دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج الإعداد العلمي العام > برنامج الإعداد العلمي العام > منتدى الإعداد العلمي

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #76  
قديم 5 شوال 1432هـ/3-09-2011م, 10:36 AM
أم إسماعيل هاجر بنت محمد أم إسماعيل هاجر بنت محمد غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 700
افتراضي تلخيص للدرس الثالث عشر

* الهجرة لغة : الانتقال من بلد إلى بلد ( لا بد فيها من مفارقة وانتقال ).
* أقسام الهجرة :
- معنوية : هجر كل ما نهى الله عنه ( وهى أصل الهجرة الحسية )
وقد تكون واجبة وقد تكون مستحبة .
- وهى قسمان :
هجرة إلى الله بالإخلاص - هجرة إلى رسول الله بتحقيق المتابعة .
- حسية وهى المرادة هنا : الانتقال من بلد الشرك إلى بلد الإسلام .
وهى واجبةعلى كل من لم يستطع إظهار شعائر دينه بسبب تسلط الكفار عليه ووجد سبيلا للهجرة .
ومن ترك هذه الهجرة الواجبة وهو قادر عليها فقد عرض نفسه للوعيد الشديد والعذاب الأليم .
وهذه الهجرة باقية إلى قيام الساعة .
" لا هجرة بعد الفتح " أى لا هجرة من مكة وغيرها من أرض العرب التى دخلت فى دين الله إلى المدينة .
* الناس فى الهجرة على ثلاثة أضرب :
1- من تجب عليه : وهو من لا يمكنه إظهار شعائر دينه ووجد سبيلا للهجرة .
2- من لا هجرة عليه : وهو من يعجز عنها إما لمرض أو إكراه على الإقامة أو ضعف .
3- من تستحب له : وهو من يقدر عليها لكنه يتمكن من إظهار دينه وإقامته فى دار الكفر وأمن الفتنة على نفسه.

* ومن كان يجد فى بعض بلاد المسلمين من الظلم والتضييق ما يمنعه من إقامة دينه فإنه ينتقل إلى الإقامة فى البلاد التى يأمن فيها على
دينه ونفسه وأهله ولو كانت من بلاد الكفار .
* مكث رسول الله بمكة ثلاث عشرة سنة يدعو إلى التوحيد قبل أن تفرض كثير من فرائض الإسلام.
ولما هاجر إلى المدينة بدأ بتأسيس الدولة الإسلامية ثم شرعت فرائض الإسلام شيئا فشيئا تخفيفا من الله تعالى ورحمة بعباده.
وبقى فى المدينة عشر سنين إلى أن لقى ربه .
* ودين الإسلام الذى بعث به محمد صلى الله عليه وسلم باق إلى قيام الساعة ومحفوظ بقدرة الله عز وجل .
* الاعتصام بالشئ اتخاذه عاصما ومانعا مما يخشى ضرره ، والاعتصام بالله يكون باتباع هدى الله عز وجل .
* قول المؤلف رحمه الله { لا خير إلا دل الأمة عليه ولا شر إلا حذرها منه }
وهذا الخير إما أن يكون مدلولا عليه بعينه أو بوصفه فهو مندرج تحت الأدلة العامة والقواعد الكلية للشريعة .
وكذلك الشر إما أن يكون منهيا عنه بعينه أو بوصفه .
* بعث الله نبيه محمدا إلى عموم الخلق الإنس والجن وافترض عليهم طاعته ، والمخالفون فى هذا الأصل على درجتين :
1- الذين ينكرون نبوة النبي صلى الله عليه وسلم أصلا.
2- الذين يقرون برسالة النبي لكنهم يزعمون أنها خاصة للعرب فقط .
* قال الله تبارك وتعالى " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الإسلام دينا "
اليوم : المقصود يوم عرفة من حجة الوداع وكان يوم جمعة .
الإسلام : المقصود الدين الذى أنزله الله على رسوله محمد بإجماع العلماء.
نعمتى : النعمة الخاصة وهى نعمة الهداية التى اختص بها أولياءه .
* إنعام الله تعالى على عباده على نوعين :
1- إنعام عام : وهو إنعام فتنة وابتلاء وهو عام للمؤمنين والكافرين وهو حجة على العباد ودليل على المنعم عز وجل .
2- إنعام خاص : وهو إنعام منة واجتباء وهو الإنعام بالهداية إلى ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال .
* المخافون فى أصل " اعتقاد كمال دين الإسلام " على درجتين :
1- الذين يعتقدون عدم كمال الدين وهؤلاء كفار.
2- الذين يعتقدون كمال الدين لكنهم يخالفون ما يقتضيه كمال الدين من تحقيق المتابعة وهؤلاء هم أهل البدع والأهواء .
* موت النبي قد حصل فى السنة الحادية عشرة من الهجرة فى شهر ربيع الأول .
* أكد الله تعالى فى القرآن مسألة البعث بأنواع من الأدلة منها :
الاستدلال بالبدء - الاستدلال بالنظير - الاستدلال بالأولى - الاستدلال بالقدرة المطلقة - الاستدلال بالحكمة والتنزيه عن العبث.
* والإيمان بالبعث يستلزم الإيمان بما يكون بعده من الحساب والجزاء وهذا أصل مهم من أصول الإيمان وهو من الإيمان بالغيب .
* أهم المسائل فى هذا الباب ( خلاصات نافعة ):
- وصف الله نفسه بأنه سريع الحساب وأنه أسرع الحاسبين .
- حساب الله مبنى على العدل والإحسان ليس فيه ظلم مثقال ذرة .
- الحساب يوم القيامة على نوعين : حساب يسير وحساب عسير .
- العباد غير معصومين من السيئات حتى المحسنين منهم لكن الله يتجاوز عن سيئاتهم .
- من اجتنب الكبائر كفرت عنه سيئاته فضلا من الله ورحمة فهو ناج بإذن الله من العذاب ، ومن لم يجتنبها فهو غير آمن من العذاب.
- كل ما يعمل العبد من السيئات فهو مجزى به .
- سوء الحساب : هو أن يناقش العبد بسيئاته ثم يجازى عليها ليس معنى سوء الحساب أن الله يظلمهم .
- الأمة على ثلاثة أصناف فى العذاب :
1- من يدخل الجنة بلا حساب ولا سابقة عذاب.
2- من يحاسب حسابا يسيرا فينظر فى كتابه ويكلمه ربه ويقرره بذنوبه ثم يعفو عنه.
3- الذين يناقشون الحساب ، ومناقشة الحساب فى نفسها عذاب ثم ما يكون بعدها من العقوبة على السيئات عذاب أيضا.
- الحساب العسير الذى لا تيسير بعده إنما هو للكافرين والمنافقين .
- جزاء الله تعالى لعباده المؤمنين بالنعيم إحسان منه وفضل وليس استحقاقا عليه ، وإنما وعدهم الله بذلك والله لا يخلف الميعاد.
*المكذب بالبعث كافر لأنه مكذب لخبر الله عز وجل وخبر رسوله صلى الله عليه وسلم .

  #77  
قديم 6 شوال 1432هـ/4-09-2011م, 11:06 AM
أم إسماعيل هاجر بنت محمد أم إسماعيل هاجر بنت محمد غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 700
افتراضي

* مقاصد إرسال الرسل ثلاثة :
1- إقامة الحجة على العباد بإرسال الرس وإنزال الكتب .
2- البشارة لمن يطيع الله ورسوله .
3- النذارة لمن يعصى الله ورسوله.
وهذه المقاصد يجمع بعضها فى بعض المواضع ويفرد فى بعضها ، وكل مقصد فيها إذا أفرد فهو دال على غيره.

* أشهر الطوائف المخالفة فى أصل " إقامة الحجة بإرسال الرس وإنزال الكتب " طائفتان :
1- بعض المتكلمين أصحاب علم الكلام الذين زعموا أن الحجة قائمة بالعق والفطرة .
2- بعض غلاة الصوفية الذين زعموا أنهم يأخذون بالإلهام عن ربهم مباشرة دون واسطة رسول .

* نذارة الرسل لأقوامهم على درجتين :
1- النذارة للكفار بالخلود فى النار وتحريم الجنة عليهم أبدا.
2- إنذار العصاة بما عليهم من العذاب .

* أصل مهم : كل أمة قد بعث فيها نذير ، وهذا لا يعارضه وجود أفراد لم تبلغهم الرسالة لأسباب عارضة اقتضتها حكمة الله تعالى.
* الأصل الثانى : أن الله اقتضى عدله ألا يعذب أحدا لم تقم عليه الحجة الرسالية .

* والمقصود بالفترة : انقطاع إرسال الرسل مدة طويلة من الزمن ، وزمان الفترة هو ما بين الرسولين من المدة التى لا وحى فيها .
* وأهل الفترة الكبرى : هم من مات فى الزمن الذى بين رفع عيسى عليه السلام وبعثة محمد صلى الله عليه وسلم.
* وينبغى التنبه إلى أن كون المرء من أهل الفترة لا يقتضى ذلك الحكم بإسلامه ولا بكفره.

* وأهل الفترة هؤلاء على ثلاثة أقسام :
1- قسم مسلمون متبعون لما بلغهم من الهدى بشريعة سابقة ( مثل زيد بن عمرو بن نفيل وورقة بن نوفل ).
2- قسم كفار كذبوا الرسل وقات عليهم الحجة من دعوة بلغتهم بطريق صحيح.
3- قسم لم تبلغهم الدعوة وهؤلاء الذين وردت فيهم أحاديث الامتحان.
* وألحق بهذه المسألة من مات ولم تبلغه الدعوة وإن لم يكن من أهل الفترة المذكورة كأطفال المشركين ومجانينهم
وكذلك من بلغته الدعوة على حال لا تقوم بها الحجة الكبير المخرف والأصم ومن فى حكمهم.

* أول الرسل نوح عليه السلام . وأما آدم عليه السلام فهو نبى مكلم.
* وآخرهم محمد عليه الصلاة والسلام وهو خاتم النبيين لا نبي بعده .
* ومدعى النبوة كافر بالإجماع.

* الطاغوت : هو فعلوت من الطغيان وهو مجاوزة الحد .
* وأكثر ما يطلق لفظ الطاغوت فى نصوص القرآن والسنة على ((ما يُعبد من دون الله )).
* قال ابن القيم ( الطاغوت هو ما تجاوز به العبد حده من معبود أو متبوع أو مطاع ).
عبر بهذا التعبير ليخرج من عُبد من دون الله وهو غير راضٍ كما عُبدت الملائكة وعُبد المسيح وعُبد عزير وهم غير راضين ،
وعند التحقيق نجد أنه لا حاجة إلى هذا الاحتراز فى التعريف لأن اللبس فيه مأمون وهؤلاء الصالحين إنما اتخذهم المشركون طواغيت
كما اتخذوهم آلهة وأربابا وإلا فهم ليسوا بأرباب ولا آلهة ولا طواغيت .
* قوله تعالى " إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم "
(ما) لغير العاقل ، فيكون المراد : الأوثان والأحجار والأشجار.
وقوله تعالى " إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولائك عنها مبعدون " تقرير لحكم هؤلاء الصالحين .

* الاتباع والطاعة فى معصية الله عز وجل يكون على درجتين :
1- تكون فيما يخرج من الملة كاتباع الطواغيت فى عبادة غير الله عز وجل بصرف شئ من العبادات لهم أو اتباعهم على تحليل الحرام
وتحريم الحلال.
2- وتكون فيما لا يخرج عن الملة كأن يكون داعية إلى بدعة عظيمة أو حاكم كثير الظلم والطغيان.

* الطواغيت كثيرة ورؤوسهم خمسة :
1- الشيطان الداعى إلى عبادة غير الله.
2- الحاكم الجائر المغير لأحكام الله .
3- الذى يحكم بغير ما أنزل الله.
4- الذى يدعى علم الغيب.
5- الذى يُعبد من دون الله وهو راضٍ بالعبادة.

* " لا إكراه فى الدين " لا يستطيع أحد من الخلق أن يجبر أحدا على دين لا يرتضيه لأن الله لم يجعل لأحد سلطانا على القلوب .
ولا يجوز أن يُكره أحد على الدخول فى دين الإسلام وهذا لا يعارض قتال الكفار وإقامة الحد على المرتد.
* " رأس الأمر الإسلام " أى أصل أمر الإنسان وما خلق له هو الإسلام فإذا ذهب إسلام المرء ذهب أمره كله وأصبح على غير شئ
فسائر أموره إذا لم يُسلم لا اعتبار لها ولا تنفعه عند الله.

  #78  
قديم 5 صفر 1433هـ/30-12-2011م, 10:11 PM
أم عبدالله المنصورية أم عبدالله المنصورية غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Nov 2011
المشاركات: 86
افتراضي

لخصت درجات الكفار وأحكام الموالاة من الدرس الرابع في جدول




  #79  
قديم 12 صفر 1433هـ/6-01-2012م, 12:52 AM
الحسين باللعزيز الحسين باللعزيز غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 16
افتراضي

السلام عليكم أختاه متى تبدأ الدورة إن شاء الله

  #80  
قديم 12 صفر 1433هـ/6-01-2012م, 08:44 AM
الصورة الرمزية منى بكري
منى بكري منى بكري غير متواجد حالياً
أم صالح
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,181
افتراضي

وعليكم السلام

الدورة متاح فيها التسجيل في أي وقت

اطلع على هذا الرابط:
http://www.afaqattaiseer.com/vb/showthread.php?t=16751

  #81  
قديم 2 ربيع الأول 1433هـ/25-01-2012م, 10:07 PM
ليلى باقيس ليلى باقيس غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 2,071
افتراضي

أحكام التعامل مع الكفار (فوائد مستخلصة من الدرس الرابع)

- التعامل مع الكفار منه ماهو ناقض من نواقض الدين.
- ومنه ماهو مشروع مأمور به في الشريعة بضوابطه الشرعية.
- ومنه ماهو محرم وكبيرة ولكنه لا يصل إلى درجة الردة والنقض للدين.
· فما هو ناقض من نواقض الدين وردة وكفر: هو موالاة الكفار.
(وهذا توعد الله فاعله بالعذاب الشديد، وسماه مرتدا، وهي خصلة من خصال المنافقين النفاق الأكبر، ولا يفعله من في قلبه إيمان)
وموالاة الكفار: هو اتخاذهم أولياء من دون المؤمنين، وذلك إما بنصرهم على المؤمنين ومحاربة دين الله ومحادة الله تعالى ذكره ورسوله صلى الله عليه وسلم، أو يستنصرهم على المؤمنين.
ومنه: محبة دينهم، والرضى به، وإعانتهم على المسلمين أودلالتهم على عورات المسلمين.
· ومنها ماهو مشروع ومأمور به في الشريعة بضوابطه الشرعية، وهو من القسط الذي يحبه الله، ويمكن هنا أن نقسم التعامل معهم هنا إلى نوعين:
1) من ليسوا من أهل الحرب والقتال من الكفار:
وتكون مصاحبتهم بالمعروف، والإحسان والتعامل معهم بالحسنى، ولا نجادل أهل الكتاب إلا باللتي هي أحسن، ونفي بالعهد الذي بيننا وبينهم، ونؤدي أمانة من أئتمننا، وندعوهم إلى الإسلام باللتي هي أحسن.
وفي هذا القسم: يجب على المسلم مصاحبة والديه الكافرين بالمعروف، وليست هذه من الموالاة في شيء.
وكذلك أرحامه من الكفار يصاحبهم بالمعروف مالم يكونوا من الكفار المحاربين للمسلمين.
ومنه كذلك معاشرة الرجل لزوجته الكتابية.
والثناء على بعض الخصال الحسنة لديهم، جائز لا بأس فيه وليس من الموالاة.
2) أهل الحرب والقتال المعتدين من الكفار:
وهؤلاء أمرنا بالغلظة عليهم.
وهذه الغلظة لها حدودها الشرعية، فلا تفضي إلى قول ما لا يجوز قوله ولا إلى العدوان والبغي.
· ما هو محرم وكبيرة، لكنه ليس بناقض للدين، وليس ردّة عن الإسلام، لكن صاحبه يخشى عليه، ومن هذا النوع:
أ‌- مودة الكفار ومحبتهم، وهي محرمة في دين الإسلام، لأن بغضهم من لوازم الإيمان.
قال تعالى: "لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ..."
ب‌- اتخاذهم بطانة ومصادقتهم، وهذا محرم في دين الله، ولكن ليس هو من الموالاة.
ت‌- كذلك الثناء على بعض خصالهم المحرمة ومحبتها، هذا أمر محرم لا يجوز.
ومنه التعاون معهم على بعض المعاصي والمحرمات؛ كالكسب الحرام، فهذا محرم وكبيرة.
أما إن أفضى التعاون معهم إلى اتخاذهم أولياء، ومناصرتهم على المسلمين فهي ردة.

  #82  
قديم 3 ربيع الأول 1433هـ/26-01-2012م, 11:21 AM
الصورة الرمزية منى بكري
منى بكري منى بكري غير متواجد حالياً
أم صالح
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,181
افتراضي

أخت ليلى.. هل أنقل إجاباتك عن التطبيقات إلى الصفحة الخاصة بها؟
حل التطبيقات يكون في نفس صفحة الاسئلة.

  #83  
قديم 3 ربيع الأول 1433هـ/26-01-2012م, 07:08 PM
ليلى باقيس ليلى باقيس غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 2,071
افتراضي

نعم، جزاك الله خيرا نور.

  #84  
قديم 3 ربيع الأول 1433هـ/26-01-2012م, 10:03 PM
خيوط الفجر خيوط الفجر غير متواجد حالياً
عضو غير مفعل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 11
افتراضي

جزاك الله خير يااختي يجعله في موازين حسناتك اللهم امين

  #85  
قديم 3 ربيع الأول 1433هـ/26-01-2012م, 10:26 PM
الصورة الرمزية منى بكري
منى بكري منى بكري غير متواجد حالياً
أم صالح
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,181
افتراضي

أختي "خيوط الفجر" راجعي بريد (صندوق الاسبام أو الجانك) لتتمي تفعيل عضويتك.

  #86  
قديم 16 ربيع الثاني 1434هـ/26-02-2013م, 03:58 PM
سهيلة سهيلة غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
الدولة: الجزائر
المشاركات: 172
افتراضي

تلخيصي لدرس المقدمة التمهيدية
مقدمة لشرح التثلاثة الاصول و ادلتها



ترجمة المؤلف رحمه الله
• هو شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب بن سليمان التميمي
• ولد فِي بلدة العُيَينةِ سنة 1115هـ
• نشأ نشأة صالحة فحفظ القرآن قبل بلوغه عشر سنين، وتتلمذ على والده قاضي العيينة.
• ظهرت عليه أمارات النبوغ من حدة الذهن وقوة الحفظ وحسن الفهم وعلو الهمة.
• قرأ على صغر سنه كتباً كثيرة في التفسير والحديث والاعتقاد والفقه وغيرها.
• رحل في طلب العلم إلى الحرمين والأحساء والبصرة والزبير.
• كان سريع الكتابة حاد الذكاء قوي الحفظ جاداً مقبلاً على العلم والعمل.
• أقبل على كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم ففهم مقاصدها واختصر بعضها.
• أسف لما آل إليه حال الناس من غربة الدين وانتشار الشرك والجهل حتى عبدت الأشجار والأحجار والقبور والجن.
• اتفق مع أمير الدرعية محمد بن سعود على الدعوة إلى التوحيد ونصرة الدين بالحجة والسنان، وتبايعا على ذلك.
• أقام مدرسة لتعليم التوحيد وعلوم الشريعة وألف لهم المناهج ورتب لهم الدروس فوفد إليه طلاب العلم وانتشرت دعوة الشيخ المباركة.
• كاتب الشيخ العلماء والأمراء والوجهاء وأقام الحجج وكشف الشبه.
• استجاب لدعوة الشيخ طائفة من الناس وأيدوه وناصروه، واستنكف آخرون وعادوه وآذوه واجتهدوا في تنفير الناس عنه ورميه بالعظائم.
• رفعت راية الجهاد بعد عام 1158هـ ففتح الله لهم القلوب والبلاد وأعلا الله كلمته ونصر أولياءه ودحض الشرك وأهله.
• وفي عام 1188 هـ انقطع الشيخ للعبادة والتعليم إلى أن توفاه الله عز وجل في الدرعية سنة 1206 هـ فرحمه الله رحمة واسعة وألحقه بالصالحين، وجمعنا به في مقعد صدق عند مليك مقتدر.


لدورة شرح رسالة ثلاثة الأصول وأدلتها لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب التميمي رحمه الله تعالى .
المحاضرة التمهيدية في بيان بعض المقدمات المهمات في طلب العلم عموماً وطلب علم العقيدة على وجه الخصوص وبيان أهمية التدرج في تحصيل العلم ومواصلة طلبه،
فضمن الله لمن اتبع هداه ألا يخاف ولا يحزن، وضمن لمن اتبع هداه ألا يضل ولا يشقى وضمن لمن اتبع هداه أن يخرجه من الظلمات إلى النور وأن يهديه سبل السلام ، وأن ينجيه مما يخاف، وهذا وعد صادق للفرد والأمة. قال الله تعالى: {قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}.
ونحن قد جاءنا أعظمُ الهدى وهو القرآن الكريم خير كتاب أنزل، وبعث إلينا نبيُّنا محمد صلى الله عليه وسلم وهو خير نبي أرسل، أحسن الهدي هديه كما ثبت في الحديث الصحيح: (إن أحسن الهدي هدي محمد) وقال الله تعالى عن القرآن: {إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ}.
وقد أخبر الله تعالى أن أعداءه أولياء للشياطين، وأن الناس حزبان : حزب مع الله وحزب مع الشياطين.
وقال: {وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَىٰ أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ}
فقد أكمل الله الدين وأتمه كما قال تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}.
حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم : (تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك) أي أنه بلغنا الرسالة وبين لنا أحكام الدين بياناً شافيا كافياً وافياً بما نحتاجه، وجاءنا بشريعة سمحة ودين يسره الله لنا تيسيراً عظيماً حتى لم يعد لأحد عذر في ترك اتباعه صلى الله عليه وسلم .

1: فضل طلب العلم.
فطلب العلم لهذا المقصد العظيم من أفضل القربات إلى الله تعالى ، والعلم أصل كل عبادة، وبيان ذلك أن كل عبادة يؤديها العابد لا تقبل إلا إذا كانت خالصة لله تعالى وعلى سنة النبي صلى الله عليه وسلم، ومعرفة ذلك تستدعي قدراً من العلم.
وكذلك معرفة ما يحبه الله وما يكرهه إجمالاً وتفصيلاً لا تكون إلا بالعلم.
والناس متفاضلون في العلم تفاضلاً كبيراً كما قال الله تعالى: {وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ} وكلما كان الإنسان أكثر علماً فيما ينفع كان أكثر فضلاً.
قال الله تعالى: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} فأسند الرفع إليه جل وعلا وتكفل به ، والله لا يخلف وعده، وهذا فضل من الله عظيم يفيد بأن من تحقق فيه وصف العلم والإيمان نال الرفعة بإذن الله جل وعلا.
وقال: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} وقال: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ}، وقال: {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا}.
وفي الصحيحين من حديث معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( مَنْ يُرِدِ اللهُ بِهِ خَيْراً يُفَقِّهْهُ في الدِّينِ )) .
والتفقيه في الدين يشمل جميع أبوابه في الاعتقاد والأحكام والأخلاق والآداب والتزكية والجزاء وغيرها.
روى عبد الرزاق عن معمر عن الزهري أنه قال: (ما عبد اللهَ بمثل الفقه).
o وقال مطرف بن عبد الله بن الشخير: (فضل العلم أحب إلي من فضل العبادة وخير دينكم الورع) رواه الإمام أحمد في الزهد.
o وقال سفيان الثوري : (ما أعلم عملاً أفضلَ من طلب العلم وحفظه لمن أراد الله به خيراً) رواه الدارمي.
وروى ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله عن عبد الله بن المبارك أنه قال: قال لي سفيان الثوري: (ما يراد الله -عز وجل- بشيء أفضل من طلب العلم، وما طلب العلم في زمان أفضل منه اليوم).
الشافعي يقول: (ليس بعد أداء الفرائض شيء أفضلَ من طلب العلم ، قيل له : ولا الجهاد في سبيل الله ؟ ، قال : ولا الجهاد في سبيل الله عز وجل).
وقال مهنا بن يحيى السلمي: (قلت: لأحمد بن حنبل ما أفضل الأعمال قال: طلب العلم لمن صحت نيته.
قلت: وأي شيء تصحيح النية؟
قال: ينوي يتواضع فيه وينفي عنه الجهل).
o ونقل ابن هانئ في مسائله عن الإمام أحمد أنه قال: (العلم لا يعدله شيء).
استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم من علم لا ينفع؛ فعن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم : (( اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع ومن دعوة لا يستجاب لها))رواه مسلم.
وعن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((سلوا الله علماً نافعاً، وتعوذوا بالله من علم لا ينفع)) رواه ابن ماجة.
والتعوذ من العلم الذي لا ينفع دليل على أن فيه شرٌّ يجب التحرز منه.
فينبغي لطالب العلم أن يعتني بالعلم الذي ينفعه في دينه ودنياه، ويحفظ وقته مما لا ينفعه.
والعلوم التي لا تنفع كثيرة ومن أبرز علاماتها مخالفة مؤداها لهدي الكتاب والسنة.
• 2: المنهجية في طلب العلم.
المناهج المختلفة في التعلم تجتمع في أربعة أمور:
الأمر الأول: الإشراف العلمي معلم يرشده ويقومه وربما يقوم ببعض العمل أمامه ويطلب منه إعادته وقد يخطئ المتعلم مرات كثيرة فيقومه معلمه ويبين له خطأه حتى يتعلم شيئاً فشيئاً.
والأمر الثاني: التدرج. يبدأ في التعلم بما يتيسر له مما يحسن معرفته بالتدريب اليسير ثم يتدرج لما هو أصعب منه قليلاً وهكذا لا يزال يتدرج في التعلم حتى يترقى في تلك الصنعة ويبلغ ما قدر له أن يبلغ من التمكن فيها.
والأمر الثالث: النهمة في التعلم. بالنهمة في التعلم والحرص عليه وتكرار المحاولات وعدم الإياس إذا فشل ، بل يبقى حريصاً على التعلم حتى يشتد عوده في تلك الصنعة.
والأمر الرابع: الوقت الكافي للتعلم. لا بد له من الصبر على التعلم مدة كافية من الزمن حتى يصل إلى الدرجة التي يشهد له فيها أرباب تلك الصنعة بالحذق والتمكن فيها، ويطمئن الناس إلى تمكنه من صنعته فيأمنونه على مصالحهم.
سلوك المنهج الصحيح في طلب العلم يفيد طالب العلم في حفظ وقته وجهده ويعرِّفه بمعالم كل علم فيأتيه من بابه ويتعلمه على وجهه الصحيح فإن سار فيه وصل ونجح، وإن تذبذب وانقطع لم يصل فيه إلى ما كان يأمل.
• المنهج المقترح لدراسة العقيدة.
ومسائل الاعتقاد لا تخرج عن بابين عظيمين من أبواب الاعتقاد:
الباب الأول: الشهادتان شهادة أن لا إله إلا الله وشهادة أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم ولوازم هاتين الشهادتين العظيمتين، وفي الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذ بن جبل إلى اليمن قال له: (إنك تقدم على قوم أهل كتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة الله). وفي رواية في صحيح البخاري : (فليكن أول ما تدعوهم إلى أن يوحدوا الله).
فأول ما يجب تعلمه التوحيد كما دل عليه الحديث.
الباب الثاني: مراتب الدين المذكورة في حديث جبريل الطويل التي هي : (الإسلام والإيمان والإحسان).
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في تمام الحديث: (هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم).
فالمرحلة الأولى من مراحل تعلم العقيدة أن يدرس معنى الشهادتين ومعنى مراتب الدين دراسة جيدة مؤصلة.
وهذه المرحلة يكفيه فيها دراسة ثلاثة الأصول وأدلتها أو ما يقوم مقامها، ولو درس شرح حديث جبريل الطويل دراسة جيدة يعتني فيها بمسائل التوحيد كفاه ذلك إن شاء الله تعالى.
ثم يدرس بعد ذلك بشيء من التفصيل ما يتعلق بالإيمان بالله جل وعلا ويعرف معنى التوحيد بتفصيل مناسب فيدرس معنى التوحيد وأقسامه وفضله وثواب من حققه وواجباته وآدابه ويعرف ما يناقضه وهو الشرك فيدرس خطره وأقسامه وأنواعه والأبواب التي يدخلها الشرك ، ويدرس معنى العبادة التي يجب إفراد الله تعالى بها.
وهذه الموضوعات يكفيه في دراستها كتاب التوحيد لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب فهو كتاب قيم في هذا الباب.
ومما يعين على فهم العقيدة فهماً حسناً قراءة تاريخ الدعوات الإصلاحية وسير المجددين من الأئمة ففيها فوائد جليلة تعين على فهم دعوة الإسلام كما ينبغي التجديدي في الدين:
وقد روى أبو داوود والحاكم في مستدركه وصححه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها)
والحديث صححه جماعة من أهل العلم.
وروى الخطيب البغدادي في تاريخه عن الإمام أحمد أنه قال: (إن الله يقيض للناس في كل رأس مائة سنة مَن يعلمهم السنن وينفي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الكذب فنظرنا فإذا في رأس المائة عمر بن عبد العزيز وفي رأس المائتين الشافعي).
ولفظ (مَن) في الحديث يحتمل الواحد والجماعة .
فقد يقوم بالتجديد واحد ، وقد يقوم به جماعة ، وقد نص على ذلك جماعة من أهل العلم.

  #87  
قديم 28 رجب 1434هـ/6-06-2013م, 06:22 PM
سهيلة سهيلة غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
الدولة: الجزائر
المشاركات: 172
افتراضي

1: بيان معنى العبادة.
قال ابن جرير رحمه الله: (العبودية، عندَ جميع العرب أصلُها الذلّة، وأنها تسمي الطريقَ المذلَّلَ الذي قد وَطِئته الأقدام، وذلّلته السابلة (معبَّدًا)


ومن ذلك قيل للبعير المذلّل بالركوب في الحوائج: معبَّد.
ومنه سمي العبْدُ عبدًا لذلّته لمولاه.

والعبادة على نوعين:
1: عبادة كونية.
2: عبادة شرعية.

فأما العبادة الكونية فهذه عامة لجميع الخلق ، كما قال الله تعالى: {إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَٰنِ عَبْدًا}، وقال: {أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ}

وأما العبادة الشرعية : من أحسن التعريفات تعريف شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في رسالة (العبودية)
قال رحمه الله تعالى: (العبادة هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة ).

العبادة لا تسمى عبادة حتى تجتمع فيها ثلاثة أمور:
الأمر الأول: المحبة العظيمة، فالعبادة هي أعظم درجات المحبة كما قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ}
كما قال الله تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (31) قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ (32)}
وهذه الآية يسميها العلماء آية الامتحان، فإن دعوى المحبة سهلة، ولكن صدقها يبين بهذا الامتحان وهو اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم . .

الأمر الثاني: التعظيم والإجلال، فإن العابد معظِّمٌ لمعبوده أشد التعظيم، ومُجِلٌّ له غايةَ الإجلالِ، فالتعظيم من لوازم معنى العبادة.

الأمر الثالث: الذل والخضوع والانقياد، يقال طريق معبَّد أي مذلَّل، فالعابد منقاد لمعبوده خاضع له.

قال الله تعالى: {لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا (172) فَأَمَّا الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنْكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَلَا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا}

ولقبول هذه العبودية لا بد من شرطين:
الشرط الأول: الإخلاص لله جل وعلا. والشرط الثاني : موافقة الشرع
فالشرط الأول هو معنى شهادة أن لا إله إلا الله.
والشرط الثاني هو معنى شهادة أن محمداً رسول الله.
ولا يصح إسلام عبد حتى يشهد هاتين الشهادتين.

2: العهد العظيم بين العبد وربه جل وعلا. .
إذا شهدت أن لا إله إلا الله فاعلم أنك قد عاهدت الله أن تحبه المحبة الشديدة، وأن تعظمه، وأن تخضع له وتنقاد لأمره. ولذلك كانت (لا إله إلا الله) أعظم الحسنات، وأعلى شعب الإيمان، ومفتاح الجنة، وأفضل الذكر، ومن كانت آخر كلامه من الدنيا دخل الجنة.
قال الله تعالى: {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آَدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (60) وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (61) وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ (62) هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (63) اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (64)}


تسلط الشيطان على الإنسان ومحاولة تسلطه على ثلاث درجات:

الدرجة الأولى: التسلط التام، وهذا إنما هو على المشركين والمنافقين، لأن اتباعهم للشيطان اتباع كامل فاستحقوا التسلط التام.
قال الله تعالى في المنافقين: {اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَٰئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ}
وقال تعالى: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ * إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ}

الدرجة الثانية: التسلط الناقص وهو باستزلال الشيطان للإنسان ، وهذا لايكون تاماً على المسلمين ، بل هو نوع تسلط يقوى ويضعف بحسب درجة اتباع العبد لخطوات الشيطان فكلما كان اتباعه أكثر كان تسلط الشيطان عليه أكبر، وقد يحرم العبد التوفيق لبعض الطاعات بسبب اتباعه لخطوات الشيطان كما قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ}
وقال: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ * وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لَا يُقْصِرُونَ} [الأعراف: 201-202]

الدرجة الثالثة: النزغ ، وهذا ليس تسلطاً وإنما هو محاولة من الشيطان لاستجراء العبد ليتبع خطواته فإن اتبع خطواته استزله، وإن استعاذ العبد بالله عصم منه .
قال الله تعالى: {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (200) إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ (201) وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لَا يُقْصِرُونَ (202)}


3- درجات تحقيق العبودية لله تعالى:

تحقيق العبودية لله تعالى على ثلاث درجات:
درجة الإسلام.
مرتبة الإيمان.
مرتبة الإحسان.

إن كل بلاء يبتلى به المؤمن يصاحبه أمران:
الأمر الأول: بيان الهدى في ما يحبه الله وينجي به عبده مما يخاف منه قال الله تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّىٰ يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}
الأمر الثاني: اللطف والتيسير، وقد قال الله تعالى:{فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا}
وفي صحيح مسلم من حديث صهيب الرومي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( عجباً لأمر المؤمن أن أمره كله له خيرٌ، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له)).

4: العبادة الكونية والعبادة الشرعية

العبادة الكونية لا يخرج منها برٌّ ولا فاجر.
كما قال الله تعالى: {إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَٰنِ عَبْدًا (93) لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا (94) وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا (95)}
وقال تعالى: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ}.
وأما العبادة الشرعية فهي الفارقة بين المسلمين والكفار وأهل الجنة وأهل النار، وهي إخلاص العبادة لله جل وعلا وامتثال أمره واجتناب نهيه.

والمخالفون في العبودية الشرعية على درجتين:
الدرجة الأولى: المشركون الذين لم يخلصوا العبادة لله تعالى.
الدرجة الثانية: المبتدعة الضلال الذين غلَّبوا جانب التعبد لله بالتفكر في أفعاله وخلقه حتى ضيعوا بعض الفرائض وارتكبوا بعض المحرمات .

-5بيان وجوب إفراد الله تعالى بالعبادة.
قوله: (وَأَنْوَاعُ العِبَادَةِ الَّتِي أَمَرَ اللهُ بهَا مِثْلُ الإسْلاَمِ، وَالإيمَانِ، وَالإحْسَانِ؛ وَمِنْهُ: الدُّعَاءُ، وَالخَوْفُ، وَالرَّجَاءُ، وَالتَّوَكُّلُ، وَالرَّغْبَةُ، وَالرَّهْبَةُ، وَالخُشُوعُ، وَالخَشْيَةُ، وَالإنَابَةُ، والاسْتِعَانَةُ، والاسْتِعَاذَةُ، والاسْتِغَاثَةُ، وَالذَّبْحُ، وَالنَّذْرُ، وَغَيْرُ ذَلِكَ مِنْ أَنْوَاعِ الْعِبَادَةِ الَّتِي أَمَرَ الله بهَا:كُلُّها لِلَّهِ تَعَالى.
وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالى: {وَأَنَّ المَسَاجدَ لِلَّهِ فَلاَ تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَداً} [الجن:18].
فَمَنْ صَرَفَ مِنْها شَيْئاً لِغَيْرِ اللهِ فَهُوَ مُشْرِكٌ كَافِرٌ.
وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالى: {وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ لاَ بُرْهَانَ لَهُ بهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبهِ إنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ} [المؤمنون:117]).


قوله: (وَأَنْوَاعُ العِبَادَةِ الَّتِي أَمَرَ اللهُ بهَا مِثْلُ الإسْلاَمِ، وَالإيمَانِ، وَالإحْسَانِ).
هذه مراتب الدين .
قوله: (وَمِنْهُ: الدُّعَاءُ، وَالخَوْفُ، وَالرَّجَاءُ، وَالتَّوَكُّلُ، وَالرَّغْبَةُ، وَالرَّهْبَةُ، وَالخُشُوعُ، وَالخَشْيَةُ، وَالإنَابَةُ، والاسْتِعَانَةُ، والاسْتِعَاذَةُ، والاسْتِغَاثَةُ، وَالذَّبْحُ، وَالنَّذْرُ، وَغَيْرُ ذَلِكَ مِنْ أَنْوَاعِ الْعِبَادَةِ الَّتِي أَمَرَ الله بهَا:كُلُّها لِلَّهِ تَعَالى).

هذه العبادات يتفاضل المسلمون في تحقيقها على درجات العبودية لله تعالى فمسلم ومؤمن ومحسن.
فمن أداها مخلصاً لله تعالى ولم يشرك مع الله فيها أحداً فهو مسلم.
ومن أداها مخلصاً لله تعالى مكملاً فروضها الواجبة مجتنباً الشرك الأصغر فيها فهو مؤمن.
ومن أداها على الكمال المستحب فهو محسن.

ومعرفة كون عمل من الأعمال عبادة تكون بأمور:
الأمر الأول: أن يرد في النص تسميته عبادة
الأمر الثاني: أن يدل الدليل على أن الله تعالى يحب عملاً من الأعمال .
الأمر الثالث: أن يدل الدليل على أن الله أمر به.

- والعبادة تكون بالقلب واللسان والجوارح.
فعبادة القلب بالاعتقاد وهو التصديق واليقين، وبعمل القلب من المحبة والخوف والرجاء والتوكل وغيرها.
وعبادة اللسان هي بقول ما يحبه الله ويأمر به.
وعبادة الجوارح هي ما تقوم به جوارح الإنسان من أعمال التعبد كالصلاة والزكاة والصيام والحج والذبح والنذر وغيرها.

  #88  
قديم 14 رمضان 1434هـ/21-07-2013م, 07:06 PM
سهيلة سهيلة غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
الدولة: الجزائر
المشاركات: 172
افتراضي

الرغبة والرهبة

قوله: (وَدَلِيلُ الرَّغْبَةِ وَالرَّهْبَةِ وَالْخُشُوعِ قَوْلُهُ تَعَالى: {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} ).

الرَّغْبَة والرَّغَب: الرجاء والطمع .
والرَّهْبَةُ والرَّهَب: الخوف والخشية.

فالرغبة والرهبة بهذا المعنى عبادة لا يجوز صرفها لغير الله تعالى قال تعالى: {وَإِلَىٰ رَبِّكَ فَارْغَبْ} فمن صرفها لغير الله فقد أشرك بالله شركاً أكبر مخرجاً عن الملة والعياذ بالله.


ومن تخليص العبادة أن يحذر المؤمن من الآفات التي تضعف الرغب إلى الله جل وعلا من الغفلة عن ذكر الله، وتعظيم الدنيا، والتعلق بالأسباب، وضعف الصبر واليقين.


الرغبة والرهبة تنقسم إلى قسمين:
القسم الأول: رغبة العبادة ورهبة العبادة
القسم الثاني: الرغبة والرهبة الطبيعيتان فهذه على ثلاث درجات.
الدرجة الأولى: لا لوم فيها على العبد
الدرجة الثانية: محرمة وهي التي تحمل العبد على ترك مأمور لا يعذر بتركه أوفعل محظور لا يعذر بفعله
الدرجة الثالثة: الرغبة والرهبة التي هي شرك أصغر من شرك الأسباب، وهي أن يتعلق قلب العبد بالأسباب.

3: الخشوع

الخشوع في اللغة أصله السكون و الخضوع و الذل، قال الله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ}
قال تعالى: {وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَٰنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا}.
ومن ذلك الخشوع في الصلاة فإنه يشمل معنيين:
- خشوع القلب بالتذلل والخضوع لله جل وعلا .
- وخشوع الجوارح بأداء الصلاة بطمأنينة وترك العبث والحركة المنافية للخشوع.
كما قال الله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2)}

قوله: (وَدَلِيلُ الْخَشْيَةِ قَوْلُهُ تَعَالى: {فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَونِي} [البقرة:150] ).

الخشية: شدة الخوف وهي مبنية على العلم ، وبذلك فُرق بينها وبين الخوف وإن كان بينهما تقارب في المعنى.
فالخشية فيها معنى الخوف الشديد المبني على العلم بعظمة المخشي منه ، قال الله تعالى: {إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَماءُ}

بركات الخشية:

مفتاح لفهم القرآن وتدبره والاعتبار بما فيه والتذكر النافع الذي يزداد به اليقين ويرتفع به الإيمان وتزكو به النفس قال الله تعالى: {طه (1) مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لِتَشْقَى (2) إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى (3) تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَا (4) الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (5) لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى (6) وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى (7) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى (8)}
وقال تعالى: {وأنذر به الذي يخشون ربهم}

- وأهل خشية الله يتفاضلون في الخشية تفاضلاً عظيماً فهم على درجات لا يحصيهم إلا من خلقهم ، فمن كان معه أصل الإسلام فمعه أصل الخشية، وكلما ازداد العبد من الخشية ازداد نصيبه من تكميل منازل العبودية لله تعالى والفوز بفضله ورحمته وأعلاهم درجة السابقون المقربون الذين وصفهم الله تعالى بقوله: {إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (57) وَالَّذِينَ هُمْ بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ (58) وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ (59) وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ (60) أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ (61) وَلَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (62)}

الإنابة
قوله: (وَدَلِيلُ الإِنَابَةِ قَوْلُهُ تَعَالى: {وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ} الآية [الزمر:54]).

الإنابة: هي الرجوع والإقبال إلى الله تعالى.
قال قتادة في قوله تعالى: {وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ} : أي أقبلوا إلى ربكم.

والإنابة هي من آثار خشية الله وعلامة عليها؛ كما قال تعالى: {هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ (32) مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ (33)}

فمصدر الخشية: المحبة والخوف والرجاء، وثمرة الخشية الإنابة إلى الله تعالى كما قال تعالى: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} .
ومن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في استفتاح تهجده (اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ) كما في الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.
وقد أمر الله تعالى عباده بالإنابة إليه فقال تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ}

- الاستعانة والاستعاذة والاستغاثة
قوله: (وَدَلِيلُ الاسْتِعَانَةِ قَوْلُهُ تَعَالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} ، وَفِي الْحَدِيثِ: ((إذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللهِ))
وَدَلِيلُ الاسْتِعَاذَةِ قَوْلُهُ تَعَالى: {قلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} ، وَقَوْلُهُ تَعَالى: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}.
وَدَلِيلُ الاسْتِغَاثَةِ قَوْلُهُ تَعَالى: {إذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ} الآية).

الاستعانة هي طلب الإعانة على تحصيل نفع يرجى وقوعه.
والاستعاذة هي طلب الإعاذة من ضرّ يخشى وقوعه.
والاستغاثة هي طلب الإغاثة لتفريج كربة، فالاستغاثة أخص منهما لأنها تكون عند الشدة.
وهذا الطلب يكون بالقلب والقول والعمل.
والاستعانة أوسع هذه المعاني الثلاثة وهي عند الإطلاق تشملها جميعاً .
فالاستعانة بمعناها العام تشمل الدعاء والتوكل والاستعاذة والاستغاثة والاستهداء والاستنصار والاستكفاء وغيرها.

قوله تعالى: {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}
وقوله: {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}
وقوله: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ}


وتحقيق الاستعانة يكون بأمرين:
أحدهما: التجاء القلب إلى الله تعالى والإيمان بأن النفع والضر بيده جل وعلا .والآخر: بذل الأسباب التي هدى الله إليها وبينها ، فيبذل في كل مطلوب ما أذن الله تعالى به من الأسباب.
وهذان الأمران أرشد إليهما النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: ((احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز))

- والناس في إرادة الدنيا على ثلاثة أقسام:
القسم الأول: الذين آثروا الحياة الدنيا على الآخرة إيثاراً مطلقاً فهؤلاء هم الكفار
القسم الثاني: الذين لديهم نوع إيثار للحياة الدنيا حملهم على ترك بعض الواجبات واقتراف بعض المحرمات فهؤلاء هم أهل الفسق من المسلمين.
القسم الثالث: الذين استعانوا بأمور الدنيا على ما ينفعهم في الآخرة،فأخذوا منها ما يستعينون به على إعفاف أنفسهم والتقوي على طاعة الله ؛ فهؤلاء هم الناجون السعداء .

الاستعانة على قسمين:
القسم الأول: استعانة العبادة
القسم الثاني: استعانة التسبب، وهو بذل السبب
الذبح
قوله: (وَدَلِيلُ الذَّبْحِ قَوْلُهُ تَعَالى: {قُلْ إِنَّ صَـلاَتِي وَنُسُكِـي وَمَحْيَايَ وَمَمَـاتِي للهِ رَبِّ العَالَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُ}، وَمِنَ السُّنَّةِ قَوْلُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ: ((لَعَنَ اللهُ مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللهِ)) ).

الذبح المراد به ذبح القرابين من الأنعام.

والذبح على قسمين:
القسم الأول: ذبح يكون فيه معنى تعبدي فيهلُّ باسم المذبوح له أو يقصد بالذبح التقرب له كذبح الهدي والأضاحي والنذور
وأما من نسي التسمية من المسلمين فذبح ولم يسمِّ نسياناً فقد اختلف أهل العلم في حل ذكاته على ثلاثة أقوال أصحها وهو قول جمهور الأئمة جواز أكلها لأنه لم يتركها عمداً وإنما نسي التسمية ولو ذكرها لم يتركها، وقد قال الله تعالى: {رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا}

والقسم الثاني: الذبح الذي لا يكون فيه معنى التعبد، وإنما يذبح للَّحم أو لغرض آخر لا يكون فيه معنى التقرب ولا يكون معه تسمية.
فهذا النوع من الذبح ليس بعبادة، ولا يحل أكله لأجل أنه لم يذكر اسم الله عليه.


- النذر

النذر في لسان العرب: الإيجاب، فمن نذر شيئاً على نفسه فقد أوجبه عليها وألزمها به.

ومعنى النذر في الشرع هو معناه في اللغة: فما أوجبه العبد على نفسه لله جل وعلا سمي نذراً، ولذلك فهو عبادة، فمن تعبد بهذا النذر لغير الله جل وعلا فقد أشرك الشرك الأكبر والعياذ بالله.

وأكثر ما يكون تقديم النذور في الصدقات، وتسمى تلك الصدقة المنذورة: نذيرة وجمعها نذور ونذائر.



والنذر له تقسيمات باعتبارات مختلفة
فالقسم الأول: نذر العبادة
القسم الثاني: النذر الذي يراد به الإلزام المجرد عن معاني التعبد كأن ينذر ألا يكلم فلاناً وإن لم يكن فيه لفظ النذر
ويقسم النذر باعتبار تعليقه بشرط إلى نذر مشروط ونذر غير مشروط.
- فالنذر المشروط هو الذي علَّقه الناذر على شرط إن تحقق هذا الشرط ألزم نفسه بالنذر، وإن لم يتحقق لم يلزم نفسه به

الوفاء بالنذر شأنه عظيم ، وإخلافه كبيرة من الكبائر؛ فقد مدح الله عباده الذين يوفون بالنذر فقال: فقال تعالى: {إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا (5) عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا (6) يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا (7) وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (8) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا (9) إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا (10) فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَٰلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا (11) وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا (12)}

وعدم الوفاء بالنذر من خصال المنافقين المذمومة، بل هو من أسباب النفاق والعياذ بالله؛
كما قال تعالى: {وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ * فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ * فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَىٰ يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ}
وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن النذر وبيَّن أنه لا يأتي بخير ففي الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال: (نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن النذر وقال: (( إنه لا يأتي بخير، وإنما يستخرج به من البخيل)) ).
وفي رواية في صحيح مسلم: ((النذر لا يقدم شيئاً ولا يؤخره، وإنما يستخرج به من البخيل)).
- والنذر غير المشروط، ويسميه بعض العلماء النذر المطلق، هو الذي يقصد به التقرب دون تحقق شرط، كأن يقول: لله عليَّ أن أعتكف ليلة

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
هنا, نتذاكر


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:27 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir