5/1353 - وَعَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ - أَخِي جُوَيْرِيَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - قَالَ: مَا تَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ مَوْتِهِ دِرْهَماً وَلا دِينَاراً، وَلا عَبْداً وَلا أَمَةً، وَلا شَيْئاً، إِلاَّ بَغْلَتَهُ الْبَيْضَاءَ، وَسِلاحَهُ، وَأَرْضاً جَعَلَهَا صَدَقَةً. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.
(وَعَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ): وهُوَ عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي ضِرَارٍ؛ بِكَسْرِ الضَّادِ الْمُعْجَمَةِ وَرَاءٍ خَفِيفَةٍ، عِدَادُهُ فِي أَهْلِ الْكُوفَةِ، رَوَى عَنْهُ أَبُو وَائِلٍ شَقِيقُ بْنُ سَلَمَةَ وَغَيْرُهُ، قَالَهُ المُصَنِّفُ في التَّقْرِيبِ.
(أَخِي جُوَيْرِيَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَ: مَا تَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ مَوْتِهِ دِرْهَماً وَلا دِينَاراً، وَلا عَبْداً وَلا أَمَةً، وَلا شَيْئاً، إِلاَّ بَغْلَتَهُ الْبَيْضَاءَ، وَسِلاحَهُ، وَأَرْضاً جَعَلَهَا صَدَقَةً. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ).
الْحَدِيثُ دَلِيلٌ عَلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ تَنَزُّهِهِ عَن الدُّنْيَا وَأَدْنَاسِهَا وَأَعْرَاضِهَا، وَخُلُوِّ قَلْبِهِ وَقَالَبِهِ عَن الاشْتِغَالِ بِهَا؛ لأَنَّهُ مُتَفَرِّغٌ لِلإِقْبَالِ عَلَى تَبْلِيغِ مَا أُمِرَ بِهِ، وَعِبَادَةِ مَوْلاهُ، وَالاشْتِغَالِ بِمَا يُقَرِّبُهُ إلَيْهِ، وَمَا يَرْضَاهُ.
وَقَوْلُهُ: "وَلا عَبْداً، وَلا أَمَةً"، وَقَدْ قَدَّمْنَا أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْتَقَ ثَلاثاً وَسِتِّينَ رَقَبَةً، فَلَمْ يَمُتْ وَعِنْدَهُ مَمْلُوكٌ. وَالأَرْضُ الَّتِي جَعَلَهَا صَدَقَةً، قَالَ أَبُو دَاوُدَ: كَانَتْ نَخْلُ بَنِي النَّضِيرِ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَاصَّةً لهُ، أَعْطَاهُ اللَّهُ إيَّاهَا، فَقَالَ: {مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ}، فَأَعْطَى أَكْثَرَهَا الْمُهَاجِرِينَ، وَبَقِيَ مِنْهَا صَدَقَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّتِي فِي أَيْدِي بَنِي فَاطِمَةَ.
وَلأَبِي دَاوُدَ أَيْضاً مِنْ طَرِيقِ ابْنِ شِهَابٍ: كَانَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلاثُ صَفَايَا: بَنُو النَّضِيرِ، وَخَيْبَرُ، وَفَدَكُ، فَأَمَّا بَنُو النَّضِيرِ فَكَانَتْ حَبْساً لِنَوَائِبِهِ، وَأَمَّا فَدَكُ فَكَانَتْ حَبْساً لأَبْنَاءِ السَّبِيلِ، وَأَمَّا خَيْبَرُ فَجَزَّأَهَا بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ، ثُمَّ قَسَمَ جُزْءاً لِنَفَقَةِ أَهْلِهِ، وَمَا فَضَلَ مِنْهُ جَعَلَهُ فِي فُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ.