المجموعة الرابعة:
س1: ما هي أهمّ مباحث علم فضائل القرآن؟
ج1: أهم مباحث علم فضائل القرآن هي:
1) بيان معاني أسماء القرآن وصفاته التي وردت في القرآن، وهو مبحث جليل عظيم النفع في بيان فضائل القرآن-إن حسن جمع مادته مع وجودة عرضها- لأنه مبني على تدبر معاني أسماء القرآن وصفاته التي وصفه الله بها، وبيان أثارها ومقتضياتها.
2) جمع الأحاديث والآثار المروية في فضائل القرآن.
3) بيان فضل تلاوة القرآن وفضل اتباع هداه.
4) بيان فضل تعلم القرآن وتعليمه.
5) بيان فضل أهل القرآن، وهو فرع على فضل القرآن؛ فإنما نالوا هذه المنزلة بسبب اشتغالهم به.
6) بيان فضائل بعض الآيات والسور.
7) بيان تفاضل بعض الآيات والسور.
8) بيان خواص القرآن.
س2: بيّن ثمرات التفكّر في صفات القرآن.
ج2: لمعرفة صفات القرآن والتفكر بها ثمرات عظيمة منها:
-تبصر المؤمن بفضائل القرآن وعظمة شأنه فيعظمه ويعظم هداه، ويعرف قدره ويرعى حرمته.
-تكسب المؤمن اليقين بصحة منهجه لأنه مبني على هدي القرآن، فيصمد في مواجهة الشبهات، ويكون له من بصائره فرقانا يميز به بين الحق والباطل، قال تعالى:"فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ".
-ترغب المسلم في مصاحبة القرآن تلاوة واتباعا وتفقها وتعليما وتمسكا بهديه.
-تدحض كيد الشيطان ومحاولته تثبيط همة المؤمن عن تلاوته واتباع هديه؛ لأنها تذكره بفضائله وعظيم قدره فينشط في مصاحبته.
- تحصن المؤمن من طلب العلم والهداية من منهل يحالف هدي القرآن، فمن عرف فضل القرآن لا يرضى بما دونه هاديا ومرشدا.
-سبب لنجاة المؤمن من مضلات الفتن.
-تفيد المسلم علما شريفا من أشرف العلوم وأعظمها نفعا، وهذا العلم يؤهل من ناله للدعوة إلى سبيل الله على بصيرة.
س3: اذكر أدلّة الصفات التالية للقرآن مع بيان معانيها بإيجاز.
أ – عليّ: قال تعالى:"وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ"، وهذا الوصف يتضمن علو قدره وعلو صفاته ورفعة شأنه، وتنزهه عن الباطل وعن الاختلاف والتناقض والضعف.
ب – عزيز: قال تعالى:"وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ" وعزة القرآن تتضمن :
-عزة القدر؛ فهو يعلو ولا يعلى عليه ويحكم ولا يحكم عليه ويغير الأحوال والدول ولا يتغير.
-عزة الغلبة؛ فحججه دامغة للباطل، وهي أحسن الحجج وأبينها وأوضحها من غير تكلف ولا تعقيد.
-عزة امتناع؛ فالله تعالى أعزه وحفظه، فهو باق إلى أن يرفعه الله من السطور والصدور، لا يبدل ولا يحرف ولا يندثر ولا يهجر بالكلية.
ج – مبارك: قال تعالى:" وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ". ووصفه بأنه مبارك هو صيغة اسم مفعول أي أن الله تعالى هو الذي باركه؛ أي أودع فيه البركة وهي الخير الكثير المتزايد، وهذه البركة أنواعها كثيرة، ففي ألفاظه بركة وفي معانيه بركة وفي هداياته بركة وفي أخذه بركة وفي تعليمه بركة وفي تلاوته بركة، وأجره مبارك وثوابه مبارك، والاستشفاء به بركة، والبيت الذي يتلى فيه يتسع بأهله والصدر الذي يحويه ينشرح ويتسع بل إن الورق الذي يكتب فيه تناله الركة فيعظم وينزه، وكما أن بركاته في الدنيا لا تنقضي فإن بركته في الآخرة أعظم، فهو بركة على صاحبه فب القبر وفي الموقف وعلى الصراط وفي ارتقاء درجات الجنان.
د- موعظة: قال تعالى:" هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ". والموعظة هي التذكير بما يلين القلب ليزدجر عن السوء فيسلم من مغبة الوقوع فيه، ويحذر فوات الخير فيبادر إلى اغتنامه. ومواعظ القرآن هي أنفع المواعظ وأبلغها أثرا؛ فمبناها على العلم التام، والرحمة والحكمة وغايتها إرشاد الناس لما فيه صلاح دنياهم وآخرتهم.
س4: تحدّث عن عظمة القرآن بإيجاز
ج4: إن من بيان دلائل فضل ا لقرآن وصفه بأنه عظيم، فهو عظيم القدر عظيم الصفات:
-فمن عظمة قدره أنه كلام الله: فلا أحسن ولا أجل ولا أصدق من كلام الله، فالقرآن كلام الله، وقد تجلى فيه لعباده بصفات كماله وجماله وجلاله بما يرسخ في قلوب العباد محبته وتعظيمه وطلب مرضاته واجتناب موجبات سخطه وغضبه والتعرض لنفحات رحمته وسؤال جميل عطاياه.
-ومن عظمة قدره:كثرة أسمائه وأوصافه المتضمنة لمعان جليلة عظيمة تدل على عظمة المسمى بها والمتصف بها.
- ومن عظمة قدره أن أقسم الله تعالى به في مواضع كثيرة من القرآن مما يدل على شرفه ورفعة قدره.
- ومن عظمة قدره أن أرسل الله الرسل من أجل تبليغه وبيانه للناس.
- ومن عظمة قدره أنه محفوظ بحفظ الله
- ومن عظمة قدره أنه أفضل الكتب وأحبها إلى الله.
- ومن عظمة قدره أن اختار الله له أفضل الرسل لبيانه وأفضل الملائكة لبلاغه وأفضل الشهور وخير الليالي لنزوله.
- ومن عظمة قدره أن جعل له في قلوب المؤمنين مكانة عظيمة، وجعل العلم به أشرف العلوم، وجعل أهله في أشرف المراتب في الدنيا والآخرة.
- ومن عظمته أن جعل هدايته أعظم الهدايات، وبيانه أبلغ البيان، وشريعته أكمل الشرائع، وقصصه أحسن القصص، وخبره أصدق الأخبار، وموعظته أجل المواعظ.
وهذا بعض من دلائل عظمة القرآن في الدنيا وأما عظمته في الآخرة فمما يمتد الحديث به، ومن ذلك:
- أنه يحاج عن صاحبه في قبره ويشفع له.
- أنه يظلل صاحبه في الموقف يوم القيامة، ففي صحيح مسلم من حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( يؤتى يوم القيامة بالقرآن وأهله الذين كانوا يعملون به في الدنيا تقدمه سورة البقرة وآل عمران تحاجان عن صاحبهما )).
- أنه كرامة ورفعة عظيمة لصاحبه يوم الجزاء إذ يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها، كما صح بذلك الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.
فهذا ما كان من بيان عظمة قدر القرآن، أما عن صفاته فقد وصفه الله تعالى بصفات عظيمة جليلة منها أنه نور وهدى وضياء، وأنه علي عزيز، وأنه شفاء ورحمة وذكرى وموعظة وذكر، وأنه الحق والتبيان إلى غير ذلك من الأوصاف الجليلة التي تنبئ عن عظمة قدره وعظمة صفاته.
س5: ما هي اقتراحاتك للطرق المناسبة لنشر فضائل القرآن في هذا العصر؟ وكيف يستفاد منها في الدعوة إلى الله تعالى؟
ج5: نشر فضائل القرآن من خير الوسائل التي تربط الناس بدينهم وتردهم إلى الطريق المستقيم وتحبب إليهم سبل الهداية، ولابد للمسلم من استغلال وسائل التواصل الحديثة في نشر فضائل القرآن، ومن ذلك:
- إقامة الدورات العلمية لبيان فضائل القرآن مثل ما يقوم به معهدنا جزى الله القائمين عليه خيرا.
- تصميم منشورات تحوي بعضا من فضائل القرآن ونشرها على منصات التواصل الاجتماعي ليطلع عليها العامة ممن ليس لديهم اهتمام بالدورات العلمية.
- ضرورة تضمين مناهج التعليم دروسا تبين فضائل القرآن لتحبيبه إلى النشء فإن تعذر ذلك فلا أقل من أن تولي دور التحفيظ شيئا من الاهتمام بهذا الأمر
- تعويد الأطفال في البيوت على احترام القرآن وتعظيم شأنه من نعومة أظافرهم وأن يحرص الوالدان على تلاوته وتدارسه أمام اطفالهم وإشراك من وصل سن التمييز منهم في ذلك.
توجيه النشء إلى البحث في القرآن عن حلول لما يعترضهم من مشكلات، وإجابة ما يحيرهم من تساؤلات، حتى يتعرفوا على هداياته.