، قال: «ما منكم من أحد يتوضأ، فيبلغ الوضوء، أو يسبغ الوضوء، ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمدا عبده ورسوله، إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية، يدخل من أيّها شاء» أخرجه مسلم.
وفي رواية أبي داود قال: كنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خدّام أنفسنا، نتناوب الرعاية، رعاية الإبل... وذكر الحديث - وفيه: فأدركت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخطب - وفيه: فيحسن الوضوء، وفيه: فقلت: بخ بخ، ما أجود هذا.
وفي أخرى له: لم يذكر رعاية الإبل، وقال عند قوله: «فيحسن الوضوء» «ثم رفع طرفه إلى السماء... وساق الحديث».
وفي رواية الترمذي عن أبي إدريس الخولانيّ، وأبي عثمان [النّهديّ]: أنّ عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من توضّأ فأحسن الوضوء ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأنّ محمدا عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التّوّابين، واجعلني من المتطهّرين، فتحت له ثمانية أبواب الجنة يدخل من أيّها شاء».
وفي رواية النسائي عن عقبة بن عامر، أن عمر قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من توضأ فأحسن الوضوء، ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، فتحت له ثمانية أبواب من الجنة، يدخل من أيّها شاء».

[شرح الغريب]
روحت: الإبل والغنم: إذا أعدتها إلى مراحها، وهو موضع مبيتها.

7018 - (م ط ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا توضّأ العبد المسلم - أو المؤمن - فغسل وجهه، خرج من وجهه كلّ خطيئة نظر إليها بعينيه مع الماء، أو مع آخر قطر الماء، فإذا غسل يديه خرج من يديه كلّ خطيئة بطشتها يداه مع الماء، أو مع آخر قطر الماء، فإذا غسل رجليه خرجت كلّ خطيئة مشتها رجلاه مع الماء، أو مع آخر قطر الماء، حتى يخرج نقيّا من الذّنوب» أخرجه مسلم.
وفي رواية «الموطأ» والترمذي مثله، إلى قوله في غسل اليد: «مع آخر قطر الماء» ثم قال: «حتى يخرج نقيّا من الذّنوب» ولم يذكر الرّجلين.

7019 - (خ م) عثمان بن عفان - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «من توضّأ فأحسن الوضوء، خرجت خطاياه من جسده، ثم تخرج من تحت أظفاره».
وفي رواية: «أن عثمان توضأ، ثم قال: رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- توضأ مثل وضوئي هذا، ثم قال: من توضأ هكذا غفر له ما تقدّم من ذنبه، وكانت صلاته ومشيه إلى المسجد نافلة» أخرجه البخاري ومسلم.

7020 - (ط س) عبد الله الصنابحي - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا توضأ العبد المؤمن، فتمضمض: خرجت خطاياه من فيه، فإذا استنثر خرجت الخطايا من أنفه، وإذا غسل وجهه خرجت الخطايا من وجهه، حتى تخرج من تحت أشفار عينيه، فإذا غسل يديه خرجت الخطايا من يديه، حتى تخرج من تحت أظفار يديه، فإذا مسح برأسه خرجت الخطايا من رأسه، حتى تخرج من أذنيه، فإذا غسل رجليه، خرجت الخطايا من رجليه، حتى تخرج من تحت أظفار رجليه، ثم كان مشيه إلى المسجد وصلاته نافلة له» أخرجه «الموطأ» والنسائي.
[شرح الغريب]
أشفار العين: جمع شفر، وهو حرف الجفن الذي ينبت عليه الشعر.

7021 - (س) أبو أمامة الباهلي - رضي الله عنه - قال: «سمعت عمرو بن عبسة يقول: قلت لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: كيف الوضوء؟ قال: أمّا الوضوء: فإنّك إذا توضأت فغسلت كفّيك فأنقيتهما، خرجت خطاياك من بين أظفارك وأناملك، فإذا مضمضت واستنشقت منخريك، وغسلت وجهك ويديك إلى المرفقين، ومسحت رأسك، وغسلت رجليك، اغتسلت من عامّة خطاياك كيوم ولدتك أمّك، قال أبو أمامة: فقلت: يا عمرو بن عبسة، انظر ما تقول، أكلّ هذا يعطى في مجلس واحد؟ فقال: أما والله لقد كبرت سنّي، ودنا أجلي، وما بي من فقر فأكذب على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولقد سمعته أذناي، ووعاه قلبي من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-».
أخرجه النسائي.
وقد أخرج مسلم هذا المعنى في حديث طويل يتضمّن إسلام عمرو بن عبسة، وقد ذكرناه في «الباب الرابع» من هذا الكتاب.

7022 - (ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «من توضأ على طهر: كتب الله له به عشر حسنات» أخرجه الترمذي.
7023 - (ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من توضأ فقال: سبحانك اللهم وبحمدك، أستغفرك وأتوب إليك كتب في رقّ،ثم طبع بطابع، ثم رفع تحت العرش فلم يكسر إلى يوم القيامة» أخرجه الترمذي.
الفصل الثالث: في فضل الأذان والمؤذن
7024 - (خ م ط د س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا نودي بالصلاة أدبر الشّيطان له ضراط حتى لا يسمع التأذين، حتى إذا قضي التثويب، أقبل حتى يخطر بين المرء ونفسه، يقول: اذكر كذا، واذكر كذا، لما لم يكن يذكر من قبل، حتى يظلّ الرّجل ما يدري كم صلى؟».
وفي رواية «حتى يضلّ الرجل».
وفي أخرى «إن الشيطان إذا سمع النّداء بالصلاة: أحال له ضراط، حتى لا يسمع صوته، فإذا انتهت رجع فوسوس، فإذا سمع الإقامة ذهب حتى لا يسمع صوته، فإذا انتهت رجع فوسوس».
وفي أخرى: «إذا أذّن المؤذّن: أدبر الشيطان وله حصاص».
وفي أخرى قال سهيل بن أبي صالح: أرسلني أبي إلى بني حارثة ومعي غلام لنا، أو صاحب لنا، فناداه مناد من حائط باسمه، قال: وأشرف الذي معي على الحائط، فلم ير شيئا، قال: فذيكرت ذلك لأبي، قال: لو شعرت أنّك تلقى هذا لم أرسلك، ولكن إذا سمعت صوتا فناد بالصلاة، فإني سمعت أبا هريرة يحدّث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «إن الشيطان إذا نودي بالصلاة ولّى وله حصاص» هذه روايات مسلم.
وللبخاري: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا نودي للصلاة أدبر الشيطان له ضراط حتى لا يسمع الأذان، فإذا قضي الأذان أقبل، فإذا ثوّب بها أدبر، فإذا قضي التثويب أقبل، حتى يخطر بين المرء ونفسه، ويقول: اذكر كذا، اذكر كذا، لما لم يذكر، حتى يظلّ الرّجل لا يدري كم صلّى».
وقد تقدّم لهما في سجود السهو من «كتاب الصلاة» روايات لهذا الحديث، يتضمّن ذكر سجود السهو.
وأخرج «الموطأ» وأبو داود والنسائي مثل رواية البخاري.

[شرح الغريب]
التثويب: إقامة الصلاة هاهنا، وهو في موضع آخر قول المؤذن في أذان الفجر: «الصلاة خير من النوم» والأصل فيه الترجيع.
خطر هذا الشيء في نفسي: إذا دار في خاطري، والمراد: أن الشيطان يعرض بين المرء ونفسه، فيسول له الأماني ويحدثه الأحاديث.
الحصاص: الضراط مع شدة العدو، وقيل: هو أن ينصب أذنيه ويرفع ذنبه، ثم يعدو.

7025 - (م) جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إن الشيطان إذا سمع النّداء بالصلاة ذهب حتى يكون مكان الرّوحاء».
قال الراوي: والرّوحاء من المدينة: على ستة وثلاثين ميلا. أخرجه مسلم.

7026 - (س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: كنّا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقام بلال ينادي، فلما سكت،قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من قال مثل هذا يقينا دخل الجنة» أخرجه النسائي.
7027 - (م د ت س) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا سمعتم المؤذّن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا عليّ، فإنه من صلّى عليّ صلاة صلى الله عليه بها عشرا، ثم سلوا الله لي الوسيلة، فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل الله لي الوسيلة: حلّت له الشفاعة».
أخرجه مسلم والترمذي وأبو داود والنسائي.

[شرح الغريب]
الوسيلة: ما يتقرب به إلى الله تعالى من صالح القول والعمل، وقد جاء في الحديث «أنها منزلة من منازل الجنة».

7028 - (خ د ت س) جابر - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «من قال حين يسمع النّداء: اللهمّ ربّ هذه الدعوة التامّة، والصلاة القائمة، آت محمدا الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاما محمودا كما وعدته - وفي رواية: الذي وعدته- حلت له شفاعتي يوم القيامة» أخرجه البخاري والترمذي وأبو داود والنسائي.
[شرح الغريب]
مقاما محمودا: المقام المحمود: هو الشفاعة يوم القيامة، لأن الخلائق يحمدون ذلك المقام.

7029 - (م د) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا قال المؤذن: الله أكبر، الله أكبر، فقال أحدكم: الله أكبر، الله أكبر، ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله، قال: أشهد أن لا إله إلا الله، ثم قال: أشهد أنّ محمدا رسول الله، قال: أشهد أنّ محمدا رسول الله، ثم قال: حيّ على الصلاة، قال: لا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: حيّ على الفلاح، قال: لا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: الله أكبر، الله أكبر، قال: الله أكبر، الله أكبر، ثم قال: لاإله إلا الله، قال: لا إله إلا الله، من قلبه، دخل الجنة» أخرجه مسلم وأبو داود.
7030 - (م ت د س) سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «من قال حين يسمع المؤذن: وأنا أشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأنّ محمدا عبده ورسوله، رضيت بالله ربّا، وبمحمد رسولا - وفي رواية: نبيا - وبالإسلام دينا، غفر له ذنبه» أخرجه مسلم والترمذي، وأبو داود والنسائي، وليس عند أبي داود «ذنبه».
7031 - (خ) أبو أمامة أسعد بن سهل - رضي الله عنه - قال: «سمعت معاوية بن أبي سفيان وهو جالس على المنبر حين أذن المؤذن، فقال: الله أكبر، الله أكبر، قال معاوية: الله أكبر، الله أكبر، قال: أشهد أن لا إله إلا الله، قال معاوية: وأنا، قال: أشهد أن لا إله إلا الله، قال معاوية: وأنا، قال: أشهد أن محمدا رسول الله، قال معاوية: وأنا، قال: أشهد أنّ محمدا رسول الله، قال معاوية: وأنا، فلما أن قضى التأذين، قال: يا أيّها الناس، سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على المنبر حين أذّن المؤذّن، يقول مثل ما سمعتم من مقالتي».
وفي رواية «أنه سمع معاوية يوما وسمع المؤذن فقال مثله.. إلى قوله: وأشهد أنّ محمدا رسول الله».
وفي أخرى «أنه لما قال: حيّ على الفلاح، قال: لا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: هكذا سمعنا نبيّكم يقول» أخرجه البخاري.

7032 - (د) عائشة - رضي الله عنها - أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- «كان إذا سمع المؤذن يتشهّد قال: وأنا، وأنا» أخرجه أبو داود.
7033 - (خ م ط د ت س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا سمعتم النّداء، فقولوا مثل ما يقول المؤذّن» أخرجه الجماعة.
المؤذن
7034 - (ت) ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من أذّن سبع سنين محتسبا، كتب الله له براءة من النار».
أخرجه الترمذي.

[شرح الغريب]
المحتسب: طالب الأجر والثواب على فعله من الله تعالى، المعتد به عنده المدخر له.

7035 - (د س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «المؤذّن يغفر له مدى صوته، ويشهد له كلّ رطب ويابس، وشاهد الصلاة في الجماعة: يكتب له خمس وعشرون صلاة، ويكفّر عنه ما بينهما» أخرجه أبو داود.
وفي رواية النسائي قال: «المؤذّن يغفر له مدى صوته، ويشهد له كلّ رطب ويابس، وله مثل أجر من صلّى».

[شرح الغريب]
مدى صوته: المدى: الأمد والغية والمعنى: أنه يستوفي ويستكمل مغفرة الله إذا استوفى وسعه في رفع صوته،فيبلغ الغاية من المغفرة، إذا بلغ الغاية من الصوت، وقيل: إنه تمثيل وتشبيه، يعني أن المكان الذي ينتهي إليه صوته لو قدر أن يكون ما بين أوله وآخره ذنوب تملأ تلك المسافة لغفر الله له.

7036 - (س) البراء بن عازب - رضي الله عنه - أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إنّ الله وملائكته يصلّون على الصفّ المقدّم، والمؤذّن يغفر له بمدّ صوته، ويصدّقه من سمعه من رطب ويابس، وله مثل أجر من صلّى معه» أخرجه النسائي.
7037 - (د) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -: أنّ رجلا قال: يا رسول الله، إن المؤذّنين يفضلوننا، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «قل كما يقولون، فإذا انتهيت فسل تعط» أخرجه أبو داود.
7038 - (خ ط س) عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة: أنّ أبا سعيد - رضي الله عنه - قال له: أراك تحب الغنم والبادية، فإذا كنت في غنمك أو باديتك، فأذّنت بالصلاة، فارفع صوتك بالنّداء، فإنه لا يسمع مدى صوت المؤذّن جنّ ولا إنس ولا شيء، إلا شهد له يوم القيامة، قال أبو سعيد: سمعته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
أخرجه البخاري و«الموطأ» والنسائي.

[شرح الغريب]
البادية: البرية والصحراء.

7039 - (م) [عيسى بن طلحة] قال: سمعت معاوية يقول: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «المؤذّنون أطول الناس أعناقا يوم القيامة».
وفي رواية قال راويه: «كنت عند معاوية بن أبي سفيان، فجاءه المؤذّن يدعوه إلى الصلاة، فقال معاوية: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-... وذكره» أخرجه مسلم.
وهذا الحديث لم يخرجه الحميديّ في كتابه الذي قرأناه، وهو مقروء على الرّقيّ عنه.

[شرح الغريب]
أطول أعناقا: قال الهروي: قال ابن الأعرابي: أطول أعناقا: أكثر أعمالا، يقال: لفلان عنق من الخير، أي قطعة، وقال غيره: من طول الأعناق، وهي الرقاب؛ لأن الناس يوم القيامة يكونون في الكرب، والمؤذنون في الروح مشرئبون لأن يؤذن لهم في دخول الجنة، وقيل: إنهم يكونون يومئذ رؤوسا ومقدسين، والعرب تصف السادة بطول الأعناق، وروي إعناقا بكسر الهمزة، أي: إسراعا إلى الجنة، وهو العنق، وهو ضرب من سير الإبل سريع.

7040 - عاصم بن بهدلة قال: «مرّ رجل على زرّ بن حبيش وهو يؤذّن، فقال: يا أبا مريم أتؤذّن؟ إني لأرغب بك عن الأذان، فقال زرّ: أترغب بي عن الفضل؟ والله لا أكلّمك» أخرجه....
[شرح الغريب]
لا أرغب بك: رغبت بفلان عن هذا الأمر: إذا كرهته، وأبعدته عنه وزهدت له فيه.

الفصل الرابع: في فضل الصلاة
الفرع الأول: في فضلها مجملا
7041 - (خ م ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «أرأيتم لو أنّ نهرا بباب أحدكم يغتسل فيه كلّ يوم خمس مرات، ما تقولون ذلك يبقي من درنه؟ قالوا: لا يبقي من درنه شيئا، قال: فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بها الخطايا».
وفي رواية «مثل الصلوات الخمس، مثل نهر عظيم بباب أحدكم يغتسل فيه كلّ يوم خمس مرات، فإنه لا يبقي من درنه شيئا».
أخرج الأولى البخاري ومسلم، [والثانية] الترمذي والنسائي.

[شرح الغريب]
درنه: الدرن: الوسخ.

7042 - (م) جابر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «مثل الصلوات الخمس كمثل نهر جار غمر على باب أحدكم، يغتسل منه كلّ يوم خمس مرات. قال الحسن: وما يبقي ذلك من الدّرن؟» أخرجه مسلم.
[شرح الغريب]
غمر الماء: الغمر: الكثير.

7043 - (ط) سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - قال: كان رجلان أخوان، فهلك أحدهما قبل صاحبه بأربعين ليلة، فذكرت فضيلة الأول منهما عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ألم يكن الآخر مسلما؟ قالوا: بلى، وكان لا بأس به، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «وما يدريكم ما بلغت به صلاته؟ إنما مثل الصلاة كمثل نهر عذب غمر بباب أحدكم، يقتحم فيه كلّ يوم خمس مرات، فما ترون ذلك يبقي من درنه؟ فإنكم لا تدرون ما بلغت به صلاته» أخرجه «الموطأ».
[شرح الغريب]
اقتحمت الأمر وغيره: إذا دخلت فيه وألقيت نفسك إليه من غير روية.

7044 - (خ م ط س) حمران مولى عثمان: قال: «كنت أضع لعثمان طهوره، فما أتى عليه يوم إلا وهو يفيض عليه نطفة - يعني من ماء - وقال: قال عثمان: حدّثنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عند انصرافنا من صلاتنا - أراه قال: العصر - فقال: ما أدري، أحدّثكم، أو أسكت؟ قال: فقلنا: يا رسول الله، إن كان خيرا فحدّثنا، وإن كان غير ذلك فالله ورسوله أعلم، قال: ما من مسلم يتطهّر فيتمّ الطهارة التي كتب الله عليه، فيصلّي هذه الصلوات الخمس، إلا كانت كفّارات لما بينها».
وفي رواية: أنّ عثمان لما توضأ قال: والله لأحدّثنّكم حديثا لولا آية في كتاب الله ما حدّثتكموه، سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «لا يتوضأ رجل وضوءه، ثم يصلّي الصلاة، إلا غفر له ما بينه وبين الصلاة التي تليها. قال عروة بن الزبير: الآية {إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البيّنات والهدى} إلى قوله اللاعنون [البقرة: 159]».
وفي أخرى: «أن عثمان توضأ، فأحسن الوضوء، ثم قال: رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- توضأ فأحسن الوضوء، ثم قال: من توضأ نحو هذا الوضوء، ثم أتى المسجد فركع ركعتين، ثم جلس، غفر له ما تقدّم من ذنبه».
وفي أخرى قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «من توضأ للصلاة فأسبغ الوضوء، ثم مشى إلى الصلاة المكتوبة، فصلاّها مع الناس، أو مع الجماعة، أو في المسجد، غفر له ذنوبه».
وفي أخرى «أن عثمان توضأ يوما وضوءا حسنا، ثم قال: رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- توضأ، فأحسن الوضوء، ثم قال: من توضأ هكذا، ثم خرج إلى المسجد، لا ينهزه إلا الصلاة، إلا غفر له ما خلا من ذنبه».
وفي أخرى عن عمرو بن سعيد بن العاص: أن عثمان دعا بطهوره، فقال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة، فيحسن وضوءها، وخشوعها وركوعها، إلا كانت كفارة لما قبلها من الذّنوب، ما لم يأت كبيرة، وذلك الدهر كلّه» أخرجه البخاري ومسلم، إلا أن البخاري انفرد بالرواية الثالثة، ومسلم بالرابعة والسادسة.
وفي رواية «الموطأ»: أن عثمان جلس يوما على المقاعد، فجاءه المؤذّن فآذنه بصلاة العصر، فدعا بماء، ثم قال: والله لأحدّثنّكم حديثا لولا آية في كتاب الله ما حدّثتكموه، ثم قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «ما من امرئ يتوضأ فيحسن وضوءه، ثم يصلّي الصلاة إلا غفر له ما بينه وبين الصلاة الأخرى حتى يصلّيها».
قال مالك: أراه يريد هذه الآية {وأقم الصلاة طرفي النّهار وزلفا من اللّيل، إنّ الحسنات يذهبن السيئات، ذلك ذكرى للذاكرين} [هود: 114].
وفي رواية النسائي: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «من أتمّ الوضوء كما أمره الله، فالصلوات الخمس كفّارات لما بينهن».
وفي أخرى قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «ما من امرئ يتوضأ، فيحسن وضوءه،ثم يصلّي الصلاة، إلا غفر له ما بينه وبين الصلاة الأخرى حتى يصلّيها» وأخرج أيضا الرواية الرابعة.

[شرح الغريب]
نطفة النطفة: الماء القليل، وقد يطلق على الكثير، وقيل: هو الماء الذي لا كدر فيه، وسواء قليله وكثيره ينهزه: نهزه ينهزه: إذا دفعه وحمله على فعل الشيء.
زلفا: الزلف جمع: زلفة، وهي الطائفة من أول الليل.

7045 - (م د) أبو أمامة الباهلي - رضي الله عنه - قال: «بينما رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في المسجد ونحن قعود معه، إذ جاءه رجل فقال: يا رسول الله، إني أصبت حدّا، فأقمه عليّ، فسكت عنه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ثم أعاد، فسكت عنه، وأقيمت الصلاة، فلما انصرف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تبعه الرجل، فاتّبعته، أنظر ماذا يردّ عليه، فقال له: أرأيت حين خرجت من بيتك، أليس قد توضأت فأحسنت الوضوء؟ قال: بلى يا رسول الله، قال: ثم شهدت الصلاة معنا؟ قال: نعم يا رسول الله، قال: فإن الله قد غفر لك حدّك - أو قال: ذنبك» أخرجه مسلم.
وأخرج أبو داود مختصرا: «أن رجلا أتى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: يا رسول الله، إني أصبت حدّا، فأقمه عليّ، قال: توضأت حين أقبلت؟ قال: نعم، قال: هل صلّيت معنا حين صلّينا؟ قال: نعم، قال: اذهب، فإن الله قد غفر لك».

[شرح الغريب]
حدّا: الحد: ما أمر به الله تعالى من العقاب لمن أذنب ذنبا، ومعنى قوله: أصبت حدّا أي أصبت ذنبا يوجب علي حدّا.

7046 - (خ م) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «كنت عند النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فجاءه رجل، فقال: يا رسول الله، إني أصبت حدّا فأقمه عليّ، ولم يسأله، قال: وحضرت الصلاة، فصلّى مع النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فلما قضى النبيّ الصلاة، قام إليه الرّجل، فقال: يا رسول الله إني أصبت حدّا، فأقم فيّ كتاب الله، قال: أليس قد صلّيت معنا؟ قال: نعم، قال: فإنّ الله قد غفر لك ذنبك، أو حدّك».أخرجه البخاري ومسلم.
7047 - (س) عاصم بن سفيان الثقفي: قال: إنهم غزوا غزوة السلاسل، ففاتهم العدوّ، فرابطوا ثم رجعوا إلى معاوية وعنده أبو أيوب وعقبة بن عامر، فقال عاصم: يا أبا أيوب، فاتنا العدوّ العام، وقد أخبرنا أنّه من صلّى في المساجد الأربعة غفر له ذنبه، فقال: يا ابن أخي، أدلّك على أيسر من ذلك؟ إني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «من توضأ كما أمر، وصلّى كما أمر، غفر له ما قدّم من عمل، أكذلك يا عقبة؟ قال: نعم» أخرجه النسائي.
7048 - (د س) عقبة بن عامر - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «يعجب ربّك من راعي غنم في رأس شظيّة للجبل يؤذّن بالصلاة ويصلّي، فيقول الله عز وجل: انظروا إلى عبدي هذا، يؤذّن ويقيم الصلاة، يخاف منّي، قد غفرت لعبدي وأدخلته الجنة».أخرجه أبو داود والنسائي.
[شرح الغريب]
شظية: الشظية من الجبل: قطعة انقطعت منه ولم تنفصل، كأنها انكسرت منه ولم تنكسر، والجمع: الشظايا.

7049 - (ط) مالك بن أنس: بلغه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «استقيموا ولن تحصوا، واعلموا أنّ خير أعمالكم الصلاة، ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن».
وفي رواية «واعملوا، وخير أعمالكم الصلاة» أخرجه «الموطأ».

7050 - (د) حذيفة - رضي الله عنه - قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا حزبه أمر صلى» أخرجه أبو داود.
7051 - (س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «حبّب إليّ النساء، والطّيب، وجعلت قرّة عيني في الصلاة».أخرجه النسائي.
7052 - (م د) ربيعة بن كعب الأسلمي - رضي الله عنه - قال: «كنت أبيت مع رسول الله، فآتيه بوضوئه وبحاجته، فقال لي: اسألني، فقلت: إني أسألك مرافقتك في الجنة، قال: أو غير ذلك، قلت: هو ذاك، قال: فأعنّي على نفسك بكثرة السجود».أخرجه مسلم وأبو داود.
7053 - (م ت س) معدان بن أبي طلحة: قال: لقيت ثوبان مولى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقلت: أخبرني بعمل أعمله يدخلني الجنة - أو قلت: بأحبّ الأعمال إلى الله- فسكت، [ثم سألته فسكت]، ثم سألته الثالثة، فقال: سألت عن ذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: عليك بكثرة السجود لله، فإنّك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة، وحطّ عنك بها خطيئة. قال معدان: ثم أتيت أبا الدرداء فسألته، فقال مثل ما قال لي ثوبان. أخرجه مسلم، والترمذي، والنسائي.
الفرع الثاني: في فضل صلوات مخصوصة
7054 - (م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة: كفّارات لما بينهنّ» زاد في رواية «ما لم تغش الكبائر» وزاد في أخرى «ورمضان إلى رمضان: مكفّرات لما بينهنّ، إذا اجتنبت الكبائر». أخرجه مسلم، وأخرج الترمذي الأولى.

7055 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «من صلّى الصبح فهو في ذمّة الله، فلا يتبعنّكم الله بشيء من ذمّته» أخرجه الترمذي.
وذكر رزين «فهو في ذمة الله، فانظروا أن تخفروا الله من ذمته بشيء فإنه من يطلبه يدركه، ثم لا يفلته».

[شرح الغريب]
تخفروا الله في ذمته: أخفرت العهد: إذا نقضته، والذمة: الأمان والعهد.

7056 - (م ت) أنس بن سيرين: قال: سمعت جندب بن عبد الله يقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من صلّى الصبح فهو في ذمّة الله، فلا يطلبنّكم الله من ذمّته بشيء، فإنه من يطلبه من ذمّته بشيء يدركه، ثم يكبّه على وجهه في نار جهنم» أخرجه مسلم.وفي رواية الترمذي مثله، وقال: «فلا تخفروا الله في ذمّته».
7057 - (خ س م ط) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل، وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الفجر، وصلاة العصر، ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم [ربّهم] وهو أعلم بكم: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهم يصلّون، وأتيناهم وهم يصلّون». أخرجه البخاري والنسائي ومسلم و«الموطأ».
[شرح الغريب]
يتعاقبون: التعاقب: هو أن يجيء واحد بعد واحد، أي: أن ملائكة الليل تصعد، وتنزل ملائكة النهار، وتصعد ملائكة النهار، وتنزل ملائكة الليل.
يعرج: عرج يعرج: إذا صعد.

7058 - (م د س) عمارة بن رويبة - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «لن يلج أحد صلّي قبل طلوع الشمس وقبل غروبها - يعني الفجر والعصر - فقال له رجل من أهل البصرة: أنت سمعت هذا من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: نعم، فقال الرجل: وأنا أشهد أني سمعته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-» أخرجه مسلم.
وفي رواية أبي داود قال: «سأله رجل من أهل البصرة: أخبرني ما سمعت من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-... فذكر الحديث، ولم يفسرهما بالفجر والعصر، فقال له رجل: أنت سمعته منه؟ - ثلاث مرات - قال: نعم، كلّ ذلك يقول: سمعته أذناي، ووعاه قلبي، قال الرجل: وأنا سمعته -صلى الله عليه وسلم- يقول ذلك» وأخرج النسائي رواية مسلم إلى قوله: «وقبل غروبها».

7059 - (خ م) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من صلّى البردين دخل الجنة» أخرجه البخاري ومسلم.
[شرح الغريب]
البردين: البردان هاهنا الغداة والعشي

7060 - (د) معاذ الجهني - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «من قعد في مصلاّه حين ينصرف من صلاة الصبح، حتى يسبّح ركعتي الضّحى، لا يقول إلا خيرا، غفر الله له خطاياه وإن كانت أكثر من زبد البحر» أخرجه أبو داود.
[شرح الغريب]
يسبح: التسبيح هاهنا: الصلاة النافلة.

7061 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: من صلّى الفجر في جماعة، ثم قعد يذكر الله، حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين، كانت له كأجر حجة وعمرة، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «تامة تامة تامة» أخرجه الترمذي.
7062 - (م د ت س) أم حبيبة - رضي الله عنها - قالت: سمعت النبيّ -صلى الله عليه وسلم- يقول: «ما من عبد مسلم يصلي لله تعالى كلّ يوم ثنتي عشرة ركعة تطوعا من غير الفريضة، إلا بنى الله له بيتا في الجنة، قالت أم حبيبة: فما تركتها بعد ما سمعت ذلك منه، وقال عنبسة: ما تركتهنّ منذ سمعتهنّ من أم حبيبة، وقال عمرو بن أوس: ما تركتهنّ منذ سمعتهن من عنبسة، وقال النعمان بن سالم: ما تركتهنّ منذ سمعتهنّ من عمرو بن أوس» أخرجه مسلم.
وله في أخرى «من صلى في يوم ثنتي عشرة سجدة تطوّعا بنى الله له بيتا في الجنة».
وفي أخرى له قال: «ما من عبد يصلّي لله كل يوم ثنتي عشرة ركعة تطوعا غير فريضة، إلا بنى الله له بيتا في الجنة - أو إلا بني له بيت في الجنة».
وفي أخرى «ما من عبد مسلم توضأ فأسبغ الوضوء، ثم صلى لله كلّ يوم... فذكره». وأخرج أبو داود والترمذي والنسائي نحوا من هذه الروايات.
وقد ذكر الحديث في باب الرواتب من كتاب الصلاة.

7063 - (س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «من صلى في يوم ثنتي عشرة ركعة سوى الفريضة،بنى الله بيتا في الجنة» أخرجه النسائي.
7064 - (د) زيد بن خالد - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «من توضأ فأحسن وضوءه، ثم صلى ركعتين لا يسهو فيهما، غفر له ما تقدّم من ذنبه» أخرجه أبو داود.
7065 - (د س) عقبة بن عامر الجهني - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ما من أحد يتوضأ، فيحسن الوضوء ويصلّي ركعتين يقبل بقلبه ووجهه عليهما، إلا وجبت له الجنة» أخرجه أبو داود والنسائي.
7066 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من صلّى بعد المغرب ستّ ركعات، لم يتكلّم فيما بينهنّ بسوء، عدلن له بعبادة ثنتي عشرة سنة» أخرجه الترمذي.
وقال: روي عن عائشة عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- «من صلّى بعد المغرب عشرين ركعة بنى الله له بيتا في الجنة».

7067 - (ط) سعيد بن المسيب - رحمه الله - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «بيننا وبين المنافقين شهود العشاء والصبح، لا يستطيعونهما، أو نحو هذا».
أخرجه «الموطأ».

الفرع الثالث: في صلاة المنفرد في بيته
7068 - (ط د ت) زيد بن ثابت - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «صلاة المرء في بيته أفضل؛ من صلاته في مسجدي هذا، إلا المكتوبة». أخرجه أبو داود والترمذي.
وأخرج الترمذي أيضا و«الموطأ» موقوفا على زيد قالا: قال زيد: «أفضل الصلاة صلاتكم في بيوتكم، إلا المكتوبة».

7069 - (ت) كعب بن عجرة - رضي الله عنه - قال: صلى النبيّ -صلى الله عليه وسلم- في مسجد بني عبد الأشهل المغرب، فقام قوم يتنفّلون، فقال النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: «عليكم بهذه الصلاة في البيوت».
أخرجه الترمذي - يرفعه.

7070 - عبد الواحد قال: «صلاة الرجل في الفلاة إذا أتمها تضاعف على صلاته في الجماعة بمثلها» أخرجه...
الفرع الرابع: في صلاة الجماعة، والمشي إلى المساجد، وانتظار الصلاة
[النوع] الأول: في فضل الجماعة، والحث عليها
7071 - (خ م ط ت س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذّ بسبع وعشرين درجة» أخرجه البخاري ومسلم و«الموطأ» والنسائي.
وللبخاري عن أبي هريرة عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «تفضل صلاة الجميع على صلاة أحدكم وحده بخمس وعشرين جزءا» ثم قال: وقال شعيب: وحدثني نافع عن ابن عمر قال: «تفضلها بسبع وعشرين درجة» موقوف.
ولمسلم مرفوعا وقال: «ببضع وعشرين».
وفي رواية الترمذي: «صلاة الجماعة تفضل على صلاة الرجل وحده بسبع وعشرين درجة».

[شرح الغريب]
الفذ: الفرد.
ببضع: البضع: ما بين الثلاثة إلى العشرة، وقيل: إلى التسعة.

7072 - (خ م ط ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «تفضل صلاة الجميع صلاة أحدكم وحده بخمس وعشرين جزءا وتجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة الفجر، ثم يقول أبو هريرة: اقرؤوا إن شئتم {وقرآن الفجر، إنّ قرآن الفجر كان مشهودا} [الإسراء: 78]».
قال البخاري: قال شعيب: وحدّثني نافع عن ابن عمر «تفضلها بسبع وعشرين».
وفي رواية لمسلم قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «صلاة الجماعة تعدل خمسا وعشرين صلاة من صلاة الفذّ».
وفي أخرى له قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «صلاة مع الإمام أفضل من خمس وعشرين صلاة يصلّيها وحده».
وأخرج «الموطأ» والترمذي والنسائي الرواية الأولى، إلى قوله: «جزءا»، وأخرجها النسائي أيضا بتمامها، وقال الترمذي: «تزيد» بدل «تفضل».

7073 - (خ د) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذّ بخمس وعشرين درجة».
وفي رواية أبي داود قال: «الصلاة في الجماعة تعدل خمسا وعشرين صلاة، فإذا صلاها في فلاة فأتم ركوعها وسجودها، بلغت خمسين».

7074 - (س) عائشة - رضي الله عنها - أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «صلاة الجماعة تزيد على صلاة الواحد خمسا وعشرين [درجة]» أخرجه النسائي.
7075 - (د س) أبو الدرداء - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «ما من ثلاثة في قرية ولا بدو لا تقام فيهم الصلاة، إلا قد استحوذ عليهم الشيطان، فعليك بالجماعة، فإنما يأكل الذّئب من الغنم القاصية».
قال السائب: يعني بالجماعة: الصلاة في الجماعة، زاد رزين «وإن ذئب الإنسان: الشيطان، إذا خلا به أكله» أخرجه أبو داود والنسائي.

[شرح الغريب]
استحوذ: الاستحواذ الاستيلاء على الشيء والغلبة.
القاصية: القاصي: البعيد.

7076 - (د ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: «جاء رجل وقد صلّى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: أيّكم يتّجر على هذا؟ فقام رجل فصلّى معه» أخرجه الترمذي.
وفي رواية أبي داود: «أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- أبصر رجلا يصلّي وحده، فقال: ألا رجل يتصدّق على هذا فيصلّي معه؟».

[شرح الغريب]
أيكم يتجر: الذي جاء في لفظ الحديث فيما قرأناه أيكم يتجر على هذا، وهذا اللفظ إنما هو من التجارة؛ لأن الفعل من التجارة: تجر يتجر، واتجر يتجر، وله معنى، كأنه حيث قام يصلي معه فقد اتجر معه حيث حصل لنفسه بالصلاة معه مكسبا من الثواب، فسمى ذلك تجارة، وأما بناء الفعل من الأجر، وهو الجزاء، فهو يأتجر، فيجوز أن يكون أراد: أيكم يحصل لنفسه أجرا بالصلاة مع هذا، أو أيكم يعطيه الأجر بالصلاة معه، ويدل على صحة الثاني: ما جاء في الرواية الأخرى ألا رجل يتصدق على هذا فيصلي معه؟ وقوله أيضا في هذه الرواية أيكم يتجر على هذا؟ والكل متقارب المعنى.

7077 - (م ط د ت) عثمان بن عفان - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «من صلّى العشاء في جماعة فكأنّما قام نصف الليل، ومن صلّى الصبح في جماعة فكأنّما صلّى الليل كلّه» أخرجه مسلم.
وفي رواية «الموطأ» قال: «جاء عثمان إلى صلاة العشاء، فرأى أهل المسجد قليلا، فاضطجع في مؤخّر المسجد ينتظر الناس أن يكثروا، فأتاه ابن أبن عمرة فجلس إليه، فسأله: من هو؟ فأخبره، فقال: ما معك من القرآن؟ فأخبره: فقال له عثمان: من شهد العشاء فكأنّما قام نصف ليلة، ومن شهد الصبح فكأنّما قام ليلة».
وفي رواية الترمذي وأبي داود قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من شهد العشاء في جماعة كان له قيام نصف ليلة، ومن صلّى العشاء والفجر في جماعة كان له كقيام ليلة».

7078 - (ط) أبو بكر بن سليمان بن أبي حثمة: «أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - فقد سليمان بن أبي حثمة في صلاة الصبح، وأن عمر غدا إلى السوق، ومسكن سليمان بين المسجد والسوق، فمرّ على الشّفاء أمّ سليمان، فقال لها: لم أر سليمان في الصبح، فقالت: إنه بات يصلّي، فغلبته عيناه، فقال عمر: لأن أشهد صلاة الصبح في جماعة أحبّ إليّ من أن أقوم ليلة» أخرجه «الموطأ».
7079 - (د س) أبي بن كعب - رضي الله عنه - قال: «صلّى بنا النبيّ -صلى الله عليه وسلم- يوما الصبح، فلما سلّم قال: أشاهد فلان؟ قالوا: لا، قال: أشاهد فلان؟ قالوا: لا، قال: إنّ هاتين الصلاتين أثقل الصلوات على المنافقين، ولو تعلمون ما فيهما لأتيتموهما ولو حبوا على الرّكب، وإن الصف الأول على مثل صفّ الملائكة، ولو علمتم ما فضيلته لابتدرتموه، وإن صلاة الرجل مع الرجل أزكى من صلاته وحده، وصلاته مع الرجلين أزكى من صلاته مع الرجل، وما كثر فهو أحبّ إلى الله عز وجل» أخرجه أبو داود والنسائي.
[شرح الغريب]
أشاهد: الشاهد هاهنا: الحاضر، شهد فلان الجماعة، أي: حضرها.
أزكى: الزكاة: النماء والطهارة.

7080 - (خ م ط س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لو يعلم الناس ما في النّداء والصفّ الأول، ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا، ولو يعلمون ما في التّهجير لاستبقوا إليه، ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبوا».
وفي رواية: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «بينما رجل يمشي بطريق وجد غصن شوك على الطريق، فأخرّه، فشكر الله له فغفر له،ثم قال: الشهداء خمسة: المطعون، والمبطون، والغريق، وصاحب الهدم، والشهيد في سبيل الله، وقال: لو يعلم الناس ما في النداء والصفّ الأول... ثم ذكر الحديث إلى آخره - مثل ما تقدم» أخرجه البخاري، وأخرج مسلم الأولى، وفرّق الثانية، وأخرج «الموطأ» والنسائي الأولى، وأخرج «الموطأ» أول الثانية إلى قوله: «والشهيد في سبيل الله».

[شرح الغريب]
يستهم: استهم القوم على الشيء: إذا اقترعوا عليه.

7081 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من صلّى يوما في جماعة، لم تفته التكبيرة الأولى كتب الله له براءتين: براءة من النار، وبراءة من النفاق» أخرجه الترمذي، وقال: قد روي موقوفا على أنس.
7082 - (ت) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من صلى في مسجد جماعة أربعين ليلة، لا تفوته الركعة الأولى من صلاة، كتب الله له عتقا من النار» أخرجه الترمذي نحو حديث أنس، ولم يذكر لفظه، وقال: هذا الحديث مرسل، واللفظ ذكره رزين.
7083 - (ت) [مجاهد - رحمه الله - قال: ]: سئل ابن عباس عن رجل يصوم النهار، ويقوم الليل، ولا يشهد الجماعة، ولا الجمعة؟ قال: هذا في النار.أخرجه الترمذي.
7084 - (د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «الإمام ضامن، والمؤذّن مؤتمن، اللهم أرشد الأئمة واغفر للمؤذّنين» أخرجه أبو داود والترمذي.
[شرح الغريب]
ضامن: قوله الإمام ضامن، أي: إن صلاة المقتدين به في عهدته، وصحتها مقرونة بصحة صلاته، فهو ضامن لهم صحة صلاتهم.
مؤتمن القوم: الذي يثقون إليه، يعني أن المؤذن أمين الناس على أوقات صلاتهم وصيامهم.

[النوع] الثاني: المشي إلى المساجد
7085 - (خ م ط د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «صلاة الرجل في الجماعة تضعّف على صلاته في بيته، وفي سوقه خمسا وعشرين ضعفا، وذلك أنه إذا توضأ فأحسن الوضوء، ثم خرج إلى المسجد، لا يخرجه إلا الصلاة، لم يخط خطوة إلا رفعت له بها درجة، وحطّ عنه بها خطيئة، فإذا صلى لم تزل الملائكة، تصلّي عليه ما د ام في مصلاه، اللهم صلّ عليه، اللهم ارحمه، ولا يزال أحدكم في صلاة ما انتظر الصلاة».
وفي رواية نحوه، إلا أنه فيه «فإذا دخل المسجد كان في الصلاة ما كانت الصلاة تحبسه» وزاد في دعاء الملائكة: «اللهم اغفر له، اللهم تب عليه، ما لم يؤذ فيه، ما لم يحدث فيه».
أخرجه البخاري ومسلم، وأخرج أبو داود الأولى، وذكر الزيادة.
وفي رواية «الموطأ» قال: «من توضأ فأحسن الوضوء، ثم خرج عامدا إلى الصلاة، فإنه في صلاة ما كان يعمد إلى صلاة، وإنه يكتب له بإحدى خطوتيه حسنة، ويمحى عنه بالأخرى سيئة، فإذا سمع أحدكم الإقامة فلا يسع، فإن أعظمكم أجرا أبعدكم دارا، قالوا: لم يا أبا هريرة؟ قال: من أجل كثرة الخطا».
وفي رواية الترمذي قال: «إذا توضأ الرجل فأحسن الوضوء، ثم خرج إلى الصلاة، لا يخرجه - أو قال: لا ينهزه - إلا إياها، لم يخط خطوة إلا رفعه الله بها درجة، وحطّ عنه بها خطيئة».

7086 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «من تطهّر في بيته، ثم مضى إلى بيت من بيوت الله ليقضي فريضة من فرائض الله، كانت خطواته إحداهما تحطّ خطيئة، والأخرى ترفع درجة» أخرجه مسلم.
7087 - (س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «حين يخرج الرجل من بيته إلى مسجده: فرجل تكتب حسنة، ورجل تمحو سيئة» أخرجه النسائي.
7088 - (د) [سعيد] بن المسيب: قال: احتضر رجل من الأنصار، فقال: إني محدّثكم حديثا، ما أحدّثكموه إلا احتسابا، سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إذا توضأ أحدكم فأحسن الوضوء، ثم خرج إلى الصلاة، لم يرفع قدمه اليمنى إلا كتب الله له حسنة، ولا وضع قدمه اليسرى إلا حطّ عنه سيّئة، فليقرّب [أحدكم] أو ليبعّد، فإن أتى المسجد فصلى في جماعة غفر له، وإن أتى المسجد وقد صلّوا بعضا، وبقي بعض، صلّى ما أدرك وأتم ما بقي، كان كذلك، فإن أتى وقد صلّوا، فصلى، وأتم الصلاة، كان كذلك». أخرجه أبو داود.
[شرح الغريب]
احتضر الإنسان: إذا حضر أجله ونزل به الموت.

7089 - (د س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «من توضأ فأحسن وضوءه، ثمّ راح إلى الصلاة، ووجد الناس قد صلّوا أعطاه الله مثل أجر من صلّى تلك الصلاة وحضرها، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا».أخرجه أبو داود والنسائي.
7090 - (د) أبو أمامة - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «من خرج من بيته متطهّرا إلى صلاة مكتوبة كان أجره كأجر الحاجّ المحرم، ومن خرج إلى المسجد إلى تسبيح الضحى - لا ينصبه إلا ذلك - كان أجره كأجر المعتمر، وصلاة على إثر صلاة، لا لغو بينهما كتاب في عليين». أخرجه أبو داود.
[شرح الغريب]
ينصبه: النصب: التعب، أنصبه ينصبه: إذا أتعبه.
لالغو: اللغو: الهذر من القول.
عليين: اسم علم لديوان الملائكة الحفظة، يرفع إليه أعمال الصالحين الأبرار. وقيل: هو أعلى مكان في الجنة، وقيل: هو السماء السابعة.

7091 - (م د) أبي بن كعب - رضي الله عنه - قال: كان رجل من الأنصار لا أعلم أحدا أبعد من المسجد منه، وكان لا تخطئه صلاة، قال: فقيل له - أو قلت له - لو اشتريت حمارا تركبه في الظلماء وفي الرّمضاء؟ قال: ما يسرّني أن منزلي إلى جنب المسجد، إني أريد أن يكتب لي ممشاي إلى المسجد، ورجوعي إذا رجعت إلى أهلي، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «قد جمع الله لك ذلك [كله]» وفي رواية نحوه، وفيها «فتوجّعت له»، فقلت له: يا فلان، لو أنك اشتريت حمارا يقيك الرمضاء وهوامّ الأرض؟ قال: أما والله ما أحبّ أن بيتي مطنّب ببيت محمد -صلى الله عليه وسلم-، قال: فحملت به حملا حتى أتيت نبيّ الله -صلى الله عليه وسلم- فأخبرته، فدعاه، فقال له مثل ذلك، فذكر أنه يرجو أثر الأجر، فقال النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: «إن ذلك لك ما احتسبت» أخرجه مسلم.
وفي رواية أبي داود قال: فنمى الحديث إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فسأله رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن قوله، فقال: أردت يا رسول الله أن يكتب لي إقبالي إلى المسجد، ورجوعي إلى أهلي، فقال: أعطاك الله ذلك كلّه، أنطاك الله ما احتسبت كلّه أجمع.

[شرح الغريب]
الرمضاء: شدة الحر ووقع الشمس على الرمل.
أنطاء: الإنطاء: الإعطاء بلغة أهل اليمن.

7092 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «الأبعد فالأبعد من المسجد: أعظم أجرا» أخرجه أبو داود.
7093 - (خ) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: «أن بني سلمة أرادوا أن يتحوّلوا عن منازلهم فينزلوا قريبا من النبي -صلى الله عليه وسلم-، فكره رسول الله أن تعرى المدينة، فقال: ألا تحتسبون آثاركم؟ فأقاموا» أخرجه البخاري.
[شرح الغريب]
تعرى: عروت الرجل أعروه عروا: إذا ألممت به فأتيته طالبا، وفلان يعروه الأضياف ويعتريه: أي يغشاه، كأنه خشي أن يكثر الناس في المدينة فتضيق بهم.
يحتسبون: الاحتساب: ادخار الأجر عند الله تعالى بفعل الخير.
والآثار: آثار مشيهم إلى المسجد.

7094 - (م) جابر - رضي الله عنه - قال: «خلت البقاع حول المسجد، فأراد بنو سلمة أن ينتقلوا قرب المسجد، فبلغ ذلك النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فقال لهم: بلغني أنكم تريدون أن تنتقلوا قرب المسجد، قالوا: نعم يا رسول الله، قد أردنا ذلك، فقال: [يا] بني سلمة، دياركم، تكتب آثاركم، [دياركم تكتب آثاركم] فقالوا: ما كان يسرّنا أنا كنّا تحوّلنا» وفي رواية بمعناه، وفي آخره «إن لكم بكل خطوة درجة» أخرجه مسلم.
7095 - أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أعظم الناس أجرا في الصلاة أبعدهم فأبعدهم ممشى، والذي ينتظر الصلاة حتى يصلّيها مع الإمام: أعظم أجرا من الذي يصلّي ثم ينام». أخرجه....
7096 - (م د س) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: «من سرّه أن يلقى الله غدا مسلما، فليحافظ على هذه الصلوات الخمس حيث ينادى بهن، فإن الله شرع لنبيكم سنن الهدى، وإنهنّ من سنن الهدى، ولو أنكم صلّيتم في بيوتكم، كما يصلّي هذا المتخلف في بيته، لتركتم سنّة نبيكم، ولو تركتم سنّة نبيكم لضللتم، وما من رجل يتطهر فيحسن الطّهور، ثم يعمد إلى مسجد من هذه المساجد، إلا كتب الله له بكل خطوة يخطوها حسنة، ويرفعه بها درجة، وحطّ عنه بها سيئة، ولقد رأيتنا وما يتخلّف عنها إلا منافق معلوم النفاق، ولقد كان الرجل يؤتى [به] يهادى بين الرجلين، حتى يقام في الصف».
أخرجه مسلم والنسائي.
وأخرج أبو داود نحوه بمعناه، وقد ذكرت رواية أبي داود في «صلاة الجماعة» من كتاب الصلاة مضافا إلى رواية أخرى لمسلم.

[شرح الغريب]
يهادى: جاء الرجل: يهادى بين رجلين: إذا جاء متكئا عليهما، فهو يتمايل من ضعفه، وكل من فعل ذلك بأحد فهو يهاديه.

7097 - (د ت) بريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «بشّر المشّائين في الظّلم إلى المساجد بالنّور التامّ يوم القيامة» أخرجه أبو داود والترمذي.
7098 - (م ط ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «ألا أدلّكم على ما يمحو الله به الخطايا، ويرفع به الدرجات؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرّباط، فذلكم الرّباط، فذلكم الرّباط».
وليس في رواية شعبة [ذكر «الرّباط»].
أخرجه مسلم و«الموطأ» والترمذي والنسائي.

[شرح الغريب]
الرباط: الرباط في الأصل: ربط الخيل وإعدادها للجهاد، أو مرابطة العدو وملازمتهم، فشبه هذه الأعمال بتلك ونزلها منزلتها.

[النوع] الثالث: انتظار الصلاة
7099 - (خ م ط د ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يزال أحدكم في صلاة ما دامت الصلاة تحبسه، لا يمنعه أن ينقلب إلى أهله إلا الصلاة» أخرجه البخاري ومسلم.
وفي أول حديث البخاري زيادة ليست عند مسلم بهذا الإسناد: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «الملائكة تصلّي على أحدكم ما دام في مصلاه، ما لم يحدث، اللهم اغفر له، اللهم ارحمه» ثم قال متّصلا به: «لا يزال أحدكم في صلاة» وذكر الفصل إلى آخره.
وللبخاري أيضا قال: «[لا يزال] أحدكم في صلاة ما دامت الصلاة تحبسه، والملائكة تقول: اللهم اغفر له، اللهمّ ارحمه، ما لم يقم من مصلاّه، أو يحدث».
وله في أخرى قال: «لا يزال العبد في صلاة ما كان في المسجد ينتظر الصلاة، ما لم يحدث» فقال رجل أعجميّ: ما الحدث يا أبا هريرة؟ قال: الصّوت - يعني الضّرطة.
ولمسلم قال: «الملائكة تصلّي على أحدكم ما دام في مجلسه، تقول: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه، ما لم يحدث، وأحدكم في صلاة ما كانت الصلاة تحبسه».
وفي أخرى: «لا يزال العبد في صلاة ما كان في مصلاه ينتظر الصلاة، وتقول الملائكة: اللهمّ اغفر له، اللهمّ ارحمه، حتى ينصرف أو يحدث، قلت: ما يحدث؟ قال: يفسو أو يضرط».
وفي أخرى قال: «أحدكم ما قعد ينتظر الصلاة في صلاة، ما لم يحدث، تدعو له الملائكة: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه» وأخرج «الموطأ» الرواية الأولى.
وأخرج أبو داود الأولى، بزيادة البخاري، ولأبي داود الرواية التي آخرها «يفسو أو يضرط».
وفي رواية الترمذي قال: «لا يزال أحدكم في صلاة ما دام ينتظرها، ولا تزال الملائكة تصلّي على أحدكم ما دام في المسجد، اللهم اغفر له، اللهمّ ارحمه، ما لم يحدث، فقال رجل من حضرموت: وما الحدث يا أبا هريرة؟ قال: فساء أو ضراط».
وفي رواية «الموطأ» عن نعيم بن عبد الله المجمر أنه سمعه يقول: «إذا صلى أحدكم، ثم جلس في مصلاّه، لم تزل الملائكة تصلّي عليه: اللهم اغفر له، اللهمّ ارحمه، فإن قام من مصلاه، فجلس في المسجد ينتظر الصلاة، لم يزل في صلاة حتى يصلّي».
وفي أخرى له قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه الذي صلّى فيه، ما لم يحدث: اللهم اغفر له، اللهمّ ارحمه».
قال مالك: لا أدري قوله: «ما لم يحدث» إلا الإحداث الذي ينقض الوضوء، هذه الروايات كلّها مرفوعة، إلا رواية نعيم.
وأخرج النسائي رواية «الموطأ» الآخرة، ولم يذكر قول مالك في الإحداث.

7100 - (س) سهل بن سعد - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «من كان في المسجد ينتظر الصلاة فهو في الصلاة» أخرجه النسائي.
7101 - (د) أبو أمامة - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «صلاة في إثر صلاة، لا لغو بينهما، كتاب في علّيين» أخرجه أبو داود.
الفرع الخامس: في صلاة الجمعة
7102 - (خ م ط ت د س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة، ثم راح فكأنّما قرّب بدنة، ومن راح في الساعة الثانية، فكأنّما قرّب بقرة، ومن راح في الساعة الثالثة، فكأنّما قرّب كبشا أقرن، ومن راح في الساعة الرابعة، فكأنّما قرّب دجاجة، ومن راح في الساعة الخامسة، فكأنّما قرّب بيضة، فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذّكر».
وفي رواية قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «إذا كان يوم الجمعة كان على كلّ باب من أبواب المسجد ملائكة، يكتبون الأول فالأول، فإذا جلس الإمام طووا الصّحف، وجاؤوا يستمعون الذكر».
وفي أخرى: «إذا كان يوم الجمعة وقفت الملائكة على أبواب المسجد يكتبون الأول فالأول، ومثل المهجّر كمثل الذي يهدي بدنة، ثم كالذي يهدي بقرة، ثم كبشا، ثم دجاجة، ثم بيضة، فإذا خرج الإمام طووا صحفهم، و[جاؤوا] يستمعون الذّكر». أخرجه البخاري، ومسلم.
ولمسلم أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «على كلّ باب من أبواب المسجد ملك يكتب الأول فالأول، فالأول مثل الجزور، ثم نزّلهم حتى صغّر إلى مثل البيضة، فإذا جلس الإمام طويت الصّحف، وحضروا الذّكر».
وأخرج الموطأ، والترمذي، وأبو داود، والنسائي الرواية الأولى، وزاد الموطأ «في الساعة الأولى».
وللنسائي أيضا: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إنّما مثل المهجّر إلى الصلاة كمثل الذي يهدي بدنة، ثم الذي على إثره كالذي يهدي بقرة، ثم الذي على إثره كالذي يهدي الكبش، ثم الذي على إثره كالذي يهدي الدجاجة، ثم الذي على إثره كالذي يهدي البيضة».
وللنسائي أيضا نحو الأولى، وفيها: «ومثل المهجّر إلى الجمعة كالمهدي بدنة، ثم كالمهدي بقرة، ثم كالمهدي شاة، ثم كالمهدي بطّة، ثم كالمهدي دجاجة، ثم كالمهدي بيضة».
وفي أخرى له نحوها، ولم يذكر: «البطة».
وفي أخرى نحوها، وفيه بعد الدجاجة عصفور، وأسقط «البطة».

[شرح الغريب]
راح في الساعة الأولى: قال الخطابي: قال مالك بن أنس: الرواح لا يكون إلا بعد الزوال، فحينئذ لا تكون هذه الساعات التي عددها النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث إلا في ساعة واحدة من يوم الجمعة، وهي بعد الزوال، كقولك: قعدت عندك ساعة، إنا تريد جزءا من الزمان، وإن لم تكن ساعة من النهار حقيقة التي هي جزء من أربعة وعشرين جزءا، قال: وقيل: معناه: أنه أراد بالرواح: المضي إلى الجمعة بعد طلوع الشمس وما بعدها إلى [ما] بعد الزوال، فإن الصلاة،وإن كانت لاتصلى إلا بعد الزوال، فإنه قد جعل القصد إليها رواحا، وزعم بعضهم: أن الرائح: هو الخارج عن أهله، وكل من خرج في وقت من الأوقات فقد راح،وعلى هذا يقولون: إذا أرادوا الرحيل أي وقت كان في ليل أو نهار: الرواح الرواح، والأصل في الرواح الأول، وإن جاز هذا المعنى فعلى المجاز.
قرب بدنة: البدنة: مايهدى إلى بيت الله الحرام من الإبل والبقر وقيل: من الإبل خاصة، أي: كأنما أهدى ذلك إلى الله عز وجل، وأما جعله الدجاجة والبيضة من الهدي وليسا بهدي إجماعا، فإنما حمله على ماقبله تشبيها به وأعطاه حكمه مجازا، وإلا فالهدي لايكون إلا بقرة أو بدنة، والشاة فيها خلاف.
كبش أقرن: له قرنان.
المهجر: هو الذي يمشى إلى الصلاة في أول وقتها.
الجزور: البعير،ويقع على الذكر والأنثى.

7103 - (خ س) سلمان الفارسي - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا يغتسل رجل يوم الجمعة ويتطهّر ما استطاع من الطّهور ويدّهن من دهنه، ويمسّ من طيب بيته، ثم يخرج، فلا يفرّق بين اثنين، ثم يصلّي ما كتب الله له، ثم ينصت إذا تكلّم الإمام، إلا غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى». أخرجه البخاري.
وفي رواية النسائي قال: قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ما من رجل يتطهّر يوم الجمعة كما أمر، ثم يخرج من بيته حتى يأتي الجمعة، وينصت حتى يقضي صلاته، إلا كانت كفارة لما قبله من الجمعة».

7104 - (م د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أنّ رسول الله قال: -صلى الله عليه وسلم- قال: «من توضأ فأحسن الوضوء، ثم أتى الجمعة، فاستمع وأنصت، غفر له ما بينه وبين الجمعة، وزيادة ثلاثة أيام، ومن مس الحصا فقد لغا».
وفي رواية قال: «من اغتسل، ثم أتى الجمعة، فصلّى ما قدّر له، ثم أنصت حتى يفرغ الإمام من خطبته، ثم صلّى معه، غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى وفضل ثلاثة أيام». أخرجه مسلم.
وأخرج أبو داود، والترمذي الرواية الأولى.
ولأبي داود أيضا عن أبي هريرة، وأبي سعيد قالا: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من اغتسل يوم الجمعة، ولبس من أحسن ثيابه، ومسّ من طيب إن كان عنده، ثم أتى الجمعة فلم يتخطّ رقاب النّاس، ثمّ صلّى ما كتب الله له، ثم أنصت إذا خرج إمامه حتى يفرغ من صلاته، كانت كفارة لما بينها، وبين الجمعة التي قبلها». قال: ويقول أبو هريرة: «وزيادة ثلاثة أيام». ويقول: «إن الحسنة بعشر أمثالها»، وفي رواية: لم يذكر كلام أبي هريرة.

[شرح الغريب]
لغا اللغو: التكلم بما لايجوز، وقيل: هو الميل عن الصواب وقيل: لغا هاهنا بمعنى خاب، يقال: الغيته، أى: خيبته، وقوله: «من مس الحصا فقد لغا»، جعل المس كاللغو، لأنه يشغله من سماع الخطبة كما يشغله الكلام.

7105 - (د) عمرو بن العاص - رضي الله عنه -: أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «من اغتسل يوم الجمعة، ومسّ من طيب امرأته - إن كان لها - ولبس من صالح ثيابه، ثم لم يتخطّ رقاب الناس، ولم يلغ عند الموعظة، كانت كفارة لما بينها، ومن لغا وتخطّى رقاب النّاس كانت له ظهرا». أخرجه أبو داود.
7106 - (د ت س) أوس بن أوس الثقفي - رضي الله عنه -: قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «من غسّل [يوم الجمعة] واغتسل، وبكّر وابتكر، ومشى ولم يركب، ودنا من الإمام، ولم يلغ واستمع: كان له بكلّ خطوة أجر عمل سنة: صيامها، وقيامها». أخرجه أبو داود، والنسائي.وللنسائي والترمذي: «من اغتسل يوم الجمعة وغسّل، وبكّر وابتكر ودنا واستمع وأنصت، كان له بكل خطوة يخطوها أجر سنة، صيامها وقيامها». قال أبو داود: وسئل مكحول عن «غسّل واغتسل» فقال: غسل رأسه وجسده، وكذلك قال سعيد بن عبد العزيز.
[شرح الغريب]
غسل واغتسل: غسل: جامع امرأته فأحوجها إلى الغسل، وذلك يكون أغض لطرفه عند الخروج إلى الجمعة، واغتسل هو بعد الجماع، وقيل: غسل بمعنى اغتسل من الجماع، ثم اغتسل للجمعة، فكرر اللفظ لأجل الغسلين،و قيل: أراد بقوله: «غسل» إسباغ الطهور وإكماله، ثم اغتسل بعد الوضوء للجمعة، وروى في بعض الحديث «غسل» مخففا،يقال: غسل الرجل امرأته: إذا جامعها.
بكر وابتكر: بكر: أتى الصلاة في أول وقتها، وكل من أسرع إلى شيء فقد بكر إليه، وابتكر: أدرك أول الخطبة من ابتكر الرجل: إذا أكل باكورة الفاكهة وهو أولها.

7107 - (د) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «يحضر الجمعة ثلاثة نفر، فرجل حضرها يلغو، فذلك حظّه منها، ورجل حضرها بدعاء، فهو رجل دعا الله، إن شاء أعطاه وإن شاء منعه، ورجل حضرها بإنصات وسكوت، ولم يتخطّ رقبة مسلم، ولم يؤذ أحدا، فهي كفّارة إلى الجمعة التي تليها، وزيادة ثلاثة أيام، وذلك: أنّ الله عز وجل يقول: {جاء بالحسنة فله عشر أمثالها} [الأنعام: 160]» أخرجه أبو داود.
7108 - (د) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: قال وهو على المنبر في الكوفة يخطب: «إذا كان يوم الجمعة غدت الشياطين براياتها إلى الأسواق فيرمون الناس بالتّرابيث - أو الرّبائث - ويبطّئونهم عن الجمعة، وتغدو الملائكة، فيجلسون على أبواب المسجد، ويكتبون الرّجل من ساعة، والرّجل من ساعتين، حتى يخرج الإمام، فإذا جلس مجلسا يستمكن فيه من الاستماع والنظر، فأنصت ولم يلغ، كان كفلان من الأجر، فإن نأى حيث لا يستمع، فأنصت، ولم يلغ، كان له كفل من الأجر، فإن جلس مجلسا يستمكن فيه من الاستماع والنظر، فلغا ولم ينصت، كان له كفلان من وزر، فإن جلس مجلسا لا يستمكن فيه الاستماع والنظر ولغا، كان له كفل من وزر، قال: ومن قال يوم الجمعة لصاحبه: أنصت فقد لغا، ومن لغا فليس له في جمعته تلك شيء، وقال في آخر ذلك: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول ذلك». أخرجه أبو داود.
[شرح الغريب]
بالترابيث أو الربائث: الربائث: جمع ربيثة،وهي الأمر الذي يحبس الإنسان عن مهامه، ويشغله عنها ويثبطه،والمراد أن الشيطان يشغلهم ويقعدهم عن الممر إلى الجمعة ويقيدهم،قال الخطابي: «والترابيث» ليس بشيء قال: وقوله: «فيرمون الناس» إنما هو: فيربثون الناس» قال: وكذلك روي لنا في غير هذا الحديث.
كفلان الكفل: النصيب، وقيل: الضعف.
وزر: الوزر: الإثم المثقل للظهر.

7109 - (خ ت س) يزيد بن أبي مريم: قال: لحقني عباية بن رفاعة وأنا ماش إلى الجمعة، فقال لي: أبشر، فإن خطاك هذه في سبيل الله، سمعت أبا عبس يقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من اغبرّت قدماه في سبيل الله، فهو حرام على النار». أخرجه الترمذي، والنسائي.وفي رواية البخاري: قال عباية: أدركني أبو عبس وأنا ذاهب إلى الجمعة، فقال: سمعت النبيّ -صلى الله عليه وسلم- يقول: «من اغبرت قدماه في سبيل الله حرّمه الله على النار». وفي رواية: «ما اغبرت قدما عبد في سبيل الله فتمسّه النار»، ولم يذكر البخاري قول عباية ليزيد.
الفرع السادس: في صلاة الليل
7110 - (ت) بلال، وأبو أمامة - رضي الله عنهما -: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «عليكم بقيام الليل، فإنه من دأب الصالحين قبلكم، وإنّ قيام الليل قربة إلى الله، ومنهاة عن الآثام، وتكفير للسيئات، ومطردة للدّاء عن الجسد». أخرجه الترمذي.

[شرح الغريب]
دأب: الدأب: العادة والشأن، وقد يحرك.
منهاة ومطردة المنهاة، والمطردة: الخصلة والحالة التي من شأنها أن تنهى عن الشيء وتطرده.

7111 - (د) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنه -: قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين، ومن قام بمائة آية، كتب من القانتين، ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين». أخرجه أبو داود.
[شرح الغريب]
القانتين: القانت: الطائع،والعابد المخلص.
المقنطرين: المقنطر: الذي قد أعطي قنطارا من الأجر، وقد جاء في بعض الحديث «أن القنطار ألف ومائة أوقية، والأوقية خير مما بين السماء والأرض».

7112 - (د) عبد الله بن حبشي: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «سئل: أيّ الأعمال أفضل؟ قال: طول القيام». أخرجه أبو داود.
7113 - (خ د ت) عبادة بن الصامت - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من تعارّ من الليل، فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، الحمد لله، وسبحان الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: اللهم اغفر لي، أو دعا، استجيب له، فإن توضأ وصلى، قبلت صلاته».
أخرجه البخاري وأبو داود والترمذي.

[شرح الغريب]
تعار الرجل: إذا انتبه من نومه مع صوت.

الفرع السابع: في صلاة الضحى
7114 - (م د) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة، فكلّ تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكلّ تهليلة صدقة، وكلّ تكبيرة صدقة وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى» أخرجه مسلم.
وفي رواية أبي داود قال: «يصبح على كلّ سلامى من بني آدم صدقة تسليمه على من لقي صدقة، وأمره بالمعروف صدقة، ونهيه عن المنكر صدقة، وإماطة الأذى عن الطريق صدقة، وبضعة أهله صدقة، ويجزئ من ذلك ركعتان من الضحى» زاد في رواية «قالوا: يا رسول الله أحدنا يقضي شهوته، فتكون له صدقة؟ قال: أرأيت لو وضعها في غير حلّها، ألم يكن يأثم؟».
وفي أخرى قال: «يصبح على كل سلامى في كلّ يوم صدقة، فله بكل صلاة صدقة، وصيام صدقة، وتسبيح صدقة، وتكبير صدقة، وتحميد صدقة، فعدّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- من هذه الأعمال الصالحة،ثم قال: يجزئ أحدكم من ذلك كلّه ركعتا الضحى».

[شرح الغريب]
سلامى: السلامى: واحدة من السلاميات، وهي مفاصل الأصابع.
الأذى: كل شيء يؤذي الناس في طرقهم.
إماطة: و«الإماطة» الإزالة: وتنحيته من الطريق.
بضعة: البضع: النكاح، وقيل: هو الفرج، فكنى به عن النكاح.

7115 - (د) بريدة - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «في الإنسان ثلاثمائة وستون مفصلا، فعليه أن يتصدّق عن كل مفصل منه بصدقة، قالوا: ومن يطيق ذلك يا نبيّ الله؟ قال: النّخاعة في المسجد تدفنها، والشيء تنحّيه عن الطّريق، فإن لم تجد، فركعتا الضّحى تجزئك» أخرجه أبو داود.
7116 - (ت) أبو ذر وأبو الدرداء - رضي الله عنهما -: عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الله تبارك وتعالى أنه قال: «[ابن آدم] اركع لي أربع ركعات من أول النهار، أكفك آخره» أخرجه الترمذي.
7117 - (د) نعيم بن همار - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «قال الله عز وجل: يا ابن آدم لا تعجز من أربع ركعات في أول نهارك، أكفك آخره» أخرجه أبو داود.
7118 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «من حافظ على شفعة الضّحى، غفرت له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر» أخرجه الترمذي.
[شرح الغريب]
شفعة الضحى: هي صلاة الضحى،سماها شفعة،لأنها أكثر من ركعة واحدة، فهي ثنتان ثنتان فصاعدا.

7119 - (ت) أنس - رضي الله عنه -: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من صلّى الضّحى ثنتي عشرة ركعة بنى الله له قصرا من ذهب في الجنة».
أخرجه الترمذي.

الفرع الثامن: في قيام رمضان
7120 - (خ م ط ت د س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يرغّب في قيام رمضان، من غير أن يأمرهم فيه بعزيمة، فيقول: من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدّم من ذنبه، فتوفّي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والأمر على ذلك، ثم كان الأمر على ذلك في خلافة أبي بكر وصدرا من خلافة عمر».
وفي روايه قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول لرمضان: «من قامه إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدّم من ذنبه».
وفي رواية قال: «من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدّم من ذنبه» أخرجه البخاري ومسلم.
وللبخاري: «من يقم ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدّم من ذنبه».
ولمسلم قال: «من يقم ليلة القدر فيوافقها - أراه [قال]: إيمانا واحتسابا - غفر له ما تقدّم من ذنبه».
وأخرج «الموطأ» وأبو داود والترمذي والنسائي الرواية الأولى.
وأخرج أبو داود والنسائي الرواية الثانية.
وللنسائي: «من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدّم من ذنبه ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدّم من ذنبه».

7121 - (س) عائشة - رضي الله عنها - مثل رواية أبي هريرة الأولى إلى قوله: «من ذنبه» ولها في أخرى قالت: «خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في جوف الليل يصلّي في المسجد... وساق الحديث، وفيه: وكان يرغّبهم في قيام رمضان، من غير أن يأمرهم [فيه] بعزيمة، ويقول: من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدّم من ذنبه، قالت: فتوفّي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والأمر على ذلك» أخرجه النسائي.
7122 - (س) عبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنه -: «أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- ذكر رمضان، ففضّله على الشهور، فقال: من قام رمضان إيمانا واحتسابا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمّه» أخرجه النسائى وقال: هذا خطأ، والصواب: أنّه عن أبي هريرة.
وفي أخرى - فذكر مثله - وقال: «من صامه وقامه إيمانا واحتسابا».
وفي أخرى قال: «إن الله فرض صيام رمضان، وسننت لكم قيامه، فمن صامه وقامه إيمانا واحتسابا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمّه».

الفرع التاسع: في صلاة الجنازة، وتشييعها
7123 - (خ م ت د س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من شهد الجنازة حتى يصلّى عليها فله قيراط، ومن شهدها حتى تدفن فله قيراطان، قيل: وما القيراطان؟ قال: مثل الجبلين العظيمين».
زاد في رواية: قال: ابن شهاب قال سالم بن عبد الله: وكان ابن عمر يصلّي عليها، ثم ينصرف، فلما بلغه حديث أبي هريرة قال: «لقد ضيّعنا قراريط كثيرة».
وفي رواية قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «من تبع جنازة فله قيراط من الأجر» فقال ابن عمر: أكثر علينا أبو هريرة، فبعث إلى عائشة فسألها، فصدّقت أبا هريرة، فقال ابن عمر: لقد فرّطنا في قراريط كثيرة.
وفي رواية مثل الأولى إلى قوله: «مثل الجبلين العظيمين» وقال: «حتى يفرغ منها».
وفي أخرى: «حتى توضع في اللحد».
وفي أخرى «ومن اتّبعها حتى تدفن» أخرجه البخاري ومسلم.
وللبخاري قال: «من تبع جنازة مسلم إيمانا واحتسابا وكان معها حتى يصلّى عليها ويفرغ من دفنها، فإنه يرجع من الأجر بقيراطين، كلّ قيراط مثل أحد، ومن صلّى عليها ثم رجع قبل أن تدفن فإنه يرجع بقيراط».
ولمسلم قال: «من صلى على جنازة ولم يتبعها فله قيراط، فإن تبعها فله قيراطان، قيل: وما القيراطان؟ قال: أصغرهما مثل أحد».
وفي أخرى قال: قلت لأبي هريرة: «وما القيراط؟ قال: مثل أحد».
وفي أخرى: عن عامر بن سعد بن أبي وقاص: أنه كان قاعدا عند ابن عمر، إذ طلع خبّاب صاحب المقصورة، فقال: يا عبد الله بن عمر، ألا تسمع ما يقول أبو هريرة؟ يقول: إنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: من خرج مع جنازة من بيتها، وصلّى عليها، واتّبعها حتى تدفن، كان له قيراطان من أجر، كلّ قيراط مثل أحد، ومن صلّى عليها ثم رجع كان له من الأجر مثل أحد، فأرسل ابن عمر خبّابا إلى عائشة يسألها عن قول أبي هريرة، ثم يرجع إليه فيخبره بما قالت، وأخذ ابن عمر قبضة من حصى المسجد يقلّبها في يده حتى رجع، فقال: قالت عائشة: صدق أبو هريرة، فضرب ابن عمر بالحصى الذي كان في يده الأرض، ثم قال: لقد فرّطنا في قراريط كثيرة.
وأخرج أبو داود رواية مسلم الأولى، وزاد «أحدهما مثل أحد» وأخرج نحو روايته الآخرة، ولم يذكر فيها قصة الحصى، ولا قول ابن عمر.
وأخرج النسائي الرواية الأولى، والرواية التي للبخاري، وأخرج الترمذي الرواية الأولى.

7124 - (م) ثوبان - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «من صلّى على جنازة فله قيراط، فإن شهد دفنها فله قيراطان، القيراط مثل أحد».
وفي رواية: «سئل النبيّ -صلى الله عليه وسلم- عن القيراط؟ فقال: مثل أحد».أخرجه مسلم.

7125 - (س) البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من تبع جنازة حتى يصلّى عليها كان له من الأجر قيراط، ومن مشى مع الجنازة حتى تدفن، كان له من الأجر قيراطان، والقيراط مثل أحد» أخرجه النسائي.
7126 - (س) [عبد الله] بن مغفّل - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من تبع جنازة حتى يفرغ منها فله قيراطان، فإن رجع قبل أن يفرغ منها، فله قيراط» أخرجه النسائي.
الفرع العاشر: في فضل التأمين وأدعية الصلاة
التأمين
7127 - (خ م ط د ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا أمّن الإمام فأمّنوا، فإن من وافق تأمينه تأمين الملائكة، غفر له ما تقدّم من ذنبه».
قال ابن شهاب: وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «آمين».
أخرجه البخاري ومسلم.
وللبخاري أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا أمّن القارئ فأمّنوا، فإنّ الملائكة تؤمّن، فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة، غفر له ما تقدّم من ذنبه».
وفي أخرى قال: «إذا قال أحدكم: آمين، وقالت الملائكة في السماء: آمين، فوافقت إحداهما الأخرى، غفر له ما تقدّم من ذنبه».
ولمسلم مثل هذه الرواية.
وللبخاري قال: «إذا قال الإمام: {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} فقولوا: آمين، فإنه من وافق قوله قول الملائكة، غفر له ما تقدّم من ذنبه».
ولمسلم قال: «إذا قال القارئ: {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} وقال من خلفه: آمين، فوافق قوله قول أهل السماء، غفر له ما تقدّم من ذنبه».
وأخرج «الموطأ» وأبو داود والنسائي الأولى والثالثة والرابعة، وأخرج الترمذي الأولى.

الدعاء
7128 - (خ ط د ت س) رفاعة بن رافع الزرقي - رضي الله عنه - قال: «كنا نصلّي وراء النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فلما رفع رأسه من الركعة الأولى قال: سمع الله لمن حمده، وقال رجل وراءه: ربّنا ولك الحمد، حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، فلما انصرف قال: من المتكلّم؟ قال: أنا، قال: لقد رأيت بضعة وثلاثين ملكا يبتدرونها، أيّهم يكتبها أول» أخرجه البخاري وأبو داود و«الموطأ» والنسائي.
وفي رواية الترمذي - وأخرجها أبو داود أيضا - قال: «صلّيت خلف رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فعطست، فقلت: الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، مباركا عليه، كما يحبّ ربّنا ويرضى، فلما صلّى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- انصرف، فقال: من المتكلّم في الصلاة؟ فلم يتكلّم أحد، ثم قالها الثانية: من المتكلّم في الصلاة؟ فلم يتكلّم أحد، ثم قالها الثالثة: من المتكلّم في الصلاة؟ فقال رفاعة: أنا يا رسول الله، قال: كيف قلت؟ قال: قلت: الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، مباركا عليه، كما يحبّ ربّنا ويرضى، فقال النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: والذي نفسي بيده، لقد ابتدرها بضعة وثلاثون ملكا أيّهم يصعد بها».

7129 - (م ت س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: «إنّ رجلا جاء قد حفزه النّفس، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد ركع، فقال: الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا، فقال النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: عجبت لها، فتحت لها أبواب السماء».
وفي رواية «أن الرجل قال: الحمد لله، حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، قال ابن عمر: فما تركتها منذ سمعت من النبيّ -صلى الله عليه وسلم-» أخرجه مسلم.
وفي رواية الترمذي: قال: بينما نحن نصلّي مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، إذ قال رجل من القوم: الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من القائل كذا وكذا؟ فقال رجل من القوم: أنا يا رسول الله، قال: عجبت لها، فتحت لها أبواب السماء، قال ابن عمر: فما تركتهن منذ سمعت من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-».
وفي رواية النسائي قال: «قام رجل خلف النبيّ -صلى الله عليه وسلم- فقال: الله أكبر... وذكر الحديث إلى قوله: فقال رجل: أنا يا نبيّ الله، فقال: لقد رأيتها ابتدرها اثنا عشر ملكا».

[شرح الغريب]
حفزه النفس: حفزه يحفزه: إذا دفعه وساقه، وحفزه النفس: إذا تتابع وتدارك، فكأن النفس قد دفعه بتتابعه..

7130 - (س) وائل بن حجر - رضي الله عنه - قال: «صلّيت خلف رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فلما كبّر رفع يديه أسفل من أذنيه، فلما قرأ {غير المغضوب عليهم ولا الضّالين} قال: آمين، فسمعته وأنا خلفه، فسمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رجلا يقول: الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، فلما سلّم النبيّ من صلاته، قال: من صاحب الكلمة في الصلاة؟ قال الرجل: أنا يا رسول الله، وما أردت بها بأسا، فقال النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: لقد ابتدرها اثنا عشر ملكا، فما نهنهها شيء دون العرش».أخرجه النسائي.
[شرح الغريب]
نهنهها: نهنهت فلانا: إذا كففته وزجرته وأخرته

7131 - سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه -: أن رجلا جاء إلى الصلاة ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلّي، فقال حين انتهى إلى الصف: اللهم إني أسألك أفضل ما تؤتي عبادك الصالحين، فلما سلّم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: من المتكّم آنفا؟ قال الرجل: أنا يا رسول الله، قال: إذا يعقر جوادك، وتستشهد في سبيل الله. أخرجه...
[شرح الغريب]
تعقر جوادك: الجواد: الفرس، وعقره: قتله في الحرب، كذا أراد به ها هنا.

7132 - (خ م ط د ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا قال الإمام: سمع الله لمن حمده، فقولوا: اللهمّ ربّنا لك الحمد، فإنه من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدّم من ذنبه» أخرجه الجماعة.
7133 - (م ت س) كعب بن عجرة - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «معقّبات لا يخيب قائلهنّ، أو فاعلهنّ، دبر كلّ صلاة مكتوبة، ثلاث وثلاثون تسبيحة، وثلاث وثلاثون تحميدة، وأربع وثلاثون تكبيرة» أخرجه مسلم والترمذي والنسائي.
وقد تقدّم في «كتاب الدعاء» من حرف الدال أحاديث تتضمّن أشياء من هذا الفنّ كثيرة، فلم نعد ذكرها، فلتطلب من هناك.

الفصل الخامس: في فضائل الصوم
7134 - (خ م ط د ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «كلّ عمل ابن آدم يضاعف: الحسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله عزّ وجلّ: إلا الصوم، فإنه لي، وأنا أجزي به، يدع شهوته وطعامه من أجلي، للصائم فرحتان، فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربّه، ولخلوف فيه أطيب عند الله من ريح المسك».
وفي رواية قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «كلّ عمل ابن آدم له، إلا الصيام، فإنه لي، وأنا أجزي به، الصيام جنّة، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث يومئذ ولا يصخب، فإن شاتمه أحد أو قاتله، فليقل: إني صائم، إني صائم، والذي نفس محمد بيده، لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، وللصائم فرحتان يفرحهما، إذا أفطر فرح بفطره، وإذ لقي ربّه فرح بصومه».
وفي أخرى مختصرا: «كلّ عمل ابن آدم له، إلا الصيام، هو لي، وأنا أجزي به، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك».
وفي رواية «فوالذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم».
وفي أخرى «فوالذي نفسي بيده لخلفة فم الصائم» أخرجه البخاري ومسلم.
وللبخاري عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- - يرويه عن ربّكم - قال: «لكلّ عمل ابن آدم كفارة، والصوم لي، وأنا أجزي به، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك».
وفي أخرى له قال: «الصيام جنّة، فلا يرفث ولا يجهل، وإن امرؤ قاتله أو شاتمه، فليقل: إني صائم - مرتين - والذي نفسي بيده، لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، يترك طعامه وشهوته من أجلي، الصيام لي، وأنا أجزي به، والحسنة بعشر أمثالها».
ولمسلم عن أبي هريرة رواية قال: «إذا أصبح أحدكم صائما، فلا يرفث ولا يجهل، وإن امرؤ شاتمه، أو قاتله، فليقل: إني صائم [إني صائم]».
وفي أخرى قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «الصيام جنّة، فإذا كان أحدكم صائما... الحديث».
قال الحميديّ: كذا حكى أبو مسعود، وفي أخرى عن أبي هريرة وأبي سعيد قالا: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إنّ الله يقول: إن الصوم لي، وأنا أجزي به، وإن للصائم فرحتين: إذا أفطر فرح، وإذا لقي الله عزّ وجلّ فرح، والذي نفس محمد بيده، لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك».
وفي رواية «إذا لقي الله عز وجل فجزاه، فرح».
وفي رواية «الموطأ»: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «الصيام جنّة، فإذا كان أحدكم صائما فلا يرفث ولا يجهل، فإن امرؤ قاتله أو شاتمه، فليقل: إني صائم».
وفي أخرى: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، إنما يذر شهوته وطعامه وشرابه من أجلي، فالصيام لي، وأنا أجزي به، كلّ حسنة بعشر أمثالها، إلى سبعمائة ضعف، إلا الصيام، فهو لي، وأنا أجزي به».
وفي رواية أبي داود قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «الصيام جنّة، فإذا كان أحدكم صائما، فلا يرفث» وذكر رواية «الموطأ» الأولى.
وفي رواية الترمذي قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إنّ ربّكم يقول: كلّ حسنة بعشر أمثالها، إلى سبعمائة ضعف، والصوم لي، وأنا أجزي به، والصوم جنّة من النار، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، فإن جهل على أحدكم جاهل، وهو صائم، فليقل: إني صائم».
وفي رواية قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «للصائم فرحتان: فرحة حين يفطر، وفرحة حين يلقى ربه».
وأخرج النسائي الرواية الثانية، ورواية أبي هريرة وأبي سعيد، وأخرج رواية الترمذي الأولى.وللنسائي: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «الصوم جنّة» لم يزد.

[شرح الغريب]
ولخلوف: خلف فم والصائم يخل خلوفا: إذا تغيرت ريحه من ترك الأكل والشرب، والخلفة منه.
يرفث: الرفث: كلمة جامعة لكل مايريده الرجل من المرأة، وقيل: والتصريح بذكر الجماع، وهو الحرام في الحج على المحرم، فأما الرفث في الكلام إذا لم يخاطب به امرأة،فلا يحرم عليه، ولكن يستحب له تركه.
يصخب: الصخب: الضجة والجلبة.
الصوم لي وأنا أجزي به: إنما خص الصوم والجزاء عليه بنفسه عز وجل وإن كانت العبادات كلها له، وجزاؤها منه، لأن جميع العبادات التي يتقرب بها العباد إلى الله عز وجل، من صلاة، وحج،وصدقة، وأتبتل واعتكاف ودعاء وقربان وهدي، وغير ذلك من أنواع العبادات،قد عبد المشركون بها آلهتهم، وكانوا يتخذونه من دون الله ندادا، ولم يسمع أن طائفة من طوائف المشركين وفي الأزمان المتقادمة عبدت آهتها بالصوم، ولاتقربت إليها به، ولا دانتها به، ولا عرف الصوم في العبادات إلا من جهة الشرائع، فذلك قال الله عز وجل: «الصوم لي» أي: لم يشاركني فيه أحد، ولا عبد به غيري، فأنا حينئذ أجزي به على قدر اختصاصه بي، وأنا أتولى الجزاء عليه بنفسي، لا أكله إلى أحد (غيري) من ملك مقرب أو غيره، وقد ذكر العلماء في معنى هذا الحديث وجوها من التأويل، لاتداني هذا القول ولا تقاربة،إذ ما من قول منها رإلا وباقي العبادات تشاركه فيه وهذا القول أخبرني به الأمير مجاهد الدين أبو منصور قايماز بن عبد الله - أدام الله سعادته - وذكر أنه مما وقع له ابتكارا،ولم يسمعه من أحد، ولا وقف عليه في كتاب، ولم أسمعه أنا من غيره،ولقد أصاب فيما وقع له وأحسن، وفقه الله بعرفانه.

7135 - (س) معاذ بن جبل - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «الصّوم جنّة» أخرجه النسائي.
7136 - (س) أبو عبيدة بن الجراح - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «الصوم جنّة، ما لم يخرقها» أخرجه النسائي.
7137 - (س) عائشة - رضي الله عنها -: أنّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال «الصّيام جنّة من النار، فمن أصبح صائما فلا يجهل يومئذ، وإن امرؤ جهل عليه فلا يشتمه ولا يسبّه، وليقل: إني صائم، والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك» أخرجه النسائي.
7138 - (س) عثمان بن أبي العاص - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «الصّيام جنّة كجنّة أحدكم من القتال».أخرجه النسائي.
7139 - (س) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إن الله تعالى يقول: الصوم لي، وأنا أجزي به، وللصائم فرحتان حين يفطر، وحين يلقى ربه، والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك» أخرجه النسائي.
7140 - (س) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال الله عزّ وجلّ: «الصوم لي، وأنا أجزي به، وللصائم فرحتان: فرحة حين يلقى ربّه، وفرحة عند إفطاره، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك» أخرجه النسائي.
7141 - (س) أبو أمامة - رضي الله عنه - قال: «أتيت النبيّ -صلى الله عليه وسلم- فقلت: يا رسول الله، مرني بأمر ينفعني الله به، قال: عليك بالصيام، فإنه لا مثل له».
وفي رواية أنه سأله: أيّ العمل أفضل؟ فقال: «عليك بالصوم، فإنه لا عدل له».
وفي أخرى: قال: قلت: يا رسول الله مرني بعمل، قال: «عليك بالصوم، فإنه لا عدل له، قلت: يا رسول الله مرني بعمل، فقال: عليك بالصوم فإنه لا عدل له» أخرجه النسائي.

7142 - (ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «من صام يوما في سبيل الله زحزحه الله عز وجل عن النّار سبعين خريفا» وفي رواية «أربعين» أخرجه الترمذي والنسائي.
[شرح الغريب]
زحزحه: عن هذا الأمر، أي: باعده ونحاه.
خريفا: الخريف: هو الزمان المعروف من السنة، وقد كنى به ها هنا عن جميع السنة، لأنه كلما مر خريف، قد انقضت سنة.

7143 - (خ م ت س) أبو سعيد - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ما من عبد يصوم يوما في سبيل الله إلا باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا» أخرجه البخاري ومسلم، والترمذي، والنسائي، وللنسائي «باعده الله».
7144 - (ت) أبو أمامة - رضي الله عنه -: أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «من صام يوما في سبيل الله جعل الله بينه وبين النار خندقا كما بين السماء والأرض» أخرجه الترمذي.
7145 - (س) عقبة بن عامر - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «من صام يوما في سبيل الله باعد الله منه جهنم مسيرة مائة عام» أخرجه النسائي.
7146 - (خ م ت س) سهل بن سعد - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إنّ في الجنة بابا يقال له: الرّيان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، يقال: أين الصائمون؟ فيقومون، لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد».
وفي رواية «إنّ في الجنة ثمانية أبواب، منها باب يسمى الريان، لا يدخله إلا الصائمون» أخرجه البخاري ومسلم.
وعند الترمذي قال: «في الجنة باب يدعى الريان، يدعى له الصائمون، فمن كان من الصائمين دخله، ومن دخله لم يظمأ أبدا» وأخرج النسائي الرواية الأولى.

7147 - (خ م ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدّم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدّم من ذنبه» أخرجه البخاري ومسلم.
وللبخاري «من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدّم من ذنبه».
وفي رواية الترمذي «من صام رمضان وقامه إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدّم من ذنبه». وأخرج النسائي رواية البخاري.

7148 - (ت) زيد بن خالد الجهني - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «من فطّر صائما كان له مثل أجره، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئا». أخرجه الترمذي.
7149 - (ت) الحسن بن علي - رضي الله عنهما - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «تحفة الصائم: الدّهن والمجمر» أخرجه الترمذي.
الفصل السادس: في فضل الحج والعمرة
7150 - (خ س) عائشة - رضي الله عنها - قالت: قلت: يا رسول الله نرى الجهاد أفضل الأعمال، أفلا نجاهد؟ قال: لكن أفضل الجهاد وأجمله: حجّ مبرور، ثم لزوم الحصر، قالت: فلا أدع الحج بعد إذ سمعت هذا من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
وفي رواية قالت: قلت: يا رسول الله، ألا نخرج فنجاهد معك؟ وإني لا أرى عملا في القرآن أفضل من الجهاد، قال: «لا، ولكن أحسن الجهاد وأجمله: حج البيت، حج مبرور» أخرج البخاري الأولى، إلى قوله: «حج مبرور» وأخرج النسائي الثانية.

[شرح الغريب]
حج مبرور: أى: متقبل،مثاب عليه بالجنة.
لزوم الحصر: قوله -صلى الله عليه وسلم- لنسائه: هذه ثم لزوم الحصر، أي: إنكن لاتعدن تخرجن من بيوتكن وتلزمن الحصر.

7151 - (ت س) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «تابعوا بين الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الذّنوب والفقر، كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة، وليس لحجّة مبرورة ثواب إلا الجنة، وما من مؤمن يظلّ يومه محرما إلا غابت الشمس بذنوبه» أخرجه الترمذي. وانتهت رواية النسائي عند قوله: «إلا الجنة».
وزاد رزين «وما من مؤمن يلبّي الله بالحج إلا شهد له ما على يمينه وشماله إلى منقطع الأرض».

7152 - (ت) سهل بن سعد - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «ما من مسلم يلبّي، إلا لبّى ما على يمينه وشماله من حجر أو شجر أو مدر حتى تنقطع الأرض من ها هنا وها هنا» أخرجه الترمذي.
7153 - (س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «تابعوا بين الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الذّنوب كما ينفي الكير خبث الحديد» أخرجه النسائي.
7154 - (خ م ط ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «العمرة إلى العمرة، كفّارة لما بينهما،والحجّ المبرور: ليس له جزاء إلا الجنة».
وفي رواية قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «من حج لله عز وجل فلم يرفث ولم يفسق، رجع كيوم ولدته أمّه» أخرحه البخاري ومسلم.
وأخرج «الموطأ» الأولى، وأخرج الترمذي الأولى، وقال في الثانية: «غفر له ما تقدّم من ذنبه».
وأخرج النسائي الأولى والثانية، وله في أخرى مثل الأولى، إلا أنه قدّم الحج على العمرة.

7155 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من طاف بالبيت سبعين مرة خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمّه»أخرجه الترمذي.
7156 - (د) أم سلمة - رضي الله عنها - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «من أهلّ بحجّةأو عمرة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام، غفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر، أو وجبت له الجنة» شك الراوي، أيتهما قال.أخرجه أبو داود.
7157 - (خ م س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لامرأة من الأنصار يقال لها: أم سنان: «ما منعك أن تكوني حججت معنا؟ قالت: ناضحان كانا لأبي فلان زوجها، حج هو وابنه على أحدهما، وكان الآخر يسقي أرضا لنا، قال: فعمرة في رمضان تقضي حجة، أو حجة معي».
وفي رواية: «فإذا جاء رمضان فاعتمري، فإن عمرة فيه تعدل حجة» أخرجه البخاري ومسلم، وفي رواية النسائي قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لامرأة من الأنصار: «إذا كان رمضان فاعتمري فإنّ عمرة فيه تعدل حجة».

7158 - (خ) جابر - رضي الله عنه - قال: «لما رجع النبيّ -صلى الله عليه وسلم- من حجّته، قال لأمّ سنان الأنصاريّة: ما منعك من الحج؟ قالت: ليس لنا إلا ناضحان، أبو فلان - تعني زوجها - حجّ على أحدهما، والآخر يسقي أرضا [لنا]، قال: فإن عمرة في رمضان تقضي حجة، أو حجة معي».
أخرجه البخاري تعليقا، بعد حديث ابن عباس، قاله الحميديّ.

[شرح الغريب]
ناضحان: الناضح: البعير الذي يستقى عليه.

7159 - (د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: إنه حين أراد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الحجّ: قالت امرأة لزوجها: أحجّني مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: ما عندي ما أحجّك عليه، فقالت: أحجّني على جملك فلان، قال: ذاك حبيس في سبيل الله، قالت: فائت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فسله، فأتى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: إن امرأتي تقرأ عليك السلام ورحمة الله، وإنها سألتني الحج معك، فقلت: ما عندي ما أحجك عليه، قالت: أحجني على جملك فلان، فقلت: ذاك حبيس في سبيل الله، فقال: أما إنّك لو أحججتها عليه كان في سبيل الله، قال: وإنها أمرتني أن أسألك: ما يعدل حجّة معك؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «اقرأها مني السلام ورحمة الله، وأخبرها أنها تعدل حجّة معي: عمرة في رمضان» أخرجه أبو داود، ولم يذكر قولها «فائت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فسله».
[شرح الغريب]
حبيس: الحبيس: البعير أو الفرس الذي جعل معدا للجهاد،يركب في سيبل الله فهو موقوف على الغزاة، قد أخرجه من ماله.
أحجني: أحجه: يحجه، أي: حج به، أو مكنه من الحج.

7160 - (د ت) يوسف بن عبد الله بن سلام - رحمه الله -: عن جدته أمّ معقل أنها قالت: «لما حجّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- حجّة الوداع، وكان لنا جمل، فجعله أبو معقل في سببيل الله، قالت: وأصابنا مرض، وهلك أبو معقل، قالت: فلما قفل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من حجّته جئته، فقال: يا أمّ معقل، ما منعك أن تخرجي معنا؟ قالت: لقد تهيأنا، فهلك أبو معقل، وكان لنا جمل هو الذي يحج عليه، فأوصى به أبو معقل في سبيل الله، فقال: فهلاّ خرجت عليه؟ فإن الحجّ في سبيل الله، فأما إذ فاتتك هذه الحجة معنا، فاعتمري في رمضان، فإنها كحجّة» أخرجه أبو داود.
وأخرج الترمذي مختصرا «أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: عمرة في رمضان تعدل حجّة».

7161 - (ط د) أبو بكر بن عبد الرحمن - رحمه الله - قال: «جاءت امرأة إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالت: إني كنت قد تجهّزت للحج، فاعترض لي، فقال لها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: اعتمري في رمضان، فإن عمرة فيه كحجة» أخرجه «الموطأ» هكذا مرسلا.
وأخرجه أبو داود عن أبي بكر بن عبد الرحمن قال: أخبرني رسول مروان الذي أرسل إلى أمّ معقل، قال: جاء أبو معقل حاجا مع النبيّ -صلى الله عليه وسلم- فلما قدم قالت أمّ معقل: قد علمت أن عليّ حجّة، فانطلقا يمشيان، حتى دخلا عليه، قال: فقالت: يا رسول الله، إنّ عليّ حجّة، وإن لأبي معقل بكرا، قال أبو معقل: صدقت، جعلته في سبيل الله، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أعطها فلتحجّ عليه، فإنه في سبيل الله، فأعطاها البكر، فقالت: يا رسول الله، إني امرأة قد كبرت وسقمت، فهل من عمل يجزئ عني من حجّتي؟ فقال: عمرة في رمضان تجزئ حجّة».

[شرح الغريب]
بكرا: البكر: الفتي من الإبل.

7162 - (ت) عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ما عمل آدميّ يوم النحر أحبّ إلى الله من إهراقه الدماء، إنها لتأتي يوم القيامة بقرونها وأشعارها وأظلافها، وإن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع في الأرض، فطيبوا بها نفسا» أخرجه الترمذي.
وزاد رزين «وإن لصاحب الأضحية بكل شعرة حسنة».

7163 - (ت) أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سئل: أيّ الحج أفضل؟ قال: «العجّ والثّجّ» أخرجه الترمذي.
[شرح الغريب]
العج: رفع الصوت بالتلبية.
والثج: إراقة دماء الهدي والضحايا.

7164 - (س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «جهاد الكبير والصغير والضعيف والمرأة: الحجّ والعمرة».أخرجه النسائي.
7165 - (ط) محمد بن يحيى بن حبّان - رحمه الله - قال: إن رجلا مرّ على أبي ذر بالرّبذة، فقال: أين تريد؟ قال: الحجّ، قال: هل نزعك غيره؟ قال: لا، قال: فائتنف العمل، قال: فأتيت مكة، فمكثت ما شاء الله، فلما كان بعد ذلك، رأيت الناس منقصفين على رجل يحدّثهم عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فضاغطت عليه الناس، فإذا الشيخ الذي وجدت الرّبذة - يعني أبا ذر - فلما رآني عرفني، وقال: هو الذي حدّثتك. أخرجه «الموطأ»، ولم يذكر «يحدّثهم عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-».
[شرح الغريب]
نزعك: : نزعني إلى كذا أمر: أي: ساقني وحركني.،ونزعت إلى كذا: اشتهيته.
فائتنف العمل: ائتنف العمل.، أي: استأنفه واعمل من رأس، فإن الذي تقدم قد غفره الله لك بهذه الفعلة.
منقصفين: أي: مزدحمين،والمضاغطة أيضا، المزاحمة.


التوقيع :
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الفضائل, كتاب

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:22 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir