بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلق الله أجمعين وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحابته الغر الميامين ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين, أما بعد:
فهذا قبس من نور هذا العلم الذي علمنا الله إياه في يومنا هذا ومنّ علينا به وتقييد لما فتح الله علينا به من فوائد:
- بيان أوجه فضل العلم:
1. أنه أصل معرفة الهدى, وبه تكون نجاة العبد من الشقاء في الدنيا والآخرة.
2. أنه أصل كل عبادة, فبه يحقق العبد شرطي قبول العمل وهما الإخلاص والمتابعة.
3. أنه حرزٌ وحصن للعبد من الفتن والمُضلات ومن كيد شياطين الإنس والجن.
4. أنه طريق معرفة العبد بربه ومحبته له, ولزوم أمره واجتناب نهيه.
5. أنه رفعة للعبد فب الدارين.
6. أنه يدل المرء ويبصره بمعالي الأمور ومحاسنها , ويبصره أيضًا بسفاسفها وقبيحها, فيحرص على الطيب الحسن ويتجنب القبيح السيء.
7. أنه من أجل القربات إلى الله ومن أعظم أسباب نيل محبته سبحانه للعبد.
8. عظم نفع العلم لصاحبه واستمراره حتى بعد موته, فكم من عالمٍ مات وظلّ حيًا بعلمه بين الناس يُحيي به الله القلوب ويهدي به الضال, وكل ذلك يصل أجره لذلك العالم.
- الأدلة على فضل العلم وأهله:
1. "من طلب العلم بنية صالحة حصل له من الرفعة – بإذن الله عز وجل – بقدر ما آتاه الله عز وجل من العلم" :
وفي هذا تنبيه على أن حصول الرفعة للعبد بالعلم معقود بصلاح نيّته وإخلاصه لله عز وجل في الطلب, وكلما عظم صلاح نية العبد بُورك له في علمه وأثره, وحصل له من الرفعة الشيء الكثير.
2. أن الرفعة الحقة هي التي تكفل الله بها ووعد, وهي رفعة الإيمان والعلم.
3. خشية الله ثمرة العلم بالله عز وجل, وكلما كان العبد بربه أعرف كان منه أخوف.
4. أمر الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم أن يسأله أن يزيده علمًا دليلٌ ظاهرٌ على عظم منزلة العلم وفضله.
5. أن من علامة إرادة الله بالعبد خيرًا أن يفقهه في الدين, لقوله صلى الله عليه وسلم: "من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين".
6. العلم غيثٌ للقلوب, وبقدر صلاحها يكون انتفاعها به.
7. تفاوت الناس بالانتفاع بالعلم.
8. طالب العلم وريث الأنبياء, ويالها من منزلة عظيمة لو فقهها!
9. قال ابن عبد البر في التمهيد أن استغفار الملائكة دليلٌ على أن الله يغفر له -إن شاء الله- وقال: (ألا ترى أن طلب العلم من أفضل الأعمال، وإنما صار كذلك -والله أعلم- لأن الملائكة تضع أجنحتها له بالدعاء والاستغفار).
- الآثار المروية عن السلف الصالح في فضل طلب العلم:
1. الرؤية التي ذكرها ابن بطال في شرح صحيح البخاري تصور حال ما أعده الله لطالب علمٍ صدق في نيته, وأخلص في طلبه, ولقي الله وهو لم يبلغ درجة العلماء, فكيف بمن منّ الله عليه وبلّغه العلم وأمدّ في عمره, فعَلِمَ وعَلَّمَ!
2. من أعظم ما يُعين على نيل العلم, الجد والحزم في الطلب.
3. من نوايا طلب العلم: أن يتواضع فيه وينفي الجهل عن غيره.
انتهى.
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات, وصلى الله على محمدٍ وآله.
الأحد 26 – 10 – 1437 هـ