دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم الحديث الشريف > مكتبة علوم الحديث الشريف > جامع متون الأحاديث > جامع الأصول من أحاديث الرسول

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23 جمادى الأولى 1431هـ/6-05-2010م, 10:32 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي كتاب الفضائل والمناقب: الباب الأول: فضائل القران والقراءة

حرف الفاء
الكتاب الأول: في الفضائل والمناقب
الباب الأول: في فضائل القرآن والقراءة
الفصل الأول: في فضل القرآن مطلقا
6231 - (ت) الحارث [بن عبد الله الهمداني] الأعور: قال: «مررت في المسجد، فإذا الناس يخوضون في الأحاديث، فدخلت على عليّ فأخبرته، فقال: أوقد فعلوها؟ قلت: نعم، قال: أما إني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ألا إنّها ستكون فتنة، قلت: فما المخرج منها يا رسول الله؟ قال: كتاب الله، فيه نبأ ما قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم، هو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبّار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضلّه الله، وهو حبل الله المتين، وهو الذّكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، وهو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسنة، ولا يشبع منه العلماء، ولا يخلق عن كثرة الرّدّ، ولا تنقضي عجائبه، هو الذي لم تنته الجنّ إذ سمعته حتى قالوا: {إنّا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرّشد فآمنّا به} [الجن: 1] من قال به صدق، ومن عمل به أجر، ومن حكم به عدل، ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم، خذها إليك يا أعور». أخرجه الترمذي.

[شرح الغريب]
الفصل: الفاصل بين الحق والباطل.
وما هو بالهزل: أي: هو جد كله.
الجبار: في صفات الله تعالى: الذي جبر خلقه على ما أراد، يقال: جبره وأجبره، إذا قهره، وهو في صفة الآدمي، المسلط العاتي المتكبر على الناس المتعظم عليهم.
قصمه: أي أهلكه، وهو بالقاف: أن ينكسر الشيء فيبين.
الحبل: في كلام العرب: يرد على وجوه، منها: العهد، وهو الأمان ومنها: النور، والمتين: القوي الشديد، فقال: هو حبل الله المتين، أي: عهده وأمانه من العذاب، وهو نور هداه، والعرب تشبه النور الممتد بالحبل والخيط، ومنه قوله تعالى: {حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر}[البقرة: 187].
الذكر: الشرف، ومنه قوله تعالى: {وإنه لذكر لك ولقومك} [الزخرف: 44] أو هو ما يذكر، أي: يقال ويحكى.
الحكيم: المحكم العاري من الاختلاف والاضطراب، أو هو فعيل بمعنى فاعل، أي: إنه حاكم فيكم، وعليكم، ولكم.
يزيغ: الزيغ: الميل، وأراد به الميل عن الحق.
الرشد: والرشاد، ضد الضلال، والغي.

6232 - عبد الله بن عمر - رضي الله عنه -: قال: «نزل جبريل عليه السلام على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فأخبره: أنها ستكون فتن، قال: فما المخرج منها يا جبريل؟ قال: كتاب الله، فيه نبأ ما قبلكم، ونبأ ما هو كائن بعدكم، وفيه الحكم بينكم، وهو حبل الله المتين، وهو النور المبين، وهو الصراط المستقيم، وهو الشفاء النافع، عصمة لمن تمسّك به، ونجاة لمن اتّبعه، لا يعوجّ فيقوّم، ولا يزيغ فيستعتب، ولا يخلق على كثرة الردّ، ولا تنقضي عجائبه، هو الذي لا تلتبس به الأهواء، ولا تشبع منه العلماء، هو الذي لم تنته الجنّ إذ سمعته أن قالوا: إنّا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرّشد فآمنّا به من وليه من جبّار فحكم بغير ما فيه قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضلّه الله، من قال به صدق، ومن عمل به أجر، ومن اتّبعه هدي إلى صراط مستقيم». أخرجه....
[شرح الغريب]
العصمة: ما يتمسك به، ويمتنع، ويلجأ إليه.

6233 - عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: «جمع الله في هذا الكتاب علم الأوّلين والآخرين، وعلم ما كان، وعلم ما يكون، والعلم بالخالق جلّ جلاله، وأمره، وخلقه». أخرجه....
الفصل الثاني: في فضل سورة منه، وآيات مخصوصة
فاتحة الكتاب
6234 - (خ د س) أبو سعيد بن المعلى - رضي الله عنه -: قال: «كنت أصلّي في المسجد،، فدعاني رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فلم أجبه، ثم أتيته، فقلت: يا رسول الله، إني كنت أصلي، فقال: ألم يقل الله: {استجيبوا للّه وللرّسول إذا دعاكم} [الأنفال: 25]؟ ثم قال لي: ألا أعلّمك سورة هي أعظم السّور في القرآن قبل أن تخرج من المسجد؟ ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج قلت: ألم تقل: لأعلّمنّك سورة هي أعظم سورة في القرآن؟ قال: الحمد للّه رب العالمين قال: هي السّبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته».
أخرجه البخاري، وقال: قال معاذ: وذكر الإسناد، وقال: «هي: الحمد للّه رب العالمين السبع المثاني». وأخرجه أبو داود، والنسائي.
وفي حديث أبي داود قال: «ما منعك أن تجيبني؟».

6235 - (ط) أبو سعيد بن المعلى - رضي الله عنه -: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «نادى أبيّ بن كعب، وهو يصلي، فلما فرغ من صلاته لحقه، قال أبيّ: فوضع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يده على يدي، فقال: إني لأرجو أن لا تخرج من المسجد حتى تعلم سورة ما أنزل في التّوراة، ولا في الإنجيل، ولا في الزّبور، ولا في القرآن مثلها، قال أبيّ: فجعلت أبطّئ في المشي رجاء ذلك، فلما دنا قلت: يا رسول الله السورة التي وعدتني؟ قال: كيف تقرأ إذا افتتحت الصلاة؟ قال أبيّ: فقرأت: الحمد للّه رب العالمين حتى أتيت على آخرها، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: هي هذه السورة، وهي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أعطيته». أخرجه الموطأ.
6236 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «خرج على أبيّ بن كعب وهو يصلي، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: يا أبيّ، فالتفت أبي فلم يجبه، وصلى وخفّف، ثم انصرف فقال: السلام عليك يا رسول الله، قال: وعليك السلام، ما منعك أن تجيبني إذ دعوتك؟ قال: كنت في صلاة، قال: أفلم تجد فيما أوحي إليّ أن: استجيبوا للّه وللرّسول إذا دعاكم لما يحييكم؟ قال: لا أعود إن شاء الله، قال: تحبّ أن أعلّمك سورة لم ينزل في التوراة، ولا في الإنجيل، ولا في الزّبور، ولا في الفرقان مثلها؟ قال: نعم، قال: كيف تقرأ في الصلاة؟ قال: فقرأ أمّ القرآن، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: والذي نفسي بيده، ما أنزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثلها، وإنها سبع من المثاني، والقرآن العظيم الذي أعطيته». أخرجه الترمذي.
[شرح الغريب]
الفرقان: من أسماء القرآن، لأنه فارق بين الحق والباطل، والحلال والحرام.

6237 - (ت س) أبي بن كعب - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ما أنزل الله في التوراة والإنجيل مثل أمّ القرآن، وهي السبع المثاني، وهي مقسومة بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل». أخرجه الترمذي، والنسائي.
6238 - (د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «الحمد للّه رب العالمين أمّ القرآن، وأمّ الكتاب، والسبع المثاني» أخرجه أبو داود، والترمذي.
6239 - (م س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: «بينا جبريل عليه السلام قاعد عند النبيّ -صلى الله عليه وسلم- سمع نقيضا من فوقه، فرفع رأسه، فقال: هذا باب من السماء فتح اليوم، لم يفتح قطّ إلا اليوم، فنزل منه ملك، فقال: هذا ملك نزل إلى الأرض، لم ينزل قط إلا اليوم، فسلّم، وقال: أبشر بنورين أوتيتهما، لم يؤتهما نبيّ قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته». أخرجه مسلم، والنسائي.
[شرح الغريب]
نقيضا: النقيض: الصوت.

البقرة وآل عمران
6240 - (م) أبو أمامة الباهلي - رضي الله عنه -: قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «اقرؤوا القرآن، فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه، اقرؤوا الزّهراوين: البقرة، وآل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان - أو غيايتان - أو كأنهما فرقان من طير صوافّ، تحاجّان عن صاحبهما، اقرؤوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة». قال معاوية بن سلام: بلغني أن البطلة: السّحرة. أخرجه مسلم.
زاد في رواية: «ما من عبد يقرأ بها في ركعة قبل أن يسجد، ثم سأل الله شيئا إلا أعطاه، إن كادت لتستحصي الدّين كلّه».

[شرح الغريب]
الزهراوين: لون أزهر: نير، والزهر، والزهرة البياض النير،وهو أحسن الألوان البيض.
الغمامة: السحابة، والجمع الغمام.
الغياية: كل شيء أظل الإنسان وغيره من فوقه، وهي كالسحابة، وأراد به: أن السورة كالشيء الذي يظل الإنسان من الأذى في الحر والبرد وغيرهما.
الفرق: الجماعة المنفردة من الغنم والطير ونحو ذلك.
صواف: جمع صافة، وهي التي تصف أجنحتها عند الطيران.
تحاجان: المحاجة: المخاصمة والمجادلة، وإظهار الحجة.
الاستحصاء: والإحصاء: جمع الشيء وعده والإحاطة به.

6241 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: «بعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعثا - وهم ذوو عدد - فاستقرأهم، فقرأ كلّ رجل ما معه من القرآن، فأتى على رجل من أحدثهم سنّا، فقال: ما معك أنت يا فلان؟ قال: معي كذا وكذا، وسورة البقرة، قال: أمعك سورة البقرة؟ قال: نعم، قال: اذهب فأنت أميرهم، فإنها إن كادت لتستحصي الدّين كلّه، فقال رجل من أشرافهم: والله ما منعني يا رسول الله أن أتعلّمها إلا خشية أن لا أقوم بما فيها، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: تعلّموا القرآن، وعلّموه، واقرؤوه، وقوموا به، فإن مثل القرآن لمن تعلّمه فقرأه، وقام به: كمثل جراب محشوّ مسكا، يفوح ريحه في كلّ مكان، ومثل من تعلّمه ويرقد وهو في جوفه: كمثل جراب أوكي على مسك». أخرجه الترمذي.
[شرح الغريب]
أوكي: الإيكاء: الشد.

6242 - (م ت) النواس بن سمعان - رضي الله عنه -: قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «يؤتى يوم القيامة بالقرآن وأهله الذين كانوا يعملون به في الدنيا تقدمه سورة البقرة وآل عمران - وضرب لهما رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثلاثة أمثال ما نسيتهن بعد - قال: كأنهما غمامتان - أو ظلّتان - سوداوان بينهما شرق، أو كأنهما خرقان من طير صوافّ، تحاجّان عن صاحبهما». أخرجه مسلم.
وعند الترمذي: «ما نسيتهنّ بعد، قال: يأتيان كأنهما غيايتان بينهما شرق، أو كأنهما غمامتان سوداوان، أو كأنهما ظلتّان من طير صوافّ، تجادلان عن صاحبهما».

[شرح الغريب]
الظلة: السحابة، لأنها تظل الإنسان، أي تغطيه، هكذا جاء في حديث النواس.
خرقان: بالخاء المعجمة، فإن كان محفوظا فهو من الخرق، أي: ما انخرق من الشيء وبان منه، وعلى ذلك ففتح الخاء أولى من كسرها، وعلى الكسر تكون من الخرقة، وهي القطعة من الجراد، وقد تقدم في رواية أبي أمامة فرقان وذكر معناها، وهو مناسب للتأويل الثاني، وقال بعضهم: الصواب: حزقان، بالحاء المهملة والزاي، من الحزقة، الجماعة من الناس والطير وغيرهما، وكذلك قال الجوهري.
بينهما شرق: أي ضوء، والشرق: المشرق، الشرق: الشمس.

6243 - (م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان يفرّ من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة».
أخرجه مسلم، والترمذي، وزاد مسلم قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا قضى أحدكم الصلاة في مسجده، فليجعل لبيته نصيبا من صلاته، فإن الله جاعل في بيته من صلاته خيرا».

6244 - (خ م د ت) أبو مسعود - رضي الله عنه -: عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- [أنه] قال: «من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة ليلة كفتاه». أخرجه البخاري، ومسلم، وأبو داود، والترمذي.
وأول حديث أبي داود قال: «سألت أبا مسعود وهو يطوف بالبيت، فقال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-...» وذكر الحديث.

6245 - (ت) النعمان بن بشير - رضي الله عنه -: قال: «إنّ الله كتب كتابا قبل أن يخلق السموات والأرض بألفي عام، أنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة، ولا تقرآن في دار ثلاث مرات فيقربها شيطان». أخرجه الترمذي.
آية الكرسي
6246 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لكلّ شيء سنام، وإنّ سنام القرآن سورة البقرة، وفيها آية هي سيدة آي القرآن: آية الكرسي». أخرجه الترمذي.

[شرح الغريب]
سنام القرآن: أعلاه، تشبيها بسنام البعير.

6247 - (م د) أبي بن كعب - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «يا أبا المنذر، أتدري أيّ آية من كتاب الله معك أعظم؟ قلت: {اللّه لا إله إلا هو الحيّ القيوم} [البقرة: 255] فضرب في صدري، وقال: ليهنك العلم أبا المنذر». أخرجه مسلم.
وفي رواية أبي داود قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أبا المنذر أيّ آية معك من كتاب الله أعظم؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: أبا المنذر أيّ آية من كتاب الله معك أعظم؟ قلت: الله لا إله إلا هو الحيّ القيوم...» الحديث.

6248 - (د) واثلة بن الأسقع - رضي الله عنه -: «أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- جاءهم في صفّة المهاجرين، فسأله إنسان: أيّ آية في القرآن أعظم؟ قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: الله لا إله إلا هو الحيّ القيوم». أخرجه أبو داود.
6249 - (خ) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: «وكّلني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بحفظ زكاة رمضان، فأتاني آت، فجعل يحثو من الطعام، فأخذته، وقلت: لأرفعنّك إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: إني محتاج، وعليّ عيال، وبي حاجة شديدة، قال: فخلّيت عنه، فأصبحت، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: يا أبا هريرة: ما فعل أسيرك البارحة؟ قلت: يا رسول الله، شكا حاجة وعيالا، فرحمته فخلّيت سبيله، قال: أما إنه قد كذبك وسيعود، فعرفت أنه سيعود، لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فرصدته، فجاء يحثو من الطعام، فأخذته، فقلت: لأرفعنّك إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: دعني، فإني محتاج، وعليّ عيال، لا أعود، فرحمته فخلّيت سبيله، فأصبحت، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: يا أبا هر، ما فعل أسيرك؟ قلت: يا رسول الله، شكا حاجة [شديدة] وعيالا فرحمته، فخلّيت سبيله، فقال: أما إنه قد كذبك وسيعود، فرصدته [الثالثة]، فجاء يحثو من الطعام، فقلت: لأرفعنّك إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وهذا آخر ثلاث مرات، إنّك تزعم لا تعود، ثم تعود، فقال: دعني، فإني أعلّمك كلمات ينفعك الله بها، قلت: ما هنّ؟ قال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي: الله لا إله إلا هو الحيّ القيوم، حتى تختم الآية، فإنه لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح، فخلّيت سبيله، فأصبحت، فقال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: يا أبا هر ما فعل أسيرك البارحة؟ قلت: يا رسول الله، زعم أنه يعلّمني كلمات ينفعني الله بها، فخلّيت سبيله، قال: ما هي؟ قلت: قال لي: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي من أولها، حتى تختم الآية الله لا إله إلا هو الحيّ القيوم، وقال لي: لن يزال عليك من الله حافظ، ولن يقربك شيطان، حتى تصبح -وكان أحرص شيء على الخير - فقال النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: أما إنّه قد صدقك وهو كذوب، تعلم من تخاطب منذ ثلاث يا أبا هريرة؟ قال: قلت: لا، قال: ذاك شيطان». أخرجه البخاري.
6250 - (ت) أبو أيوب الأنصاري - رضي الله عنه -: «أنه كانت له سهوة فيها تمر، وكانت تجيء الغول فتأخذ منه، قال: فشكا ذلك إلى النّبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فقال: اذهب فإذا رأيتها فقل: بسم الله، أجيبي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: فأخذها فحلفت أن لا تعود فأرسلها، فجاء إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: ما فعل أسيرك؟ قال: حلفت أن لا تعود، فقال: كذبت، وهي معاودة الكذب، قال: فأخذها مرة أخرى، فحلفت أن لا تعود، فأرسلها فجاء إلى النبيّ -صلى الله عليه وسلم- فقال: ما فعل أسيرك؟ قال: حلفت أن لا تعود، فقال: كذبت وهي معاودة الكذب، قال: فأخذها، فقال: ما أنا بتاركك، حتى أذهب بك إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقالت: إني ذاكرة لك شيئا: آية الكرسي اقرأها في بيتك فلا يقربك شيطان، ولا غيره، فجاء إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: ما فعل أسيرك؟ [قال]: فأخبره بما قالت، قال: صدقت، وهي كذوب». أخرجه الترمذي.
[شرح الغريب]
السهوة: وهي في البيت كالصفة أو كالخزانة.

النساء
6251 - علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: قال: «ما في القرآن آية أحب إليّ من هذه: {إنّ الله لا يغفر أن يشرك به، ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} [النساء: 48]». أخرجه....

6252 - عبد الله بن مسعود: قال: «خمس آيات ما يسرّني أن لي بهنّ الدنيا وما فيها إحداهنّ: {إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفّر عنكم سيّئاتكم، وندخلكم مدخلا كريما} [النساء: 31]، و{إنّ الله لا يظلم مثقال ذرّة، وإن تك حسنة يضاعفها، ويؤت من لدنه أجرا عظيما} [النساء: 40] و{ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله، واستغفر لهم الرّسول لوجدوا الله توّابا رحيما} [النساء: 64] و: {إنّ الله لا يغفر أن يشرك به، ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} [النساء: 48] و: {ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه، ثمّ يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما} [النساء: 110]». أخرجه....
الكهف
6253 - (م ت د) أبو الدرداء - رضي الله عنه -: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «من حفظ عشر آيات من أوّل (سورة الكهف) عصم من فتنة الدجال». وفي رواية: «من آخر الكهف».
أخرجه مسلم وأبو داود، وفي رواية الترمذي: «ثلاث آيات من أول سورة الكهف».

6254 - أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «من حفظ عشر آيات من آخر (سورة الكهف) عصم من فتنة الدّجّال». أخرجه....
يس
6255 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لكل شيء قلب، وقلب القرآن يس، ومن قرأها كتب له بقراءتها قراءة القرآن عشر مرات» - زاد في رواية: «دون يس». أخرجه الترمذي.

الدخان
6256 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من قرأ الدخان في ليلة، أصبح يستغفر له سبعون ألف ملك».
قال الترمذي: عمر بن أبي خثعم يضعف: قال محمد - يعني البخاري -: هو منكر الحديث.
وفي رواية: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من قرأ حم الدخان في ليلة الجمعة غفر له». أخرجه الترمذي.

الواقعة
6257 - عبد الله بن مسعود - رضي الله عنهما -: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «من قرأ كل ليلة سورة الواقعة لم تصبه فاقة [أبدا]، وفي المسبّحات: آية كألف آية». أخرجه....

[شرح الغريب]
فاقة: الفاقة: الحاجة.

الحشر
6258 - (ت) معقل بن يسار - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من قال حين يصبح [ثلاث مرات]: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، وقرأ ثلاث آيات من آخر (سورة الحشر)، وكّل الله به سبعين ألف ملك يصلّون عليه حتى يمسي، وإن مات في يومه مات شهيدا، ومن قرأها حين يمسي فكذلك». أخرجه الترمذي.

تبارك
6259 - (ت د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «من القرآن سورة ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له، وهي: تبارك الذي بيده الملك» أخرجه الترمذي.
وعند أبي داود: «تشفع لصاحبها».

6260 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: «ضرب بعض أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خباءه على قبر، وهو لا يحسب أنه قبر، فإذا قبر إنسان يقرأ فيه: (سورة الملك)، حتى ختمها، فأتى النّبيّ -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، ضربت خبائي على قبر وأنا لا أحسب أنه قبر، فإذا قبر إنسان يقرأ: (سورة الملك...)، حتى ختمها، فقال النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: هي المانعة، وهي المنجية تنجيه من عذاب القبر». أخرجه الترمذي.
إذا زلزلت
6261 - (د) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنه -: قال: «أتى رجل إلى النبيّ -صلى الله عليه وسلم- فقال: أقرئني يا رسول الله، قال: اقرأ ثلاثا من ذوات الر، فقال: كبرت سنّي، واشتد قلبي، وغلظ لساني، قال: فاقرأ ثلاثا من ذوات (حم)، فقال مثل مقالته، [قال: اقرأ ثلاثا من المسبّحات، فقال مثل مقالته] فقال الرجل: يا رسول الله أقرئني سورة جامعة، فأقرأه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: {إذا زلزلت الأرض زلزالها} [الزلزلة: 1 - 8] حتى فرغ منها، فقال الرجل: والّذي بعثك بالحق لا أزيد عليها أبدا، ثم أدبر الرجل، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أفلح الرّويجل - مرتين -». أخرجه أبو داود.

[شرح الغريب]
سورة جامعة: أواد بقوله: سورة جامعة، أنها تجمع أسباب الخير وما يتوقع من البركة.
الرويجل: تصغير رجل، على القياس: رجيل، فأما رويجل فإنه تصغير على غير قياس، وقد جاء في العربية أشياء مصغرة على غير قياس.

6262 - أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: «بينما نحن عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، إذ جاءه أعرابيّ، فقال: يا رسول الله، كبر سنّي، ورقّ عظمي، وغلظ لساني، فأقرئني سورة جامعة، فأقرأه: إذا زلزلت الأرض زلزالها حتى فرغ منها، فقال الرجل: والذي بعثك بالحق لا أزيد عليها ولا أنقص منها، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أفلح الرّويجل - ثلاثا». أخرجه....
الإخلاص
[شرح الغريب]
الإخلاص: سميت سورة الإخلاص: إما لأنها خالصة لله تعالى في صفته، أو لأن اللفظ بها قد أخلص التوحيد لله تعالى.
6263 - (خ ط د س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: «أن رجلا سمع رجلا يقرأ: قل هو الله أحد يردّدها، فلما أصبح جاء إلى النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فذكر ذلك له - وكان الرجل يتقالّها - فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: والذي نفسي بيده، إنها لتعدل ثلث القرآن».
قال البخاري: وزاد [أبو معمر: حدثنا] إسماعيل بن جعفر عن مالك عن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي سعيد قال: أخبرني أخي قتادة بن النعمان، عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- - وفي رواية: قال: «قال النبيّ -صلى الله عليه وسلم- لأصحابه: أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة؟ فشقّ ذلك عليهم، وقالوا: أيّنا يطيق ذلك يا رسول الله؟ فقال: الله أحد، الله الصمد ثلث القرآن». أخرجه البخاري، وأبو داود، وأخرج الموطأ الرواية الأولى، وقال: «يتفالّها» بالفاء، وأخرج النسائي الأولى.

[شرح الغريب]
ثلث القرآن: قد ذكر العلماء في كونه -صلى الله عليه وسلم- جعل «سورة الإخلاص» تعدل ثلث القرآن وجها صالحا، فيه مناسبة، قالوا: إن القرآن لا يعدو ثلاثة أقسام، وهي الإرشاد إلى معرفة ذات الله وتقديسه، أو معرفة صفاته وأسمائه، أو معرفة أفعاله وسنته مع عباده، ولما اشتملت سورة الإخلاص على أحد هذه الأقسام الثلاثة، وهو التقديس، وازنها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بثلث القرآن، لأن منتهى التقديس في أن يكون واحدا في ثلاثة أمور، لا يكون حاصلا منه من هو من نوعه، وشبهه، ودل عليه قوله: «لم يلد» ولا يكون هو حاصلا ممن هو نظيره وشبهه، ودل عليه قوله: «ولم يولد» ولا يكون في درجته، وإن لم يكن أصلا له ولا فرعا من هو مثله، ودل عليه «ولم يكن له كفوا أحد» ويجمع جميع ذلك قوله: «قل هو الله أحد» وجملته تفصيل قولك: لا إله إلا الله، فهذه أسرار القرآن، ولا تتناهى أمثال هذه الأسرار في القرآن، {ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين} [الأنعام: 59].

6264 - (م) أبو الدرداء - رضي الله عنه -: قال: «أيعجز أحدكم أن يقرأ في ليلة ثلث القرآن؟ قالوا: وكيف يقرأ ثلث القرآن؟ قال: قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن».
وفي رواية: أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «إنّ الله جزّأ القرآن ثلاثة أجزاء، فجعل: قل هو الله أحد جزءا من أجزاء القرآن». أخرجه مسلم.

6265 - (ت س) أبو أيوب الأنصاري - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أيعجز أحدكم أن يقرأ في ليلة ثلث القرآن؟ من قرأ: الله الواحد الصمد، فقد قرأ ثلث القرآن». أخرجه الترمذي.
وفي رواية النسائي قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «قل هو الله أحد ثلث القرآن».

6266 - (م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: «خرج إلينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: أقرأ عليكم ثلث القرآن؟ فقرأ: قل هو الله أحد، الله الصمد...» حتى ختمها.
وفي رواية قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «احشدوا، فإني سأقرأ عليكم ثلث القرآن، فحشد من حشد، ثم خرج النبيّ -صلى الله عليه وسلم- فقرأ: [قل هو] الله أحد) ثم دخل، فقال بعضنا لبعض: إني أرى هذا خبرا جاءه من السماء، فذاك الذي أدخله، ثم خرج النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فقال: إني قلت [لكم]: سأقرأ عليكم ثلث القرآن، ألا إنّها تعدل ثلث القرآن». أخرجه مسلم، والترمذي.

[شرح الغريب]
احتشدوا: الحشد: الجمع والاستكثار، أي: اجتمعوا، واستحضروا الناس.

6267 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «من قرأ: قل هو الله أحد كلّ يوم مائتي مرة، محي عنه ذنوب خمسين سنة، إلا أن يكون عليه دين، ومن أراد أن ينام على فراشه فنام على يمينه، ثم قرأ: قل هو الله أحد مائة مرة، قال له الربّ يوم القيامة: [يا عبدي]، ادخل على يمينك الجنّة». أخرجه الترمذي.
6268 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أن رجلا قال: «يا رسول الله، إني أحبّ هذه السورة: قل هو الله أحد قال: إنّ حبّك إيّاها أدخلك الجنة». أخرجه الترمذي.
6269 - (ط ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: «أقبلت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فسمع رجلا يقرأ: قل هو الله أحد فقال: وجبت، فقلت: ماذا يا رسول الله؟ قال: الجنّة، قال أبو هريرة: فأردت أن أذهب إلى الرجل فأبشّره، ففرقت أن يفوتني الغداء مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فآثرت الغداء مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ثم ذهبت إلى الرجل فوجدته قد ذهب». أخرجه الموطأ، وأخرج الترمذي، والنسائي المسند منه فقط.
[شرح الغريب]
ففرقت: فرقت أفرق فرقا: إذا فزعت من الشيء، وكذلك أشفقت من فلان، إذا خفته.

المعوذتان
6270 - (م ت د س) عقبة بن عامر - رضي الله عنه -: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «ألم تر آيات أنزلت هذه الليلة، لم ير مثلهن قطّ: قل أعوذ بربّ الفلق و: قل أعوذ بربّ النّاس».
وفي رواية قال: قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أنزل - أو أنزلت - عليّ آيات لم ير مثلهن قطّ: المعوذتين». زاد في رواية عند ذكر عقبة: «وكان من رفقاء أصحاب محمدّ -صلى الله عليه وسلم-». أخرجه مسلم.
وأخرج الترمذي، والنسائي الأولى.
وفي رواية أبي داود والنسائي قال: «كنت أقود برسول الله -صلى الله عليه وسلم- ناقته في سفر، فقال لي: يا عقبة، ألا أعلّمك خير سورتين قرئتا؟ فعلّمني: قل أعوذ بربّ الفلق و: قل أعوذ بربّ النّاس فلم يرني سررت بهما جدا، فلما نزل لصلاة الصبح صلّى بهما صلاة الصّبح للناس، فلما فرغ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الصلاة التفت إليّ، فقال: يا عقبة، كيف رأيت؟».
اختصره النسائي: «أنه سأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن المعوذتين؟ قال: عقبة: فأمّنا بهما رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في صلاة الفجر».
وله في أخرى قال: «اتّبعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو راكب، فوضعت يدي على قدمه، فقلت: أقرئني: (سورة هود) أو (سورة يوسف) قال: لن تقرأ شيئا أبلغ عند الله من [آيات] أنزلت عليّ الليلة، لم ير مثلهنّ قل أعوذ بربّ الفلق و: قل أعوذ بربّ النّاس».
وله في أخرى قال: «بينما أنا أقود برسول الله -صلى الله عليه وسلم- [راحلته] في غزاة، فقال: يا عقبة، قل، فاستمعت، فقال: يا عقبة، قل، فاستمعت، فقال الثالثة، فقلت: ما أقول؟ فقال: قل هو الله أحد فقرأ حتى ختمها، ثم قرأ قل أعوذ بربّ الفلق وقرأت معه حتى ختمها، ثم قرأ: قل أعوذ بربّ النّاس فقرأت معه، حتى ختمها، ثم قال: ما تعوّذ بمثلهنّ أحد».
وله في أخرى قال: «أهديت للنبيّ -صلى الله عليه وسلم- بغلة شهباء، فركبها، فأخذ عقبة يقودها به، فقال النبيّ -صلى الله عليه وسلم- لعقبة: اقرأ: قل أعوذ بربّ الفلق من شرّ ما خلق فأعادها [عليّ]، حتى قرأتها، فعرف أني لم أفرح بها جدا، فقال: لعلك تهاونت بها؟ فما قمت - يعني: بمثلها».
وله في أخرى قال: «بينما أقود برسول الله -صلى الله عليه وسلم- في نقب من تلك النّقاب، إذ قال: ألا تركب يا عقبة؟ فأجللت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن أركب مركب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ثم قال: ألا تركب يا عقبة، فأشفقت أن يكون معصية، فنزل فركبت هنيهة، ونزلت، وركب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ثم قال: ألا أعلّمك سورتين من خير سورتين قرأ بهما الناس؟ فأقرأني: قل أعوذ بربّ الفلق و: قل أعوذ بربّ النّاس فأقيمت الصلاة، فتقدّم فقرأ بهما، ثم [مرّ بي]، فقال: كيف رأيت يا عقبة؟ اقرأ بهما كلما نمت وقمت».
وزاد في أخرى: «ما سأل سائل بمثلهما، ولا استعاذ مستعيذ بمثلهما».
ولأبي داود في أخرى قال: «بينا أنا أسير مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بين الجحفة والأبواء، إذ غشيتنا ريح وظلمة شديدة، فجعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتعوّذ بأعوذ برب الفلق، وأعوذ برب الناس، ويقول: يا عقبة، تعوّذ بهما، فما تعوّذ متعوّذ بمثلهما». وقال: «وسمعته يؤمّنا بهما في الصلاة».
وأخرج الترمذي من هذا طرفا آخر قال: «أمرني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن أقرأ بالمعوذتين في دبر كل صلاة».

6271 - (س) عبد الله بن خبيب - رضي الله عنه -: قال: «أصابنا طشّ وظلمة، فانتظرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليصلي بنا... [ثم ذكر كلاما معناه] فخرج، فقال: قل، قلت: ما أقول؟ قال: قل هو الله أحد، الله الصمد والمعوذتين - حين تمسي وحين تصبح [ثلاثا]، تكفيك كلّ شيء».
وفي رواية قال: «كنت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في طريق مكة، فأصبت خلوة من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فدنوت منه، فقال: قل، قلت: ما أقول؟ قال: قل، قلت: ما أقول؟ قال: قل أعوذ بربّ الفلق حتى ختمها، ثم قال: ما تعوّذ الناس بأفضل منهما». أخرجه النسائي.

[شرح الغريب]
طش: الطش أقل ما يكون من المطر.

6272 - (س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «اقرأ يا جابر، قلت: وماذا أقرأ - بأبي أنت وأمّي - قال: اقرأ: قل أعوذ بربّ الفلق و: قل أعوذ بربّ النّاس فقرأتهما، فقال: اقرأ بهما، ولن تقرأ بمثلهما». أخرجه النسائي.
سورة مشتركة
6273 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال لرجل من أصحابه: «هل تزوجت يا فلان؟ قال: لا والله، ولا عندي ما أتزوّج به، قال: أليس معك قل هو الله أحد؟ قال: بلى، قال: ثلث القرآن، قال: أليس معك: إذا جاء نصر الله والفتح؟ قال: بلى، قال: ربع القرآن، قال: أليس معك: قل يا أيّها الكافرون؟ قال: بلى، قال: ربع القرآن، قال: أليس معك: إذا زلزلت؟ قال: بلى، قال: ربع القرآن، قال: تزوّج، تزوّج».
وفي رواية قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من قرأ: إذا زلزلت عدلت له بنصف القرآن، ومن قرأ: قل يا أيّها الكافرون عدلت له بربع القرآن ومن قرأ: قل هو الله أحد عدلت له بثلث القرآن». أخرجه الترمذي.

6274 - (ت) أبوهريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من قرأ الدخان كلّها، وأول (حم غافر - إلى قوله: إليه المصير) وآية الكرسي حين يمسي، حفظ بها حتى يصبح، ومن قرأها حين يصبح حفظ بها حتى يمسي». أخرجه الترمذي.
6275 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: «إذا زلزلت تعدل نصف القرآن، و: قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن، و: قل يا أيّها الكافرون تعدل ربع القرآن». أخرجه الترمذي.
6276 - (ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من سرّه أن ينظر إلى يوم القيامة كأنّه رأي عين فليقرأ: إذا الشّمس كوّرت و: إذا السّماء انفطرت و: إذا السّماء انشقّت». أخرجه الترمذي.
6277 - (ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- «كان لا ينام حتى يقرأ: {الم: تنزيل}، و: {تبارك الّذي بيده الملك}».
قال طاوس: «تفضلان على كل سورة في القرآن بسبعين حسنة». أخرجه الترمذي.

6278 - محمد بن شهاب الزهري - رحمه الله -: أنّ حميد بن عبد الرحمن أخبره: «أن: قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن، وأن: تبارك الّذي بيده الملك تجادل عن صاحبها في قبره». أخرجه....
الفصل الثالث: في فضل القراءة والقارئ
6279 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله تبارك وتعالى يتلون كتاب الله عزّ وجلّ، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفّتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده». أخرجه أبو داود.

[شرح الغريب]
السكينة: فعيلة من السكون والطمأنينة، والمراد به: الرحمة.
حفتهم: الملائكة: أي أحاطت بهم من جوانبهم.

6280 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «أيحبّ أحدكم إذا رجع إلى أهله أن يجد ثلاث خلفات عظام سمان؟ قلنا: نعم، قال: فثلاث آيات يقرأ بهنّ أحدكم في صلاة خير له من ثلاث خلفات عظام سمان». أخرجه مسلم.
[شرح الغريب]
الخلفات: جمع خلفة، وهي الناقة الحامل، والجمع مخاض.

6281 - (م د) عقبة بن عامر - رضي الله عنه -: قال: «خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ونحن في الصّفّة، فقال: أيّكم يحبّ أن يغدو كلّ يوم إلى بطحان - أو قال: إلى العقيق - فيأتي منه بناقتين كوماوين في غير إثم ولا قطيعة رحم؟ فقلنا: [يا رسول الله] نحبّ ذلك، قال: أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد، فيعلم - أو يقرأ - آيتين من كتاب الله خير له من ناقتين، وثلاث [خير له من ثلاث]، وأربع خير له من أربع، ومن أعدادهنّ من الإبل». أخرجه مسلم.
وفي رواية أبي داود قال مثله إلى: «كوماوين»، ثم قال: «زهراوين بغير إثم بالله عز وجل، ولا قطع رحم؟ قالوا: كلّنا يا رسول الله، قال: فلأن يغدو أحدكم كلّ يوم إلى المسجد، فيتعلّم آيتين من كتاب الله عز وجلّ، خير له من ناقتين، وإن ثلاث فثلاث، مثل أعدادهنّ من الإبل».

[شرح الغريب]
الكوماء: الناقة العظيمة السنام، وكوماوان، تثنيتها.

6282 - (ت) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: «الم» حرف، ولكن «ألف» حرف، و«لام» حرف، و«ميم» حرف». أخرجه الترمذي.
6283 - (خ م د س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «ما أذن الله لشيء ما أذن لنبيّ: أن يتغنّى بالقرآن، يجهر به».
أخرجه البخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي، وقد تقدّم لهذا الحديث روايات في «كتاب تلاوة القرآن» من حرف التاء.

[شرح الغريب]
أذن: أذن الرجل الشيء، إذا استمع إليه.
والتغني: بالقرآن، هو الاستغناء به، هكذا جاء في بعض روايات الحديث، وقيل: هو تحسين الصوت بقراءته، وقد ذكرنا شرح ذلك مستوفى فيما مضى من الكتاب.

6284 - (ت) أبو أمامة [الباهلي] - رضي الله عنه -: قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «ما أذن الله تبارك وتعالى لشيء ما أذن لعبد يقرأ القرآن في جوف الليل، وإنّ البرّ ليذرّ على رأس العبد ما دام في مصلاه، وما تقرّب العباد إلى الله بمثل ما خرج منه».
قال أبو النضر: يعني القرآن، ومنه بدأ الأمر به، وإليه يرجع الحكم فيه.
أخرجه الترمذي، وأول حديثه: «ما أذن الله لعبد في شيء أفضل من ركعتين يصليهما، وإن البرّ...» الحديث.

6285 - (ت د س) عقبة بن عامر - رضي الله عنه -: قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «الجاهر بالقرآن كالجاهر بالصدقة، والمسرّ بالقرآن كالمسرّ بالصدقة». أخرجه أبو داود، والترمذي، والنسائي.
وقال الترمذي: معنى الحديث: أن الذي يسرّ بقراءة القرآن أفضل من الذي يجهر؛ لأن صدقة السر أفضل عند أهل العلم من صدقة العلانية، وإنما معنى هذا عند أهل العلم: لكي يأمن الرجل من العجب؛ لأن الذي يسرّ [بالعمل] لا يخاف عليه العجب ما يخاف عليه في العلانية.

6286 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: قال رجل: «يا رسول الله، أيّ الأعمال أحبّ إلى الله؟ قال: الحالّ المرتحل - قال: وما الحالّ المرتحل؟ قال: [الذي] يضرب من أول القرآن إلى آخره، كلما حلّ ارتحل». أخرجه الترمذي.
6287 - (ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «يقول الرب تبارك وتعالى: من شغله قراءة القرآن عن مسألتي: أعطيته أفضل ما أعطي السائلين». أخرجه الترمذي.
6288 - (د) سهل بن معاذ الجهني: عن أبيه - رضي الله عنه - قال: «إنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: من قرأ القرآن وعمل به، ألبس والداه تاجا يوم القيامة، ضوؤه أحسن من ضوء الشمس في بيوت الدّنيا لو كانت فيكم، فما ظنكم بالذي عمل بهذا؟». أخرجه أبو داود.
6289 - (ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من قرأ القرآن فاستظهره، فأحلّ حلاله، وحرّم حرامه، أدخله الله به الجنة، وشفّعه في عشرة من أهل بيته، كلّهم قد وجبت لهم النار». أخرجه الترمذي.
[شرح الغريب]
استظهر القرآن: أي حفظه، يقول: قرأت القرآن عن ظهر قلبي، أي: قرأته من حفظي.

6290 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «يجيء صاحب القرآن يوم القيامة،فيقول: يا ربّ حلّه، فيلبس تاج الكرامة، ثم يقول: يا رب زده، فيلبس حلّة الكرامة، ثم يقول: يا رب ارض عنه، فيقول: رضيت عنه، فيقال له: اقرأ وارق، ويعطى بكل آية حسنة». أخرجه الترمذي.
وله في أخرى نحوه، ولم يرفعه، قال: وهذا أصح عندنا.

6291 - (د ت) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارق ورتّل كما كنت ترتّل في دار الدنيا، فإنّ منزلك عند آخر آية تقرأ بها». أخرجه الترمذي، وأبو داود.
6292 - (خ م د ت) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «الماهر بالقرآن مع السّفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق، له أجران». أخرجه البخاري، ومسلم.
وفي رواية أبي داود، والترمذي: «الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به...» الحديث. وليس فيه لفظة: «يتتعتع»، وقال أبو داود: «وهو يشتد عليه».

[شرح الغريب]
الماهر: الحاذق بالشيء العارف به.
السفرة: جمع سافر، وهو الكاتب، والمراد بهم الملائكة الحفظة.
البررة: جمع بار، وهو الصادق، والمراد بهم أيضا الملائكة.
يتتعتع: التتعتع في القول: التردد فيه.

6293 - (خ) أسيد بن حضير - رضي الله عنه -: قال: «بينما هو يقرأ من الليل سورة البقرة، وفرسه مربوطة عنده، إذ جالت الفرس، فسكت، فسكنت الفرس، فقرأ، فجالت، فسكت، فسكنت الفرس، ثم قرأ فجالت الفرس، فانصرف، وكان ابنه يحيى قريبا منها، [فأشفق أن تصيبه] ولما أخّره رفع رأسه إلى السماء، فإذا مثل الظّلّة، فيها أمثال المصابيح، فلما أصبح حدّث النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فقال: اقرأ يا ابن حضير: [اقرأ يا ابن حضير] قال: أشفقت يا رسول الله أن تطأ يحيى، وكان منها قريبا، فانصرفت إليه، ورفعت رأسي إلى السماء، فإذا مثل الظّلّة فيها أمثال المصابيح، فخرجت حتى لا أراها، قال: وتدري ما ذاك؟ قال: لا، قال: تلك الملائكة دنت لصوتك، ولو قرأت لأصبحت ينظر الناس إليها، لا تتوارى منهم». أخرجه البخاري.
6294 - (م) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: «أن أسيد بن حضير بينما هو ليلة يقرأ في مربده، إذ جالت فرسه، فقرأ، ثم جالت أخرى، فقرأ، ثم جالت أيضا، قال أسيد: فخشيت أن تطأ يحيى، فقمت، إليها، فإذا مثل الظّلّة فوق رأسي، فيها أمثال السّرج عرجت في الجوّ حتى ما أراها، قال: فغدوت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقلت: يا رسول الله، بينما أنا البارحة من جوف الليل أقرأ في مربدي، إذ جالت فرسي، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: اقرأ ابن حضير، قال: فقرأت، ثم جالت أيضا، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: اقرأ ابن حضير، قال: فقرأت ثم جالت أيضا، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: اقرأ ابن حضير، قال: فانصرفت، وكان يحيى قريبا منها، فخشيت أن تطأه، فرأيت مثل الظّلّة، فيها أمثال السّرج عرجت في الجوّ حتى ما أراها، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: تلك الملائكة كانت تستمع لك، ولو قرأت لأصبحت يراها الناس ما تستتر منهم». أخرجه مسلم.
وأورده الحميديّ في أفراد مسلم من مسند أبي سعيد الخدري، وأورد الحديث الذي قبله في أفراد البخاري من مسند أسيد بن حضير، وقال: وأورده أبو مسعود الدمشقي في مسند أبي سعيد، وهو عندي أحق بمسند أسيد بن حضير، وأن يكون متفقا بين البخاري، ومسلم.
قلت: والحق في يدي الحميديّ، فإن البخاري أيضا إنّما أخرج هذا الحديث عن [أبي سعيد] الخدري عن أسيد، وقد أوردنا الحديثين مفردين، كما أورداه، ونبّهنا على ما ذكره الحميديّ.

[شرح الغريب]
المربد: موقف الإبل، والمراد: موضعه الذي كان فيه.
العروج: الصعود إلى فوق.

6295 - (خ م ت) البراء بن عازب - رضي الله عنه -: قال: «كان رجل يقرأ (سورة الكهف) وعنده فرس مربوطة بشطنين، فتغشّته سحابة فجعلت تدنو، وجعل فرسه ينفر منها، فلما أصبح أتى النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فذكر له ذلك، فقال: تلك السكينة تنزّلت للقرآن»، وفي رواية: «اقرأ فلان، فإنها السكينة تنزّلت عند القرآن» «أو للقرآن»، وفي رواية: «تنزّلت بالقرآن». أخرجه البخاري، ومسلم، والترمذي.
[شرح الغريب]
الشطن: الحبل.

6296 - (د) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن، مثل الأترجّة، ريحها طيّب، وطعمها طيّب، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن، مثل التمرة، طعمها طيّب، ولا ريح لها، ومثل الفاجر الذي يقرأ القرآن، كمثل الرّيحانة، ريحها طيّب، وطعمها مرّ، ومثل الفاجر الذي لا يقرأ القرآن، كمثل الحنظلة، طعمها مرّ، ولا ريح لها، ومثل جليس الصالح، كمثل صاحب المسك، إن لم يصبك منه شيء، أصابك من ريحه، ومثل جليس السوء، كمثل صاحب الكير، إن لم يصبك منه من سواده أصابك من دخانه». أخرجه أبو داود، وقد تقدّم لأبي موسى في «كتاب تلاوة القرآن» مثل هذا.
6297 - (م) عامر بن واثلة - رحمه الله -: «أن نافع بن عبد الحارث لقي عمر بعسفان، وكان عمر استعمله على أهل مكة، فقال: من استعملت على أهل الوادي؟ قال: ابن أبزى، قال: ومن ابن أبزى؟ قال: مولى من موالينا، قال: فاستخلفت عليهم مولى؟ قال: إنّه قارئ لكتاب الله عز وجل، وإنّه عالم بالفرائض، قال عمر: أما إنّ نبيّكم -صلى الله عليه وسلم- قد قال: إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما، ويضع به آخرين». أخرجه مسلم.
6298 - (خ ت د) عثمان بن عفان - رضي الله عنه -: أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه». أخرجه البخاري، والترمذي، وأبو داود، وزاد الترمذي: قال أبو عبد الرحمن السّلمي: «فذاك الذي أقعدني مقعدي هذا» وعلّم القرآن في زمن عثمان، حتى بلغ الحجاج بن يوسف.
وفي أخرى للبخاري: «أو علّمه»، وفي أخرى للترمذي: أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «خيركم - أو أفضلكم - من تعلّم القرآن».

6299 - (ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه». أخرجه الترمذي.
6300 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إنّ الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب». أخرجه الترمذي.
الفصل الرابع: في أحاديث متفرقة
6301 - (د) سعد بن عبادة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ما من امرئ يقرأ القرآن ثم ينساه إلا لقي الله عز وجل يوم القيامة أجذم». أخرجه أبو داود.
زاد رزين: «واقرؤوا إن شئتم: {قال: ربّ لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا؟ قال: كذلك أتتك آياتنا فنسيتها، وكذلك اليوم تنسى} [طه: 124 - 126]».

[شرح الغريب]
الأجذم: المقطوع اليد، أو الذي به الجذام، والأول أوجه.

6302 - (د ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «عرضت عليّ أجور أمّتي، حتى القذاة يخرجها الرجل من المسجد، وعرضت عليّ ذنوب أمّتي، فلم أر فيها ذنبا أعظم من سورة من القرآن - أو آية - أوتيها [رجل]، ثم نسيها». أخرجه أبو داود، والترمذي.
[شرح الغريب]
القذاة: ما يقع في العين من تراب أو قشر أو نحو ذلك من الأشياء القليلة المقدار.

6303 - (ت) عمران بن حصين - رضي الله عنه -: [أنه] «مرّ على قارئ يقرأ القرآن، ثم يسأل الناس به، فاسترجع عمران، وقال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: من قرأ القرآن، فليسأل الله به، فإنه سيجيء أقوام يقرؤون [القرآن] ويسألون به الناس». أخرجه الترمذي.
6304 - (ت) صهيب - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ما آمن بالقرآن من استحلّ محارمه». أخرجه الترمذي.
6305 - (خ م ط د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- «نهى أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدوّ». أخرجه البخاري، ومسلم، والموطأ، وأبو داود.
قال مالك: وإنما ذلك مخافة أن يناله العدو.
ولمسلم: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تسافروا بالقرآن، فإني لا آمن أن يناله العدو».
وفي أخرى: «فإني أخاف أن يناله العدو».
وقال أيوب: «فقد ناله العدوّ وخاصموكم [به]».


التوقيع :
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الفضائل, كتاب

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:01 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir