دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم القرآن الكريم > مكتبة التفسير وعلوم القرآن الكريم > الوجوه والنظائر > تحصيل الوجوه والنظائر للحكيم الترمذي

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 6 ربيع الثاني 1432هـ/11-03-2011م, 11:14 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي الأمة


23- الأمة

وأما قوله: الأمة على كذا وجه، فالأمة: هي الجماعة التي يؤمها الناس ويقصدونها.
1- الجماعة: فإنما صارت الأمة في هذا المكان «الجماعة»: لأن الذي يقصده الناس ويبصرونه: إنما يبصرون الكثرة المجتمعة حتى يقصدونها.
2- الملة: وإنما صارت الأمة «الملة» في مكان آخر: مثل ذلك أيضا، وإنما سميت ملة: لاجتماع الناس عليها، فهي جامعة لهم، ويقال: «ملة»، و «لمة»، فالملة: الأمر المجتمع عليه دينا، والملة: الشعر الذي قد لفه وجمعه، ومنه قوله: «كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم لمة تضرب منكبيه»، ومنه قوله: «اللهم إني أسألك رحمة تلمم بها شعثي»، أي تجمع ما شعث أي: ما تفرق من أمري.
3- أهل كل دين: وإنما صارت الأمة «أهل كل دين» في مكان
[تحصيل نظائر القرآن: 82]
آخر لأن الدين جمع الجماعة، فصاروا أمة، يؤم الناس نحوهم.
4- السنين: وإنما صارت الأمة «السنين» في مكان آخر: لاجتماع الأيام والشهور في سنين كثيرة.
5- القوم: وإنما صارت الأمة في مكان آخر «القوم»: لأن القوم قاموا مع رئيسهم في التسمية، وقامت رياسته مع تسميتهم على الأفواه، فقيل: «قوم».
6- إبراهيم – عليه السلام-: وإنما صارت الأمة «إبراهيم وحده» في مكان آخر، لأنه: قد جمع الله الخيرات له، حتى اتخذه خليلا، من اجتماع خصال الخيرات فيه، وذلك: الوفاء، والشكر، والصبر، والإيمان، والإسلام، والحنيفية، والقنوت، والهدى، والاجتباء، والأواهية، والإنابة، والبركة، والاصطفاء، والحلم، واليد، والبصر، والحكم، والنبوة، والرسالة، والخلة، وسلامة القلب، والصديقية، وثناء الرب عليه، والحجة والصلاح، والرشد، والإحسان والإخلاص، وكل ذلك مذكور في التنزيل، فقد قال الله تعالى:
[تحصيل نظائر القرآن: 83]
{وإذا ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن} فتشهد له بالإتمام، ثم قال أيضا.
{وإبراهيم الذي وفى}.
فتشهد له بالوفاء، ثم قال:
{إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين، شاكرا لأنعمه اجتباه وهداه إلى صراط مستقيم}.
ثم قال في آية أخرى:
{إن إبراهيم لحليم أواه منيب}.
وقال في آية أخرى:
{كان حنيفا مسلما}.
ثم قال:
{إنه من عبادنا المؤمنين}.
[تحصيل نظائر القرآن: 84]
ثم قال: {وباركنا عليه وعلى إسحاق}.
ثم قال: {ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل}.
ثم قال: {إنا كذلك نجزي المحسنين}.
ثم قال: {فلما أسلما وتله للجبين}.
ثم قال: {سلام على إبراهيم، كذلك نجزي المحسنين، إنه من عبادنا المؤمنين}.
ثم قال:
[تحصيل نظائر القرآن: 85]
{أولى الأيدي والأبصار}.
قال: القوة والبصر في الدين، والعون والتعلق بنا، فإنما اليد للتعلق به، والبصر لمشاهدة الربوبية، ثم قال: {فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة}.
ثم قال: {إني جاعلك للناس إماما}.
ثم قال: {ولقد اصطفيناه في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين}.
وقال أيضا: {واتخذ الله إبراهيم خليلا}.
ثم قال: {إذ جاء ربه بقلب سليم}.
[تحصيل نظائر القرآن: 86]
وقال أيضا: {واذكر في الكتاب إبراهيم إنه كان صديقا نبيا}.
وأثنى عليه، ثم قال: {وتركنا عليه في الآخرين}.
يعنى: الثناء عليه في الأمم، قم قال: {وتلك حجتنا آتيناهم إبراهيم على قومه}.
فإن قال: إن إبراهيم كان أمة يعنى: جماعة وحده، فأية جماعة بأعظم ممن جمع الله له كل هذه الخصال!

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الأمة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:09 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir