بابُ النَّعْتِ
(1) تَقَدَّمَ إعرابُهُ.
(النعتُ): مبتدأٌ.
(تابعٌ): خبرٌ.
(للمنعوتِ): مُتَعَلِّقٌ بـ تابعٌ.
(في رَفْعِهِ): مُتَعَلِّقٌ أيضًا بـ تابعٌ.
ورفعِ: مُضَافٌ.
والهاءُ: مُضَافٌ إليهِ مَبْنِيٌّ على الكَسْرِ في مَحَلِّ جرٍّ.
(ونَصْبِهِ وخَفْضِهِ، وتَعريفِهِ وتَنكيرِهِ): مَعطوفاتٌ على رَفْعِهِ، والضميرُ فيها مُضَافٌ إليهِ كضميرِ رَفْعِهِ.
يَعْنِي:
أنَّ النعتَ يَتْبَعُ مَنعوتَهُ في اثنَيْنِ مِن الخمسةِ المذكورةِ:
- في واحدٍ مِنْ ألْقابِ الإعرابِ الثلاثةِ التي هيَ: الرفْعُ والنصْبُ والخفْضُ.
-وواحدٍ مِن التعريفِ والتنكيرِ.
سواءٌ كانَ النعتُ حقيقيًّا؛وهوَ الذي رَفَعَ ضميرًا يعودُ على المنعوتِ، نحوُ: (جاءَ الرجُلُ العاقلُ).
فالرجُلُ: فاعلٌ بـ جاءَ.
والعاقِلُ: نعتٌ لهُ، وهوَ اسمُ فاعلٍ يَعملُ عَمَلَ فِعْلِهِ فيَرْفَعُ فاعلاً.
وفاعلُهُ ضميرٌ مُسْتَتِرٌ فيهِ جوازًا تقديرُهُ هوَ، يعودُ على الرجُلُ.
ووَجْهُ تَبَعِيَّتِهِ في اثنيْنِ مِنْ خمسةٍ:
أنَّ العاقلَ تابِعٌ لمنعوتِهِ وهوَ الرجلُ في الرفْعِ، والرَّفْعُ واحدٌ منْ ثلاثةٍ.
وكُلٌّ منهما مُعَرَّفٌ بـ ألْ، والتعريفُ واحدٌ مِن اثنَيْنِ.
أوْ كانَ النعتُ سَبَبِيًّا،وهوَ الذي يَرْفَعُ اسمًا ظاهرًا يَشتمِلُ على ضميرٍ يعودُ على المنعوتِ، نحوُ: (جاءَ الرجُلُ العاقلُ أَبُوهُ).
فالرجُلُ: فاعلٌ بـ جاءَ.
والعاقلُ: نَعْتٌ لهُ نعتٌ سَبَبِيٌّ.
وأبو: فاعلٌ بالعاقلِ مرفوعٌ بالواوِ؛ لأنَّهُ من الأسماءِ الخمسةِ.
وأبو: مُضَافٌ.
والهاءُ: مُضَافٌ إليهِ مَبْنِيٌّ على الضَّمِّ في مَحَلِّ جرٍّ.
ووَجْهُ تَبَعِيَّتِهِ لمنعوتِهِ في اثنَيْنِ مِنْ خمسةٍ ما تَقَدَّمَ فيما قَبْلَهُ.
ووَجْهُ كونِهِ سَبَبِيًّا كونُهُ رفَعَ اسمًا ظاهرًا وهوَ أَبُوهُ.
وذلكَ الاسمُ مُشتمِلٌ على ضميرٍ يعودُ على المنعوتِ، وهوَ الهاءُ مِنْ أبوهُ.
ثمَّ إنْ كانَ النعتُ سَبَبِيًّا اقْتَصَرَ فيهِ على ذلكَ، وإنْ كانَ حقيقيًّا تَبِعَهُ أيضًا في اثنَيْنِ مِنْ خمسةٍ؛ وهيَ:
-واحدٌ مِن التذكيرِ والتأنيثِ.
-وواحدٌ مِن الإفرادِ والتثنيَةِ والجمْعِ، ويَكْمُلُ لهُ حينئذٍ أربعةٌ مِنْ عَشَرَةٍ.
(2) (تقولُ) في النعتِ الحقيقيِّ المستكمِلِ لأربعةٍ مِنْ عشرةٍ في الرفعِ معَ الإفرادِ والتعريفِ والتذكيرِ: (قامَ زيدٌ العاقلُ).
وإعرابُهُ:
تقولُ:فعلٌ مضارِعٌ مرفوعٌ بالضمَّةِ الظاهِرَةِ.
قامَ زيدٌ: فعلٌ وفاعلٌ.
والعاقلُ: نعتٌ لـ زيدٌ، ونعتُ المرفوعِ مرفوعٌ.
ووَجْهُ تَبَعِيَّتِهِ لمنعوتِهِ في الأربعةِ المذكورةِ أنَّ العاقلَ مرفوعٌ، والرفْعُ واحدٌ مِنْ ثلاثةٍ.
وهوَ مُفْرَدٌ: والإفرادُ واحدٌ مِنْ ثلاثةٍ أيضًا.
ومُذَكَّرٌ: والتذكيرُ واحدٌ مِن اثنَيْنِ، وهما التذكيرُ والتأنيثُ.
ومَعْرِفَةٌ: والتعريفُ واحدٌ مِن اثنَيْنِ، وهما التعريفُ والتنكيرُ.
لَكِنَّ مَعرِفَةَ زيدٌ بالْعَلَمِيَّةِ، ومعرِفَةَ العاقلُ بـ ألْ.
(و) تقولُ في النصبِ: (رَأَيْتُ زيدًا العاقلَ).
وإعرابُهُ:
رَأَيْتُ: فعلٌ وفاعلٌ.
وزيدًا: مفعولٌ بهِ منصوبٌ.
والعاقلَ: نعتٌ لـ زيدًا، ونَعْتُ المنصوبِ منصوبٌ.
ووَجْهُ تَبَعِيَّتِهِ لمنعوتِهِ ما تَقَدَّمَ في الذي قَبْلَهُ، لكنْ بتبديلِ الرفعِ بالنصبِ.
(و) تقولُ في الْخَفْضِ:
(مَرَرْتُ بزيدٍ العاقلِ).
وإعرابُهُ:
مَرَرْتُ: فعلٌ وفاعلٌ.
بزيدٍ: جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بـ مَرَرْتُ.
العاقلِ: نعتٌ لـ زيدٍ، ونعتُ المجرورِ مجرورٌ.
ووَجْهُ تَبَعِيَّتِهِ لمنعوتِهِ ما تَقَدَّمَ في الذي قَبْلَهُ، لكنْ بتبديلِ النصبِ بالجَرِّ.
وبقيَّةُ أقسامِ النعْتِ مِنْ تذكيرٍ وتأنيثٍ وتَثنيَةٍ وجَمْعٍ معلومةٌ؛ فلا نُطيلُ بذِكْرِها، وقد اسْتَوْفَاها الشيخُ خَالِدٌ الشارحُ لهذا الْمَحَلِّ فرَاجِعْهُ.