دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم الحديث الشريف > مكتبة علوم الحديث الشريف > جامع متون الأحاديث > جامع الأصول من أحاديث الرسول

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23 جمادى الأولى 1431هـ/6-05-2010م, 11:23 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي كتاب الفضائل والمناقب: الباب السابع: فضل ماورد ذكره من الأزمنة

الباب السابع: في فضل ماورد ذكره من الأزمنة
ليلة القدر
6837 - (ط) مالك بن أنس - رحمه الله - أنه سمع من يثق به من أهل العلم: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أري أعمار الناس قبله - أو ما شاء الله من ذلك - فكأنّه تقاصر أعمار أمّته: أن لا يبلغوا من العمل مثل الذي بلغ غيرهم في طول العمر،فأعطاه الله ليلة القدر، خير من ألف شهر». أخرجه «الموطأ».

6838 - (ت) يوسف بن سعد - رحمه الله - قال: قام رجل إلى الحسن بن عليّ - بعد ما بايع معاوية - فقال: سوّدت وجوه المؤمنين، أو يا مسوّد وجوه المؤمنين، فقال: لا تؤنّبني رحمك الله، فإن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- أري بني أميّة على منبره، فساءه ذلك، فنزلت {إنّا أعطيناك الكوثر} يا محمد، يعني: نهرا في الجنة، ونزلت: {إنّا أنزلناه في ليلة القدر}، وما أدراك ما ليلة القدر، ليلة القدر خير من ألف شهر يملكها بعدك بنو أميّة يا محمد. قال القاسم بن الفضل: فعددنا، فإذا هي ألف شهر، لا تزيد يوما، ولا تنقص. أخرجه الترمذي.
[شرح الغريب]
التأنيب: اللوم والتعنيف، أنه يؤنبه تأنيبا.
خير من ألف شهرا: قد جاء في متن الحديث: أن مدة ولاية بني أمية كانت ألف شهر،وإنها هي التي أراد الله عز وجل بقوله: ليلة القدر خير من ألف شهر وألف شهر هي ثلاث وثمانون سنة وأربعة أشهر، وكان أول استقلال بني أمية بالأمر وانفرادهم منذ بيعة الحسن بن علي بن أبي طالب -رضي الله عنهما -لمعاوية بن أبي سفيان، وذلك على رأس أربعين سنة من الهجرة، وكان انقضاء دولتهم على يد أبي مسلم الخراساني في سنة اثنتين وثلاثين ومائة، وذلك اثنتان وتسعون سنة، تسقط منها مدة خلافة عبد الله بن الزبير هي ثمان سنين وثمانية أشهر،ويبقى ثلاث وثمانون سنة وأربعة أشهر، وهي ألف شهور، ولذلك قال في الحديث: «فحسبناها فلم تزد ولم تنقص». وقتها: العشر الأواخر،والسبع الأواخر.

وقتها: العشر الأواخر، والسبع الأواخر
6839 - (خ م ط د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: «أن رجالا من أصحاب النبيّ -صلى الله عليه وسلم- أروا ليلة القدر في المنام، في السّبع الأواخر، فقال النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: أرى رؤياكم تواطأت في السّبع الأواخر، فمن كان متحرّيها فليتحرّها في السّبع الأواخر» وفي رواية قال: رأى رجل أن ليلة القدر، ليلة سبع وعشرين، فقال النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: «أرى رؤياكم في العشر الأواخر، فاطلبوها في الوتر» وفي رواية: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال في ليلة القدر: «إنّ ناسا منكم قد أروا أنها في السبع الأول، وأري ناس منكم أنها في السّبع الغوابر،فالتمسوها في العشر الغوابر».أخرجه البخاري ومسلم.
وللبخاري: «أن ناسا أروا ليلة القدر في السّبع الأواخر، وأن ناسا أروا أنها في العشر الأواخر، فقال النبيّ -صلى الله عليه وسلم- التمسوها في السّبع الأواخر» ولمسلم أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «تحرّوا ليلة القدر في السّبع الأواخر» وفي أخرى قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «التمسوها في العشر الأواخر - يعني ليلة القدر، فإن ضعف أحدكم أو عجز، فلا يغلبنّ عن السّبع البواقي» وفي أخرى: «من كان ملتمسها، فليلتمسها في العشر الأواخر» وفي أخرى قال: «تحيّنوا ليلة القدر في العشر الأواخر - أو قال: في السّبع الأواخر».
وأخرج «الموطأ» الرواية الأولى، ورواية مسلم الأولى.
وأخرج أبو داود رواية مسلم الأولى.

[شرح الغريب]
تواطأت: المواطأة مهموزا: الموافقة والممالأة،كأن كل واحد منهما قد وطئ أثر الآخر، وقد جاء اللفظ في الحديث بترك الهمز، وتخفيف الهمز مذهب للعرب معروف.
التحري: القصد والاجتهاد في طلب الغرض.
التحين: طلب الحين،هو الوقت من الزمان.

6840 - (خ م ط ت) عائشة - رضي الله عنها - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «تحرّوا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان».
وفي رواية قالت: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يجاور العشر الأواخر في رمضان، ويقول: تحرّوا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان» أخرجه البخاري ومسلم، و«الموطأ» أخرج الأولى مرسلا عن عروة، وأخرج الترمذي الثانية.

6841 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «أريت ليلة القدر، ثم أيقظني بعض أهلي فنسّيتها، فالتمسوها في العشر الغوابر» وقال حرملة: «فنسيتها» أخرجه مسلم.
[شرح الغريب]
الغوابر: البواقي وقد ذكر.

ليلة إحدى وعشرين
6842 - (خ م ط د س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: «اعتكفنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- العشر الأوسط، فلما كان صبيحة عشرين، نقلنا متاعنا، فأتانا النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فقال: من كان اعتكف فليرجع إلى معتكفه فإني رأيت هذه الليلة، ورأيتني أسجد في ماء وطين، فلما رجع إلى معتكفه هاجت السّماء، فوالذي بعثه بالحق، لقد هاجت السّماء من آخر ذلك اليوم، وكان المسجد على عريش، فلقد رأيت على أنفه وأرنبته أثر الماء والطين».
وفي رواية نحوه، إلا أنه قال: «حتى إذا كان ليلة إحدى وعشرين - وهي الليلة التي خرج في صبيحتها من اعتكافه - قال: من كان اعتكف معي فليعتكف العشر الأواخر» وفي أخرى نحوه، إلا أنه قال: «كان النبيّ -صلى الله عليه وسلم- يجاور في رمضان العشر التي في وسط الشهر، فإذا كان حين يمسي من عشرين ليلة تمضي، ويستقبل إحدى وعشرين، رجع إلى مسكنه، ورجع من كان يجاور معه، وأنه أقام في شهر جاور فيه الليلة التي كان يرجع فيها، فخطب الناس، وأمرهم بما شاء الله، ثم قال: كنت أجاور هذه العشر، ثم بدا لي أن أجاور هذه العشر الأواخر، فمن كان اعتكف معي فليلبث في معتكفه... ثم ذكره» وفيه: «فوكف المسجد في مصلّى النبيّ -صلى الله عليه وسلم- ليلة إحدى وعشرين... الحديث».
وفي رواية قال أبو سلمة: «انطلقت إلى أبي سعيد، فقلت: ألا تخرج بنا إلى النخل فنتحدّث؟ فخرج، فقلت: حدّثني ما سمعت من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في ليلة القدر، قال: اعتكف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- العشر الأول من رمضان، واعتكفنا معه، فأتاه جبريل عليه السلام، فقال: إن الذي تطلب أمامك، فاعتكف العشر الأوسط، واعتكفنا معه، فأتاه جبريل عليه السلام فقال: إن الذي تطلب أمامك، ثم قام النبيّ -صلى الله عليه وسلم- خطيبا صبيحة عشرين من رمضان، فقال: من كان اعتكف مع النبيّ -صلى الله عليه وسلم- فليرجع، فإني رأيت ليلة القدر، وإني أنسيتها، وإنها في العشر الأواخر في وتر، إني رأيت كأني أسجد في طين وماء، وكان سقف المسجد جريد النّخل، وما نرى في السماء شيئا، فجاءت قزعة فمطرنا، فصلى بنا النبيّ -صلى الله عليه وسلم- حتى رأيت أثر الطين والماء على جبهة النبي -صلى الله عليه وسلم- وأرنبته، تصديق رؤياه».
قال الحميدي: كان البخاري يحتج بهذا الحديث، فيقول: لا تمسح الجبهة في الصلاة، بل تمسح بعد الصلاة، لأن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- رئي الماء والطين في أرنبته وجبهته بعد ما صلّى، وأعاد البخاري طرفا منه في الصلاة من رواية أبي سلمة عن أبي سعيد قال: رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سجد في الماء والطين، حتى رأيت أثر الطين في جبهته. وعند مسلم: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- اعتكف العشر الأول من رمضان، ثم اعتكف العشر الأوسط في قبّة تركيّة على سدّتها حصير، فأخذ الحصير بيده، فنحّاها في ناحية القبّة، ثم أطلع رأسه، فكلّم الناس، فدنوا منه، فقال: إني اعتكفت العشر الأول ألتمس هذه الليلة، ثم إني اعتكفت العشر الأوسط، ثم أتيت، فقيل [لي]: إنها في العشر الأواخر، فمن أحبّ منكم أن يعتكف فليعتكف، فاعتكف الناس معه، وقال: إني أريتها ليلة وتر، وأنّي أسجد في صبيحتها في طين وماء، فأصبح من ليلة إحدى وعشرين، وقد قام إلى الصبح، فمطرت السّماء، فوكف المسجد، فأبصرت الطين والماء، فخرج حين فرغ من صلاة الصّبح وجبينه وروثة أنفه فيهما الطّين والماء، وإذا هي ليلة إحدى وعشرين من العشر الأواخر» وله في أخرى قال: «اعتكف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- العشر الأوسط من رمضان، يلتمس ليلة القدر قبل أن تبان له. قال: فلما انقضين أمر بالبناء فقوّض، ثم أبينت له أنها في العشر الأواخر، فأمر بالبناء فأعيد، ثم خرج على الناس، فقال: يا أيها الناس، إنها كانت أبينت لي ليلة القدر، وإني خرجت لأخبركم بها، فجاء رجلان يحتقّان، معهما الشّيطان، فنسّيتها، فالتمسوها في العشر الأواخر [من رمضان]، التمسوها في التاسعة والسّابعة والخامسة، قال: قلت: يا أبا سعيد، إنكم بالعدد أعلم منا، قال: أجل، نحن أحق بذلك منكم، قال: قلت: ما التّاسعة والسّابعة والخامسة؟ قال: إذا مضت واحدة وعشرون، فالتي تليها: ثنتان وعشرون، فهي التاسعة، فإذا مضى ثلاث وعشرون، فالتي تليها السّابعة، فإذا مضى خمس وعشرون، فالتي تليها: الخامسة» وقال في رواية مكان «يحتقان»: «يختصمان» وأخرج «الموطأ» وأبو داود والنسائي قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعتكف العشر الأوسط من رمضان، فاعتكف عاما، حتى إذا كان ليلة إحدى وعشرين - وهي الليلة يخرج فيها من صبيحتها من اعتكافه - قال: من كان اعتكف معي فليعتكف العشر الأواخر وقد أريت هذه الليلة،ثم أنسيتها،وقد رأيتني أسجد من صبيحتها في ماء وطين، فالتمسوها في العشر الأواخر، والتمسوها في كل وتر» وقال أبو سعيد: «فأمطرت السماء تلك الليلة، وكان المسجد على عريش، فوكف المسجد،قال أبو سعيد: فأبصرت عيناي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- انصرف وعلى جبهته وأنفه أثر الماء والطّين من إحدى وعشرين».
وأخرج أبو داود أيضا نحو رواية مسلم الآخرة، وأول حديثه قال: «التمسوها في العشر الأواخر».

[شرح الغريب]
هاجت السماء: أي: تغيمت وبدت فيها أمارات المطر.
العريش: السقف المعمول من سعف ونحوه على أساطين من خشب أو غيرها.
أرنبة الأنف: طرفه.
المجاورة هاهنا: الاعتكاف.
القزعة: القطعة من الغيم.
روثة الأنف: طرف أرنبته.
تقويض البناء: هدمه،وأراد به هاهنا: قلع الخباء الذي كان قد ضرب له ليعتكف فيه.
حاق فلان فلانا: إذا خاصمه ونازعه، وادعى كل واحد منهما الحق لنفسه.

ليلة اثنين وعشرين
6843 - (د) عبد الله بن أنيس - رضي الله عنه - قال: «كنت في مجلس بني سلمة وأنا أصغرهم، فقالوا: من يسأل لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن ليلة القدر؟ وذلك صبيحة إحدى وعشرين من رمضان، فخرجت فوافيت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلاة المغرب، ثم قمت بباب بيته، فمرّ بي، فقال: ادخل، فدخلت، فأتي بعشائه، فلقد كنت أكفّ يدي عنه من قلّته، فلما فرغ قال: ناولني نعليّ، فقام، وقمت معه، فلما خرجنا قال: كانت لك حاجة؟ فقلت: أجل، أرسلني إليك رهط من بني سلمة، يسألونك عن ليلة القدر؟ فقال: كم الليلة؟ قلت: اثنتان وعشرون، قال: هي الليلة،ثم رجع فقال: أو القابلة، يريد: ليلة ثلاث وعشرين» أخرجه أبو داود.

ليلة ثلاث وعشرين
6844 - (خ) عبد الرحمن بن عبيد الصنابحي: قال: «خرجنا من اليمن مهاجرين، فقدمنا الجحفة ضحى، فأقبل علينا راكب، فقلت له: الخبر، فقال: دفنّا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- منذ خمس، قلت: ما سبقك إلا بخمس، هل سمعت في ليلة القدر شيئا؟ قال: أخبرني بلال مؤذن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أنها أول السبع من العشر الأواخر» أخرجه البخاري.

6845 - (م ط د) عبد الله بن أنيس - رضي الله عنه - قال: «قلت: يا رسول الله، إن لي بادية أكون فيها، وأنا أصلّي فيها بحمد الله، فمرني بليلة أنزلها إلى هذا المسجد، فقال: انزل ليلة ثلاث وعشرين، قيل لابنه: كيف كان أبوك يصنع؟ قال: كان يدخل المسجد إذا صلّى العصر، فلا يخرج منه لحاجة حتى يصلي الصّبح، فإذا صلّى الصّبح وجد دابّته على باب المسجد، فجلس عليها ولحق بباديته» أخرجه أبو داود.
وفي رواية «الموطأ»: أنه قال لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إني رجل شاسع الدّار، فمرني ليلة أنزل لها، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «انزل ليلة ثلاث وعشرين من رمضان».
وفي رواية مسلم: قال عبد الله بن أنيس: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «أريت ليلة القدر، ثم أنسيتها، وأراني صبيحتها أسجد في ماء وطين، قال: فمطرنا ليلة ثلاث وعشرين،فصلّى بنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فانصرف وإن أثر الماء والطين على جبهته وأنفه، وكان عبد الله بن أنيس يقول: ثلاث وعشرين».

[شرح الغريب]
شاسع: الشاسع: البعيد.

ليلة أربع وعشرين
6846 - (خ) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: «التمسوها في أربع وعشرين» أخرجه البخاري.

ليلة سبع وعشرين
6847 - (م ت د) زر بن حبيش - رحمه الله - قال: سمعت أبيّ بن كعب - رضي الله عنه - يقول: وقيل له: إن عبد الله بن مسعود يقول: «من قام السّنة أصاب ليلة القدر» فقال أبيّ: «والله الذي لا إله إلا هو، إنها لفي رمضان - يحلف لا يستثني - ووالله إني لأعلم أيّ ليلة هي؟ هي الليلة التي أمرنا بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بقيامها، هي ليلة سبع وعشرين، وأمارتها أن تطلع الشّمس في صبيحة يومها بيضاء، لا شعاع لها» وفي رواية قال: «سألت أبيّ بن كعب، فقلت: إن أخاك ابن مسعود يقول: من يقم الحول يصب ليلة القدر، فقال: رحمه الله، أراد أن لا يتّكل الناس، أما إنه قد علم أنها في رمضان، وأنها في العشر الأواخر، ثم حلف - لا يستثني - أنها ليلة سبع وعشرين، فقلت: بأي شيء تقول ذلك يا أبا المنذر؟ فقال: بالعلامة - أو بالآية - التي أخبرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أنها تطلع الشمس يومئذ، لا شعاع لها» أخرجه مسلم.
وفي رواية أبي داود مثل الثانية ونحوها، وفيها قال: «قلت: يا أبا المنذر، أنّى علمت ذاك؟ قال: بالآية التي أخبرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: قلت لزرّ: ما الآية؟ قال: تصبح الشمس صبيحة تلك اللّيلة مثل الطّست، ليس لها شعاع حتى ترتفع».
وفي رواية الترمذي نحوها، وله في أخرى قال: قلت لأبيّ بن كعب: «أنّى علمت أبا المنذر أنها ليلة سبع وعشرين؟ قال: بلى، أخبرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أنها ليلة صبيحتها تطلع الشمس ليس لها شعاع، فعددنا وحفظنا، والله لقد علم ابن مسعود: أنها في رمضان، وأنها ليلة سبع وعشرين،ولكن كره أن يخبركم فتتّكلوا».

6848 - (د) معاوية [بن أبي سفيان] - رضي الله عنه - عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- في ليلة القدر قال: «ليلة سبع وعشرين» أخرجه أبو داود.
ليال مشتركة
6849 - (د) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في ليلة القدر: «اطلبوها ليلة سبع عشرة من رمضان، وليلة إحدى وعشرين، وليلة ثلاث وعشرين، ثم سكت».
أخرجه أبو داود.

6850 - (ت) عيينة بن عبد الرحمن قال: حدثني أبي فقال: ذكرت ليلة القدر عند أبي بكرة، فقال: «ما أنا بملتمسها لشيء سمعته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، إلا في العشر الأواخر، فإني سمعته يقول: التمسوها في تسع يبقين، أو سبع يبقين، أو خمس يبقين، أو [في] ثلاث، أو آخر ليلة،قال: وكان أبو بكرة يصلّي في العشرين من رمضان كصلاته في سائر السنة، فإذا دخل العشر اجتهد» أخرجه الترمذي.
6851 - (خ) عبادة بن الصامت - رضي الله عنه -: قال: «خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليخبر بليلة القدر، فتلاحى رجلان من المسلمين، فقال النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: إني خرجت لأخبركم بليلة القدر، فتلاحى فلان وفلان، فرفعت، فعسى أن يكون خيرا لكم، فالتمسوها في التاسعة، والسابعة، والخامسة» أخرجه البخاري
[شرح الغريب]
التلاحي: والملاحاة: التشاجروالتخاصم.

6852 - (خ د) عبدالله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «هي في العشر، في سبع يمضين، أو في سبع يبقين، يعني: ليلة القدر» وفي رواية: أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «التمسوها في العشر الأواخر من رمضان، [يعني] ليلة القدر: في تاسعة تبقى، في سابعة تبقى، في خامسة تبقى».
أخرجه البخاري، وأخرج أبو داود الرواية الثانية.

6853 - (ط) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «خرج علينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: إني أريت هذه الليلة في رمضان، حتى تلاحى رجلان فرفعت، فالتمسوها في التّاسعة والسّابعة والخامسة».أخرجه «الموطأ».
ليال مجهولة
6854 - (د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: «سئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن ليلة القدر، وأنا أسمع، فقال: هي في كل رمضان».
قال أبو داود: موقوفا عليه.

6855 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «تذاكرنا ليلة القدر عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: أيّكم يذكر ليلة طلع القمر وهو مثل شقّ جفنة؟» أخرجه مسلم.
6856 - (ط) سعيد بن المسيب - رحمه الله - قال: «من شهد العشاء من ليلة القدر في جماعة: فقد أخذ بحظّه منها» أخرجه «الموطأ».
شهر رمضان
6857 - (خ م ط س ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا دخل رمضان فتّحت أبواب السماء، وأغلقت أبواب جهنم، وسلسلت الشياطين» وفي رواية: «إذا جاء رمضان فتّحت أبواب الجنّة» وفي أخرى «[فتّحت] أبواب الرّحمة» أخرجه البخاري ومسلم و«الموطأ» والنسائي.
وفي أخرى للنسائي قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يرغّب في قيام رمضان، من غير عزيمة... وذكر الحديث» وقال فيه: «أبواب الجحيم».
وفي أخرى له قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أتاكم رمضان، شهر مبارك، فرض الله عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب السّماء، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغلّ فيه مردة الشياطين، لله فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم».
وفي رواية الترمذي: «إذا كان أول ليلة من رمضان: غلّقت أبواب النار، فلم يفتح منها باب، وفتّحت أبواب الجنة، فلم يغلق منها باب، وينادي مناد: يا باغي الخير، هلمّ وأقبل، ويا باغي الشّرّ أقصر، ولله فيه عتقاء من النّار، وذلك في كل ليلة، حتى ينقضي رمضان».

[شرح الغريب]
العزيمة: الأمر الذي يفترض ويجب فعله أو قوله: وهو ضد الرخصة.
المردة: جمع مارد،وهو العاتي من الشياطين.
الباغي: هاهنا الطالب.

6858 - (س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «هذا رمضان قد جاءكم، تفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق فيه أبواب النّار، وتسلسل فيه الشّياطين» أخرجه النسائي.
6859 - (س) عرفجة - رحمه الله - قال: عدنا عتبة بن فرقد، فتذاكرنا شهر رمضان، فقال: ما تذكرون؟ قلنا: شهر رمضان، فقال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «تفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق فيه أبواب النّار، وتغلّ فيه الشياطين، فينادي مناد كلّ ليلة: يا باغي الخير هلمّ، ويا باغي الشّرّ أقصر».
وفي رواية قال: «كنت في بيت عقبة بن فرقد، فأردت أن أتحدّث بحديث، وكان رجل من أصحاب النبيّ -صلى الله عليه وسلم- أولى بالحديث، فحدّث الرجل عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: في رمضان... وذكر الحديث» وفيه «يصفّد فيه كل شيطان مريد، وينادي مناد: يا طالب الخير هلمّ، ويا طالب الشّرّ أمسك» أخرجه النسائي.

[شرح الغريب]
الصفد: الغل: وصفدت: غلت بالأغلال.

6860 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «سئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أيّ الصّوم أفضل بعد رمضان؟ قال: شعبان، لتعظيم رمضان، قال: وأيّ الصدقة أفضل؟ قال: صدقة في رمضان».
أخرجه الترمذي.

العيد
6861 - (د) عبد الله بن قرط - رضي الله عنه -: أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إنّ أعظم الأيّام عند الله: يوم النّحر، ثم يوم القرّ، قال ثور: هو اليوم الثاني... الحديث» أخرجه أبو داود.

6862 - (د س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المدينة، ولهم يومان يلعبون فيهما، قال: ما هذان اليومان؟ قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهليّة، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «قد أبدلكم الله خيرا منهما: يوم الأضحى، ويوم الفطر».أخرجه أبو داود والنسائي.
العشر
6863 - (خ د ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ما من أيام العمل الصّالح فيهنّ أحبّ إلى الله من هذه الأيام العشر، فقالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد؟ قال: ولا الجهاد، إلا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله، فلم يرجع بشيء».
أخرجه الترمذي وأبو داود.
وفي رواية البخاري قال: «ما العمل في أيام أفضل منها في هذه الأيام، قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد.. وذكره».
قال الحميدي: أخرجه البخاري في «باب العمل في أيام التشريق»، وأخرجه الترمذي في أيام العشر.

6864 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «ما من أيام أحبّ إلى الله أن يتعبّد له فيها من عشر ذي الحجة، يعدل صيام كل يوم منها بصيام سنة، وقيام كلّ ليلة منها بقيام ليلة القدر».
أخرجه الترمذي.

يوم عرفة
6865 - (م س) عائشة - رضي الله عنها - أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبيدا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو يتجلّى، ثم يباهي بهم الملائكة، فيقول: ما أراد هؤلاء؟» أخرجه مسلم والنسائي.
وزاد رزين: «اشهدوا [يا] ملائكتي أني قد غفرت لهم».

[شرح الغريب]
يباهيي: المباهاة: المفاخرة، باهى يباهي مباهاة.

6866 - (ط) طلحة بن عبيد الله بن كريز - رحمه الله -: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «ما رؤي الشيطان يوما هو فيه أصغر، ولا أدحر ولا أحقر، ولا أغيظ منه في يوم عرفة، وما ذاك إلا لما يرى من تنزّل الرحمة، وتجاوز الله عن الذّنوب العظام، إلا ما أري يوم بدر، فإنّه قد رأى جبريل يزع الملائكة» أخرجه «الموطأ».
[شرح الغريب]
الدحر: الطرد والإبعاد.
وزعت القوم أزعهم، أي كففتهم، والوازع: الذي يتقدم الصف فيصلحه ويقدم ويؤخر، ووزعت الجيش: إذا حبست أولهم على آخرهم.

6867 - (ط) طلحة بن عبيد الله بن كريز: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «أفضل الأيام يوم عرفة وافق يوم جمعة وهو أفضل من سبعين حجّة في غير يوم جمعة، وأفضل الدّعاء: دعاء يوم عرفة، وأفضل ما قلت أنا والنّبيّون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له» أخرج «الموطأ» من قوله «أفضل» والحديث بطوله ذكره رزين.
نصف شعبان
6868 - (ت) عائشة - رضي الله عنها - قالت: فقدت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليلة، فإذا هو بالبقيع، فقال: أكنت تخافين أن يحيف الله عليك ورسوله؟ قلت: يا رسول الله،إني ظننت أنّك أتيت بعض نسائك، فقال: إن الله تبارك وتعالى ينزل ليلة النّصف من شعبان إلى سماء الدّنيا، فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب.
أخرجه الترمذي. وزاد رزين «ممن استحقّ النار».

يوم الجعة
6869 - (د س) أوس بن أوس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه قبض، وفيه النّفخة، وفيه الصّعقة، فأكثروا عليّ من الصلاة فيه، فإنّ صلاتكم معروضة عليّ، فقالوا: يا رسول الله، وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت؟ قال: يقولون: بليت [قال]: إن الله حرّم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء» أخرجه أبو داود والنسائي.

[شرح الغريب]
الصعقة: الغشي والموت.
أرم البيت: ورم: إذا بلي،والرمة: العظيم الباليه، والفعل الماضي منه للمتكلم: أرممت بإظهار التضعيف، وكذلك كل فعل مضعف، فإنه يظهر فيه التضعيف، تقول في شد: شددت، وفي أعد: أعددت،والذي جاء فلي حديث في هذه اللفظة بترك إظهار التضعيف، هكذا يرويه المحدثون، وهكذا قرأناه، وإنما ظهر التضعيف، لأن تاء المتكلم متحركة، فلا يكون إلا ساكن، فإذا سكن ما قبلها - وهو أحد الميمين ها هنا - التقى ساكنان،فإن الميم الأولى ساكنة لأجل التضعيف والإدغام،ولا يمكن الجمع بين ساكنين،ولا يجوز تحريك الثاني،لأنه وجب سكونه لأجل تاء المتكلم، فحرك الأول، وحديث حرك ظهر التضعيف، إذ يظهر التضعيف - على ما رواه المحدثون - احتاجوا أن يضعفوا التاء، ليمكن النطق بها، وليكون ما قبلها ساكنا، على أن في لغة بعض العرض شيئا من هذا النوع،قال الخطابي: أصل هذه الكلمة: أرممت، فحذف إحدى الميمين،كقولهم في ظللت: ظلت، وفي أحسست أحست، فهذا يدل على أنه قد روى اللفظة أرمت مخففة، بوزن أكلت، وحينئذ استراح من هذا التعسف، قال: فيجوز أن يكون معناه: أرمت - بضم الهمرة- بوزن أرمت، من قولهم: أرمت الإبل تأرم: إذا تناولت العلف وقلعته من الأرض.

6870 - (م ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «خير يوم طلعت عليه الشّمس يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه أدّخل الجنة، وفيه أخرج منها» زاد في رواية «ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة» أخرجه مسلم والترمذي والنسائي.
6871 - (خ م ط س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذكر يوم الجمعة، فقال: «فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم هو قائم يصلّي يسأل الله شيئا إلا أعطاه إليه، وأشار بيده - يقلّلها».
وفي رواية: قال: قال أبو القاسم -صلى الله عليه وسلم-: «إن في يوم الجمعة ساعة... وذكر نحوه -وقال بيده، قلنا: يقلّلها يزهّدها؟» وفي أخرى نحوه، وفي آخره: «وقال بيده، ووضع أنملته على بطن الوسطى والخنصر - قلنا: يزهّدها؟» أخرجه البخاري ومسلم.
ولمسلم: «إن في الجمعة لساعة...وذكره، وفي آخره: وهي ساعة خفيفة».
وفي أخرى نحوه، ولم يذكر: وهي ساعة خفيفة.
وأخرج «الموطأ» والنسائي الرواية الأولى.

[شرح الغريب]
يزهدها: أي: يقللها،والشيء الزهيد: القليل.

6872 - (م د) أبو بردة - رحمه الله - قال: قال لي عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: أسمعت أباك يحدّث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في شأن ساعة يوم الجمعة؟ قال: قلت: نعم سمعته يقول: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «هي ما بين أن يجلس الإمام إلى أن تقضى الصلاة» أخرجه مسلم وأبو داود.
6873 - (ت) كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف - رحمه الله - عن أبيه عن جده عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «إن في الجمعة ساعة لا يسأل الله العبد فيها شيئا إلا آتاه الله [إياه]، قالوا: يا رسول الله، أيّة ساعة هي؟ قال: حين تقام الصلاة إلى انصراف منها» أخرجه الترمذي.
6874 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «التمسوا السّاعة التي ترجى في يوم الجمعة بعد صلاة العصر إلى غيبوبة الشّمس» أخرجه الترمذي.
6875 - (د س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «يوم الجمعة ثنتا عشرة - يريد ساعة، وقال النسائي: ثنتا عشرة ساعة - لا يوجد مسلم يسأل الله عزّ وجل شيئا، إلا آتاه الله إياه، فالتمسوها آخر ساعة بعد العصر» أخرجه أبو داود والنسائي.
6876 - (ط ت د س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: خرجت إلى الطّور، فلقيت كعب الأحبار، فجلست معه، فحدّثني عن التوراة، وحدّثته عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فكان فيما حدّثته، أن قلت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه أهبط، وفيه تيب عليه، وفيه مات، وفيه تقوم السّاعة، وما من دابّة إلا وهي مصيخة يوم الجمعة، من حين تصبح حتى تطلع الشمس، شفقا من الساعة، إلا الجنّ والإنس، وفيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو يصلّي، يسأل الله شيئا إلا أعطاه إياه، قال كعب: ذلك في كل سنة يوم؟. فقلت: بل في كل جمعة، فقرأ كعب: التوراة، فقال: صدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال أبو هريرة: فلقيت بصرة بن أبي بصرة الغفاري، فقال: من أين أقبلت؟ فقلت: من الطّور، فقال: لو أدركتك قبل أن تخرج إليه ما خرجت، سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: لا تعمل المطيّ إلا إلى ثلاثة مساجد: إلى المسجد الحرام، وإلى مسجدي هذا، وإلى مسجد إيلياء، أو بيت المقدس، يشك - قال أبو هريرة: ثم لقيت عبد الله بن سلام - فحدّثته بمجلسي مع كعب الأحبار، وما حدثته في يوم الجمعة، فقلت له: قال كعب: ذلك في كل سنة يوم، قال عبد الله بن سلام: كذب كعب: فقلت: ثم قرأ كعب التوراة، فقال: بل هي في كل جمعة، فقال عبد الله بن سلام: صدق كعب، ثم قال عبد الله بن سلام: قد علمت أية ساعة هي؟قال أبو هريرة: فقلت: أخبرني بها، ولا تكن عنّي - وفي نسخة ولا تضنّ عليّ- فقال عبد الله بن سلام: هي آخر ساعة في يوم الجمعة، قال أبو هريرة: فقلت: وكيف تكون آخر ساعة في يوم الجمعة، وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا يصادفها عبد مسلم وهو يصلي، فتلك ساعة لا يصلّى فيها؟ فقال عبد الله بن سلام: ألم يقل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: من جلس مجلسا ينتظر [فيه] الصلاة فهو في صلاة حتى يصلي؟ قال أبو هريرة: فقلت: بلى، قال: فهو ذلك» أخرجه «الموطأ» والنسائي.
وفي رواية الترمذي قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه أدخل الجنة، وفيه أهبط منها وفيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم يصلي يسأل الله فيها شيئا إلا أعطاه إياه، قال أبو هريرة: فلقيت عبد الله ابن سلام، فذكرت له هذا الحديث، فقال: أنا أعلم تلك الساعة، فقلت: أخبرني بها ولا تضنن بها عليّ، قال: هي بعد العصر إلى أن تغرب الشمس، قلت: كيف يكون بعد العصر، وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لا يوافقها عبد مسلم وهو يصلّي، وتلك الساعة لا يصلّى فيها؟ فقال عبد الله ابن سلام: أليس قد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من جلس مجلسا ينتظر الصلاة فهو في صلاة؟ قلت: بلى، قال: هو ذاك».
قال الترمذي: وفي الحديث قصة طويلة، ولم يذكرها.
وفي رواية أبي داود، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه أهبط، وفيه تيب عليه، وفيه مات، وفيه تقوم الساعة، وما من دابّة إلا وهي مصيخة يوم الجمعة، حين تصبح حتى تطلع الشمس، شفقا من الساعة، إلا الجنّ والإنس... وذكر الحديث مثل «الموطأ»، ولم يذكر فيها لقياه لبصرة بن أبي بصرة الغفاري، ولا ما دار بينهما، إنما قال: «ثم لقيت عبدالله بن سلام، فحدّثته بمجلسي مع كعب الأحبار... فذكره».
وهذا الحديث إنما أفردناه لاشتماله على ذكر كعب الأحبار، وما فيه من الزيادة التي لم يخرّجها البخاري ومسلم، فإنهما قد أخرجا ذكر الساعة وفضلها.
وأخرج مسلم فضل يوم الجمعة مفردا مختصرا، فلذلك لم نضف ذاك إلى هذا.

[شرح الغريب]
الشفق: بقايا نور الشمس في الأفق.
المصيخ: المصغي ليستمع.
والشفق: الخوف، أشفق إشفاقا. وهي اللغة المشهورة، وقال ابن دريد: شفقت أشفق، وأنكره أهل اللغة.
المطي: جميع مطية، وهي البعير يركب مطاه،أي ظهره، وإعمالها: تحميلها والسير عليها.
الكناية: ضد التصريح، والمراد: لا تخفها عني وتسترها مني.
الضن: البخل: ضننت: أضن، ضننت: أضن.

6877 - (ت) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ما من مسلم يموت يوم الجمعة،أو ليلة الجمعة إلاّ وقاه الله فتنة القبر» أخرجه الترمذي.
شهر محرم
6878 - (م د ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «أفضل الصّيام بعد رمضان: شهر الله المحرّم، وأفضل الصّلاة بعد المكتوبة: صلاة الليل» وفي رواية قال: «سئل: أيّ الصّلاة أفضل بعد المكتوبة، وأيّ الصّيام أفضل بعد شهر رمضان؟ قال: أفضل الصّلاة بعد المكتوبة: الصّلاة في جوف اللّيل، وأفضل الصّيام بعد شهر رمضان: صيام شهر الله المحرّم».
أخرجه مسلم وأبو داود، وأخرج الترمذي والنسائي الأولى.

6879 - (ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - سأله رجل، فقال: أيّ شهر تأمرني أن أصوم بعد شهر رمضان؟ فقال له: ما سمعت أحدا يسأل عن هذا إلا رجلا سمعته يسأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأناقاعد عنده، فقال: يا رسول الله، أيّ شهر تأمرني أن أصوم بعد شهر رمضان؟ قال: إن كنت صائما بعد شهر رمضان، فصم المحرّم، فإنّه شهر الله، فيه يوم تاب فيه على قوم، ويتوب فيه على قوم آخرين. أخرجه الترمذي.
الليل
6880 - (م) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إنّ في اللّيل ساعة لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله خيرا من أمر الدّنيا والآخرة إلا أعطاه إياه، وذلك كلّّ ليلة».أخرجه مسلم.


التوقيع :
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الفضائل, كتاب

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:25 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir