«سورة النور»
وفي النور دم سمحا وثنتان صدره
بالأبصار أسقطها والآصال للصدر
اللغة: المسح الرجل السخي.
الإعراب: وفي النور متعلق بدم. وسمحا حال من فاعل دم. وثنتان خبر مقدم وصدر مبتدأ مؤخر بتقدير عد. بالأبصار معمول لمحذوف يفسره أسقطها. والآصال عطف عليه وللصدر متعلق بأسقطها.
المعنى: بين أن عددها أربع وستون لغير المرموز لهم بكلمة صدر وهم المدنيان والمكي كما دل على ذلك الدال والسين. ودل على أن هذا العدد لمن ذكرنا قوله بعد وثنتان صدره فهو في قوة الاستثناء من الإطلاق السابق. وأن عددها للصدر اثنتان وستون ثم بين المختلف فيه وهما كلمتان {يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار} {يسبح له فيها بالغدو والآصال} يسقطهما المدنيان والمكي ويعدهما غيرهم وقيد الأبصار بالباء احترازًا عن الأبصار غير المقرون بالباء وهو {تتقلب فيه القلوب والأبصار} فمتفق على عده. وكذا {إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار} حكمه حكم ما قبله نعم نقل عن الحمص الخلاف في هذا دون ما قبله ولكن الناظم لم يعتبره. وجه من عد بالأبصار المشاكلة. والإجماع على عد مثله في السورة ووجه عد الآصال المشاكلة ووجه تركه تعلق ما بعده بما قبله.
وآية نور والخبيثات طالتا
ومن قبل في الدنيا أليم فدع تبرى
وليس على والله نور أطيلتا
وآية قل للمؤمنات لدي الستر
اللغة: تبرى من ابرأ الله المريض إذا شفاه.
الإعراب: وآية نور مبتدأ. والخبيثات عطف عليه بتقدير مضاف وجملة طالتا خبره. ومن قبل حال من أليم وقبل مضاف ولفظ في الدنيا مضاف إليه
[معالم اليسر: 138]
وأليم مفعول دع وتبرى مضارع مجزوم في جواب الأمر وأبدلت همزته للتخفيف وليس على من ألفاظ القرآن مبتدأ. والله نور عطف عليه. وجملة أطيلتا خبره. وآية مبتدأ مضاف إلى قل للمؤمنات على قصد لفظه. لدي الستر حال من المضاف إليه وخبر المبتدأ محذوف أي أطيلت كذلك.
المعنى: بين في هذين البيتين طوال الآيات الواقعة في هذه السورة مع شبه الفاصلة المتروك. فبين في البيت الأول أن قوله تعالى {أو كظلمات في بحر لجي} التي فاصلتها كلمة نور. وقوله تعالى {الخبيثات للخبيثين} آيتان طويلتان وليس في أثنائهما فاصلة وإن وقع في أثنائهما ما يشبه الفاصلة نحو {مما يقولون} ونحو {سحاب} ثم أمر بترك عد قوله تعالى {لهم عذاب أليم} الواقع قبل لفظ في الدنيا لجميع علماء العدد وقيد بهذا احترازًا عن {أو يصيبهم عذاب أليم} فأنه متفق عليه وقوله «تبرى» معناه أترك عد هذا اللفظ لتبرى نفسك من عد ما ليس بمعدود وقوله «وليس على الخ» معناه أن «ليس على الأعمى حرج» و{الله نور السموات والأرض} من الآيات الطوال في هذه السورة. ولعل في قوله أطيلتا الإشارة إلى أن هاتين الآيتين والآية بعدها أطول آية في هذه السورة. ومقصوده بهذا أنه ليس في أثناء الآيات الثلاث فاصلة وإن وقع ما يوهم كونه فاصلة مثل {أو أشتاتا} {ولو لم تمسسه نار} {نور على نور} {ويضرب الله الأمثال للناس} من الرجال {على عورات النساء} وقوله لدي الستر تعيين للآية الثالثة وهي الواردة بالأمر بستر النساء عن غير المحارم
[معالم اليسر: 139]