المجلس التاسع: مجلس مذاكرة القسم الخامس من نخبة الفكر

[مصطفى مقدم]

تلخيص درس: طبقات الرواة وأحوالهم

تعريف طبقة الرواة عند المحدثين : هو عبارة عن جمع من الرواة اشتركوا في السن ( على وجه التقريب لا التحديد )، ومنهم من عرّفها بالقرن أي الجيل، ومنهم من وسّع دائرة الطبقة ولم يحددوها بضابط كابن حبّان الذي جعل الصحابة كلهم طبقة واحدة، والتابعين كلهم طبقة واحدة، ومنهم من جعل الصحابة والتابعين على عدة طبقات، وقد يشترك الرجل الواحد في طبقتين، ومثال ذلك الصحابي أنس بن مالك، باعتبار ثبوت صحبته يعدّ في طبقة العشرة المبشرين بالجنة، وباعتبار صغر السن يعدّ في طبقة من بعدهم.

مسألة تحديد العلماء للطبقة :

- من العلماء من يحددها بعشر سنوات كصنيع الإمام الذهبي في كتابه ( تاريخ الإسلام ).

- ومن العلماء من يحددها بأكثر من ذلك كالقرن أي الجيل مصداقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( خير القرون قرني ... ).

- ومن العلماء من يحددها بمفهوم آخر كاختلاف البلدان والأقدمية في الإسلاك كصنيع ابن سعد في الطبقات.

مثال عن الطبقة :

رجل ولد سنة مائتين وعشر بعد الهجرة وتوفي سنة مائتين وثمانون بعد الهجرة، ورجل ولد مائتين وسبع وتوفي سنة مائتين وسبعون بعد الهجرة، يعدان من طبقة واحدة.

تنبيه مهم : والطبقة لا تتقيد بالمحدثين بل تشمل طبقات القراء، وطبقات الفقهاء، وطبقات النحاة، وقد ألف في هذا مؤلفات كطبقات الفقهاء للشيرازي، وطبقات اللغويين والنحاة للسيوطي، وطبقات القراء للذهبي.

فائدة معرفة طبقات الرواة :

- الأمن من تداخل المشتبهين ومن تطابقت أسماؤهم وكناهم.

- وسيلة مهمة ومعينة لمعرفة المدلسين، معرفة الأحاديث المرسلة والمدلّسة والمنقطعة.

- التحقق من المراد من العنعنة.

معرفة مواليد الرواة ووفياتهم :

من المهم للمعتني بعلم الحديث أن يعرف مواليد الرواة ووفياتهم، حتى يضبط مسألة المعاصرة، وبالتالي اتصال السند أو انقطاعه، وكشف صدق الراوي أو كذبه، وقصص العلماء في ذلك كثيرة في كشف بعض من ادعى السماع من شيخ قد توفي بسنوات قبل مولد الراوي، فتفتضح دعواه.

معرفة البلدان أي بلدان الرواة :

من المهم معرفة بلدان الرواة وأوطانهم وأسفارهم، وفائدته الأمن من تداخل أسماء الرواة المتشابهة ولكن تفترق في الأنساب والأوطان كالبصري والمدني والمكي، كما يعرف بها اتصال الأسانيد المتصلة وانقطاعها كمن عرف أنه من أهل البلد الفلاني ولم يعرف أنه سافر ويروي عن أشياخ من أقطار أخرى، يقع الريب في هذه الرواية وتتطلب مزيد بحث.

معرفة أحوال الرواة من حيث العدالة والجرح والجهالة :

والعدالة شرط من شروط الصحيح، فيتعين معرفة حال الرجل من عدالة أو جرح ويؤثر على الحكم على الحديث، أو لا يعرف فهو ي حكم الجهالة متوقَف في الحكم على روايته.

كما أن للعدالة مراتب، فالجرح له مراتب.