مجلس المذاكرة التاسع .
القسم الأول من كتاب خلاصة تفسير القرآن .
ج1/ ذكر أوصاف القرآن العامة الجامعة :-
1- أوصاف القرآن تدل أنه الأصل والأساس لجميع العلوم النافعة ، والفنون المرشدة لخيري الدنيا والآخرة .
2- من أوصافه :- الهدى والرشد والفرقان ، ومبين وتبيان لكل شيء ، يهدي لكل ما يحتاجه الناس في أمورهم ، ويرشدهم للطريق المستقيم .
3- فيه بيان الأصول والفروع ، وأدلتها النقلية والعقلية .
4- قيد هدايته بقيود :-
- هدى للمتقين ، لقوم يعقلون ، يتفكرون ،ولابد لهدايته من عقل وتفكير وتدبر لآياته، ونية صادقة للإفادة منه حقا ،وليس لغرض دنيوي .
5- هو رحمة:-
خير الدنيا والآخرة والدين ، وكلما زاد الاهتداء به زادت له الرحمة والخير والسعادة والفلاح .
6- هو نور :-
لبيانه وتوضيحه العلوم النافعة ، والمعاني الكاملة ، يخرج من ظلمات الجهل والكفر والمعاصي والشقاء إلى نور العلم والطاعة والرشاد.
7- شفاء لما في الصدور :-
من أمراض القلوب ، كالنفاق والشقاق والكرة والحسد ،وأمراض الأبدان المتنوعة .
ويرشد إلى وسائل العلاج منها ،والشفاء من العلل النفسية والبدنية والفكرية ، وشفاء لأمراض الشهوات وعلاجها بالمواعظ .
8- كله محكم، وكله متشابه في الحسن والبلاغة والفصاحة ،ومحكم في ترتيبه وأحكامة ودقته وتناسقة ،ومحكم : في تنزيل الأمور منازلها ، ووضعها مواضعها ،وليس فيه تناقض ولا اختلاف .
9- حسنه :-
في بيان الأخلاق والآداب ، لفظا ومعنى ، ورد المتشابهات إلى المحكمات ، التي هي نص في المراد .
10- كله صلاح :- يهدي إلى الإصلاح ، للعقائد والقلوب والأخلاق والأعمال ، ويهدي لكل صلاح ،فالقرآن فيه مزج عجيب هو من كماله وعظيم تأثيرة ،فهو : كتاب تربيه تقوم الأخلاق ،
وكتاب تعليم يزيل الجهالات .
ج 2 :
منّة الله على الناس ببعثه النبي صلى الله عليه وسلم
1- " لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم ...." هي أكبر المنن ، هذا الرسول الجامع لكمال المحاسن ،وبها كمّل المؤمنين علما وعملا..، -بعثَه منهم :يعرفونه وصدقه وأمانته ،
يتلوا عليهم آياته :- يعلمهم ألفاظها ويشرح معانيها ، يزكيهم :- يطهرهم من الشرك والمعاصي والرذائل، وينميهم على الأخلاق الحميدة .
الحكمة :- السنة .
وبالقرآن والسنة :كل كمال وهداية وحفظ من الشرور ،فعلم النبي عليه السلام-أمته ودرسهم وهداهم ...
-وقام عليه السلام بتعليم أمته كل خير وفضل وصلاح ،وخاصة تعليم القرآن الكريم وتفسيره والاهتداء به.
وعلم أمته الأحكام الشرعية وتفصيلاتها الدقيقة في الاعتقاد والأحكام الفقهية والأخلاق ،وكان قدوة حسنة لهم ،
ثم إن الصحابة والتابعين ومن بعدهم من السلف تناقلوا تلك الهدايات للناس وعلموهم إلى يومنا هذا،فبلغ الرسالة ونصح الأمة ،وزكاهم بكل أنواع التزكية وأكملها وأشملها .
ج3:
من فوائد الآية:
" أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر ..."
1- الأمر بالصلاة بلفظ الإقامة " وأقيموا الصلاة ..." .
2-الإقامة :- أمر بفعلها ،وتكميل أركانها وسننها ،وجعلها شريعة ظاهرة .
3- أمر بإقامتها لأوقاتها الخمسة أو الثلاثة ،وإضافتها إلى أوقاتها من باب إضافة الشيء إلى سببه الموجب له .
4-دلوك الشمس :- زوالها واندفاعها من المشرق نحو المغرب ،
وصلاة الظهر : أول الدلوك ، والعصر : آخره .
5-غسق الليل : ظلمته ، فدخل في ذلك صلاة المغرب ، وهو ابتداء الغسق ، وصلاة العشاء آخره .
6-قرآن الفجر :- صلاة الفجر ، وسماها قرآنا لمشروعية إطالة القراءة فيها ، ولفضل قراءتها لكونها مشهودة ، يشهدها الله ، وتشهدها الملائكة ( ملائكة الليل والنهار ) .
7- ذكر الأوقات الخمسة صريحا ، ولم يصرح في القرآن بها إلا هنا ، والمأمورات فرائض .
8- الوقت شرط لصحة الصلاة ،وسبب لوجوبها ،ويرجع للرسول في مقادير الأوقات والركعات والسجدات والهيئات .
9- وفيها : أن الظهر والعصر يجمعان للعذر ، لأن الله جمع وقتهما في وقت واحد للمعذور ، ووقتان لغير المعذور .
10- فضيله صلاة الفجر ، وفضيلة إطالة القرآن فيها ، وأن القراءة فيها ركن ، لأن العبادة إذا سميت ببعض أجزائها دل على فضيلته وركنيته ، وعبر الله عن الصلاة بالقراءة والركوع وبالسجود وكلها أركانها المهمة .
11- " ومن الليل فتهجد به " :صل به في أوقاته نافلة لك : لتكون صلاة الليل زيادة لك في علو المقامات ورفع الدرجات، بخلاف غيرك فإنها تكون كفارة لسيئاته ،
أو يحتمل أن صلاة الليل فرض عليك وحدك لكرامتك على الله ، حيث وظيفتك أكثر من غيرك ، ومنّ عليك بالقيام بها ليكثر ثوابك ، ويرتفع مقامك ، وتنال المقام المحمود ، مقام الشفاعة العظمى وتكون له اليد البيضاء .
تفسير قوله تعالى" يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام " :
- مقاصد تشريع الصيام : وآدابه وبعض أحكامه ،
قال تعالى " يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام " :- وهذا امتنان من الله سبحانه على عبادة بهذه الفريضة ، لأنها من الشرائع الكبار التي فيها تحقيق مصالح عظيمة ، وثمرات جليلة ،
"لعلكم تتقون " :إن الصيام من أعظم أسباب التقوى ،لأنه امتثال لأمر الله واجتناب لنواهية ،كما أن فيه سعادة للعباد في الحاضر والمعاد ، لأن فيه تقديم لمحبة الله على محبة النفس ، لأن الله اختصه لنفسه " إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به " :ومن مقاصده: تحصيل زيادة الإيمان ،والتمرن على الصبر على المشاق والصعوبات والجوع والعطش ، وهو مجال لكثرة الطاعات من الصلاة والذكر وقراءة القرآن .
ومن مقاصده : ردع النفس عن شهواتها وترك ما تهوى ،وفيه تضييق لمجاري الشيطان، وبالتالي تقل معاصي الإنسان ،
ومن مقاصدة أن الغني يحس بحاجة الفقير، فيسعى للبذل والعطاء ومواساة الفقراء والمعدمين ،
" أيامًا معدودات " :
أي أيام الصيام قليلة سهلة ، يشترك فيها جميع الناس وهذا مما يهونه .
" فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر "
وهذا تسهيل آخر ، شرع لحاجة المشقة ،فرخص الفطر ،ثم يقضي ما فاته في أيام أخرى ، تحصيلا لمصلحته .
" فعدة من أيام أخر " :- وله أن يختار ما شاء من أيام السنة ليقضي ما فاته حسب مصلحته في البرد أو الاعتدال .
" وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين" :-
هذا في بدء فرض الصيام ، لما فيه من مشقة مفاجئة لهم ، فخيروا بداية الأمر حسب استطاعتهم ، ثم فرض حتما بعد التمرن عليه .
أو " وعلى الذين يطيقونه " أي :يتكلفون الصيام ،ويشق عليهم مشقة لا تحتمل ،كالكبار والمريض فدية : طعام مسكين عن كل يوم يفطره .