دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > السلوك والآداب الشرعية > متون الآداب الشرعية > حلية طالب العلم

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12 ذو الحجة 1429هـ/10-12-2008م, 10:41 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي كن على جادة السلف الصالح

كنْ على جَادَّةِ السلَفِ الصالحِ
كنْ سَلَفِيًّا على الْجَادَّةِ ، طريقِ السلَفِ الصالحِ من الصحابةِ رَضِي اللهُ عَنْهُم ، فمَن بَعْدَهم مِمَّنْ قَفَا أَثَرَهم في جميعِ أبوابِ الدينِ ، من التوحيدِ والعِباداتِ ونحوِها مُتَمَيِّزًا بالتزامِ آثارِ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتوظيفِ السُّنَنِ على نفسِك وتَرْكِ الْجِدالِ والْمِراءِ والْخَوْضِ في عِلْمِ الكلامِ وما يَجْلُبُ الآثامَ ويَصُدُّ عن الشرْعِ .

قالَ الذهبيُّ رَحِمَهُ اللهُ تعالى :
( وَصَحَّ عن الدَّارَقُطْنِيِّ أنه قالَ : ما شيءٌ أَبْغَضَ إليَّ من عِلْمِ الكلامِ . قلتُ: لم يَدْخُل الرجُلُ أبدًا في علْمِ الكلامِ ولا الْجِدالِ ولا خَاضَ في ذلك، بل كان سَلَفِيًّا ) اهـ.

وهؤلاءِ هم ( أهلُ السنَّةِ والجماعةِ ) الْمُتَّبِعون آثارَ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهم كما قالَ شيخُ الإسلامِ ابنُ تَيميةَ رَحِمَه اللهُ تعالى :
( وأهلُ السنَّةِ : نَقاوةُ المسلمينَ، وهم خيرُ الناسِ للناسِ ) اهـ . فالْزَم السبيلَ { وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ } .


  #2  
قديم 7 محرم 1430هـ/3-01-2009م, 12:30 PM
مسلمة 12 مسلمة 12 غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,159
افتراضي شرح صوتي للشيخ : محمد بن صالح العثيمين


  #3  
قديم 21 محرم 1430هـ/17-01-2009م, 09:52 PM
حفيدة بني عامر حفيدة بني عامر غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: بلاد الحرمين .
المشاركات: 2,423
افتراضي شرح الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله ( مفرغ )

القارئ:
الأمر الثاني من آداب الطالب في نفسه
كنْ سَلَفِيًّا على الْجَادَّةِ ، طريقِ السلَفِ الصالحِ من الصحابةِ رَضِي اللهُ عَنْهُم ، فمَن بَعْدَهم مِمَّنْ قَفَا أَثَرَهم في جميعِ أبوابِ الدينِ ، من التوحيدِ والعِباداتِ ونحوِها مُتَمَيِّزًا بالتزامِ آثارِ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتوظيفِ السُّنَنِ على نفسِك وتَرْكِ الْجِدالِ والْمِراءِ والْخَوْضِ في عِلْمِ الكلامِ وما يَجْلُبُ الآثامَ ويَصُدُّ عن الشرْعِ .
الشيخ:

هذه من أهم الأمور، أن الإنسان يكون على طريق السلف الصالح في جميع أبواب الدين من التوحيد والعبادات والمعاملات وغيرها.
كذلك أيضا يترك الجدال والمراء لأن الجدال والمراء هو الباب الذي يقفل طريق الصواب؛ فإن الجدال والمراء يحمل المرء على أن يتكلم لينتصر لنفسه فقط، حتى لو بان له الحق تجده إما أن ينكره، وإما أن يؤوله على وجه مستكره انتصاراً لنفسه وإرغاماً لخصمه على الأخذ بقوله؛ فإذا رأيت من أخيك جدالا ومراءً بحيث يكون الحق واضحا (ففر منه فرراك من الأسد) يعني بحيث يكون الحق واضحا ولكنه لم يتبعه ففر منه فرارك من الأسد، وقل ليس عندي إلا هذا واتركه.
وكذلك الخوض في علم الكلام، الخوض في علم الكلام أيضًا مضيعة للوقت لأنهم يتكلمون في أشياء من أوضح الأشياء، مر علي اليوم في دراسة بعض الطلبة يقول لك ما هو العقل؟
حدد العقل؟
عرف العقل لغة واصطلاحا شرعاً وعرفاً
هذا لا يحتاج تعريف، يحتاج العقل للتوضيح؟ ما يحتاج لكن أهل علم الكلام دخلوا علينا من هذه الأشياء ، ما هو العقل هذا؟ سبحان الله الظاهر إنه وهو يفكر في تعريف العقل صار مجنون نعم لأن هذا أمر واضح ما يحتاج إلى تعريف لكن هؤلاء أهل الكلام صدوا الناس عن الحق وعن المنهج السلفي البسيط بما يوردونه من الشبهات والتعريفات والحدود وغيرها وانظر كلام شيخ الإسلام رحمه الله في الرد على المنطقيين يتبين لك الأمر أو في نقض المنطق وهو مختصر وأوضح لطالب العلم يتبين لك ما هم عليه من الضلال . ما الذي حمل علماء جهابذة على أن يسلكوا باب التأويل في باب الصفات إلا علم الكلام لو كان كذا لكان كذا، لو كان مستو على العرش حقيقة لزم أن يكون محدودًا لماذا؟ لأن العرش محدود، لو كان يرى لزم أن يكون في جهة وإذا كان في جهة لزم أن يكون جسما وهلم جرا يعطونك من هذا الكلام الذي يضيعك وهم يظنون أنهم يهدونك سواء السبيل فإذن من المهم لطالب العلم أن يترك الجدال والمراء وأن يسلك ما يرد على ذهنه من الإيرادات إذا قلنا كذا فكيف يكون كذا اترك هذه الأشياء لا تتنطع اجعل علمك سهلا ميسرا يعني الأعرابي يجي ببعيره يسأل النبي عليه الصلاة والسلام عن مسائل الدين وينصرف بدون مناقشة لأنه ليس عنده إلا التسليم أما المناقشات والمراء والجدال فهذا يضر الإنسان فالشيخ أبو بكر جزاه الله خير يعني ألمح إلى هذا الأمر وما يجلب الآثام ويصد عن الشرع .
القارئ:
قالَ الذهبيُّ رَحِمَهُ اللهُ تعالى :
( وَصَحَّ عن الدَّارَقُطْنِيِّ أنه قالَ : ما شيءٌ أَبْغَضَ إليَّ من عِلْمِ الكلامِ . قلتُ: لم يَدْخُل الرجُلُ أبدًا في علْمِ الكلامِ ولا الْجِدالِ ولا خَاضَ في ذلك، بل كان سَلَفِيًّا ) اهـ.
الشيخ:
يعني بذلك الدارقطني يعني يبغضه مع أنه ما دخل فيه لكن لما له من نتائج سيئة وتطويل بلا فائدة وتشكيك فيما هو متيقن وإرباك للأفكار وهجر للآثار ولهذا ليس شيء فيما أرى أضر على المسلمين في عقائدهم من علم الكلام والمنطق وكثير من علماء الكلام الكبار أقروا في آخر حياتهم أنهم على دين العجائز ورجعوا إلى الفطرة الأولى لما علموا من علم الكلام قال شيخ الإسلام رحمه الله في الفتوى الحموية : وأكثر من يخاف عليه الضلال هم المتوسطون من علماء الكلام لأن من لم يدخل فيه فهو في عافية منه ومن دخل فيه وبلغ غايته فقد عرف فساده وبطلانه ورجع وصدق رحمه الله وهذا هو الذي يخاف عليه في كل علم يخاف من الأنصاف الذين في عرض الطريق لأنهم لم يروا أنفسهم أنهم لم يدخلوا في العلم فيتركوه لغيرهم ولم يبلغوا غاية العلم والرسوخ فيه فيضلون ويضلون لكن علم الكلام خطير لأنه يتعلق بذات الرب عز وجل وصفاته ولأنه يبطل النصوص تماما ويحكم العقل ولهذا كان من قواعدهم أن ما جاء في النصوص من صفات الله ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول: أقره العقل فهذا نقره بدلالة العقل لا بدلالة السمع (انظر أعوذ بالله)
القسم الثاني: نفاه العقل فيجب علينا نفيه دون تردد لأن العقل نفاه ولكن عقل من؟ قال الإمام مالك رحمه الله: ليت شعري بأي عقل يوزن الكتاب والسنة؟ أو كلما جاءنا رجل أجدل من رجل؛ أخذنا قوله وتركنا من أجله الكتاب والسنة؟! هذا لا يمكن.
القسم الثالث: ما لم يرد العقل بنفيه ولا إثباته فمن قال إن شرط الإثبات دلاله العقل قال يُرَد لأن العقل لم يثبته ومن قال: إن من شرط قبوله ألا يرده العقل قال أنه يقبل وأكثرهم يقول إنه يرد ولا يقبل لأن من شرط إثابته أن يدل عليه العقل وبعضهم توقف قال : إذا لم يثبته العقل ولم ينفه فالواجب علينا أن نتوقف وكل هذه قواعد ما أنزل الله بها من سلطان ضلوا بها وأضلوا والعياذ بالله وارتبكوا وشكوا وتحيروا ولهذا أكثر الناس شكا عند الموت هم أهل الكلام عند الموت والعياذ بالله يترددون هل الله جوهر أم عرض؟ هل هو قائم بنفسه أو بغيره؟ هل يفعل أو لا يفعل؟ هكذا عند الموت فيموت وهو شاك نسأل الله السلامة والعافية لكن إذا كانت طريقته طريقة السلف الصالح سهل عليه الأمر ولم يرد على قلبه شك ولا تشكيك ولا تردد نعم .
القارئ:
وهؤلاءِ هم ( أهلُ السنَّةِ والجماعةِ ) الْمُتَّبِعون آثارَ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهم كما قالَ شيخُ الإسلامِ ابنُ تَيميةَ رَحِمَه اللهُ تعالى :
( وأهلُ السنَّةِ : نَقاوةُ المسلمينَ، وهم خيرُ الناسِ للناسِ ) اهـ .

الشيخ:
لكن يا إخوان اعلموا أن من المتأخرين من قال: إن أهل السنة ينقسمون إلى قسمين: مفوضة ومؤولة، وجعلوا الأشاعرة والماتردية وأشباههم جعلوهم من أهل السنة وجعلوا المفوضة هم السلف فأخطأوا في فهم السلف وفي منهجهم لأن السلف لا يفوضون المعنى إطلاقا بل قال شيخ الإسلام رحمه الله : إن القول بالتفويض من شر أقوال أهل البدع والإلحاد واستدل لذلك بأننا إذا كنا لا ندري معاني ما أخبر الله به عن نفسه من أسماء وصفات جاءنا الفلاسفة وقالوا أنتم جهال نحن الذين عندنا العلم ثم تكلموا بما يريدون وقالوا المراد من النص كذا وكذا ومعلوم أن معنى للنص خير من توقف فيه وأنه ليس له معنى فانتبهوا لهذا أن بعض الناس يرى أن أهل السنة والجماعة يدخل فيهم المتكلمون من الأشاعرة والماتريدية وغيرهم ويقسم أهل السنة إلى قسمين مفوضة ومؤولة ثم يقول من العجب العجاب: طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أعلم وأحكم. سبحان الله كيف تكون طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أعلم وأحكم وهل يمكن أن تكون طريق أعلم وأحكم وليست أسلم؟! بل يلزم من كون طريقة الخلف أعلم وأحكم أن تكون أسلم بلا شك لأن شخصا يقول هذا النص له معناه وأنا أؤمن به أعلم بلا شك وأحكم من شخص يقول: والله ما أدري هو عندي بمنزلة ألف باء تاء ... ما أدري فلا سلامة إلا بالعلم والحكمة العلم بالحق واتباع الحق الحكمة اتباع الحق والعلم (...) فهذا تناقض عظيم ولهذا كان القول الصحيح في هذه العبارة أن طريقة السلف أسلم وأعلم وأحكم جعلنا الله وإياكم على هذه الطريقة .نعم.
القارئ:
فالْزَم السبيلَ { وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ } .
الشيخ:
يلزم من كوننا نحث الطلبة على منهج السلف تحريضهم على معرفة منهج السلف أليس كذلك؟! فنطالع الكتب المؤلفة في هذا كسير أعلام النبلاء وغيرها حتى نعرف طريقهم ونسلك هذا المنهج القويم أما أن نقول نتبع السلف ولا أدري ماذا يفعلون فهذا ناقص بلا شك .


تمت المقابلة الصوتية بواسطة: محمد أبو زيد

تم التهذيب بواسطة زمزم


  #4  
قديم 28 ربيع الثاني 1430هـ/23-04-2009م, 04:52 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي شرح الشيخ سعد بن ناصر الشثري (مفرغ)




القارئ:

كن على جادة السلف الصالح
كن سلفياً على الجادة، طريق السلف الصالح من الصحابة رضى الله عنهم، فمن بعدهم ممن قفا أثرهم في جميع أبواب الدين، من التوحيد، والعبادات، ونحوها، متميزاً بالتزام آثار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتوظيف السنن على نفسك، وترك الجدال، والمراء، والخوض في علم الكلام، وما يجلب الآثام، ويصد عن الشرع.
قال الذهبي رحمه الله تعالى: "وصح عن الدارقطني أنه قال: ما شيء أبغض إلي من علم الكلام. قلت: لم يدخل الرجل أبداُ في علم الكلام ولا الجدال، ولا خاض في ذلك، بل كان سلفياً" ا هـ.
وهؤلاء هم (أهل السنة والجماعة) المتبعون آثار رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهم كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: "وأهل السنة: نقاوة المسلمين، وهم خير الناس للناس" اهـ. فالزم السبيل {ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله}.
الشيخ:
قال المؤلف في الحلية الثانية : (كن على جادة السلف الصالح) أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنَّ خير أمته هم القرن الأول ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ، فهؤلاء هم خير الأمة ، وإذا أردنا أن نكون ممن اتّصف بالخيرية فلنكن ممن يسير على طريقتهم ، قال الله جل وعلا: { وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَىٰ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا } ، والله- جل وعلا- قد أمر باتّباع طريقة الصالحين كما قال جل وعلا: { اتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ} ، وأمر بالاقتداء بأهل الفضل ، ولذلك لما ذكر قول إبراهيم وممن معه أمر بالاقتداء بهم { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} ، ولما ذكر الله - جل وعلا- السابقين من المهاجرين والأنصار أمر باتباعهم وأثنى على من اتبعهم ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((اقتدُوا بالذَّين من بعدي أبوبكرٍ وعمر)) ، وقال: (( فعليكم بسنتي وسنةِ الخُلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسَّكوا بها وعُضُّوا عليها بالنواجِذ)) ، والنصوص في هذا كثيرة.
ولذلك تجد في السلف الصالح عندهم من الفوائد والبركة الشيء الكثير ، عندهم كلام قليل فيه معانٍ كثيرة ، فما أعظم منة الله علينا بأن جعل سلفنا أولئك القوم الصالحين ، فإنَّ صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أثنت عليهم النصوص : { مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ..} الآية ، والنصوص في هذا كثيرة.
قال المؤلف: (كن سلفيا) ، بعض الناس يقول السلف مرحلة زمنية ، فنقول اتّباع السلف ليس مرحلةً وإنما هو فعل ، وبالتالي نحن نقصد اتباع السلف الذي جاءت النصوص به ، فمن طالبنا بغير ذلك لم نسمع منه ، ثم قال : (اتبع طريق السلف الصلح ومن قفا أثرهم في جميع أبواب الدين) ؛ لأنَّ بعض الناس يقتدي بالسلف في باب دون باب ، فحينئذٍ يضل في الباب الذي ترك فيه الاقتداء بسلف الأمة ، أَضْرِبُ لهذا مثالا : يأتيك إنسان يتقن أبواب الصفات ويكون على طريقة السلف الصالح ولكنه في أبواب الإيمان لا يكون كذلك ، حينئذٍ ضيَّع جزءًا من طريقة السلف ، عندما يأتي في أبواب الإيمان وأبواب الصفات على طريقة السلف لكنه يُخالِف طريقة السلف فيما يتعلق بمعاملة الولاة حينئذٍ لا يكون سلفيًا ، وإن كان سلفيا في باب لكن لا يقال له بإنه سلفيٌّ بإطلاق ، ذكر المؤلف من ذلك توحيد العبادات ونحوها .
قال المؤلف: (وترك الجدال) ، الجدال قد يراد به توضيح الحق والاستدلال له فيكون محمودًا مرغوبا به ، وقد يكون المراد به المناقشة العقيمة والمجادلة بما لا يصل إلى ثمرة ، بحيث يكون مقصود كل من المتكلِّمَين الانتصارَ للنفس ، فحينئذٍ يكون مذموما ، أما الدليل على المحمود فقول الله تعالى: { وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ} ، هذه الآية اشتملت على النوعين ؛ الجدال المذموم والجدال المحمود ، قال تعالى في الجدال المحمود: { ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} ، فإذا كان الجدال ليس بالتي هي أحسن فإنه يكون مذمومًا ، وإن كان بالتي هي أحسن يكون محمودًا ، ما صفته؟ أن يكون المقصود والمراد هو إعلاء الحق وبيانه وإرشاد الناس إليه لا الانتصار للنفس ، إذا كان المجادل ملتزما بالآداب والأخلاق الشرعية ، إذا كان المجادل لا يتكلم بلسانه بما يخالف الحق ، أو بما يكون منافيا للأدب ، قال: (والمراء) المراد بالمراء : الحديث والمجادلة التي لا تصل إلى ثمرةٍ ونتيجة ، بحيث يُردِّد كل منهما مقالتَه وينتصر لها ، وقد جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أنا ضَمينٌ ببيتٍ في أَوسَطِ الجنة لمن ترك المِراء ولو كان مُحِقًّا )) ، فإذن المرء يأتي بالحق ويوضحه ويبينه ويقيم الدليل عليه وحينئذ يكتفي به.
قال المؤلف : ( والخوض في علم الكلام) ، علم الكلام الذي ذمه السلف الصالح يراد به : الحديث في المباحث العقدية على مقتضى الطرائق اليونانية ، أي طرائق غير المسلمين ، فإن الكلام في التوحيد على مقتضى ما ورد في الكتاب والسنة هذا محمود مرغَّبٌ فيه ، سواءً كان بالدلالة الشرعية المجردة أو بالدلالة العقلية ؛ لأن القرآن قد اشتمل على أعلى الأدلة العقلية الواردة في المباحث العقدية ، انظر في آخر سورة يس حجج عقلية ترشدك إلى الإيمان بالبعث ، يذعن لها كل عاقلٍ منصِف.
قال المؤلف: (صح عن الدارقطني أنه قال ماشيء أبغض إلي من علم الكلام. قلت: لم يدخل الرجل أبدا) ، يعني : الذهبي يثني على الدارقطني ، يقول لم يدخل الدارقطني في علم الكلام ولا الجدال بل كان سلفيًّا ، ثم ذكر كلمة شيخ الإسلام : (أهل السنة نقاوة المسلمين) ، يعني صفوَتهم ، (وهم خير الناس للناس): لأنهم يرشدونهم إلى الحق ويحسنون إليهم ويكفون عن الكلام في معايِبهم ، وبالتالي هم خير الناس للناس ، بينما بقية الطوائف يكون عندهم من الشر والأذى ما يُقابلون به إحسانَ أهل السنة إليهم ، ولذلك من رحمة الله أن جعل أهل السنة أهل الصفات الحسنة الذين يُحسنون إلى الخلق ، وكلما ابتعد الإنسان عن السنة كلما تقرَّب إلى الله بإيذاء الناس . نعم


  #5  
قديم 28 ربيع الثاني 1430هـ/23-04-2009م, 04:52 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي إجابات على أسئلة طلاب الدورات العلمية بالمعهد / الشيخ عبد العزيز الداخل

السؤال الاول :
ما معنى كلمة الجـادّة؟
الجواب :
كلمة الجادة تطلق على عدة معان يحدد المراد منها سياق الكلام
فالجادة : الطريق المسلوك ، وجمعه جوادّ.
والجادة اسم فاعل مؤنث ومذكره جادّ، يقال : جد في السير إذا أسرع فيه واجتهد في قطع المسافة في أقل مدة ، فهو جاد والمرأة جادة فيسيرها، والناقة جادة في سيرها.
والجادة : المُجِدَّة المجتهدة ضد الهازلة .
ويطلقها بعض المتأخرين تجوزاً على بعض الأمور المعنوية فيقولون: دراسة جادة ،وقراءة جادة، ونحو ذلك، ويقصدون بها ما يضاد الهزل والتوهن.



السؤال الثاني : ورد النهي عن الجدال والمراء والشيخ بن عثيمين في شرحه قال أنه لو أتى شخص ونافش في موضوع توضح له الحق ولو أكثر الجدال تبتعد عنه.
السؤال كيف نوفق بين ما ذكر اعلاه وبين قول الحق ( وجادلهم بالتي هي أحسن ) والمجادلة تقتضي كثرة الاخذ والرد التي فهمت ان الشيخ ينهى عنها.

الجواب : قال الله تعالى: (وجادلهم بالتي هي أحسن) فالمجادلة موصوفة بوصف يحددها
والسؤال والجواب والأخذ والرد الذي يراد منه التوصل إلى معرفة الحق محمود غير مذموم ولا يخرج بالمجادلة عن هذا الوصف الممدوح
أما إذا أفضت المجادلة إلى المراء والمعاندة والخصام المجرد الذي يراد به لبس الحق بالباطل أو مجرد الغلبة فإنها مما ينهى عنه.
فإذا بينت الحق لشخص في مسألة وتبين له الحق ثم أخذ في المجادلة بعد ما تبين له الحق فأعرض عنه واترك مجادلته. وهذه الوصية مهمة ونافعة لطلاب العلم
أما العلماء والمحققون فقد يحتاجون عند مناظرة أهل الباطل ولا سيما رؤساؤهم وأهل الطاعة فيهم إلى الإمعان في كشف باطلهم والتحذير منهم بعدة طرق نصحاً لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم.
وهم في ذلك الإمعان لا يخرجون عن المجادلة بالتي هي أحسن بل هم مهديون للطيب من القول وبيان الحق بما يكفي ويشفي ويقيم الحجة ويكبت الباطل وأهله.





السؤال الثالث:
قال الشيخ رحمه الله :
(لكن يا إخواني فعلا أن من المتأخرين من قال إن أهل السنة ينقسمون إلى قسمين مفوضة ومؤولة وجعلوا الأشاعرة فأخطؤا في فهم السلف وفي منهجهم صلى الله عليه وسلم لأن السلف لا يفوضون المعنى إطلاقا بل قال شيخ الإسلام رحمه الله : إن القول بالتفويض من شر أقوال أهل البدع والإلحاء)
ما معنى التفويض ؟ و ما معنى التأويل؟
من هم الاشاعرة والماتريدية الذين يقولون (طريقة السلف اسلم و طريقة الخلف أحكم وأعلم ) على ماذا يبنون تفريقهم بين الطريقتين ؟
الجواب :
المؤولة : لقب عام لطوائف من أهل البدع سلكوا طريقة التأويل في الصفات
- كالكلابية أتباع عبد الله بن سعيد بن كلاب
- والماتريدية أتباع أبي منصور الماتريدي
- وبعض الأشاعرة المنتسبين لأبي الحسن الأشعري وغيرهم
وهؤلاء بينهم خلاف في تفاصيل مايثبتونه ويؤولونه وسيأتي بيان ذلك بإذن الله تعالى عند دراسة متون الاعتقاد في أسماء الله وصفاته
ومعنى التأويل المذموم هو إثبات اللفظ وتحريف المعنى كما يقول بعضهم في تفسير صفة الغضب لله تعالى كما في قوله : (وغضب الله عليه) أن معنى الغضب إرادة الانتقام ، وينفي عن الله صفة الغضب ، وهذا لا شك أنه تحريف مذموم ،وسيأتي بإذن الله تفصيل ذلك في حينه.
وأما المفوضة فهم طوائف سلكوا طريقة التفويض وهي إثبات اللفظ وتفويض المعنى فيقولون نثبت صفات الله تعالى ولكن نفوض معناها ، فلا ندري ما معنى غضب الله، وما معنى يد الله ، ويزعمون أن طريقتهم أسلم ، ولا شك أنها طريقة فاسدة لأن مقتضاها أن الله خاطب الناس بما لا يعرفون معناه ، وأن القرآن غير مبين ؛ فالغضب معناه معروف في لسان العرب، ومعنى اليد معروف وكذلك معاني سائر الصفات التي ذكر الله تعالى لنا اتصافه بها في كتابه الكريم والتي وصفه بها نبيه الكريم الذي لا ينطق عن الهوى ، كلها معلومة المعاني في لسان العرب .
فلذلك فإن طريقة أهل السنة إثبات ما أثبته الله لنفسه من غير تحريف ولا تمثيلمتبعين في ذلك منهج السلف الصالح من الصحابة والتابعين لهم بإحسان.
وإن أردت المزيد فراجعي الرابطين التاليين:
لمعة الاعتقاد - وجوب الإيمان بصفات الرحمن
العقيدة الواسطية - منهج أهل السنة في باب الأسماء والصفات


السؤال الرابع :
قال شيخ الإسلام رحمه الله في الفتوى الحموية :
( وأكثر من يضاف عليه الضلال هم المتوسطون من علماء الكلام لأن من لم يدخل فيه فهو في عافية منه ومن دخل فيه وبلغ غايته عرف فساده وبطلانه ورجع وصدق رحمه الله وهذا هو الذي يخاف عليه كل علم يخاف من الأنصاف الذين في عرض الطريق لأنهم لم يروا أنفسهم لم يدخلوا في العلم فيتركوه لغيرهم ولم يبلغوا غاية العلم والرسوخ فيه فيضلون ويضلون )
لم أفهم هذه الفقرة ..
الجواب :
مقصوده أن الذين سلكوا علم الكلام وتوغلوا فيه أدركوا أن هذه الطريقة وهي إثبات العقائد بالطرق الكلامية والمناهج الفلسفية لا تسمن ولا تغني من جوع وإنما هي ضلال مبين وقول على الله بغير علم تنتهي بصاحبها إلى الحيرة والشك والتردد ، وكذلك من لم يدخل في علم الكلام فهو في عافية منه .
ويبقى الخطر على من سلك هذه الطريقة من أنصاف المتعلمين فإنه ربما يغتر بها ويظن أنها علم وحكمة فتستهويه هذه الطريقة ويفتتن بها فيضل ويضل وقد لا يتمكن من التوبة منها .


السؤال الخامس :
ما هو علم الكلام ؟
الجواب :
علم الكلام حذر منه أئمة أهل السنة والجماعة لأنه مبتدع محدث مخالف لمنهج السلف الصالح في طريقة إثبات الأسماء والصفاتلله تعالى
فمنهج السلف الصالح هو وصفالله تعالى بما وصف به نفسه في كتابه الكريم وما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم .
فإذا قرأنا قول الله تعالى: (الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم) علمنا أن الله تعالى وصف نفسه بالرحمة.
وإذا سمعنا قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لله أرحم بعبده من الوالدة بولدها) علمنا أيضاً أن الله تعالى متصف بصفة الرحمة
وهذه هي طريقة السلف الصالح : الإيمان والتصديق بالكتاب والسنة .
وهي طريقة موافقة للفطرة ومقتضى العقل الصحيح ليس فيها تعقيد ولا تكلف ، وأما ما يسمى بعلم الكلام فهو علم مبتدع محدث أراد منه أصحابه إثبات العقائد بالطرق الفلسفية معرضين عن طريقة القرآن العظيم وهدي النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وهدي أصحابه والتابعين لهم بإحسان من أئمة الدين .
وتوصلوا بهذه الطريقة المذمومة إلى إيجاد طرق فلسلفية يتذرعون بها لنفي ما أثبته الله لنفسه من الأسماء والصفات على اختلاف كبير بينهم في ذلك :
- فبعضهم ينفي جميع الأسماء والصفات
- وبعضهم يثبت الأسماء وينفي الصفات
- وبعضهم يثبت بعض الصفات وينفي بعضها
ويختلفون في طريقة النفي فبعضهم مؤولة يؤولون المعنى الذي دلت عليه نصوص الكتاب والسنة إلى معان باطلة لم تدل عليها ، فيؤولون صفة الرحمة بالإنعام ، ويوؤلون صفة الاستواء على العرش بتولي الملك ، وهكذا ... وهذه الطريقة يسمونها ظلماً وعدواناً بالحكمة فيزعمون أنها أعلم وأحكم من طريقة السلف الصالح ، وقد غلطوا في ذلك.
وبعضهم مفوضة يقولون: لا نعلم معناها ، ليس جهلاً منهم بمعنى الرحمة في اللغة - مثلاً - وإنما لأن الله متصف بصفة الرحمة يقولون لا نعلم معنى هذه الرحمة التي اتصف الله بها، ولا يمكن لأحد من سائر المكلفين أن يعرف معناها.
وهذا القول باطل لأن مقتضاه أن الله خاطبنا بكلام غير مفهوم لا يمكننا أن نعرف معناه ، وكيف يرغبنا في طلب رحمته ونحن لا نعرف معنى هذه الرحمة !
والمقصود أن ما يسمى بعلم الكلام هو علم فاسد مذموم ضل بسببه طوائف من أهل القبلة ، وهم الذين يسمون في كتب العقيدة بالمتكلمين ، أي الذين ينتهجون منهج علم الكلام ، وبينهم خلاف طويل عريض ، يأتي بيانه إن شاء الله في متون الاعتقاد في الأسماء والصفات.
وليس مطلوباً منكم في هذه الدورة أن تدرسوا هذه الفرق ، وإنما المطلوب أن تعلموا أن منهج السلف الصالح هو المنهج الصحيح ومن اتبعهم فهو من الفرقة الناجية.


السؤال السادس :
قال الشيخ رحمه الله :
(لكن يا إخواني فعلا أن من المتأخرين من قال إن أهل السنة ينقسمون إلى قسمين مفوضة ومؤولة وجعلوا الأشاعرة فأخطؤا في فهم السلف وفي منهجهم صلى الله عليه وسلم )
كيف نقسم أهل السنة أنهم مفوضة ومؤولة وأنت كم أوضحت أنهم من أهل البدع ؟
الجواب :
أهل السنة ليسوا مؤولة ولا مفوضة ، وإنما هذا التقسيم ذكره بعض الجهلة من المتأخرين ، والشيخ ذكر هذا من باب الإنكار والتعجب من هذا الجهل من بعض المتأخرين.


السؤال السابع :
أشكل علي قول الشيخ بكر أبو زيد -رحمة الله عليه - {والمسلمون جميعهم هم الجماعة }
أشكل علي لفظ ( الجماعة ) ماذا يقصد الشيخ بالجماعة ؟
فمفهوم الجماعة المصطلح عليه عند اهل العلم هو الطائفة الناجية المنصورة ، وغالب ماعليه أهل الإسلام اليوم و البارحة انحرافهم عن المعتقد الصحيح وفي السلوك ؛ فهل يعدون من الجماعة المحمودة ؟
الجواب :
كلام الشيخ بكر صحيح موافق للتعبير القرآني ، فقد امتدح الله عز وجل المسلمين في كتابه الكريم ووعدهم الأجر العظيم، وهو الذي اختار لهم هذا الاسم العظيم كما قال تعالى: (هو سماكم المسلمين) ، قال ابن عباس ومجاهد: (الله سماكم المسلمين) .
وقال تعالى: (إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة الذي حرمها وله كل شيء وأمرت أن أكون من المسلمين)
وقال: (ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين)
وقال تعالى: (أفنجعل المسلمين كالمجرمين * ما لكم كيف تحكمون)
فهذه الآيات المحكمات البينات تدل على فضيلة المسلمين، وهي دالة على أن من كان من المسملين فهو من الجماعة التي يحبها الله ، وهو داخل في ما وعدالله عز وجل به المسلمين من الفوز بالجنة والنجاة من النار. فهذا أصل مهم يجب أن يقرر.
بقي أصل آخر لعل الإشكال يزول ببيانه ، وهو لا يعارض الأصل المتقدم ، وإنما هو توضيح وتبيين له .
لما كان القرآن ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم ، وحتى بعد وفاته بزمن حتى غالب عهد الخلفاء الراشدين لم تكن هناك فرق مبتدعة ظاهرة تتسمى باسم يخصها أو تعرف به ، وإنما كان يجمع الجميع اسم الإسلام ، ولم تكن تلك الفرق قد ظهرت ، فكان من ينتسب للإسلام يعرف منهجه بمجرد انتسابه للإسلام أنه يعتقد ما يعتقده المسلمون ويمتثل ما يمتثلونه ويجتنب ما يجتنبونه ، هذا من حيث المنهج والالتزام، وأما مجرد وقوع المخالفات والمعاصي فلا يناقض هذا الانتساب.
وأما بعد ظهور الفرق الضالة وانتسابها للإسلام وهي على دركات فيبدعها التي اقترفتها ، فبعض تلك البدع مكفرة تخرج أصحابها عن حقيقة الإسلام مع أنه يتسمون باسم الإسلام ، كما هي حال غلاة الجهمية والرافضة وغلاة الصوفية وأضرابهم ، فالذي يقع في الشرك الأكبر كدعاء غير الله عز وجل واتخاذ وسائط بينه وبين الله فليس بمسلم بإجماع العلماء وإن ادعى الإسلام .
وكذلك من يكذب شيئاً من كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم فهو كافر إجماعاً وإن انتسب إلى الإسلام .
وكذلك من يطيع من يحلل ما يحرم الله ويحرم ما يحلل الله كما يفعله بعض غلاة المتصوفة والرافضة فهو كافر إجماعاً .
ومن يعتقد أن القرآن محرف أو أنه ناقص فهو كافر كذلك وإن انتسب إلى الإسلام.
فهذه الفرق التي خرجت عن حقيقة الإسلام مع بقاء تسميها باسم الإسلام ليست من جماعة المسلمين .
وأما الفرق التي لديها بدع ومحدثات لا تخرجها عن حقيقة الإسلام فلها نصيب مما وعد الله عز وجلبه المسلمين ، وعليها خطر مما أوعد الله به العصاة ، فهم من عصاة المسلمين وإن كان بعضهم قد يعذر لشبهة عرضت له مع اجتهاده في طلب الحق ، وقد يكون له من الحسنات العظيمة ما يرجى أن يكفر الله له به سيئاته .
وهذه المسألة من مسائل الاعتقاد المهمة ، ولعلك تراجع رسالة شرح حديث الافتراق لشيخ الإسلام ابن تيمية إن احتجت إلى مزيد بيان .
وسيأتي لهذه المسألة بإذن الله تفصيل كثير في متون الاعتقاد
والذي ذكرته لك هنا هو خلاصة ما قيل في هذه المسألة.
والمقصود أن قول الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله: (والمسلمون جميعهم هم الجماعة) أراد به أهل حقيقة الإسلام ، وليس كل من ينتسب للإسلام وإن لم يكن من أهله.
وهو أراد بهذا الكلام النهي عن التحزب والتفرق في الدين ، واتخاذ جماعات يوالي كل واحد جماعته ويعادي من عداها فهذا من التفرق الذي نهى الله عز وجل عنه .
فالمسلمون كلهم إخوة يوالي بعضهم بعضاً ، ويحب بعضهم بعضاً ، وللمسلم على المسلم حقوق واجبة له في دين الإسلام .


  #6  
قديم 16 ربيع الأول 1432هـ/19-02-2011م, 01:46 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

تابع الإجابات ..
شرح الشيخ عبد العزيز الداخل للفقرة :

اقتباس:
وهؤلاءِ هم ( أهلُ السنَّةِ والجماعةِ ) الْمُتَّبِعون آثارَ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهم كما قالَ شيخُ الإسلامِ ابنُ تَيميةَ رَحِمَه اللهُ تعالى :
( وأهلُ السنَّةِ : نَقاوةُ المسلمينَ، وهم خيرُ الناسِ للناسِ ) اهـ .
نُقاوة المسلمين: أي صفوتهم.
وهم خير الناس للناس: لأنهم يرشدونهم إلى ما ينجيهم من عذاب الله وسخطه، وينالون به رضوان الله تعالى وجنات النعيم، فنفعهم للناس أعظم نفع لتعلقه بأهم الأمور وأجلها وهو النفع في الدين وبيان الحق والتواصي به والتواصي بالصبر، فأهل السنة أنصح الناس للناس يجتهدون في دعوتهم إلى الخير ويحرمون غش الناس والكذب عليهم وخديعتهم والسعي في إضرارهم.
وهذا من خصائص أهل السنة وعظيم مناقبهم وآثارهم على وجه الإجمال وأما أفرادهم فقد يقع من بعضهم مخالفة في بعض هذه الأمور وهي مخالفة محرمة منكرة يستحق صاحبها العقاب عليها.

اقتباس:
لكن يا إخوان اعلموا أن من المتأخرين من قال: إن أهل السنة ينقسمون إلى قسمين: مفوضة ومؤولة، وجعلوا الأشاعرة والماتردية وأشباههم جعلوهم من أهل السنة وجعلوا المفوضة هم السلف فأخطأوا في فهم السلف وفي منهجهم لأن السلف لا يفوضون المعنى إطلاقا بل قال شيخ الإسلام رحمه الله : إن القول بالتفويض من شر أقوال أهل البدع والإلحاد ....

هذا الكلام ستأتي دراسته في مقررات العقيدة إن شاء الله.
وتوضيحه أن أهل السنة يؤمنون بما وصف الله به نفسه ووصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تشبيه ولا تأويل ولا تحريف ولا تعطيل؛ فإذا قرأوا : {الرحمن على العرش استوى} آمنوا بأن الله تعالى مستوٍ على عرشه كما وصف نفسه وهو أعلم بنفسه جل وعلا، وقد خاطبنا بلغتنا العربية التي نعرف معانيها، فالاستواء معلوم والعرش معلوم معناه أيضاً.
ولكننا لا نشبه استواءه جل وعلا باستواء أحد من خلقه، ولا نخوض في وصف كيفية استوائه جل وعلا لأنه لا علم لنا بذلك.

وأما أهل البدع والأهواء فمنهم من سلك سبيل التعطيل وهو نفي اتصاف الله جل وعلا بهذه الصفات وقد زين لهم الشيطان بدعتهم وتوهموا أنهم بذلك ينزهون الله تعالى عن مشابهة خلقه وقد اختلفوا على منهجين:
المنهج الأول: منهج التأويل، وهو صرف دلالة نصوص الصفات إلى معاني أخرى فراراً من إثبات تلك الصفة فقالوا في معنى {استوى}: أي استولى
وهذا التأويل لا يصح، ولا يجوز في اللغة أن يكون استوى بمعنى استولى.
وسلكوا هذا المسلك في كثير من نصوص الصفات، ويزعمون أن هذه الطريقة أعلم وأحكم، وهي طريقة باطلة فاسدة.
والمنهج الآخر: منهج التفويض ، وهو التوقف عن إثبات معنى اللفظ بدعوى أنا لا نعلم مراد الله عز وجل به ، فيقولون في صفة الاستواء الله أعلم بمراده، لا ندري ما معنى {استوى}
مع نفيهم لإرادة معنى الاستواء الذي يدل عليه ظاهر المعنى في لسان العرب.
ويزعمون أن هذه الطريقة أسلم، وأقرب إلى التورع والتنزيه، وهي طريقة خاطئة لا تقل خطراً عن سابقتها.
وهذان المنهجان بدعيان مخالفان لمنهج أهل السنة والجماعة الذي سبق بيانه وهو أعلم وأحكم وأسلم.


السؤال الثامن : كيف لي يا شيخي الفاضل أن أجمع بين ما قاله شيخنا بكر أبو زيد -رحمة الله عليه
اقتباس:
كن على جادة السلف ومثال ذلك عن مالِكٍ رَحِمَه اللهُ تعالى قالَ : ( لا يُؤْخَذُ العِلْمُ عن أربعةٍ : سفيهٌ يُعْلِنُ السَّفَهَ وإن كان أَرْوَى الناسِ ، وصاحبُ بِدعةٍ يَدْعُو إلى هَواهُ ، ومَن يَكْذِبُ في حديثِ الناسِ ، وإن كنتُ لا أتَّهِمُه في الحديثِ ، وصالحٍ عابدٍ فاضلٍ إذا كان لا يَحْفَظُ ما يُحَدِّثُ به ) . فقد كان السلَفُ رَحِمَهم اللهُ تعالى يَحتسِبونَ الاستخفافَ بهم وتَحقيرَهم ورَفْضَ المبتدِعِ وبِدْعَتَهُ ويُحَذِّرُون من مُخالَطَتِهم ومُشاوَرَتِهم ومُؤاكَلَتِهم فلا تَتَوَارَى نارُ سُنِّيٍّ ومُبتدِعٍ .
و قوله ، أمَّا إن كنتَ في دِراسةٍ نِظاميَّةٍ لا خِيارَ لك ، فاحْذَرْ منه ، مع الاستعاذةِ من شَرِّه ؛ باليَقَظَةِ من دَسائسِه أي يقصد المبتدع
وهل الشيخ رحمة الله عليه يقصد دراسة نظامية غير الدراسة الشرعية -علوم الشرع ؟
الجواب :
المقصود بالدراسة النظامية هي المدارس الحكومية والمدارس الأهلية التي تتقيد بالمناهج الحكومية وخطتها التعليمية ، فقد يكون في تلك المدارس تدريس لبعض المواد الشرعية ، ويوكل تدريسها لبعض المبتدعة، ولا يكون للطالب خيار في تغيير المدرس ، ويشق عليه ترك الدراسة لأجل هذا المدرس، لما يلحقه في تركها من الضرر، فتكون دراسته لهذه المادة على ذلك المدرس المبتدع أمر لا خيار له فيه؛ فوصاه الشيخ بهذه الوصية النافعة.


السؤال الثامن: ( وترك الجدال والمراء والخوض في علم الكلام ...)
هل الجدال على اطلاقه مكروه ؟
وماهو الجدال الذي ذكره الله في كتابه للرسول صلى الله عليه وسلم (وجادلهم بالتي هي احسن).
وهل الجدال هو الحوار ؟ وماهو المراء؟
الجواب: الجدال ليس مكروها على إطلاقه، بل تتناوله الأحكام الخمسة.
فالجدال المحرّم: هو الجدال بالباطل لردّ الحقّ والتلبيس على الناس وإثارة الشبهات، وهذا من جنس جدال المشركين الذين قال الله فيها: {وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق فأخذتهم فكيف كان عقاب} ، وقال: {ما ضربوه لك إلا جدلاً بل هم قوم خصمون}، والغالب على أهل هذا الجدال أن الذي يحملهم عليه الكِبر والعناد كما قال الله تعالى: {إن الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم إن في صدورهم إلا كبر ما هم ببالغيه}
والجدال المكروه: هو ما كان فيه إضاعة للوقت من غير فائدة، ولم يقصد به صاحبه ردّ الحق ولم يحمله عليه كبر ولا معاندة.
والجدال المباح: هو ما كان في شأن من شؤون الدنيا من غير بغي ولا عدوان كما قال تعالى: {قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها} ، وإذا كان هذا الجدال بنيّة صالحة أثيب عليه صاحبه.
والجدال المستحب: هو ما كان فيه فائدة علمية كمذاكرة طلاب العلم بعضهم لبعض إذا صلحت نياتهم.
والجدال الواجب: هو ما يتوقف عليه بيان الحق وردّ الباطل، ويجب على أهل العلم الجدال بالتي هي أحسن في المواضع التي يتعيّن فيها ذلك.
وطالب العلم ينهى عن الجدال في أوّل طلبه للعلم لأمرين:
الأمر الأول: المحافظة على صحة مقصده في طلب العلم؛ فإن المجادل يظهر من علمه وبيان خطأ نظيره ما قد يغترّ به صاحبه، وربّما ظنّ أنه مصيب وهو واهم.
والأمر الثاني: حفظ وقته من تضييعه في الجدل والنهمة فيه حتى ينصرف عن طلب العلم على الجادّة المحمودة؛ فتجده يتطلب مسائل معيّنة مما يكثر فيها الجدال والنزاع بين أهل العلم ويغفل مسائل كثيرة مهمة ويضيع بذلك وقته ويبخس نفسه بالتفريط في تحصيل العلم من وجهه الصحيح.
ومن كان الجدال همّه زُيّن له التصدر قبل التأهل وحُبب إليه غلبة الخصوم والعلو في الأرض وأولع بطلب مظانّ المجادلات ومجالسها والتشغيب على أهل العلم وكثرة الاعتراض عليهم والإعجاب برأيه وذكائه، وعرض له ما يفتنه من وقوفه على دقائق المسائل ونكت الشبه التي يغترّ بها، وانحرف قصده عن طلب التقرب إلى الله تعالى وهداية الناس إلى الحق بالتي هي أحسن إيماناً واحتساباً.
وإنما يُحمد من الجدال لطلاب العلم ما كان بحضرة عالم يبصّرهم ويرشدهم ويقرّ ما أصابوا فيه وينبههم على ما أخطأوا فيتعلمون الجدال المحمود على أصوله المعتبرة عند أهل العلم.
قيل لأبي حنيفة: ههنا أناس يتفقهون في مسائل العلم
قال: هل لهم رأس؟
قالوا: لا.
قال: لا يفقهون أبداً.
وكان من طريقة الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله مع طلابه، أنه كان يقسمهم إلى فريقين في المسائل الخلافية ، فيحتجّ كل فريق بحججه وهو يرقبهم ويقوّمهم ويحكم بينهم؛ فيستفيدون بذلك معرفة طريقة إيراد الأدلة وأصول الاستدلال ونقض الاعتراض وإلزام الحجة، وبذلك تنمو ملكتهم الفقهية.

وأمّا المراء فهو مذموم بكل حال لأن المراد به الجدال المذموم.


موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
على, كن

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:30 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir