(2) أصول منهج مالك بن نبي في كتاب الظاهرة القرآنية
قال أبو فهر محمود بن محمد شاكر الحسيني (ت: 1418هـ): (2)
(وهذا المنهج الذي سلكه مالك، منهج يستمد أصوله من تأمل طول في طبيعة النفس الإنسانية، وفي غريزة التدين في فطرة البشر، وفي تاريخ المذاهب والعقائد التي توسم بالتناقض أحيانًا، ولكنها تكشف عن مستور التدين في كل إ نسان. ثم هو يستمد أصوله من الفحص الدائب في تاريخ النبوة وخصائصها، ثم في سيرة رسول الله بأبي هو وأمي، منذ نشأته إلى أن لحق بالرفيق الأعلى، ثم في هذا البلاغ الذي جاء ليكون بنفسه، دليلاً على
[مداخل إعجاز القرآن: 143]
صدق نفسه، أنه كلام الله، المفارق لكلام البشر من جميع نواحيه.
وفي خلال هذا المنهج تستعلن لك المحنة التي عاناها مالك، كما عانيتها أنا وكما عاناها جيل من المسلمين في هذا القرن. بل إنك لتجد المحنة ماثلة في (مدخل الدراسة، وهو الفصل الذي استفتح به كتابه، حيث صور لك مشكلة الشباب المسلم المتعلم في هذا العصر، وما كان قاساه، وما لا يزال يقاسيه، من العنت في إدراك إعجاز القرآن، إدراكًا يرضاه ويطمئن إليه). [مداخل إعجاز القرآن: 143-144]