دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28 محرم 1441هـ/27-09-2019م, 03:14 PM
ميسر ياسين محمد محمود ميسر ياسين محمد محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 716
افتراضي

أبو عائشة بن الأجدع مسروق الهمداني
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أكرم المرسلين محمد وآله وصحبه أجمعين
نقرأ في سير علماءنا الأكارم القدوات لكل زمان ومكان ؛فتأكل قلوبنا الحسرة .ونتساءل لماذا لم نعرف عنهم ويعرف عنهم أبناءنا منذ نشوء أظفارنا وأظفارهم ليكونوا لنا القدوة الحق والمثل الصادق للحياة الايمانية التي تحقق لنا السعادة فلا تكون قلوبناوقلوبهم خاوية على عروشها -أَتاني هَواها قَبلَ أَن أَعرِفَ الهَوى
فَصادَفَ قَلباً خالِياً فَتَمَكَّنا-
تتخطفها القدوات السيئة القبيحة التي تهدم القيم الايمانية وتؤدي للإنحطاط في الأهدافهم والطموحات.
ابن الأجدع ، الإمام ، القدوة ، العلم ، أبو عائشة مسروق بن الأجدع بن مالك الهمداني من كبار التابعين الذين أسلموا في حياة النبي صلى الله عليه وسلم قال أبو بكر الخطيب : يقال إنه سرق وهو صغير ثم وجد فسمي مسروقا . وأسلم أبوه الأجدع .
تربى في بيوت النبوة ،تبنته عائشة رضوان الله عليها فخلصت نفسه وزكت بهذه النشأة .
لقي عمر بن الخطاب وأبي بكر وروى عنهما ،قال الشعبي ، عن مسروق ، قال : لقيت عمر فقال : ما اسمك؟ فقلت : مسروق بن الأجدع . قال : سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول : الأجدع شيطان أنت مسروق بن عبد الرحمن . قال الشعبي : فرأيته في الديوان مسروق بن عبد الرحمن .وقال ابن المديني : أنا ما أقدم على مسروق أحدا صلى خلف أبي بكر . أبوه الأجدع أفرس فرسان اليمن فكان على نهج أبيه في الشجاعة وزاد عليه شغفاً وحباً لطلب العلم ،عن الشعبي ، قال : ما علمت أن أحدا كان أطلب للعلم -في أفق من الآفاق- من مسروق . وقال: خرج مسروق إلى البصرة إلى رجل يسأله عن آية فلم يجد عنده فيها علمًا، فأخبر عن رجل من أهل الشام، فقدم علينا هاهنا ثم خرج إلى الشام إلى ذلك الرجل في طلبها.فأصبح إمام عصره لا يقدم عليه أحداً كما قال ابن المديني: أنا ما أقدم على مسروق أحدًا. و قول مرة الهمداني وأبو السفر: ما ولدت همدانية مثل مسروق.
لم يثنيه إنشغاله لطلب العلم عن كونه عابداً يستميت في رضا ربه فقد كان يقوم الليل حتى تتورم قدماه فتبكي امراءته شفقةً عليه ،صلاته خاشعة -ولا نزكي على الله أحداً-يتخفف من جميع أعباء الدنيا قبل لقاءه مع ملك الملوك .قال أبو الضحى: كان مسروق يقوم فيصلي كأنه راهب، وكان يقول لأهله: هاتوا كل حاجة لكم فاذكروها لي قبل أن أقوم إلى الصلاة.
قال إبراهيم بن المنتشر: كان مسروق يرخي الستر بينه وبين أهله ويقبل على صلاته ويخليهم ودنياهم.
يا الله ما أعظمها من صلاة !نسأل الله من فضله .
لم يتعلق قلبه بأي متاع دنيا زائل بل كان همه نعيم الآخرة وجنة وسعت السماوات والأرض ،وكان يقول:إني أحسن ما أكون ظنًا حين يقول لي الخادم: ليس في البيت قفيز ولا درهم. .
قال الشعبي: غشي على مسروق في يوم صائف وكانت عائشة قد تبنته فَسَمّى بنته عائشة، وكان لا يعصى ابنته شيئًا، قال: فنزلت إليه فقالت: يا أبتاه أفطر واشرب، قال: ما أردت بي يا بنية؟ قالت: الرفق، قال: يا بنية، إنما طلبت الرفق لنفسي في يوم كان مقدراه خمسين ألف سنة.
وفي مرةٍ أخذ بيد ابن أخ له فارتقى به على كناسة بالكوفة قال: ألا أريك الدنيا، هذه الدنيا أكلوها فأفنوها، لبسوها فأبلوها، ركبوها فأمضوها (أخلفوها وأبلوها) واستحلوا فيها محارم وقطعوا فيها أرحامهم.
قال - رحمه الله -: ما من شيء خير للمؤمن من لحد قد استراح من هموم الدنيا.
ومن مواقف زهده العملية العجيبة ما روي عنه على لسان إبراهيم بن المنتشر: أهدى خالد بن عبد الله بن أسيد عامل البصرة إلى عمي مسروق ثلاثين ألفًا وهو يومئذ محتاج فلم يقبلها.
وقول أبو إسحاق السبيعي: زوج مسروق بنته بالسائب بن الأقرع على عشرة آلاف لنفسه يجعلها في المجاهدين والمساكين.
وقول أبو الضحى: غاب مسروق عاملاً على السلسلة سنتين ثم قدم فنظر أهله في خرجه فأصابوا فأسًا، فقالوا: غبت ثم جئتنا بفأس بلا عود، قال: إنا لله استعرناها نسينا نردها.
كان يتورع عن أخذ الأجر على القضاء ، متأولاً هذه الآية: \"إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم\".كما قال إبراهيم بن المنتشر
لم يقحم نفسه في الفتن فبقي سليماً منها وكان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، شهد صفين ، فوعظ وخوف ولم يقاتل ،وقيل له: أبطأت عن عليٍّ, وعن مشاهده، قال: أرأيتم لو أنه حين صفّ بعضكم لبعض فنزل ملك فقال: ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما أكان ذلك حاجزًا لكم؟ قالوا: نعم، قال: فوالله لقد نزل بها ملك كريم على لسان نبيكم وإنها لمحكمة ما نسخها شيء.
ومن أقواله رحمه الله التي تكتب بماء الذهب :
-كفى بالمرء علما أن يخشى الله تعالى ، وكفى بالمرء جهلا أن يعجب بعمله
-من سره أن يعلم علم الأولين والآخرين ، وعلم الدنيا والآخرة ، فليقرأ سورة الواقعة .
-لا تنشر بزّك إلا عند من يبغيه، أي لا تنشر علمك إلا عند من ينتفع به.
-إن المرء لحقيق أن يكون له مجالس يخلو فيها يتذكر ذنونه ويستغفر منها.
-وقال:لأن أفتي يوما بعدل وحق ، أحب إلي من أن أغزو سنة .
توفي - رحمه الله - تعالى - سنة اثنتين وستين، وقيل ثلاث وستين.
فكما نرى أن حياته كلها بما فيها من مواقف وأقوال موافقة لما جاء به نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم وما كان عليه صحابته الكرام رضوان الله عليهم .يحق لنا أن نتخذه أسوة حسنة وننتفع بهذا الكنز العظيم .
اللهم علمنا ما ينفعنا ونفعنا بما علمتنا وزدنا علماً .
مما استفدته من سيرة هذا العالم الفقيه الجليل حب الآخرة وطلب العلم وأنه هو الغنى الحقيقي للإنسان وأن يكون هم الإنسان رضى ربه وأن يترك الدنيا لأصحابها ولا ينافسهم عليها .وأن يجمع طاقته في صلاته ولا يشتتها بأمور دنيوية . وعدم اتخاذ منصبه ذريعة للانتفاع في الدنيا .والتمسك بالحق مهما كانت الفتن من حولنا .

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 15 جمادى الأولى 1441هـ/10-01-2020م, 09:58 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميسر ياسين محمد محمود مشاهدة المشاركة
أبو عائشة بن الأجدع مسروق الهمداني
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أكرم المرسلين محمد وآله وصحبه أجمعين
نقرأ في سير علماءنا الأكارم القدوات لكل زمان ومكان ؛فتأكل قلوبنا الحسرة .ونتساءل لماذا لم نعرف عنهم ويعرف عنهم أبناءنا منذ نشوء أظفارنا وأظفارهم ليكونوا لنا القدوة الحق والمثل الصادق للحياة الايمانية التي تحقق لنا السعادة فلا تكون قلوبناوقلوبهم خاوية على عروشها -أَتاني هَواها قَبلَ أَن أَعرِفَ الهَوى
فَصادَفَ قَلباً خالِياً فَتَمَكَّنا-
تتخطفها القدوات السيئة القبيحة التي تهدم القيم الايمانية وتؤدي للإنحطاط [للانحطاط] في الأهدافهم والطموحات.
ابن الأجدع ، الإمام ، القدوة ، العلم ، أبو عائشة مسروق بن الأجدع بن مالك الهمداني من كبار التابعين الذين أسلموا في حياة النبي صلى الله عليه وسلم قال أبو بكر الخطيب : يقال إنه سرق [للتمييز، اضبطي هذه الكلمة، سُرِقَ] وهو صغير ثم وجد فسمي مسروقا [العزو] . وأسلم أبوه الأجدع .
تربى في بيوت النبوة ،تبنته عائشة رضوان الله عليها فخلصت نفسه وزكت بهذه النشأة . [العزو؟ والمراد ب " تبنته " في كلامك]
لقي عمر بن الخطاب وأبي [وأبا] بكر وروى عنهما ،قال الشعبي ، عن مسروق ، قال : لقيت عمر فقال : ما اسمك؟ فقلت : مسروق بن الأجدع . قال : سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول : الأجدع شيطان أنت مسروق بن عبد الرحمن [علامات الترقيم هنا مهمة، لتمييز كلام النبي صلى الله عليه وسلم من كلام عمر، ما ضرورة العزو، وبيان صحة الحديث] . قال الشعبي : فرأيته في الديوان مسروق بن عبد الرحمن .وقال ابن المديني : أنا ما أقدم على مسروق أحدا صلى خلف أبي بكر . أبوه الأجدع أفرس فرسان اليمن فكان على نهج أبيه في الشجاعة وزاد عليه شغفاً وحباً لطلب العلم ،عن الشعبي ، قال : ما علمت أن أحدا كان أطلب للعلم -في أفق من الآفاق- من مسروق . وقال: خرج مسروق إلى البصرة إلى رجل يسأله عن آية فلم يجد عنده فيها علمًا، فأخبر عن رجل من أهل الشام، فقدم علينا هاهنا ثم خرج إلى الشام إلى ذلك الرجل في طلبها.فأصبح إمام عصره لا يقدم عليه أحداً كما قال ابن المديني: أنا ما أقدم على مسروق أحدًا. و قول مرة الهمداني وأبو السفر: ما ولدت همدانية مثل مسروق.
لم يثنيه إنشغاله [لم يثنه انشغاله بطلب] لطلب العلم عن كونه [أن يكون] عابداً يستميت في رضا ربه فقد كان يقوم الليل حتى تتورم قدماه فتبكي امراءته شفقةً عليه ،صلاته خاشعة -ولا نزكي على الله أحداً-يتخفف من جميع أعباء الدنيا قبل لقاءه مع ملك الملوك .قال أبو الضحى: كان مسروق يقوم فيصلي كأنه راهب، وكان يقول لأهله: هاتوا كل حاجة لكم فاذكروها لي قبل أن أقوم إلى الصلاة.
قال إبراهيم بن المنتشر: كان مسروق يرخي الستر بينه وبين أهله ويقبل على صلاته ويخليهم ودنياهم.
يا الله ما أعظمها من صلاة !نسأل الله من فضله .
لم يتعلق قلبه بأي متاع دنيا زائل بل كان همه نعيم الآخرة وجنة وسعت السماوات والأرض ،وكان يقول:إني أحسن ما أكون ظنًا حين يقول لي الخادم: ليس في البيت قفيز ولا درهم. .
قال الشعبي: غشي على مسروق في يوم صائف وكانت عائشة قد تبنته فَسَمّى بنته عائشة، وكان لا يعصى ابنته شيئًا، قال: فنزلت إليه فقالت: يا أبتاه أفطر واشرب، قال: ما أردت بي يا بنية؟ قالت: الرفق، قال: يا بنية، إنما طلبت الرفق لنفسي في يوم كان مقدراه خمسين ألف سنة.
وفي مرةٍ أخذ بيد ابن أخ له فارتقى به على كناسة بالكوفة قال: ألا أريك الدنيا، هذه الدنيا أكلوها فأفنوها، لبسوها فأبلوها، ركبوها فأمضوها (أخلفوها وأبلوها) واستحلوا فيها محارم وقطعوا فيها أرحامهم.
قال - رحمه الله -: ما من شيء خير للمؤمن من لحد قد استراح من هموم الدنيا.
ومن مواقف زهده العملية العجيبة ما روي عنه على لسان إبراهيم بن المنتشر: أهدى خالد بن عبد الله بن أسيد عامل البصرة إلى عمي مسروق ثلاثين ألفًا وهو يومئذ محتاج فلم يقبلها.
وقول أبو[أبي] إسحاق السبيعي: زوج مسروق بنته بالسائب بن الأقرع على عشرة آلاف لنفسه يجعلها في المجاهدين والمساكين.
وقول أبو الضحى: غاب مسروق عاملاً على السلسلة سنتين ثم قدم فنظر أهله في خرجه فأصابوا فأسًا، فقالوا: غبت ثم جئتنا بفأس بلا عود، قال: إنا لله استعرناها نسينا نردها.
كان يتورع عن أخذ الأجر على القضاء ، متأولاً هذه الآية: \"إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم\".كما قال إبراهيم بن المنتشر
لم يقحم نفسه في الفتن فبقي سليماً منها وكان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، شهد صفين ، فوعظ وخوف ولم يقاتل ،وقيل له: أبطأت عن عليٍّ, وعن مشاهده، قال: أرأيتم لو أنه حين صفّ بعضكم لبعض فنزل ملك فقال: ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما أكان ذلك حاجزًا لكم؟ قالوا: نعم، قال: فوالله لقد نزل بها ملك كريم على لسان نبيكم وإنها لمحكمة ما نسخها شيء.
ومن أقواله رحمه الله التي تكتب بماء الذهب :
-كفى بالمرء علما أن يخشى الله تعالى ، وكفى بالمرء جهلا أن يعجب بعمله
-من سره أن يعلم علم الأولين والآخرين ، وعلم الدنيا والآخرة ، فليقرأ سورة الواقعة .
-لا تنشر بزّك إلا عند من يبغيه، أي لا تنشر علمك إلا عند من ينتفع به.
-إن المرء لحقيق أن يكون له مجالس يخلو فيها يتذكر ذنونه ويستغفر منها.
-وقال:لأن أفتي يوما بعدل وحق ، أحب إلي من أن أغزو سنة .
توفي - رحمه الله - تعالى - سنة اثنتين وستين، وقيل ثلاث وستين.
فكما نرى أن حياته كلها بما فيها من مواقف وأقوال موافقة لما جاء به نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم وما كان عليه صحابته الكرام رضوان الله عليهم .يحق لنا أن نتخذه أسوة حسنة وننتفع بهذا الكنز العظيم .
اللهم علمنا ما ينفعنا ونفعنا بما علمتنا وزدنا علماً .
مما استفدته من سيرة هذا العالم الفقيه الجليل حب الآخرة وطلب العلم وأنه هو الغنى الحقيقي للإنسان وأن يكون هم الإنسان رضى ربه وأن يترك الدنيا لأصحابها ولا ينافسهم عليها .وأن يجمع طاقته في صلاته ولا يشتتها بأمور دنيوية . وعدم اتخاذ منصبه ذريعة للانتفاع في الدنيا .والتمسك بالحق مهما كانت الفتن من حولنا .

أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ
رسالتكِ رائعة، ولعلها ستكون أكثر روعة إن قمتِ بالتالي:
الأول: العزو، فاحرصي على عزو المرويات إلى مصادرها ولو بترقيمها ثم عمل هامش في نهاية الرسالة لبيان المصدر.
الثاني: في الرسالة الكثير من الأخطاء الإملائية واللغوية، فاحرصي على مراجعتها وتصحيح ما يلزم.
وأرجو مراجعة الوصايا العامة للشيخ عبد العزيز الداخل أعلاه.
التقويم: ب
زادكِ الله توفيقًا وسدادًا.


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 13 شوال 1441هـ/4-06-2020م, 10:05 PM
هناء محمد علي هناء محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 439
افتراضي

أبو مريم زر بن حبيش الأسدي

( إن الملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم رضى بما يصنع )
بهذا الحديث أجاب صفوان بن عسال المرادي رضي الله عنه زرا عندما لقيه في المدينة مقدمه عليها فسأله ما جاء بك ؟ فقال زر : ابتغاء العلم ...
وأي بشرى لطالب العلم تهون عليه ما يلقاه من تعب الترحال ، والصبر على الطلب وطول الطريق وتحصل له لذة ما يجنيه ويسعى له ...
وفد رحمه الله المدينة ما أوفده إليها إلا رغبة في لقاء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من المهاجرين و الأنصار وملازمتهم ونيل علمهم ...

🔺 ذاك هو زر بن حبيش بن حباشة بن أوس بن بلال من بني أسد بن خزيمة ؛ الأسدي ثم الغاضري ( نسبة إلى غاضرة بن مالك من بني أسد بن خزيمة ، الكوفي ... كما ذكر ابن حجر في الإصابة

الإمام المقرئ الثقة المحدث الثبت الفقيه جليل القدر رحمه الله ...
- قال عنه ابن عبد البر فقال : وهو من جلة التابعين ومن كبار أصحاب ابن مسعود وكان عالما بالقرآن قارئا فاضلا
- ووصفه الذهبي بقوله : الإمام القدوة

🔺 كني بأبي مريم ، كناه بها ابن سعد وابن معين وأحمد والبخاري وابن ماكولا وغيرهم ...

أدرك الجاهلية والإسلام ، ولكنه لم ير النبي صلى الله عليه وسلم ، و كان قد جاوز الأربعين عند هجرة رسول الله إلى المدينة ، فهو تابعي جليل مخضرم ... ذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من تابعي الكوفة ... وترجم له ابن حجر في الإصابة في ( من أدرك النبي ولم يره )

أسلم رحمه الله وبقي في قلبه شوق لتطأ قدماه موطئ قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ وكيف يطيب عيش من دخل الإسلام قلبه ثم لم يمتع روحه بزيارة مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم ، فإن لم يدركه صلى في روضته وأدرك أصحابه وغرف من معين علمهم ، فها هو زر يفد على المدينة زمن عمر رضي الله يلتقي بأصحاب رسول الله ... ثم يرتحل إلى الكوفة، فيلزم ابن مسعود فيها ، ويقرأ عليه القرآن ليتعلمه غضا كما نزل ... كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سره ان يقرأ القرآن رطباً كما أنزل، فليقرأه على قراءة ابن أم عبد).

- وقد وفد على المدينة ثانية زمن عثمان رضي الله عنه وشوقه إلى أصحاب رسول الله يحدوه فيروي عنه عاصم قوله : خرجت في وفد من أهل الكوفة، وايم الله إن حرضني على الوفادة إلا لقاء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلما قدمت المدينة أتيت أبيّ بن كعب، وعبد الرحمن بن عوف، فكانا جليسيَّ وصاحبيَّ، فقال أبيٌّ: يا زرّ ما تريد أن تدع من القرآن آية إلا سألتني عنها). رواه ابن سعد.

وقول أبي له ليدل على عظيم حرص زر على ألا يدع شيئا من علم أبي إلا حصله وناله ...

▪ وقد كان له رحمه الله ما أراد ، فقد روى عن أصحاب رسول الله عمر وعثمان و علي بن أبي طالب، وأبي ذر وعبد الله بن مسعود، والعباس وعبد الرحمن بن عوف وأبيّ بن كعب، وحذيفة بن اليمان ... كما ذكر ابن حجر في الإصابة ...

وروى عنه : عاصم بن أبي النجود وهو أكثرهم رواية عنه، والمنهال بن عمرو والأعمش، ومنصور بن المعتمر،وإبراهيم النخعي وإسماعيل بن أبي خالد وأبو إسحق الشيباني وآخرون

🔺علمه :
حصل زر من العلم أغزره ونال من نصيبه أوفره ... فكان مقرئا مفسرا محدثا عالما بالعربية ...
- فقد قرأ زر القرآن وجوّده حتى كان مقرئ الكوفة مع أبي عبد الرحمن السلمي ، وقال عنه تلميذه عاصم : (ما رأيت أقرأ من زر).
وقد عرض القرآن على عبد الله بن مسعود وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب ؛ وتصدر للإقراء فقرأ عليه عاصم بن أبي النجود وسليمان الأعمش وأبو إسحاق السبيعي ويحيى بن وثاب وغيرهم

- وكان مع إقرائه عالما بالتفسير نال منه حظا وافرا إذ التزم أصحاب رسول الله ينهل من علمهم ...

- وكان من الفصحاء المذكورين؛ عالما بالعربية.
قال عاصم بن أبي النجود: (كان زر بن حبيش أعرب الناس،وكان عبد الله بن مسعود يسأله عن العربية). رواه ابن سعد

- أثنى الأئمة على زر وقدروا له قدره ومكانته ...
فعن أبي بكر بن عياش عن عاصم قال : كان زر أكبر من أبي وائل ، فكانا إذا جلسا جميعا لم يحدث أبو وائل مع زر ) يعني تأدبا معه لسنه ... رواه ابن سعد ؛ وقال في ترجمته : كان ثقة كثير الحديث

- وقال يحيى بن معين عنه : زر بن حبيش ثقة

- وقال أبو جعفر البغدادي : قلت لأحمد : فزر وعلقمة والأسود ؟ قال هؤلاء أصحاب ابن مسعود وهم الثبت فيه ... رواه الحافظ في تهذيب التهذيب

🔺زهده :
كان زر متخففا من الدنيا آخذا منها بما يبلغه الغاية ويعينه على الطلب ، فعن عاصم بن أبي النجود قال : أكثر ما رأيت زر بن حبيش يأتي في ثوب واحد عاقده على عنقه حتى يدخل في الصف مع القوم ) أخرجه ابن سعد

🔺وفاته :
روى عيسى بن طلحة الأسدي أنه سمع زرا يدعو في السحر ( اللهم ارزقني طيبا واستعملني صالحا ...) يرددها ويكررها كما روى ذلك ابن عساكر ...
ويا لله إذ ألهمه هذا الدعاء فاستعمله الله عمرا ودهرا حتى قيل أنه بلغ مئة واثنين وعشرين وقيل مئة وسبعة وعشرين عاما لما توفي ...
قال إسماعيل بن أبي خالد : ( رأيت زر بن حبيش وقد أتى عليه عشرون ومائة سنة وإن لحييه ليضطربان من الكبر). رواه ابن سعد.

عمّر رحمه حتى أدرك خلافة عبد الملك بن مروان، ومات سنة 82هـ قبل وقعة الجماجم، وله من العمر 127سنة على قول أبي نعيم، و122 سنة على قول ابن حبّان.

وقد كتب الله لقراءته الانتشار ، حتى أن الأمة الإسلامية أغلبها لتقرأ بقراءة الإمام عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رسول الله
رحمه الله رحمة واسعة وجزاه عنا وعن الأمة خير ما يجزي شيخا عن تلامذته ...

🔺 فوائد من دراسة سيرته :
- الحرص على طلب العلم والارتحال في سبيله وفضل ما لطالب العلم
- أول ما يبدأ فيه من العلم هو القرآن
- لا ينال العلم إلا بلسان سؤول وقلب عقول ...
- من أفضل ما يتحصل به العلم ملازمة الأستاذ ، فها هو زر لما وفد المدينة لازم أبيا يسأله عن كل آية ، ولما قدم الكوفة لازم ابن مسعود فيها رضي الله عنهم جميعا
وقد قال الشافعي :
أخي لن تنال العلم إلا بستة ..... سأنبيك عن تفصيلها ببيان
ذكاء وحرص واجتهاد وبلغة ..... وصحبة أستاذ وطول زمان


- أهمية تقدير العلماء وإعطائهم مكانتهم بين الناس
- لن يعطيك العلم بعضه حتى تعطيه كلك ، فهاهو زر يفني عمره بين متعلم ومعلم
- زكاة العلم تعليمه ، فها هو زر في مجالسه نراه مقرئا محدثا مفسرا مزكيا لما نهله من العلوم
- ينبغي لمن أراد علم التفسير أن يفقه العربية ويتعلمها ، فهي لغة القرآن وبها سلامة فهمه

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 27 شوال 1441هـ/18-06-2020م, 11:49 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هناء محمد علي مشاهدة المشاركة
أبو مريم زر بن حبيش الأسدي

( إن الملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم رضى بما يصنع )
بهذا الحديث أجاب صفوان بن عسال المرادي رضي الله عنه زرا عندما لقيه في المدينة مقدمه عليها فسأله ما جاء بك ؟ فقال زر : ابتغاء العلم ...
وأي بشرى لطالب العلم تهون عليه ما يلقاه من تعب الترحال ، والصبر على الطلب وطول الطريق وتحصل له لذة ما يجنيه ويسعى له ...
وفد رحمه الله المدينة ما أوفده إليها إلا رغبة في لقاء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من المهاجرين و الأنصار وملازمتهم ونيل علمهم ...

🔺 ذاك هو زر بن حبيش بن حباشة بن أوس بن بلال من بني أسد بن خزيمة ؛ الأسدي ثم الغاضري ( نسبة إلى غاضرة بن مالك من بني أسد بن خزيمة ، الكوفي ... كما ذكر ابن حجر في الإصابة

الإمام المقرئ الثقة المحدث الثبت الفقيه جليل القدر رحمه الله ...
- قال عنه ابن عبد البر فقال : وهو من جلة التابعين ومن كبار أصحاب ابن مسعود وكان عالما بالقرآن قارئا فاضلا
- ووصفه الذهبي بقوله : الإمام القدوة

🔺 كني بأبي مريم ، كناه بها ابن سعد وابن معين وأحمد والبخاري وابن ماكولا وغيرهم ...

أدرك الجاهلية والإسلام ، ولكنه لم ير النبي صلى الله عليه وسلم ، و كان قد جاوز الأربعين عند هجرة رسول الله إلى المدينة ، فهو تابعي جليل مخضرم ... ذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من تابعي الكوفة ... وترجم له ابن حجر في الإصابة في ( من أدرك النبي ولم يره )

أسلم رحمه الله وبقي في قلبه شوق لتطأ قدماه موطئ قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ وكيف يطيب عيش من دخل الإسلام قلبه ثم لم يمتع روحه بزيارة مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم ، فإن لم يدركه صلى في روضته وأدرك أصحابه وغرف من معين علمهم ، فها هو زر يفد على المدينة زمن عمر رضي الله يلتقي بأصحاب رسول الله ... ثم يرتحل إلى الكوفة، فيلزم ابن مسعود فيها ، ويقرأ عليه القرآن ليتعلمه غضا كما نزل ... كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سره ان يقرأ القرآن رطباً كما أنزل، فليقرأه على قراءة ابن أم عبد).

- وقد وفد على المدينة ثانية زمن عثمان رضي الله عنه وشوقه إلى أصحاب رسول الله يحدوه فيروي عنه عاصم قوله : خرجت في وفد من أهل الكوفة، وايم الله إن حرضني على الوفادة إلا لقاء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلما قدمت المدينة أتيت أبيّ بن كعب، وعبد الرحمن بن عوف، فكانا جليسيَّ وصاحبيَّ، فقال أبيٌّ: يا زرّ ما تريد أن تدع من القرآن آية إلا سألتني عنها). رواه ابن سعد.

وقول أبي له ليدل على عظيم حرص زر على ألا يدع شيئا من علم أبي إلا حصله وناله ...

▪ وقد كان له رحمه الله ما أراد ، فقد روى عن أصحاب رسول الله عمر وعثمان و علي بن أبي طالب، وأبي ذر وعبد الله بن مسعود، والعباس وعبد الرحمن بن عوف وأبيّ بن كعب، وحذيفة بن اليمان ... كما ذكر ابن حجر في الإصابة ...

وروى عنه : عاصم بن أبي النجود وهو أكثرهم رواية عنه، والمنهال بن عمرو والأعمش، ومنصور بن المعتمر،وإبراهيم النخعي وإسماعيل بن أبي خالد وأبو إسحق الشيباني وآخرون

🔺علمه :
حصل زر من العلم أغزره ونال من نصيبه أوفره ... فكان مقرئا مفسرا محدثا عالما بالعربية ...
- فقد قرأ زر القرآن وجوّده حتى كان مقرئ الكوفة مع أبي عبد الرحمن السلمي ، وقال عنه تلميذه عاصم : (ما رأيت أقرأ من زر).
وقد عرض القرآن على عبد الله بن مسعود وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب ؛ وتصدر للإقراء فقرأ عليه عاصم بن أبي النجود وسليمان الأعمش وأبو إسحاق السبيعي ويحيى بن وثاب وغيرهم

- وكان مع إقرائه عالما بالتفسير نال منه حظا وافرا إذ التزم أصحاب رسول الله ينهل من علمهم ...

- وكان من الفصحاء المذكورين؛ عالما بالعربية.
قال عاصم بن أبي النجود: (كان زر بن حبيش أعرب الناس،وكان عبد الله بن مسعود يسأله عن العربية). رواه ابن سعد

- أثنى الأئمة على زر وقدروا له قدره ومكانته ...
فعن أبي بكر بن عياش عن عاصم قال : كان زر أكبر من أبي وائل ، فكانا إذا جلسا جميعا لم يحدث أبو وائل مع زر ) يعني تأدبا معه لسنه ... رواه ابن سعد ؛ وقال في ترجمته : كان ثقة كثير الحديث

- وقال يحيى بن معين عنه : زر بن حبيش ثقة

- وقال أبو جعفر البغدادي : قلت لأحمد : فزر وعلقمة والأسود ؟ قال هؤلاء أصحاب ابن مسعود وهم الثبت فيه ... رواه الحافظ في تهذيب التهذيب

🔺زهده :
كان زر متخففا من الدنيا آخذا منها بما يبلغه الغاية ويعينه على الطلب ، فعن عاصم بن أبي النجود قال : أكثر ما رأيت زر بن حبيش يأتي في ثوب واحد عاقده على عنقه حتى يدخل في الصف مع القوم ) أخرجه ابن سعد

🔺وفاته :
روى عيسى بن طلحة الأسدي أنه سمع زرا يدعو في السحر ( اللهم ارزقني طيبا واستعملني صالحا ...) يرددها ويكررها كما روى ذلك ابن عساكر ...
ويا لله إذ ألهمه هذا الدعاء فاستعمله الله عمرا ودهرا حتى قيل أنه بلغ مئة واثنين وعشرين وقيل مئة وسبعة وعشرين عاما لما توفي ...
قال إسماعيل بن أبي خالد : ( رأيت زر بن حبيش وقد أتى عليه عشرون ومائة سنة وإن لحييه ليضطربان من الكبر). رواه ابن سعد.

عمّر رحمه حتى أدرك خلافة عبد الملك بن مروان، ومات سنة 82هـ قبل وقعة الجماجم، وله من العمر 127سنة على قول أبي نعيم، و122 سنة على قول ابن حبّان.

وقد كتب الله لقراءته الانتشار ، حتى أن الأمة الإسلامية أغلبها لتقرأ بقراءة الإمام عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رسول الله
رحمه الله رحمة واسعة وجزاه عنا وعن الأمة خير ما يجزي شيخا عن تلامذته ...

🔺 فوائد من دراسة سيرته :
- الحرص على طلب العلم والارتحال في سبيله وفضل ما لطالب العلم
- أول ما يبدأ فيه من العلم هو القرآن
- لا ينال العلم إلا بلسان سؤول وقلب عقول ...
- من أفضل ما يتحصل به العلم ملازمة الأستاذ ، فها هو زر لما وفد المدينة لازم أبيا يسأله عن كل آية ، ولما قدم الكوفة لازم ابن مسعود فيها رضي الله عنهم جميعا
وقد قال الشافعي :
أخي لن تنال العلم إلا بستة ..... سأنبيك عن تفصيلها ببيان
ذكاء وحرص واجتهاد وبلغة ..... وصحبة أستاذ وطول زمان


- أهمية تقدير العلماء وإعطائهم مكانتهم بين الناس
- لن يعطيك العلم بعضه حتى تعطيه كلك ، فهاهو زر يفني عمره بين متعلم ومعلم
- زكاة العلم تعليمه ، فها هو زر في مجالسه نراه مقرئا محدثا مفسرا مزكيا لما نهله من العلوم
- ينبغي لمن أراد علم التفسير أن يفقه العربية ويتعلمها ، فهي لغة القرآن وبها سلامة فهمه


التقويم: أ
الخصم للتأخير
بارك الله فيكِ، وزادكِ من فضله.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثاني

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:35 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir