تفسير الجهاد على ثلاثة وجوه
الوجه الأول: الجهاد يعني الجهاد بالقول
وذلك قوله في سورة الفرقان {فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادًا كبيرًا} يعني بالقول. وقال في براءة: {يا أيها ألنبي جاهد الكفار والمنافقين} فجاهد المنافقين بالقول. وقال في سورة التحريم: {يا أيها ألنبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم} يعني جاهد المنافقين بالقول والغلظة عليهم.
الوجه الثاني: الجهاد يعني القتال بالسلاح
وذلك قوله في سورة النساء: {لاّ يستوي القاعدون من المؤمنين} يقول: المقيمون عن الجهاد، {والمجاهدون في سبيل الله} يعني الذين يغزون ويقاتلون في سبيل الله. قال: {فضّل الله المجاهدين} الذين يقاتلون في سبيل الله {درجةً}. قال: و {فضّل الله المجاهدين} الذين يقاتلون في سبيله، {على القاعدين} يعني المقيمين، {أجرًا عظيمًا}. وقال في براءة: {يا أيها ألنبي جاهد الكفار} يعني بالسيف. وقال في التحريم: {يا أيها ألنبي جاهد الكفار} بالسيف.
الوجه الثالث: جهاد يعني عملا
وذلك قوله في سورة العنكبوت: {ومن جاهد} يعني ومن عمل الخير، {فإنّما يجاهد لنفسه} فإنما يعمل لنفسه، له نفع ذلك. وقال أيضا {والذين جاهدوا فينا} يعني عملوا لنا، {لنهدينّهم}. وقال في سورة الحج: {وجاهدوا في الله حقّ جهاده} يعني اعملوا لله حقّ عمله.