س2: من أوّل من أحدث مسألة اللفظ بالقرآن؟ وما حكم اللفظية والواقفة؟
أوّل من أحدث مسألة اللفظ بالقرآن
حسين الكرابيسي
قال محمدُ بنُ أحمدَ بنِ عثمانَ الذَّهَبيُّ (ت: 748هـ): (لأبي عبد الله في مسألة اللّفظ نقولٌ عدّةٌ: فأوّل من أظهر مسألة اللّفظ حسين بن عليٍّ الكرابيسيّ، وكان من أوعية العلم، ووضع كتاباً في المدلّسين، يحطّ على جماعةٍ: فيه أنّ ابن الزّبير من الخوارج.
وفيه أحاديث يقوّي به الرّافضة، فأعلم أحمد، فحذّر منه، فبلغ الكرابيسيّ، فتنمّر، وقال: لأقولنّ مقالةً حتّى يقول ابن حنبلٍ بخلافها، فيكفر.
فقال: لفظي بالقرآن مخلوقٌ.
فقال المرّوذيّ في كتاب (القصص) : فذكرت ذلك لأبي عبد الله أنّ الكرابيسيّ قال: لفظي بالقرآن مخلوقٌ، وأنّه قال: أقول: إنّ القرآن كلام الله غير مخلوقٍ من كلّ الجهات إلاّ أنّ لفظي به مخلوقٌ، ومن لم يقل: لفظي بالقرآن مخلوقٌ، فهو كافرٌ.
فقال أبو عبد الله: بل هو الكافر - قاتله الله - وأيّ شيءٍ قالت الجهميّة إلاّ هذا؟ وما ينفعه، وقد نقض كلامه الأخير كلامه الأوّل؟!
ثمّ قال: أيشٍ خبر أبي ثورٍ، أوافقه على هذا؟
قلت: قد هجره.
قال: أحسن، لن يفلح أصحاب الكلام.
قال عبد الله بن أحمد: سئل أبي، وأنا أسمع عن اللّفظيّة والواقفة، فقال: من كان منهم يحسن الكلام، فهو جهميٌّ.
- الحكم بن معبدٍ: حدّثني أحمد الدّورقيّ، قلت لأحمد بن حنبلٍ: ما تقول في هؤلاء الّذين يقولون: لفظي بالقرآن مخلوقٌ؟
فرأيته استوى، واجتمع، وقال: هذا شرٌّ من قول الجهميّة.
من زعم هذا، فقد زعم أنّ جبريل تكلّم بمخلوقٍ، وجاء إلى النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم- بمخلوقٍ.
فقد كان هذا الإمام لا يرى الخوض في هذا البحث؛ خوفاً من أن يتذرّع به إلى القول بخلق القرآن، والكفّ عن هذا أولى، آمنّا بالله -تعالى- وبملائكته، وبكتبه، ورسله، وأقداره، والبعث والعرض على الله يوم الدّين.
ومعلومٌ أنّ التّلفّظ شيءٌ من كسب القارئ غير الملفوظ، والقراءة غير الشّيء المقروء، والتّلاوة وحسنها وتجويدها غير المتلوّ، وصوت القارئ من كسبه فهو يحدث التّلفّظ والصّوت والحركة والنّطق، وإخراج الكلمات من أدواته المخلوقة، ولم يحدث كلمات القرآن، ولا ترتيبه، ولا تأليفه، ولا معانيه.
فلقد أحسن الإمام أبو عبد الله حيث منع من الخوض في المسألة من الطّرفين، إذ كلّ واحدٍ من إطلاق الخلقيّة وعدمها على اللّفظ موهمٌ، ولم يأت به كتابٌ ولا سنّةٌ، بل الّذي لا نرتاب فيه أنّ القرآن كلام الله منزلٌ غير مخلوقٍ - والله أعلم
مات الكرابيسيّ: سنة ثمانٍ وأربعين.
وقيل: سنة خمسٍ وأربعين ومائتين.
ولا ريب أنّ ما ابتدعه الكرابيسيّ، وحرّره في مسألة التّلفّظ، وأنّه مخلوقٌ هو حقٌّ، لكن أباه الإمام أحمد، لئلاّ يتذرّع به إلى القول بخلق القرآن، فسدّ الباب؛ لأنّك لا تقدر أن تفرز التّلفّظ من الملفوظ الّذي هو كلام الله إلاّ في ذهنك). [سير أعلام النبلاء: 12/ 81- 82]
الشرّاك
قال أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي (ت: 387هـ): (- حدّثنا أبو حفصٍ، قال: حدّثنا أبو نصرٍ، قال: حدّثنا الفضل، قال: حدّثنا أبو طالبٍ، عن أبي عبد اللّه، قال: قلت له: كتب إليّ من طرسوس أنّ الشّرّاك يزعم أنّ القرآن كلام اللّه، فإذا تلوته فتلاوته مخلوقةٌ،
قال: «قاتله اللّه، هذا كلام جهمٍ بعينه»،
قلت: رجلٌ قال في القرآن: كلام اللّه ليس بمخلوقٍ، ولكنّ لفظي هذا به مخلوقٌ؟
قال: «هذا كلام سوءٍ، من قال هذا فقد جاء بالأمر كلّه»
قلت: الحجّة فيه حديث أبي بكرٍ: لمّا قرأ: {الم غلبت الرّوم} [الروم: 2] فقالوا: هذا جاء به صاحبك؟ قال: لا، ولكنّه كلام اللّه،
قال: «نعم، هذا وغيره إنّما هو كلام اللّه، إن لم يرجع عن هذا فاجتنبه، ولا تكلّمه، هذا مثل ما قال الشّرّاك» .
قلت: كذا بلغني.
قال: «أخزاه اللّه، تدري من كان خاله؟»
قلت: لا،
قال: «كان خاله عبدك الصّوفيّ، وكان صاحب كلامٍ ورأي سوءٍ، وكلّ من كان صاحب كلامٍ، فليس ينزع إلى خيرٍ»، واستعظم ذلك واسترجع، وقال: «إلى ما صار أمر النّاس؟»). [الإبانة الكبرى: 5/
339]
حكم اللفظية والواقفة :
حكم اللفظية
ومعلومٌ أنّ التّلفّظ شيءٌ من كسب القارئ غير الملفوظ، والقراءة غير الشّيء المقروء، والتّلاوة وحسنها وتجويدها غير المتلوّ، وصوت القارئ من كسبه فهو يحدث التّلفّظ والصّوت والحركة والنّطق، وإخراج الكلمات من أدواته المخلوقة، ولم يحدث كلمات القرآن، ولا ترتيبه، ولا تأليفه، ولا معانيه
فكلمات القرآن هي كلام الله وهو غير مخلوق
قال أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية الحراني (ت:728هـ) : (ومِن الإِيمانِ باللهِ وكُتُبِهِ الإِيمانُ بأَنَّ القرآنَ: كَلامُ اللهِ، مُنَزَّلٌ، غَيْرُ مَخْلوقٍ، منهُ بَدَأَ، وإِليهِ يَعودُ، وأَنَّ اللهَ تَكَلَّمَ بِهِ حَقيقةً، وأَنَّ هذا القرآنَ الَّذي أَنْزَلَهُ على محمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُو كلامُ اللهِ حقيقةً، لا كَلامَ غيرِهِ.
ولا يجوزُ إِطلاقُ القَوْلِ بأَنَّهُ حِكايةٌ عَنْ كلامِ اللهِ، أَو عِبارَةٌ، بلْ إِذا قَرَأَهُ النَّاسُ أَوْ كَتَبُوهُ في المصاحِفِ؛ لمْ يخْرُجْ بذلك عنْ أَنْ يَكونَ كَلامَ اللهِ تعالى حَقيقةً، فإِنَّ الكلامَ إِنَّما يُضَافُ حقيقةً إِلى مَنْ قالَهُ مُبْتَدِئاً، لا إِلى مَن قالَهُ مُبَلِّغاً مُؤدِّياً.
وهُوَ كَلامُ اللهِ؛ حُروفُهُ، ومَعانيهِ، ليسَ كَلامُ اللهِ الحُروفَ دُونَ المَعاني، ولا المَعانِيَ دُونَ الحُروفِ). [العقيدة الواسطية:؟؟]
إجمال أقوال جماعة من العلماء من بلدان شتّى في شأن الواقفة
قال أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي (ت:387هـ): (حدّثنا أبو حفصٍ عمر بن محمّد بن رجاءٍ قال: حدّثنا أبو بكرٍ المرّوذيّ، قال: سألت عبّاسًا النّرسيّ عن القرآن، فقال: " نحن ليس نقف، نحن نقول: القرآن غير مخلوقٍ ".
- قال: وسألت عبيد اللّه بن عمر القواريريّ عن الواقفة، فقال: شرٌّ من الجهميّة.
- قال: وسألت يحيى بن أيّوب عن الواقفة، فقال: «هم شرٌّ من الجهميّة».
- قال أبو بكرٍ المرّوذيّ: سألت إبراهيم بن أبي اللّيث عن الواقفة، فقال: «هم كفّارٌ باللّه العظيم، لا يزوّجوا، ولا يناكحوا».
- قال المروزيّ: وسألت محمّد بن عبيد اللّه بن نميرٍ عن الواقفة، فقال: «هم شرّ الجهميّة»، وقال: «هذا والوقف زندقةٌ وكفرٌ».
- قال: وسألت أبا بكر بن أبي شيبة عن الواقفة، فقال: «هم شرٌّ من أولئك، يعني الجهميّة».
- وسألت عثمان بن أبي شيبة عن الواقفة، فقال: «هم شرّ الجهميّة».
- وسألت ابن أبي معاوية الضّرير عن الواقفة، فقال: «هم مثل الجهميّة» ). [الإبانة الكبرى: 5/301-304]
قال أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي (ت:387هـ): (وحدّثنا أبو حفصٍ، قال: حدّثنا محمّد بن داود، قال: حدّثنا المرّوذيّ، قال: سألت هارون بن إسحاق الهمدانيّ، فقال: «هم شرٌّ من الجهميّة».
- قال: وسألت أبا موسى الأنصاريّ عن الواقفة، فقال: «هم شرٌّ من الجهميّة»
- وسألت سويد بن سعيدٍ الأنباريّ، فقال: «هم أكفر من الحمار».
- قال: وسألت أبا عبد اللّه بن أبي الشّوارب عن رجلٍ من الواقفة سئل عن وجه اللّه عزّ وجلّ: أمخلوقٌ هو أم غير مخلوقٍ؟ فقال: لا أدري.
فقال: «هذا من الشّاكّة، أحبّ إليّ أن يعيد الصّلاة»، يعني إذا صلّى خلفه). [الإبانة الكبرى: 5/305]
قال أبو محمد الحسن بن علي بن خلف البربهاري (ت: 329هـ) : ( ومن سكت فلم يقل مخلوق ولا غير مخلوق فهو جهمي هكذا قال أحمد بن حنبل وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا فإياكم ومحدثات الأمور فإنها ضلالة وعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين وعضوا عليها بالنواجذ)).). [شرح السنة للبربهاري: 100]
قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ): ( باب ذكر النهي عن مذاهب الواقفة
قال محمد بن الحسين: وأما الذين قالوا: القرآن كلام الله ووقفوا فيه وقالوا: لا نقول: غير مخلوق، فهؤلاء عند كثير من العلماء ممن رد على من قال بخلق القرآن، قالوا: هؤلاء الواقفة: مثل من قال: القرآن مخلوق وأشر؛ لأنهم شكوا في دينهم، ونعوذ بالله ممن يشك في كلام الرب: إنه غير مخلوق وأنا أذكر ما تأدى إلينا منه ممن أنكر على الواقفة من أهل العلم). [الشريعة للآجري: ؟؟]
قال أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري اللالكائي (ت: 418هـ): (سياق ما روي في تكفير من وقف في القرآن شاكًّا فيه أنّه غير مخلوقٍ
- فَرُوِيَ عن أهل المدينة: هارون بن أبي علقمة الفرويّ قال: سمعت عبد الملك بن عبد العزيز الماجشون وغيره من علمائنا يقولون: من وقف في القرآن بالشّكّ فهو كافرٌ.
قال: وسمعت عبد الملك خاصّةً يقول: من وقف في القرآن بالشّكّ فهو مثل من قال مخلوقٌ.
- وأبي مصعبٍ أحمد بن أبي بكرٍ قال: من وقف في القرآن فهو كافرٌ.
- وقال محمّد بن مسلم بن وارة: قال لي أبو مصعبٍ: من قال: القرآن مخلوقٌ فهو كافرٌ، ومن قال: لا أدري يعني مخلوقٌ أو غير مخلوقٍ فهو مثله. ثمّ قال: بل هو شرٌّ منه.
فذكرت رجلًا كان يظهر مذهب مالكٍ فقلت: إنّه أظهر الوقف.
فقال: لعنه اللّه، ينتحل مذهبنا وهو بريءٌ منه. فذكرت ذلك لأحمد بن حنبلٍ فأعجبه وسرّ به.
- وحكي عن أبي حاتمٍ الرّازيّ، قال أبو مصعبٍ: هؤلاء الّذين يقولون في القرآن لا ندري مخلوقٌ أم غير مخلوقٍ هم عندنا شرٌّ ممّن يقول: مخلوقٌ، يستتابون فإن تابوا وإلّا ضربت أعناقهم.
- وكذلك روى عنه عليّ بن الفرات الأصبهانيّ وروي عن مصعبٍ الزّبيريّ أنّه سئل عن القرآن، وعن من لا يقول غير مخلوقٍ، فقال: هؤلاء جهّالٌ - وخطّأهم - وإنّي لأتّهمهم أن يكونوا زنادقةً.
- وقال أبو حاتمٍ: سئل إبراهيم بن المنذر الحزاميّ فقيل: ما تقول في عبدٍ اشتري فخرج جهميًّا؟
فقال: عيبٌ يردّ منه.
قال: فإن خرج واقفيًّا؟
قال: شرٌّ يردّ منه.
- وعن عبد اللّه بن أبي سلمة العمريّ المدنيّ نزيل بغداد أنّه سئل عن من قال: إنّ القرآن غير مخلوقٍ،
فقال: إنّ الّذي لا يقول إنّه غير مخلوقٍ فهو يقول: مخلوقٌ إلّا أنّه جعل هذه سترةً يستتر بها.
- عن هارون بن موسى الفرويّ أنّه سئل عمّن يقف في القرآن، فقال: مثل من يقول: مخلوقٌ.
- وعنه: من وقف في القرآن بالشّكّ فهو كافرٌ، ومن وقف بغير شكٍّ فهو مبتدعٌ.
- وعن محمّد بن يحيى بن أبي عمر العدنيّ: من قال القرآن مخلوقٌ فهو كافرٌ، ومن وقف فهو شرٌّ ممّن قال: مخلوقٌ، لا يصلّى خلفهم، ولا يناكحون، ولا يكلّمون، ولا تشهد جنائزهم، ولا يعاد مرضاهم.
- وقال أبو زرعة الرّازيّ: قيل للحسن بن عليٍّ الحلوانيّ: إنّا أخبرنا عنك أنّك أظهرت الوقف. فأنكر ذلك إنكارًا شديدًا وقال: القرآن كلام اللّه غير مخلوقٍ، وهل يكون غير ذا أو يقول أحدٌ غير ذا؟ ما شككنا في ذا قطّ، وسألني رجلٌ بالشّام وكان من الواقفة فأحبّ أن أرخّص في الوقف فأبيت.
- وعن أبي الوليد بن أبي الجارود، ومحمّد بن يزيد المقرئ والحسن بن إبراهيم البياضيّ، وابن يونس المدينيّ أنّهم قالوا: كفّارٌ.
- وعن يحيى بن سليمٍ الطّائفيّ: من وقف في القرآن فهو جهميٌّ. فيما روى عنه ابن أبي عمر العدنيّ.
- ومن أهل الكوفة: وكيع بن الجرّاح فيما روى عنه يحيى بن يحيى النّيسابوريّ: من شكّ أنّ القرآن كلام اللّه يعني غير مخلوقٍ فهو كافرٌ.
- وعن أبي بكر بن أبي شيبة وأخيه عثمان، والحسين بن عليّ بن الأسود، وأبي هشامٍ الرّفاعيّ، وأبي سعيدٍ الأشجّ، وإسحاق بن موسى الخطميّ، ومحمّد بن خلفٍ التّيميّ، وهارون بن إسحاق الهمذانيّ قالوا: كفّارٌ وشرٌّ من الجهميّ. وعن محمّد بن مقاتلٍ العبّادانيّ، والعبّاس بن الوليد النّرسيّ، ومحمّد بن أبي صفوان الثّقفيّ، وعبّاس بن عبد العظيم العنبريّ، ومحمّد بن بشّارٍ، ومحمّد بن المثنّى، وعمرو بن عليٍّ، ومحمّد بن يحيى بن أبي حزمٍ القطعيّ، وأبي عبد الرّحمن النّحويّ، والقاسم بن أميّة الحذّاء، والحسن بن شاذان الواسطيّ، ومسعود بن مسبحٍ الواسطيّ، ومحمّد بن حربٍ النّسائيّ، ومحمّد بن حاتمٍ الجرجرائيّ المعروف بحبيٍّ، وأحمد بن سنانٍ الواسطيّ.
- ومن أهل بغداد ومن عُدّ فيهم: عبيد اللّه بن عمر القواريريّ، ويحيى بن أيّوب، وداود بن رشيدٍ، وسويد بن سعيدٍ الأنباريّ، وأحمد بن حنبلٍ، ويحيى بن معينٍ، وأبو خيثمة زهير بن حربٍ، وأبو معمرٍ إسماعيل بن إبراهيم، وأبو ثورٍ إبراهيم بن خالدٍ الكلبيّ، ويعقوب بن إبراهيم الدّورقيّ، وهارون بن عبد اللّه البزّاز، والعبّاس بن غالبٍ الورّاق، والحسن بن الصّبّاح البزّار، وعبد الوهّاب بن الحكم الورّاق، ومحفوظ بن أبي توبة، وأبو نشيطٍ محمّد بن هارون، وأحمد بن منصورٍ، وعبّاس بن أبي طالبٍ، وسليمان بن توبة أنّهم قالوا كلّهم: من وقف في القرآن إنّه كافرٌ. وقالوا: جهميٌّ.
- ومن أهل مصر ومن عدّ فيهم: نعيم بن حمّادٍ المروزيّ، وأحمد بن صالحٍ المصريّ، ومؤمّل بن إهابٍ الرّبعيّ المكّيّ نزيل مصر، وأبو عبيد اللّه أحمد بن عبد الرّحمن ابن أخي عبد اللّه بن وهبٍ، والرّبيع بن سليمان المراديّ المصريّ.
- ومن أهل الشّام هشام بن عمّارٍ، والمسيّب بن واضحٍ، ومحمّد بن خلفٍ العسقلانيّ، والقاسم بن عثمان الجوعيّ، وإبراهيم بن يعقوب الجوزجانيّ نزيل دمشق.
- ومن أهل الجزيرة والثّغور حامد بن يحيى البلخيّ، وأبو بكرٍ محمّد بن يزيد الأسلميّ الطّرسوسيّ، وإبراهيم بن سعيدٍ الجوهريّ البغداديّ نزيل الرّيّ، وسعيد بن رحمة المصّيصيّ، وأحمد بن حربٍ الموصليّ، ومحمّد بن أيّوب الأصبهانيّ، ومحمّد بن جبلة الرّافقيّ، وزرقان بن محمّدٍ البغداديّ نزيل طرسوس، ويعقوب بن إبراهيم الخشّاب، وعليّ بن موسى القزوينيّ نزيل طرسوس، وأحمد بن شريكٍ السّجزيّ، ونصر بن منصورٍ المصّيصيّ، وعبد العزيز بن أحمد بن شبّويه.
- قالوا: من زعم أنّ القرآن مخلوقٌ فهو كافرٌ باللّه العظيم، ومن قال: لا أدري القرآن مخلوقٌ أو غير مخلوقٍ فهو شاكٌّ في دينه حتّى يعلم أنّ كلام ربّه غير مخلوقٍ. هذا لفظ الثّغريّين، ولفظ الباقين معنى هذا.
- ومن أهل خراسان: إسحاق بن إبراهيم بن مخلدٍ المعروف بابن راهويه أنّه سئل عن الرّجل يقول: القرآن كلام اللّه ويقف،
قال: هو عندي شرٌّ من الّذي يقول مخلوقٌ؛ لأنّه يقتدي به غيره.
فيما روى عنه حرب بن إسماعيل الكرمانيّ، وفيما روى عنه أحمد بن سلمة: ومن وقف فهو كذا. رماه بأمرٍ عظيمٍ وقال: هو ضالٌّ مضلٌّ.
- وعن محمّد بن يحيى الذّهليّ: من وقف في القرآن فمحلّه محلّ من زعم أنّ القرآن مخلوقٌ. وعن عليّ بن حبيبٍ البلخيّ، وعبد بن وهبٍ البلخيّ، ومحمّد بن يحيى البلخيّ، وعبدة بن عبد الرّحيم المروزيّ، وأبي جعفرٍ محمّد بن مهران الجمّال الرّازيّ، وسليمان بن معبدٍ المروزيّ، وأحمد بن الصّبّاح المعروف بابن أبي شريحٍ، ومحمّد بن عيسى الدّامغانيّ، وهارون بن حيّان القزوينيّ، وعبد اللّه بن أحمد بن شبّويه، وأبي حصين بن يحيى الرّازيّ، وإبراهيم بن يوسف البلخيّ، ومحمّد بن فضيلٍ البلخيّ العابد، وأحمد بن يعقوب البلخيّ، وأحمد بن منصورٍ المروزيّ، وأبي هارون محمّد بن خالد بن يزيد الخزّار الرّازيّ، ومعان بن محمّد بن مخلدٍ النّسويّ، وخازم بن يحيى الحلوانيّ، وأحمد بن عبد اللّه الشّعرانيّ، ومحمّد بن داود أبي نصرٍ التّيميّ السّمنانيّ، ومحمود بن خالدٍ الخانقينيّ، وحرب بن إسماعيل الكرمانيّ:
- إنّ من شكّ في القرآن فهو كافرٌ أو جهميٌّ. ومنهم من قال: شرٌّ من جهميٍّ.
- ذكره عبد الرّحمن بن أبي حاتمٍ قال: ثنا الحسن بن أيّوب القزوينيّ قال: ثنا هارون بن أبي علقمة الفرويّ قال: سمعت عبد الملك بن عبد العزيز الماجشون وغيره من علمائنا يقولون: «من وقف في القرآن بالشّكّ فهو كافرٌ».
وذكره عبد الرّحمن قال: ثنا جعفر بن أحمد بن عيسى الرّازيّ قال: حدّثني أبو موسى هارون بن أبي علقمة قال: سمعت عبد الملك بن عبد العزيز الماجشون يقول: «من وقف في القرآن بالشّكّ فهو مثل من قال مخلوقٌ».
- أخبرنا أحمد بن محمّد بن عروة قال: حدّثنا الحسن بن عليّ بن زكريّا قال: سمعت سلمة بن شبيبٍ يقول: سمعت أحمد بن حنبلٍ يقول: الواقفيّ لا تشكّ في كفره.). [شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 2/357-363]